الثابت في النظريات الرأسمالية إن العمل يقاس بمنافعه دون الأخذ بنظر الاعتبار دوافع العمل النفسية والروحية فيدّعون أن مذهبهم الرأسمالي يُعني بالمصالح الحياتية للمجتمع وعلاقات أفراده بعضهم ببعض ، فالعمل الذي يحقق مصلحة للمجتمع هو العمل الشريف والجدير بالاحترام بغض النظر عن الدوافع الشخصية لصاحب العمل ، فالثري الذي يتبرع لمدرسة أطفال أو لملجأ أيتام الطعام والشراب واللباس ، هو الإنسان البطل المحترم الذي يستحق التقدير الاجتماعي في الدنيا والسعادة في الآخرة ، أما الإنسان الفقير الذي لا يملك إلا رغيف الخبز الواحد الذي تبرع به أو بنصفه إلى من هو أفقر منه وأحوج منه إليه ، فلا يستحق أي تقدير أو احترام لأن عمله ضيق وتافه ، وأضيق من هذا العمل وأتفه منه عندما يخفق قلب الإنسان شفقة على الأعمى الذي يريد عبور الطريق فتنهض إليه وتأخذ بيده وتساعده في عبور الشارع ،
والنظريات الشيوعية تحمل نفس المقاييس لكن تختلف معها في المصاديق والتطبيقات ، حيث تضيّق من المصاديق فتنظر إلى العمل ومنفعته في خصوص طبقة اجتماعية دون غيرها والتي تسميها بالطبقة الاجتماعية الجديـدة وهي الطبقة العمالية ، فالعمل يُقَيَّم من خلال المصلحة والمنفعة الطبقية التي يحققها ولا علاقة ولا مدخلية للدوافع الروحية والأخلاقية في تقييم العمل فمثلاً يقول لينين: (( لا وجود عندنا للآداب المعتبرة فوق المجتمع ، إنها لأُكذوبة سافرة ، فالآداب خاضعة عندنا لمنفعة نضال الطبقة العمالية )) .
أما الإسلام فقد جعل للنية والدافع للعمل النصيب الأول والأكبر في تقييم العمل ، فلا قيمة للعمل بدون نية صالحة صادقة وإن كان له منافع كثيرة ، ولهذا لا يحتاج الإنسان المسلم الصالح إلى المرغبات والإغراءآت الإعلامية والمادية حتى يقوم بالعمل بل الدافع للعمل الإيمان والتقوى والأخلاق ، ومعنى هذا أن الإسلام لم يبتعد عن الواقع والحياة والمجتمع بل سجل الواقعية الفعلية والمنافع الاجتماعية وأكد عليها في جميع المناسبات والأحوال ، فمن النادر وجود عبادة لم ينظر ولم يأخذ الشارع المقدس فيها الجانب الاجتماعي وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وأمر بذلك وأرشد إليه وجعـل الدافع له التقوى والأخلاق وليس المرغبات والمنافع الدنيوية ، ولتحقيق هذا نحتاج الى أمرين :
الأول : جعل الرقيب الداخلي /لقد عمل الشارع المقدس على تربية الإنسان وتكامله فيمتنع عن المنكرات والرذائل الروحية والأخلاقية التي تفسد النفس وتسبب الأضرار بالمجتمع فيكون الرقيب الدين والأخلاق .
الثاني : قرن العمل بالنية /اعتبر المولى عظمة العمل متعلقة ومقرونة بنية الإنسان العامل ، بل أشار إلى أن العمل هو النية والنية هي العمل ، فالعمل البسيط التافه في مظهره الاجتماعي الظاهري كإعطاء نصف الرغيف للفقير وكاهتمام القلب وشفقته على الأعمى أكبر وأرفع وأسمى من عمل الثري الذي يتبرع إلى مدرسة الأطفال أو الملجأ ، ما دامت نيّة الفقير أصفى وأنقى وأصدق ،
لقد ورد عن الشارع المقدس ما يشير إلى الحث على العمل وأن العمل الصالح مقترن بالنية الصالحة منها :
1 - قوله تعـالى : ﴿ قُلِ اعْـمَلُوا فَـسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾(1).
ورد في تفسيرها ، سيرى الله ثبات أعمالكم ويحاسبكم على نياتكم .
2- عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى } .
3- عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله ، وكلٌ يعمل على نيته } .
4- عن أمير المؤمنين(عليه السلام): { من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب مـا نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته بسيفه } .
5- عن أمير المؤمنين(عليه السلام): { إنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام ، وان الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة } .
والنظريات الشيوعية تحمل نفس المقاييس لكن تختلف معها في المصاديق والتطبيقات ، حيث تضيّق من المصاديق فتنظر إلى العمل ومنفعته في خصوص طبقة اجتماعية دون غيرها والتي تسميها بالطبقة الاجتماعية الجديـدة وهي الطبقة العمالية ، فالعمل يُقَيَّم من خلال المصلحة والمنفعة الطبقية التي يحققها ولا علاقة ولا مدخلية للدوافع الروحية والأخلاقية في تقييم العمل فمثلاً يقول لينين: (( لا وجود عندنا للآداب المعتبرة فوق المجتمع ، إنها لأُكذوبة سافرة ، فالآداب خاضعة عندنا لمنفعة نضال الطبقة العمالية )) .
أما الإسلام فقد جعل للنية والدافع للعمل النصيب الأول والأكبر في تقييم العمل ، فلا قيمة للعمل بدون نية صالحة صادقة وإن كان له منافع كثيرة ، ولهذا لا يحتاج الإنسان المسلم الصالح إلى المرغبات والإغراءآت الإعلامية والمادية حتى يقوم بالعمل بل الدافع للعمل الإيمان والتقوى والأخلاق ، ومعنى هذا أن الإسلام لم يبتعد عن الواقع والحياة والمجتمع بل سجل الواقعية الفعلية والمنافع الاجتماعية وأكد عليها في جميع المناسبات والأحوال ، فمن النادر وجود عبادة لم ينظر ولم يأخذ الشارع المقدس فيها الجانب الاجتماعي وعلاقة الإنسان بأخيه الإنسان وأمر بذلك وأرشد إليه وجعـل الدافع له التقوى والأخلاق وليس المرغبات والمنافع الدنيوية ، ولتحقيق هذا نحتاج الى أمرين :
الأول : جعل الرقيب الداخلي /لقد عمل الشارع المقدس على تربية الإنسان وتكامله فيمتنع عن المنكرات والرذائل الروحية والأخلاقية التي تفسد النفس وتسبب الأضرار بالمجتمع فيكون الرقيب الدين والأخلاق .
الثاني : قرن العمل بالنية /اعتبر المولى عظمة العمل متعلقة ومقرونة بنية الإنسان العامل ، بل أشار إلى أن العمل هو النية والنية هي العمل ، فالعمل البسيط التافه في مظهره الاجتماعي الظاهري كإعطاء نصف الرغيف للفقير وكاهتمام القلب وشفقته على الأعمى أكبر وأرفع وأسمى من عمل الثري الذي يتبرع إلى مدرسة الأطفال أو الملجأ ، ما دامت نيّة الفقير أصفى وأنقى وأصدق ،
لقد ورد عن الشارع المقدس ما يشير إلى الحث على العمل وأن العمل الصالح مقترن بالنية الصالحة منها :
1 - قوله تعـالى : ﴿ قُلِ اعْـمَلُوا فَـسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ﴾(1).
ورد في تفسيرها ، سيرى الله ثبات أعمالكم ويحاسبكم على نياتكم .
2- عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { إنما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى } .
3- عن النبي(صلى الله عليه وآله وسلم): { نية المؤمن خير من عمله ، ونية الكافر شر من عمله ، وكلٌ يعمل على نيته } .
4- عن أمير المؤمنين(عليه السلام): { من مات منكم على فراشه وهو على معرفة حق ربه وحق رسوله وأهل بيته مات شهيداً ، ووقع أجره على الله ، واستوجب ثواب مـا نوى من صالح عمله ، وقامت النية مقام إصلاته بسيفه } .
5- عن أمير المؤمنين(عليه السلام): { إنما الأجر في القول باللسان والعمل بالأيدي والأقدام ، وان الله سبحانه يدخل بصدق النية والسريرة الصالحة من يشاء من عباده الجنة } .
تعليق