تويت
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الخاطرة من تأليفي ارجو ان تفيدوني بتعليقاتكم عليها وشكرا
عنوانها ((((( ترجلي )))))
--------------
في البيداء ومن بين أبواب السماء لاح جواد قد هرول في الأرجاء فعاث الغبار وعم الهواء
صحت به أين الهمام
فصهل بوجهي كأنه نداء
وعاد يهرول واختفى في سحابة الغبار
قمت اصرخ
عد يا حصان
فاني لا أرى من بين الغبار
قال بصوت رنان
ترجلي عن دنياك وهرولي كما تهرول الأيام
قلت
أو أنا على صهوة الدنيا لأترجل وانزل
قال
أما ترين الرمال
قلت
بلى
قال
أين موقعها بالنسبة للإنسان
قلت
تحت قدميه فهي ليست إلا سجادة
يمشي عليها الإنسان
صاح
لا
ما الرمال تحت قدميك يا ابنة الإنسان
هي جزء من يديك وجسدك البال
قلت
أو بوقوفي على الرمال أكون على صهوة الدنيا
فأين أقف إن لم أقف فوق الرمال
قال
وما الداعي للوقوف اهو إثبات بأنك غير الكائنات
تسيرين على قدمين لا زاحفة أو بأربعة أقدام
قلت
ما هذا بتعال مني أو بإثبات
إنما هي هيئتي التي خلقني عليها الجبار
قال
لا
ثم ابتعد
عدت اصرخ به وكأن قلبي قد ينفجر في ثوان
توقف
لا تهرول
عد
إني قد سألتك عن الهمام
ما كان من جواب سوى صدى لما خرج من فاهي من كلام
خرت قواي وسقطت أرضا
قمت ابكي
ها أنا على الأرض ولست على صهوة أو فوق تراب
لم اسمع ردا ولم اسمع صدى شهقاتي
قلت
وا عجبا أين الصدى أين اختفى في هذا السراب
قال
اسكتي
مللت من إعادة الكلمات
قلت وكلي فزع وهلع
من أنت
قال
أنا من يحاول دفعك للإصغاء
أنا الصدى
أنا من يردد الكلمات
قلت
ولم توقفت عن عملك وأخللت النظام
قال
ما كان عملا أو بنظام
إنما كان عطف مني على الإنسان
أود أن يصغي لنفسه
أن يرى الحقيقة
يا لهذا الكائن المتعال
قلت
كفى
كفى تجريحا بي وصدا وملام
ما تريد مني ابتعد عني فاني ابحث عن الهمام
قال
انكِ لمن الإنس ولن تفهمي ما يقال
تركته وقمت أدور في مكاني وعيناي تبحثان عن حصان
قلت
يا جوادا قد حمل على ظهره الهمام
عد فقد أفزعت قلبي وهززت الكيان
يا ليت هذا الغبار يخفوا فأتقدم للأمام
فجأة صاح صوت صادر من كومة الغبار
قال
كفى
يا أيها الإنسان
كفى
ما الغبار إلا من صنع يديك
كفاك انتحابا وبكاء
قلت
ومن أنت
دعني أحزر
أولست الغبار
قال
بلى يا لك من ذكي يا أيها الإنسان
قلت
أو لا تنقشع لأبحث عن حصان
قال
لا
قلت
لما
قال
ما عدت أحتمل كوني المهان
قلت ما تقصد
فعاد الصدى يقول
ما تقصد
وعم الهدوء المكان
قلت
يا ويلي ما عاد في المقدور اللحاق
بذاك الحصان
ليتني قد نزلت عن صهوة الحياة
أعاد الصدى آخر الكلمات
كما هو الحال
فقال
ليتني قد نزلت عن صهوة الحياة
قلت
كفى ما عدت أريد السماع
إني لأبقى بانتظار الجواد
وما إعصار بمزحزحي أو ببركان
ما انتهيت من حديثي إلا والضحك قد عم الفضاء
