بـيـان - 10-
مــحـرم الـدم والشهادة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام على الحسين وعلى علي أبن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين وعلى الشهداء في يوم عاشوراء الحسين وعلى زوار الحسين وعلى اتباع الحسين ورحمة الله وبركاته .
نعزي مولانا صاحب الزمان قائم آل محمد (صلوات الله وسلامه عليه وعلى آبائه) بالمصاب العظيم المؤلم الفجيع في يوم عاشوراء حيث :
المجزرة الوحشية الهمجية المروّعة في طف كربلاء التي وقعت على الأرواح القديسة والأجساد الطاهرة الشريفة لسبط النبي المصطفى وسيد شباب الجنة الحسين الشهيد (u) وأولاده وأصحابه الغرّ المنتجبين .
المجازر البغيضة القبيحة التي يتعرض لها المستضعفون المطيعون الصادقون في اتباع الأوامر الإلهية المقدسة والاحكام والإرشادات النبوية المطهرة المشرفة التي تلزمنا المودة بذوي قربى النبي المصطفى (صلى الله عليه و آله و سلم) وأقربها ما حصل هذا اليوم يوم عاشوراء الحسين (u) في كربلاء المقدسة والكاظمية المطهرة وفي كويتا الباكستانية , حيث زهقت أرواح المئات من أرواح المؤمنين الصادقين , وجرحت وقطعت وشتّت الآف الأجساد الطاهرة الزكية , على أيدي أحفاد أولئك الخوارج المارقين السافكين لدماء الأبرياء المستضعفين والأصحاب المنتجبين وأهل البيت المطهرين .
وبهذه المناسبة فإننا وباسم الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة والنجف الاشرف وباسم الشعب العراقي الأبيّ وباسم الشعوب الإسلامية المستضعفة وباسم الإنسانية جمعاء نشجب ونستنكر هذه الجريمة النكراء والعمل الهمجي البربري البغيض وجهلهم وظلامهم وضلالهم وكفرهم وإلحادهم
وفي نفس الوقت بالدرجة الأولى والرئيسة نحمّل قوات الاحتلال الكافرة مسؤولية ما حصل طبقاً للقانون الدولي وللشواهد والدلائل والمواقف والإجراءات الصادرة من قوات الاحتلال المشيرة جميعاً الى مسؤوليتهم المباشرة وغير المباشرة عن تلك المجزرة المروّعة , وبغض النظر عن الوسائل المتبعة والجهة المستَخدَمة للتنفيذ .
وما ذكرنا سابقاً لا يلغي المسؤوليات المباشرة وغير المباشرة لجهات اخرى نذكر بعضها وبعض الأمور التي لها علاقة في المقام :
قوات الاحتلال
الأول : قوات الاحتلال الفاشل تتحمل المسؤولية عن تلك الجريمة وكل الجرائم المادية والمعنوية التي حصلت
1- فالقانون الدولي يلزمها توفير الأمن والامان للبلد المحتل وشعبه وبخلافه يتحمل كل التبعات القانونية.
2- القانون الإنساني والضمير الحي يحملهم المسؤولية .
3- اقرار المسؤولين الاميركين وفي مناسبات عديدة عندما يتحدثون عن إنجازاتهم لشعوبهم الاميركية فمن الإنجازات يذكرون انهم ابعدوا شبح الحرب وخطر الإرهاب عن أميركا وشعوبها ونقلوها الى العراق فجعلوا العراق ساحة الحرب وموضع الإرهاب وتصفية الحساب .
4- نحن وباسم الحوزة العلمية وباسم الشعب العراقي طلبنا وفي مناسبات عديدة انسحاب المحتلين وخروجهم من ارض العراق وارض المقدسات وترك العراقيين يحفظون أمنهم بأنفسهم وإدارة شؤونهم وتوجيهها وتوظيفها , وكذلك طلبت جهات عديدة هذا الشيء من قوات الاحتلال ولكن المحتلين رفضوا كل تلك الطلبات .
