[QUOTE][FRAME="8 90"]
بسم الله الرحمن الرحيم

( ادعوني استجب لكم ) .. بشرطها وشروطها .
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعدائهم .
روي أن أعرابياً قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزل قوله تعالى :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

وروي أن الصادق عليه السلام قرأ أَمن يجيب المضطر إذا دعاه فسئل ما لنا ندعو ولا يستجاب لنا فقال لأنّكم تدعون من لا تعرفون وتسألون ما لا تفهمون فالاضطرارعين الدين وكثرة الدعاء مع العمى عن الله من علامة الخذلان من لم يشهد ذلّة نفسه وقلبه وسره تحت قدرة الله حكم على الله بالسؤال وظن أن سؤاله دعاء والحكم على الله من الجرأة على الله.
وفي الكافي عنه عليه السلام أنه قيل له في قوله سبحانه ادعوني استجب لكم ندعوه ولا نرى إجابة قال أفترى الله عزو جل أخلف وعده قال لا قال فممّ ذلك قال لا أدري قال لكني أخبرك من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه قيل وما جهة الدعاء قال تبدأ وتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ثم تذكر ذنوبك فتقرّ بها ثم تستعيذ منها فهذا جهة الدعاء.
وعن الامام الصادق عليه السلام : أن العبد ليدعو فيقول الله للملكين قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته وان العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجّلوا له حاجته فإني أبغض صوته.

والقمّي عنه عليه السلام أنه قيل له إن الله تعالى يقول: ادعوني أستجب لكم وإنا ندعوه فلا يستجاب لنا فقال لأنكم لا توفون بعهد الله وان الله يقول:
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }
[البقرة: 40] والله لو وفيتم لله لوفى لكم.
وفي الكافي عنه عليه السلام أن من سره أن يستجاب دعوته فليطيّب مكسبه.
وروي عنه عليه السلام إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاء فلييأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله عز وجل فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه ويأتي حديث آخر في هذا الباب في سورة المؤمن إن شاء الله.

قال: قلتُ للرضا عليه السّلام: جُعِلت فداك، إنّي قد سألتُ اللهَ تبارك وتعالى حاجةً منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي مِن إبطائها شيء.. فقال لي: أخبِرْني عنك لو أنّي قلتُ قولاً كنتَ تَثق به منّي ؟ قلت له: جُعلت فداك، وإذا لم أثِقْ بقولك فبِمَن أثِق ؟! قال: فكُنْ باللهِ أوثَقَ، فإنّك على موعدٍ من الله، أليس اللهُ تبارك وتعالى يقول: وإذا سألكَ عِبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الداعِ إذا دَعانِ فَلْيستَجيبوا لي ولْيُؤمِنوا بي لعلّهم يَرشُدون
الذَّنْب: قال الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ العبد يسأل الحاجةَ فيكون مِن شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريبٍ أو وقتٍ بطيء، فيُذنب العبد ذنباً فيقول اللهُ تبارك وتعالى للمَلَك: لا تَقْضِ حاجتَه واحرِمْه إيّاها؛ فإنّه تَعرَّض لسَخَطي واستَوجَب الحِرمانَ منّي.
2 ـ الظلم: قال الإمام عليٌّ عليه السّلام: إنّ الله أوحى إلى عيسى بن مريم: قُلْ للملأ مِن بني إسرائيل... إنّي غير مُستَجيبٍ لأحدٍ منكم دعوةً ولأحدٍ مِن خَلْقي قِبَلَه مَظْلَمة.
3 ـ مناقضة الإجابة للحكمة: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ كرمَ الله لا يَنقُض حِكمته؛ فلذلك لا تَقَعُ الإجابةُ في كلِّ دعوة