قلت
من
قال
بركان هادئ فلا تفزع أيها الإنسان
قلت
كفى
قال
ماذا
قلت
كفى لا تبدأ الملام
قال
لم اقل شيئا لتنهرني أيها الإنسان
هذا ما اعتدت منك أيها المغتر المتعال
دائم التوبيخ
قاطعته
كفى
الم اقل كفى
أ أنا أوبخك يا بركان
تأتي على حين غرة
وتدمر المكان
تشرد الإنسان
تقتل الحيوان
قال
لا
ما أنا بقاتل للحيوان
إنما أنت أيها الإنسان
قلت
إن قتلت الحيوان فلم تدمر المكان
لم تشرد الإنسان
قال
أولم تفتح عينيك وترى الحال
إني لأزحزحك عن مكانك لتصل إلى مقصدك يا لك من ناكر للجميل وللعرفان
قلت
كفى
هذا هراء
ابتعد
ودعني في الحال
درت بوجهي عنه فإذا بإعصار
قال
لا تبدأ أيها الإنسان
فانك حتما ستخترع الأعذار
ما أنا إلا بإشارة
بتحذير
لتتدارك غضب السماء
واستدار بغية الرحيل وتركي بحيرة بلا جواب
قلت
الم تنسى شيئا أيها الإعصار
قال
لا
قلت
حقا
قال
لم أنسى
قلت
لم تصفني بالمتعال
ضحك وقال
ها أنت تعلمت درسا بكل سهولة ومن دون عناء
قلت
كيف
قال
عرفت من أنت
فاعرف كيف تحضر اللقاء
قلت
أو تعرف مرماي
قال
أو لست راغبا بلقاء الهمام
قلت
بلى أو تدلني
قال
لا
ما عملي إلا بشارة ونداء
قلت
أتشير لي بمكان الهمام
قال
أسفي عليك أيها الإنسان
تمر بك الفرص وتزدريها وتقول ليست سوى نفحة هواء
أو ترغب بإعصار لإيقاضك يا لك من متعال
قلت
كفى
أدميتم قلبي
كفاكم هجاء
ما رد احد علي سوى صدى صاح
كفاكم هجاء
قمت اشهق واشعر بروحي تتمزق
صحت
أما من رحمة
أما من رحمة
عد أيها الحصان أو لا تسمع هذا النداء
فجأة لاح لي من بعيد غراب يزهق ويقطع بجناحيه المسافات
قلت
مهلا
يا غراب
أولم ترى الحصان
قال ناعقا
بلا
قد رأيت الجواد
قلت
أو تدلني
قال
لا
قلت
لما
قال
أو لست الغراب
رمز شؤم واسوداد
كيف تطلب مني المساعدة يا إنسان
قلت
ما كنت لتكون رمز شؤم لو انك لم تدفن أخاك تحت التراب
فجأة قاطعني الصدى
لو انك لم تدفن أخاك تحت التراب
نعق غاضبا
وا عجبا ما كنت لأدفنه لولا إراقتك للدماء
وعافني وارتحل بعيدا في الأجواء
ما عدت ابكي أو أتحسر
فقد جفت مقلتاي وتعب الجسد
وغفوت فإذا بالحصان قد أتاني في الأحلام
قلت
مهلا
تجرعت الهوان
أو لا تدلني على الهمام
قال
أو ترجلت عن صهوة الدنيا
قلت
نعم نعم
خذني إلى الهمام
قال
فأين أنت
قلت
على الأرض
فوق التراب
قال
وا أسفاه
أو تحاول الخداع
قلت
لا
قال
عجبا أما قلت انك قد ترجلت عن صهوة الحياة
قلت
بلا
قال
كيف تقف فوق التراب إذا
قلت
وأين أقف
أو لست واقفا على التراب أيضا
قال
لا
قلت
بلا أو لا أراك
قال
لا
أو تحسب نفسك تراني
انزع الغشاوة
كفاك حماقة وغباء
قلت
أي غشاوة تعني
لا غشاوة على عيني
قال
ما قصدت عينك
انك مازلت على صهوة الحياة
فجأة استيقظت على حبات المطر تتساقط في الأرجاء
قلت
واحسر تاه قد تركني الجواد دون جواب