5- فيما يخص أميركا وبريطانيا والدول الأوربية وكل الدول التي ترتبط مع أميركا فان المعلومات الاستخباراتية الاميركية تكون دقيقة ومحددة بخصوص العمليات الإرهابية وأسماء المنفذين المحتملين ووسائل التنفيذ ووقت العمليات , وبناءاً على تلك المعلومات تتخذ الإجراءات المناسبة فتمنع حصول تلك العمليات , هكذا يقولون وينشرون ويفعلون , اذن أين المعلومات الاستخباراتية بخصوص العراق وشعبه الذي تعرض ويتعرض لأبشع الجرائم في تاريخ الإنسانية .
الرموز الدينية
الثاني : نشجب ونستنكر مواقف بعض الرموز الدينية وغيرها ، ونحملها مسؤولية ما حصل من مجازر في عاشوراء ، لان تلك الرموز أعطت الغطاء الشرعي والقانوني والاجتماعي للاحتلال ، وأعطت الثقة للمحتلين وألزمت الشعب العراقي بالتعاون مع قوات الاحتلال والتصديق بها وامتثال ما يصدر منها من أوامر وتوجيهات ، بل تلك الرموز صارت تطلب من قوات الاحتلال الكافر التسلط على رقاب المؤمنين وعلى سبيل المثال لا الحصر اذكر لكم هذه الواقعة :
عندما حصل الاعتداء الاميركي الغاشم البغيض على الحوزة العلمية في كربلاء المقدسة في ليلة الجمعة (20/ شعبان /1424) والذي أستشهد فيه العديد من مشايخ الحوزة العلمية وطلابها منهم (الشيخ اسعد العبادي والشيخ عبد الآله الكعبي وحيدر الوزير وعبد المجيد الجناحي وستار العفلوكي وسعد العيفاري)
فإن أحد تلك الرموز الدينية يُصدر بياناً بخصوص ذلك الاعتداء ، (والعجب كل العجب) انه يطلب فيه من قوات الائتلاف (ولم يذكر في بيانه قوات الاحتلال) سحب السلاح من الناس المؤمنين المدافعين عن مقدساتهم ومبادئهم وأعراضهم ، هذا هو المضمون الكلي لبيانه ولم يتعرض لشيء آخر،
فإذا ثبت عند الجميع إن قوات الاحتلال غير قادرة على حماية نفسها وبالتأكيد غير قادرة على حماية الناس في هذا الوقت ، فهي بالاولى (وبالتأكيد) غير قادرة على حماية نفسها والآخرين قبل ما يقارب الستة اشهر ، فكيف سمح ذلك العالم وماذا سيكون موقفة وجوابه أمام الله تعالى والتاريخ والناس أجمعين عندما يُسأل عن سبب تسليطه الكافرين على رقاب المسلمين وتجريدهم من سلاحهم وتسليطهم على أموالهم وأعراضهم وأرواحهم ، والناس امتثالاً لما صدر وثقت بالمحتلين حتى حصل ما حصل من مجازر .
اغتصاب الأموال
الثالث : نشجب ونستنكر الجهات والرموز التي تسلطت واغتصبت حق الإمام المعصوم (u) والذي يقدّر بمليارات الدنانير العراقية وغير العراقية الموجودة في المراقد المقدسة للمعصومين والصالحين (عليهم السلام) وكذلك الأموال والمليارات التـي وجـدت وستوجـد , والتي استخدمت للمصالح الشخصية والأمور الدنيوية وتحقيق الواجهات دون استخدامها وتوظيفها لخدمة وإعانة الشعب العراقي الجريح وبالخصوص تعميـر وتطويـر العتبات المقدسة وما يرتبط بها من توفير وسائل الخدمة الاجتماعية والصحية والأمنية , فالواجب استغلال تلك المليارات بتوسيع المراقد المطهرة وتوفير المساحات الواسعة المحيطة بالمراقد المقدسة وتوفير الملحقات الصحية في أماكن مختلفة , اضافة الى تجنيد الأعداد الكافية لحماية العتبات المقدسة اضافة لخدمتها وخدمة زوارها وتوفير افضل وأرقى وأدق الأجهزة والمعدات للحماية والكشف عن أجهزة ووسائل التخريب والتفجير , اضافة لذلك تشييد المستشفيات والمراكز الطبية وتوفير العلاج اللازم والكافي ,
وبسبب عدم اتخاذ هذه الإجراءات وقعت تلك المجزرة وبسبب فقدان الخدمات الصحية ازداد عدد الشهداء وعظم الألم والجراح والصدمة عند الآخرين , ولهذا نحمل تلك الجهات والرموز مسؤولية ما حصل .
