المرجع الصادق الشيرازي يدعو المؤمنين إلى مساندة القضية الفلسطينية

في بيان صدر عن المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي (دام ظله) في الرابع والعشرين من شهر محرم الجاري، دعا سماحته المؤمنين في عامة البلاد الإسلامية إلى مساندة القضية الفلسطينية بكل ما ندب إليه الإسلام من أنواع المساندة لرد كيد الظالمين الصهاينة الغاصبين ونعت هذه المساندة بأنها من أفضل القربات إلى الله تعالى.. وفيما يأتي نص البيان كاملاً:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي اشرف المرسلين محمد وعترته الطيبين الطاهرين.
وبعد: فان ما يجري اليوم في فلسطين الجريحة علي أيدي الصهاينة الظالمين ليس أمرا جديدا علي تاريخ الحركة الصهيونية فمسيرة الصهاينة وأسلافهم عبر تاريخهم الطويل مليئة بالمآسي والويلات والمظالم التي يندي لها جبين التاريخ، بدءاً من تعاملهم الظالم والخشن مع كليم الله تعالي النبي العظيم موسى بن عمران وأخيه النبي الكريم هارون (علي نبينا وآله وعليهما السلام) ومرورا بما أبدوه من الكفران والجحود لنعمة الله تعالي وفضله عليهم حيث أرسل لهم العشرات والعشرات من الرسل والأنبياء ، فما كان منهم إلا أن واجهوهم بالتنكيل والتعذيب والتشريد وبالتالي القتل، حتى ورد في الحديث الشريف : (إن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيا ثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأنهم لم يصنعوا شيئاً)[ البحار ج 44 ص 365].
واستمراراً بما صنعوه مع روح الله النبي الكريم عيسى بن مريم (علي نبينا وآله وعليه السلام) ومواصلة بما واجهوا به النبي الأعظم رسول الإسلام (صلي الله عليه وآله وسلم) حتى قال القران الكريم عنهم : (وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله علي الكافرين)[سورة البقرة: الآية 89] وقال تعال : (فباءوا بغضب علي غضب وللكافرين عذاب مهين)[سورة البقرة: الآية90] وقال تعالي: (لتجدن اشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود)[سورة المائدة: الآية 82].
هذه المسيرة البعيدة ـ كل البعد ـ عن الإنسانية والشرف ليس غريبا عليها ما تقوم به اليوم ـ منذ اغتصاب فلسطين المظلومة لأكثر من نصف قرن ـ من المظالم المتلاحقة.
إنما الغريب في ذلك كله: سكوت المحافل الدولية التي تضج وتبكي بكاء التماسيح ـ بين الحين والآخرـ علي مسألة عابرة وحدث طارئ ولا تستنكر ذبح الأطفال وقتل الأبرياء وتشريد الآمنين وهتك بيوت العبادة التي قدسها الله تعالي .. إلى غير ذلك مما يحدث في شتي بقاع فلسطين المحتلة.
وإنني إذ ابتهل إلى الله القوي العزيز أن يكف باس الصهاينة الغاصبين عن تلك الأرض المقدسة أدعو المؤمنين الكرام في عامة البلاد إلى مساندة القضية الفلسطينية بكل ما ندب إليه الإسلام من أنواع المساندة لرد كيد الظالمين فإنها من أفضل القربات إلى الله تعالي (عسي الله أن يكـف بأس الذين كفروا والله اشد باساً واشد تنكيلاً) [سورة النساء: الآية 84].24
محرم الحرام/ 1423 هجـ
صادق الشيرازي
صادق الشيرازي
المصدر :
http://www.ebaa.net/khaber/2002/04/10/khaber01.htm