إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

حزب الفضيلة الإسلامي والائتلاف العراقي الموحد بين التأسيس والانسحاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • حزب الفضيلة الإسلامي والائتلاف العراقي الموحد بين التأسيس والانسحاب

    الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين
    (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي* وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي* وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي*يَفْقَهُوا قَوْلِي)(طـه:25-28)
    بعد ان من الله (سبحانه وتعالى) علينا ببزوغ شمس المرجعية الرشيدة المتمثلة بسماحة المولى المفدى آية الله العظمى الشيخ المهندس محمد اليعقوبي (دام ظله الوارف) القائد الحق المكمل لنهج الصدرين العظيمين (قده) الذي هو نهج محمد وال محمد (صلى الله عليه واله) أصبح اتباع هذه المرجعية يبصرون حقائق الامور بفضل اتباعهم لهذه القيادة الحكيمة التي تنظر بمنظار من نور ، حيث المثابرة والاجتهاد والتسديد الالهي والحكمة التي هل ضالة المؤمن ، والتي جعلت من سالكي خطاها يفتخرون بما يملكونه من كياسة وفراسة يتقيها الاخوة قبل الاعداء ، الأمر الذي دعى بعض المتصارعين على حطام الدنيا إلى التفكير بجر الناصح إلى سبيل المقادح.
    في طي هذه الاوراق قراءات موجزة لخطابات وتوجيهات وحوارات سماحة المولى المفدى اية الله العظمى الشيخ المهندس محمد اليعقوبي (دام ظله الشريف) خلال عامين من العمل الدؤوب مع الائتلاف العراقي الموحد ودوره في تأسيسه ودعمه والدفاع عنه والرؤيا المستقبلية التي كان يتمناها له لكي يكون منتهى آمال المحرومين لألف وأربعمائة عام الا ان بقية الشركاء عافاهم الله أرادوه حلا أنيا يبتغى من وراءه تحقيق بعض الانتصارات والمكاسب السياسية المبنية على المصالح الفئوية وبعد عدة محاولات وعلى مدى عامين من الوعظ والتذكير راى سماحته ان الانسحاب خير من البقاء في كيان تلاشت الاهداف التي أسس من اجلها وسوف تثبت الأيام رجاحة وإصابة هذا القرار حيث بدات بعض الكيانات الاخرى من خارج الائتلاف تفكر في خطورة التخندق الطائفي والقومي في جو محتقن وتحاول اعادة حساباتها ان رجحت المصلحة الوطنية على المصلحة الحزبية او الفئوية.
    ونحن هنا لا نتكهن بكلامنا هذا ولا نتفوه به من منطلق عاطفي وانما نتكلم بهذه الثقة المطلقة من منطلق ثقتنا بمرجعيتنا الرشيدة التي لا تخطي خطوة واحدة دون حساب. وقد دونا هذه البيانات ليطلع المؤمنون على فحواها ليكونوا على بينة من امرهم وليقفوا على حقائق مهمة تغنيهم عن الخوض في غمار حديث بعيد عن الحقائق ومفتقر إلى الدقائق
    احمد ابراهيم الربيعي
    كان لسماحة المولى المفدى آية الله العظمى الشيخ المهندس محمد اليعقوبي (دام ظله الشريف) الحضور الفعال في الساحة السياسية مباشرة بعد سقوط النظام المقبور فقد بدا يخاطب الجماهير المظلومة المرتبطة بالمرجعية الرشيدة بضرورة ووجوب العمل السياسي. وسارع إلى تأسيس حزب الفضيلة الإسلامي لكي يأخذ أبناء المرجعية الرشيدة دورهم الرسالي في الساحة العراقية لا من باب التنافس على السلطان ومزاحمة الإخوان ولكن من باب اننا أدرى بالساحة وأهلها وقد لاح في الأفق نقاء مشروعه السياسي المتمثل بزخ خيرة الشباب الرسالي المؤمن الذين يمثلون الوجه الناصع البياض للمسلم الورع الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا تهزه المناصب او تتعارض مع مبادئه السامية في المعترك السياسي ليأخذوا دورهم في الدفاع عن الشريحة المظلومة وإعطاء كل ذي حق حقه وحفظ الحريات ونشر العدل والفضيلة.
