إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

طرائف وعبر ؟

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • طرائف وعبر ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم

    اللهم صلى على محمد وال محمد

    السلام عليكم


    الحسن و الحسين إبنا رسول الله

    قال الشعبي : كنت بواسط [1] ، و كان يوم أضحى ، فحضرت صلاة العيد مع الحجاج ، فخطب خطبةً بليغة ، فلما انصرف جاءني رسوله فأتيته ، فوجدته جالساً مستوفزاً ، قال : يا شعبي هذا يوم أضحى ، و قد أردت أن أضحِّي برجل من أهل العراق ، و أحببت أن تسمع قوله ، فتعلم أني قد أصبت الرأي فيما أفعل به .

    فقلت : أيها الأمير ، لو ترى أن تستن بسنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، و تضحي بما أمر أن يضحي به ، و تفعل فعله ، و تدع ما أردت أن تفعله به في هذا اليوم العظيم إلى غيره .

    فقال : يا شعبي ، إنك إذا سمعت ما يقول صوبت رأيي فيه ، لكذبه على الله وعلى رسوله ، وإدخاله الشبهة في الإسلام .

    قلت : أفيرى الأمير أن يعفيني من ذلك ؟

    قال : لا بدّ منه .

    ثم أمر بنطع فبسط ، و بالسيّاف فأُحضر ، وقال : أحضروا الشيخ ، فأتوه به ، فإذا هو يحيى بن يعمر [2] ، فأغممت غماً شديداً ، فقلت في نفسي : وأي شيء يقوله يحيى مما يوجب قتله ؟

    فقال له الحجاج : أنت تزعم أنك زعيم أهل العراق ؟

    قال يحيى : أنا فقيه من فقهاء أهل العراق .

    قال : فمن أي فقهك زعمت أن الحسن والحسين ( عليهما السَّلام ) من ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

    قال : ما أنا زاعم ذلك ، بل قائل بحق .

    قال : وبأي حق قلت ؟

    قال : بكتاب الله عز وجل .

    فنظر إليَّ الحجاج ، وقال : اسمع ما يقول ، فإن هذا مما لم أكن سمعته عنه ، أتعرف أنت في كتاب الله عز وجل أن الحسن والحسين من ذرية محمّد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟

    فجعلت أفكر في ذلك ، فلم أجد في القرآن شيئاً يدل على ذلك .

    و فكر الحجاج ملياً ثم قال ليحيى : لعلك تريد قول الله عز وجل : { فَمَنْ حَاجَّكَ فيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ العِلمِ فَقُلْ تَعَالَوا نَدعُ أَبْناءَنا وَ أَبْنَاءَ كم وَ نِساءَنا و نِساءَ كُم وأنفُسَنا وأنفُسَكم ثُمَّ نَبتَهِل فَنَجعَل لَعنةَ اللهِ عَلَى الكاذبينَ } [3] وأن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) خرج للمباهلة ومعه علي وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السَّلام ) .

    قال الشعبي : فكأنما أهدى لقلبي سروراً ، وقلت في نفسي : قد خلص يحيى ، وكان الحجاج حافظاً للقرآن .

    فقال له يحيى : والله ، إنها لحجة في ذلك بليغة ، ولكن ليس منها أحتج لما قلت .

    فاصفرَّ وجه الحجاج ، وأطرق ملياً ثم رفع رأسه إلى يحيى وقال : إن جئت من كتاب الله بغيرها في ذلك ، فلك عشرة آلاف درهم ، وإن لم تأت بها فأنا في حلٍ من دمك .

    قال : نعم .

    قال الشعبي : فغمَّني قوله فقلت : أما كان في الذي نزع به الحجاج ما يحتج به يحيى ويرضيه بأنه قد عرفه وسبقه إليه ، ويتخلص منه حتى رد عليه وأفحمه ، فإن جاءه بعد هذا بشيء لم آمن أن يدخل عليه فيه من القول ما يبطل حجته لئلا يدعي أنه قد علم ما جهله هو .

