]بسم الله الرحمن الرحيم

استُشهد علي وولّى عمر
مقارنة بين نهايتين
لا يمكن اساساً عقد مقارنة بين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وبين شخص كعمر بن الخطاب .. فمثل هذه المقارنة فيها استهانة كبيرة بالعقل والوجدان البشري .. وفيها بالتأكيد تجاسر على مقام امير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليهما السلام وهو القائل :
( متى اعترض علي الريب .. حتى صُرت أقرن بهذه النظائر ) ..
وعندما نقول مقارنة فلا من باب والعياذ بالله الاعتقاد بامكانيتها بين امير المؤمنين عليه السلام وبين عمر .. وانما من باب توضيح الفكرة .. وتقريبها الى الاذهان .. والتمثيل لها بحقائق وقعت على الارض .. تشير الى الفرق الشاسع والذي يصعب بل يستحيل قياسه بين عظمة علي .. وانحطاط عمر .
ان ( مليار ) عمر بل اكثر واكثر .. لا يساوي نعل قمبر رضوان الله عليه خادم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وليعذرنا مولاي قمبر على المثال وانما استعرنا نعليه الكريمتين لتقريب الفكرة . وقد اجاد شاعرنا القائل :
قاسوك ابا حسنٍ بسواك
وهل بالطود يُقاس الذر
انى ساووك بمن ناووك
وهل ساووا نعلي قمبر !!
ولحظات الموت .. لحظات صادقة .. يظهر فيها جوهر الانسان .. وتتبين حقيقته سواء كانت ايمانية عظيمة .. او كافرة هابطة .. ومن هنا اخترنا موضوع هذه المقارنة بين اللحظات الاخيرة الرائعة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام المليئة بالدروس والعبر والعطاء .. والوصايا العظيمة .. وبين اللحظات الاخيرة التعيسة المخزية لعمر بن الخطاب التي فاحت منها حقيقته المنحرفة عن الاسلام .. وتيقنه بالعذاب .. ووصاياه التافهة .. وسواها من الامور التي ستجدونها ..
( توقيت الشهادة ومكانها ) :
توقيت الشهادة .. ليلة القدر .. ليلة الجمعة .. شهر رمضان .. عند الفجر .. وهو صائم .. يصلي .. ولد في الكعبة الشريفة .. وقُتل في محراب المسجد ..

قتل صلوات الله عليه سنة 40 من الهجرة في شهر رمضان ضرب ليلة تسع عشرة ليلة الاربعاء و قبض ليلة الجمعة ليلة احدى و عشرين على المعروف بين اصحابنا و عليه عمل الشيعة اليوم و روى الطبري و ابن الاثير انه ضرب ليلة الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان فتكون وفاته ليلة الاحد.و عمره ثلاث و ستون سنة رواه الحاكم في المستدرك
اما عمر .. فيختلفون في وقت مقتله .. نهاية ذي الحجة .. ام في اول شهر محرم .. يوم الاربعاء .. في السوق .. وان ادعى بعضهم في المسجد .. وهذا يناقض قولهم ان ابا لؤلؤة رضوان الله عليه كان مجوسياً – فكيف يكون مجوسياً وهو يصلي في المسجد ؟؟!! _ :
قال المسعودي في كتابه :
فقال عمر :
((( اما العلج فقد توعدني انفا فلما ازمع بالذي ازعم عليه اي به اخذ خنجرا فاشتمل عليه ثم قعد لعمر في السوق ,وكان عمر يخرج في السوق فمر به فثار اليه فطعنه ثلاث طعنات احداهن تحت سرته التي قتلته
( ما قاله علي عليه السلام بعد ما ضربه اللعين بن ملجم ) :
( .. فوقع الإمام على عليه السلام قائلاً: بسم الله وعلى ملة رسول الله .. فُُزت ورب الكعبة .. هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله )
بينما قال عمر .. اسوأ الكلمات واقبحها :
قتلني الكلب :
فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ
في رواية جرير " فتقدم فما هو إلا أن كبر فطعنه أبو لؤلؤة فقال: قتلني الكلب " في رواية أبي إسحاق المذكورة " فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فتأخر عمر غير بعيد، ثم طعنه ثلاث طعنات، فرأيت عمر قائلا بيده هكذا يقول: دونكم الكلب فقد قتلني "
وفي رواية ابن أبي شيبة " قاتله الله، لقد أمرت به معروفا "
النبي يتنبأ شهادة الوصي .. والديك يتوقع مقتل الشقي :
و قال الحسن بن كثير عن ابيه:خرج علي من الفجر فاقبل الاوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال ذروهن فانهن نوائح،فضربه ابن ملجم في ليلته،و قال الحسن بن علي يوم قتل علي:خرجت البارحة و ابي يصلي في مسجد داره فقال لي يا بني اني بت اوقظ اهلي لانها ليلة الجمعة فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله (ص) فقلت يا رسول الله ماذا لقيت من امتك من الأود و اللدد (قال ابو الفرج:و الأود العوج و اللدد الخصومات) فقال لي:ادع عليهم فقلت اللهم ابدلني بهم من هو خير منهم و ابدلهم بي من هو شر مني فجاء ابن الثباج فآذنه بالصلاة فخرج و خرجت خلفه فضربه ابن ملجم فقتله
و روى ابن الاثير في اسد الغابة بسنده عن عمرو ذي مر قال لما اصيب علي بالضربة دخلتعليه و قد عصب رأسه فقلت يا امير المؤمنين ارني ضربتك فحلها فقلت خدش و ليس بشيء قال اني مفارقكم فبكت ام كلثوم من وراء الحجاب فقال لها اسكتي فلو ترين ما ارى لما بكيت فقلت يا امير المؤمنين ماذا ترى قال هذه الملائكة و فود و النبيون و هذا محمد«ص»يقول يا علي ابشر فما تصير اليه خير مما انت فيه.و روى الشيخ ابو جعفر الطوسي في الامالي بسنده عن حبيب بن عمرو نحوه.
