إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

مناضرة الشيخ المفيد والباقلاني

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مناضرة الشيخ المفيد والباقلاني

    مناظرة الشيخ المفيد والباقلاني و محاولات فاشلة للانتقاص من الشيخالمفيد

    وهنا أحب أن أقف قليلا عند ما قيل في الشيخ المفيد من ذم صدر فيكلمات بعض معاصريه وهي تقطر حسدا وحقدا، فهذا الخطيب البغدادي المتوفى سنة 463هـيقول فيه:
    ""
    شيخ الرافضة والمتعلم على مذاهبهم، صنف كتبا كثيرة في ضلالاتهموالذب عن اعتقاداتهم ومقالاتهم، والطعن على السلف الماضين من الصحابة والتابعينوعامة الفقهاء المجتهدين، وكان أحد أئمة الضلال، هلك به خلق من الناس إلى أن أراحالله المسلمين منه".
    وكما يلاحظ على كلامه هذا أنه لم يأت بأي نقيصة في حقالشيخ المفيد سوى اعتقاد الخطيب نفسه ببطلان معتقدات الشيخ المفيد، وأما ضعفه فيبيان معتقده فهذا ما لم يتمكن الخطيب البغدادي من إثباته، والعلة في ذلك بينة فإنالشيخ المفيد (رض) اشتهر بقوته في المناظرة والاحتجاج وعجز من خالفه الرأي كأبي بكرالباقلاني وأبي حامد الاسفرائيني عن مقارعته، ولهذا الأمر كانوا يكنون له البغضوالشحناء بل ويظهرونها أحيانا حتى أن بعضهم كان يترقب الأيام لموته، وينقل الخطيبالبغدادي ومن بعده ابن كثير الدمشقي أن أبا القاسم الخفاف عبيد الله بن الحسينالمعروف بابن النقيب حينما بلغه موت الشيخ المفيد سجد لله شكرا، وجلس للتهنئة وقال: ما أبالي أي وقت مت، بعد أن شاهدت موت ابن المعلم.
    وتوفاه الله بعد ما يقرب منسنتين من وفاة الشيخ المفيد في شعبان من عام 415هـ ، والتحق كل بمواليهوسادته!!
    وهكذا نلاحظ أنه لم يكن لهم مطعن فيه سوى دعواهم الضلال وكونه المحاميعن مذهب الشيعة، فلا حديث عن ضعف في الحجة أو المناظرة، ولا كلام عن صفة أخلاقيةذميمة.
    ولعل من أسباب الحسد التي ظهرت في كلام الخطيب البغدادي والخفاف هو تفوقهعلى من يكبره سنا من مناظريه، وعلى سبيل المثال ناظر الشيخ المفيد شيخ الشافعيةبالعراق أبا القاسم الداركي والمتوفى في بغداد سنة 375 هـ عن نيف وسبعين عاما، وبماأن مولد الشيخ المفيد كان في عام 338هـ فإن التفاوت بينهما أثناء المناظرة يزيد عن 35 عاما تقريبا.
    ومن الثقيل جدا على الشيخ الذي كبر في تلقي العلوم وإلقائها أنيتفوق عليه شاب في بدايات عمره!!
    وهناك قصة أوردها الخطيب البغدادي في ترجمة أبيبكر الباقلاني الذي أفحمه الشيخ المفيد في مناظراته يريد من خلالها إسقاط شخصيةالشيخ المفيد، هذا نصها:
    "
    وحدث أن ابن المعلم شيخ الرافضة ومتكلمها، حضر بعضمجالس النظر مع أصحاب له، إذ أقبل القاضي أبو بكر الأشعري، فالتفت ابن المعلم إلىأصحابه وقال: قد جاءكم الشيطان، فسمع القاضي كلامهم – وكان بعيدا عن القوم – فلماجلس أقبل على ابن المعلم وأصحابه وقال لهم: قال الله تعالى: أي إن كنت شيطانا فأنتمكفار".
    وكل من جاء بعد الخطيب البغدادي أخذ هذه القصة منه وهو يعدها في محاسنالباقلاني ومآثره وقوته في الحوار.
    وهذه قصة مفتعلة بلا شك، فالخطيب البغداديوإن كان أدرك برهة من حياة الشيخ المفيد إلا أنه لم يدرك هذه القصة حيث أن ولادةالخطيب كانت عام 392هـ أي أن عمره حين وفاة الشيخ المفيد كانت واحدا وعشرين عاما،وحيث أن الباقلاني توفي عام 403هـ فإن عمر الخطيب سيكون 11 عاما فقط حين وفاته،ويفترض أن يكون عمره أثناء القصة المزعومة بين الشيخ المفيد والباقلاني أصغر منذلك، ونقل طفل لقصة مثل هذه أمر صعب التصديق!!