    وبعد ان طالب ومن خلال بياناته ومحاضراته والتظاهرات العديدة التي أمر بها لأجل الإسراع بإجراء الانتخابات ساهم حينها مساهمة فعالة في تأسيس قائمة الائتلاف العراقي الموحد (169) ودعمها بكل قوة حتى أوجبها وجوبا نادرا عندما قال: (ان هذا الوجوب كوجوب الصلاة والصوم بل اهم لان هذه الفرائض فردية تتعلق بالفرد وخالقه اما هذه الفريضة فتتعلق بمصير الأمة) (1) وقد صرح علانية بتأييده لقائمة الائتلاف الموحد (169) عندما تشرف بلقائه ابناء الفضيلة في الصويرة بتاريخ 24 ذي القعدة 1425 هـ ، وبعد ان نجحت قائمة الائتلاف العراقي الموحد في حصد أكثر الأصوات بفضل سعي الجماهير المظلومة التي أطاعت المرجعية الرشيدة وضربت أروع الأمثلة في التحدي في فترة مظلمة كان يسودها الرعب والعنف اللامتناهي ، ولكن للأسف الشديد لم يفي قادة الائتلاف بوعودهم ولم تؤدي هذه القائمة اقل الحقوق والمتطلبات التي تحتاجها الجماهير المظلومة التي أوصلت الائتلاف العراقي الموحد إلى ما هو عليه وكذلك فقد تسببت بإحراج المرجعية الرشيدة امام الجماهير بسبب تجاهلها متطلباتهم وسوء أدائها وإدارتها وعدم شعورها بالمسؤولية وقد نبه الشيخ (دامت تأييداته) قادة الائتلاف إلى هذه الإخفاقات التي قد تؤدي مستقبلا إلى انهيار مفاجيء فقال لدى استقباله الدكتور موفق الربيعي والاستاذ نوري المالكي كلا على حدة معبرا عن قلقه على مصير الائتلاف بسبب عدة عوامل منها الانفراد بالرأي وحب التسلط والهيمنة وعدم الشعور بالمسؤولية وسوء الأداء والإدارة وقلة الكفاءة وهذه قد تنخر بجسم الائتلاف وتؤدي إلى انهياره المفاجئ وخصوصا اذا علمنا بوجود محاولات من خارجه لتفكيكه فديمومة الائتلاف تتطلب عملا مخلصا وجادا تسوده روح الإخوة والعمل المشترك والشعور بالمسؤولية كما تم التأكيد ان العمل العسكري غير كاف لوحده في حل المشكلة الأمنية بل لابد من معالجة شاملة لجميع جوانبها السياسية والاجتماعية والاقتصادية (2)
    وعندما جاءت الانتخابات الثانية كان سماحة الشيخ (دامت بركاته) قد بذل مجهودا منقطع النظير في سبيل إكمال مسيرة الائتلاف العراقي الموحد ضاربا أروع الأمثلة في التضحية والإيثار من اجل وحدة الائتلاف الذي يمثل الشريحة الأكبر والأشد مظلومية خصوصا وان المرجعيات الأخرى لم تكن متحمسة لدعم الائتلاف العراقي الموحد الجديد (555) نتيجة للإخفاقات التي مني بها سابقا بسبب سوء تصرفات بعض مكوناته والتي تتخذ المرجعية كورقة رابحة تسعى من ورائها إلى تنفيذ مآربها تحت مظلة شرعية لكن سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) بقي مصرا على ان يحفظ وحدة هذا الكيان باعتباره الممثل الأكبر لمكونات الشعب العراقي وبدا يخطط لهذا الكيان الذي اراده ان يبقى متماسكا وقويا يستطيع ان يشق طريقه في سبيل تحقيق المطالب الستراتيجية التي تهم هذه الشريحة المظلومة وعموم الشعب العراقي المظلوم وكان سماحته يؤكد مرارا وتكرارا بان الائتلاف العراقي الموحد هو ضرورة ستراتيجية وليست حاجة آنية ـــ كما يفهمه ويريده البعض ـــ وان يكون بمستوى الآمال التي عقدت عليه ولضمان حقوق مسلوبة منذ ألف وأربعمائة عام واضعا نصب اعين بقية مكوناته الإخفاقات التي حدثت سابقا والتي ادت إلى الانحراف عن الأهداف التي أسس من اجلها الائتلاف السابق ، وقد اعترض تأسيس الفضيلة عن جزء من استحقاقاته الانتخابية لصالح أطراف أخرى من الائتلاف لم تكن راغبة في الدخول بالائتلاف بغية تشجيعها على الانضمام اليه وخصوصا بعد الذي قد يلحق ضررا فادحا