إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصحابة ورزية يوم الخميس

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصحابة ورزية يوم الخميس

    مجمل القصة أن الصحابة كانوا مجتمعين في بيت رسول الله قبل وفاته بثلاثة أيام , فأمرهم أن يحضروا له الكتف والدواة ليكتب لهم كتاباً يعصمهم من الضلالة , ولكن الصحابة اختلفوا ومنهم من عصى أمره واتهمه بالهجر , فغضب رسول الله وأخرجهم من بيته دون أن يكتب لهم شيئاً , وإليك شيئاً من التفصيل:
    قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه , فقال: هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده , فقال عمر إن النبي قد غلبه الوجع , وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله , فختلف أهل البيت واختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده , ومنهم من يقول ما قاله عمر , فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي , قال لهم رسول الله ( ص ) قوموا عني , فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ( 1 ) ولغطهم. هذه الحادثة صحيحة لا شك فيها , فقد نقلها علماء الشيعة ومحدثوهم في كتبهم , كما نقلها علماء السنة ومحدثوهم ومؤرخوهم , وهي ملزمة لي على ما ألزمت به نفسي ومن هنا أقف حائراً في تفسير الموقف الذي وقفه عمر ابن الخطاب من أمر رسول الله , وأي أمر هو ؟ أمر ( عاصم من الضلالة لهذه الإمة و لا شك أن هذا الكتاب كان فيه شيء جديد للمسلمين سوف يقطع عليهم كل شك )
    ولنترك قول الشيعة: ( بأن الرسول أراد أن يكتب إسم علي خليفة له وتفطن عمر لذلك فمنعه )
    فلعلهم لا يقنعونا بهذا الزعم الذي لا يرضينا مبدئياً , ولكن هل نجد تفسيراً معقولاً لهذه الحادثة المؤلمه التي أغضبت الرسول حتى طردهم وجعلت إبن عباس يبكي حتى يبل دمعه الحصى ويسميها أكبر رزية , أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه , وهذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلاًً عن العلماء , وقد حاولت مراراً وتكراراً التماس بعض الأعذار لعمر ولكن واقع الحادثة يأبى عليً ذلك وحتى لو أبدلت كلمة يهجر " والعياذ بالله " بلفظة " غلبه الوجع " فسوف لن نجد مبرراً لقول عمر: " عندكم القرآن " " وحسبنا كتاب الله " أو كان هو أعلم بالقرآن من رسول الله الذي أنزل عليه القرآن , أم أن رسول الله لا يعي ما يقول " حاشاه " أم أنه أراد بأمره ذلك أن يبعث فيهم الإختلاف والفرقة " استغفر الله " .
    ثم لو كان تعليل أهل السنة صحيحاً , فلم يكن ذلك ليخفى على الرسول ولا يجهل حسن نية عمر, ولشكره رسول الله على ذلك وقربه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني
    وهل لي أن أتساءل لماذا امتثلوا أمره عندما طردهم من الحجرة النبوية , ولم يقولوا بأنه يهجر ؟ لأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكابة , فلا داعي بعد ذلك لبقائهم , والدليل أنهم أكثروا اللغط والإختلاف بحضرته ( ص ) , وانقسموا إلى حزبين منهم من يقول: قربوا إلى رسول الله يكتب لكم ذلك الكتاب ومنهم من يقول ما قال عمر أي إنه " يهجر "
    والأمر لم يعد بتلك البساطة يتعلق بشخص عمر وحده ولو كان كذلك لأسكته رسول الله وأقنعه بأنه لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يغلب عليه الوجع في هداية الأمة وعدم ضلالتها ولكن الأمر استفحل واستشرى ووجد له أنصاراً كأنهم متفقون مسبقاً ولذلك أكثروا اللغط والإختلاف ونسوا أو تناسوا قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )
    وفي هذه الحادثة تعدوا حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه ( ص ) بالهجر والهذيان " والعياذ بالله " ثم أكثروا اللغط والإختلاف وصارت معركة كلامية بحضرته.
    وأكاد أعتقد بأن الأكثرية الساحقة كانت على قول عمر ولذلك رأى رسول الله ( ص ) عدم الجدوى من كتابة الكتاب لأنه علم بأنهم لم يحترموه ولم يمتثلوا لأمر الله فيه في عدم رفع أصواتهم بحضرته وإذا كانوا لأمرالله عاصين فلن يكونوا لأمر رسوله طائعين.
    واقتضت حكمة الرسول بأن لا يكتب لهم ذلك الكتاب لأنه طعن فيه في حياته , فكيف يعمل بما فيه بعد وفاته , وسيقول الطاعنون: بأنه هجر من القول ولربما سيشككون في بعض الأحكام التي عقدها رسول الله في مرض موته.