البعثيون
الرابع : نشجب ونستنكر مواقف كل من عمل أو رضى أو سكت على إبقاء العديد من ازلام نظام البعث الكافر ومن ارتبط معهم في مناصبهم أو على تشغيل العديد من البعثيين المجرمين في مناصب مهمة وحساسة ونحمّل الكل مسؤولية ما حصل من مجازر خاصة الذين سعوا في توظيف وتشغيل أحد الرفاق البعثيين المجرمين والذين رضوا وسكتوا على ذلك العمل (على سبيل المثال لا الحصر) من تعيين ذلك البعثي في ارفع منصب امني في مدينة كربلاء المقدسة كما تحدث بهذا الأمر العديد من المؤمنين الموثوق بهم , وكذلك نحمّل مسؤولية ما حصل من مجازر في عاشوراء , كل من سكت على إبقاء العديد من الرموز وبالخصوص الرموز الدينية التي كانت تعمل لحساب النظام المقبور الكافر بعنوان ( وكيل أمن) , ومثل هؤلاء الوكلاء الأمنيين من السهولة الضغط عليهم من قبل أجهزة أمن النظام السابق أو أجهزة البعث المقبور لإمتلاكهم الوثائق والمستندات (الأضابير) الخاصة بكل وكيل وهي تصلح للضغط لتحقيق ما يراد من مخططات إجـرامية , وبعض الرموز البارزة (على سبيل المثال لا الحصر) في محافظة كربلاء ينطبق عليها هذا المعنى ,
وقد اشترك هذا وذاك من مدينة كربلاء المقدسة في اطلاق سراح شبكة إرهابية تتألف من جنسيات متعددة , عندما كانت في قبضة مجموعة من المؤمنين , حيث وجدوا بعض الوثائق والرسائل التي تدل على ارتباط ذلك الرمز الديني بقيادتهم ورموزهم .
المواقف الدنيوية
الخامس : نشجب ونستنكر المواقف الدنيوية النفعية للعديد من الرموز والعناوين الدينية والاجتماعية , التي تتفاعل مع الأحداث بالمقدار الذي يخدم مصالحها الدنيوية الخاصة , فقد سكتوا وأصابهم العمى والصمم والخرس على جميع الجرائم السابقة ومنها الصادرة من قوات الاحتلال الكافر بحق العتبات المقدسة في النجف وكربلاء وسامراء , وانتهاك الحرمات مـن الأمـوال والأنفس والأعراض , والاعتداء بالسجن والاعتقال والتغييب والقتل للأطفال والنساء والشيوخ والرجال ,
ونستنكر مواقفهم وهم يسكتون عن الجرائم الوحشية الممقوته الصادرة من المحتلين ما دامت تلك الجرائم قد عتّم عليها ولم تتناولها وسائل الاعلام , بينما نراهم ونسمعهم يسجلون بعض المواقف للاستهلاك الدعائي والاعلامي عندما تتناول وسائل الاعلام تلك الجرائم وتعلن عنها , ومنها هذه الجريمة البشعة التي حصلت في يوم عاشوراء , فلولا الحضور الجماهيري المليوني ومشاهدتهم المجزرة ولولا الحضور الاعلامي العالمي الواسع في مواقع الأحداث لما صدر أي شيء من تلك الرموز ,
ويشهد لهذا ان المواقف والبيانات الصادرة من العديد منهم لم تتناول مجزرة عاشوراء في كويتا الباكستانية حيث ان تلك المجزرة الباكستانية لم تشغل الحيز الاعلامي المناسب لتحريكهم .
