بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه فائدة جليلة وموعظة بليغة يقلها أمير المؤمنين (عليه السلام )
من لسان موسى بن عمران أي العبرية إلى العربية وهي أربعون
سوره منتخبة من التوراة التي كلم الله بها موسى بن عمران بلا
ترجمان وقال في تفسير أبي الفضل كانت التورية ألف سورة في كل
سورة ألف أية وكل أية مثل سورة البقرة تشمل على ألف أمر وألف
نهي وألف وعد وألف وعيد...
((السورة الأولى))
قال الله تعالى عجبت لمن أيقن با لموت كيف يفرح ، وعجبت لمن
أيقن بالحساب كيف يجمع المال، وعجبت لمن أيقن بالقبر كيف
يضحك ، وعجبت لمن أيقن بزوال الدنيا كيف يطمئن أليها ،
وعجبت لمن أيقن ببقاء الآخرة ونعيمها كيف يستريح ،وعجبت
لمن هو عالم باللسان وجاهل بالقلب، وعجبت لمن هو متطهر
بالماء وغير طاهر بالقلب وعجبت لمن اشتغل بعيوب الناس وهو
غافل عن عيوب نفسه ، وعجبت لمن يعلم أن الله مطلع عليه كيف يعصيه ، وعجبت لمن يعلم انه يموت وحده ويدخل القبر وحده
ويحاسب وحده كيف يستأنس بالناس وبقول الله تعالى :ــــ
((لا اله ألا الله حقا حقا محمد عبدي ورسولي ))
******************************
((السورة الثانية))
شهدت نفسي لنفسي أن لا اله ألا أنا وحدي لأشريك لي ومحمد صلى الله عليه واله عبدي ورسولي من لم يرضى بقضائي ويصبر على بلائي ولم يشكر على نعمائي ولم يقتنع بعطائي فليطلب رب شوائي وليخرج من تحت سمائي ومن أصبح حزينا على الدنيا فكأنما أصبح ساخطا علي ومن اشتكى مصيبة نزلة به إلى غيري فقد شكاني ومن دخل على غني فتواضع له من اجل غناه ذهب ثلث دينه ومن لطم وجهه على ميت فكأنما اخذ رمحا يقاتلني به ومن كسر عودا على قبر ميت فكأنما هدم كعبتي بيده ولم يبالي من أين يأكل لم يبالي من أي باب ادخله في جهنم ومن لم يكتم في الزيادة في دينه فهو النقصان فالموت خير له ومن عمل بما علم زدته علما إلى علمه...
((السورة الثالثة))
يا بن ادم من قنع استغنى ومن رضى بالقليل من الدنيا فقد وثق بالله عز وجل يا بن ادم من ترك الحسد استراح ومن اجتنب
الحرام خلص دينه ومن ترك الغيبة ظهرت محبته في القلوب ومن اعتزل عن الناس سلم منهم ومن قل كلامه كمل عقله ومن
رضى من الله بالقليل من الرزق رضي الله عنه بالقليل من العمل يا بن ادم أذا فنيت عمرك في طلب الدنيا فمتى تطلب الآخرة..
************************************************** ************************
((السورة الرابعة ))
يا بن ادم من أصبح حريصا على الدنيا لم يزل من الله الابعدا وفي الآخرة ألا جهدا وألزم الله تعالى قلبه هما لا ينقطع أبدا
وفقرا لا ينال غناه أبدا وأملا لا ينال مناه ابدآ يا بن ادم كل يوم ينقص عمرك وأنت لا تدري ويأتي كل يوم رزقك من عندي لا تحمده فلا بالقليل تقنع ولا بالكثير تشبع يا بن ادم ما من يوم جديد ويأتيك من عندي رزق جديد وما من ليلة ألا ويأتيني
ملائكتي من عندك بعمل قبيح تأكل رزقي وتعصيني وأنت تدعوني فاستجيب لك خيري أليك نازل وشرك إلى صاعد فنعم
المولى أنا وبئس العبد أنت تسئلني فأعطيك واستر عليك سوء بعد سوء وقبيحا بعد قبيح أنا استحي منك وأنت لا تستحي مني وتنساني وتذكر غيري وتخاف الناس وتامن غضبي