فصحت غاضبا
يا لك من مطر غبي ما هذا وقت هطولك وما المكان فلم هطلت اهو عناد منك لإبعادي عن الهمام
بدأت حبات المطر تقول بصوت حزين
إني لأهطل لأبقيك حيا وأنت تذمني
إني لست سوى حبات مطر لا اعرف العناد
قلت
كفى
لا تحاول الخداع
أو لست الذي امتنع عن أطفال بكوا طلبا للماء
فجأة صاح بصوت غاضب أرعش عظامي الجوفاء
لا
قال
لا
جرحتني أيها الإنسان
تداركت نفسي كيف أرميه بمثل هذا الاتهام،ما كنا بيده أن يروي أطفالا ونساء
وصحت
يا لك من قاس أيها الإنسان
كفاك لهوا وضياع
لست سوى كائن عديم الحياء
تلوم الغير على أخطاء
من البشاعة بحيث لا يرتكبها سوى إنسان
تطلب الغيث وتصرخ وا مصيبتاه
فيأتيك الغيث وترده كأي إنسان
لم
لأنه اصغر حجما من أن يلبي النداء
كفى
لا تقس الأحجام
لتقدر المقام
ما أنا إلا بصفحة
سوداء
وبلا عنوان
أو اطلب الهمام
وأنا في مكاني بارتياح
أو اطلب الهمام
وابغي الراحة والاستجمام
ما كان مبتغاي الهمام إذا
ولا اللقاء
إنما لهو ولعب دون شقاء
هذا هو مرماي فيا لي من إنسان
أو اطمح للسمو
وأنا لا انتشل روحي من قعر النيران
يا أيها الصدى
يا من نشد مساعدة الإنسان
يا أيها الغبار
يا من يحثنا على تغيير المسار
يا أيها البركان يا أيها الإعصار
يا من تحذراني إن تماديت في الهفوات
يا أيها الغراب
يا من علمنا إعادة التراب إلى التراب
يا حبات المطر
يا غيثًا من دونه كنا عدم
اغفروا لي
أو لا تعرفونني
إنني إنسان
إنني الخطاء ابن ادم وحواء
اطلب الغفران منكم والسماح
فجأة أتاني صوت من تحتي وإذا بها حبة من حبات الرمال
قالت
يا أيها الإنسان
لست سوى حبة رمل استوت طينا بعد أن خلطت مع الماء
قلت
اعرف… لست إلا عدما
قاطعتني الرملة
وقالت
لا
انك من أعظم ما خلق يا أيها الإنسان
اعرف قدرك واحفظ نفسك
وابتعد عن النسيان
اذكر بأنك لست إلا من جنسي
قد تحولت وأصبحت إنسان
نزلت دموعي واني لأحسبها سيلا وأمطار
قامت تغسل قلبي المتحجر وترويه ليعود إلى الحياة
فقلبت وجهي والى السماء رفعت يدي
صحت
إني أنا العبد يا أيها الجبار
وخر وجهي إلى الأرض والتحم جسدي بالتراب
وشعرت بالشوق يهزني
فازددت التصاقا بمنبعي… بذرات التراب…
نسيت الحصان
لكنني لم انس مبتغاي
رفعت رأسي وإذا به يبتسم ويقول
هيا قم فلنذهب إلى الهمام
أشرت بالنفي
وقلت بعزم
لا
قال بتعجب واستغراب
أو عدت للعناد أيها الإنسان
قلت بصوت شجي
لا
إنما أريد روحي أن توصلني إلى الهمام
كما أوصلتك روحك يا حصان
قال
لا تخف
فالهمام بانتظارك
قلت
أولم يحن موعد الظهور
قال وعينيه تمتلئان بالدموع
يا أيها الإنسان
قد أفقت وشفيت جرحا في قلب الهمام
أو لا تدعوا أبناء ادم للاستيقاظ
فقد أدميتم يا بني ادم قلبه وقطعتم روحه
وهو بالانتظار
لجيش جرار
يمده بعون وانتصار