ارتباط المواقف
السادس : نستنكر ونشجب مواقف العديد من الرموز الدينية والاجتماعية التي ارتبطت في مواقفها بصورة مباشرة مع قوات الاحتلال واعلامها , فقوات الاحتلال التي كانت قد أمّـلت الشعب العراقي قبل الحرب بالحياة السعيدة الحرة الديمقراطية المريحة الأمينة وغيرها من الوعود لكن بعد سقوط وانهزام النظام الصدامي الكافر المقبور , لم يحصل شيء من الوعود الاميركية البريطانية الغازية , فسوء الأحوال الاجتماعية والصحية والأمنية وغيرها تنسبها الى صدام المجرم المقبور وازلامه وبعد إلقاء القبض على الطاغية الذليل حكى الاميركان عن انتهاء تلك المساوئ وابتداء مرحلة جديدة وهكذا تحدث من ارتبط مع المحتلين ومع مرور الوقت لم يحصل شيء فنسب الاميركان وبالتأكيد من ارتبط معهم تلك المعاناة الجماهيرية الى الممسوخ عزّت الدوري المجرم وهكذا الى ان وصل الحديث عن الزرقاوي ولا نعلم الى أين سيصل بعد ذلك وما بعد وهكذا وفي كل ذلك نرى الارتباط بين مواقف المحتلين واعلامهم وبين مواقف تلك الرموز وما يصدر عنها
والمجزرة المروّعة في يوم عاشوراء تثير عدة أمور منها ما ذكرنا في هذا الأمر السادس والأمر الخامس وكذلك ما سبقهما من أمور ولهذا نرى ونسمع التصريحات والمواقف بما يتناسب مع تحقيق مزيج من الأمور والتوفيق بينهما , فبينما ردود الفعل الفطرية الأولية للجماهير المؤمنة الموالية كانت ضد قوات الاحتلال كما شهد وسمع الجميع ولم يسجل أي حادث يسيء الى وحدة الشعب العراقي , ومع هذا نرى ونسمع ان تلك الشخصيات قد أثارت قضية الوحدة الوطنية ووحدة الشعب العراقي وعدم أثارت الحرب الطائفية , وبهذا استطاعوا امتصاص نقمة الجماهير ورفضهم للاحتلال وتحميلهم مسؤولية , فإذا كانت قوات الاحتلال تتحمل مسؤولية ما حصل (حسب ما أصدرتم من بيانات ومواقف) فلماذا تثيرون قضية لم يكن لها وجود يثير التخوف .
الظالم والمظلوم
السابع : (( اللهم اجعلني مظلوماً ولا تجعلني ظالماً))
أيها المسلم أيها الشيعي الموالي للنبي (صلى الله عليه و آله و سلم) المطيع لأوامره في اتباع أهل البيت (عليهم السلام) وموالاتهم , اجعل هذا المعنى الوارد عن المعصومين (عليهم السلام) عن جدّهم المصطفى (صلوات الله وسلامه عليه وعليهم) شعاراً ومنهجاً للتمسك بالمبادئ الإسلامية الإنسانية الرسالية الصحيحة الحقة , ولنتعلم من ايام عاشوراء الحسين كيف نجسد هذا المعنى فنكون مظلومين بتمسكنا بالمبادئ السامية وعدم مهادنة المضلين والكافرين أهل الدنيا واتباع الهوى .
أهل السنة
الثامن : (( لا تقطعوا شجرة ولا تقتلوا طفلاً أو امرأة أو شيخاً ولا تجهزوا على جريح .............))
هذا المعنى ورد في كتب أهل السنة عن الخليفة الأول أبي بكر صاحب رسول الله (صلى الله عليه و آله و سلم) وعن غيره من الصحابة من وصايا تـُنسب لهم ,
يا أهل السنة كونوا واعين وحذرين ولا تجعلوا عقولكم وأبدانكم وأنفسكم رهينة بيد الجهال والمغرضين , أقرأوا تفقـّهوا تفكـّروا تحرروا من التعصب والانا وانطلقوا الى الرحمة والفيض والقدس والتجلي الإلهي , جسدوا محبّة الله تعالى في محبّة عباده ومخلوقاته , تمسّكوا بما ورد عن النبي وآله وصحبهم (عليهم الصلاة والسلام) وتحلوا بأخلاقهم , وتخلوا عن الأخلاق الرذيلة لأعدائهم .