    ومما يدلل على بطلان القصة أنالخطيب البغدادي نقل كل ما أورده من قصص عن الباقلاني بواسطة أحد مشايخه مثل علي بنالحسن الدقاق ومحمد بن عمران الخلال وعلي بن محمد الحربي المالكي مما يعني أنه لميدركه أصلا، ولكنه في قصة ما جرى بين الشيخ المفيد والباقلاني أرسلها من دون أنينقلها عن أحد!!!
    ولا يمكن لأي منصف أن يقبل بمثل هكذا قصة وخاصة إذا انفردبنقلها شخص لم يخف حقده على الشيخ المفيد كالخطيب البغدادي حينما قال عنه: "وكانأحد أئمة الضلال، هلك به خلق من الناس إلى أن أراح الله المسلمين منه".
    وممايعزز أن الخطيب البغدادي هو الذي افتعل القصة ونسبها زورا إلى الشيخ المفيد أنالقاضي عياض (المتوفى 544هـ) قال:
    وحكى غير الخطيب أن الحكاية جرت للباقلاني معأهل مجلس فنا خسرو (وهو عضد الدولة) من شيوخ المعتزلة، وأنه كان داخلا إذ سمعهميذكرون أمره، فقال له بعضهم: ما هو إلا شيطان، فوصل إليهم وهو يتلو الآية.
    كماأن مضمون القصة المزعومة لا يدخل في باب المناظرة حتى يقال أن الباقلاني قد تفوقعلى الشيخ المفيد بل في باب إظهار السخرية بالمحاور، وهذا ما يتنافى مع جميع ما وردمن مناظرات الشيخ المفيد من مراعاته الأدب الجم مع محاوريه، فضلا عما ورد من تصريحفي حقه من قبل أحد معاصريه من أهل السنة وهو أبو حيان التوحيدي (المتوفى سنة 400هـ) حيث وصفه بأنه: "حسن اللسان والجدل" و"صبورا على الخصم" و"جميلالعلانية".
    والأكثر افتضاحا من القصة السابقة ما نقله القاضي عياض أنه سمع منبعض الشيوخ يحكي أن الشيخ المفيد تكلم مع الباقلاني يوما، فلما احتد الكلام بينهمارماه ابن المعلم بكف باقلاء (فول) أعده له، يعرض له بما ينسب إليه، ليخجله بذلكويحصره، فرد القاضي للحين يده في كمه ورماه بدرة أعدها له، فعجب من فطنته وإعدادهللأمور أشباهها قبل وقتها!!
    وهذه قصة تشبه ما يتسامر به البطالون الكذابون فيالسهرات، فعالم معروف يرمي مناظره بباقلاء يعرض فيها بلقبه ومهنته!! والآخر يخبئ فيكمه سوطا يعرض بمهنة والد خصمه (حيث كان والد الشيخ المفيد معلما)!!
    وهذه القصةكسابقتها في عدم تحديد الشيخ الذي رواها، فضلا عن كونها مرسلة إذ لا يمكن للقاضيعياض المتوفى سنة 544هـ أن ينقل عن قصة جرت في عهد الباقلاني المتوفى سنة 403هـبواسطة واحدة.
    ويبدو أن هذه القصة افتعلت في مقابل ما جرى بين الشيخ المفيدوالباقلاني بما لايخرج عن اللباقة والظرافة، فبعد أن أفحم الشيخ المفيد الباقلانيفي المناظرة، قال الباقلاني: لك أيها الشيخ في كل قدر مغرفة!! يعرض به من جهة أنهيقحم نفسه في كل علم، فرد عليه الشيخ: نعم ما تمثلت به أيها القاضي بأداة أبيك،فضحك الحاضرون وخجل القاضي

  • #2
    رحم الله شيخ الطائفة الشيخ المفيد أعلى الله مقامه المقدس

    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x

    رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

    صورة التسجيل تحديث الصورة

    اقرأ في منتديات يا حسين

    تقليص

    لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

    يعمل...
    X