التخبط السياسي ...الى أين؟!! من المؤسف حقاً ما يجري اليوم على الساحة العراقية من تناحر وتشرذم بين الكتل السياسية المكونة للحكومة العراقية ؛ فبالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها هذا الشعب المظلوم من ضياع للآمال بين حروب أهلية، و أوضاع اقتصادية متردية وكثرة الأمراض النفسية والجسمية ؛ نرى الحكومة مكتوفة الأيدي تجاه كل ذلك وكأن الأمر لا يعنيها، فنجد كل كتلة فيها مهتمة فقط بمصالحها الذاتية غير آبهة? لأحوال هذا الشعب المحروم.فها هو الشعب العراقي يرى حكومته المنتخبة تحاول أن تطفئ النار الملتهبة؛ بالنفخ حولها ، دون أدنى تفكير في صب الماء عليها ؛ هذا إذا لم تكن قد سكبت لها الزيت!!لاشك بأن الحكومة الحالية تمر بأزمة صعبة للغاية، وهي لا تعرف كيف تتجاوزها أو حتى تجاريها، حيث لا زالت تتوالى عليها الصدمات الواحدة تلو الأخرى.اذ نرى ان هذه الحكومة بدأت تتصدع أركانها ، فأصبحت الخلافات واضحة بين اكبر الكتل السياسية لهذه الحكومة وهي كتلة الائتلاف ، وما صاحبها من انسحاب الكتلة الصدرية من الحكومة، كذلك فان الكتل الأخرى لم تسلم من الخلافات وهذا ما حدث لكتلة التوافق العراقية ، بالإضافة إلى ظهور التكتلات الجديدة ، مما جعل هذه الحكومة في وضع لا يحسد عليه.ومما زاد الأمر سوءاً هي التصريحات المتوالية من قبل المسؤولين الأميركان وتصريحاتهم الأخيرة بأن الحكومة قد أخفقت في تحقيق الأهداف الأميركية وان هذا الإخفاق هو بمعدل (18) معيار من المعايير المؤمل تحقيقها ، كذلك تصريحات طارق الهاشمي بأنه لا يمكنه الاعتماد على الحكومة وانه لا يثق بها في تطبيق مشروع المصالحة وإنها غير قادرة على عبور هذه الأزمة.نقول: إن الحكومة مثلما عجزت عن تحسين الأوضاع المأساوية التي يعيشها العراق ، ومثلما فشلت في النجاح في مشروع (( المصالحة الوطنية)) وكذلك تهافتها في الوصول بالبلد إلى ما يسمى (( بر الأمان))، هي كذلك عاجزة عن تجاوز هذه المعضلة، وتخطي المرحلة بنجاح ، وذلك بسبب القصور في الأبعاد النظرية السياسية لهذه الحكومة وما يتبعها من تطبيق لهذه الأبعاد ، حيث إن الكثير من مسؤولي هذه الحكومة هم لا يمتلكون المؤهلات المناسبة للتعامل مع هذه الأوضاع ، ومما يزيد الطين بلة هو انتهاج طريقة (( المحاصصة)) في اختيار هؤلاء المسؤولين ، ضاربة بعامل الكفاءة عرض الحائط.نستطيع ان نضع الحلول الجذرية لتلك المشكلات وذلك باعتراف الحكومة بعجزها عن القيام بتلك المهام وفتح المجال للآخرين، وان تستثمر الطاقات الفكرية الموجودة لدى أبناء هذا الشعب من أصحاب شهادات وأكاديميين في هذا المجال ، وان تتبع سياسة ملئ المكان بالرجل المناسب له، والابتعاد كل البعد عن المحاصصة ( بمعناها الشامل الواسع) وان يكون الهدف من عمل كل حزب في الحكومة هو لأجل البلد وشعبه كافة، ليس لأجل طائفة أو ملة أو حزب أو أفراد ، وان يحمل مشروع المصالحة الوطنية بمحمل الجد ويبتعد عن التهميش المزاجي للاخرين ، لا فقط شعارات رنانة وعبارات جوفاء خالية من المصداقية ، بل تكون صالحة التطبيق.والأمر الآخر والأهم هو أن تنال الحكومة السيادة الكاملة التي تجعلها تابعة وموالية للوطن فقط ولا تتأثر بالتدخلات الأقليمية.أما اذا بقيت سياسة الحكومة بهذا المنوال المتدهور... فهي حتماً ستصبح دولة ((العجوز المريض)). الموضوع مقتبس,,,,,,,,,,,,
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق