دواعي ثقافتنا ((ان يصبح الجزار شهيدا..))
صورة تكررت في مجتمعاتنا الشرقية..التي تعاني نقصا في وعيها..نقص حاد..يفوق كل توقع.. مجتمعاتنا هذه التي تعودت الانكسار امام كل خارجي..والتجبر على كل داخلي من ابنائها..مجتمعاتنا التي تعودت ان تحول ذلها وخضوعها دائما الى بطولة تسطرها امام الاخرين..مجتمعاتنا هذه التي تعاني الازدواجية في كل شيء..حتى في فكرها..وعقليتها..وشخصيتها..بل حتى في تنظيماتها ومؤسساتها الداخلية والخارجية... وكأنها تبررلكل انهزام فكري سياسي عسكري وانحلال اجتماعي وتفسخ عقائدي وتطرف وتشدد بمؤامرة خارجية.
ان الصورة الحقيقة التي باتت تعلن عن نفسها وبشراسة..وهي الصورة البديهية لواقع الحال..ان مجتمعاتنا قد افلست من كل نظمها.. وبالاخص النظم الفكرية..ففي الاحداث الاخيرة تجسدت هذه الرؤية بوضوح..حيث اصبح الجزار الذي حصد الالاف من العراقيين بشتى الوسائل مجاهدا مغفورا له..اما الضحايا..العراقيين...فهم ضحايا حرب..واجرهم عند السماء هي من تحكم فيهم.
وكأن الضمير الانساني الجهادي قد اتخذ من اجساد الابرياء العراقيين طريقا مبلطة الى الجنة وبدون حساب.. وكأن لسان حالهم يقول اذهب للعراق واقتل من شئت فلك الجنة.
اي انحلال فكري عقائدي هذا الذي حل بهم..ليتخذوا من ابرياء يبحثون عن لقمة العيش سواء بالتطوع في الجيش او مراكز الشرطة او العمل لدى منظمات اية كانت..جسرا الى الجنة..اتراهم كانوا سيقدمون لهم المعونة التي تقيهم من الجوع والفقر والالم والمرض..اين كانوا عندما اصبح العراقي يعيش على حافة المجاعة..اين كانوا عندما اصبح الفرد العراقي لايجد ما يسد به رمق طفله..اين كانوا عندما جعل الفقر والجوع من عوائل ان تبيع اعضاء من جسدهم من اجل لقمة العيش..اين كانوا عندما ادى الظروف القاهرة هذه الكثيرين من التغافل عن اعراض تهتك..واجساد تباع..من اجل كسب بضع دنانير تجعلهم يستمرون يوما اخر.
اي تفسخ فكري هذا الذي يسودنا..بل يحتل منا الرأس..هل ينقصنا العقل..هل نجهل سبل التفكير المنطقي.. هل غاب الفكر عنا.. ام اننا نعاني من حرية الفكر..لكن فيما نريد...من تعظيم شخص...اننا احرار...كما يحدث اليوم..؟
المشكلة في مجتمعاتنا لم تكن يوما في مسألة حرية التفكير وحدها..اي من تشكيل للافكار او تأليف للقناعات او صياغة للمفاهيم وانما هي في التنظيمات التي تقود المجتمع من تنظيمات سياسية واجتماعية ودينية التي ترفع شعارات ايديولوجية تبريرية مزيفة تهمل الفكر وتزدريه وتزعزع ثقة الفرد في تفكيره المستقل وتنكر عليه قناعاته الخاصة ومفاهيمه الذاتية ..وتريده ان ياخذ بالاقتناعات التي اعدتها له وبالافكار التي ركبتها من اجله وكل انسان يجاهر بتفكيره او يجادل بمفهومه على اعتبار االزمن والمجتمع يوفران له جو الحرية الفكرية هو في نظر التنظيمات خارج على المفاهيم المجتمعية غير ملائم ومثير للارتياب مصيره الاهمال والنبذ والابعاد...وهذا الاسلوب هو ما يتبعه هذه التنظيمات..تفرض على الناس الاقتناع بمن اباح دمائهم كمجاهد..وتحاول جهدها ان تخفي شخصيتهم..وهذا ما يبعث في الذات الواعية الشعور بالغربة وسط الحياة الاجتماعية التي هي في الدرجات الدنيا من التخلف الفكري والانحطاط الاجتماعي وحتى الادبي..حيث على ارضها تدرج ظلمة المعاني والتواؤها وتسودها المواربة في التفكير والتعبير وتقودها قوى قادرة متسلطة نافذة القول تعمل على ترويج الشعارات الجوفاء في دوائر قبلية او طائفية صغيرة ومقزمة تعشش فيها امراض التفسخ والانحلال الاجتماعي والاخلاقي...فصورة المجاهد الحي تفرض عليهم..ولاتدع المجال حتى للسؤال عن الذين قام المجاهد بجهادهم..ولو وجد الناس وقتا للتفكير بذلك لاكتشفوا بان من شملتهم عملياتهم من المدنيين الابرياء هم اصعاف مضاعفة من المارينز والقتلة المحتلين.