وقد كان أمير المؤمنين عليه السّلام يَخطُب يوماً في صلاة الجمعة، فقام إليه رجل فسأله عن قول الله تعالى: اُدْعُوني أستَجِبْ لكُم ، ما بالُنا ندعو فلا نُجاب ؟ فأجابه الإمام عليه السّلام: لأنّ قلوبكم خانت بثمانِ خصال:
أوّلها: أنّكم عَرفَتُم اللهَ فلم تُؤدّوا حقَّه كما أوجَب عليكم، فما أغنَتْ معرفتُكم شيئاً!
والثانية: أنّكم آمنتُم برسوله ثمّ خالفتم سُنّتَه، وأمَتُّم شريعتَه، فأين ثمرة إيمانكم ؟!
والثالثة: أنّكم قرأتم كتابَه المُنزَل عليكم فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا وأطعنا، ثمّ خالفتم.
والرابعة: أنّكم قلتم أنّكم تخافون من النار، وأنتم في كلّ وقت تُقدّمون أجسامَكم إليها بمعاصيكم، فأين خوفُكم ؟!
والخامسة: أنّكم قلتم أنّكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يُباعدكم منها، فأين رغبتُكم فيها ؟!
والسادسة: أنّكم أكلتُم نعمةَ المولى، ولم تشكروا عليها!
والسابعة: أنّ الله أمرَكُم بعداوة الشيطان وقال: إنّ الشيطانَ لكُم عدوٌّ فآتَّخِذوه عَدُوّاً ( سور فاطر:6 )، فعادَيتُموه بلا قول، وواليَتُموه بلا مخالفة!والثامنة: أنّكم جعلتم عيوب الناس نصبَ أعينك، وعيوبَكم وراءَ ظهوركم، تلومونَ مَن أنتم أحَقُّ باللَّومِ منه!
فأيُّ دعاءٍ يُستجاب لكم مع هذا، وقد سَدَدتُم أبوابه وطُرُقَه ؟!
فاتّقُوا اللهَ وأصلِحُوا أعمالَكم، وأخلِصُوا سرائرَكم، وأْمُروا بالمعروف وآنْهَوا عن المنكر، فيَستَجيبَ اللهُ لكم دعاءَكم.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام لأحدهم: ربّما سألتَ الشيءَ فلا تُؤتاه، فلَرُبّ أمرٍ قد طَلَبتَه فيه هَلاكُ دينكِ لو أُوتِيتَه! فلتكُنْ مسألتُك فيما يبقى لك جمالُه، ويَفنى عنك وَبالُه.
• وقال الإمام جعفر الصادق عليه السّلام: إنّ المؤمن لَيدعو اللهَ عزّوجلّ في حاجته، فيقولُ اللهُ عزّوجلّ: أخِّروا إجابتَه؛ شوقاً إلى صوته ودعائه، فإذا كان يومُ القيامة قال اللهُ عزّوجلّ: عبدي، دَعَوتَني فأخَّرتُ إجابتك، وثوابُك كذا وكذا، ودَعوتَني في كذا وكذا فأخّرتُ إجابتَك وثوابُك كذا وكذا.
قال عليه السّلام: فيَتَمنّى المؤمنُ أنّه لم يُستجَبْ له دعوةٌ في الدنيا؛ ممّا يرى مِن حُسن الثواب!
• وعلّم الإمامُ الصادق عليه السّلام أحدَ أصحابه شروط الدعاء ثمّ قال له: فإذا أتيتَ بما ذكرتُ لك مِن شرائط الدعاء، وأخلَصتَ بسِرّك لوجهه، فأبشِرْ بإحدى الثلاث: إمّا أن يُعجَّل لك ما سألت، وإمّا أن يُدًّخَر لك ما هو أعظم منه، وإمّا أن يُصرفَ عنك مِن البلاء ما لو أرسَلَه عليك لَهلَكْت

