2
ثــــــــارات
قطفوا الزهرة..
قالت:
من ورائي برعم سوف يثور.
قطعوا البرعم..
قالت:
غيره ينبض في رحم الجذور.
قلعوا الجذر من التربة..
قالت:
إنني من أجل هذا اليوم
خبأت البذور.
كامن ثأري بأعماق الثرى
وغداً سوف يرى كل الورى
كيف تأتي صرخة الميلاد
من صمت القبور.
تبرد الشمس..
ولا تبرد ثارات الزهور!
اثنان لا سواكما، والأرض ملك لكما
لو سار كل منكما بخطوه الطويل
لما التقت خطاكما إلا خلال جيل.
فكيف ضاقت بكما فكنتما القاتل والقتيل؟
قابيل.. يا قابيل
لو لم يجئْ ذكركما في محكم التنزيل
لقلت: مستحيل!
من زرع الفتنة ما بينكما..
ولم تكن في الأرض إسرائيل؟!
كنت أمشي في سلام…
عازفاً عن كل ما يخدش
إحساس النظام
لا أصيخ السمع
لا أنظر
لا أبلع ريقي…
لا أروم الكشف عن حزني…
و عن شدة ضيقي…
لا أميط الجفن عن دمعي.
و لا أرمي قناع الابتسام
كنت أمشي… و السلام
فإذا بالجند قد سدوا طريقي…
ثم قادوني إلى الحبس
و كان الاتهام…:
أنّ شخصاً مر بالقصر
و قد سبّ الظلام
قبل عام…
ثم بعد البحث و الفحص الدقيق…
علم الجند بأن الشخص هذا
كان قد سلم في يومٍ
على جار صديقي…
قرأت في الجرائد
أن أبا العوائد
يبحث عن قريحة تنبح بالإيجار،
تخرج ألفي أسد من ثقب أنف الفار،
وتحصد الثلج من المواقد،
ضحكت من غبائه،
لكنني قبل اكتمال ضحكتي،
رأيت حول قصره قوافل التجار،
تنثر فوق نعله القصائد،
لا تعجبوا إذا أنا وقفت في اليسار،
وحدي، فرب واحد
تكثر عن يمينه قوافل،
ليست سوى أصفار.
أيقظوني عندما يمتلك الشعب زمامه.
عندما ينبسط العدل بلا حدٍ أمامه.
عندما ينطق بالحق ولا يخشى الملامة.
عندما لا يستحي من لبس ثوب
الاستقامة
ويرى كل كنوز الأرض
لا تعدل في الميزان مثقال كرامة.
- سوف تستيقظ.. لكنْ
ما الذي يدعوك للنوم
إلى يوم القيامة؟!
تعليق