علماء السنة
التاسع : يا علماء السنـّة , المسؤولية مضاعفة عليكم , فإنكم القادة والقدوة فتتحملون أمام الله تعالى ما يصدر عنكم من أقوال وأعمال وما يصدر عن الآخرين من سار على خطاكم وعمل بعملكم واتبع أحكامكم وإرشاداتكم لنلتفت جميعاً إلى عمق القضية وخطورتها ، فالمؤامرة يحوكها ويقودها جهات ومنظمات إرهابية ومخابراتية وظـّـفـت لها كل الوسائل المادية والمعنوية ووجهت الإعلام العالمي لتأسيسها وتثبيتها وتنميتها وتعميقها ، ومثل هذه الآفة والمعضلة تحتاج إلى أن نواجهها بحنكة وحكمة ومعالجة جذرية وواقعية فكرية وروحية وأخلاقية ، بتأسيس المدارس وحلقات الدرس والمحاضرات بما يتيسر من امكانات ونبدأ بتربية أنفسنا أولاً ثم الآخرين ولنفهم ونـُفهم الآخرين أن الله تعالى الرحمن الرحيم أرسل إلينا نبي الرحمة الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وآله وسلم) لتهذيبنا وتحصيننا وتطهيرنا من النجاسات المادية والنجاسات المعنوية للقلب والروح والفكر والأخلاق ، وأن ينقلنا من التعصب والجهل والذات والضلال إلى الانفتاح والتراحم والمودّة والمجادلة بالحسنى والعدل والصلاح ، فلنتعلم ونـُعلّم الآخرين ونبين لهم إن الشرع والعقل والأخلاق يلزمنا ويرشدنا (مثلاً) إلى :
أن نقول (لا إله إلا الله محمد رسول الله) يحقن الدماء .
وأن هناك فرقاً شاسعاً بين مقاومة المحتلين وبين قتل الأبرياء المستضعفين من النساء والأطفال والشيوخ والرجال .
وأن لا نقلـّد الآخرين وننقاد لهم انقيادا أعمى بدون دليل علمي شرعي أخلاقي ، خاصة في الأمور العقائدية التي يجب أن نبحث عنها بأنفسنا ونتبع ونعتقد بما نتوصل إليه .
وأن نجرّد أفكارنا وقلوبنا وأخلاقنا عن الأفكار المنحرفة والاعتقادات الفاسدة الشيطانية الظلامية الضالة التي يقودها الجهل والعمى والتعصب البهيمي .
وأن نتعلم الأسلوب الإلهي القرآني والنهج المحمدي الإسلامي الرسالي في البحث والمجادلة بالحسنى .
وأن نتحلى بأخلاق النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته (عليهم السلام) وصحبه الكرام (رضي الله عنهم) ونكون قدوة حسنة ينظر إلينا الجميع نظرة إجلال وإكبار وتعظيم وتشريف فنكون من الداعين الصامتين للإسلام الرسالي القويم ونكون زيناً للإسلام وقادته ولا نكون شيناً عليهم .
وأن نلزم أنفسنا ونجهدها بالبحث عن الحق ومعرفته واتباعه ومعرفة الباطل واجتنابه وإنكاره .
وأن نقيس بمقياس واحد مقياس الحق والعدل ، فكما نستنكر (صدقا وعدلاً) ونشجب المجازر التي حصلت في يوم عاشوراء فإننا (بالأولوية القطعية) نستنكر ونشجب صدقا وعدلاً المجازر والمجازر والمجازر ....... المروّعة المرعبة التي ارتكبها صدام المجرم الكافر وازلامه الضالين بحق الملايين الأبرياء المستضعفين الذين قضوا في المقابر الجماعية .