ان التخلف السائد في هذه المجتمعات وبالاخص تخلف المفاهيم السياسية والاجتماعية والدينية ادت بصورة حتمية الى تخلف في المؤسسات والانظمة التي تعمل بهدي تعاليمها والانظمة المتخلفة تعمل على تنظيم مظاهر التخلف في جمعيات او احزاب او كيانات تعاني امراض الطائفية والعرقية والاقليمية فتأتي الروابط التي تجمع بين انسان واخر في كثير من مجتمعاتنا روابط دينية طائفية متطرفة لا روابط اجتماعية وانسانية..وهذه الانظمة تعمد الى تعطيل العقل او تعويده على الكسل والى اخفاء الحقائق والخلط بين الصحيح والمزيف..فيتسلل الى العقول وتطمس الوقائع ويزيف التاريخ وعندما تتخبط العقول في مهاوي الشدة واليأس تنمو في حياة الناس طقوس عبادة الحظ والصدفة المؤلهة...وينصرفوا الى الشعارات ومروجيها..من الذين يريدون فتح الامصار الاخرى على اجساد ابرياء كانوا يبحثون عن عمل ولقمة عيش تسد جوعا بات يحاصرهم من كل صوب.
صورة تكررت في مجتمعاتنا الشرقية..التي تعاني نقصا في وعيها..نقص حاد..يفوق كل توقع.. مجتمعاتنا هذه التي تعودت الانكسار امام كل خارجي..والتجبر على كل داخلي من ابنائها..مجتمعاتنا التي تعودت ان تحول ذلها وخضوعها دائما الى بطولة تسطرها امام الاخرين..مجتمعاتنا هذه التي تعاني الازدواجية في كل شيء..حتى في فكرها..وعقليتها..وشخصيتها..بل حتى في تنظيماتها ومؤسساتها الداخلية والخارجية... وكأنها تبررلكل انهزام فكري سياسي عسكري وانحلال اجتماعي وتفسخ عقائدي وتطرف وتشدد بمؤامرة خارجية.
ان الصورة الحقيقة التي باتت تعلن عن نفسها وبشراسة..وهي الصورة البديهية لواقع الحال..ان مجتمعاتنا قد افلست من كل نظمها.. وبالاخص النظم الفكرية..ففي الاحداث الاخيرة تجسدت هذه الرؤية بوضوح..حيث اصبح الجزار الذي حصد الالاف من العراقيين بشتى الوسائل مجاهدا مغفورا له..اما الضحايا..العراقيين...فهم ضحايا حرب..واجرهم عند السماء هي من تحكم فيهم.
وكأن الضمير الانساني الجهادي قد اتخذ من اجساد الابرياء العراقيين طريقا مبلطة الى الجنة وبدون حساب.. وكأن لسان حالهم يقول اذهب للعراق واقتل من شئت فلك الجنة.
