ما أعذب الدعاء عندما يتصاعد من كفي الإمام علي عليه السلام...وما أجمل الإحساس في أن تكون ذائبا في يدي ولي الرحمن وتعرج غاياتك منها وكأنهما " يداه" محراب تنطلق منها نفحات العبادة الخالصة.. وأي محراب أطهر من ممن طهره الله من الرجس .. وعجبي ممن يسمي هكذا إحساس أو طريقة شرك ... فهل إختيار المحراب صار بدعة ؟ وهو يقول "وابتغوا إليه الوسيلة.."؟؟
لكن هيهات أن تنتزعوا من قلبي اسمه ...إذ ذكره عبادة .. وحبه عنوان صحيفة كل مؤمن ..فهل وجدتم باب غيره يؤدي إلى المدينة المحمدية والتي لا تجري فيها إلا أنهار التوحيد والإيمان؟
وهل في الوجود صراط سوي كولايته؟
وأعود لكفتي الطهر التي منها سيسقى المؤمنون من ماء الكوثر .. فأي يد كيديه ... معطاءة عند الصلاة " ركوعا" وعند الصيام لليتيم والمسكين والأسير ... معطاءة في الدنيا والآخرة ....
أنا لست في منزلة أستطيع حصر فضائل إنسان يقول " لوكُشف لي الغطاء ماازددت يقيناً" ففضائله لا متناهية ...ولكني متعطشة للشرب من زلال عطاياه التي خيبت ظنون من أرادوا قتله ومحي ذكره "وما قتلوه..." ..أيرحل والقرآن يشع بذكره..؟
إنني لا أستغرب من أن نزول القرآن من السماء وعروج روح الإمام علي عليه السلام إليها كانا في ليالي القدر العظيمة.. إذ كلاهما يشعون نورا واحدا ، فعلي مع القرآن والقرآن مع علي ..فكأن السماء اشتاقت لقرآنها المنزل فدعت إليها "عليا"..
فخالد أنت يا سيدي في القرآن وفي الجنان..
شمسك علت وما غربـت..يا نورا في القــرآن تخلــد
عطاياك بالركوع تمازجت..سلام عليك يا أخا محمــد
أنت بالأسفار أعذب تلاوة..فيك الآيات ترتل وتهجـد
قلوب الموحدين بين يديك.. ترتجي يوم النصر المؤيد
وتسأل مولاها في ليلة.. فيها للطالبين جواب مؤكــد
رباه عجل ظهور خير ثائر..هو الخاتـم من آل محمـد
فيثأر لآل الطهر إذ قتلوا.. بالسجن والفلاة والمسجد
تعليق