بمصالح القواعد الجماهيرية المظلومة من اتباع ال البيت _عليهم السلام_ لانه سيحرمهم من ميزة الكتلة النيابية الأكبر وما يترتب عليها من استحقاقات سياسية وعندما نجحنا في تشكيل الائتلاف _ الكلام للدكتور نديم الجابري امين عام حزب الفضيلة الإسلامي سابقا ، بيد اننا كنا الخاسرين قال الشيخ حفظه الله قولة بليغة مفادها ( لا تقل نحن الخاسرون بل قل نحن المضحون ، والمضحي ليس بخاسر) مما يدل على حرص الفضيلة ومرجعيتها على وحدة الصف ومصالح المظلومين من اتباع آل البيت بخلاف ما يزعم المنافقون (3) اجل لقد ابتغى سماحة الشيخ المهندس (دامت بركاته) من وراء هذه التضحيات ان يؤسس بنيانا شامخا صلبا يحفظ اهله الذين أنهكوا بسبب سنون الظلم والإقصاء أراد ان يكون الائتلاف العراقي الموحد كسفينة نوح عليه السلام تحمي راكبيها من الطوفان والأمواج المتلاطمة وكان سماحته خلال تلك الفترة دائم الوعظ والتذكير محذرا من تكرار تلك السلبيات التي قد تؤدي إلى خرق السفينة العظيمة التي قد لا يمكن اصلاحها بعد ذلك وتواصل دعمه لقائمة الائتلاف العراقي الموحد (555) التي وصفها بانها صرخة العراقيين بوجه الإرهاب وإنها وضع النقاط فوق الحروف ...الخ وبعد كل تلك التحفيزات الجماهيرية نجحت قائمة الائتلاف العراقي الموحد (555) وحققت انتصارات اخرى وكان سماحته يذكر الساسة من قادة الائتلاف بهذا النصر وضرورة الالتفات إلى الجماهير التي أوصلتهم إلى ما هم عليه وأشاد لدى استقباله الدكتور ابراهيم الجعفري بالوقفة الشجاعة والواعية للشعب العراقي في الانتخابات مما انتزع أعجاب العالم من أقصاه إلى أقصاه ورد كيد الذين حاولوا الفصل بين الأمة وقادتها بخلط الأوراق وتشويه الصورة ... وقال سماحته ان الشعب قد ادى ما عليه وبقي على قادته ان يتوحدوا ويناقشوا آراءهم ومواقفهم بشفافية وإخلاص لتتبلور الفكرة الصحيحة وان تكون عندهم مصداقية.(4)
    وكانت اولى العقبات التي واجهها الائتلاف العراقي الموحد هو تخندق القوائم الأخرى مع البعض لتحقيق مكاسب سياسية على حساب الائتلاف العراقي الموحد ومنها قائمة التحالف الكردستاني وكان سماحته قد القى خطابا تاريخيا وجهه سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله) يوم الجمعة 2 صفر 1427 هـ إلى ألاف المؤمنين الغاضبين الذين تجمعوا في صلاة الجمعة الموحدة في البصرة والتي انتقد فيها القيادات السياسية ومنهم الاكراد الذين اصطفوا مع عدة كيانات اخرى لتحقيق مكاسب سياسية بعث الزعيمان الكرديان الدكتور جلال طالباني رئيس الجمهورية والسيد مسعود البرزاني رئيس اقليم كردستان يوم الأحد 4 صفر 1427 هـ الدكتور برهم صالح وزير التخطيط _انذاك_ والسيد ازاد برواري عضو المكتب السياسي للحزب الديمقراطي الكردستاني لطمأنة سماحة الشيخ ان الأكراد لا يتخلون عن تحالفهم الستراتيجي وعن أخوانهم الشيعة لوحدة المظلومية التي تعرضوا لها عودة الديكتاتورية واكد سماحة الشيخ انه يجب علينا جميعا ان نعمل من اجل ازدهار العراق وبالتالي سيستفيد كل العراقيين من هذه الحالة(5) في حين ان أخوتنا وشركائنا في الائتلاف العراقي الموحد لم يحركوا ساكنا تجاه المرجعية الرشيدة هذا بالإضافة إلى (خلو المكتب السياسي لمعظم قوى الائتلاف ورموزه من أي تصريح او تلميح يستدل منه على اعتراف بمرجعية الشيخ اليعقوبي او اجتهاده) (6) وهذا ان دل على شي فانما يدل على انعدام اللحمة وخذلان الأخ ونكران الجميل وعدم الإحساس بالشراكة الحقة ومع ذلك بقي سماحة الشيخ اليعقوبي (دامت بركاته) وخلال