وقال: يا بني لا جزع على أبيك بعد اليوم! هذا جدك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى وأمك فاطمة الزهراء والحور العين محدقون فينتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً وكف عن البكاء، فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء
الديك .. وعمر :
وعند مسلم من طريق معدان بن أبي طلحة " أن عمر خطب فقال: رأيت ديكا نقرني ثلاث نقرات، ولا أراه إلا حضور أجلي " وفي رواية جويرية بن قدامة عن عمر نحوه وزاد " فما مر إلا تلك الجمعة حتى طعن "
ولاحظ ان اليهودي كعب الاحبار يبشر عمر ب ( الشهادة !!) :
ووقع في رواية أبي إسحاق عند ابن مسعد " وأتاه كعب - أي كعب الأحبار - فقال: ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيدا، وإنك تقول من أين وإني في جزيرة العرب".
( رجل الآخرة اقام الصلاة جريحاً ورجل الدنيا ضيّعها ) :
بعد ان ضربه اللعين حاول امير المؤمنين امامة الجماعة , ثم صلىا بامامة الامام الحسن عليه السلام , ولم يسمح
بتأخير الصلاة لحظة .. حتى بمقدار اجراء الاسعافات الاولية له عليه السلام ..هؤلاء رجال الاخرة عاشوا للصلاة واقامتها :
فلما سمع الحسن والحسين (عليهما السلام) صرخات الناس ناديا: واأبتاه واعلياه ليت الموت أعدمنا الحياة، فلما وصلا إلى الجامع ودخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة ومعه جماعة من الناس وهم يجتهدون أن يقيموا الإمام في المحراب ليصلي بالناس.
فلم يطق على النهوض، وتأخر عن الصف وتقدم الحسن (عليه السلام) فصلى بالناس، وأمير المؤمنين (عليه السلام) صلى إيماء من جلوس وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمته يميل تارة ويسكن أخرى والحسن (عليه السلام) ينادي: واانقطاع ظهراه! يعز ـ والله ـ علي أن أراك هكذا ـ ففتح الإمام (عليه السلام) عينه.
.
صلوا الصبح قضاءً :
( وحُمل عمر وماج الناس حتى قال قائلٌ : الصلاة عباد الله طلعت الشمس ..)
(فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة) في رواية أبي إسحاق " بأقصر سورتين في القرآن: إنا أعطيناك الكوثر، وإذا جاء نصر الله والفتح " وزاد في رواية ابن شهاب المذكور
يوم الفتح .. والانتقام للزهراء عليها السلام :
ونتوقف هنا معكم عند قضية هامة .. وهي ما قرأه بن عوف صبيحة مقتل عمر ..
فقد جرت على لسانه سورة قرآنية مهمة .. شاء الله ان يقرأها بعد لحظات من مقتل عمر .. تبشر الامة باندحار عمر وتعلن السبب في مقتله .. فقد قرأ في ذلك الصباح وبعد شروق الشمس : اذا جاء نصر الله والفتح .. في الاولى .. فهلاك عمر فتحا للاسلام ..
وقرأ سورة الكوثر في الثانية .. وهي المختصة بالزهراء عليها السلام .. فمقتل عمر جاء انتقاماً للكوثر : الزهراء فاطمة عليها السلام التي دعت عليه قائلة : مزق الله بطنك كما مزقت كتابي .
كانت صلاة الجماعة بمثابة ادانة غير مقصودة ربما لعمر : اعتبار يوم مقتله يوم نصر وفتح الهي ... والاشارة الى انه يستحق هذا المصير استجابة للمظلومة الشهيدة التي مزق كتابها وقتلها : حبيبة المصطفى وقرة عينه فاطمة الزهراء عليها السلام .
قاتل علي اشقى الاولين والاخرين :قُتل على يد الخارجي بن ملجم ... والخوارج لا يشك احد من اهل القبلة في كفرهم ... على عكس قاتل عمر .. فقد قتله المؤمن البطل الشجاع التقي ابو لؤلؤة ابو اسلام فيروز رضوان الله عليه ... الذي استجاب الله لدعاء ابنة نبيه الزهراء عليها السلام على يديه الكريمتين المباركتين .
