من حقول التوراة و روابـيـه الخضراء .. قدمت بالملكوت ..
من عمق الإنجيل وفجره .. و تاريخه ..
خطّ الدم والسيف قـلبها .. كي لا يموت ..
و من نرجسيّة الزّبور .. تورّدت الزهور ..
على لحن سمفونية تـثـور .. لـتـعـبـر كل الأزمـان ..
و تهدّ الـجـبـروت .. تـدور .. تـدور ..
تبحث عن معشوقة العصور .. تـفـتـش بين الحجارة والصخور ..
تحـفـر عمق الأرض ... تسأل موج البحر ...
تـعـرج من سـبـع إلى سـبـع .. تدور .. تسأل عنها ؟؟ .من تكون ؟؟
من مريم ابنة عمران وابنها المسيح .. كان صبرها يسيح ..
على مآذن القدس الجريح .. هزّي أيا عذراء الجذع .. ليتساقط الرطب جـنــيّـا ..
وكلّميه باسمها ليكون .. بعد أن لم يكن حـيّـا .. لينطـق عن الهوى ..
ويـدقّ أجراس السواد العميق المتعمق .. المتشعّب ..
فما زالت تعلو ..وتعلو ..سموّا ..
فمن صحراء مكة خرجت أصابعها الحمراء .. وشعرها الحزين الطويل .. المجلجب بـاسداف الـبـيـت الـعـتـيـق ..
ومـدّ من قلب الصفا والمروة .. ومن الحرم والحطيم .. فسقيت شيئا عظيم ..
لـيـتفجّر بـئـر زمــزم القديم .. ينادي إسماعيل وهاجر .. قوما ..
لتشربا من صفاء نورها الربّاني .. قوما لتشربا من مياهها التي تقاطرت على رمال الزمان ..
ليأتي القرآن .. بفعل الأمر .. (اقرأ) .. ماذا اقرأ ؟؟ اقرأ أسمها في قلبك العاشق ..
واجعل لسانك بحبها ناطق ، إنها نور من أفـلاك تـفـلّكـن ..
ونجمة حـولـهـا النجـوم سبّحن .. ذبن وحلّقن ..
لـتـتـرقـرق على نخيل يـثـرب .. .. تعانقها .. تراقصها .. تلعبها على همسات جبريل الأمين ..
فهي حروف جناحيه .. المزخرفان بأسماء نبي العالمين ..
لأنها السجدة .. والمحراب .. والدين ...
وهاهو ميكائيل ..جاء .. وطبع قبلة سماوية بين الحاجبين والعيون ..
كتب فيها (لا إله إلا الله .. أنتِ حبيبة الله) ..
وكتب من نور عرش العزة .. (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) ..
النعمة اكتملت .. بحبها تجمّلت .. نعم أنتِ كذلك .. نعم أنتِ كذلك ..