    فقال يحيى للحجاج : قول الله عزّ وجلّ { وَ مِن ذُرِّيتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ } [4] من عنى بذلك ؟

    قال الحجاج : إبراهيم ( عليه السَّلام ) .

    قال : فداود وسليمان من ذريته ؟

    قال : نعم .

    قال يحيى : و من نص الله عليه بعد هذا أنه من ذريته ؟

    فقرأ يحيى : {وَ أَيّوبَ وَ يوسُفَ وَ موسى وَ هارونَ وَ كذلِكَ نَجْزي المُحسنينَ } [5] .

    قال يحيى : ومن ؟

    قال : { وَزَكَريا وَ يَحيى وَ عِيسى } [6] .

    قال يحيى : ومن أين كان عيسى من ذرية إبراهيم ( عليه السَّلام ) ، ولا أب له ؟

    قال : مِن قِبَل أُمّه مريم ( عليهما السلام ) .

    قال يحيى : فمن أقرب : مريم من إبراهيم ( عليه السَّلام ) ، أم فاطمة ( عليها السلام ) من محمّد ( صلى الله عليه وآله ) ؟

    قال الشعبي : فكأنّما ألقمه حجراً .

    فقال : أطلقوه قبَّحَه الله ، وادفعوا إليه عشرة آلاف درهم لا بارك الله فيها .

    ثمّ أقبل عليَّ فقال : قد كان رأيك صواباً ولكنّا أبيناه ، و دعا بجزور فنحره و قام فدعا بالطعام فأكل و أكلنا معه ، و ما تكلّم بكلمة حتى افترقنا ولم يزل ممّا احتجّ به يحيى بن يعمر واجماً [7] .

    كيف مات الحَجَّاج

    اشتهر الحجّاج بن يوسف الثقفي بولائه للبيت الأموي و بعدائه و نصبه للبيت العلوي ، كما و أشتهر بسفكه للدماء و ولعه في قتل شيعة أمير المؤمنين ( عليه السَّلام ) أمثال كميل بن زياد ، و سعيد بن جبير و غيرهم .

    و كان للحجاج في القتل وسفك الدماء والعقوبات غرائب لم يُسمع بمثلها ، و كان يُخبر عن نفسه أن أكبر لذاته سفك الدماء وارتكاب القتل .

    كانت نهاية هذا الطاغية بمرض الأكلة التي وقعت في بطنه ، فدعا الطبيب لينظر إليه فأخذ لحماً وعلَّقه في خيط و سرحه في حلقه و تركه ساعة ثم أخرجه و قد لصق به دود كثير ، و سلّط الله عليه الزمهرير ، فكانت الكوانين تجعل حوله مملؤة ناراً وتدنى منه حتى تحرق جلده و هو لا يحس بها ، فشكا ما حاله و ما يعاني من شدة الألم إلى الحسن البصري

    فقال له الحسن البصري : قد كنت نهيتك ألا تتعرّض إلى الصالحين فلحجت .

    فقال له : يا حسن ، لا أسألك أن تسأل الله أن يفرّج عنّي ، ولكني أسألك أن تسأله أن يُعجِّل قبض روحي و لا يطيل عذابي .

    و بقي الحجاج على هذه الحالة و بهذه العلة خمسة عشر يوماُ ، و توفي في شهر رمضان سنة : 95 هجرية في مدينة واسط ودفن بها وعُفي قبره [8] .

    ثواب الصابر على موت ولده

    توفي لعثمان بن مظعون ( رضي الله عنه ) ولدٌ فاشتد حزنه عليه حتى اتخذ في داره مسجدا يتعبد فيه ، فبلغ ذلك النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال :

    " يا عثمان إن الله عزَّ و جَلَّ م يكتب علينا رهبانية إنما رهبانية أمتي الجهاد في سبيل الله ، يا عثمان بن مظعون إن للجنة ثمانية أبواب و للنار سبعة أبواب أ فلا يسرك ألا تأتي بابا منها إلاَّ وجدت ابنك بجنبه آخذا بحجزتك [9] ليشفع لك إلى ربه عزَّ و جَلَّ " .