السنة والشيعة
العاشر: يا أبناء الشعب العراقي الحرّ الأبيّ ، السنة والشيـعـة ، العرب والأكراد ، رجال الدين والمكلفين ، الرجال والنساء , وغيرهم ،
الحذر كل الحذر من فتنة مرعبة مهلكة وحرب مدمرة وإرهاب شيطاني ممقوت وصراع دنيا ومصالح يشترك فيه دول عالمية كبرى وأجهزة مخابرات ومنظمات إرهابية مبرمجة ومسيرة ، صرّح المحتلون الإرهابيون إنهم نقلوا ساحة الحرب والإرهاب إلى العراق ، فالواجب علينا أن نكون واعين فلا نقحم أنفسنا ومن يثق بنا في هذه الفتنة والنار المحرقة فلا نكون طرفاً في هذه الحرب الإرهابية وتصفية الحسابات الشيطانية الباطل فنخسر الدنيا والآخرة .
وحدة الصف
الحادي عشر : يجب على الجميع الإلتزام بوحدة الصف بين المسلمين وأبناء الشعب العراقي الواحد وليكن شعارنا : {العراق أرض الأنبياء وشعب الأوصياء}
وما ذكرنا من أمور وتصورات وتشخيصات ودعوى للتفكر والجدال بالحسنى وغيرها كل ذلك يأخذ مجراه الخاص به ويدخل في مرحلة تحقيق وتدقيق وغربلة وتشخيص من المختصين في ذلك المجال فالمقصر يُحاسب وفق القانون العادل المستقل أو يُجرّد من منصبه الوظيفي والاجتماعي أو يُعرض عنه ولا يُقلد ولا يُتبع بعد بيان عدم صلاحيته ، وكل ذلك يجب أن تحكمه ضابطة وميزان ((اختلاف الرأي لا يفسد الودّ والوفاء والتكاتف والمحبة للعراق الحبيب وشعبه العزيز)) .
الاستئناس بالموارد الشرعية
{يخرج خارج من أمتي ليس صلواتكم إلى صلواتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، ولا قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، يقرؤون القرآن يرون أنه لهم ، وهو عليهم لا يجاوز تراقيهم ، يمرقــون مـن الإسلام كمـا يمـرق السهـم من الرمية .....} / مسند أبي بعلي الموصلي / السنن الكبرى – النسائي / كتاب السنة – عمرو بن أبي عاصم /
وعنه (صلى الله عليه و آله و سلم) : { يخرج ناس من قبل المشرق يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم، كلما قطع قرن نشأ قرْن ، ثم يخرج في بقيتهم الدجال } مسند أبي داوود/ كنز العمال
وعنه (صلى الله عليه و آله و سلم) : { سيجيء أقوام في آخر الزمان ، وجوههم وجوه الآدميين ، وقلوبهم قلوب الشياطين ، وأمثال الذئاب الضواري ، ليس في قلوبهم شيء من الرحمة ، سفاكون للدماء ، لا يرعون عن قبيح ، إن بايعتهم واربوك (خادعوك) ، وإن تواريت عنهم اغتابوك ، وإن حدثوك كذبوك وإن ائتمنتهم خانوك ،
السنة فيهم بدعة ، والبدعة فيهم سنة ، فعند ذلك يسلط الله فيهم شرارهم ..... } المعجم الصغير / المعجم الأوسط / المعجم الكبير / الطبراني .
وفي الختام
الثالث عشر : وفي الختام : ليس بغريب أن يسير الموالون من أهل العراق بالخصوص في طريق الشهداء على خط سيد الشهداء خصوصاً في يوم عاشوراء يوم التضحية والإباء ، ففي كل عام وفي نفس هذه الأيام يـُعتقل ويُقتل الآلاف ممن يعظم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب وفي الوقت الذي قدمنا ونقدم التعازي فإننا نهنيء الشهداء والزوار المؤمنين المضحين ، على ما حققوه من نصر مادي ومعنوي للحسين والثورة والنهضة الحسينية والقفز بها إلى المستوى العالمي الإنساني وعلى كافة المستويات الإعلامية والسياسية والفكرية وغيرها .
والحمد لله رب العالمين
والعاقبة للمتقين
وصلِّ اللهم على محمد وآل محمد
وعجل فرجهم والعن عدوهم
10/ محرم الدم والشهادة / 1425هـ
تعليق