عمر آخر شرابه نبيذ .. وعلي لبن سقى منه قاتله :
اخر شرابه النبيذ :
فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ
وفي رواية أبي إسحاق " فلما أصبح دخل عليه الطبيب فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فدعا بنبيذ فشرب فخرج من جرحه
قارنه مع امير المؤمنين عليه السلام حيث شرب بعض اللبن ثم قال احملوه لاسيركم .. لقاتله :
....فلما أفاق ناوله الحسن (عليه السلام) قعبا من لبن فشرب منه قليلا،ثم نحاه عن فيه،و قال:«احملوه إلى أسيركم»ثم قال للحسين (عليه السلام) :«بحقي عليكـيا بنيـإلا ما طيبتم مطعمه و مشربه،و أرفقوا به إلى حين موتي،و تطعمه مما تأكل و تسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه»فعند ذلك حملوا إليه اللبن و أخبروه بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقه فأخذه اللعين و شربه{h (33)h}.
علي : العفو .. عمر : القتل على الهوية :
على طريق الحكام الديكتاتوريين بل هو من علمهم .. عمر قام بقتل جميع العلوج لان ابا لؤلؤة منهم .. وعبد الله بن عمر باشر القتل بالفعل ..
قوله: (قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة) في رواية ابن سعد من طريق محمد بن سيرين عن ابن عباس " فقال عمر: هذا من عمل أصحابك، كنت أريد أن لا يدخلها علج من السبي فغلبتموني " وله من طريق أسلم مولى عمر قال " قال عمر من أصابني؟ قالوا أبو لؤلؤة واسمه فيروز، قال قد نهيتكم أن تجلبوا عليها من علوجهم أحدا فعصيتموني " ونحوه في رواية مبارك بن فضالة، وروى عمر بن شبة من طريق ابن سيرين قال " بلغني أن العباس قال لعمر لما قال لا تدخلوا علينا من السبي إلا الوصفاء: إن عمل المدينة شديد لا يستقيم إلا بالعلوج".
قوله: (إن شئت فعلت) قال ابن التين: إنما قال له ذلك لعلمه بأن عمر لا يأمر بقتلهم.
قوله: (كذبت) هو على ما ألف من شدة عمر في الدين، لأنه فهم من ابن عباس من قوله " إن شئت فعلنا " أي قتلناهم فأجابه بذلك
بينما علي اميرالمؤمنين عليه السلام يرفق بقاتله ويؤكد ان لا يقتلن بي الا قاتلي .. بل ويشجع على العفو عنه .. ويشير الى انه ان عاش فسيعفي عنه :
.
فقال _ علي عليه السلام _ له _ اي ابن ملجم لعنه الله _ بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة: يا هذا لقد جئت عظيماً، وارتكبت أمراً عظيماً، وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في عطائك؟ ألم أكن يقال لي فيك كذا وكذا، فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي؟ وقد كنت أعلم أنك قاتليي .. ؟ فدمعت عينا ابن ملجم وقال يا أمير المؤمنين: أفأنت تنقذ من في النار.
قال له: صدقت ثم التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: إرفق يا ولدي بأسيرك.وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفاً وفزعاً؟؟ فقال له الحسن (عليه السلام) يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟ فقال: نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرماً وعفواً! والرحمة والشفقة من شيمتنا! بحقي عليك فاطعمه يا بني مما تأكله! واسقه مما تشرب! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً! فإن أنتا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به.
ثم لاحظ فيما يلي عدم ثقة عمر بالناس بشكل عام .. على عكس وصايا امير المؤمنين عليه السلام بحصر القضية في قاتله .. لانه يعلم ان الناس لا يتآمرون عليه .. على عكس ما احتمله عمر :
فعمر لا يثق في الناس يعلم انه ظالم لهم .. ومجرم بحقهم .. لذلك كان يحتمل ان المؤامرة عليه من قبل الناس جميعا وبعلمهم .. فارسل بن عباس ليتأكد .. فقال له ان الناس يبكون عليه فاطمئن .. قارن ذلك مع كلام امير المؤمنين عليه السلام لابن ملجم قاتله : ابئس الامام كنت لك ؟؟ وجواب بن ملجم .. ( افانت تنقذ من في النار يا علي ) :
قوله: (فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس انظر من قتلني) في رواية أبي إسحاق " فقال عمر يا عبد الله بن عباس اخرج فناد في الناس: أعن ملأ منكم كان هذا؟ فقالوا: معاذ الله، ما علمنا ولا اطلعنا " وزاد مبارك بن فضالة " فظن عمر أن له ذنبا إلى الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس - وكان يحبه ويدنيه - فقال: أحب أن تعلم عن ملأ من الناس كان هذا؟ فخرج لا يمر بملأ من الناس إلا وهم يبكون، فكأنما فقدوا أبكار أولادهم، قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه.
المصدر ( لعمر ) :
http://islamtoday.al-eman.com/hadeet...BID=12&CID=349
علي : فزت ... عمر : ويلي
"عمر يتنبأ بالعذاب ويقتطع آية يقولها الكفار المعذبين النادمين "[/U]
ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به واسروا الندامة لما راوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (54)
- سورة يونس - .