أفلا تستيقظ يا أيها الإنسان
هذه الخاطرة من تأليفي ارجو ان تفيدوني بتعليقاتكم عليها وشكرا
عنوانها ((((( ترجلي )))))
--------------
في البيداء ومن بين أبواب السماء لاح جواد قد هرول في الأرجاء فعاث الغبار وعم الهواء
صحت به أين الهمام
فصهل بوجهي كأنه نداء
وعاد يهرول واختفى في سحابة الغبار
قمت اصرخ
عد يا حصان
فاني لا أرى من بين الغبار
قال بصوت رنان
ترجلي عن دنياك وهرولي كما تهرول الأيام
قلت
أو أنا على صهوة الدنيا لأترجل وانزل
قال
أما ترين الرمال
قلت
بلى
قال
أين موقعها بالنسبة للإنسان
قلت
تحت قدميه فهي ليست إلا سجادة
يمشي عليها الإنسان
صاح
لا
ما الرمال تحت قدميك يا ابنة الإنسان
هي جزء من يديك وجسدك البال
قلت
أو بوقوفي على الرمال أكون على صهوة الدنيا
فأين أقف إن لم أقف فوق الرمال
قال
وما الداعي للوقوف اهو إثبات بأنك غير الكائنات
تسيرين على قدمين لا زاحفة أو بأربعة أقدام
قلت
ما هذا بتعال مني أو بإثبات
إنما هي هيئتي التي خلقني عليها الجبار
قال
لا
ثم ابتعد
عدت اصرخ به وكأن قلبي قد ينفجر في ثوان
توقف
لا تهرول
عد
إني قد سألتك عن الهمام
ما كان من جواب سوى صدى لما خرج من فاهي من كلام
خرت قواي وسقطت أرضا
قمت ابكي
ها أنا على الأرض ولست على صهوة أو فوق تراب
لم اسمع ردا ولم اسمع صدى شهقاتي
قلت
وا عجبا أين الصدى أين اختفى في هذا السراب
قال
اسكتي
مللت من إعادة الكلمات
قلت وكلي فزع وهلع
من أنت
قال
أنا من يحاول دفعك للإصغاء
أنا الصدى
أنا من يردد الكلمات
قلت
ولم توقفت عن عملك وأخللت النظام
قال
ما كان عملا أو بنظام
إنما كان عطف مني على الإنسان
أود أن يصغي لنفسه
أن يرى الحقيقة
يا لهذا الكائن المتعال
قلت
كفى
كفى تجريحا بي وصدا وملام
ما تريد مني ابتعد عني فاني ابحث عن الهمام
قال
انكِ لمن الإنس ولن تفهمي ما يقال
تركته وقمت أدور في مكاني وعيناي تبحثان عن حصان
قلت
يا جوادا قد حمل على ظهره الهمام
عد فقد أفزعت قلبي وهززت الكيان
يا ليت هذا الغبار يخفوا فأتقدم للأمام
فجأة صاح صوت صادر من كومة الغبار
قال
كفى
يا أيها الإنسان
كفى
ما الغبار إلا من صنع يديك
كفاك انتحابا وبكاء
قلت
ومن أنت
دعني أحزر
أولست الغبار
قال
بلى يا لك من ذكي يا أيها الإنسان
قلت
أو لا تنقشع لأبحث عن حصان
قال
لا
قلت
لما
قال
ما عدت أحتمل كوني المهان
قلت ما تقصد
فعاد الصدى يقول
ما تقصد
وعم الهدوء المكان
قلت
يا ويلي ما عاد في المقدور اللحاق
بذاك الحصان
ليتني قد نزلت عن صهوة الحياة
أعاد الصدى آخر الكلمات
كما هو الحال
فقال
ليتني قد نزلت عن صهوة الحياة
قلت
كفى ما عدت أريد السماع
إني لأبقى بانتظار الجواد
وما إعصار بمزحزحي أو ببركان
ما انتهيت من حديثي إلا والضحك قد عم الفضاء
قلت
من
قال