    إذ أن اعتقادهم بهجره ثابت.
    أستغفرالله وأتوب إليه من هذا القول في حضرة الرسول الأكرم وكيف لي أن أقنع نفسي وضميري الحر بأن عمر بن الخطاب كان عفوياً في حين أن أصحابه ومن حضروا محضره بكوا لما حصل حتى بل دمعهم الحصى وسموها رزية المسلمين.
    ولهذا فقد خلصت إلى أن أرفض كل التعليلات التي قدمت لتبرير ذلك , ولقد حاولت أن أنكر هذه الحادثة وأكذبها لأستريح من مأساتها , ولكن كتب الصحاح نقلتها وأثبتتها وصححتها ولم تحسن تبريرها.
    وأكاد أميل إلى رأي الشيعة في تفسير هذا الحدث لأنه تعليل منطقي وله قرائن عديدة
    وإني لا زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر عندما سألته: كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي - على حد زعمكم - فهذا ذكاء منه.
    قال السيد الصدر: لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول , ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر لأنه سبق لرسول الله ( ص ) أن قال مثل هذا إذ قال لهم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً , وفي مرضه قال لهم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً , ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابياً وهو التمسك بكتاب الله وعترته , وسيد العترة هو علي , فكأنه ( ص ) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي , وقد قال مثل ذلك في مناسبات آخرى كم ذكر المحدثون.
    وكان اغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم , ولكنهم لا يجرئون على رسول الله مثل عمر فقد كان جريئاً على النحو الذي حصل في صلح الحديبية وفي المعارضة الشديدة للنبي عندما صل على عبدالله بن ابي , المنافق , وفي عدة مواقف أخرى سجلها التاريخ , وهذا الموقف منها , وأنت ترى أن المعارضة لكتابة الكتاب في مرض النبي شجعت بعض الآخرين من الحاضرين على الجرأة ومن ثم الإكثار من اللغط في حضرة الرسول ( ص )
    إن هذه المقوله: جاءت رداً مطابقاً لمقصود الحديث , فمقولة: عندكم القرآن , حسبنا كتاب الله مخالف لمحتوى الحديث الذي يأمرهم بالتمسك بكتاب الله وبالعترة معاً , فكأن المقصود هو: حسبنا كتاب الله فهو يكفينا ولا حاجة لنا بالعترة
    وليس هناك تفسير معقول غير هذا , بالنسبة إلى هذه الحادثة اللهم إلا إذا كان المراد هو القول بإطاعة الله دون إطاعة رسوله , وهذا أيضاً باطل وغير معقول....
    وأنا إذا طرحت التعصب الأعمى والعاطفة الجامحة وحكمت العقل العقل السليم والفكر الحر لملت إلى هذا التحليل وذلك أهون من اتهام عمر بأنه أول من رفض السنة النبوية بقوله: ( حسبنا كتاب الله )
    وإذا كان بعض الحكام قد رفض السنة النبوية بدعوى أنها متناقضة فإنه اتبع في ذلك سابقه تاريخية في حياة المسلمين.
    وإني لأعجب لم يقرأ هذه الحادثة ويمر بها وكأن شيئاً لم يكن , مع أنها من أكبر الرزايا كما سماها ابن عباس , وعجبي أكبر من الذين يحاولون جهدهم الحفاظ على كرامة صحابي وتصحيح خطئه ولو كان ذلك على حساب كرامة رسول الله وعلى حساب الإسلام ومبادئه
    ولماذا نهرب من الحقيقة ونحاول طمسها عندما لا تتماشى مع أهوائنا , ولماذا لا نعترف بأن الصحابة بشر مثلنا , لهم أهواء وميول يخطئون ويصيبون.
    ولا يزول عجبي إلا عندما أقرأ كتاب الله وهو يروي لنا قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وما لاقوه من شعوبهم في المعاندة رغم ما يشاهدونه من معجزات ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا , وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )
    وهكذا أصبحت أدرك خلفية موقف الشيعة من بعض الصحابة الذين يحملونهم مسؤولية الكثير من المأسي التي وقعت في حياة المسلمين منذ رزية يوم الخميس التي حرمت الأمة من كتاب الهداية الذي أراد الرسول ( ص ) أن يكتبه لهم.
    -------------------------
    المصادر
    ( 1 )
    صحيح البخاري ج 3 باب قول المريض: قومو عني
    صحيح مسلم ج 5 ص 75 في آخر كتاب الوصية
    مسند الإمام أحمد ج 1 ص 355 و ج 5 ص 116
    تاريخ الطبري ج 3 ص 193
    تاريخ ابن الأثير ج 2 ص 320