.. قارن بينه وبين كلام امير المؤمنين عليه السلام : فزت ورب الكعبة :
" ثم دعا _ عمر _ بشربة من لبن فشربها فخرج مشاش اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال: الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت به من هول المطلع، وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا".
ولا يثق عمر في آخرته .. بل يطلب من عبد الله بن عباس ان يشهد له بالكلام الذي قاله له من باب المجاملة فليس له ادنى ثقة بوضعه في الاخرة :
ووقع في رواية المبارك بن فضالة قال ابن عباس: وإن قلت ذلك فجزاك خيرا، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزا، وظهر بك الإسلام، وهاجرت فكانت هجرتك فتحا، ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين، ثم قبض وهو عنك راض، ووازرت الخليفة بعده على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم فضربت من أدبر بمن أقبل، ثم قبض الخليفة وهو عنك راض، ثم وليت بخير ما ولى الناس: مصر الله بك الأمصار، وجيا بك الأموال، ونفى بك العدو، وأدخل بك على أهل بيت من سيوسعهم في دينهم وأرزاقهم، ثم ختم لك بالشهادة، فهنيئا لك.
فقال: والله إن المغرور من تغرونه.
ثم قال: أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة، فقال: نعم.
" فقال له عمر: ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر، قال ابن عباس: فوضعته من فخذي على ساقي فقال: ألصق خدي بالأرض، فوضعته حتى وضع لحيته وخده بالأرض فقال:
(( ويلك )) يا عمر ان لم يغفر الله لك ) .
قارن بين وصايا امير المؤمنين عليه السلام العظيمة .. ووصايا عمر المهزلة ..
يوصي في اخر ساعات حياته بتقصير الثوب !! وكانها قضية مهمة .. يؤكد على بدعه التي مضى عليها الوهابيون :

. ويؤيده أيضا أن في قصة هذا الشام أنه لما ذهب _ لعيادة عمر _ رأى عمر إزاره يصل إلى الأرض فأنكر عليه،
من وصايا امير المؤمنين علي عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين.
أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
أوصيكما.. وجميع ولدي وأهل بيتي، ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار، الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، الله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم، الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم، الله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار، الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه، الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم، الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤوي للمحدث، الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن قال: أوصيكم بالضعيفين: نسائكم وما ملكت أيمانكم، ثم قال: الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، واستودعكم الله خير مستودع، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

________________[/QUOTE]

استُشهد علي وولّى عمر
مقارنة بين نهايتين
لا يمكن اساساً عقد مقارنة بين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وبين شخص كعمر بن الخطاب .. فمثل هذه المقارنة فيها استهانة كبيرة بالعقل والوجدان البشري .. وفيها بالتأكيد تجاسر على مقام امير المؤمنين ومولى الموحدين علي بن ابي طالب عليهما السلام وهو القائل :
( متى اعترض علي الريب .. حتى صُرت أقرن بهذه النظائر ) ..
وعندما نقول مقارنة فلا من باب والعياذ بالله الاعتقاد بامكانيتها بين امير المؤمنين عليه السلام وبين عمر .. وانما من باب توضيح الفكرة .. وتقريبها الى الاذهان .. والتمثيل لها بحقائق وقعت على الارض .. تشير الى الفرق الشاسع والذي يصعب بل يستحيل قياسه بين عظمة علي .. وانحطاط عمر .
ان ( مليار ) عمر بل اكثر واكثر .. لا يساوي نعل قمبر رضوان الله عليه خادم امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام .. وليعذرنا مولاي قمبر على المثال وانما استعرنا نعليه الكريمتين لتقريب الفكرة . وقد اجاد شاعرنا القائل :
قاسوك ابا حسنٍ بسواك
وهل بالطود يُقاس الذر
انى ساووك بمن ناووك
وهل ساووا نعلي قمبر !!
ولحظات الموت .. لحظات صادقة .. يظهر فيها جوهر الانسان .. وتتبين حقيقته سواء كانت ايمانية عظيمة .. او كافرة هابطة .. ومن هنا اخترنا موضوع هذه المقارنة بين اللحظات الاخيرة الرائعة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب عليهما السلام المليئة بالدروس والعبر والعطاء .. والوصايا العظيمة .. وبين اللحظات الاخيرة التعيسة المخزية لعمر بن الخطاب التي فاحت منها حقيقته المنحرفة عن الاسلام .. وتيقنه بالعذاب .. ووصاياه التافهة .. وسواها من الامور التي ستجدونها ..
( توقيت الشهادة ومكانها ) :
توقيت الشهادة .. ليلة القدر .. ليلة الجمعة .. شهر رمضان .. عند الفجر .. وهو صائم .. يصلي .. ولد في الكعبة الشريفة .. وقُتل في محراب المسجد ..