لقاءاته مع الشخصيات الدينية والسياسية يؤكد على ضرورة المحافظة على وحدة الائتلاف العراقي الموحد وعدم السماح للآخرين بابتزازه وأضعافه والمساومة عليه فقد قال سماحته لدى استقباله اية الله الشيخ محمد مهدي الاصفي متحدثا عن مجمل نشاطات الحركة الإسلامية في العراق ومشاريعها المختلفة كما تطرقا إلى الوضع السياسي والابتزاز الذي يتعرض له الائتلاف العراقي الموحد واكدا على ضرورة ابقاء هذا الكيان موحدا قويا وعدم السماح للاخرين باضعافه والمساومة عليه والتعدي على قراراته ليبقى ممثلا مناسبا للشريعة الواسعة التي انتخبته (7) وتحدث لدى استقباله الدكتور عادل عبد المهدي : عن ضرورة المحافظة على وحدة الائتلاف العراقي الموحد باعتباره ممثلا لأكبر مكون للشعب العراقي وان مسؤولياته لا تقتصر على تشكيل الحكومة وإحراز المقاعد في البرلمان وانما تتعداها إلى مطالب ستراتيجية تهم هذه الشريحة وعموم الشعب ، ومن دون ان يكون الائتلاف متماسكا قويا فانه سوف لا يستطيع تحقيق هذه المطالب ومن اجل ذلك لابد ان يضع الائتلاف اليات عمل تنظم حركة موحدة له ومتناغمة مع رؤى المرجعية وتعمق فيه صفة الأبوة لجميع مكونات الشعب العراقي(8).
    وبعد ذلك عادت الأمور السلبية التي حذر منها سماحة الشيخ (دامت تاييداته) قبل اكثر من عام تطفو على ساحة الائتلاف العراقي الموحد مجددا ، وذلك عندما هم الائتلاف العراقي الموحد بتشكيل حكومته الجديدة خلال تصدي الدكتور نديم الجابري والشهرستاني بالاضافة الى الجعفري المنتهية ولايته وعاد الانفراد بالراي والتسلط والهيمنة والاقصاء والتهميش فضلا عن التسقيط والتشهير فاضطر هنا ابناء الفضيلة إلى اعلان انسحابهم من تشكيل هذه الحكومة قال سماحة الشيخ (دام ظله) عند التقاءه مع اعضاء من منظمة بدر في البرلمان ومع عبد الكريم العنزي الذين زاروه لإقناعه بالتأثير على حزب الفضيلة الإسلامي للعدول عن قرار انسحابه من تشكيل الحكومة قال: (لقد كنا السباقين والمبادرين إلى تشكيل الائتلاف العراقي الموحد ودعمه والتضحية من اجل وحدته وانجاح عمله إيمانا منا بالأهداف التي أسس من اجلها ومنها حفظ وحدة الموقف لهذه الشريحة الاكبر في النسيج العراقي والدفاع عن حقوقها ورفع الظلم والحيف عنها وحينما لا توجد خيمة واحدة تضم التوجهات المختلفة لابناء هذه الشريحة فسيكون من الصعب توحيد موقفها ونظم امرها وضبط حركتها فتشكيل الائتلاف ضرورة استراتيجية وليس حاجة انية من اجل الفوز بمقاعد اكبر من الوزارات ونحوها لكن المؤسف ان طريقة تعامل بعض مكونات الائتلاف اثناء مشاورات تشكيل الحكومة كانت على خلاف ذلك وتميزت بقصور في النظر وانغلاق على الذات وعدم شعور بالمسؤولية فتحول الائتلاف إلى اداة لبسط هيمنة بعض القوى وفرض ارادتها وقيمومتها على الاخرين مما يهدد مستقبل الائتلاف ويجعله عرضة للتفكك وهذا ليس في مصلحة احد حتى اعداء الائتلاف لان تشتت الصوت الشيعي وعدم وجود كيان موحد يسير بهم ويتم التفاهم والحوار معه سيكون خطرا على الجميع ان قرار ابناء الفضيلة بالانسحاب من تشكيل الحكومة كان احتجاجا على هذه السياسة وهذا الانحراف في الاهداف الذي نرجو ان لا يكون صحيحا او ثابتا ولكنهم مع ذلك يبدون الاستعداد التام للتعاون مع الحكومة لانجاح عملها خدمة للوطن الكريم الذي يستحق كل خير ومتى ما عادت العزيمة إلى مسارها الصحيح وسادت روح الاخوة والثقة المتبادلة وحسن الظن فان ابناء الفضيلة سيعودون للمشاركة في الحكومة باذن الله تعالى رغم اننا نعتقد ان الانسحاب من المواجهة ليس هو الحل الصحيح بل الصحيح هو الاقتحام والتغيير والإصلاح كما قال امير المؤمنين (اذا هبت امرا فقع فيه) او كما قال الشاعر
