إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

رسالة : القول المستوفي في بيان حال عطية العوفي - للشيخ محمود سعيد ممدوح

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رسالة : القول المستوفي في بيان حال عطية العوفي - للشيخ محمود سعيد ممدوح

    بسم الله الرحمن الرحيم

    رب اشرح صدري

    لقد كفانا أمر إثبات وثاقة عطية بن سعد العوفي الشيخ المحدث محمود سعيد ممدوح في رسالته المقتطعة من كتابه القيم [رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة] والتي أسماها بـ [القول المستوفي في بيان حال عطية العوفي ] .

    ونحن ننقلها بكاملها لنفاستها ، ثم نضيف عليها بعده بعض الاضافات وتعليقات بسيطة ان شاء الله .

    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
    قال محمود سعيد ممدوح في رسالته "القول المستوفي في بيان حال عطية العوفي"
    وهو بحث مقتطع من كتابه "رفع المنارة لتخريج أحاديث التوسل والزيارة"
    في كلامه على ...
    الحديث السـادس :
    حديث : (( من خرج من بيته إلى الصلاة فقال : اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك ، وأسألك بحق ممشاي هذا فإني لم أخرج أشراً ولا بطراً ولا رياءً ولا سمع وخرجت اتقاء سخطك وابتغاء مرضاتك ، فأسألك أن تعيذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي ، إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت أقبل الله عليه بوجهه واستغفر له سبعون ألف ملك )) .

    بخصوص الكلام على فضيل بن مرزوق وعطية العوفي ، ما نصه :

    أما عن العلة الثانية وهي الكلام في عطية بن سعد العوفي :
    فمن تكلم في عطية فعلى قسمين :
    الأول : قسم أبهم الجرح ولم يفسره .
    الثاني : قسم آخر ذكر سبب جرحه ، وهؤلاء كلامهم في عطية العوفي يرجع إلى ثلاثة أسباب ، هي :
    1 - تدليسه .
    2 - وتشيعه .
    3 - وروايته شيئا أنكر عليه .

    أما الجرح المبهم فينبغي رده وعدم الالتفات إليه ؟ لو بلغ مبلغا كبيرا ، لأنه تقرر في قواعد علوم الحديث أن الراوي الذي جاء فيه جرح وتعديل وهذا الجرح مبهم غير مفسر ينبغي رده وعدم العمل به وترك الالتفات إليه وبالتالي الأخذ بالتعديل الذي جاء في الراوي هو الصحيح وقد استقر العمل عند المحدثين على هذا .

    وأما من جرحه بسبب تدليسه وهم أكثرون فاعتمادهم في ذلك على رواية تفرد بها تالف متهم بالكذب هو محمد بن السائب الكلبي لا ينبغي الاعتماد عليه ، وقد توارد كثرة على ذلك تقليدا لا تنقيدا .

    ومن تكلموا فيه بسبب تشيعه فجرحهم في الحقيقة مردود لأن الجرح بالبدعة لا يلتفت إليه بعد بيان صدق الراوي وعدالته خاصة إذا لم يكن داعيا لبدعته أو المروي يؤيد بدعته ، ولم يثبت أن عطية العوفي كان داعيا للتشيع والحديث المروي هنا الذي نحن بصدده لا علاقة له بالتشيع ، وعليه فكلام من تكلم في عطية العوفي بسبب تشيعه لا ينظر إليه ، خاصة إذا كان هذا المتكلم فيه متهم بالنصب وهو ضد التشيع .

    وأما الكلام فيه بسبب روايته شيئا أنكر عليه فلم أجد له فيما وقفت عليه من كتب الرجال شيئا من ذلك إلا حديثا واحدا فقط ذكره ابن عدي ، والقول فيه قول عطية والصواب هو حديثه كما سيأتي إن شاء الله تعالى ، حتى وإن غلط عطية العوفي في الحديث الذي ذكره له ابن عدي فهذا لا يفيد تضعيفه وإسقاط حديثه ، فليس معنى كون الراوي مقبول الحديث أن تكون مروياته كلها صوابا هذا بعيد جدا عن الواقع ، لأن الإنسان عامد للنسيان وتغلب عليه الطبيعة البشرية ، ولذا لا تجد إماما مهما علا قدره وقوى حفظه لا يهم في حديثه ، ولكن إذا كان صوابه كثر من خطئه كان مقبولا وإلا فلا .

    والحاصل أن ثبوت بعض الأخطاء في حديث عطية العوفي لا يضره في جنب ما روى ، خاصة أنه كان مكثرا والله تعالى أعلم بالصواب .

    وهذا الكلام المجمل ينبغي بيانه في الفصول التالية :

    * * *
    فصل

    جرح أكثرون عطية العوفي بسبب روايتهم تدليسه تدليس الشيوخ .
    قال ابن حبان في المجروحين ( 2 / 176 ) . سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث فلما مات أبو سعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه ، فإذا قال الكلبي : قال رسول الله كذا فيحفظه وكناه أبا سعيد ويروي عنه ، فإذا قيل له من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثني أبو سعيد فيتوهمون أنه يريد أبا سعيد الخدري وإنما أراد الكلبي . ا ه‍ .

    وقد اعتمد من اتهم عطية العوفي بتدليس الشيوخ على الآتي :
    قال عبد الله بن أحمد ، سمعت أبي ذكر عطية العوفي فقال : هو ضعيف الحديث ، بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير وكان يكنيه بأبي سعيد فيقول : قال أبو سعيد : قال أبي : وكان هشيم يضعف حديث عطية .
    وقال عبد الله بن أحمد حدثنا أبي ثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الثوري قال : سمعت الكلبي قال : كناني عطية بأبي سعيد .
    وسمعت أبي يقول : كان سفيان الثوري يضعف حديث عطية العوفي . ا ه‍ .
    كذا في العلل ومعرفة الرجال ( 1 / 122 ) ، والجرح والتعديل ( 6 / 383 ) ، وضعفاء العقيلي ( 3 / 359 ) ، والكامل لابن عدي ( 5 / 2007 ) .

    وفي المجروحين لابن حبان ( 2 / 177 ) : سمعت مكحولا يقول : سمعت جعفر بن أبان يقول : ابن نصير يقول قال لي أبو خالد الأحمر قال لي الكلبي : قال لي عطية كنيتك بأبي سعيد قال : فأنا أقول حدثنا أبو سعيد . ا ه‍ .

    فأنت أيها القارئ المنصف إذا نظرت بعين الناقد المتجرد تجد أن أحمد قد ضعف عطية العوفي ثم ذكر مستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي وهي سبب كلام هشيم في عطية ، وحكى أحمد تضعيف الثوري لعطية بعد أن أسند البلاغ من طريق الثوري ، فحكاية الكلبي هي أصل مستند الثوري أيضا في تضعيفه عطية العوفي .

    وقد أدخله ابن حبان في المجروحين ( 2 / 176 ) اعتمادا على كلام الكلبي ولم يذكر شيئا آخر يتكئ عليه إلا هذه الحكاية ولم تفته المبالغة في الجرح كعادته رحمه الله تعالى .

    وهذا الذي اعتمدوا عليه فيه نظر ولا يصح سنده ، لأن مداره على محمد بن السائب الكلبي وحاله معروف فهو تالف متهم بالكذب ، فالسند الذي يكون فيه ذلك الرجل لا ينظر إليه ولا يعتمد عليه في شئ ، ومع ذلك فقد سارت الركبان بمقولته التالفة وتوارد البعض على حكايتها ، والكمال لله تعالى والمعصوم هو رسوله صلى الله عليه وسلم .

    وإن تعجبت من اعتماد البعض على هذه الرواية الساقطة في رمي عطية العوفي بتدليس الشيوخ فأعجب أكثر لتوارد الكثير على هذا الجرح المردود ، فصار هؤلاء خلف المعتمدين على هذه الرواية الساقطة تقليدا لا غير ، ومع كون قولهم جاء عاريا عن الدليل فإنهم لم يذكروا ما يؤيد دعواهم ويقيم صلب مستندهم ولو وجدوا شيئا لذكروه خاصة المتأخرين منهم ، ولما لم نجد ذلك علم أن من تأخر قلد المتقدم وحصل التوارد على الخطأ وهذا له نظائر كثيرة في كتب الرجال فالحمد لله على توفيقه .

    ولم أجد من تنبه لهذا الخطأ من أهل الحديث إلا اثنان .
    أولهما : الحافظ البارع أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي حيث قال في شرح علل الترمذي ( ص 471 ) بعد نقله أصل الحكاية عن العلل للإمام أحمد ما نصه : ولكن الكلبي لا يعتمد على ما يرويه . ا ه‍ .

    وثانيهما : الحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري ، فقال في الهداية في تخريج أحاديث البداية ( 6 / 172 ) في أثناء كلام له عن عطية العوفي : وإنما نقلوا عنه التدليس في حكاية ما أراها تصح مع الكلبي . ا ه‍ .

    وقد تقعقع الألباني كعادته فشنع في توسله ( ص 94 - 98 ) على عطية العوفي بسبب هذه الرواية التالفة وشنع على من حسن الحديث ، وهو كلام لا يتلفت إليه ولا يشتغل برده لما علمت من حال هذه الرواية التي هي عمدة ورأس مال من اتهمه بالتدليس والله المستعان .

    * * *

    فصل
    قال صاحب ( الكشف والتبيين ) ( ص . 50 ) تعقيبا على كلام ابن رجب الحنبلي :
    أما أن الكلبي لا يعتمد على ما يرويه فهذا صحيح لكن . . ليس له شأن هنا إذ أن العلماء الذين ذكروه بهذا النوع من التدليس القبيح لم يعتمدوا فقط على قول الكلبي عن عطية وتكنيته له لم إنما اعتمدوا ذلك بناء على سبرهم مروياته وتنقيدهم لرواياته . ا ه‍ .

    قلت : هذا كلام متناقض فإنه يسلم بعدم الاعتماد على الكلبي ، ثم ينفي أن له شأنا هنا ثم يثبت عكس ذلك فيصرح بأن العلماء الذين ذكروا عطية بالتدليس لم يعتمدوا على قول الكلبي فقط ولكن على سبرهم مروياته أيضا فهذا يعني أنهم يعتمدون على قول الكلبي وغيره فهو ينفي أمرا ثم يثبته ويتناقض كعادة شيخه ، هذه واحدة .

    والثانية : من ذكر تدليس الشيوخ عن عطية العوفي وتكنيته للكلبي بأبي سعيد اعتمد فقط على رواية الكلبي فهذه كتب الرجال بين أيدينا لم تذكر إلا الرواية التي فيها الكلبي المتهم بالكذب فقط ولم تشر لأي شئ آخر من مرويات عطية العوفي ، فكيف يقول هذا عن الكلبي : ليس له شأن هنا ؟

    الثالثة : إن هذه دعوى لا دليل عليها ولا مستند لها ، وكل ما كان حاله كذلك فهو مردود لا ينظر إليه لأن الله جل وعز يقول : ‹ صفحة 149 › ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) . فمن لم يأت ببرهان على دعواه فكلامه فيه نظر .

    الرابعة : قوله : ( وإنما اعتمدوا ذلك بناء على سبرهم مروياته وتنقيدهم لرواياته ) .
    قلت : لما لم يصرح أحد بمقولته دل ذلك على أنه اعتمد على ظن مرجوح ، والظن لا يغني من الحق شيئا ، ومن الأدلة على كونه ظنا أنه لو كان معه شئ يؤيد دعواه لأبرزه ليؤيد قوله وينصر رأيه فلما لم يفعل دل أن هذا من باب أكذب الحديث والله أعلم .

    ولك أن تقول : إن كلامهم في تدليس عطية العوفي لو كان معتمدا على سبر مروياته لأبرزوا ذلك وبينوه وتداولوه في كتب الرجال والتخاريج ، وكأنك لا تجد مثالا واحدا يسعف صاحب الدعوى ، فلما لم تصح الدعوى رجع ذلك إلى رواية الكلبي فقط .

    الخامسة : تدليس الشيوخ لا يعرف إلا بنص ، فكون عطية العوفي كنى الكلبي بأبي سعيد حتى لا يتميز عن أبي سعيد الخدري هذا أمر يحتاج إلى توقيف ولا عبرة إلا به ، فسبر المرويات لا يفيد شيئا في ذلك ما لم يكن معه نص في حكاية التكنية .

    السادسة : هذه إحالة على مجهول ومحاولة إثبات التدليس القبيح دفعا بالصدر لا غير ولو صحت هذه الطريقة فرحمة الله عز وجل على الحجة والبرهان والدليل فمثله كمثل رجل اعتمد على حديث مكذوب في إثبات أمر ما ، فلما حاجه غيره وبين له كذب ما اعتمد عليه وافق هذا الرجل من حاجه ولكنه يريد أن يثبت الأمر الذي في ذهنه فقال لمن حاجه : أسلم لك بكذب ما اعتمدت عليه لكن هناك أدلة أخرى وسكت ، ولو علمها لأبرزها .
    وبهذه الطريقة يمكن إثبات كل باطل ومنكر والاعتماد على الموضوعات والله المستعان .

    السابعة : قد تقرر أنه لا ينسب لساكت قول وقد سكتوا عما سوى رواية الكلبي ، فمن نسب للحفاظ غير حكاية الكلبي يكون قد نسب للساكت قولا وقول الناس ما لم يقولوه والله المستعان .

    * تنبيه هام :
    قال الألباني في توسله ( ص 95 ) بعد ذكر حكاية تكنية عطية للكلبي - وهي تالفة - كما تقدم : وهذا وحده عندي يسقط عدالة عطية هذا . ا ه‍

    قلت : هذا خطأ لأمرين :
    الأول : قال الحافظ السيوطي في تدريب الراوي ( 1 / 231 ) : من أقسام التدليس . . إعطاء شخص اسم آخر مشهور تشبيها ، ذكره ابن السبكي في جمع الجوامع قال : كقولنا أخبرنا أبو عبد الله الحافظ يعني الذهبي تشبيها بالبيهقي حيث يقول ذلك يعني به الحاكم . . وليس ذلك بجرح قطعا لأن ذلك من المعاريض لا من الكذب ، قاله الآمدي في الأحكام وابن دقيق العيد في الاقتراح . ا ه‍

    الثاني : ما ذكر من تكنية عطية العوفي للكلبي فعل نحوه جماعة من الأعيان العدول .
    قال ابن حبان في المجروحين ( 2 / 253 ) : محمد بن السائب الكلبي كنيته أبو النضر من أهل الكوفة وهو الذي يروي عنه الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان : حدثنا أبو النضر حتى لا يعرف . ا ه‍
    قلت : ومن شيوخهما سالم بن أبي أمية المكنى بأبي النضر وهو تابعي ثقة احتج به الجماعة كما في التهذيب ( 3 / 431 ) .

    وكان هشيم بن بشير الواسطي الحافظ الثقة - وهو من المتكلمين في عطية العوفي - يفعل ذلك . قال يحيى بن معين : لم يلق أبا إسحاق السبيعي وإنما كان يروي عن أبي إسحاق الكوفي ، وهو عبد الله بن ميسرة وكنيته أبو عبد الجليل فكناه هشيم كنية أخرى . ا ه‍ من التهذيب ( 11 / 63 ) .

    قلت : عبد الله بن ميسرة ضعيف . وقال ابن أبي خيثمة عن ابن معين كان مروان يغير الأسماء يعمى على الناس كان يحدثنا عن الحكم بن أبي خالد وإنما هو حكم بن ظهير . ا ه‍

    ومروان هو ابن معاوية الفزاري الثقة الحافظ والحكم الذي يدلسه متروك متهم ، وابن معين مع ذلك يقول عن مروان ثقة .

    فهؤلاء أربعة من كبار أعيان الحفاظ يدلسون تدليس الشيوخ عن الضعفاء وأنت أيها المنصف تقول بعدالتهم ولا تستطيع أن تنفك عن هذا القول ، فإذا تكلمت بعد ذلك في عطية العوفي وقلت بسقوط عدالته فقد تخبطت تخبطا معيبا وبعدت عن حد الإنصاف وألزمت نفسك بعظيم يصعب دفعه . نسأل الله تعالى السلامة والصون .

