أحب أن اذكر هذه الخطبة التي هي تأديب لنا بصراحة ،،،
هي وصية من الامام علي (ع) الى ولده الحسن (ع) ،،،،
أتمنى من الجميع قرائتها والتمعن في هذه الكلمات التي قالها سيد البلغاء والمتكلمين ،،،،
باسم الله أبتدأ .....اللهم نور قلوبنا
من الوالد الفان المقر للزمان ، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذام
للدنيا، الساكن مساكن الموتى، الظاعن عنها إليهم غدا إلى المولود
المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من [ قد ] هلك، غرض الاسقام
ورهينة الايام ورمية المصائب وعبد الدنيا وتاجر الغرور وغريم المنايا وأسير
الموت وحليف الهموم وقرين الاحزان ونصب الآفات وصريع الشهوات
وخليفة الاموات - أما بعد - فإن فيما تبينت من إدبار الدنيا عني وجموح
الدهر علي وإقبال الآخرة إلي ما يزعني عن ذكر من سواي والاهتمام
بما ورائي غير أنه حيث تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي فصدفني
رأيي وصرفني هواي وصرح لي محض أمري فأفضى بي إلى جد لا يكون
فيه لعب وصدق لا يشوبه كذب[ و ] وجدتك بعضي بل وجدتك كلي
حتى كأن شيئا [ لو ] أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني
من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي فكتبت إليك كتابي هذا مستظهرا به
إن أنا بقيت لك أو فنيت . فإني اوصيك بتقوى الله أي بني ولزوم أمره
وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله وأي سبب أوثق من سبب بينك
وبين الله إن [ أنت ] أخدت به.
أحي قلبك بالموعظة وموته بالزهد وقوه باليقين وذلله بالموت وقرره
بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الليالي
والايام وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره بما أصاب من كان قبله وسر
في بلادهم وآثارهم وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعما انتقلوا فإنك تجدهم
انتقلوا عن الاحبة وحلوا دار الغربة وناد في ديارهم: أيتها الديار الخالية
أين أهلك ثم قف على قبورهم فقل: أيتها الاجساد البالية والاعضاء
المتفرقة كيف وجدتم الدار التي أنتم بها، أي بني وكأنك عن قلى قد
صرت كأحدهم فأصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك ودع القول فيما لا
تعرف والخطاب فيما لا تكلف وأمسك عن طريق إذا خفت ضلاله فإن
الكف عن حيرة الضلالة خير من ركوب الاهوال، وأمر بالمعروف تكن من
أهله وأنكر المنكر بلسانك ويدك وباين من فعله بجهدك وجاهد في الله
حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم وخض الغمرات إلى الحق حيث
كان وتفقه في الدين وعود نفسك التصبر وألجئ نفسك في الامور
كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز وأخلص في
المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان وأكثر الاستخارة وتفهم وصيتي
ولا تذهبن [ عنها ] صفحا، فإن خير القول ما نفع واعلم أنه لا خير في
علم لا ينفع ولا ينتفع بعلم حين لا يقال به.
أي بني إني لما رأيتك قد بلغت سنا ورأيتني أزداد وهنا بادرت بوصيتي
إياك خصالا منهن أن يعجل بي أجلي دون أن افضي إليك بما في
نفسي أو أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك
بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور ، وإنما قلب الحدث
كالارض الخالية ما القي فيها من شئ قبلته فبادرتك بالادب قبل أن
يقسو قلبك ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك من الامر ما قد كفاك أهل
التجارب بغيته وتجربته فتكون قد كفيت مؤونة الطلب وعوفيت من علاج
التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه واستبان لك منه ما ربما أظلم
علينا فيه .
أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلى فقد نظرت في
أعمالهم و فكت في أخبارهم وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم،
بل كأني بما انتهى إلى من امورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم
فعرفت صفو ذلك من كدره ونفعه من ضره، فاستخلصت لك من كل أمر
نخيله وتوخيت لك جميلة وصرفت عنك مجهوله ورأيت حيث عناني من
أمرك ما يعني الوالد الشفيق وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت
مقبل بين ذي النقية والنية وأن أبدأك بتعليم كتاب الله وتأويله وشرائع
الاسلام وأحكامه وحلاله وحرامه، لا اجاوز ذلك بك إلى غيره ثم أشفقت
أن يلبسك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم مثل الذي لبسهم وكان
إحكام ذلك لك على ما كرهت من تنبيهك له أحب إلي من إسلامك إلى
أمر لا آمن عليك فيه الهلكة ورجوت أن يوفقك الله فيه لرشدك وأن
يهديك لقصدك فعهدت إليك وصيتي هذه واحكم مع ذلك.