    فقيل يا رسول الله و لنا في افراطنا ما لعثمان ؟

    قال ( صلى الله عليه وآله ) : " نعم لمن صبر منكم و احتسب " .

    كيف نُعزِّي المُصاب بمصيبته ؟

    إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عزَّى رجلا على ابنه فقال :

    " آجرك الله و أعظم لك الأجر " .

    جزاء الصابرين

    رُوي عن الإمام زين العابدين ( عليه السَّلام ) أنه قال :

    " إذا جمع الله الأولين و الآخرين ينادي منادٍ أين الصابرون ليدخلوا الجنة بغير حساب ، فيقوم عنق من الناس فتتلقاهم الملائكة .

    فيقولون : إلى أين يا بني آدم ؟

    فيقولون : إلى الجنة .

    فيقولون و قبل لحساب ؟

    فقالوا : نعم .

    قالوا : و من أنتم ؟

    قالوا : الصابرون .

    قالوا : و ما كان صبركم ؟

    قالوا : صبرنا على طاعة الله ، و صبرنا عن معصية الله حتى توفانا الله عزَّ و جَلَّ .

    قالوا : أنتم كما قلتم ، ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين .





    --------------------------------------------------------------------------------

    [1] مدينة بناها الحجاج في العراق عام 83 / 84 هجري ، وسميت واسطاً لتوسطها بين البصرة والكوفة والأهواز و بغداد ، فإن بينها وبين كل واحدة من هذه المدن مقداراً واحداً وهو خمسون فرسخاً . التنبيه والأشراف : 311 ، وفيات الأعيان لابن خلكان : 2/ 50 .

    [2] هو : أبو سليمان يحيى بن يعمر العامري البصري ، ولد في البصرة ، وهو أحد قرّائها وفقهائها ، كان عالماً بالقرآن الكريم والفقه والحديث والنحو ولغات العرب ، وكان من أوعية العلم وحملة الحجة ، أخذ النحو عن أبي الأسود الدوئلي ، وحدَّث عن أبي ذر الغفاري ، وعمّار بن ياسر ، وابن عبّاس وغيرهم ، كما حدث عنه جماعة أيضاً ، وكان من الشيعة الأولى القائلين بتفضيل أهل البيت – صلوات الله وسلامه عليهم - ، وقيل هو أول من نقّط القرآن قبل أن توجد تشكيل الكتابة بمدة طويلة ، وكان ينطق بالعربية المحضة واللغة الفصحى طبيعة فيه غير متكلّف ، طلبه الحجّاج من والي خراسان قتيبة مسلم فجيء به إليه ، لأّنه يقول أن الحسن والحسين ( عليهما السلام) ذريّة رسول الله ، وقد أذهل الحجّاج بصراحته وجرأته في إقامة الحق وإزهاق الباطل حتى نصره الله عليه ، كما نفاه الحجاج في سنة 94هجرية لأنّه قال له : هل ألحَنْ ؟ فقال : تلحن لحناً خفياً ، فقال : أجلتك ثلاثاً ، فإن وجدتك بعدُ بأرض العراق قتلتك ؟ فخرج ، وأخباره ونوادره كثيرة ، توفي – رحمة الله عليه – سنة 129 هجرية .

    راجع ترجمته في : وفيات الأعيان لا بن خلكان : 6 / 173 – 176 ، ترجمة رقم : 797 ، معجم الأدباء للحموي : 20 / 42 – 43 ، ترجمة رقم : 23 ، سير أعلام النبلاء للذهبي : 4 / 441 – 443 ، الأعلام للزركلي : 9 / 225 ، مستدركات علم رجال الحديث للشاهرودي : 8 / 242 ترجمة رقم : 16298 .

    [3] سورة آل عمران ( 3) ، : الآية 61 .

    [4] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 84 .

    [5] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 84 .