    * * *
    فصل :
    أما من تكلموا فيه لتشيعه كالجوزجاني فإنه قال في ( أحوال الرجال ص 56 ) : مائل . والجوزجاني كان معروفا بالنصب مشهورا به - وكتابه ماثل بين أيدينا - حتى قال عنه الحافظ في مقدمة اللسان ( 1 / 16 ) : الحاذق إذا تأمل ثلب أبي إسحاق الجوزجاني لأهل الكوفة رأى العجب وذلك لشدة انحرافه في النصب وشهرة أهلها بالتشيع . ا ه‍ .

    على أن قول الجوزجاني هذا مع سخافته وسقوطه هو في حقيقته توثيق لعطية العوفي لأنه لما لم يجد شيئا في حديث العوفي وكان الرجل كوفيا شيعيا لم يجد ما يذكره به إلا تشيعه فقال : ( مائل ) ، ولو وجد الجوزجاني شيئا لسارع بإظهاره لشدة عداوته لأهل الكوفة .

    والنواصب مجروحون بقوله صلى الله عليه وسلم لعلي عليه السلام : ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) ففض يديك من جرح النواصب تسلم .

    * تنبيه :
    نقل العقيلي في الضعفاء ( 3 / 359 ) عن سالم المرادي أنه قال : كان عطية العوفي رجلا متشيعا .
    وأورد الذهبي هذه المقولة في الميزان ( 3 / 79 ) . وهي كلمة لا تفيد جرحا البتة .
    فالمرادي هو ابن عبد الواحد الكوفي ليس هو من الحفاظ ولا من النقاد الذين يقف المرء عند قولهم في الجرح والتعديل ، وهو أيضا شيعي كعطية العوفي ، بل عطية العوفي من مشايخه فهو بعيد جدا عن نقد عطية العوفي .

    وقد أوردت هذا التنبيه تعقيبا على الشيخ حماد الأنصاري حيث عد سالما المرادي من النقاد المضعفين لعطية العوفي في رسالته ( تحفة القاري في الرد على الغماري ) ( ص 64 ) .

    وكلامه خطأ من وجهين :
    الأول : إن ( سالم المرادي ) ليس من النقاد ، بل هو يحكي أمرا في عطية فقط .
    الثاني : أن كلامه ليس من الجرح في شئ ، فكيف يعده الشيخ حماد الأنصاري من المجرحين لعطية العوفي ، وكان الشيخ حمادا الأنصاري يريد أن يحشد المجرحين لعطية بدون تأمل .

    وكذا قول الساجي في عطية العوفي كما في التهذيب ( 7 / 226 ) ليس بحجة وكان يقدم عليا على الكل . ا ه‍ .

    فإن الساجي كان بصريا ، والبصريون كثر فيهم النصب ، قال الحافظ في اللسان ( 4 / 439 ) : النصب معروف في كثير من أهل البصرة . ا ه‍
    وهم يفرطون فيمن يتشيع لأنهم عثمانيون وخاصة فيما كان بين أظهرهم كذا في التهذيب ( 7 / 413 ) .
    والساجي رحمه الله تعالى كان شديدا متصلبا ، فجرحه للكوفيين ينبغي التدقيق فيه ، فإنه قد يجرح الرجل بسبب مذهبه كما حدث لعطية العوفي هنا فإنه قال عنه : ليس بحجة ، ثم أبان عن سبب قوله فقال : وكان يقدم عليا على الكل . وإذا كان الرجل شيعيا يقدم عليا على الكل فلا بد أن يجرح عند المخالف لقوله ولا يكون حجة عنده .

    على أن الجرح بالتشيع وغيره مردود لا يلتفت إليه ، فالعبرة بصدق الراوي لا بمذهبه ، فكم من الرواة الشيعة والنواصب والخوارج وغيرهم قد أخرج حديثهم في الصحيحين وقد استقر الأمر على ذلك ( 1 ) .

    ومما زاد في جرحهم لعطية أنه كان محبا لعلي ابن أبي طالب عليه السلام ( 2 ) بحيث عرض النواصب عليه سبه فأبى ، وكان هذا ينبغي أن يحسب له ، ولكن للنواصب شدة وصولة .

    قال ابن سعد في الطبقات ( 6 / 304 ) : خرج عطية مع ابن الأشعث ، فكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم أن يعرضه على سب علي فإن لم يفعل فاضربه أربعمائة سوط واحلق لحيته ، فاستدعاه فأبى أن يسب ، فأمضى حكم الحجاج فيه . ا ه‍ .
    فانظر إلى جلد الرجل وحبه لعلي كرم الله وجهه ، وقد صح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعلي رضي الله تعالى عنه : ( لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق ) .

    * * *
    فصل :
    أما من تكلم فيه بسبب روايته شيئا أنكر عليه ، فلم أجد من صرح بذلك عند ترجمته لعطية العوفي إلا أن ابن عدي أورد حديثا واحدا في ترجمته من الكامل ( 5 / 2207 ) الذي جاء بدليل يؤيد دعواه التي أشار إليها ولم يصرح بها .

    قال ابن عدي : حدثنا أبو العلاء محمد بن أحمد الكوفي بمصر ، ثنا محمد بن الصباح الدولابي ، ثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين وهو أبو إسماعيل المؤدب ، ثنا عطية العوفي في سنة عشر ومائة عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهل عليين ليراهم من تحتهم كما ترون الكوكب الدري بالأفق وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) .

    قلت : حديث أبي سعيد الخدري أصله في الصحيحين ( الفتح : 6 / 0 23 ) ، مسلم ( 4 / 2177 ) ولفظه : ( إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما يتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق أو المغرب لتفاضل ما بينهم ) ، قالوا : يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم قال : ( بلى والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ) . وأخرجه أحمد في المسند ( 3 / 0 5 ، 27 ، 93 ) ، وفي فضائل الصحابة ( 1 / 49 ) ، وأبو داود ( 4 / 48 ) ، والترمذي ( تحفة 10 / 141 - 1 ) ، وابن ماجة ( 1 / 37 ) ، والحميدي ( 2 / 333 ) ، وعبد بن حميد في المنتخب ( ص 170 ) ، وأبو يعلى الموصلي ( 2 / 369 ، 400 ) ، وابن أبي عاصم في السنة ( 2 / 616 ) ، وخيثمة بن سليمان الأطرابلسي في جزء الفضائل ( ص ‹ صفحة 156 › 200 ) ، وانظر علي بن الجعد ( ص 259 وما بعدها ) كلهم من طريق عطية عن أبي سعيد الخدري مرفوعا بما رواه ابن عدي .

    وكأن ابن عدي أنكر على عطية العوفي هذه ( وإن أبا بكر وعمر منهم وأنعما ) فإن أصل الحديث في الصحيحين كما تقدم .

    قلت : هذه الزيادة ثابتة ولم ينفرد بها عطية العوفي ، فقد أخرجه أحمد في المسند ( 3 / 26 ) ، وفي فضائل الصحابة ( 1 / 69 ) ، وأبو يعلى في مسنده ( 2 / 461 ) من طريق مجالد عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري به مرفوعا . مجالد فيه كلام لكن تابعه غير واحد من الثقات ، وأبو الوداك تابعي ثقة . وبعد ثبوت الزيادة المذكورة تبين لك أن جرح عطية العوفي من هذا الباب دعوى تحتاج لدليل .

    - ثم حديث آخر ففي المطبوع باسم ( التاريخ الصغير ) للبخاري ( ص 124 ) ما نصه : قال أحمد في حديث عبد الملك عن عطية عن أبي سعيد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( تركت فيكم الثقلين ) ، أحاديث الكوفيين هذه مناكير . ا ه‍ .
    قلت : النكارة لها معان :
    أحدها : مرادفة الشاذ .
    ثانيها : مخالفة الضعيف لمن هو أوثق منه .
    ثالثها : تفرد الضعيف الذي لا يحتمل تفرده ولا من يتابعه أو يشهد له .
    رابعها : كون المتن غريبا ومخالفا للأصول مع ركاكة الألفاظ .
    خامسها : مطلق التفرد ولو بوجه من الوجوه .

    أما عن الأول : وهو مرادفته للشاذ ، فلم يخالف عطية العوفي أحدا لا في متن ولا في إسناد .
    بي عن الثاني : فمثله .
    وعن الثالث : فالحديث ليس فردا فلا ينطبق عليه .
    وعن الرابع : فإنه منتف تماما هنا فلا تعارض بينه وبين غيره بل هو مفيد للعلم .

    فلم يبق إلا الوجه الخامس : وهو مطلق التفرد من جهة عطية عن أبي سعيد الخدري وهذا الوجه يجب أن يحمل عليه قول الإمام أحمد ابن حنبل رحمه الله تعالى .

    * * *
    فصل :
    قول أبي زرعة : كوفي لين .
    وقول أبي حاتم الرازي : ضعيف يكتب حديثه .
    فهذا من الجرح المبهم غير المفسر فهو يرد كما تقرر في قواعد الحديث ، وكما استقر العمل على ذلك والأخذ في مقابل ذلك بالتعديل الوارد في عطية العوفي .

    ولكن يجب ألا يخلي المقام من أمرين :
    أولهما : أن الجرح المذكور أعلاه ليس من الجرح الشديد الذي ينزل بمفرده عند خلو الراوي من التعديل إلى درجة التالف الذي لا يعتبر بحديثه ، بل هو جرح خفيف لم يخل منه عدد من الرواة صحح لهم الحفاظ وخرج حديثهم في الصحيح .
    ثانيهما : إن هذا الجرح غير المفسر في حقيقته يرجع إلى الأمرين اللذين ظلم بسببهما وهما التشيع والتدليس .
    وقد قال الحافظ في نتائج الأفكار ( 1 / 271 ) : ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس . ا ه‍
    وقد تقدم الكلام على التشيع والتدليس المنقولين عن عطية العوفي .

    بقي أن تعلم أن أبا حاتم الرازي قد جاء عنه توثيق عطية العوفي كما سيأتي إن شاء الله تعالى .

    * * *
    فصل :
    أما عن قول ابن عدي في الكامل ( 5 / 2007 ) : ( وهو مع ضعفه يكتب حديثه ) .
    فإن ابن عدي اعتمد في ترجمة عطية العوفي على أمور هي :
    1 - رواية ابن أبي مريم عن يحيى بن معين قال عن عطية العوفي : ضعيف إلا أنه يكتب حديثه .
    2 - تضيف أحمد والثوري وهشيم بسبب حكاية الكلبي تدليس عطية له .
    3 - قول الجوزجاني : مائل .
    4 - الحديث الذي ذكره له وقد تقدم الكلام عليه . وظاهر أن ابن عدي لم يقنع بشئ من هذه الأمور الثلاثة الأخيرة وارتضى قول يحيى بن معين في رواية ابن أبي مريم عنه حيث قال : ضعيف إلا أنه يكتب حديثه ، فتبع يحيى بن معين في مقولته ، بل ونقل عبارته فختم الترجمة بقوله : مع ضعفه يكتب حديثه .
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    هامش ص 154
    ( 1 ) أنظر للكلام على قبول رواية المبتدع كتاب ( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ) للحافظ السيد أحمد بن الصديق الغماري رحمه تعالى ، ففيه فوائد ومناقشات قد لا توجد في غيره .
    ( 2 ) السلام على آل البيت دأب كثير من المتقدمين خاصة المحدثين وقد ذكرت في كتابي بشارة المؤمن بتصحيح حديث اتقوا فراسة المؤمن بعض النقول في ذلك وهي غيض من فيض فلا تلتفت لتشغيب النواصب ومن تأثر بهم .

    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    رفع المنارة - محمود سعيد ممدوح - ص 159 - 167
    وكون ابن عدي لم يقنع بالأمور الثلاثة هو الصواب ، فإن تضعيف أحمد والثوري وهشيم راجع لحكاية التدليس التي لا تصح لانفراد محمد بن السائب الكلبي بها وحاله معروف في الضعف ، وقول الجوزجاني قد فرغنا منه ، والحديث المذكور لا يعد قدحا في الرجل وإن تضعيفه بسبب هذا الحديث يعتبر تعنت مرفوض ، فلم يبق إلا اعتماده كلام يحيى بن معين فهو تابع أو قل مقلد إن شئت .

    وإذا علم ذلك فإن هذه الرواية في عطية العوفي التي اعتمد عليها ابن عدي وهي رواية ابن أبي مريم مرجوحة أمام الروايات الأخرى عن ابن معين التي وثقت عطية العوفي . وإذا كان ما اعتمد عليه ابن عدي مرجوحا ، فقوله كذلك فتدبر ، والله أعلم بالصواب .

    * * *
    فصل :
    وبعد أن تبين لك حقيقة الجرح الذي جاء في عطية العوفي وأنه لا يضر الرجل ولا يوهن أمره لأنه عند المحاققة جرح لا يلتفت إليه ولا يعمل به ، وجب بيان صدق الرجل وعدالته وعمل الأئمة بحديثه واحتجاجهم به في الأحكام وتخريجهم له على الأبواب .

    فالرجل قد وثقه وعدله وقبل حديثه جماعة والصواب معهم ، فمن هؤلاء ابن سعد حيث قال في ( الطبقات الكبرى ) ( 6 / 304 ) : وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج به . ا ه‍

    وقد حاول صاحب ( الكشف والتبيين ) رد هذا التوثيق ، فقال في رسالته المذكورة ( ص 39 ) ما نصه : ومثل هذا التوثيق لا يعارض تضافر الأئمة على تضعيفه كما سبق تفصيله وبخاصة أن ابن سعد مادته من الواقدي في الغالب ، والواقدي ليس بمعتمد كما قال الحافظ ابن حجر في هدي الساري ( ص 417 ) ، وانظر ( ص 443 ، 447 ) منه . ا ه‍ .

    قلت : لو قبل كل جرح صدر عن إمام أو غيره لانسد باب الرواية تماما ، فلا تجد راويا قد خلا من الجرح ، ولكن الحاذق هو الذي يعرف ما ينبغي أن يعد جرحا فيقبله وإلا فلا ، والذين جرحوا عطية جرحهم راجع إلى التدليس أو التشيع أو إنكار بعض ما روي ، وقد علمت أن الأولى لا تعتمد إلا على محمد بن السائب الكلبي التالف المتهم بالكذب ، والتشيع لا يعد جرحا ، وما أنكر عليه تقدم أن الصواب مع عطية والقول قوله .

    أما عن اعتماد ابن سعد على الواقدي غالبا فهو ما صرح به الحافظ ، لكن هذا ليس على إطلاقه ، فإذا رأيت ابن سعد ترجم للرجل ترجمة عارف بأحواله وبحديثه وبكلام الناس فيه فلا مدخل عند ذلك للواقدي ، هذه واحدة .

    والثانية : إن كلام ابن سعد هو كلام مدني في عراقي وقد كان بينهما ما كان ، وهو ما علل به الحافظ في مقدمة الفتح ( ص 443 ) سبب عدم قبول كلام ابن سعد فقال : ابن سعد يقلد الواقدي ، والواقدي على طريقة أهل المدينة في الانحراف على أهل العراق فاعلم ذلك ترشد إن شاء الله تعالى . ا ه‍ .

    وعليه فإذا وجدت لابن سعد جرحا في عراقي فلا بد من الحذر والتأني في قبوله ، أما إذا وثق ابن سعد عراقيا كوفيا فلا بد من العض عليه بالنواجذ فإن شهادة الخصم هي من أقوى الشهادات .

    ثم قول ابن سعد : ( كان ثقة إن شاء الله تعالى وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج به ) يفيد أشياء :
    1 - توثيقه لعطية العوفي .
    2 - إن عطية العوفي له أحاديث صالحة مقبولة .
    3 - إن مما يؤكد توثيقه وسبره لحاله أنه رأى بعضهم لم يحتج به فأعرض عنهم ورجح توثيقه مما يبين لك أنه لم يقنع بقولهم - وهو المتحامل على الكوفة - ولم يقف عنده لما ظهر له من أنه ليس جرحا في الحقيقة ، ولو كان جرحا لرد حديثه وصرح بعدم توثيقه .
    والحاصل أن توثيق ابن سعد لعطية العوفي مقبول ولا بد ، والله أعلم .