    ومن يتهيب صعود الجبال يعيش ابد الدهر بين الحفر
    لكنه كان انسحابا لصالح اخوة لهم في الدين والولاء لاهل البيت عليهم السلام وشركاء لهم في المعاناة الطويلة والتضحيات الجسيمة عبر التاريخ والى عصرنا الحاضر وبالنسبة لي _كمرجعية_ فاني انظر بعين واحدة إلى الجميع ومعياري في التقييم هو ما نطق به الحديث الشريف (قيمة كل امريء ما يحسنه) فنحن نشد على يد كل العاملين ونساندهم ونكرم المحسن ونعاتب المسيء وهذا ما تقتضيه ابوتنا ورعايتنا ووظيفتنا(9)
    وكان سماحة الشيخ (دامت بركاته) قد شرح سبب انسحاب ابناء الفضيلة من تشكيلة الحكومة بانها تعود إلى السياسة الانانية التي تديرها بعض الجهات التي حركت الائتلاف وحواته بذلك إلى اداة لتمرير مصالحها الشخصية من دون النظر إلى مصالح الامة والبلد وأصبح معيار اختيار الوزير هو تحقيق هذه المنافع الشخصية واستفادت من نفوذها السياسي لفرض هيمنتها على قرار الائتلاف بعيدا عن الاستحقاقات والشراكة في الراي التي يفترض انها من اسس تشكيل الائتلاف وبذلك فقد رفضت المرجعية الرشيدة الرسالية ان تكون مظلة شرعية لهذه السياسة او جزءا منها لكنها دعت بنفس الوقت ابناء الفضيلة إلى ان يساهموا مساهمة فعالة في بناء الدولة العراقية الجديدة من خلال شغل المواقع المختلفة فيها لأنهم الأجدر ببناء العراق الحر الكريم المزدهر لما يتمتعون به من نزاهة وكفاءة وإخلاص وطالبهم بالتفريق بين الحكومة التي تتغير وبين الدولة الباقية بمؤسساتها ومرافقها والتي هدفها الأساسي خدمة الإنسان وتوفير حقوقه الأساسية وبناء البلد المزدهر وهكذا مضت الحكومة الجديدة (حكومة المالكي) ومن ورائها الائتلاف العراقي الموحد في سياستها المعهودة وأدارت ظهرها للجماهير التي انتخبتها وعلقت الامال عليها مجددا ولم تابه إلى ما خلفته من إحباط ويأس في صفوف الجماهير المظلومة ومن حرج للمرجعية الرشيدة امام الجماهير التي لولاها لما كان الائتلاف ليحصل على هذه النتيجة يقول سماحة الشيخ اليعقوبي (دام ظله الشريف): (هنا ينفتح سؤال : هل ان أداء الاخوة الذين انتخبناهم كان بمستوى ذلك الدعم والطرح القوي والاهداف التي تأملتها المرجعية منهم وحماس الجماهير المنقطع النظير؟ اقول بكل اسف: لا وهذا الشعور بخيبة الامل لا اختص به انا بل هو شعور عام لدى كل المرجعيات الدينية وليس الان بل حتى قبل الانتخابات الاخيرة لذلك لم تكن متحمسة لدعم الائتلاف فيها وربما سمعتم منهم هذا خلال زيارتكم لهم... فتجربة الإخوة في الحكم كانت مزيدا من التداعيات والاداء السيئ والتنازلات المهينة والسكوت عن الظلم والاستمرار في حالة الخراب والفقر والحرمان والاضطهاد والاستئثار بالثروات وعدم المبالاة بالناس ووقعت المرجعية في حرج شديد امام جماهيرها لانها لا تستطيع ان تبرر لهم افعال السلطة التي دفعت الجماهير لانتخابها بكل تلك القوة والحماس ان الاخوة في الحكم يستعملون المرجعية كورقة رابحة يحققون بها مآربهم الشخصية وبعد ان يحصلوا عليها لا يكترثون لاقوالها ومثل هذا الشعور بالخيبة والإحباط لدى المرجعية يدفعها إلى رفع اليد عن دعم العملية السياسية لانها لا تستطيع ان تكون مظلة شرعية لعملية منحرفة ظالمة ولا يصح منها ان تكون اداة لكي يحقق بها المستأثرون ماربهم على حساب المستضعفين والمحرومين الذين ضحوا بأرواحهم وتحملوا الإرهاب والقتل وخرجوا إلى صناديق الاقتراع