    [6] سورة الأنعام ( 6 ) ، : الآية 85

    [7] كنز الفوائد للكراجكي : 1 / 357 – 360 ، بحار الأنوار للمجلسي : 10 / 147 – 149 ، حديث 1 ، و25 /243- 246 ، حديث 26 ، وفيات الأعيان لابن خلكان : 6 / 174 ، العقد الفريد للأندلسي : 2 / 48 – 49 ، و5 / 281 ، بتفاوت . نقلاً عن مناظرات في العقائد و الأحكام ، الجزءُ الأول ، تأليف وتحقيق : الشيخ عبد الله الحسن ، 255 – 259 .

    [8] راجع : وفيات الأعيان لا بن خلكان : 2 / 29 ترجمة رقم : 149 ، و سفينة البحار 1 / 221 – 222

    [9] الحجزة بضم الحاء المهملة و الزاء موضع شد الإزار ، و لذا قيل للإزار حجزة .

    يتبع

  • #2
    ينطيك العافية اغاتي على موضوعك الجميل

    تحياتي

    تعليق


    • #3
      با ركك الله وجزاك خيرا

      تعليق


      • #4
        طوبى للنساء العارفات

        رُوي أنه لما كان يوم أُحد حاص أهل المدينة حيصة فقالوا قتل محمد ( صلى الله عليه وآله ) حتى كثرت الصوارخ في نواحي المدينة ، فخرجت امرأة من الأنصار متحزنة فاستقبلت بابنها و أبيها و زوجها و أخيها و هم شهداء .

        فلما مرَّت على آخرهم قالت : من هذا ؟

        قالوا : أخوك و أبوك و زوجك و ابنك .

        قالت : ما فعل النبي ( صلى الله عليه وآله ) ؟

        قالوا : أمامك .

        فمشت حتى جاءت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) و أخذت بناحية ثوبه و جعلت تقول : بأبي أنت و أمي يا رسول الله لا أبالي إذا سلُمت أنت من عطب .

        و خرجت السمراء بنت قيس أخت أبي خزام و قد أصيب ابناها فعزاها النبي ( صلى الله عليه وآله ) بهما فقالت كل مصيبة بعدك جلل و الله لهذا النقع الذي في وجهك أشد من مصابهما

        و عن جويرة بنت أسماء أن ثلاثة إخوة شهدوا بششتر و استشهدوا و بلغ ذلك أمهم فقالت مقبلين أم مدبرين فقيل لها بل مقبلين فقالت الحمد لله نالوا و الله الفوز و أحاطوا الذمار بنفسي هم و أبي و أمي و ما تأوهت و لا دمعت لها عين .

        و عن أبي قدامة الشامي قال كنت أميرا على جيش في بعض الغزوات فدخلت بعض البلدان و دعوت الناس الغزاة و رغبتهم في الجهاد و ذكرت فضل الشهادة و ما لأهلها ثم تفرق الناس و ركبت فرسي و سرت إلى منزلي ، فإذا أنا بامرأة من أحسن الناس وجها تنادي يا أبا قدامة فمضيت و لم أجب .

        فقالت : ما هكذا كان الصالحون .

        فوقفت فجاءت و دفعت إليَّ رقعة و خرقة مشدودة و انصرفت باكية ، فنظرت في الرقعة و إذا فيها مكتوب أنت دعوتنا إلى الجهاد و رغبتنا في الثواب و لا قدرة لي على ذلك ، فقطعتُ أحسن ما فيَّ و هما ضفيرتاي و أرسلتهما إليك لتجعلهما قيد فرسك في سبيل الله فيغفر لي .

        فلما كان صبيحة القتال فإذا بغلام بين يدي الصفوف يقاتل حاسرا ، فتقدمت إليه و قلت يا غلام أنت فتى غر راجل و لا آمن أن تجول الخيل فتطؤك بأرجلها فارجع عن موضعك هذا .

        فقال : أ تأمرني بالرجوع و قد قال الله تعالى : { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبارَ } و قرأ الآية إلى آخرها .