عن عبد الله بن سنان عن الامام الصادق عليه السلام قال :
( الدعاء يرد القضاء بعدما أُبرم ابراماً , فاكثروا من الدعاء فانه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا يُنال ما عند الله عزوجل الا بالدعاء , وانه ليس بابٌ يُكثر قرعه الا يُوشك ان يُفتح لصاحبه ) .
القضاء بمعنى العمل الالهي , كقوله تعالى : فقضاهن سبع سماوات . اي بمعنى التكوين .. الخلق ..
ابرم ابراماً اي أُحكم احكاماً ..فالتكوين بعدما يصبح مستحكماً .. يتمكن الدعاء ان يغيره .
ولكن بالطبع مع شروط .. واذا لم يكن ذلك مخالفاً للحكمة الالهية والمصالح الالهية العليا ..
من هنا فان اولياء الله يلتفتون لهذه القضية عندما يدعون .. فعندما قام عمر بتمزيق كتاب الزهراء عليها السلام بشأن فدك .. دعت عليها السلام على عمر , ولكن بدون ان تحدد زمناً معيناً .. وانما قالت : مزق الله بطنك كما مزقت كتابي .. لم تقل مزق الله بطنك الآن .. لان المصلحة الالهية العليا تقتضي ان تُمتحن الامة بعمر وملوكيته ... فلا ينبغي ان يموت عمر في وقت تمزيقه الكتاب .. فاذا انقضت المصلحة الالهية تلك .. فان الله سبحانه يرسل ابا لؤلؤة رضوان الله عليه حتى يمزق بطن عمر استجابة لدعوة الزهراء عليها السلام .

[/FRAME]
بسم الله الرحمن الرحيم

( ادعوني استجب لكم ) .. بشرطها وشروطها .
اللهم صلي على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن اعدائهم .
روي أن أعرابياً قال لرسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم أقريب ربنا فنناجيه أم بعيد فنناديه فنزل قوله تعالى :
{ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ ٱلدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }

وروي أن الصادق عليه السلام قرأ أَمن يجيب المضطر إذا دعاه فسئل ما لنا ندعو ولا يستجاب لنا فقال لأنّكم تدعون من لا تعرفون وتسألون ما لا تفهمون فالاضطرارعين الدين وكثرة الدعاء مع العمى عن الله من علامة الخذلان من لم يشهد ذلّة نفسه وقلبه وسره تحت قدرة الله حكم على الله بالسؤال وظن أن سؤاله دعاء والحكم على الله من الجرأة على الله.
وفي الكافي عنه عليه السلام أنه قيل له في قوله سبحانه ادعوني استجب لكم ندعوه ولا نرى إجابة قال أفترى الله عزو جل أخلف وعده قال لا قال فممّ ذلك قال لا أدري قال لكني أخبرك من أطاع الله عز وجل فيما أمره ثم دعاه من جهة الدعاء أجابه قيل وما جهة الدعاء قال تبدأ وتحمد الله وتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبي صلّى الله عليه وآله وسلم ثم تذكر ذنوبك فتقرّ بها ثم تستعيذ منها فهذا جهة الدعاء.
وعن الامام الصادق عليه السلام : أن العبد ليدعو فيقول الله للملكين قد استجبت له ولكن احبسوه بحاجته فإني أحب أن أسمع صوته وان العبد ليدعو فيقول الله تبارك وتعالى عجّلوا له حاجته فإني أبغض صوته.

والقمّي عنه عليه السلام أنه قيل له إن الله تعالى يقول: ادعوني أستجب لكم وإنا ندعوه فلا يستجاب لنا فقال لأنكم لا توفون بعهد الله وان الله يقول:
{ وَأَوْفُواْ بِعَهْدِيۤ أُوفِ بِعَهْدِكُمْ }
[البقرة: 40] والله لو وفيتم لله لوفى لكم.
وفي الكافي عنه عليه السلام أن من سره أن يستجاب دعوته فليطيّب مكسبه.
وروي عنه عليه السلام إذا أراد أحدكم أن لا يسأل ربه شيئاً إلا أعطاء فلييأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلا عند الله عز وجل فإذا علم الله ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلا أعطاه ويأتي حديث آخر في هذا الباب في سورة المؤمن إن شاء الله.