  • #2
    جزيل الشكر والتقدير لصاحب الموضوع...ودمتم بخيـــر

    تعليق


    • #3
      اشكرك اخي على المرور والمشاركة في الموضوع

      تعليق


      • #4
        المشاركة الأصلية بواسطة اوحدي
        مجمل القصة أن الصحابة كانوا مجتمعين في بيت رسول الله قبل وفاته بثلاثة أيام , فأمرهم أن يحضروا له الكتف والدواة ليكتب لهم كتاباً يعصمهم من الضلالة , ولكن الصحابة اختلفوا ومنهم من عصى أمره واتهمه بالهجر , فغضب رسول الله وأخرجهم من بيته دون أن يكتب لهم شيئاً , وإليك شيئاً من التفصيل:
        قال ابن عباس: يوم الخميس وما يوم الخميس اشتد برسول الله وجعه , فقال: هلم اكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده , فقال عمر إن النبي قد غلبه الوجع , وعندكم القرآن حسبنا كتاب الله , فختلف أهل البيت واختصموا منهم من يقول قربوا يكتب لكم النبي كتاباً لا تضلوا بعده , ومنهم من يقول ما قاله عمر , فلما أكثروا اللغو والإختلاف عند النبي , قال لهم رسول الله ( ص ) قوموا عني , فكان ابن عباس يقول: إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله وبين أن يكتب لهم ذلك الكتاب من اختلافهم ( 1 ) ولغطهم. هذه الحادثة صحيحة لا شك فيها , فقد نقلها علماء الشيعة ومحدثوهم في كتبهم , كما نقلها علماء السنة ومحدثوهم ومؤرخوهم , وهي ملزمة لي على ما ألزمت به نفسي ومن هنا أقف حائراً في تفسير الموقف الذي وقفه عمر ابن الخطاب من أمر رسول الله , وأي أمر هو ؟ أمر ( عاصم من الضلالة لهذه الإمة و لا شك أن هذا الكتاب كان فيه شيء جديد للمسلمين سوف يقطع عليهم كل شك )
        ولنترك قول الشيعة: ( بأن الرسول أراد أن يكتب إسم علي خليفة له وتفطن عمر لذلك فمنعه )
        فلعلهم لا يقنعونا بهذا الزعم الذي لا يرضينا مبدئياً , ولكن هل نجد تفسيراً معقولاً لهذه الحادثة المؤلمه التي أغضبت الرسول حتى طردهم وجعلت إبن عباس يبكي حتى يبل دمعه الحصى ويسميها أكبر رزية , أهل السنة يقولون بأن عمر أحس بشدة مرض النبي فأشفق عليه وأراد أن يريحه , وهذا التعليل لا يقبله بسطاء العقول فضلاًً عن العلماء , وقد حاولت مراراً وتكراراً التماس بعض الأعذار لعمر ولكن واقع الحادثة يأبى عليً ذلك وحتى لو أبدلت كلمة يهجر " والعياذ بالله " بلفظة " غلبه الوجع " فسوف لن نجد مبرراً لقول عمر: " عندكم القرآن " " وحسبنا كتاب الله " أو كان هو أعلم بالقرآن من رسول الله الذي أنزل عليه القرآن , أم أن رسول الله لا يعي ما يقول " حاشاه " أم أنه أراد بأمره ذلك أن يبعث فيهم الإختلاف والفرقة " استغفر الله " .
        ثم لو كان تعليل أهل السنة صحيحاً , فلم يكن ذلك ليخفى على الرسول ولا يجهل حسن نية عمر, ولشكره رسول الله على ذلك وقربه بدلاً من أن يغضب عليه ويقول أخرجوا عني