بركان هادئ فلا تفزع أيها الإنسان
قلت
كفى
قال
ماذا
قلت
كفى لا تبدأ الملام
قال
لم اقل شيئا لتنهرني أيها الإنسان
هذا ما اعتدت منك أيها المغتر المتعال
دائم التوبيخ
قاطعته
كفى
الم اقل كفى
أ أنا أوبخك يا بركان
تأتي على حين غرة
وتدمر المكان
تشرد الإنسان
تقتل الحيوان
قال
لا
ما أنا بقاتل للحيوان
إنما أنت أيها الإنسان
قلت
إن قتلت الحيوان فلم تدمر المكان
لم تشرد الإنسان
قال
أولم تفتح عينيك وترى الحال
إني لأزحزحك عن مكانك لتصل إلى مقصدك يا لك من ناكر للجميل وللعرفان
قلت
كفى
هذا هراء
ابتعد
ودعني في الحال
درت بوجهي عنه فإذا بإعصار
قال
لا تبدأ أيها الإنسان
فانك حتما ستخترع الأعذار
ما أنا إلا بإشارة
بتحذير
لتتدارك غضب السماء
واستدار بغية الرحيل وتركي بحيرة بلا جواب
قلت
الم تنسى شيئا أيها الإعصار
قال
لا
قلت
حقا
قال
لم أنسى
قلت
لم تصفني بالمتعال
ضحك وقال
ها أنت تعلمت درسا بكل سهولة ومن دون عناء
قلت
كيف
قال
عرفت من أنت
فاعرف كيف تحضر اللقاء
قلت
أو تعرف مرماي
قال
أو لست راغبا بلقاء الهمام
قلت
بلى أو تدلني
قال
لا
ما عملي إلا بشارة ونداء
قلت
أتشير لي بمكان الهمام
قال
أسفي عليك أيها الإنسان
تمر بك الفرص وتزدريها وتقول ليست سوى نفحة هواء
أو ترغب بإعصار لإيقاضك يا لك من متعال
قلت
كفى
أدميتم قلبي
كفاكم هجاء
ما رد احد علي سوى صدى صاح
كفاكم هجاء
قمت اشهق واشعر بروحي تتمزق
صحت
أما من رحمة
أما من رحمة
عد أيها الحصان أو لا تسمع هذا النداء
فجأة لاح لي من بعيد غراب يزهق ويقطع بجناحيه المسافات
قلت
مهلا
يا غراب
أولم ترى الحصان
قال ناعقا
بلا
قد رأيت الجواد
قلت
أو تدلني
قال
لا
قلت
لما
قال
أو لست الغراب
رمز شؤم واسوداد
كيف تطلب مني المساعدة يا إنسان
قلت
ما كنت لتكون رمز شؤم لو انك لم تدفن أخاك تحت التراب
فجأة قاطعني الصدى
لو انك لم تدفن أخاك تحت التراب
نعق غاضبا
وا عجبا ما كنت لأدفنه لولا إراقتك للدماء
وعافني وارتحل بعيدا في الأجواء
ما عدت ابكي أو أتحسر
فقد جفت مقلتاي وتعب الجسد
وغفوت فإذا بالحصان قد أتاني في الأحلام
قلت
مهلا
تجرعت الهوان
أو لا تدلني على الهمام
قال
أو ترجلت عن صهوة الدنيا
قلت
نعم نعم
خذني إلى الهمام
قال
فأين أنت
قلت
على الأرض
فوق التراب
قال
وا أسفاه
أو تحاول الخداع
قلت
لا
قال
عجبا أما قلت انك قد ترجلت عن صهوة الحياة
قلت
بلا
قال
كيف تقف فوق التراب إذا
قلت
وأين أقف
أو لست واقفا على التراب أيضا
قال
لا
قلت
بلا أو لا أراك
قال
لا
أو تحسب نفسك تراني
انزع الغشاوة
كفاك حماقة وغباء
قلت
أي غشاوة تعني
لا غشاوة على عيني
قال
ما قصدت عينك
انك مازلت على صهوة الحياة
فجأة استيقظت على حبات المطر تتساقط في الأرجاء
قلت
واحسر تاه قد تركني الجواد دون جواب
فصحت غاضبا