*******************************
(اللهم أكرمني بنور الفهم وأخرجني من ظلمات الوهم وانشر علي خزائن علومك ومعرفتك )
وللموضوع بقية فانتظروها
هي وصية من الامام علي (ع) الى ولده الحسن (ع) ،،،،
أتمنى من الجميع قرائتها والتمعن في هذه الكلمات التي قالها سيد البلغاء والمتكلمين ،،،،
باسم الله أبتدأ .....اللهم نور قلوبنا

من الوالد الفان المقر للزمان ، المدبر العمر، المستسلم للدهر، الذام
للدنيا، الساكن مساكن الموتى، الظاعن عنها إليهم غدا إلى المولود
المؤمل ما لا يدرك السالك سبيل من [ قد ] هلك، غرض الاسقام
ورهينة الايام ورمية المصائب وعبد الدنيا وتاجر الغرور وغريم المنايا وأسير
الموت وحليف الهموم وقرين الاحزان ونصب الآفات وصريع الشهوات
وخليفة الاموات - أما بعد - فإن فيما تبينت من إدبار الدنيا عني وجموح
الدهر علي وإقبال الآخرة إلي ما يزعني عن ذكر من سواي والاهتمام
بما ورائي غير أنه حيث تفرد بي دون هموم الناس هم نفسي فصدفني
رأيي وصرفني هواي وصرح لي محض أمري فأفضى بي إلى جد لا يكون
فيه لعب وصدق لا يشوبه كذب[ و ] وجدتك بعضي بل وجدتك كلي
حتى كأن شيئا [ لو ] أصابك أصابني وكأن الموت لو أتاك أتاني، فعناني
من أمرك ما يعنيني من أمر نفسي فكتبت إليك كتابي هذا مستظهرا به
إن أنا بقيت لك أو فنيت . فإني اوصيك بتقوى الله أي بني ولزوم أمره
وعمارة قلبك بذكره والاعتصام بحبله وأي سبب أوثق من سبب بينك
وبين الله إن [ أنت ] أخدت به.
أحي قلبك بالموعظة وموته بالزهد وقوه باليقين وذلله بالموت وقرره
بالفناء وبصره فجائع الدنيا وحذره صولة الدهر وفحش تقلب الليالي
والايام وأعرض عليه أخبار الماضين وذكره بما أصاب من كان قبله وسر
في بلادهم وآثارهم وانظر ما فعلوا وأين حلوا وعما انتقلوا فإنك تجدهم
انتقلوا عن الاحبة وحلوا دار الغربة وناد في ديارهم: أيتها الديار الخالية
أين أهلك ثم قف على قبورهم فقل: أيتها الاجساد البالية والاعضاء
المتفرقة كيف وجدتم الدار التي أنتم بها، أي بني وكأنك عن قلى قد
صرت كأحدهم فأصلح مثواك ولا تبع آخرتك بدنياك ودع القول فيما لا
تعرف والخطاب فيما لا تكلف وأمسك عن طريق إذا خفت ضلاله فإن
الكف عن حيرة الضلالة خير من ركوب الاهوال، وأمر بالمعروف تكن من
أهله وأنكر المنكر بلسانك ويدك وباين من فعله بجهدك وجاهد في الله
حق جهاده ولا تأخذك في الله لومة لائم وخض الغمرات إلى الحق حيث
كان وتفقه في الدين وعود نفسك التصبر وألجئ نفسك في الامور
كلها إلى إلهك فإنك تلجئها إلى كهف حريز ومانع عزيز وأخلص في
المسألة لربك فإن بيده العطاء والحرمان وأكثر الاستخارة وتفهم وصيتي
ولا تذهبن [ عنها ] صفحا، فإن خير القول ما نفع واعلم أنه لا خير في
علم لا ينفع ولا ينتفع بعلم حين لا يقال به.
أي بني إني لما رأيتك قد بلغت سنا ورأيتني أزداد وهنا بادرت بوصيتي
إياك خصالا منهن أن يعجل بي أجلي دون أن افضي إليك بما في
نفسي أو أنقص في رأيي كما نقصت في جسمي، أو يسبقني إليك
بعض غلبات الهوى وفتن الدنيا فتكون كالصعب النفور ، وإنما قلب الحدث
كالارض الخالية ما القي فيها من شئ قبلته فبادرتك بالادب قبل أن
يقسو قلبك ويشتغل لبك لتستقبل بجد رأيك من الامر ما قد كفاك أهل
التجارب بغيته وتجربته فتكون قد كفيت مؤونة الطلب وعوفيت من علاج
التجربة فأتاك من ذلك ما قد كنا نأتيه واستبان لك منه ما ربما أظلم
علينا فيه .
أي بني إني وإن لم أكن عمرت عمر من كان قبلى فقد نظرت في
أعمالهم و فكت في أخبارهم وسرت في آثارهم حتى عدت كأحدهم،
بل كأني بما انتهى إلى من امورهم قد عمرت مع أولهم إلى آخرهم
فعرفت صفو ذلك من كدره ونفعه من ضره، فاستخلصت لك من كل أمر
نخيله وتوخيت لك جميلة وصرفت عنك مجهوله ورأيت حيث عناني من
أمرك ما يعني الوالد الشفيق وأجمعت عليه من أدبك أن يكون ذلك وأنت
مقبل بين ذي النقية والنية وأن أبدأك بتعليم كتاب الله وتأويله وشرائع
الاسلام وأحكامه وحلاله وحرامه، لا اجاوز ذلك بك إلى غيره ثم أشفقت
أن يلبسك ما اختلف الناس فيه من أهوائهم مثل الذي لبسهم وكان
إحكام ذلك لك على ما كرهت من تنبيهك له أحب إلي من إسلامك إلى
أمر لا آمن عليك فيه الهلكة ورجوت أن يوفقك الله فيه لرشدك وأن
يهديك لقصدك فعهدت إليك وصيتي هذه واحكم مع ذلك.
*******************************
(اللهم أكرمني بنور الفهم وأخرجني من ظلمات الوهم وانشر علي خزائن علومك ومعرفتك )
وللموضوع بقية فانتظروها

تعليق