
بسم الله الرحمن الرحيم
فالناس للناس من بدوٍ ومن حضر بعضٌ لبعض وإن لم يشعروا خدم
وهذا الأساس الفكري يمثل النقيض لثقافة الفرقة الناحية في حديث أبي هريرة المعروف والذي أسس لحروب علم الكلام ليومنا هذا وقد ناقشة أكثر من عالم من علماء أهل البيت (ع) كالشيخ محمد جواد مغنية في تفسيره المعروف .
وبالعودة إلى حديث الاختلاف نجد أننا في الحياة العامة نحتاج إلى الطبيب للعلاج والمهندس للبناء والخباز للخبز والعالم للفتوى . وفي الدائرة الخاصة في الاجتهاد نحتاج إلى التنوع فهناك الفقيه والمفسر وعالم الكلام و الرجالي النقاد وعالم الحديث إلى آخر التخصصات المختلفة التي تتكامل فيها أدوار العلماء ويكمل كل واحد النواقص الموجودة في الآخر .
وهكذا إذا درسنا التنوع في المواقف السياسية فنجد العالم الذي كرّس حياته للشأن السياسي والحركي والعالم الذي كرّس حياته للتأليف والبحث العلمي وآخرون كرسوا حياتهم للتدريس وإعداد العلماء وربما نجد العالم الذي جمع بين أكثر من خط من هذه الخطوط كالإمام الخميني رحمة الله , فلولا القائد السياسي لعاش الناس في تخبط وإذلال ولولا المؤلف لغرق الناس في الجهل ولولا المدرس لخلت الحوزات من العلماء .
وفي الختام ليس لنا إلا أن نؤكد على قاعدة أن يقبل كل منا الآخر ويستفيد منه ويجعل من ظاهرة الاختلاف رحمة كقول ذاك الشاعر:
تخير إن ديني ليس نبعاً ولكن بالخلاف من الخلاف
وفي المقابل لانجعل من الاختلاف جحيما وعذابا ونعمة على قاعدة:
مللٌ غدت فرقاً وكلُّ شريعةٍ تُبدي لمضمر غيرها إكفارها
ويقول بعضهم
" اوشكنا أن ندبح بعضنا باسم الله
نقتل في خطب الجُمعِ الإنسان بداخلنا
نسحق كل الفِرق
كي تبقى ناجية فرقتنا ..!!
فضيلة الشيخ جعفر الشاخوري