إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

الصدر بين مرجعية الخوئي والحكيم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصدر بين مرجعية الخوئي والحكيم

    الصدر بين مرجعية الحكيم ومرجعيةالخوئي


    يمكن القول أن وفاة السيد محسن الحكيم أثرت تأثيراًبالغاً على مرجعية الشهيد الصدر الذي ألف آليات التعامل معه، وترعرع نموه وإبداعهالفكري بالتزامن مع مرجعيته، رغن سياسته المطلبية المترددة، فهذه الوفاة ستضعالشهيد الصدر أمام مرحلة جديدةوقاسية، فعليه أولاً أنيكتشف عبر المحاولة والتجريب آليات تعامل ومعالم المرجعية الجديدة(مرجعية السيدالخوئي) وعليه أن يفكر في ملء فراغات هذا التحول أو أن يواجه ما يفرضه من تحديات،وهذا يتوقف على الخط والمنهج المرجعي الجديد، وما يتيحه من ممكنات تؤسس لتعاونإيجابي ينسجم مع مشروع الشهيد الصدر الذي تفصله فاصلة كبيرة في الطموح والمضمون عنالإتجاه الفكري والفقهي والسياسي القائم في الإطار المرجعي.


    ولكينعرف مدى الصعوبة التي واجهها الشهيد الصدر في هذا المجال لا بد أن نعرف أولاًالمشتركات والفوارق بين مرجعية الحكيم والخوئي، فهما يتقاربان في إنتمائهما إلا ذاتالإتجاه الفقهي الشيعي المتوارث وإلى فهم محدد لدور الفقيه في الأمة ويتوحدانعملياً وليس نظرياً في عدم السعي إلى تأسيس الدولة الإسلامية أو خوض المواجهةالسياسية مع السلطات المنحرفة إلى حد الحسم، ويجر هذا التوحد الأخير إلى توحد جديديتمثل بإبتعادهما العلني عن فكرة العمل الحزبي.

    ومع ذلك يبقى الفارقكبيراً ومهماً بين مرجعية الحكيم ومرجعية الخوئي، وتبقى هنالك مسافات حتى فيالمشتركات إذ تبدو الأولى من خلال السلوك الميداني والتجربة العملية أكثر مرونة فيالنظرة إلى المجتمع، والنظرة إلى غرتباط الفقيه فيه، وأيضاً الرؤية الفكرية لتحدياتالواقع الفكري العالمي.


    ولعل الحوار الذي جرى في مرحلة مهمة بينالإمام الخميني والسيد محسن الحكيم حول دور الفقيه يسلط الضوء على قناعات الأخيرمثلما يشير إلى الإثنينية في أساس الفكر السياسي الشيعيتاريخياً.



    فعندما دعا الإمام الخميني السيد الحكيم إلى التحرك بعدإنتفاضة 15 خرداد أجابه(إن الناس لا يطيعوننا لو تحركنا بعنف الناس يكذبون إنهمعبيد الشهوات ولا يفتحون صدروهم للدين. أجابه الإمام الخميني باقولLكيف تقول إنالناس يكذبون هؤلاء الناس ضحوا بأرواحهم وتحملوا الإضطهاد والمعاناة وسجنوا وأبعدواعن ديارهم وسلبت أموالهم كيف يكون مثل هؤلاء الناس الذين واجهوا الرصاص بصدورهميكذبون.



    إن مرجعية الحكيمذهبت فيسياستها الإجتماعية إلى حدود فكري وثقافية محدودة، إذ أنها حرصت على تأسيس مكتباتتثقيفية وواجهت بفتواها الشهيرة المد الفكري الماركسي الذي هيمن على الشارع العراقيخلال الخمسينات، لقد وجهتهذه الفتوى تنبيهاَ مهماً إلى خطر الإلحادالشيوعي، ربما كان لها مفعول سياسي غير مباشر على نفوذ الشيوعين في العراق. كما أنطبيعة المرحلة السياسية في بداية النصف الثاني من القرن الماضي أتاحت لمرجعيةالحكيم بعض المرونة أو حتى التعاطف مع التيار الإسلامي داخل الكيان الشيعي، ولقدترعرع حزب الدعوة في ظل هذه المرجعية.