ليجلسوا هؤلاء المستأثرين الأنانيين الذين لا يفكرون بالشعب على أرائك الحكم والسلطان... نحن نعتقد ان الائتلاف العراقي الموحد ليس حاجة أنية اريد منها الفوز بعدد من المقاعد في البرلمان او تحصيل اكبر عدد من المواقع في السلطة بل هي حاجة ستراتيجية لضمان حقوق مسلوبة منذ الف وأربعمائة عام لا تقتصر على السياسة فقط بل تشمل الثقافية والاجتماعية والدينية والأخلاقية والاقتصادية فلا يجوز للإخوة في الائتلاف ان يفرطوا بوحدته وعزته وقوته وان يكون أداءهم بمستوى الآمال التي عقدت عليهم وان لا ينحرفوا عن الاهداف التي من اجلها شكل الائتلاف لقد بذل ابناء المرجعية الرشيدة اقصى الجهود في دعم قائمة الائتلاف وكانوا من اكثر الفئات حماسا لكسب أصوات الناخبين فأداروا المراكز الانتخابية في المناطق الساخنة وذهبوا بصناديق الاقتراع إلى اقصى نقاط البادية والصحراء الغربية ليضيفوا كل صوت ممكن إلى قائمة الائتلاف فيجب ان تحفظ حقوقهم وتحترم جهودهم والا فستحل كارثة حقيقية والعياذ بالله.(11)
    وهكذا ودون مبالاة اصبح الساسة الذين ركبوا سفينة نوح يحاولون خرقها بسوء فعالهم وتكرار مأربهم وبدأت السفينة تميل إلى الغرق وكان لابد من التفكير لإيجاد البديل يقول سماحة الشيخ (دامت بركاته) : (إنني أقرا حالة خطيرة في مستقبل العمل السياسي للطائفة المحرومة بسبب الأداء السيئ للائتلاف ف الذي مثل هذه الطائفة مما ولد استياء عاما لدى القواعد ولولا دعم المرجعية الدينية انطلاقا من بعض المصالح المعينة لكانت نتائج الائتلاف في الانتخابات وخيمة واستطيع القول ان المتضرر الاكبر من تصدي الائتلاف للحكومة هم ابناء الوسط والجنوب الذين انتخبوه فالخراب يضرب باطنابه في كل المدن والأرياف والأراضي الزراعية والبنى التحتية والبطالة متفشية والصراعات السياسية تنشر الرعب والأبرياء يقتلون والعوائل تهجر بالآلاف من دون ناصر ولا رادع حتى ان مقدساتهم تنتهك وتدمر فها هي الروضة العسكرية الشريفة لم ترفع أنقاضها إلى الان فضلا عن اعمارها وتامين حركة الزائرين اليها فكيف يصدق اتباع اهل البيت انهم متنفذون واصحاب قرار في الحكومة بينما الارهابيون يفرج عنهم ويعتذر اليهم ويعوضون عن (الظلم) الذي لحق بهم كما تقتضيه وثيقة الاستسلام المسماة بالمصالحة الوطنية لهذا السبب ولغيره كابتعاد الحركات والاحزاب التي ترفع اللافتات الاسلامية عن الاهداف الرسالية لابد لأبناء هذه الطائفة الكفوئين المخلصين من ايجاد البديل المقنع للامة لينقذ المشروع الاسلامي من الهزيمة وليس من الصحيح جمع البيض كله في سلة واحدة كما يمثلون وليكن هذا البديل بعيدا عن تخبط المتصدين وفشلهم ويعد نفسه ويؤهلها لتقديم البديل الاصلح باذن الله تعالى.(12)
    وعندما بدء التذمر واضحا وجليا وعلت صيحات الاعتراض على المنتفعين من قبل الجماهير الغاضبة اراد الائتلاف العراقي الموحد هنا ايجاد مشروع انقاذ ينتشل الائتلاف مما هو عليه من موقف متازم فبدات بعض مكوناته تنضر لمسالة الفيدرالية في محاولة لذر الرماد في العيون وقد علق سماحة الشيخ (دامت بركاته) في حديث لسماحته مع الدكتور عادل عبد المهدي والسيد عمار الحكيم قال: اذا اراد الائتلاف ان ينقذ نفسه والامة التي انتخبته فعليه امران:-
    1- تحسين اداء وزاراته وكافة المؤسسات التي يديرها سواء في الحكومة المركزية او الحكومات المحلية حتى يشعر الشعب باخلاصه له وحرصه على مصلحتهم لانه لا ناصر له بعد الله تبارك وتعالى الا هذه الامة التي انتخبته فلابد ان يستعيد ثقتها به.
