الصورة غير متوفرة مأساة تتبعها مأساة ؛ ولا زال هذا الشعب المظلوم في دوامة من الألم والضيم ، متكبداﹰ عناء العيش ومشقة الحياة ، ينادي .. يطالب.. يصرخ .. يستغيث .. ولا من مجيب ، ولا من مستصرخ أو مستجيب ، ما إن خرج من محنة إلا وتلقفته اشد وأعظم منها .. شعبﹲ في بلد الخيرات ؛ يعاني من قلة الخيرات ورداءة الخدمات!!، ما إن رأى بصيص نوروإذا به يزج في بحر العنف والإرهاب ؛ قتل .. تشريد .. خراب ..دمار.. وضياع في غياهب السجون !!ومن الغريب حقاﹰ إن أصبح واقع هذا البلد المظلوم مليئاﹰ بالمفاجئات ؛ سواء كانت تلك المفاجئات على الصعيد الأمني أو الاقتصادي ، أو السياسي.ومن الأمور السياسية التي جعلت هذا الشعب يتساءل عن ماهيتها ؛ هي الزيارة المفاجئة للرئيس الأميركي وما هو مغزى هذه الزيارة ، هل هو إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات السياسية المتأزمة ؟، أو من أجل وضع إجابات فاصلة لتصريحاته المتضاربة بشأن مصير الحكومة العراقية من باب وضع النقاط على الحروف ؟، أم هي بصدد معالجة الوضع الأمني المتردي ؟ أو بشأن بقاء الجيش الأميركي وتجديد الوعود للشعب العراقي وحكومته المنتخبة؟!لا نريد أن نكون أكثر تشاؤماﹰ، لكن الواقع واضح والأمر جلي لكل عاقل، فها هو الوضع الأمني في تدهور، من سيء إلى أسوأ ، وها هو الوضع الاقتصادي في تردي ، ولا زال (ناعور) الوعود الأميركية ساكن بلا حراك... فليتهم أوفوا بوعودهم التي قطعوها للشعب وبمباركة من حكومته المنتخبة !! ، لكن شيئاﹰ من ذلك لم يكن.. والذي كان هو فقر يركب فقر.. وبؤس يجر بذيل بؤس.. وشقاء يتلوه شقاء... وظلام لا أمل في فجر قريب منه!!ومن المفارقات ما سمعناه من دعوة القادة الأميركيين إلى تصفية الجيش العراقي!!.. نعم من دواعي سرورنا هو إنشاء جيش عراقي قوي وأصيل ، يكون ولاءه الأول والأخير للعراق فقط ولشعبه المحروم ... ولا يكون ولاءه لمليشيات داخلية أو قوى خارجية.. لكن بشرط أن لا تكون هذه التصفية ما هي إلا تصفية أحزاب ومنظمات ، بحيث تجعل هذا الجيش تابعا لها لتتمكن من فرض هيمنتها على الآخرين..نعم نحن من المنادين بسيادة القانون ، وان القانون فوق كل شيء ، لكن نستنكر ان يكون هذا القانون ماهو إلا وسيلة انتقام بيد فئة معينة أو حزب معين ، يستخدمه من اجل تمرير مخططاته السياسية ونوازعه الذاتية. لا نريده أن يكون آلة قمع لمظلوم بيد ظالميه ؛ بل يجب أن يكون القانون إلى جانب المظلوم ولإدانة الظالم وأخذ الحق منه.. كما إننا نطالب كل مسؤول في الحكومة أن يقوم بواجبه تجاه بلده بأحسن وجه وان يضع مخافة الله نصب عينيه، وان يفي بوعوده التي وعد بها شعبه والتي ما انتخب إلا من اجل تحقيقها ، ومن اجل رفع المعانات عن هذا الشعب المظلوم.. وان يتذكر بأنه راع فليتق الله في رعيته.. الموضوع مقتبس