        قال : فحملته على هجين كان معي .

        فقال : يا أبا قدامة أقرضني ثلاثة أسهم .

        فقلت أ هذا وقت قرض ، فما زال يلح حتى قلت بشرط ، إن منَّ الله عليك بالشهادة أكون في شفاعتك .

        قال : نعم .

        فأعطيته ثلاثة أسهم فوضع سهما في قوسه فرمى به فقتل روميا ، ثم رمى بالآخر فقتل روميا ، ثم رمى بالآخر و قال السلام عليك يا أبا قدامة سلام مودع ، فجاءه سهم فوقع بين عينيه ، فوضع رأسه على قربوس سرجه فقدِمتُ إليه و قلت : لا تنسها .

        فقال : نعم ، و لكن لي إليك حاجة ، إذا دخلت المدينة فآت والدتي و سلِّم خُرجي إليها ، و أخبرها فهي التي أعطتك شعرها لتقيد به فرسك فسلِّم عليها ، فهي العام الأول أصيبت بوالدي ، و في هذا العام بي ثم مات ، فحفرت له و دفنته .

        فلما أتيت المدينة ذهبت إلى دار والدته فلما قرعت الباب خرجت أخته إلي فلما رأتني عادت إلى أمها و قالت يا أماه هذا أبو قدامة و ليس معه أخي و قد أصبنا في عام الأول بأبي و في هذا العام بأخي .

        فخرجت أمه فقالت : أ معزيا أم مهنئا .

        فقلت : ما معنى هذا ؟

        فقالت : إن كان ابني مات فعزِّني ، و إن كان استشهد فهنئني .

        فقلت : لا بل قد مات شهيدا .

        فقالت : الحمد لله .

        الحرُّ صبور

        عن أبي بصير قال سمعت أبا عبد الله ( عليه السَّلام ) يقول :

        " إن الحر حرٌ على جميع أحواله ، إن نابته نائبة صبر لها ، و إن تراكمت عليه المصائب لم تكسره ، و إن أسر و قهر و استبدل باليسر عسرا ، كما كان يوسف الصديق الأمين ( عليه السَّلام ) لم يضرر حريته أن استعبد و أسر و قهر و لم تضرره ظلمة الجب و وحشته و ما ناله ، أن من الله عليه فجعل الجبار العالي له عبدا بعد أن كان ملكا ، فأرسله و رحم به أمته ، و كذلك الصبر يعقب خيرا ، فاصبروا و وطِّنوا أنفسكم على الخير تؤجروا " .

        الجنة محفوفة بالمكاره

        رُوي عن الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) أنه قال :

        " الجنة محفوفة بالمكاره و الصبر ، من صبر على المكاره في الدنيا دخل الجنة ، و جهنم محفوفة باللذات و الشهوات ، فمن أعطى نفسه لذتها أو شهوتها دخل النار " .

        الصبر ثلاثة

        قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) :

        " الصبر ثلاثة ، صبر عند المصيبة ، و صبر على الطاعة ، و صبر عن المعصية .

        فمن صبر على المصيبة حتى يردها بحسن عزائها كتب الله له ثلاثمائة درجة ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين السماء إلى الأرض .

        و من صبر على الطاعة كتب الله له ستمائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى العرش .

        و من صبر على المعصية كتب الله له تسع مائة درجة ، ما بين الدرجة إلى الدرجة كما بين تخوم الأرض إلى منتهى العرش " .

        ما أعظم هذا الموقف !

        رُوي أن قوما كانوا عند الإمام علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) ، فاستعجل خادماً بشواء في التنور فأقبل به مسرعاً فسقط السفود من يده على وَلد لعلي بن الحسين ( عليه السَّلام ) فأصاب رأسه فقتله .

        فوثب علي بن الحسين ( عليه السَّلام ) لماَّ رأى ابنه ميتا و قال للخادم :

        " أنت حر لوجه الله تعالى ، أما إنك لم تتعمده "

        ثم أخذ الإمام ( عليه السَّلام ) في جهاز ابنه .