    * * *
    فصل :
    أما إمام الجرح والتعديل يحيى بن معين ، فقد وثقه ونقل عنه ذلك عدة مرات ، ففي سؤالات الدوري ( 2 / 407 ) : قيل ليحيى كيف حديث عطية ؟ قال : صالح ( 1 ) .

    وفيه أيضا سألت يحيى عن عطية وعن أبي نضرة فقال : أبو نضرة أحب إلى . ا ه‍ وهذا النص توثيق منه لعطية ، لأن أبا نضرة ثقة عند يحيى بن معين كما في ( التهذيب ) فهو في حقيقته مقارنة بين ثقتين .

    وقال ابن أبي خيثمة : قيل لابن معين عطية مثل أبي الوداك ؟ قال : لا ، قيل : فمثل أبي هارون قال : أبو الوداك ثقة ما له ولأبي هارون . ا ه‍ كذا في التهذيب ( 2 / 60 )
    فانظر إلى ارتضاء ابن معين لمقارنته بأبي الوداك الثقة ، فهو توثيق منه لعطية العوفي .

    ونظائره كثيرة جدا في كتب الجرح والتعديل في المقارنة بين الثقات ، فيحيى بن معين يحب عطية العوفي ، وأبو نضرة أحب إليه . فتدبر .

    وقال يحيى بن معين في رواية أبي خالد الدقاق ( ص 27 ) : عطية العوفي ليس به بأس . ا ه‍ .

    قلت : هذا توثيق من إمام الجرح والتعديل لعطية العوفي ، وقد صرح يحيى بن معين أن من قال فيه : لا بأس به فهو ثقة ، وهذه حكاية عن نفسه ونص من عنده ولا اجتهاد مع وجود النص . وتجد هذا النص عن ابن معين في كتب شتى منها ثقات ابن شاهين ( ص 270 ) ، ومقدمة ابن الصلاح ، وفي مقدمة اللسان ( 1 / 13 ) .

    وقال ابن الجنيد عن ابن معين : هو وعمرو بن أبي قيس لا بأس بهما قلت : ثقتان ، قال : ثقتان . ا ه‍ . كذا في التهذيب ( 6 / 207 ) وهو ظاهر في ترادف اللفظين . فهو اصطلاح خاص بيحيى بن معين ولا مشاحة فيه .

    قال صاحب ( الكشف والتبيين ) ( ص 38 ) : قال ابن معين : ( ليس به بأس ) ، أو " لا بأس به " لا يفهم منه - مجردا - التوثيق أو التجريح إذ غالب من قال فيهم مثل ذلك هم ثقات ، لكن الأمر ليس على إطلاقه ، فقد وردت عنه قوله : " لا بأس به " ، أو " ليس به بأس " ، في أناس ضعفاء . وانظر أمثلة على ذلك في ميزان الاعتدال ( 1 / 341 ، 435 ) ، والجرح والتعديل ( 3 / 11 ) ، وتهذيب التهذيب ( 1 / 93 ) . ا ه‍ .

    قلت : هذا الكلام فيه نظر من وجوه :
    الأول : إن ابن معين قد صرح كما تقدم بأن " لا بأس به " عنده معناه أن الرجل ثقة ، فلا ينبغي بعد ذلك تقويله ما لم يقله .

    الثاني : إذا قال ابن معين في الرجل " لا بأس به " وكان ضعيفا فهذا لا يضره ، فكم انفرد ابن معين بتوثيق رجال ضعفهم غيره ، وهذا ليس شأن يحيى بن معين فقط ، ولكنه شأن سائر أئمة الجرح والتعديل تجد في ترجمة الراوي المضعف توثيقا لأحدهم وانفرادا منهم . وإذا كان التوثيق لا يعني معناه فمعنى ذلك أن علم الجرح والتعديل قد سقط كلية وأصبحت نصوصه جوفاء لا تنطبق على أفرادها ، وأن الألفاظ لا تعتبر قوالب للمعاني ! !

    الثالث : قوله : " قد ورد عنه قوله لا بأس به أوليس به بأس في أناس ضعفاء " .
    قلت : ضعفاء عند غيره ولكنهم ثقات عنده فكان ماذا ؟ ، ولآخر أن يعارضه بقوله : ورد عنه قوله ثقة في أناس ضعفاء وهذا كثير ، فكان ماذا أيضا ؟ فكل ناقد مجتهد له نظره وقوله .

    الرابع : ثم ذكر أربعة أمثلة لتأييد مقولته المردودة ، فهاك الكلام عليها :
    المثال الأول : بكار . بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين السيريني ( الميزان 1 / 34 ) قال عنه يحيى بن معين : كتبت عنه ، ليس به بأس ، وضعفه غيره . وهذا المثال لا يفيد الدعوى شيئا ولا يفيد تضعيف ابن معين للرجل كيف وهو يقول كتبت عنه ، فهو من شيوخه ، وكونه ضعيفا عند غيره لا يلزم منه أن يكون ضعيفا عنده أو ضعيفا في نفس الأمر فاللازم باطل ، والرجل أدرى بشيوخه .

    المثال الثاني : الحارث بن عبد الله الأعور الشيعي الكوفي وهذا المثال يهدم الدعوى من أساسها ، فقد قال عنه يحيى بن معين في رواية الدوري : ليس به بأس . وقال عثمان الدارمي : سألت يحيى بن معين عن الحارث الأعور فقال : ثقة . فانظر إلى توافق هذا الإمام وإتقانه ، وقد نقل هذا التوثيق عن ابن معين غير واحد منهم ابن شاهين في الجزء المطبوع بنهاية تاريخ جرجان ( ص 655 - 656 ) .
    فإن قيل : قال عثمان بن سعيد الدارمي بعد حكايته عن ابن معين ما نصه : ليس يتابع يحيى على هذا . ا ه‍ .

    قلت : هذا مبلغ علم الدارمي ، فقد وثقه أحمد بن صالح المصري وقال ابن معين : ما زال المحدثون يقبلون حديثه ، وهذا من يحيى بن معين الإمام في هذا الشأن زيادة لقبول حديث الحارث وثقته كما قال ابن شاهين ( ص 655 - 656 ) .

    المثال الثالث : لم أجد راويا يقول عنه ابن معين : " لا بأس به " في الموضع المشار إليه ( الجرح والتعديل 3 / 11 ) .

    المثال الرابع : أبان بن إسحاق الأسدي الكوفي ، هذا المثال أيضا من أكبر الأدلة على وهن كلامه ، فإن أبان بن إسحاق فيه أربعة أقوال في التهذيب : قول ابن معين ليس به بأس ، وتوثيق العجلي وابن حبان ، وقول الأزدي متروك الحديث . فالرجل ليس بضعيف فهو خارج عن موضوع الدعوى ، وقد اعتمد الحافظ قول ابن معين على أنه توثيق للرجل فقال في التقريب : ثقة تكلم فيه الأزدي بلا حجة . ا ه‍ .

    وقد قال الحافظ العراقي في ألفية الحديث : وابن معين قال : من أقول لا بأس به فثقة . . . . . . . . . . . . .

    والحاصل أن كلام صاحب " الكشف والتبيين " أبان عن محاولته رد توثيق ابن معين دفعا بالصدر فيلوي عنق النص ، ثم هو يستخف بالقراء ويضحك عليهم بإيراد أمثلة لا طائل تحتها ، بل لك أن تقول : إنها عليه لا له ، والله تعالى أعلم بالصواب .

    وبعد أن تبين لك أن يحيى بن معين قد وثق عطية العوفي ، فإنك قد تقف على أقوال ليحيى بن معين ظاهرها قد يشير إلى غير ذلك كرواية موسى بن أبي الجارود ، فهي وجادة منقطعة ، ورواية ابن أبي مريم وهو مصري وأصحاب يحيى بن معين البغداديين ولا سيما عباس الدوري أكثر ملازمة والتصاقا بيحيى بن معين فرواياتهم مقدمة على رواية غيرهم والله أعلم .

    بقي الكلام على ما جاء في المطبوع باسم " التاريخ الصغير " للبخاري ( ص 133 ) عن علي بن المديني عن يحيى بن معين : عطية وهارون العبدي وبشر بن حرب عندي سواء .
    فمعناه والله أعلم أنهم سواء في الطبقة والمذهب ، فهم من شيعة التابعين ، ويشتركون في الرواية عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، وكيف يسوى يحيى بن معين بين أبي هارون العبدي وعطية العوفي وقد قال عن أولهما : غير ثقة وكان يكذب ، بينما وثق الثاني ورفع شأنه .
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    هامش ص 162
    ( 1 ) قال صاحب الكشف والتبيين ( ص 38 ) عن قول ابن معين في عطية العوفي ما نصه : وأما قوله في تاريخ الدوري ( صالح ) فهذا تمريض منه للقول فيه كما صرح بمثله الحافظ في الهدى ( ص 417 ) . ا ه‍ .
    قلت : قائل هذه العبارة هو ابن حبان وليس الحافظ وهذا ظاهر لمن نظر في هدي الساري ( ص 417 ) في ترجمة عبد الرحمن بن سليمان المعروف بابن الغسيل ، وأصرح من هذا أنك تجد هذا النص في المجروحين لابن حبان ( 2 / 57 ) هذه واحدة .
    والثانية : تقرر في قواعد الحديث أن الناقد إذا سئل عن حال حديث الرجل فقال : صالح ، هذا يعتبر من باب التعديل ، فيكون الرجل موثقا بهذا القول لأنه صالح الحديث ، لكن هذا لا يعني أنه في المرتبة العليا من التوثيق فمثله يحسن حديثه .
    فإذا قلت : إنها عبارة تمريض فيمكن قبول هذا على أنه ليس من الجرح ولكنه تمريض بالنسبة للدرجة العليا من التوثيق ، فإنك قد مرضت هذا بالنسبة للآخر فهو كلام نسبي ، أما إذا اعتبرت أن هذا من الجرح فهذا فهم سقيم لا يحسد عليه صاحبه .
    والثالثة : فهم إمام من الأئمة الحذاق وهو الحافظ ابن القطان السجلماسي الفهم الصحيح لكلمة ابن معين فقال : ( كما في نصب الراية : 4 / 68 ) : عطية العوفي مضعف ، وقال ابن معين فيه : صالح . فالحديث به حسن . ا ه‍ . فانظر إلى تحسينه لحديث عطية العوفي اعتمادا على قول ابن معين : صالح . وهذا حافظ آخر من المتأخرين هو الهيثمي إذ اعتمد توثيق ابن معين كما في مجمع الزوائد ( 7 / 314 ) ، كما حسن لعطية العوفي في المجمع أيضا ( 10 / 371

    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    رفع المنارة - محمود سعيد ممدوح - ص 167 - 175
    وقد تلقف الشيخ بشير السهسواني في " صيانة الإنسان " ( ص 100) هذه الكلمة عن يحيى بن معين فنسب لعطية العوفي الألفاظ الشديدة جدا التي قيلت في أبي هارون العبدي ، ثم تناقض فقال : المختار عندي قول أبي حاتم : ضعيف يكتب حديثه فإنه أعدل الأقوال وأصوبها . ا ه‍ وما درى السهسواني رحمه الله تعالى أن لأبي حاتم الرازي قولا آخر يفيد توثيق عطية العوفي سيأتي ذكره إن شاء الله تعالى .

    ومنهم ابن شاهين :
    وقد أدخل عطية العوفي في الثقات ( ص 172 ) فهو من موثقيه .
    فإن قيل : قد ذكره أيضا في الضعفاء فقال : ضعفه أحمد ويحيى .
    قلت : التوثيق هو الراجح لما قد علمت مما سبق من اعتماد أحمد على رواية محمد بن السائب الكلبي ، وهي رواية تالفة لا يعتمد عليها في جرح عطية العوفي ، وأن يحيى بن معين من موثقيه كما تقدم .

    ومنهم أبو بكر البزار :
    فإنه قال كما في " التهذيب " ( 7 / 226 ) : كان يعده في التشيع ، " روى عنه جلة الناس " ، وهذه صيغة تعديل تعادل قولهم صالح الحديث ، مقارب الحديث ، ونحو ذلك كما يعلم من قواعد الحديث .
    ورغم وضوح هذا القول من البزار وكونه موجودا في كتاب متداول مشهور كالتهذيب ، فلم أجد أحدا مما سعى في تضعيف هذا الحديث تعرض لذكر قول أبي بكر البزار المفيد تعديل عطية العوفي ، فالحمد لله تعالى على توفيقه .

    ومنهم أبو حاتم الرازي :
    فقد قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عن نضرة وعطية ، فقال : أبو نضرة أحب إلى .
    وهذا في حقيقته مقارنة بين ثقتين فإن أبا نضرة المنذر بن مالك العبدي ثقة .

    ومنهم يحيى بن سعيد القطان :
    فقد قال عن جبر بن نوف أبي الوداك كما في " التهذيب " ( 2 / 60 ) هو أحب إلى من عطية . ا ه‍ .
    قلت : هذه أيضا مقارنة بين ثقتين .

    ومنهم ابن خزيمة :
    فإنه أخرج الحديث في صحيحه : قال البوصيري في " مصباح الزجاجة " ( 1 / 98 ) : رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده . ا ه‍ .
    قلت : فمقتضى تصحيح الحديث توثيق رجاله ومنهم عطية العوفي .

    وهذا لم يرق لصاحب " الكشف والتبيين " ( ص 64 ، 65 ) فوجه سهامه لصحيح ابن خزيمة ، فنقل عن الحافظ ابن حجر في النكت كلاما ( 1 / 270 ) ، ( 1 / 290 - 291 ) حاصله في الآتي :
    1 - أن ابن خزيمة كان لا يفرق بين الصحيح والحسن ، فليس كل ما عنده صحيحا بل فيه الحسن المدرج في الصحيح .
    2 - قال الحافظ : حكم الأحاديث التي في كتاب ابن خزيمة . . صلاحية الاحتجاج بها لكونها دائرة بين الصحيح والحسن ما لم يظهر في بعضها علة قادحة . ا ه‍ .

    قلت : يؤخذ من كلام الحافظ أن أحاديث ابن خزيمة على قسمين :
    1 - صحيح أو حسن .
    2 - ما ظهر فيه علة قادحة وهو قليل جدا .
    ولكن هذا في نظر غيره وليس في نظر إمام الأئمة ابن خزيمة الذي سمى كتابه " المسند الصحيح المتصل بنقل العدل عن العدل من غير قطع في المسند ولا جرح في النقلة " .
    ثم إذا كانت الأنظار تتفاوت في الحكم على الرجال ، فالمقصود هو إثبات أن تصحيح ابن خزيمة لهذا الحديث هو توثيق لرجاله ، ومنهم عطية العوفي فهو ثقة عند ابن خزيمة والله أعلم .

    ومنهم الإمام أبو عيسى الترمذي :
    فإنه حسن له عدة أحاديث من أفراده ، بل حسن له عدة أحاديث انفرد بها فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي - كما في الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه - انظرها في " تحفة الأشراف " ، ومقتضى ذلك أن يكون صدوقا عند الترمذي كما صرح بذلك الحافظ في " تعجيل المنفعة " ( ص 153 ) .
    وعليه : فعطية العوفي " صدوق " عند الترمذي ، وهو شرط الحسن لذاته ، والتشغيب هنا برمي الترمذي بالتساهل خطأ جسيم ، لأن الترمذي لم ينفرد بتعديل عطية العوفي فقد مر تعديله عن ابن سعد وابن معين والبزار وأبي حاتم الرازي وابن شاهين ويحيى بن سعيد القطان .
    ثم الترمذي إمام حافظ ثقة كان يقون له إمام أهل الصناعة محمد بن إسماعيل البخاري : استفدنا منك كثر مما استفدت منا . وقول الترمذي معتمد عندهم في الجرح والتعديل وحكمه على الأحاديث كذلك ، وإن ظهر شئ انفرد به في قوله وحكمه ، فهو كغيره من الأئمة ولا يخدش ذلك في الأخذ بقوله وحكمه فليس هو بمعصوم .
    وكم حسن الترمذي أحاديث في الصحيحين ، فهل يعد متشددا من هذه الجهة ؟! .