قتل صلوات الله عليه سنة 40 من الهجرة في شهر رمضان ضرب ليلة تسع عشرة ليلة الاربعاء و قبض ليلة الجمعة ليلة احدى و عشرين على المعروف بين اصحابنا و عليه عمل الشيعة اليوم و روى الطبري و ابن الاثير انه ضرب ليلة الجمعة لاحدى عشرة ليلة بقيت من شهر رمضان فتكون وفاته ليلة الاحد.و عمره ثلاث و ستون سنة رواه الحاكم في المستدرك
اما عمر .. فيختلفون في وقت مقتله .. نهاية ذي الحجة .. ام في اول شهر محرم .. يوم الاربعاء .. في السوق .. وان ادعى بعضهم في المسجد .. وهذا يناقض قولهم ان ابا لؤلؤة رضوان الله عليه كان مجوسياً – فكيف يكون مجوسياً وهو يصلي في المسجد ؟؟!! _ :
قال المسعودي في كتابه :
فقال عمر :
((( اما العلج فقد توعدني انفا فلما ازمع بالذي ازعم عليه اي به اخذ خنجرا فاشتمل عليه ثم قعد لعمر في السوق ,وكان عمر يخرج في السوق فمر به فثار اليه فطعنه ثلاث طعنات احداهن تحت سرته التي قتلته
( ما قاله علي عليه السلام بعد ما ضربه اللعين بن ملجم ) :
( .. فوقع الإمام على عليه السلام قائلاً: بسم الله وعلى ملة رسول الله .. فُُزت ورب الكعبة .. هذا ما وعد الله ورسوله وصدق الله ورسوله )
بينما قال عمر .. اسوأ الكلمات واقبحها :
قتلني الكلب :
فَمَا هُوَ إِلَّا أَنْ كَبَّرَ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ قَتَلَنِي أَوْ أَكَلَنِي الْكَلْبُ حِينَ طَعَنَهُ
في رواية جرير " فتقدم فما هو إلا أن كبر فطعنه أبو لؤلؤة فقال: قتلني الكلب " في رواية أبي إسحاق المذكورة " فعرض له أبو لؤلؤة غلام المغيرة بن شعبة، فتأخر عمر غير بعيد، ثم طعنه ثلاث طعنات، فرأيت عمر قائلا بيده هكذا يقول: دونكم الكلب فقد قتلني "
وفي رواية ابن أبي شيبة " قاتله الله، لقد أمرت به معروفا "
النبي يتنبأ شهادة الوصي .. والديك يتوقع مقتل الشقي :
و قال الحسن بن كثير عن ابيه:خرج علي من الفجر فاقبل الاوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال ذروهن فانهن نوائح،فضربه ابن ملجم في ليلته،و قال الحسن بن علي يوم قتل علي:خرجت البارحة و ابي يصلي في مسجد داره فقال لي يا بني اني بت اوقظ اهلي لانها ليلة الجمعة فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله (ص) فقلت يا رسول الله ماذا لقيت من امتك من الأود و اللدد (قال ابو الفرج:و الأود العوج و اللدد الخصومات) فقال لي:ادع عليهم فقلت اللهم ابدلني بهم من هو خير منهم و ابدلهم بي من هو شر مني فجاء ابن الثباج فآذنه بالصلاة فخرج و خرجت خلفه فضربه ابن ملجم فقتله
و روى ابن الاثير في اسد الغابة بسنده عن عمرو ذي مر قال لما اصيب علي بالضربة دخلتعليه و قد عصب رأسه فقلت يا امير المؤمنين ارني ضربتك فحلها فقلت خدش و ليس بشيء قال اني مفارقكم فبكت ام كلثوم من وراء الحجاب فقال لها اسكتي فلو ترين ما ارى لما بكيت فقلت يا امير المؤمنين ماذا ترى قال هذه الملائكة و فود و النبيون و هذا محمد«ص»يقول يا علي ابشر فما تصير اليه خير مما انت فيه.و روى الشيخ ابو جعفر الطوسي في الامالي بسنده عن حبيب بن عمرو نحوه.
وقال: يا بني لا جزع على أبيك بعد اليوم! هذا جدك محمد المصطفى وجدتك خديجة الكبرى وأمك فاطمة الزهراء والحور العين محدقون فينتظرون قدوم أبيك، فطب نفساً وقر عيناً وكف عن البكاء، فإن الملائكة قد ارتفعت أصواتهم إلى السماء
الديك .. وعمر :
وعند مسلم من طريق معدان بن أبي طلحة " أن عمر خطب فقال: رأيت ديكا نقرني ثلاث نقرات، ولا أراه إلا حضور أجلي " وفي رواية جويرية بن قدامة عن عمر نحوه وزاد " فما مر إلا تلك الجمعة حتى طعن "
ولاحظ ان اليهودي كعب الاحبار يبشر عمر ب ( الشهادة !!) :
ووقع في رواية أبي إسحاق عند ابن مسعد " وأتاه كعب - أي كعب الأحبار - فقال: ألم أقل لك إنك لا تموت إلا شهيدا، وإنك تقول من أين وإني في جزيرة العرب".