    2- حفظ وحدته وتالفه وان تسود بينهم روح الاخوة والتعاون والشراكة الحقيقية في تحمل المسؤولية حتى يصبح متماسكا قويا واثق الخطى فيحترمه الجميع ويجبرون على التعاطي معه كاكبر قوة سياسية في البلد.
    واما التشضي والتنافس غير الشريف الذي لا يتورع عن استخدام اساليب اللااخلاقية كالتسقيط والافتراء ويصل إلى حد التامر مع الاعداء على الاخوان فهذا سوف يضعف الائتلاف ويفككه وحينئذ لا تنفع الفيدرالية ولا غيرها في حماية مصالح اهلنا في الوسط والجنوب. اننا تمسكنا باصرار في تثبيت الفيدرالية عند كتابة الدستور وتم لنا ذلك لكننا نعتقد ان اقامتها على الارض يجب ان تسبقه مقدمات لا نراها قد تحققت.(13)
    وبقيت الاوضاع على ماهي عليه وبقي المستاثرون بالسلطة غير ابهين بما يصيب الجماهير من اذى ودمار فقد سقط العراق في هذا المستنقع الاسن لا لشيء الا هذه المصالح المتعارضة وان حاول كل فريق ان يلبس ثوبا ينفعه في تحشيد اكبر عدد من ورائه كثوب الطائفية او القومية والحقيقة غير ذلك اذ انهم لا يعرفون الا مصالحهم الخاصة.
    لقد علمت المرجعية الرشيدة هؤلاء المستاثرين درسا في السمو والنبل حين امرت ابناء الفضيلة بالانسحاب من تشكيلة الحكومة لتريهم ان ما يتصارعون عليه هو وهم زائل وسراب بقيعة يحسبه الضمآن ماءاً ولا يمكن باي حال من الاحوال ان تسفك الدماء وتخرب البلاد وتهجر العوائل الامنة وتعطل الحياة من اجلها.
    ورغم انسحابهم فقد امرتهم المرجعية بالتصويت بـ(نعم) في البرلمان عند التصويت على نيل الحكومة ثقة البلمان لاعطائها الفرصة حتى تعمل كل ما يصلح حال الشعب ويبني البلد.
    وهذا الموقف لا يفهمه هؤلاء المتسلطون الغارقون في انانيتهم كما لم يفهم الكثيرون سمو أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وربما خطأوه في تصرفاته ولا يستطيع احد ان يجاهد نفسه ويتخذ هذه المواقف الحكيمة الا اذا تربى في مدرسة علي بن ابي طالب عليه السلام ونهل من ادابه وعلومه ومعارفه فمتى يثوب السياسيون إلى رشدهم ليعوا هذه الحقيقة.(14)
    وبعد ان فقد الائتلاف قيمته وانحرف عن أهدافه قرر أبناء الفضيلة الانسحاب من كتلة الائتلاف العراقي الموحد (اننا في حزب الفضيلة الاسلامي حينما ساهمنا في تشكيل كتلة الائتلاف وشكل اخواننا كتلتي التوافق والتحالف الكردستاني كنا نعتقد انها خطوة أولى لتوحيد كل مكون من مكونات النسيج العراقي ومن ثم السعي لتوحيد العراقيين جميعا وبناء عراق حر مزدهر كريم ، ولكن الذي حصل في الميدان ان كل كتلة حصرت اهتمامها بشؤون مكونها الاجتماعي مما ولد ازمة ثقة بين الكتل السياسية وبدات الكتل تتصرف وكانها خصوم يريد كل منهم ان يقضم من استحقاق الاخر ولم يعلموا كاخوة ابناء بلد واحد وهو كالسفينة ان نجت نجا الجميع وان غرقت غرق الجميع لا سامح الله.