قال: قلتُ للرضا عليه السّلام: جُعِلت فداك، إنّي قد سألتُ اللهَ تبارك وتعالى حاجةً منذ كذا وكذا سنة، وقد دخل قلبي مِن إبطائها شيء.. فقال لي: أخبِرْني عنك لو أنّي قلتُ قولاً كنتَ تَثق به منّي ؟ قلت له: جُعلت فداك، وإذا لم أثِقْ بقولك فبِمَن أثِق ؟! قال: فكُنْ باللهِ أوثَقَ، فإنّك على موعدٍ من الله، أليس اللهُ تبارك وتعالى يقول: وإذا سألكَ عِبادي عنّي فإنّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الداعِ إذا دَعانِ فَلْيستَجيبوا لي ولْيُؤمِنوا بي لعلّهم يَرشُدون
الذَّنْب: قال الإمام الباقر عليه السّلام: إنّ العبد يسأل الحاجةَ فيكون مِن شأنه قضاؤها إلى أجلٍ قريبٍ أو وقتٍ بطيء، فيُذنب العبد ذنباً فيقول اللهُ تبارك وتعالى للمَلَك: لا تَقْضِ حاجتَه واحرِمْه إيّاها؛ فإنّه تَعرَّض لسَخَطي واستَوجَب الحِرمانَ منّي.
2 ـ الظلم: قال الإمام عليٌّ عليه السّلام: إنّ الله أوحى إلى عيسى بن مريم: قُلْ للملأ مِن بني إسرائيل... إنّي غير مُستَجيبٍ لأحدٍ منكم دعوةً ولأحدٍ مِن خَلْقي قِبَلَه مَظْلَمة.
3 ـ مناقضة الإجابة للحكمة: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: إنّ كرمَ الله لا يَنقُض حِكمته؛ فلذلك لا تَقَعُ الإجابةُ في كلِّ دعوة