    وقد تلقف هذا أو ذاك كلمة ابن دحية الكلبي ( 1 ) في الكلام على جامع الترمذي وبنى عليها أحكاما وأوهاما أو نظر في جامع الترمذي نظرة متأخر متبع لقواعد سقيمة متروكة فاستخلص منها تساهل الترمذي بسقيم فهمه .
    والكلام يحتاج لبسط ليس هذا محله لكن ينبغي ألا يخلى المقام من المثال الذي ذكره صاحب " الكشف والتبيين " ( ص 45 ) ليستدل به على تساهل الترمذي فقال : ومن أقرب ما يذكر حديث سمرة " صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في كسوف لا نسمع له صوتا " ، فقد رواه الترمذي وصححه ونقل الحافظ ابن حجر تصحيحه في " التلخيص الحبير " ، لكن تعقبه بإعلال ابن حزم له بجهالة ثعلبة بن عباد وأن ابن المديني قال فيه مجهول . ا ه‍ .

    قلت : هذا الكاتب إما أنه لا يفهم أو يضحك على القراء ، وأحلاهما مر ، فالصواب مع الترمذي والقول فيه قوله وهاك الآتي :
    فثعلبة بن عباد لم ينفرد الترمذي بتصحيح حديثه ، بل وافقه على ذلك الحاكم في المستدرك ( 1 / 330 ) ، وابن حبان . والحديث أخرجه النسائي ( 3 / 140 ) ، وأبو داود ( 1 / 700 ) ، وابن ماجة ( 1 / 402 ) ، وأحمد في المسند ( 5 / 61 ) ، ‹ صفحة 172 › والطحاوي في شرح معاني الآثار ( 1 / 329 ) ، والبيهقي في السنن الكبرى ( 3 / 335 ) كلهم من طريق ثعلبة .
    فمقتضى تصحيح الترمذي والحاكم وابن حبان للحديث أن رجاله ثقات عندهم .
    وقد ذكر ابن حبان ثعلبة بن عباد في ثقاته ( 4 / 98 ) ، فالرجل ثقة ولا بد . وقوى حاله إخراج حديثه في السنن المذكورة .
    فإن قيل : قد جهله ابن المديني وابن القطان .
    قلت : من علم حجة على من لم يعلم .

    وقد شنع الإمام تقي الدين بن دقيق العيد على من يرد تصحيح الترمذي بدعوى الحكم بجهالة أحد الرواة ، فقال رحمه الله تعالى ( نصب الراية : 1 / 149 ) ما نصه : ومن العجب كون ابن القطان لم يكتف بتصحيح الترمذي في معرفة حال عمرو بن بجدان مع تفرده بالحديث وهو قد نقل كلامه : هذا حديث حسن صحيح ، وأي فرق بين أن يقول : هو ثقة ، أو يصحح له حديثا انفرد به ؟ وإن كان توقف عن ذلك لكونه لم يرو عنه إلا أبو قلابة ، فليس هذا بمقتضى مذهبه ، فإنه لا يلتفت إلى كثرة الرواة في نفي جهالة الحالة ، فكذلك لا يوجب جهالة الحال بانفراد راو واحد عنه بعد وجود ما يقتضي تعديله وهو تصحيح الترمذي . ا ه‍ .
    وقال الحافظ الذهبي في " الموقظة " ( ص 81 ) : ومن الثقات من لم يخرج لهم في الصحيحين خلق منهم من صحح لهم الترمذي وابن خزيمة ثم من روى لهم النسائي وابن حبان . ا ه‍ .

    فانظر إلى توثيقه لمن صحح لهم الترمذي ، ومن روى له النسائي وابن حبان . فلا بد إن أردت أن تسلك سبيل أهل الحديث وتتبع قواعدهم ، وتقف عند كلام أئمتهم أن تقول بقولهم وتحذو حذوهم ، فلا تنفك في توثيق ثعلبة بن عباد اتباعا لتصحيح الترمذي له ، فضلا عن تصحيح الحاكم وابن حبان وإخراج النسائي لحديثه .
    فلله در الترمذي الإمام الحافظ العلم ، وبذا يكون الانتقاد قد انقلب على صاحبه المنتقد بدون روية ، والمنازل بدون آلة ، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات .
    وإن وفق الله عز وجل ففي النية إشباع هذا البحث في جزء خاص به ، يسر الله ربي على ذلك وأعان .

    * * *
    فصل :
    وخلاصة ما تقدم ؛ أن عطية العوفي قد عدله ( 1 ) يحيى بن سعيد القطان وابن سعد وابن معين والترمذي والبزار وابن شاهين وتبعهم بعض من تأخر عنهم فقال ابن القطان ( كما في نصب الراية 4 / 68 ) : وعطية العوفي مضعف ، وقال ابن معين فيه : صالح ، فالحديث حسن . ا ه‍ .

    والحاصل أن من تكلم فيه فلأجل ما رمي به من التدليس وهو أمر لم يصح البتة ، أو التشيع ، أو روايته شيئا تكلم فيه ، وقد تبين لك أن هذه الأمور الثلاثة التي تكلم فيه بسببها ليست قادحة .

    فالصواب قبول حديثه واعتباره من الحسن لذاته .
    وقد قال شيخ الفن وطبيب علله الحافظ ابن حجر العسقلاني في أمالي ( 1 ) الأذكار ( 1 / 271 ) : ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيع ومن قبل التدليس وهو في نفسه صدوق . ا ه‍ .
    وإذا تبين لك أن دعوى التدليس ليست بصحيحة والتشيع لا دخل له في روايته ، فالرجل صدوق .
    وقد أصر الحافظ على كون عطية العوفي صدوقا ، فعندما سرد أسامي المدلسين في النكت على ابن الصلاح ( 2 / 644 ) قسم المدلسين لقسمين أحدهما : من وصف بالتدليس مع صدقه ، وثانيهما : من ضعف بأمر آخر غير التدليس ، ثم ذكر عطية العوفي في القسم الأول ( 2 / 646 ) ، وهم من وصفوا بالتدليس مع صدقهم فهو صدوق عنده .

    فإذا وجدت بعد هذا البيان تضعيفا لعطية العوفي ، فاعلم أنه مخالف للصواب .
    وبعد فيمكن لك أن تسمى ما كتبته في الانتصار لعطية العوفي ب‍ " القول المستوفي في الانتصار لعطية العوفي " .

    والله تعالى أعلم .
    . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
    هامش ص 171
    ( 1 ) ابن دحية الكلبي الأندلسي رغم كونه حافظا متفننا إلا أنه كما قال الذهبي في تذكرة الحفاظ ( 4 / 1421 ) : كان معروفا على كثرة علمه وفضائله بالمجازفة والدعاوى العريضة . ا ه‍ . وترجمته تحوي غرائب .
    هامش ص 173
    ( 1 ) فمن الخطأ البين والظلم لهذا الرجل قول ابن الجوزي في الموضوعات : ضعفه الكل ، وقول الذهبي في الديوان : مجمع على ضعفه ، وقوله في مختصر المستدرك ( 4 / 222 ) : واه ، وقول البوصيري في " مصباح الزجاجة " : متفق على ضعفه ، وهذه أقوال مخالفة للواقع فلا يلتفت إليها فليس الرجل بواه أو أجمعوا على ضعفه ، وكتب الرجال إن لم ينظر الناظر فيها بعين الناقد البصير الصيرفي زلّ وضلّ ، والله المستعان .
    هامش ص 174
    ( 1 ) ولما كان كلام الحافظ قاطعا وسادا لباب الكلام في عطية العوفي لم يرق ذلك لصاحب الكشف والتبيين ( ص 42 ) فبدلا من الاعتراف بقصوره والتسليم للحافظ رحمه الله تعالى أغمض عن هذا وأخذ يغمز أمالي الحافظ على الأذكار ، وذلك كسعيهم دائما لنقد الكتب عند المخالفة ، فإذا أرادوا رد تصحيح أو تحسين لحافظ اتهموه بالتساهل وبأن كتابه فيه كذا وكذا ، [وإذا] وقفوا على حديث صحيح لا يوافق شذوذهم تراهم يقولون : لم يخرجه أحمد وليس في الصحيحين ولا الموطأ ولا تجده في السنن الأربعة بل هو في الكتب التي تروي الضعاف كالدارقطني والبزار . . . إلخ وهو كلام ساقط بنفسه لا يحتاج لإسقاط . وها نحن نراهم اليوم يتكلمون ويغمزون أمالي الأذكار وهي جرأة قبيحة من منازل بغير آلة وتطاول على كتاب حاز القدح المعلى في بابه يحق أن يفاخر به كبار الحفاظ المتقدمين ولكن . . . من جهل شيئا عاداه ، والله المستعان .


    انتهت الرسالة
    ــــــــــــــــــــــــــــــ


    أقول أنا مرآة التواريخ : سأضيف بعض ماله صلة بتوثيق عطية العوفي في المداخلة القادمة مع بعض تعليقات على بعض ما ورد في رسالة الشيخ محمود سعيد ممدوح .


    اللهم صل على محمد وآل محمد



    ..

  • #2
    اللهم صل على محمد وآل محمد



    ..

    تعليق


    • #3
      اللهم صل على محمد وآل محمد

      مرآة التواريخ ،،،

      تعليق


      • #4
        - ذيل في ذكر موثقي عطية العوفي ممن لم يرد ذكرهم في رسالة محمود سعيد ممدوح .

        ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        بسم الله الرحمن الرحيم

        رب اشرح لي صدري

        لقد ذكر الشيخ محمود سعيد ممدوح جملة من العلماء الذين وثقوا عطية العوفي رضوان الله تعالى عليه .
        وردّ معظم الطعون الموجّهة إليه من قبل بعض من ضعفه .. وناقش مستندهم في التضعيف بطريقة المحدث الواعي .. فخرج لنا برسالة نفيسة حقاً في بابها أجلى فيها الحقيقة لكل ذي لبّ .. فأدعو كل باحث منصف الرجوع إليها وقرائتها قراءة دراية .. مع ما سأذيل عليها من موثقين لعطية ممن لم يذكرهم في رسالته ، مع تعليق يخص ما رمي به من تدليس ظلماً وجوراً ..

        - أسماء موثقي عطية العوفي الذين ذكرهم الشيخ محمود سعيد ممدوح ..

        1- يحي بن معين .
        2- ابن سعد .
        3- ابن شاهين .
        4- البزار . ( قال عنه : روى عنه جلة الناس . وهي صيغة تعديل ) .
        5- ابن القطان السجلماسي . ( حسّن له ) .
        6- ابن خزيمة ( أخرج له في صحيحه ) .
        7- الترمذي ( حسّن له في سننه ) .
        8- يحي بن سعيد القطان ( حيث قرنه بثقة آخر ) .
        9- أبو حاتم الرازي ( حيث قرنه بثقه آخر ) .
        10- الهيثمي ( كما في مواضع من كتابه "مجمع الزوائد" ) .
        11- الحافظ العراقي ( حسّن له حديث "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك .." في كتابه تخريج الاحياء 1/291 ، راجع كتاب "رفع المنارة" لمحمود سعيد ممدوح) .
        12- الحافظ الدمياطي (حسّن له الحديث المذكور في كتابه المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص471_472) )
        13- الحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري ( حسّن له الحديث المتقدم أيضاً ، كما في الترغيب والترهيب (3/273) .) .


        - ذيل في ذكر موثقي عطية العوفي ممن لم يرد ذكرهم في الرسالة المتقدمة .

        1- العجلي .
        2- أبو القاسم عبدالله بن محمد البغوي (جامع مسند ابن الجعد) (ت 317 هـ)
        3- الطبري صاحب التاريخ والتفسير المشهورين (ت310هـ) .
        4- الحافظ المنذري ( ت 656 هـ)
        5- سراج الدين البلقيني (ت 805 هـ) .
        6- سبط بن العجمي ( صاحب الحاشية على كاشف الذهبي ت 841 هـ) .
        7- الشيخ محمد عوّامة (من المعاصرين في مقدمته لكتاب الكاشف) .
        8- الشريف السلفي حاتم العوني ( معاصر ، في تعليقه على كتاب "أحاديث الشيوخ الثقات" للقاضي أبي بكر محمد بن عبدالباقي الأنصاري ) .


        - وها هي نصوصهم بالتفصيل .

        (1) العجلي

        - معرفة الثقات - العجلي - ج 2 - ص 140 ، ط1 ، مكتبة الدار ، 1405 هـ ، المدينة المنورة .
        http://islamport.com/d/1/trj/1/200/4410.html
        ( 1255 ) عطية العوفي كوفي تابعي ثقة وليس بالقوي .


        (2) أبو القاسم عبدالله بن محمد البغوي

        - في مسند ابن الجعد - (ج 4 / ص 349 - 350) جمع البغوي – في آخر مسند فضيل بن مرزوق
        بعد أن نقل عدة روايات من طريقه عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري (من ص 321 - 350) نقل بآخر مسنده توثيقه – أعني فضيل – وكذلك توثيق عطية العوفي ، دون ذكر من ضعَّفهما ، ما يدل على انهما كذلك عنده - أي اختار توثيقهما - .

        قال البغوي بآخر مسند فضيل :
        1653 - قال الرمادي (أحمد بن منصور شيخ البغوي) : ونا محمد بن جعفر ، نا فضيل ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « يقوم آخر الزمان على تظاهر الفتن وانقطاع من الزمان أمير أو إمام يكون عطاؤه الناس أن يأتيه الرجل فيحثي له في حجره يهمه من يقبل منه صدقة ذلك المال بينه وبين أهله مما يصيب الناس من الفرج ».

        1654 - وبإسناده قال : حدث أبو سعيد ، يوما بحديث فقال له رجل : أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟! . فغضب غضبا شديدا ثم قال : « أحدثكم بغير ما سمعت من كذب على رسول الله بني له أو تبوأ مقعده من النار » - شك فضيل - .

        حدثنا علي بن سهل ، نا مثنى بن معاذ ، نا أبي قال : سألت سفيان عن فضيل بن مرزوق ، قال : الأغر ثقة .
        حدثنا عباس ، وأحمد بن زهير قالا : سئل يحيى بن معين ، عن فضيل بن مرزوق ، فقال : ثقة .
        حدثنا ابن زنجويه ، نا زيد بن الحباب ، نا فضيل بن مرزوق الأغر الرؤاسي ، نا أبو إسحاق .
        وحدثنا عباس ، نا يحيى بن معين يقول : عطية العوفي ، هو عطية الجدلي ، قيل ليحيى : كيف حديث عطية ؟ قال : صالح . انتهى

        (3) الطبري

        - المنتخب من ذيل المذيل - الطبري - ص 128 وفي نسختي " دار الفكر ج11/647
        قال :
        ( ذكر من هلك منهم في سنة 111 )
        * منهم عطية بن سعد بن جنادة العوفي من جديلة قيس ويكنى أبا الحسن .
        قال ابن سعد : أخبرنا سعيد بن محمد بن الحسن بن عطية قال جاء سعد بن جنادة إلى علي بن أبي طالب عليه السلام وهو بالكوفة فقال يا أمير المؤمنين إنه ولد لي غلام فسمه فقال هذا عطية الله فسمى عطية وكانت أمه رومية وخرج عطية مع ابن الأشعث هرب عطية إلى فارس وكتب الحجاج إلى محمد بن القاسم الثقفي أن ادع عطية فإن لعن علي بن أبي طالب عليه السلام وإلا فاضربه أربعمائة سوط واحلق رأسه ولحيته فدعاه وأقرأه كتاب الحجاج وأبى عطية أن يفعل فضربه أربعمائة سوط وحلق رأسه ولحيته فلما ولى قتيبة بن مسلم خراسان خرج إليه عطية فلم يزل بخراسان حتى ولى عمر بن هبيرة العراق فكتب إليه عطية يسأله الإذن له في القدوم فأذن له فقدم الكوفة فلم يزل بها إلى أن توفى سنة 111 . وكان كثير الحديث ثقة إن شاء الله. انتهى .

        . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
        (4) الحافظ المنذري

        الترغيب والترهيب – للمنذري ج2 / 30
        1375 – [ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : "ما أحب أن لي أحدا ذهبا أبقى صبح ثالثة وعندي منه شيء إلا شيئا أعده لدين" .
        رواه البزار من رواية عطية عن أبي سعيد وهو إسناد حسن ، وله شواهد كثيرة .] .


        الترغيب والترهيب – للمنذري [ جزء 3 - صفحة 158]
        3480 – [ وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، قال : "أفضل الجهاد كلمة حق عند سلطان أو أمير جائر" .
        رواه أبو داود واللفظ له والترمذي وابن ماجه كلهم عن عطية العوفي عنه . وقال الترمذي : "حديث حسن غريب".] .


        وفي آخر الكتاب ج4 / 288 ترجمهُ ضمن [الرواة المُختلف فيهم] .
        فقال :
        (قال أحمد وغيره : "ضعيف الحديث" .
        وقال أبو حاتم : "ضعيف يُكتب حديثه" .
        ووثقه ابن معين وغيره ، وحسَّنَ له الترمذي غير ما حديث ، وأخرجَ حديثه ابن خزيمة في صحيحه ، وقال : "في القلب من عطية شيء" . ) انتهى

        - وراجع كتاب : [الرجال الذين تكلم عليهم الحافظ المنذري جرحاً وتعديلاً في كتابه "الترغيب والترهيب" ، والرواة المختلف فيهم] ، جمع وترتيب : أبو أسماء ماجد بن محمد بن أبي الليل ، ط1 ، عام 1410 هـ/1989م ، نشر مكتبة التوعية الإسلامية ، مصر ، الجيزة. ص 74 و ص172 .


        (5) سراج الدين البلقيني

        (6) وسبط ابن العجمي

        - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ - تقي الدين محمد بن فهد المكي - ص 213 - 214
        في ترجمة سراج الدين البلقيني ناقلاً عن شيخه برهان الدين سبط ابن العجمي الحلبي صاحب الحاشية المشهورة على "الكاشف" للذهبي ، ما نصّه :
        ( قال - شيخنا الحافظ برهان الدين الحلبي - أيضاً : لما كنا نسمع عليه – على سراج الدين البلقيني - بالقاهرة سنن الدارقطني أو سنن ابن ماجة - الشك مني - سألني شخص بحضوره عن حديث مرَّ في القراءة : أهذا صحيح أم لا ؟!.
        فقلت للقارئ : أذكر السند .
        فذكره ، فإذا فيه عطية العوفي .
        فقلت له : اتفقوا على تضعيف هذا !!.
        فقال الشيخ : ليس كذلك !.
        فذكرتُ أنا قول الذهبي فيه .
        فقال الشيخ : قد حسَّنَ له الترمذي حديثا .
        فقلت له : أين ؟!.
        فقال : بعد ( بياض في الاصل) في حديث : "يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" .) انتهى المراد .

        - أقول أنا مرآة التواريخ : وسيتضح هذا في النقل عن الشيخ محمد عوّامة ..



        (7) الشيخ محمد عوّامة .

        قال الشيخ محمد عوامة في مقدمته لكتاب الكاشف للذهبي ج1 / 107 عند ترجمة السراج البلقيني شيخ سبط ابن العجمي صاحب الحاشية على الكاشف مما نقله عن كتاب (لحظ الألحاظ ) للتقي ابن فهد ، ما نصه :
        (ومما سمعه البرهان على البلقيني: " سنن الدارقطني " أو " سنن ابن ماجه " - الشك من تقي الدين ابن فهد - وجرى له طريفة في أثناء السماع، حكاها ابن فهد عن البرهان، قال: " لما كنا نمع عليه بالقاهرة " سنن الدارقطني " أو " سنن ابن ماجه " - الشك مني - سألني شخص بحضوره عن حديث مر في القراءة: أهذا صحيح أم لا ؟ فقلت للقارئ: اذكر السند، فذكره، فإذا فيه عطية العوفي، فقلت له: اتفقوا على تضعيف هذا، فقال الشيخ: ليس كذلك، فذكرت أنا قول الذهبي فيه (1)، فقال الشيخ: قد حسن له الترمذي حديثا، فقلت له: أين ؟ فقال: بعد (بياض في المطبوع) في حديث: " يا علي لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك " (2) ثم قام من المجلس فجاء ب " مختصر المنذري لسنن أبي داود " فكشف منه شيئا، ثم قال: أنا أحفظ هذا الكتاب ".) انتهى بنصه .
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (هامش)
        (1) يريد قول الذهبي في المغني 1 (4930) : "مجمع على ضعفه" . وقد ذكر البرهان هذه الكلمة للذهبي في "حاشيته" هذه (3820) ، واستدرك عليه بتحسين الترمذي للحديث المذكور ، فتكون حاشيته على ترجمة عطية العوفي خلاصة لهذه الحادثة والحوار مع شيخه البلقيني رحمهما الله تعالى . وكأنّ هذا التنبيه من البلقيني هو الذي أصـَّـلَ في نفس البرهان رجوعه واعتماده على أقوال الترمذي في الرجال وتصحيحه وتحسينه لأحاديثهم ، كما هو واضح جداً من هذه "الحاشية" .
        (2) وأحاديث أخرى ، منها في صلاة الضحى 2 : 198 (477) . انتهت حاشية الشيخ محمد عوّامة .

        وفي ج2 / 27 من الكاشف للذهبي ترجمة (عطية بن سعد العوفي) رقم (3820)
        قال سبط العجمي بحاشيته - تعليقاً على قول الذهبي في عطية : [ضعّفوه] - :
        ([قال في "المغني" : عطية بن سعد مجمع على ضعفه . انتهى . وقد حسَّن له الترمذي في "جامعه" حديث : "لا يحل لأحد يُجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" قال الترمذي : حسن غريب ، لا نعرفه إلا من هذا الوجه ، وقال العجلي : تابعي ثقة ليس بالقوي . وفي "الميزان" عن ابن معين : صالح] . انتهت حاشية سبط ابن العجمي.
        (وأضاف بعدها الشيخ محمد عوّامة ) :
        "المغني" 2 (4139) ، "سنن الترمذي" كتاب المناقب – باب في فضل علي 9 : 309 (3729) ، "ثقات" العجلي 2 (1255) ، "الميزان" 3 (5667) ، رواية الدوري 2 : 407 (2446) ولفظه : "قيل ليحي : كيف حديث عطية ؟ قال : صالح" . فهذا ثناء على ضبطه ، ولو كان مراده الرجل – كما هو ظاهر كلام السبط والمصنف – لكان ثناءً على ديانته وتقواه ، لكن هكذا جاء لفظ الدوري .
        وفي التقريب (4616) : "صدوق يخطئ كثيراً وكان شيعياً مدلساً" .
        قلت : شيعيته على المعنى الذي اصطلحوا عليه : محبة علي وتقديمه على الصحابة إلا أبا بكر وعمر ، وانظر فهرس الأعلام من "فضائل الصحابة" للإمام أحمد ، لترى فيه عدداً من الأحاديث في فضائل الشيخين من رواية عطية هذا . وانظر لزاماً ترجمة البلقيني في الدراسات ص 113 [107] . ) . انتهى كلام محمد عوامة .



        (8) الشريف حاتم العوني السلفي .

        قال الشريف حاتم العوني السلفي في تخريجه وتعليقه على حديث رقم (83) من
        كتاب (أحاديث الشيوخ الثقات) (ج2 / 526 ) الشهير بـ : المشيخة الكبرى ، للقاضي أبي بكر محمد بن عبدالباقي الأنصاري المعروف بـ: قاضي المارستان (ت535 هـ) طبع عالم الفوائد ، ط1 ، سنة 1422هـ ، مكة المكرمة :

        [83] أبو الحسن محمد بن أحمد النرسي ، قال : أخبرنا أبو القاسم عبيدالله ابن محمد بن إسحاق بن سليمان بن مخلد بن حبابة ، قراءة عليه وأنا أسمع ، في سنة ست وثمانين وثلاثماية ، قال : حدثنا عبدالله بن محمد البغوي ، قال : حدثنا علي بن الجعد ، قال : أخبرنا فضيل بن مرزوق ، عن عطية (2) ، عن أبي سعيد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من صلى على جنازة ، وتبعها كان له قيراطان . ومن صلى عليها ، ولم يتبعها كان له قيراط .
        قيل : يا رسول الله ، وما القيراط ؟
        قال : مثل جبل أُحُد" .
        ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
        (هامش)
        ( (2) عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي الكوفي ، أبو الحسن ، (ت111هـ) : صدوق يخطئ كثيراً ، وكان شيعياً مدلساً (ط/4). (التقريب : 4649 ، وتعريف أهل التقديس: 122).

        قلت : وضع عطية العوفي في الطبقة الرابعة من المدلسين فيه نظر !! ، حتى عند من وصفه بالتدليس ! حيث إن الطبقة الرابعة من المدلسين طبقة من اتفق على أنه لايحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع ، وعطيةالعوفي حتى وإن قال : ( حدثني أبوسعيد ) لا يُقبل حديثه عند من وصفه بالتدليس ، لأن تدليسه تدليس شيوخ ، لا تدليس إسناد حتى يؤثر في قبول عنعنته !!.
        قال الإمام أحمد في العلل (رقم 1306) : ( هو ضعيف الحديث . بلغني أن عطية كان يأتي الكلبي فيأخذ عنه التفسير ، وكان يكنيه بأبي سعيد ، فيقول : قال أبوسعيد .)

        وقال ابن حبان في المجروحين (2/167_177) : ( سمع من أبي سعيد الخدري أحاديث ، فلما مات أبوسعيد جعل يجالس الكلبي ويحضر قصصه … وكنّاه أباسعيد ، ويروي عنه ، فإذا قيل له : من حدثك بهذا ؟ فيقول : حدثني أبوسعيد ، فيتوهمون أنه يريد أباسعيد الخدري ، وإنما أراد الكلبي .
        ( ثم أسند ابن حبان إلى ) أبي خالد الأحمرقال : قال لي الكلبي : قال لي عطية ، كنيتك بأبي سعيد ، قال : فأنا أقول : حدثنا أبوسعيد.)

        وقال ابن رجب في شرح علل الترمذي (2/823) بعد نقل كلام الكلبي عن تدليس عطية العوفي له : ( ولكن الكلبي لا يُعتمد على ما يرويه . وإن صحت هذه الحكاية عن عطية ، فإنما يقتضي التوقف فيما يحكيه عن أبي سعيد من التفسير خاصة . فأما الأحاديث المرفوعة التي يرويها عن أبي سعيد فإنما يريد أبا سعيد الخدري ، ويصرح في بعضها بنسبته.)

        وقد كنت على أن عطية العوفي يدلس هذا التدليس القبيح حتى تنبهت إلى أن الإمام الترمذي كان جارياً في جامعه على تحسين ما يستغربه من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد ، فانظر جامعه ( رقم 1329، 2174، 2351، 2524، 2590، 2926، 1935، 3071، 3192، 3727).
        وإجلالي للترمذي جعلني أعاود النظر في وصفه بهذا التدليس ، فظهر لي أنه لا يصح عنه !!! .
        فدليل ابن حبان الذي أسنده، وأخرجه الإمام أحمد في العلل (رقم 4500) والعقيلي (3/359) وابن عدي (5/369) إنما هو من كلام الكلبي نفسه عن عطية ، والكلبي كذاب ، فكيف يُقبل نقله في جرح راوٍ أو وصفه بالتدليس ؟!!
        ولعل الإمام أحمد لذلك لم يجزم بالخبر ، وإنما قال : ( بلغني ) !!.

        أما ابن حبان فجزم ، ولما ذكر دليله على هذا الجزم ألفيناه غير صالح للاستدلال ! .

        فرحم الله الترمذي ! كم يُتهم بالتساهل ؟! وإنما ذنبه أنه علم ما جهله غيره !!.) . انتهت حاشية الشريف العوني .

        وفي (ص528) حاشية رقم (1) علّق الشريف حاتم العوني على سند الحديث نفسه المتقدم أعلاه ، بقوله : [ إسناده حسن ] .



        أقول أنا مرآة التواريخ :
        هذا ما وقفنا عليه من موثقي عطية العوفي ، ولعله فاتنا غيرهم ، لكن فيما ذكرناهم كفاية لمن أنصف ، وسننقل في المداخلة التالية إلى إضافة بخصوص ما رمي به عطية من تدليس .. لنجلي الأمر بحيث لا يبقى لطاعن قشّة يتعلق بها .

        فانتظروا التعليقة بخصوص اتهامه بالتدليس زوراً وظلماً ..

        اللهم صل على محمد وآل محمد

        مرآة التواريخ ،،،

        تعليق


        • #5
          تعليقة بخصوص رميهم لعطية بالتدليس ..


          بسم الله الرحمن الرحيم


          رب اشرح لي صدري


          بعد أن نقلنا أسماء موثقي عطية بن سعد العوفي ..
          (13) جاء ذكرهم في رسالة القول المستوفى ..
          إضافة إلى (8) استدركناهم عليه ، هذا غير ابن أبي حاتم ..


          فأصبح مجموع موثقي عطية ( 22 ) عالما من علماء أهل السنة والجماعة ..


          وهذه تعليقة على ما رموه به من تدليس كتذييل على ما جاء في الرسالة المتقدمة ..


          فنقول وبالله التوفيق :


          لقد استند من رماه بالتدليس إلى قصة التقاءه بالكلبي ، وتكنيته له بأبي سعيد ،
          قالوا : فكان إذا قال : حدثني أبو سعيد ، فهو يُوهِم من يسمعه بأنه عنى أبا سعيد الخدري ، وإنما هو الكلبي .


          - لكن بعض من تحدث عن رميه بالتدليس ، دفعه عنه بتضعيف القصة ، كونها من رواية الكلبي نفسه .!
          وبعضهم – ابن رجب - قال : إن ثبتت القصة فالتدليس يكون في روايات التفسير دون غيرها من الروايات .


          ونحن نقول :
          حتى وإن افترضنا أن عطية العوفي التقى بالكلبي فعلاً وكنّاه بأبي سعيد ، فمن أين أتوا بتهمة التدليس له .؟!
          فكل ما هنالك أن الكلبي قال : ان عطية كنّاني بأبي سعيد !!
          أقول : ثم مـــاذا ؟!
          فهل بمجرد تكنيته له بأبي سعيد يصبح مدلساً ؟!!


          فقصاراه انه مجرد احتمال منهم – لا دليل عليه البتة – بأنه لم يكنّه بهذه التكنية إلا لاستخدامه في التدليس .. وهل هذا إلا ظن ورجم بالغيب ؟!


          لأنه إن كان كذلك فيمكننا إذن إثبات كل شيء بمجرد الاحتمالات !! .. وفي هذا من السفسطة والإنبطاحية ما فيه !!


          ولا أخالهم رموه بذلك إلا لشيعيته .. فقد رموه بذلك ، وانه يقدم علياً على الكل ..إلخ كما تراه في رسالة "القول المستوفى .." .


          ودونك قصة جلد الحجاج – لعنة الله عليه - له لما امتنع عن لعن أمير المؤمنين صلوات الله عليه ..


          ثم حتى لو تنزّلنا – جدلاً – وقلنا بثبوت التدليس عليه ، فتكون الرواية ضعيفة بالتدليس فيما لو لم يصرّح بأبي سعيد الخدري في روايته واكتفى بقوله (أبو سعيد) ، لكنه ليس كذلك في الروايات التي صرَّح به وسمّاه (أبو سعيد الخدري) لأنه ارتفع بهذا التصريح احتمال التدليس .. إذ الخوف كان من احتمال أن يكون المعنى بأبي سعيد المُبهم هو (الكلبي) ، لكنّه لما صرَّح بأبي سعيد الخدري في الرواية اندفع هذا التوّهم . وهو واضح جداً بأقل تأمل .


          - إذن – فمع فرض ثبوت قصة التكنية جدلاً - فالتدليس من جهتها مدفوع عن عطية من وجهين :

          أولاً : انه لا دليل يدل على هذا التدليس حتى مع ثبوت التكنية.

          ثانياً : حتى لو ثبت تدليسه – جدلاً - في روايات أخرى ، فهو مرفوع من الروايات التي صرّح فيها بأبي سعيد الخدري ، ومنها رواية نزول آية التبليغ في أمير المؤمنين .