        وهل لي أن أتساءل لماذا امتثلوا أمره عندما طردهم من الحجرة النبوية , ولم يقولوا بأنه يهجر ؟ لأنهم نجحوا بمخططهم في منع الرسول من الكابة , فلا داعي بعد ذلك لبقائهم , والدليل أنهم أكثروا اللغط والإختلاف بحضرته ( ص ) , وانقسموا إلى حزبين منهم من يقول: قربوا إلى رسول الله يكتب لكم ذلك الكتاب ومنهم من يقول ما قال عمر أي إنه " يهجر "
        والأمر لم يعد بتلك البساطة يتعلق بشخص عمر وحده ولو كان كذلك لأسكته رسول الله وأقنعه بأنه لا ينطق عن الهوى ولا يمكن أن يغلب عليه الوجع في هداية الأمة وعدم ضلالتها ولكن الأمر استفحل واستشرى ووجد له أنصاراً كأنهم متفقون مسبقاً ولذلك أكثروا اللغط والإختلاف ونسوا أو تناسوا قول الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )
        وفي هذه الحادثة تعدوا حدود رفع الأصوات والجهر بالقول إلى رميه ( ص ) بالهجر والهذيان " والعياذ بالله " ثم أكثروا اللغط والإختلاف وصارت معركة كلامية بحضرته.
        وأكاد أعتقد بأن الأكثرية الساحقة كانت على قول عمر ولذلك رأى رسول الله ( ص ) عدم الجدوى من كتابة الكتاب لأنه علم بأنهم لم يحترموه ولم يمتثلوا لأمر الله فيه في عدم رفع أصواتهم بحضرته وإذا كانوا لأمرالله عاصين فلن يكونوا لأمر رسوله طائعين.
        واقتضت حكمة الرسول بأن لا يكتب لهم ذلك الكتاب لأنه طعن فيه في حياته , فكيف يعمل بما فيه بعد وفاته , وسيقول الطاعنون: بأنه هجر من القول ولربما سيشككون في بعض الأحكام التي عقدها رسول الله في مرض موته.
        إذ أن اعتقادهم بهجره ثابت.
        أستغفرالله وأتوب إليه من هذا القول في حضرة الرسول الأكرم وكيف لي أن أقنع نفسي وضميري الحر بأن عمر بن الخطاب كان عفوياً في حين أن أصحابه ومن حضروا محضره بكوا لما حصل حتى بل دمعهم الحصى وسموها رزية المسلمين.
        ولهذا فقد خلصت إلى أن أرفض كل التعليلات التي قدمت لتبرير ذلك , ولقد حاولت أن أنكر هذه الحادثة وأكذبها لأستريح من مأساتها , ولكن كتب الصحاح نقلتها وأثبتتها وصححتها ولم تحسن تبريرها.
        وأكاد أميل إلى رأي الشيعة في تفسير هذا الحدث لأنه تعليل منطقي وله قرائن عديدة
        وإني لا زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر عندما سألته: كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي - على حد زعمكم - فهذا ذكاء منه.
        قال السيد الصدر: لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول , ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر لأنه سبق لرسول الله ( ص ) أن قال مثل هذا إذ قال لهم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً , وفي مرضه قال لهم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً , ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابياً وهو التمسك بكتاب الله وعترته , وسيد العترة هو علي , فكأنه ( ص ) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي , وقد قال مثل ذلك في مناسبات آخرى كم ذكر المحدثون.