    لقد تنبانا بالنهاية القاتمة التي سيصل اليها العراق في ظل سياسة المحاصصات الخاطئة وعبرنا عن رفضنا لهذه السياسات بالانسحاب من الحكومة ، لذا فإنن في حزب الفضيلة الاسلامي نرى أن الخطوة الاولى على طريق انقاذ العراق من أزمته الخانقة هذه تبدأ من تفكيك هذه الكتل وعدم فسح المجال أمام تشكيل كتل على اساس طائفي أو عرقي لأنه ادى الى تخندق الشعب العراقي وانقسامه على نفسه ، وأن تشكل الكتل على اساس المشاريع الوطنية التي تجعل مصلحةا لعراق والعراقيين هي المعيار وتتسامى على المصالح الفئوية والحزبية والشخصية وفي ضوء هذا المشروع الوطني تعلن كتلة الفضيلة البرلمانية المكونة من (15) عضواً عن انسحابها من كتلة الائتلاف العراقي الموحد ، وأنها تعمل في البرلمان ككتلة منفردة في انتظار توفرا لقناعات الكاملة لدى الاحزاب والكيانات السياسية لاطلاق مشروع وطني يقوم على اساس وحدة العراق وسيادته واحترام المباديء التي يومن بها شعبه وضمان الحياة الحرة الكريمة للعراقيين .
    ولا نقصد من هذا الانسحاب استهداف احد ولا مجاملة أحد إنما نقصد :
    1 ـ اعادة بناء الحياة السياسية على أسس صحيحة قائمة على المواطنة والبرامج السياسية الوطنية لالافضل وشرعية الانجاز .
    2 ـ اعادة نسج خيوط الترابط الوطني بين المكونات الاجتماعية والسياسية في العراق .
    3 ـ التعبير عن الخصوصية لحزب الفضيلة الاسلامي في اطار الممارسة السياسية في الميدان السياسي .(15)

    الهوامش
    (1) خطاب المرحلة (65) .
    (2) اصادقين العدد (25) ج أول 1426هـ الموافق 16 حزيران 2005م
    (3) حزب الفضيلة الاسلامي الاطروحة الاسلامية الوطنبية . أ . د نديم الجابري ص9
    (4) الصادقين العدد (35) الخميس 15 صفر 1427هـ ـ 22 كانون الاول 2005 م
    (5) الصادقين العدد (39) الخميس 15 صفر 1427هـ ـ 16 آذار 2006
    (6) حزب الفضيلة الاسلامي الاطروحة الاسلامية الوطنية . د . نديم الجابري ص6
    (7) الصادقين العدد (40) الخميس 7 ربيع الاول 1427هـ / 6 نيسان 2006م
    (8) الصادقين العدد (41) الاثنين 2 ربيع الثاني 1427هـ ـ 31 نيسان 2006م .
    (9) الصادقين العدد (42) الخميس 27 ربيع الثاني 1427هـ ـ 25 آيار 2006م .
    (10) الصادقين العدد (44) الخميس 18 جمادي الاولى 1427هـ ـ 15 حزيران 2006م .
    (11) الصادقين العدد (44) الخميس 18 جمادي الاولى 1427هـ ـ 15 حزيران 2006م .
    (12) الصادقين العدد (44) الخميس 10 جمادي الآخر 1427هـ ـ 6 تموز 2006م .
    (13) الصادقين العدد (45) الاربعاء 29 جمادي الاخر 1427هـ ـ 26 تموز 2006م .
    (14) الصادقين العدد (53) الاثنين 9 محرم 1428هـ ـ 29 كانون الثاني 2007م .
    (15) بيان الامانة العامة في حزب الفضيلة الاسلامي بتاريخ 17 صفر 1428هـ ـ 7 آذار 2007م .



  • #2
    السلام عليكم
    اخي العزيز علينا ان نحذر جيدا ولا نصدق بكل ما يقال (فاعقل الكلام عقل رعاية لا عقل رواية )
    اخي الشيخ اليعقوبي (دام ظله) لم يثبت اجتهاده اصلا ، وقد ابطل الكثير من مباني السيد الصدر بدون اي دليل بل كلها استحسانات ، وكذلك السيد مقتدى يقول ان الشيخ هو من اشد اعداء السيد الوالد فماذا تقول هذا اولا
    وثانيا عجبا لمجتهد يقول ان الانتخابات اوجب من الصلاة والصوم وان الحكومة الناتجة من الانتخابات تعتبر من مقدمات ظهور الامام ، ثم بعد ذلك يقول ان الحكومة غير شرعية وظالمة و....و...........و..............
    مالكم كيف تحكمون

    تعليق


    • #3
      بارك الله فيك على هذا التوضيح

      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x

      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

      صورة التسجيل تحديث الصورة

      اقرأ في منتديات يا حسين

      تقليص

      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

      يعمل...
      X