          وبهذا انتهينا من إثبات وثاقة عطية بن سعد العوفي رضوان الله عليه ، ودفع تهمة التدليس الموجّهة إليه ظلماً وعدواناً ..



          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
          تحت الخط


          - ولا بأس أن نأتيكم بمن يستخدم التدليس الذي ألصقوه بعطية العوفي ظلماً وجوراً !


          البخــــاري – صاحب الصحيح - !!


          وبشهادة علمائهم ..
          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          (1) تدليسه لـ (عبدالله بن صالح الجهني المصري)


          قال الذهبي في ميزان الاعتدال 2/440-442
          ترجمة (عبدالله بن صالح بن محمد بن مسلم الجهني المصري) رقم [4383] :
          http://islamport.com/d/1/trj/1/211/4504.html
          (قلت: وقد روى عنه البخاري في "الصحيح" ، على الصحيح ، ولكنه يدلّسه!! ، يقول: حدثنا عبد الله ولا ينسبه ، وهو هو ) انتهى .


          وهذا الجهني الذي كان يدلسه البخاري اختلفوا فيه بين ذم ومدح ..



          وهذا قول بعض من طعن فيه ..


          - قال أحمد بن حنبل: كان أول أمره متماسكا، ثم فسد بأخرة. وليس هو بشيء .
          وقال عبدالله بن أحمد : وسمعتُ أبي ذكره يوماً فذمّه وكرهه !.


          - وقال زياد بن أيوب : نهاني أحمد بن حنبل رحمه الله أن أروي حديث عبدالله بن صالح [المجروحين لابن حبان 2/40 - 41]


          وقال أحمد بن صالح : متهم ليس بشئ ، وقال فيه قولاً شديداً !!.


          - وقال سعيد بن منصور: كلمني يحيى بن معين قال : أحب أن تمسك عن عبدالله ابن صالح، فقلت: لا أمسك عنه، وأنا أعلم الناس به، إنما كان كاتبا للضياع.


          - قال صالح جزرة: كان ابن معين يوثقه، وهو عندي يكذب في الحديث!!.


          - وقال النسائي: ليس بثقة .


          - وقال ابن المدينى: ضربتُ على حديث عبدالله بن صالح ، وما أروى عنه شيئا.

          - وقال ابن حبان : منكر الحديث جداً !.

          - وقال أبو أحمد الحاكم : ذاهب الحديث .

          [نقلنا هذه الطعون فيه من تهذيب الكمال للمزي 15/ 98-108 وحاشيته للدكتور بشار عواد ، وميزان الذهبي 2/440-442 ]



          ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
          (2) تدليسه لـ ( محمد بن يحي الذهلي ).


          قال الذهبي ايضاً في سير أعلام النبلاء "ترجمة الذهلي شيخ البخاري" ج12 / 275
          عند تعداد الرواة عن الذهلي ما نصه :
          (روى عنه خلائق ، منهم : ... ومحمد بن إسماعيل البخاري ، ويُدلِّسُهُ كثيراً !!! ، لا يقول : محمد بن يحيى !! بل يقول محمد فقط !! أو محمد بن خالد !! أو محمد بن عبدالله ، يَنسبهُ إلى الجدّ ، ويُعَمِّي اسمه ، لمكانِ الواقع بينهما !!! غفر الله لهما) انتهى بعينه.



          ثم أضاف الذهبي في نفس الصفحة :
          (وقال أبو نصر الكلاباذي : روى عنه البخاري ، فقال مرةً : حدثنا محمد ، وقال مرة : حدثنا محمد بن عبدالله ، نَسَبَهُ إلى جَدِّه . وقال مرة : حدثنا محمد بن خالد ، ولم يُصرِّح به !!) انتهى بنصه .



          -


          إضغط هنا للمزيد من التوضيح
          ((اعتراف وتصريح)) الذهبي بتدليس البخاري في شيوخه !!


          أهـــذا هو بخاريّكم ؟!!


          فهل سينطبق عليه حكم تدليس الشيوخ ؟!

          أم ماذا ؟!!




          خاتمة في عطية بن سعد العوفي :
          بعد أن أثبتنا وثاقته بما لا مزيد عليه إن شاء الله ، ودفعنا عنه تهمة التدليس الموجهة ضده ظلماً وجوراً ..
          وأوضحنا أن ضعفه عند من ضَعـَّفه كان من جهة تشيعه وتدليسه كما نصّ عليه ابن حجر العسقلاني [راجع رسالة القول المستوفى ..] ، فإذا اندفع هذا ثبتت وثاقته والاحتجاج بحديثه ، وجعله من رتبة الصحيح ..


          أما إن أصرّ البعض على التعامي عن كل هذا التحقيق ، فقصاراه أنه مُختلف فيه - مع مرجوحية خلافهم قطعاً كما حققناه - فيكون حديثه من رتبة الحسن المُحتجّ به ، كما هو معمول به وفق مبانيهم الحديثية ، كما تراه في كتاب "الرفع والتكميل" لأبي الحسنات اللكنوي وغيره من كتب المصطلح لدى القوم .

          ولا شك ان حكم الحديث الحسن كحكم الحديث الصحيح من ناحية وجوب العمل به .

          قال الزركشي في "النكت على ابن الصــلاح" ص 120 - 121 :
          http://islamport.com/d/1/mst/1/37/113.html
          متعقباً من قصَرَ لفظ "الثبوت" على الحديث الصحيح ومنعه عن الحديث الحسن ، ما نصه :

          [ ونازعهم محمد بن الحسن بن علي اللخمي المعروف بابن الصيرفي ، وصنف في ذلك جزءا وقفت عليه بخطه .
          وقال " لا يختص به بل يشمل الحسن أيضا لأن الحسن يحتج به كما يحتج بالصحيح ، وإن كان دونه في القوة .
          واعترض على نفسه بأن الحفاظ قد استعملوا في مصنفاتهم " الثابت الصحيح " و " الصحيح الثابت " فقالوا " هذا حديث صحيح ثابت " و " هذا حديث ثابت صحيح " ولم يجعلوا الصحيح تأكيدا للحسن ، ولا الحسن تأكيدا للثبوت ، فلم يقولوا " هذا حديث حسن ثابت " أو " ثابت حسن " .

          وأجاب : أنه لا يلزم من عدم استعمالهم ألا يجوز ، ولا شك أن الثبوت يشمل الصحة والحسن ، لأن اللفظ يحتملهما . وقد قال الدارقطني ( 58 / أ ) في سننه في حديث شهادة الأعرابي بهلال رمضان " إسناده حسن ثابت " .


          وقال ابن الصلاح في حديث ابن عمر في ( رؤية الهلال ) " أخرجه أبو داود وهو ثابت " .
          وقال في ( حديث القلتين ) وفي حديث ( الوضوء من مس الذكر ) " حسن ثابت " .

          وقد استعمل ابن المنذر في الإشراف هذه العبارة كثيرا في أول الأبواب فيقول : ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم فعل كذا ، وأمر بكذا ، ونهى عن كذا ، استعملها في أحاديث كثيرة حسنها الترمذي ولم يخرجها البخاري ولا مسلم ، كقوله " ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لعثمان بن أبي العاص " واتخذ مؤذنا لا يأخذ على أذانه أجرا " .
          قال الترمذي فيه " حسن " .
          وقال " ثبت أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال " لا نكاح إلا بولي " وقد حسنه الترمذي .

          قال : وهذا الذي قلناه في تسمية الثبوت للحسن ينبني على اتحاد حكم الصحيح والحسن في وجوب العمل بها في الأحكام ، فمن نظر إلى حكم الحسن جاز أن يسميه صحيحا مجازا اعتبارا بحكمه ، كما فعل غير واحد من الأئمة ، ومن لم يسمه صحيحا - وهم الأكثرون - نظروا إلى حقيقة إسناد الحسن ..إلخ ] انتهى المراد .


          والحمد لله رب العالمين .


          بعدها ننتقل للكلام على علي بن عابس ..

          راجعونا هنا
          http://www.johod.net/hajrvb/showthre...2929668&page=4

          - وليلتفت القراء الكرام انني أتحدث عن خصوص هذا السند - سند نزول آية التبليغ في أمير المؤمنين - المنقول عن تفسير ابن أبي حــاتم بداية الموضوع ، وبعد لم أتعرّض لبقية الطرق ، فقد جاء من أوجه أخرى ، وتعلمون حكم القوم على الحديث الذي جاء من عدة أوجه ، ومع هذا فأنا التزمتُ بأني سأثبت أن هذا السند المذكور لا ينزل عن رتبة الحسن لذاته ـــــــــــ فليعلم هذا .


          اللهم صل على محمد وآل محمد



          مرآة التواريخ ،،،

          تعليق


          • #6
            جاء في تعقيب أحد السلفيين

            هنا
            رقم المشاركة : 60

            ما يلي
            ـــــــــــــــــــــــــــــــــ



            الحمد لله رب العالمين






            يقول صاحب الرسالة


            إقتباس:


            وقد قال شيخ الفن وطبيب علله الحافظ ابن حجرالعسقلاني في أمالي ( 1 ) الأذكار ( 1 / 271 ) : ضعف عطية إنما جاء من قبل التشيعومن قبل التدليس وهو في نفسه صدوق . ا ه‍ .
            إقتباس:

            ...وقد أصر الحافظ على كون عطية العوفي صدوقا ، فعندما سردأسامي المدلسين في النكت على ابن الصلاح ( 2 / 644 ) قسم المدلسين لقسمين أحدهما : من وصف بالتدليس مع صدقه ، وثانيهما : من ضعف بأمر آخر غير التدليس ، ثم ذكر عطيةالعوفي في القسم الأول ( 2 / 646 ) ، وهم من وصفوا بالتدليس مع صدقهم فهو صدوق عنده .





















            هذا المبتدع لا يخرج من امرين أما أحدهما فإنه مدلس من الدرجةالأولى أو أنه جاهل بكلام الحافظ بن حجر ، ولا أخفيكم سراً بأني أميل إلى الظنالأول




            أقول ذلك ، لأن هذا الشخص يعلمجيداً أن ابن حجر – رحمه الله- قسم المدلسين أيضا من جهة قبول رواياتهم الى 05 طبقات فصنف عطية في "المرتبة الرابعة" " تابعي معروف ضعيف الحفظ مشهور بالتدليس القبيح "


            وهي التي يورد فيها (من اتفق على أنه لا يحتج بشيء من حديثهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع، لكثرة تدليسهم عن الضعفاء والمجاهيل)


            فذكر هذا المبتدع التقسيم الأول ودلس الثاني........ وتمسك


            بقول الحافظ (صدوق) وأغفل قوله :


            1/ (ضعيف الحفظ)


            2/ (مشهور بالتدليس القبيح)


            ظنا بأنه سيحجب الشمس في رابعة النهار بمنخله ولكن هيهات .



            إذن ...عطية العوفي مدلس يدلس التدليس القبيح فضلا على كونه ضعيف الحفظ ....هذه اولى النتائج ، وسنزيدها بيانا فيما يلي



            يقول المدلس





            إقتباس:


            )))وقد اعتمد من اتهم عطية العوفي بتدليس الشيوخ على الآتي :
            قال عبد الله بن أحمدحدثنا أبي ثنا أبو أحمد الزبيري سمعت الثوري قال : سمعت الكلبي قال : كناني عطيةبأبي سعيد .
            وسمعت أبي يقول : كانسفيان الثوري يضعف حديث عطية العوفي . ا ه‍ .

            فأنت أيهاالقارئ المنصف إذا نظرت بعين الناقد المتجرد تجد أن أحمد قد ضعف عطية العوفي ثم ذكرمستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي وهي سبب كلام هشيم في عطية ، وحكى أحمد تضعيفالثوري لعطية بعد أن أسند البلاغ من طريق الثوري ، فحكاية الكلبي هي أصل مستندالثوري أيضا في تضعيفه عطية العوفي وهذا الذي اعتمدوا عليه فيه نظر ولا يصح سنده ، لأن مدارهعلى محمد بن السائب الكلبي وحاله معروف فهو تالف متهم بالكذب ، فالسند الذي يكونفيه ذلك الرجل لا ينظر إليه ولا يعتمد عليه في شئ ، ومع ذلك فقد سارت الركبانبمقولته التالفة وتوارد البعض على حكايتها ، والكمال لله تعالى والمعصوم هو رسولهصلى الله عليه وسلم ((((.












            هذه المسألة تحتاج منا إلى أن نقف معه عندها الوقفتين التاليتين :





            الوقفة الأولى : عند قوله ( أحمد قد ضعف عطية العوفي ثم ذكرمستنده في تضعيفه وهي حكاية الكلبي)


            أقول : كون حكاية الكلبي هي المستند الوحيد للإمام أحمد في تضعفيه حديث عطية العوفي ، في حد ذاته دليل على صحتها .


            فلو كان الإمام رحمة الله عليه، يرى خلاف ذلك ،لما جوز لنفسه الإعتماد عليها منفردة في الجزم بضعف حديث العوفي – وهو العارف بأحوال الكلبي (سئل الإمام أحمد بن محمد بن حنبل عن تفسير الكلبي ؟ فقال :" من أوله الى آخره كذب " فقيل له : فيحل النظر فيه ؟ قال : " لا )- ولذكر سببا آخر يسوغ له ذلك.


            هذا الكلام ينطبق أيضا على سفيان الثوري وهشيم وكل من طعن في العوفي اعتمادا على هذه الحكاية.....فلا يعقل أن يجرح هؤلاء الجهابذة أي راو من الرواة اعتمادا على حكاية صادرة عن سبئي هم انفسهم يرونه تالفا و يتهمونه بالكذب..... لان ذلك سيعد طعنا فيهم ما بعده طعن.



            الوقفة الثانية : عند قوله (وحكى أحمد تضعيفالثوري لعطية بعد أن أسند البلاغ من طريق الثوري ، فحكاية الكلبي هي أصل مستندالثوري أيضا في تضعيفه عطية العوفي وهذا الذي اعتمدوا عليه فيه نظر ولا يصح سنده ،)


            أقول :أما أن الكلبي لا يعتمد على ما يرويه فهذا صحيح لكن الأمر هنا يختلف، فالرواية جاءت من طريق سفيان الثوري، وقد كان هذا الأخير عارفا بصدق الكلبي من كذبه :


            حدثنا الحسين بن يوسف البندار ثنا أبو عيسى الترمذي ثنا إبراهيم بن عبد الله بن المنذر الباهلي ثنا يعلى بن عبيد قال قال سفيان الثوري اتقوا الكلبي فقيل له انك تروي عنه قال انا أعرف بصدقه من كذبه ))))الكامل لابن عدي (6/115)


            إذن بعد الالتفات الى ما ذكرناه حول ان الإمام احمد جزم بضعف العوفي مع درايته


            التامة باحوال الكلبي (كذاب متروك الحديث) وبعد البناء على ثبوت معرفة الثوري بصدق الكلبي من كذبه....لا يمكن لنا ان نشك ولو للحظة واحدة في صدق هذه الحكاية



            بعد أن أبطلنا محاولة هذا المبتدع رد حكاية الكلبي ، يطيب لنا الآن أن ندخل معه في مناقشة أدلته على وثاقة عطية العوفي






            رد أدلة المبتدع على وثاقة العوفي

            الدليل الأول




            ذكر الدليل الأول بقوله




            إقتباس:


            فالرجل قد وثقه وعدله وقبل حديثه جماعة والصوابمعهم ، فمن هؤلاء ابن سعد حيث قال في ( الطبقات الكبرى ) ( 6 / 304 ) : وكان ثقة إن شاء الله وله أحاديث صالحة ومن الناس من لا يحتج به . ا ه‍














            أقول : هذا قول شاذ من بن سعد رحمه الله لا يلتفت اليه ، والعبرة بما اجمع عليه العلماء الحفاظ الذين عليهم المعول في الحكم على أحوال الرجال







            الدليل الثاني




            وذكر دليله الثاني بقوله




            إقتباس:


            وفيه أيضا سألت يحيى عن عطية وعن أبي نضرة فقال : أبو نضرة أحب إلى . ا ه‍ وهذا النص توثيق منه لعطية ، لأن أبا نضرة ثقة عند يحيى بنمعين كما في ( التهذيب ) فهو في حقيقته مقارنة بين ثقتين .