يا لك من مطر غبي ما هذا وقت هطولك وما المكان فلم هطلت اهو عناد منك لإبعادي عن الهمام
بدأت حبات المطر تقول بصوت حزين
إني لأهطل لأبقيك حيا وأنت تذمني
إني لست سوى حبات مطر لا اعرف العناد
قلت
كفى
لا تحاول الخداع
أو لست الذي امتنع عن أطفال بكوا طلبا للماء
فجأة صاح بصوت غاضب أرعش عظامي الجوفاء
لا
قال
لا
جرحتني أيها الإنسان
تداركت نفسي كيف أرميه بمثل هذا الاتهام،ما كنا بيده أن يروي أطفالا ونساء
وصحت
يا لك من قاس أيها الإنسان
كفاك لهوا وضياع
لست سوى كائن عديم الحياء
تلوم الغير على أخطاء
من البشاعة بحيث لا يرتكبها سوى إنسان
تطلب الغيث وتصرخ وا مصيبتاه
فيأتيك الغيث وترده كأي إنسان
لم
لأنه اصغر حجما من أن يلبي النداء
كفى
لا تقس الأحجام
لتقدر المقام
ما أنا إلا بصفحة
سوداء
وبلا عنوان
أو اطلب الهمام
وأنا في مكاني بارتياح
أو اطلب الهمام
وابغي الراحة والاستجمام
ما كان مبتغاي الهمام إذا
ولا اللقاء
إنما لهو ولعب دون شقاء
هذا هو مرماي فيا لي من إنسان
أو اطمح للسمو
وأنا لا انتشل روحي من قعر النيران
يا أيها الصدى
يا من نشد مساعدة الإنسان
يا أيها الغبار
يا من يحثنا على تغيير المسار
يا أيها البركان يا أيها الإعصار
يا من تحذراني إن تماديت في الهفوات
يا أيها الغراب
يا من علمنا إعادة التراب إلى التراب
يا حبات المطر
يا غيثًا من دونه كنا عدم
اغفروا لي
أو لا تعرفونني
إنني إنسان
إنني الخطاء ابن ادم وحواء
اطلب الغفران منكم والسماح
فجأة أتاني صوت من تحتي وإذا بها حبة من حبات الرمال
قالت
يا أيها الإنسان
لست سوى حبة رمل استوت طينا بعد أن خلطت مع الماء
قلت
اعرف… لست إلا عدما
قاطعتني الرملة
وقالت
لا
انك من أعظم ما خلق يا أيها الإنسان
اعرف قدرك واحفظ نفسك
وابتعد عن النسيان
اذكر بأنك لست إلا من جنسي
قد تحولت وأصبحت إنسان
نزلت دموعي واني لأحسبها سيلا وأمطار
قامت تغسل قلبي المتحجر وترويه ليعود إلى الحياة
فقلبت وجهي والى السماء رفعت يدي
صحت
إني أنا العبد يا أيها الجبار
وخر وجهي إلى الأرض والتحم جسدي بالتراب
وشعرت بالشوق يهزني
فازددت التصاقا بمنبعي… بذرات التراب…
نسيت الحصان
لكنني لم انس مبتغاي
رفعت رأسي وإذا به يبتسم ويقول
هيا قم فلنذهب إلى الهمام
أشرت بالنفي
وقلت بعزم
لا
قال بتعجب واستغراب
أو عدت للعناد أيها الإنسان
قلت بصوت شجي
لا
إنما أريد روحي أن توصلني إلى الهمام
كما أوصلتك روحك يا حصان
قال
لا تخف
فالهمام بانتظارك
قلت
أولم يحن موعد الظهور
قال وعينيه تمتلئان بالدموع
يا أيها الإنسان
قد أفقت وشفيت جرحا في قلب الهمام
أو لا تدعوا أبناء ادم للاستيقاظ
فقد أدميتم يا بني ادم قلبه وقطعتم روحه
وهو بالانتظار
لجيش جرار
يمده بعون وانتصار
أفلا تستيقظ يا أيها الإنسان
تعليق