( رجل الآخرة اقام الصلاة جريحاً ورجل الدنيا ضيّعها ) :
بعد ان ضربه اللعين حاول امير المؤمنين امامة الجماعة , ثم صلىا بامامة الامام الحسن عليه السلام , ولم يسمح
بتأخير الصلاة لحظة .. حتى بمقدار اجراء الاسعافات الاولية له عليه السلام ..هؤلاء رجال الاخرة عاشوا للصلاة واقامتها :
فلما سمع الحسن والحسين (عليهما السلام) صرخات الناس ناديا: واأبتاه واعلياه ليت الموت أعدمنا الحياة، فلما وصلا إلى الجامع ودخلا وجدا أبا جعدة بن هبيرة ومعه جماعة من الناس وهم يجتهدون أن يقيموا الإمام في المحراب ليصلي بالناس.
فلم يطق على النهوض، وتأخر عن الصف وتقدم الحسن (عليه السلام) فصلى بالناس، وأمير المؤمنين (عليه السلام) صلى إيماء من جلوس وهو يمسح الدم عن وجهه وكريمته يميل تارة ويسكن أخرى والحسن (عليه السلام) ينادي: واانقطاع ظهراه! يعز ـ والله ـ علي أن أراك هكذا ـ ففتح الإمام (عليه السلام) عينه.
.
صلوا الصبح قضاءً :
( وحُمل عمر وماج الناس حتى قال قائلٌ : الصلاة عباد الله طلعت الشمس ..)
(فصلى بهم عبد الرحمن صلاة خفيفة) في رواية أبي إسحاق " بأقصر سورتين في القرآن: إنا أعطيناك الكوثر، وإذا جاء نصر الله والفتح " وزاد في رواية ابن شهاب المذكور
يوم الفتح .. والانتقام للزهراء عليها السلام :
ونتوقف هنا معكم عند قضية هامة .. وهي ما قرأه بن عوف صبيحة مقتل عمر ..
فقد جرت على لسانه سورة قرآنية مهمة .. شاء الله ان يقرأها بعد لحظات من مقتل عمر .. تبشر الامة باندحار عمر وتعلن السبب في مقتله .. فقد قرأ في ذلك الصباح وبعد شروق الشمس : اذا جاء نصر الله والفتح .. في الاولى .. فهلاك عمر فتحا للاسلام ..
وقرأ سورة الكوثر في الثانية .. وهي المختصة بالزهراء عليها السلام .. فمقتل عمر جاء انتقاماً للكوثر : الزهراء فاطمة عليها السلام التي دعت عليه قائلة : مزق الله بطنك كما مزقت كتابي .
كانت صلاة الجماعة بمثابة ادانة غير مقصودة ربما لعمر : اعتبار يوم مقتله يوم نصر وفتح الهي ... والاشارة الى انه يستحق هذا المصير استجابة للمظلومة الشهيدة التي مزق كتابها وقتلها : حبيبة المصطفى وقرة عينه فاطمة الزهراء عليها السلام .
قاتل علي اشقى الاولين والاخرين :قُتل على يد الخارجي بن ملجم ... والخوارج لا يشك احد من اهل القبلة في كفرهم ... على عكس قاتل عمر .. فقد قتله المؤمن البطل الشجاع التقي ابو لؤلؤة ابو اسلام فيروز رضوان الله عليه ... الذي استجاب الله لدعاء ابنة نبيه الزهراء عليها السلام على يديه الكريمتين المباركتين .
عمر آخر شرابه نبيذ .. وعلي لبن سقى منه قاتله :
اخر شرابه النبيذ :
فَأُتِيَ بِنَبِيذٍ فَشَرِبَهُ فَخَرَجَ مِنْ جَوْفِهِ
وفي رواية أبي إسحاق " فلما أصبح دخل عليه الطبيب فقال: أي الشراب أحب إليك؟ قال: النبيذ، فدعا بنبيذ فشرب فخرج من جرحه
قارنه مع امير المؤمنين عليه السلام حيث شرب بعض اللبن ثم قال احملوه لاسيركم .. لقاتله :
....فلما أفاق ناوله الحسن (عليه السلام) قعبا من لبن فشرب منه قليلا،ثم نحاه عن فيه،و قال:«احملوه إلى أسيركم»ثم قال للحسين (عليه السلام) :«بحقي عليكـيا بنيـإلا ما طيبتم مطعمه و مشربه،و أرفقوا به إلى حين موتي،و تطعمه مما تأكل و تسقيه مما تشرب حتى تكون أكرم منه»فعند ذلك حملوا إليه اللبن و أخبروه بما قال أمير المؤمنين (عليه السلام) في حقه فأخذه اللعين و شربه{h (33)h}.
علي : العفو .. عمر : القتل على الهوية :
على طريق الحكام الديكتاتوريين بل هو من علمهم .. عمر قام بقتل جميع العلوج لان ابا لؤلؤة منهم .. وعبد الله بن عمر باشر القتل بالفعل ..
قوله: (قد كنت أنت وأبوك تحبان أن تكثر العلوج بالمدينة) في رواية ابن سعد من طريق محمد بن سيرين عن ابن عباس " فقال عمر: هذا من عمل أصحابك، كنت أريد أن لا يدخلها علج من السبي فغلبتموني " وله من طريق أسلم مولى عمر قال " قال عمر من أصابني؟ قالوا أبو لؤلؤة واسمه فيروز، قال قد نهيتكم أن تجلبوا عليها من علوجهم أحدا فعصيتموني " ونحوه في رواية مبارك بن فضالة، وروى عمر بن شبة من طريق ابن سيرين قال " بلغني أن العباس قال لعمر لما قال لا تدخلوا علينا من السبي إلا الوصفاء: إن عمل المدينة شديد لا يستقيم إلا بالعلوج".