        وكان اغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم , ولكنهم لا يجرئون على رسول الله مثل عمر فقد كان جريئاً على النحو الذي حصل في صلح الحديبية وفي المعارضة الشديدة للنبي عندما صل على عبدالله بن ابي , المنافق , وفي عدة مواقف أخرى سجلها التاريخ , وهذا الموقف منها , وأنت ترى أن المعارضة لكتابة الكتاب في مرض النبي شجعت بعض الآخرين من الحاضرين على الجرأة ومن ثم الإكثار من اللغط في حضرة الرسول ( ص )
        إن هذه المقوله: جاءت رداً مطابقاً لمقصود الحديث , فمقولة: عندكم القرآن , حسبنا كتاب الله مخالف لمحتوى الحديث الذي يأمرهم بالتمسك بكتاب الله وبالعترة معاً , فكأن المقصود هو: حسبنا كتاب الله فهو يكفينا ولا حاجة لنا بالعترة
        وليس هناك تفسير معقول غير هذا , بالنسبة إلى هذه الحادثة اللهم إلا إذا كان المراد هو القول بإطاعة الله دون إطاعة رسوله , وهذا أيضاً باطل وغير معقول....
        وأنا إذا طرحت التعصب الأعمى والعاطفة الجامحة وحكمت العقل العقل السليم والفكر الحر لملت إلى هذا التحليل وذلك أهون من اتهام عمر بأنه أول من رفض السنة النبوية بقوله: ( حسبنا كتاب الله )
        وإذا كان بعض الحكام قد رفض السنة النبوية بدعوى أنها متناقضة فإنه اتبع في ذلك سابقه تاريخية في حياة المسلمين.
        وإني لأعجب لم يقرأ هذه الحادثة ويمر بها وكأن شيئاً لم يكن , مع أنها من أكبر الرزايا كما سماها ابن عباس , وعجبي أكبر من الذين يحاولون جهدهم الحفاظ على كرامة صحابي وتصحيح خطئه ولو كان ذلك على حساب كرامة رسول الله وعلى حساب الإسلام ومبادئه
        ولماذا نهرب من الحقيقة ونحاول طمسها عندما لا تتماشى مع أهوائنا , ولماذا لا نعترف بأن الصحابة بشر مثلنا , لهم أهواء وميول يخطئون ويصيبون.
        ولا يزول عجبي إلا عندما أقرأ كتاب الله وهو يروي لنا قصص الأنبياء عليهم الصلاة والسلام , وما لاقوه من شعوبهم في المعاندة رغم ما يشاهدونه من معجزات ( ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا , وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب )
        وهكذا أصبحت أدرك خلفية موقف الشيعة من بعض الصحابة الذين يحملونهم مسؤولية الكثير من المأسي التي وقعت في حياة المسلمين منذ رزية يوم الخميس التي حرمت الأمة من كتاب الهداية الذي أراد الرسول ( ص ) أن يكتبه لهم.
        -------------------------
        المصادر
        ( 1 )
        صحيح البخاري ج 3 باب قول المريض: قومو عني
        صحيح مسلم ج 5 ص 75 في آخر كتاب الوصية
        مسند الإمام أحمد ج 1 ص 355 و ج 5 ص 116
        تاريخ الطبري ج 3 ص 193
        تاريخ ابن الأثير ج 2 ص 320