    ومن هنا يتجلي الفارق الكبيربين مرجعية الحكيم والخوئي(الفقهية-التقليدية) البحتة في الناحية العملية وليسالناحية النظرية طبعاً، والتي إنكفأت فضلاً عن النشاط السياسي وعن أي نشاط آخرثقافي أو فكري يحاكي الواقع الإجتماعي.





    وفي ظل هذه الفوارقفإن التحدي الذي سيواجهه الشهيد الصدر ليس خسارة في المجال الحيوي من المرونة الذيإنعدم في ظل مرجعية الخوئي فحسب إنما إمكانية وصول الأمور إلى التصادم مع مضمونمشروعه الإسلامي، وذلك عندما تفكرالسلطة أن تدخل منخلال هذا الإنعزال للمرجعية العليا إلى الضغط على هذا المشروع، وهذا ما حصل فعلاًظظظظن فتحت هذا الإنعزال والإنكفاء عن الواقع السياسي والإصرار الصارم في عدمالولوج فيه سيصبح من الممكن أن يتحول هذا الإنكفاء إلى تصادم مع حركة مشروع الشهيدالصدر... وفي ظل هذا الحذر الأمني الذي يدفع المرجعيةالعليا أن تقول(بجوازالإنضمام إلى حزب البعث) سيقدم الشهيد إصدار فتوى تحريم الإنتماء إلى هذا الحزب،وستدخل المواجهة مع السلطة أطواراً أخرى خاضعة لطوارئ غير محسوبة في إستراتيجيةكلية.





    وهكذا يكون الشهيد الصدر الأول الذي لم يفرغ بعد منإستنفاد كل طاقاته من أجل تعبئة الوضع الشيعي ضد في العالم للدفاع عن مرجعية الحكيمأما مضايقة وتحرش وإبتزاز بدأه الحزب الجديد القادم للسطة، وإنتهى مصدوماً بهذاالواقع... يكون الشهيد قد تعرض إلى صدمة أخرى بوفاة السيد الحكيم لم يفصلها فاصلزمني كبير عن الصدمة الأولى، وهذه الصدمات ستكون مسؤولة إلى حد كبير عن إنكفاء جديدداخل الحوزة مشفوعاً بمرور الزمن بسلسلة أخرى من الصدماتوالتطورات السياسية دفعته إلى التفكير بعمل إستشهادي فيالعام 1976 لمعالجة الضغوط التي يتعرضلها الواقع الإسلامي وفيما أن إنتفاضةرجب 1977 أعطت أملاً ضعيفاً للشهيد الصدر جاءت الثورة الإسلامية في إيران لتفتحداخل العراق ملفاً جديداً للشهيد الصدر والحركة الإسلاميةبرمتها.





    نعود ونقول أن الفتوى حول حزب البعث كمثل يمثلمستوى متقدماً ل(التصادم) الحتمي بين الشهيد الصدر ومرجعية الخوئي الذي يمكن أنيوجده إختلاف التوجهات وتفكير السلطة في محالة إستثمار هذا الإختلاف، أما ما قبلهذا المثل فإن هنالك أمثلة أخرى برزت على الفور لتخلق معنى الصدمة الثانية للشهيدالصدر بالمرحلة الجديدة، ففي 25/1/1971م كان السيد الخوئي يقول رداً على سؤالمفاده(هل أن حكومة البعث في العراق من وجهة نظركم قد عملت ضدكم أو ضد الحوزةالعلمية أو الإيرانيين بما لا ينسجم مع الموازين الإنسانية علماً بأن المغرضين قدأشاعوا بأن الحكومة قد أسائت معاملتكم؟ يقول: بعد السلام... إنني لم أر غير الحسنمن هذه الحكومة الموقرة، أنا بخصوص الحوزة العلمية والإيرانيين- بماء على ما سمعتهممن أعتمد عليهم أن الحكومة قد أحسنت معاملتهم.



    وقبل ذلك وفي العامالذي أعدم فيه الشهداء الخمية وفي سياق مراسلات شفوية بين الإمام الخميني ومرجعيةالخوئي يقول هذا الأخير(إنني لا أرى مصلحة في الصدام مع هذا النظام في هذه الظروفوإني أخاف...)


    المصدر

    محمد باقرالصدر بين دكتاتوريتين


المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X