قوله: (إن شئت فعلت) قال ابن التين: إنما قال له ذلك لعلمه بأن عمر لا يأمر بقتلهم.
قوله: (كذبت) هو على ما ألف من شدة عمر في الدين، لأنه فهم من ابن عباس من قوله " إن شئت فعلنا " أي قتلناهم فأجابه بذلك
بينما علي اميرالمؤمنين عليه السلام يرفق بقاتله ويؤكد ان لا يقتلن بي الا قاتلي .. بل ويشجع على العفو عنه .. ويشير الى انه ان عاش فسيعفي عنه :
.
فقال _ علي عليه السلام _ له _ اي ابن ملجم لعنه الله _ بضعف وانكسار صوت ورأفة ورحمة: يا هذا لقد جئت عظيماً، وارتكبت أمراً عظيماً، وخطباً جسيماً، أبئس الإمام كنت لك حتى جازيتني بهذا الجزاء؟ ألم أكن شفيقاً عليك وآثرتك على غيرك وأحسنت إليك وزدت في عطائك؟ ألم أكن يقال لي فيك كذا وكذا، فخليت لك السبيل ومنحتك عطائي؟ وقد كنت أعلم أنك قاتليي .. ؟ فدمعت عينا ابن ملجم وقال يا أمير المؤمنين: أفأنت تنقذ من في النار.
قال له: صدقت ثم التفت (عليه السلام) إلى ولده الحسن (عليه السلام) وقال له: إرفق يا ولدي بأسيرك.وارحمه وأحسن إليه واشفق عليه، ألا ترى إلى عينيه قد طارتا في أم رأسه وقلبه يرجف خوفاً وفزعاً؟؟ فقال له الحسن (عليه السلام) يا أباه قد قتلك هذا اللعين الفاجر وأفجعنا فيك وأنت تأمرنا بالرفق به؟ فقال: نعم يا بني نحن أهل بيت لا نزداد على الذنب إلينا إلا كرماً وعفواً! والرحمة والشفقة من شيمتنا! بحقي عليك فاطعمه يا بني مما تأكله! واسقه مما تشرب! ولا تقيد له قدماً ولا تغل له يداً! فإن أنتا مت فاقتص منه بأن تقتله وتضربه ضربة واحدة ولا تحرقه بالنار ولا تمثل بالرجل فإني سمعت جدك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إياكم والمثلة ولو بالكلب العقور، وإن أنا عشت فأنا أولى به بالعفو عنه وأنا أعلم بما أفعل به.
ثم لاحظ فيما يلي عدم ثقة عمر بالناس بشكل عام .. على عكس وصايا امير المؤمنين عليه السلام بحصر القضية في قاتله .. لانه يعلم ان الناس لا يتآمرون عليه .. على عكس ما احتمله عمر :
فعمر لا يثق في الناس يعلم انه ظالم لهم .. ومجرم بحقهم .. لذلك كان يحتمل ان المؤامرة عليه من قبل الناس جميعا وبعلمهم .. فارسل بن عباس ليتأكد .. فقال له ان الناس يبكون عليه فاطمئن .. قارن ذلك مع كلام امير المؤمنين عليه السلام لابن ملجم قاتله : ابئس الامام كنت لك ؟؟ وجواب بن ملجم .. ( افانت تنقذ من في النار يا علي ) :
قوله: (فلما انصرفوا قال: يا ابن عباس انظر من قتلني) في رواية أبي إسحاق " فقال عمر يا عبد الله بن عباس اخرج فناد في الناس: أعن ملأ منكم كان هذا؟ فقالوا: معاذ الله، ما علمنا ولا اطلعنا " وزاد مبارك بن فضالة " فظن عمر أن له ذنبا إلى الناس لا يعلمه فدعا ابن عباس - وكان يحبه ويدنيه - فقال: أحب أن تعلم عن ملأ من الناس كان هذا؟ فخرج لا يمر بملأ من الناس إلا وهم يبكون، فكأنما فقدوا أبكار أولادهم، قال ابن عباس: فرأيت البشر في وجهه.
المصدر ( لعمر ) :
http://islamtoday.al-eman.com/hadeet...BID=12&CID=349
علي : فزت ... عمر : ويلي
"عمر يتنبأ بالعذاب ويقتطع آية يقولها الكفار المعذبين النادمين "[/U]
ولو ان لكل نفس ظلمت ما في الارض لافتدت به واسروا الندامة لما راوا العذاب وقضي بينهم بالقسط وهم لا يظلمون (54)
- سورة يونس - .
.. قارن بينه وبين كلام امير المؤمنين عليه السلام : فزت ورب الكعبة :
" ثم دعا _ عمر _ بشربة من لبن فشربها فخرج مشاش اللبن من الجرحين فعرف أنه الموت فقال: الآن لو أن لي الدنيا كلها لافتديت به من هول المطلع، وما ذاك والحمد لله أن أكون رأيت إلا خيرا".