وقد كان أمير المؤمنين عليه السّلام يَخطُب يوماً في صلاة الجمعة، فقام إليه رجل فسأله عن قول الله تعالى: اُدْعُوني أستَجِبْ لكُم ، ما بالُنا ندعو فلا نُجاب ؟ فأجابه الإمام عليه السّلام: لأنّ قلوبكم خانت بثمانِ خصال:
أوّلها: أنّكم عَرفَتُم اللهَ فلم تُؤدّوا حقَّه كما أوجَب عليكم، فما أغنَتْ معرفتُكم شيئاً!
والثانية: أنّكم آمنتُم برسوله ثمّ خالفتم سُنّتَه، وأمَتُّم شريعتَه، فأين ثمرة إيمانكم ؟!
والثالثة: أنّكم قرأتم كتابَه المُنزَل عليكم فلم تعملوا به، وقلتم: سمعنا وأطعنا، ثمّ خالفتم.
والرابعة: أنّكم قلتم أنّكم تخافون من النار، وأنتم في كلّ وقت تُقدّمون أجسامَكم إليها بمعاصيكم، فأين خوفُكم ؟!
والخامسة: أنّكم قلتم أنّكم ترغبون في الجنّة، وأنتم في كلّ وقت تفعلون ما يُباعدكم منها، فأين رغبتُكم فيها ؟!
والسادسة: أنّكم أكلتُم نعمةَ المولى، ولم تشكروا عليها!
والسابعة: أنّ الله أمرَكُم بعداوة الشيطان وقال: إنّ الشيطانَ لكُم عدوٌّ فآتَّخِذوه عَدُوّاً ( سور فاطر:6 )، فعادَيتُموه بلا قول، وواليَتُموه بلا مخالفة!والثامنة: أنّكم جعلتم عيوب الناس نصبَ أعينك، وعيوبَكم وراءَ ظهوركم، تلومونَ مَن أنتم أحَقُّ باللَّومِ منه!
فأيُّ دعاءٍ يُستجاب لكم مع هذا، وقد سَدَدتُم أبوابه وطُرُقَه ؟!
فاتّقُوا اللهَ وأصلِحُوا أعمالَكم، وأخلِصُوا سرائرَكم، وأْمُروا بالمعروف وآنْهَوا عن المنكر، فيَستَجيبَ اللهُ لكم دعاءَكم.
قال أمير المؤمنين عليه السّلام لأحدهم: ربّما سألتَ الشيءَ فلا تُؤتاه، فلَرُبّ أمرٍ قد طَلَبتَه فيه هَلاكُ دينكِ لو أُوتِيتَه! فلتكُنْ مسألتُك فيما يبقى لك جمالُه، ويَفنى عنك وَبالُه.
• وقال الإمام جعفر الصادق عليه السّلام: إنّ المؤمن لَيدعو اللهَ عزّوجلّ في حاجته، فيقولُ اللهُ عزّوجلّ: أخِّروا إجابتَه؛ شوقاً إلى صوته ودعائه، فإذا كان يومُ القيامة قال اللهُ عزّوجلّ: عبدي، دَعَوتَني فأخَّرتُ إجابتك، وثوابُك كذا وكذا، ودَعوتَني في كذا وكذا فأخّرتُ إجابتَك وثوابُك كذا وكذا.
قال عليه السّلام: فيَتَمنّى المؤمنُ أنّه لم يُستجَبْ له دعوةٌ في الدنيا؛ ممّا يرى مِن حُسن الثواب!
• وعلّم الإمامُ الصادق عليه السّلام أحدَ أصحابه شروط الدعاء ثمّ قال له: فإذا أتيتَ بما ذكرتُ لك مِن شرائط الدعاء، وأخلَصتَ بسِرّك لوجهه، فأبشِرْ بإحدى الثلاث: إمّا أن يُعجَّل لك ما سألت، وإمّا أن يُدًّخَر لك ما هو أعظم منه، وإمّا أن يُصرفَ عنك مِن البلاء ما لو أرسَلَه عليك لَهلَكْت

عن عبد الله بن سنان عن الامام الصادق عليه السلام قال :
( الدعاء يرد القضاء بعدما أُبرم ابراماً , فاكثروا من الدعاء فانه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا يُنال ما عند الله عزوجل الا بالدعاء , وانه ليس بابٌ يُكثر قرعه الا يُوشك ان يُفتح لصاحبه ) .
القضاء بمعنى العمل الالهي , كقوله تعالى : فقضاهن سبع سماوات . اي بمعنى التكوين .. الخلق ..
ابرم ابراماً اي أُحكم احكاماً ..فالتكوين بعدما يصبح مستحكماً .. يتمكن الدعاء ان يغيره .
ولكن بالطبع مع شروط .. واذا لم يكن ذلك مخالفاً للحكمة الالهية والمصالح الالهية العليا ..
من هنا فان اولياء الله يلتفتون لهذه القضية عندما يدعون .. فعندما قام عمر بتمزيق كتاب الزهراء عليها السلام بشأن فدك .. دعت عليها السلام على عمر , ولكن بدون ان تحدد زمناً معيناً .. وانما قالت : مزق الله بطنك كما مزقت كتابي .. لم تقل مزق الله بطنك الآن .. لان المصلحة الالهية العليا تقتضي ان تُمتحن الامة بعمر وملوكيته ... فلا ينبغي ان يموت عمر في وقت تمزيقه الكتاب .. فاذا انقضت المصلحة الالهية تلك .. فان الله سبحانه يرسل ابا لؤلؤة رضوان الله عليه حتى يمزق بطن عمر استجابة لدعوة الزهراء عليها السلام .

تعليق