            وقال ابن أبي خيثمة : قيل لابنمعين عطية مثل أبي الوداك ؟ قال : لا ، قيل : فمثل أبي هارون قال : أبو الوداك ثقةما له ولأبي هارون . ا ه‍ كذا في التهذيب ( 2 / 60 )
            فانظر إلى ارتضاء ابن معين لمقارنته بأبي الوداك الثقة ،فهو توثيق منه لعطية العوفي .

            ونظائره كثيرة جدا في كتب الجرح والتعديل في المقارنة بينالثقات ، فيحيى بن معين يحب عطية العوفي ، وأبو نضرة أحب إليه . فتدبر .

            وقال يحيى بن معين في روايةأبي خالد الدقاق ( ص 27 ) : عطية العوفي ليس به بأس . ا ه‍ .

            قلت : هذا توثيق من إمام الجرحوالتعديل لعطية العوفي ، وقد صرح يحيى بن معين أن من قال فيه : لا بأس به فهو ثقة ،وهذه حكاية عن نفسه ونص من عنده ولا اجتهاد مع وجود النص . وتجد هذا النص عن ابنمعين في كتب شتى منها ثقات ابن شاهين ( ص 270 ) ، ومقدمة ابن الصلاح ، وفي مقدمةاللسان ( 1 / 13 )















            أقول : ما هذا الا تحكم قبيح لا يعتضد بشيء من أسباب الترجيح ، فلابن معين رحمه الله روايات أخرى فيها تضعيف للعوفي :





            قال بن معين ( كان ضعيفاً في القضاء ، ضعيفاً في الحديث ). رواية ابن الجنيد


            (رقم 234)


            وقال (كان عطية العوفي ضعيفاً ). رواية أبي الوليد بن أبي الجارود كما في الضعفاء


            للعقيلي (3/359)








            وقال(ضعيف إلا أنه يكتب حديثه ). ابن أبي مريم كما في الكامل) (7/84)










            فما وجه تقديم الروايات التي جاءت في معرض التعديل على تلك اتي جاءت في معرض الجرح ؟؟ !!!



            ضف الى ذلك أن بن شاهين قد قرر في كتابه المختلف فيهم أنه إذا كان للإمام الواحد قولان مختلفانفأولاهما بالصواب ما وافقه عليه غيره من النقاد .





            الدليل الثالث




            إقتباس:
            ومنهم ابن شاهين :
            وقد أدخل عطية العوفي في الثقات ( ص 172 ) فهو من موثقيه .
            فإن قيل : قد ذكره أيضا في الضعفاء فقال : ضعفه أحمد ويحيى .
            قلت : التوثيق هو الراجح لما قد علمت مما سبق من اعتمادأحمد على رواية محمد بن السائب الكلبي ، وهي رواية تالفة لا يعتمد عليها في جرحعطية العوفي ، وأن يحيى بن معين من موثقيه كما تقدم .


            أظن أن هذا المبتدع نفسه لو أبعد عن عقله سلطان الهوى ، لعرف أن استدلاله هذا متهافت ، ولتورد خجلاً وهو يورد هذا الدليل:


            على العموم


            ثبت اعلاه ان حكاية الكلبي صحيحة ،وأن توثيق بن معين فيه نظر.....






            الدليل الرابع




            إقتباس:


            ومنهم أبو بكر البزار :
            فإنه قال كما في " التهذيب " ( 7 / 226 ) : كان يعده في التشيع ، " روى عنه جلة الناس " ، وهذه صيغة تعديل تعادل قولهمصالح الحديث ، مقارب الحديث ، ونحو ذلك كما يعلم من قواعد الحديث .
            ورغم وضوح هذا القول من البزاروكونه موجودا في كتاب متداول مشهور كالتهذيب ، فلم أجد أحدا مما سعى في تضعيف هذاالحديث تعرض لذكر قول أبي بكر البزار المفيد تعديل عطية العوفي ، فالحمد لله تعالىعلى توفيقه .
















            أقول عبارة (روى عنه جلة الناس ) في المرتبة السادسة من مراتب التعديل فهي




            تعديل لين وحكمه أنه يكتب حديثه للاعتبار ولا يحتج به



            قال السخاوي بعد ان ذكر مراتب التعديل الخمس الاولى



            ((السادسة وهي: ما أشعر بالقرب من التجريح وهو أدنى المراتب. نحو: فلان ليس ببعيد عن الصواب أو شيخ أو يعتبر به أو شيخ وسط أو روى عنه الناس أو صالح الحديث أو يكتب حديثه أو مقارب الحديث أو صويلح أو صدوق إن شاء الله أو أرجو أن لا بأس به أو نحو ذلك.


            الى ان قال : "ثم إن الحكم في أهل هذه المراتب الاحتجاج بأهل الأربع الأول منها، وأما التي بعدها فإنه لا يحتج بأحد من أهلها، ولكن يكتب حديثه ويختبر


            وأما السادسة فالحكم في أهلها دون حكم أهل التي قبلها وبعضهم يكتب حديثه للاعتبار دون اختبار ضبطهم لوضوح أمرهم فيه)))






            الدليل الخامس



            إقتباس:


            ومنهم أبو حاتم الرازي :
            فقد قال ابن أبي حاتم : سئل أبي عننضرة وعطية ، فقال : أبو نضرة أحب إلى.
            وهذا في حقيقته مقارنة بين ثقتين فإن أبا نضرة المنذر بنمالك العبدي ثقة .
















            سبحان الله .........بالفعل ان الهوى ليعمي ويصم.....




            لنقرأ النص الكامل للرواية....قال أبو حاتم


            (( ضعيف ، يكتب حديثه ، وأبونضرة أحب إليّ منه) الجرح والتعديل (3/1/رقم 2125)


            هنا يظهر لنا وجه تدليس هذا المبتدع وتلبيسه ، حيث نقل بعض الكلام ، وترك بعضه مما هو حجة عليه ، فنقل المقارنة وترك قول ابي حاتم (ضعيف).



            نتيجة غاية في الأهمية


            ابو حاتم رحمه الله قال عن العوفي أنه (ضعيف ) ثم قارن بينه وبين أبي نظرة ، مما يدل على ان مثل هذه المقارنات لا توجب بالضرورة الحكم بالوثاقة في كل الاحوال .






            الدليل السادس




            إقتباس:


            ومنهم يحيى بن سعيدالقطان :
            فقد قال عن جبر بننوف أبي الوداك كما في " التهذيب " ( 2 / 60 ) هو أحب إلى من عطية . ا ه‍ .
            قلت : هذه أيضا مقارنة بين ثقتين .















            1/ ثبت ان مقارنة الرواي براو ثقة لا توجب بالضرورة الحكم بوثاقته....




            2/ يحي بن سعيد القطان لم يصرح بتوثيق العوفي






            الدليل السابع



            إقتباس:



            ومنهم ابن خزيمة :
            فإنه أخرج الحديث في صحيحه : قالالبوصيري في " مصباح الزجاجة " ( 1 / 98 ) : رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيلبن مرزوق فهو صحيح عنده . ا ه‍ .
            قلت : فمقتضى تصحيح الحديث توثيق رجاله ومنهم عطية العوفي .
















            1/ قول البويصري غير ملزم لابن خزيمية، و العبرة بما يقوله ابن خزيمة بنفسه




            2/ بن خزيمة رحمه الله من الذين تكلموا في العوفي


            : ( في القلب من عطية بن سعد العوفي). صحيح بن خزيمة


            (4/68)



            وكذلك لما روى عن عطية العوفي حديثا عن أبي سعيد قال:"عن عطية مع براءتي من


            عهدته عن أبي سعيد".


            ...إذن هنالك نص صريح من ابن خزيمة يتكلم فيه في عطية


            العوفي .....فهل يجوز لهذا المبتدع الإجتهاد مقابله؟؟ !!!!







            الدليل الثامن




            إقتباس:



            ومنهم الإمام أبو عيسىالترمذي :
            فإنه حسن له عدةأحاديث من أفراده ، بل حسن له عدة أحاديث انفرد بها فضيل بن مرزوق عن عطية العوفي - كما في الحديث الذي نحن بصدد الكلام عليه - انظرها في " تحفة الأشراف " ، ومقتضىذلك أن يكون صدوقا عند الترمذي كما صرح بذلك الحافظ في " تعجيل المنفعة " ( ص 153 ) .
















            1/ الترمذي لم يصرح بتوثيقه....فمالذي منعه يا ترى ؟؟؟




            2/ تحسين الترمذي لا يدل على أن عطية ممن يحتج بحديثه في كل موضع فهناك احتمال


            أن يكون التحسين في موضع قد ثبت عند الترمذي التصريح بالتحديث فيه فإن عطية مدلس .



            يقول أخيرا



            إقتباس:


            وخلاصة ما تقدم؛ أن عطيةالعوفي قد عدله ( 1 ) يحيى بن سعيد القطان وابن سعد وابن معين والترمذي والبزاروابن شاهين وتبعهم بعض من تأخر عنهم فقال ابن القطان ( كما في نصب الراية 4 / 68 ) : وعطية العوفي مضعف ، وقال ابن معين فيه : صالح ، فالحديث حسن . ا ه‍ .





            أقول بل كذبت لم يعدله الا بن سعد ...والترمذي -على سبيل التنزل معك-




            ــــــــــــــــــــــــــ

            انتهى النقل .

            تعليق


            • #7
              وهذا تعقيبنا

              هنا
              رقم المشاركة : 62


              ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

              مرآة التواريخ 06-11-2007 05:28 PM
              --------------------------------------------------


              بسم الله الرحمن الرحيم

              رب اشرح لي صدري


              لا أدري عزيزي حاس الحدود لعلك عزيزينا بوناصر الذي يكتب في شبكة هجر
              لأنه وكما يبدو أن مداخلتك هنا هي نفس مداخلته هناك التي حذفها المشرف لأسباب ذكرها المشرف هناك ولا نريد التحدث عن الأمور الفنية التي حدثت في شبكة أخرى .

              بعض بقايا مداخلته هناك هي عين آخر مداخلتك هنا وهذا يعني اتحاد المداخلتين

              ولا ندري ايكما أخذها من الآخر ن إلا إذا كنتما شخصية واحدة !!

              على كل حال هذا لا يهم مع مرآة التواريخ

              فسننزل الرد هنا على اعتبار ان صاحب المداخلة هو عزيزينا بوناصر ، لأني سأنقل الى شبكة هجر .

              والله ولي التوفيق ..


              ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

              اقول : طبعاً مداخلتك - واسمح لي في هذا - هزيلة جداً ، وأظهرتَ فيها توتراً واضحاً لعلك لتغطي على ضعف ما كتبته !!

              ولأهمس في اذنيك : بون شــــاسع بين رسالة الشيخ محمود سعيد وبين ردك !

              والتفصيل تراه في تعليقنا الآتي ...


              أولاً : بخصوص تدليس عطية ، وكون الشيخ محمود سعيد اعتمد نفي التدليس بكلام ابن حجر ..


              نقول :
              أولاً - بوناصر بتر كلام محمود سعيد !!
              ثانياً : ابن حجر نفى عن عطية التدليس وحسن له الحديث ، حيث جعل سبب تضعيفه التشيع والتدليس ، لكنه ضعف أمر تدليسه بقوله (قيل) كما نص عليه الألباني في كتاب (التوسل) له ، وهذا ما جعل الألباني يحمل على ابن حجر بسبب تحسينه حديث (اللهم اني اسألك بحق السائلين عليك ) في كتابه (تخريج الأذكار) ، فنسبه إلى السهو !! والوهم !! والقصور !! وقلة الحفظ !! فراجع كتاب الألباني المذكور .


              إذن محمود سعيد ممدوح اعتمد على تحسين ابن حجر لحديث عطية من طريقه ، فإن أخطأ فمعتمده ابن حجر .
              وإن وُجد تناقض بين كلام ابن حجر وأحكامه في عطية ، فاللوم متوجه إليه لا إلى محمود !
              ثم لم لا يقال أن اجتهاد ابن حجر قد تغيَّرَ في عطية ؟!

              أو يقال : له رأيان مختلفان في عطية ؟!


              فابن حجر على هذا لا يخلو من أمرين :
              1- تناقض عمداً ، أو سهواً وغفلة !!.
              2- تغيّر رأيه في عطية .

              إن اخترت التناقض العمدي ، فهي الطامة !!
              وإن اخترت التناقض سهواً وغفلة !! فلا دليل عليه ، لأن ابن حجر ناقش المسألة في كتابه (تخريج الأذكار) ورد تضعيف النووي للحديث المذكور من طريق عطية ، فمناقشته لرأي النووي وغيره ليس منشؤها السهو والغفلة عن رأيه الأول فيه خصوصاً وأن الرأي الأول مذكور في كتبه المختصرة له أعني التقريب وطبقات المدلسين . فما أسهل الرجوع إليها .
              لأني رأيت الألباني لما اتهم ابن حجر بالسهو !! والوهم !! والقصور !! وقلة الحفظ !! في تحسين الحديث من طريق عطية ، عزا ذلك إلى أنه – أي ابن حجر - كان بعيداً عن أصوله وقت تصنيف كتاب (تخريج الأذكار) بخلاف لمّا كان وقت تصنيف التقريب وطبقات المدلسين .!!
              وهذا قوله :
              [فهذا كله يدلنا على أن الحافظ رحمه الله تعالى لم يكن قد ساعده حفظه حين تخريجه لهذا الحديث فوقع في هذا القصور الذي يشهد به كلامه المسطور في كتبه الأخرى وهي أولى بالاعتماد عليها من كتابه ( التخريج ) لأنه في تلك ينقل عن الأصول مباشرة ويلخص منها بخلاف صنيعه في ( التخريج ) ]. انتهى


              وهذا مضحك للغاية !!
              ولا يستحق قراءته فضلاً عن الرد عليه !.

              لأنه إن كان نقل عن الأصول مباشرة في كتبه المعنية – التقريب وطبقات المدلسين – ولخّص منها ، فقد نقل ما يريد ويحتاجه فيها ، فلم لم يرجع إليها وقت تصنيف (تخريج الأذكار) ؟!
              ثم ما دليلك على انه لم تكن الأصول عنده وقت تصنيفه التخريج ؟! .

              ثم انه حتى وقت نقله عن الأصول مباشرة في التقريب لم يسلم منك !!
              وهذا قولك فيه تعليقاً على عبارته في عطية في "التقريب" :
              [لكن كان على الحافظ أن يبين نوع تدليسه فإن التدليس عند المحدثين على أقسام كثيرة ..] !!
              فهل سلم ابن حجر منك حتى وهو ينقل عن الأصول مباشرة ؟!!

              فالقصة ليست قصة أصول ، بل القصة قصة التضعيف دفعاً بالصدر ولو بالأراجيف والاحتمالات والخيالات !



              ـــــــــــــــــــــــــــــ

              ثانيا : قصة تكنية عطية للكلبي بابي سعيد

              فابن حنبل حكاها بلاغاً واعتمد عليها في تضعيف عطية . ثم اسند البلاغ من طريق سفيان الثوري .
              وكلام محمود سعيد متين بناءً على طعنهم في الكلبي وكونه من الكذابين عند أحمد وغيره ، فكيف يُعتمد عليه في نقل قصة التكنية ؟!
              وقول بوناصر : ان سفيان يعرف صدق الكلبي من كذبه ، فكانت هذه الحكاية من صدق كلام الكلبي أمر مضحك للغاية ! إذ مقصود سفيان من قوله أنا أعرف بصدقه من كذبه انما في الحديث النبوي لا في الحكايات التي يحكيها عن نفسه .

              ثم ان كون أحدهم يعرف صدق الراوي من كذبه ، فليس معنى هذا الاعتماد على ما يرويه إن تفرد به . وهذه الحكاية لا طريق إليها إلا من الكلبي نفسه فإذا كان كذاباً عندهم فكيف يعتمد على ما تفرد به ؟!!