ولا يثق عمر في آخرته .. بل يطلب من عبد الله بن عباس ان يشهد له بالكلام الذي قاله له من باب المجاملة فليس له ادنى ثقة بوضعه في الاخرة :
ووقع في رواية المبارك بن فضالة قال ابن عباس: وإن قلت ذلك فجزاك خيرا، أليس قد دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعز الله بك الدين والمسلمين إذ يخافون بمكة، فلما أسلمت كان إسلامك عزا، وظهر بك الإسلام، وهاجرت فكانت هجرتك فتحا، ثم لم تغب عن مشهد شهده رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتال المشركين، ثم قبض وهو عنك راض، ووازرت الخليفة بعده على منهاج النبي صلى الله عليه وسلم فضربت من أدبر بمن أقبل، ثم قبض الخليفة وهو عنك راض، ثم وليت بخير ما ولى الناس: مصر الله بك الأمصار، وجيا بك الأموال، ونفى بك العدو، وأدخل بك على أهل بيت من سيوسعهم في دينهم وأرزاقهم، ثم ختم لك بالشهادة، فهنيئا لك.
فقال: والله إن المغرور من تغرونه.
ثم قال: أتشهد لي يا عبد الله عند الله يوم القيامة، فقال: نعم.
" فقال له عمر: ألصق خدي بالأرض يا عبد الله بن عمر، قال ابن عباس: فوضعته من فخذي على ساقي فقال: ألصق خدي بالأرض، فوضعته حتى وضع لحيته وخده بالأرض فقال:
(( ويلك )) يا عمر ان لم يغفر الله لك ) .
قارن بين وصايا امير المؤمنين عليه السلام العظيمة .. ووصايا عمر المهزلة ..
يوصي في اخر ساعات حياته بتقصير الثوب !! وكانها قضية مهمة .. يؤكد على بدعه التي مضى عليها الوهابيون :

. ويؤيده أيضا أن في قصة هذا الشام أنه لما ذهب _ لعيادة عمر _ رأى عمر إزاره يصل إلى الأرض فأنكر عليه،
من وصايا امير المؤمنين علي عليه السلام :
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا ما أوصى به أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، أوصى أنه يشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.. ثم إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين.
أوصيكما بتقوى الله وأن لا تبغيا الدنيا وإن بغتكما ولا تأسفا على شيء منها زوي عنكما، وقولا بالحق واعملا للأجر وكونا للظالم خصما وللمظلوم عونا.
أوصيكما.. وجميع ولدي وأهل بيتي، ومن بلغهم كتابي هذا من المؤمنين بتقوى الله ربكم ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون، واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم.
أوصيكم بتقوى الله ونظم أمركم وصلاح ذات بينكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: صلاح ذات البين أفضل من عامة الصلاة والصيام، وإن البغضة حالقة الدين ولا قوة إلا بالله، انظروا ذوي أرحامكم فصلوهم يهوّن الله عليكم الحساب، الله الله في الأيتام لا تغبوا أفواههم ولا يضيعوا بحضرتكم فإني سمعت رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله له الجنة كما أوجب لآكل مال اليتيم النار، الله الله في القرآن فلا يسبقنكم إلى العمل به غيركم، الله الله في جيرانكم فإنهم وصية نبيكم، ما زال يوصينا بهم حتى ظننا أنه سيورثهم، الله الله في بيت ربكم فلا يخلون منكم ما بقيتم، فإنه إن ترك لم تناظروا، الله الله في الصلاة فإنها خير العمل وإنها عمود دينكم، الله الله في الزكاة فإنها تطفئ غضب ربكم، الله الله في صيام شهر رمضان فإن صيامه جنة من النار، الله الله في الجهاد في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم فإنما يجاهد في سبيل الله رجلان: إمام هدى، ومطيع له مقتد بهداه، الله الله في ذرية نبيكم فلا يظلمن بين أظهركم وأنتم تقدرون على المنع عنهم، الله الله في أصحاب نبيكم الذين لم يحدثوا حدثا ولم يؤوا محدثا فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أوصى بهم، ولعن المحدث منهم ومن غيرهم، والمؤوي للمحدث، الله الله في الفقراء والمساكين فأشركوهم في معايشكم، الله الله في النساء وما ملكت أيمانكم فإن آخر ما تكلم به رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن قال: أوصيكم بالضعيفين: نسائكم وما ملكت أيمانكم، ثم قال: الصلاة، الصلاة، الصلاة، ولا تخافن في الله لومة لائم، يكفكم من أرادكم وبغى عليكم، قولوا للناس حسنا كما أمركم الله عز وجل، ولا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم أشراركم، ثم تدعون فلا يستجاب لكم، وعليكم بالتواصل والتباذل والتبار وإياكم والتقاطع والتدابر والتفرق، وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعانوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب، حفظكم الله من أهل بيت وحفظ فيكم نبيكم، واستودعكم الله خير مستودع، واقرأ عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ...

________________[/QUOTE]
تعليق