        وش دراك انت او غيرك بالي راح يكتبة رسول الله صلى علية وسلم تدرون بعلم الغيب

        تعليق


        • #5
          سبحانه الله اذا كان الرسول لاينطق عن الهوى انما يوحى اليه من الله فيكيف يعارضه عمرهل عمر اردى بمصلحه النبي من الله؟؟ استغفر الله العظيم والله هالعمر ماوراه الا المصايب
          قال الله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لا ترفعوا صوتكم فوق صوت النبي ولا تجهروا له بالقول كجهر بعضكم لبعض أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون )

          تعليق


          • #6
            الى ابو شيبوب

            وش دراك انت او غيرك بالي راح يكتبة رسول الله صلى علية وسلم تدرون بعلم الغيب


            اعطني توقع اخر لما يريد الرسول قوله غير هذا التوقع

            وإني لا زلت أذكر إجابة السيد محمد باقر الصدر عندما سألته: كيف فهم سيدنا عمر من بين الصحابة ما يريد الرسول كتابته وهو استخلاف علي - على حد زعمكم - فهذا ذكاء منه.
            قال السيد الصدر: لم يكن عمر وحده فهم مقصد الرسول , ولكن أكثر الحاضرين فهموا ما فهمه عمر لأنه سبق لرسول الله ( ص ) أن قال مثل هذا إذ قال لهم إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تسمكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً , وفي مرضه قال لهم: هلم أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعده أبداً , ففهم الحاضرون ومن بينهم عمر أن رسول الله يريد أن يؤكد ما ذكره في غدير خم كتابياً وهو التمسك بكتاب الله وعترته , وسيد العترة هو علي , فكأنه ( ص ) أراد أن يقول: عليكم بالقرآن وعلي , وقد قال مثل ذلك في مناسبات آخرى كم ذكر المحدثون.
            وكان اغلبية قريش لا يرضون بعلي لأنه أصغر القوم ولأنه حطم كبرياءهم وهشم أنوفهم وقتل أبطالهم , ولكنهم لا يجرئون على رسول الله مثل عمر فقد كان جريئاً على النحو الذي حصل في صلح الحديبية وفي المعارضة الشديدة للنبي عندما صل على عبدالله بن ابي , المنافق , وفي عدة مواقف أخرى سجلها التاريخ , وهذا الموقف منها , وأنت ترى أن المعارضة لكتابة الكتاب في مرض النبي شجعت بعض الآخرين من الحاضرين على الجرأة ومن ثم الإكثار من اللغط في حضرة الرسول ( ص )

            تعليق


            • #7
              المشاركة الأصلية بواسطة ابوشبوب
              وش دراك انت او غيرك بالي راح يكتبة رسول الله صلى علية وسلم تدرون بعلم الغيب
              هل كان عمر يعلم ماذا سيكتب رسول الله (ص) وهل لذلك منعه من الكتابه؟



              والحمد لله

              تعليق


              • #8
                رزية وأي رزية .. لعنة الله على السقيفة وعلى من أسهها ورضي بها وبايع أصحابها .. لعنة الله عليهم ما أجرأهم على الله ورسوله (ص) !

                تعليق


                • #9
                  يَا مَنْ يُسَائِلُ ذَائِباً عَنْ كُلِّ مُعْضِلَـةٍ سَخِيفَـة
                  لَا تَكْشِفَـنَّ مُغَطًّـى فَلَرُبَّمَـا كَشَفْـتَ جِيفَـة
                  وَ لَرُبَّ مَسْتُورٍ بَدَا كَالطَّبْلِ مِنْ تَحْتِ الْقَطِيفَـة
                  إِنَّ الْجَوَابَ لَحَاضِـرٌ لَكِنَّنِـي أُخْفِيـهِ خِيفَـة
                  لَوْ لَا اعْتِدَاءُ رَعِيَّةٍ أُلْقِي سِيَاسَتَهَـا الْخَلِيفَـة
                  وَ سُيُوفُ أَعْدَاءٍ بِهَـا هَامَاتُنَـا أَبَـداً نَقِيفَـة
                  لَنَشَرْتُ مِنْ أَسْرَارِ آلِ مُحَمَّـدٍ جُمَـلًا طَرِيفَـةً
                  تُغْنِيكُـمْ عَمَّـا رَوَاهُ مَالِـكٌ وَ أَبُـو حَنِيفَـة
                  وَ أَرَيْتُكُمْ أَنَّ الْحُسَيْنَ أُصِيبَ فِي يَوْمِ السَّقِيفَـة
                  وَ لِأَيِّ حَالٍ لُحِّدَتْ بِاللَّيْـلِ فَاطِمَـة الشَّرِيفَـة
                  وَ لِمَا حَمَتْ شَيْخَيْكُمُ عَنْ وَطْءِ حُجْرَتِهَا الْمُنِيفَة
                  أَوِّهْ لِبِنْـتِ مُحَمَّـدٍ مَاتَـتْ بِغُصَّتِهَـا أَسِيفَـة

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x

                  رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                  صورة التسجيل تحديث الصورة

                  اقرأ في منتديات يا حسين

                  تقليص

                  المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                  أنشئ بواسطة مروان1400, يوم أمس, 05:42 AM
                  استجابة 1
                  17 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة وهج الإيمان
                  بواسطة وهج الإيمان
                   
                  أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:28 PM
                  ردود 0
                  10 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة وهج الإيمان
                  بواسطة وهج الإيمان
                   
                  أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 19-05-2025, 09:20 PM
                  ردود 0
                  7 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة وهج الإيمان
                  بواسطة وهج الإيمان
                   
                  أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 27-10-2018, 03:13 PM
                  ردود 17
                  1,554 مشاهدات
                  0 معجبون
                  آخر مشاركة وهج الإيمان
                  بواسطة وهج الإيمان
                   
                  يعمل...
                  X