              هذا إن قلنا – جدلاً – ان سفيان يعرف صدق الكلبي من كذبه في جميع ما يروي ويحكي ويسند .. وإلا فإثبات ذلك دونه خرط القتاد إلا أن يكون عالماً بالغيب وما تخفي الصدور !! .

              نهياً عن ان سفيان الثوري نفسه يفعل عين هذا الفعل المنسوب لعطية .. وقد نقله الشيخ محمود سعيد ، ألم يقرأه بوناصر ؟!

              وهذا قوله في الرسالة :
              (ما ذكر من تكنية عطية العوفي للكلبي فعل نحوه جماعة من الأعيان العدول .
              قال ابن حبان في المجروحين ( 2 / 253 ) : محمد بن السائب الكلبي كنيته أبو النضر من أهل الكوفة وهو الذي يروي عنه الثوري ومحمد بن إسحاق ويقولان : حدثنا أبو النضر حتى لا يُعْرَف!!!!. ا ه‍
              قلت : ومن شيوخهما سالم بن أبي أمية المكنى بأبي النضر وهو تابعي ثقة احتج به الجماعة كما في التهذيب ( 3 / 431 ) .) انتهى كلام الشيخ محمود سعيد

              أقول : أليس هذا سفيان الثوري ؟!!
              سبحان الله !!! من أي جهة يقرأ السلفية ؟!


              ــــــــــــــــــــ
              ونبدا الآن بالتعليق على رده لأدلة محمود سعيد لتوثيق عطية العوفي رضوان الله عليه


              قوله في رده على الدليل الأول :
              [هذا قول شاذ من بن سعد رحمه الله لا يلتفت اليه ، والعبرة بما اجمع عليه العلماء الحفاظ الذين عليهم المعول في الحكم على أحوال الرجال..] .


              أقول : توثيق ابن سعد لعطية الوفي ليس قولاً شاذا ، فقد وافقه عليه جمهرة من العلماء ، تجدهم في أصل رسالة محمود سعيد وذيلها الذي ألحقناه بها ، أوصلناهم إلى (22) عالماً .
              ثم انظر في ادعائك إجماع علمائك على تضعيفه ، فهل هو من المجازفة بغير علم ، أو هو من التدليس على القراء ؟!



              ـــــــــــ
              بخصوص ردك على الدليل الثاني .


              نقول : اختلف رأي ابن معين في عطية العوفي ، وما ذكره الشيخ محمود سعيد في محله بخصوص ترجيح التوثيق ، إضافة إلى انه لم ينفرد بهذا الترجيح ، فقد قاله قبله عدد من علمائكم ..
              مثل ابن شاهين ، حيث وضعه في ثقاته ، بقوله :
              تاريخ أسماء الثقات - (ج 1 / ص 172)
              (1023) عطية العوفي ليس به بأس قاله يحيى . انتهى

              فها هو اعتمد في التوثيق على توثيق ابن معين له .

              وكذلك المنذري في آخر كتابه الترغيب والترهيب ج4 / 288 ترجمهُ ضمن [الرواة المُختلف فيهم] .
              فقال :
              (قال أحمد وغيره : "ضعيف الحديث" .
              وقال أبو حاتم : "ضعيف يُكتب حديثه" .
              ووثقه ابن معين وغيره ، وحسَّنَ له الترمذي غير ما حديث ، وأخرجَ حديثه ابن خزيمة في صحيحه ، وقال : "في القلب من عطية شيء" . ) انتهى

              فقد اعتمد توثيق ابن معين له ، ولم يذكر قوله الآخر فيه .

              وكذلك البغوي (جامع مسند ابن الجعد) بآخر مسند الفضيل بن عياض ، فقد نقل توثيق ابن معين ، ولم يذكر قوله الآخر فيه ، فدل على ترجيحه للتوثيق .

              فماذا تقول ؟!


              ــــــــــــــــــــ

              في رده على الدليل الثالث .. لم يقل شيئاً ، وإنما اعتمد على حكاية التكنية ، وقد بينا أمرها فيما تقدم ، فلا نعيد .


              لكنه أضحكني بقوله : [وأن توثيق بن معين فيه نظر.....] !!

              كان ينبغي له أن يقول : اختلف رأي ابن معين فيه بين التوثيق والتضعيف ، والراجح عندي التضعيف . لا أن يزعم أن توثيق ابن معين له فيه نظر !! فكأنه بهذا ينفي صدور التوثيق من ابن معين أصلاً ، وفي هذا ما فيه لو يعلم !!.

              لا باس سأتلطف بك عزيزي بوناصر .



              ــــــــــــــــ

              ما ذكره في رده على الدليل الرابع ..

              بخصوص عبارة "روى عنه الناس" ، وهل هي من عبارات التعديل المحتج بمن قيلت فيه ، أم فقط يعتبر به !
              أقول :
              وضع السخاوي من قيلت فيهم هذه العبارة في المرتبة السادسة - المروي عنهم للاعتبار – عنده كما نقلت ليس على إطلاقه ..

              لأني وجدتُ بعض علمائكم يضع هذه العبارة لبعض من يحتج بهم
              راجع سنن الترمذي 5 / 332 رقم (3866) ، فقد قال عند أحد رواته - بعد أن حسّن الحديث من طريقه - وهو ( عبدالعزيز بن سياه ) : شيخ كوفي روى عنه الناس . انتهى

              - وقال أحمد بن حنبل عن عبدالله بن عمر العمري : صالح لا بأس به قد روى عنه الناس . (الجرح 5 / 109)
              - وقال ابن معين عن عبدالوهاب بن بخت : ثقة شامي .. وقد روى عنه الناس . ( تاريخ ابن معين للدوري 1/132 - 793 )
              - وسئل احمد بن حنبل عن زيد بن رفيع فقال : ما به بأس روى عنه الناس - العلل 3 / 61- 4173

              - وبعضهم عدلها بالوثاقة :
              كما في ترجمة عقبة بن وساج من تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ص173 رقم (1036) ، قال عنه : (بصري ثقة ، وقال فيه ابن عمار : معروف ثقة روى عنه الناس ). انتهى

              وقال ابن عمار ايضاً عن مجمع بن يحي : ثقة روى عنه الناس . (تاريخ دمشق لابن عساكر 57 / 53 ) .

              وقال ابن نمير عن موسى بن قيس : كان ثقة روى عنه الناس وهو حضرمي . (تاريخ أسماء الثقات لابن شاهين ص222 رقم 1350 .


              - وبعضهم كأبي زرعة هي عنده عبارة تعديل ، فهي تعدل (ليس بالقوي) كما في ترجمة علي بن زيد بن جدعان من الجرح والتعديل 6/ 186



              - وعند عمرو بن علي الفلاس تعدل "فيه ضعف وهو صدوق"
              قال عن معاوية بن محمد : فيه ضعف وهو صدوق وقد روى عنه الناس . (تهذيب الكمال 26 / 479 ) .

              والمتتبع يجد نوعاً من التباين لدى علماء الجرح والتعديل في رتبة من وصف بـ : (روى عنه الناس) ، والأمر بحاجة لمزيد تحرير .

              لكن لاحظ بأن البزار قال عن عطية العوفي : روى عنه جلة الناس . ولم يكتف بالناس فقط ، بل أضاف إليهم نعت الجلالة. وفي هذا ما فيه ، فلا تغفله .




              ــــــــــــــــــــ


              ما ذكره في رده على الدليل الخامس ..
              بخصوص زعمه تدليس الشيخ محمود سعيد في نقله عن ابن أبي حاتم


              نقول : يبدو انك أصبحت لا تدري ما يخرج من راسك عزيزي !!

              فالنقل الذي أتى به الشيخ محمود تجده في ترجمة أبي نضرة نفسه من كتاب "الجرح والتعديل" لابن أبي حاتم نفسه
              تفضل
              الجرح والتعديل لابن أبي حاتم – (ج 8 / ص 241)
              قال :
              (نا عبد الرحمن ، قال : سئل أبي عن أبي نضرة وعطية العوفى ، فقال: أبو نضرة
              أحب إليَّ .) انتهى

              وكذلك نقله المزي وابن حجر ، في "تهذيب الكمال" ، و "تهذيب التهذيب" بعين ما نقله الشيخ محمود في رسالته ، فأين التدليس والبتر يا هــــذا ؟!!


              سأتلطف بك أيضاً .


              ــــــــــــــــــــــــ


              ما ذكره في رده على الدليل السادس


              قال : [ان مقارنة الرواي براو ثقة لا توجب بالضرورة الحكم بوثاقته....]


              أقول : إن سلمنا – جدلاً – لك هذا ، فلا أقل من احتمال الوثاقة . لأن مقارنة راوٍ بثقة إن لم يؤخذ منها الحكم بوثاقته فهي محتملة .

              أما قولك أن يحي بن سعيد القطان لم ينص على توثيق عطية ، فلا وجه له ، إذ أن الشيخ محمود لم يدّعِ هذا حتى تورد عليه بأن القطان لم ينص على توثيقه !.

              فالوثاقة أخذها من المقارنة لا من التنصيص ، فالتفت لما تقول هداك الله .


              ـــــــــــــــــــــــــ


              ما ذكره في رده على الدليل السابع


              نقول : شرط ابن خزيمة معروف ، وتجده في تسميته لكتابه بـ : [ المسند الصحيح المتصل بنقل العدل عن العدل من غير قطع في المسند ولا جرح في النقلة .]

              فعطية بناءً على هذا الشرط عدل عند ابن خزيمة .
              وأنت لا تعلم بأنك بهذا الاعتراض تريد إلصاق التهافت لعلمائك .. لأن ما ذكره ابن خزيمة في عطية لو أخذ كجرح في عطية لما أخرج له في صحيحه ، ولكان هذا من التهافت ، إذ كيف يشترط العدالة في رواة صحيحه ، ثم يخرج لمن ليس عدلاً عنده ؟!!

              إذن فقول ابن خزيمة الآنف لا يؤخذ منه جرح لعطية ، وإلا لما أخرج له في صحيحه ، لا أن تقلب الأمر فتثبت تناقض وتهافت أصحاب الصحاح لديكم !!

              نعم ؛ بوناصر مستعد لعمل أي شيء في سبيل رد فضائل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ...!!

              ثم لو فرضنا أن هذا جرح من ابن خزيمة في عطية ، فلا ضير فيه بتاتاً ، ولا يعارض هذا كون الحديث صحيحاً في نظره ، إذ أن هذا الفعل قد عمله قبله بخاريكم ، فقد ضعَّفَ عدداً من الرواة ثم أخرج لهم في صحيحه ، ومع ذلك حكمتم بصحة أحاديثه كلها !! ، وابن خزيمة ليس بأحسن حالاً من بخاريكم !!

              وهذا ما يجعل قواعدكم الحديثية هشة ، بحيث يطعن فيها أمثالك .. !



              لا زلتُ متلطفاً معك عزيزي ..


              ـــــــــــــــــــ


              ما ذكره في الرد على الدليل الثامن


              لا أدري ما أقول ، لأنه وكما يبدو لا ناقة لك أخي أبا ناصر في هذا العلم .

              فأنتَ ترد تحسين الترمذي لحديث عطية بما لم يقله أحد قبلك ، فقل لي : أأنت ألباني جديد ؟!


              ـــــــــــــــــــــــ


              ما ذكره في (أخيراً)


              ناقض قوله في رده على الدليل الثامن ، فهناك نفى تعديل الترمذي لعطية !! .
              بينما هنا عده من مُعدليه – وإن كان تنزلاً كما يقول - !!

              فهل عدّله أم لم يعدّله ؟!! دعك من التنزل في هذا المورد .


              أما رميه الشيخ محمود سعيد بالكذب !! ، معترضاً عليه بأنه لم يعدّل عطية العوفي إلا واحداً فقط ، أضاف إليه الترمذي تنزلاً !!

              أقول :
              وَيْ .. وَيْ .. كأنَّ السلفية لا يقرأون !!
              وَيْ .. وَيْ .. كأن السلفية لا يفهمون !!
              وَيْ .. وَيْ .. كأن السلفية يرمون خصومهم بصفات لا تليق إلا بهم !!


              سيقول لي القارئ كيف ؟!


              اقول : يدعي بوناصر بأنه لم يعدل عطية ألا ابن سعد فقط + الترمذي تنزلاً !!

              تعالوا اقرأوا :


              - أسماء موثقي عطية العوفي الذين ذكرهم الشيخ محمود سعيد ممدوح ..
              1- يحي بن معين .
              2- ابن سعد .
              3- ابن شاهين .
              4- البزار . ( قال عنه : روى عنه جلة الناس . وهي صيغة تعديل ) .
              5- ابن القطان السجلماسي . ( حسّن له ) .
              6- ابن خزيمة ( أخرج له في صحيحه ) .
              7- الترمذي ( حسّن له في سننه ) .
              8- يحي بن سعيد القطان ( حيث قرنه بثقة آخر ) .
              9- أبو حاتم الرازي ( حيث قرنه بثقه آخر ) .
              10- الهيثمي ( كما في مواضع من كتابه "مجمع الزوائد" ) .
              11- الحافظ العراقي ( حسّن له حديث "اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك .." في كتابه تخريج الاحياء 1/291 ، راجع كتاب "رفع المنارة" لمحمود سعيد ممدوح) .
              12- الحافظ الدمياطي (حسّن له الحديث المذكور في كتابه المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح (ص471_472) )
              13- الحافظ أبو الحسن المقدسي شيخ الحافظ المنذري ( حسّن له الحديث المتقدم أيضاً ، كما في الترغيب والترهيب (3/273) .) .




              - ذيل في ذكر موثقي عطية العوفي ممن لم يرد ذكرهم في الرسالة المتقدمة .


              1- العجلي .
              2- أبو القاسم عبدالله بن محمد البغوي (جامع مسند ابن الجعد) (ت 317 هـ)
              3- الطبري صاحب التاريخ والتفسير المشهورين (ت310هـ) .
              4- الحافظ المنذري ( ت 656 هـ)
              5- سراج الدين البلقيني (ت 805 هـ) .
              6- سبط بن العجمي ( صاحب الحاشية على كاشف الذهبي ت 841 هـ) .
              7- الشيخ محمد عوّامة (من المعاصرين في مقدمته لكتاب الكاشف) .
              8- الشريف السلفي حاتم العوني ( معاصر ، في تعليقه على كتاب "أحاديث الشيوخ الثقات" للقاضي أبي بكر محمد بن عبدالباقي الأنصاري ) .


              أقول :
              مجموع موثقي عطية (22) عالماً .. فلو أنقصنا منهم – تنزلاً - بعض من ناقش فيهم ، ولنقل (3) علماء ، أو أربعة ، أو حتى خمسة ، أو ستة ، أو سبعة .... كل هذا على سبيل التنزل ، فقطعاً سيبقى عدد يفوق العشرة علماء يتراوحون بين ناصٍّ على توثيقه ، وبين مصحح ، أو مُحسَّنٌ لحديثه ، وأقل الناس معرفة بهذا العلم يُدرك بأنه لا معنى لتصحيح أو تحسين أحد الأسانيد إلا بتوثيق رواته .. فكيف يرمي – مع هــذا - الشيخ محمود سعيد بالكذب زاعمــــاً بأنه لم يوثق عطية إلا ابن سعد فقط (+ الترمذي تنزلاً كما يقول) ؟!!!



              ففي أي خــانة ستضع نفسك بعد هــذا عزيزي بو ناصر ؟!!


              أترك التعليق للقارئ الكريم ...


              والحمد لله رب العالمين ،،،


              .

              ـــــــــــــــــــــ

              انتهى

              .

              تعليق


              • #8
                اللهم صل على محمد وآل محمد

                تعليق


                • #9
                  طيب الله أنفاسك مولانا
                  واثابكم الجنه وصحبة المصطفى وآله صلى الله عليه وآله

                  تعليق


                  • #10
                    بارك الله فيك أستاذنا الفاضل مرآة التواريخ وجعله في ميزان حسناتك
                    اللهم صل على محمد وآل محمد

                    تعليق


                    • #11
                      رحم الله والديك مولاي مرآة التواريخ
                      اجرك على اهل البيت عليهم السلام

                      عن امير المؤمنين عليه السلام : ( عجبت لمن نسي الموت وهو يرى من يموت )

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

                      يعمل...
                      X