اي انحلال فكري عقائدي هذا الذي حل بهم..ليتخذوا من ابرياء يبحثون عن لقمة العيش سواء بالتطوع في الجيش او مراكز الشرطة او العمل لدى منظمات اية كانت..جسرا الى الجنة..اتراهم كانوا سيقدمون لهم المعونة التي تقيهم من الجوع والفقر والالم والمرض..اين كانوا عندما اصبح العراقي يعيش على حافة المجاعة..اين كانوا عندما اصبح الفرد العراقي لايجد ما يسد به رمق طفله..اين كانوا عندما جعل الفقر والجوع من عوائل ان تبيع اعضاء من جسدهم من اجل لقمة العيش..اين كانوا عندما ادى الظروف القاهرة هذه الكثيرين من التغافل عن اعراض تهتك..واجساد تباع..من اجل كسب بضع دنانير تجعلهم يستمرون يوما اخر.
اي تفسخ فكري هذا الذي يسودنا..بل يحتل منا الرأس..هل ينقصنا العقل..هل نجهل سبل التفكير المنطقي.. هل غاب الفكر عنا.. ام اننا نعاني من حرية الفكر..لكن فيما نريد...من تعظيم شخص...اننا احرار...كما يحدث اليوم..؟
المشكلة في مجتمعاتنا لم تكن يوما في مسألة حرية التفكير وحدها..اي من تشكيل للافكار او تأليف للقناعات او صياغة للمفاهيم وانما هي في التنظيمات التي تقود المجتمع من تنظيمات سياسية واجتماعية ودينية التي ترفع شعارات ايديولوجية تبريرية مزيفة تهمل الفكر وتزدريه وتزعزع ثقة الفرد في تفكيره المستقل وتنكر عليه قناعاته الخاصة ومفاهيمه الذاتية ..وتريده ان ياخذ بالاقتناعات التي اعدتها له وبالافكار التي ركبتها من اجله وكل انسان يجاهر بتفكيره او يجادل بمفهومه على اعتبار االزمن والمجتمع يوفران له جو الحرية الفكرية هو في نظر التنظيمات خارج على المفاهيم المجتمعية غير ملائم ومثير للارتياب مصيره الاهمال والنبذ والابعاد...وهذا الاسلوب هو ما يتبعه هذه التنظيمات..تفرض على الناس الاقتناع بمن اباح دمائهم كمجاهد..وتحاول جهدها ان تخفي شخصيتهم..وهذا ما يبعث في الذات الواعية الشعور بالغربة وسط الحياة الاجتماعية التي هي في الدرجات الدنيا من التخلف الفكري والانحطاط الاجتماعي وحتى الادبي..حيث على ارضها تدرج ظلمة المعاني والتواؤها وتسودها المواربة في التفكير والتعبير وتقودها قوى قادرة متسلطة نافذة القول تعمل على ترويج الشعارات الجوفاء في دوائر قبلية او طائفية صغيرة ومقزمة تعشش فيها امراض التفسخ والانحلال الاجتماعي والاخلاقي...فصورة المجاهد الحي تفرض عليهم..ولاتدع المجال حتى للسؤال عن الذين قام المجاهد بجهادهم..ولو وجد الناس وقتا للتفكير بذلك لاكتشفوا بان من شملتهم عملياتهم من المدنيين الابرياء هم اصعاف مضاعفة من المارينز والقتلة المحتلين.
ان التخلف السائد في هذه المجتمعات وبالاخص تخلف المفاهيم السياسية والاجتماعية والدينية ادت بصورة حتمية الى تخلف في المؤسسات والانظمة التي تعمل بهدي تعاليمها والانظمة المتخلفة تعمل على تنظيم مظاهر التخلف في جمعيات او احزاب او كيانات تعاني امراض الطائفية والعرقية والاقليمية فتأتي الروابط التي تجمع بين انسان واخر في كثير من مجتمعاتنا روابط دينية طائفية متطرفة لا روابط اجتماعية وانسانية..وهذه الانظمة تعمد الى تعطيل العقل او تعويده على الكسل والى اخفاء الحقائق والخلط بين الصحيح والمزيف..فيتسلل الى العقول وتطمس الوقائع ويزيف التاريخ وعندما تتخبط العقول في مهاوي الشدة واليأس تنمو في حياة الناس طقوس عبادة الحظ والصدفة المؤلهة...وينصرفوا الى الشعارات ومروجيها..من الذين يريدون فتح الامصار الاخرى على اجساد ابرياء كانوا يبحثون عن عمل ولقمة عيش تسد جوعا بات يحاصرهم من كل صوب.
تعليق