        تعليق


        • #5
          تعلَّموا العلمَ و الحلمَ و الصبر
          قال الأحنف بن قيس : تعلموا العلم و الحلم و الصبر فإني تعلمته .
          فقيل له : ممَّن ؟
          قال : من قيس بن عاصم .
          قيل : و ما بلغ من حلمه ؟
          قال : كُنَّا قعوداً عنده إذ أُتي بابنه مقتولاً و بقاتله مكبولاً ، فما حل حبوته و لا قطع حديثه حتى فرغ .
          ثم التفت إلى قاتل ابنه فقال : يا ابن أخي ما حملك على ما فعلت .
          قال : غضبت .
          قال : أ وَ كلما غضبت أهنت نفسك و عصيت ربك و أقللت عددك ، اذهب فقد أعتقتك .
          ثم التفت إلى بَنيه فقال : يا بني اعمدوا إلى أخيكم فغسلوه و كفنوه فإذا فرغتم منه فأتوني به لأصلي عليه .
          فلما دفنوه قال لهم : إن أمه ليست منكم و هو من قوم آخرين فلا أراها ترضى بما صنعتم فاعطوها ديته من مالي .

          كلام أبي ذر عند موت ابنه ذر
          روى الصدوق في الفقيه أنه لما مات ذر بن أبي ذر رحمه الله وقف على قبره أبوه و مسح القبر بيده ثم قال :
          رحمك الله يا ذر ، و الله إنك كنت لي لبراً ، و لقد قُبضت و إني عنك لراض ، و الله ما بي فقدك ، و ما بي من غضاضة ، و ما لي إلى أحد سوى الله من حاجة ، و لو لا هول المطلع لسرني أن أكون مكانك ، و لقد شغلني الحزن لك عن الحزن عليك ، و الله ما بكيت عليك بل بكيت لك ، فليت شعري ما قلت و ما قيل لك ، اللهم فقد وهبتُه ما افترضتَ عليه من حقي ، فهب له ما افترضت عليه من حقك ، فأنت أحق بالجود و الكرم مني .

          عندما يسترجعُ الله النعم
          قَدُمَ على بعض الخلفاء قوم من بني عبس فيهم رجل ضرير أعمى فسأله الخليفة عن عينيه كيف أصيبت ؟
          فقال : بِتُّ ليلة في بطن وادٍ و لم يكن في بني عبس من يزيد ماله على مالي ، فطرفنا سيل فذهب بما كان لي من أهل و مال و ولد غير بعير و صبي مولود ، فنفر البعير ، فوضعت الصبي و اتَّبعت البعير ، فلم أجاوز قليلا حتى سمعت صيحة ابني ، فرجعت إليه و رأس الذئب في بطنه و هو يأكله ، و لحقت البعير لأحبسه فبعجني برجله على وجهي فحطمني و ذهب بعيني ، فأصبحت لا مال بي و لا أهل و لا ولد و لا بصر !

          الأم الصابرة
          قال رجلٌ خرجت أنا و صديق لي إلى البادية فضللنا عن الطريق فإذا نحن بخيمة عن يمين الطريق فقصدناها ، فسلمنا فإذا بامرأة ترد علينا السلام .
          قالت : من أنتم ؟
          قلنا : ضالون فآتيناكم فاستأنسنا بكم .
          فقالت يا هؤلاء انتظروا حتى أقضي من حقكم ما أنتم له أهل .
          يقول الرجل : فانتظرنا ، فألقت لنا مسحا و قالت اجلسوا عليه إلى أن يأتي ابني ، ثم جعلت ترفع طرف الخيمة و تردها إلى أن رفعته مرة فقالت : أسأل الله بركة المُقبل ، أما البعير بعير ابني ، و أما الراكب فليس هو .
          قال الرجل : فوقف الراكب عليها و قال :
          يا أم عقيل عظم الله أجرك في عقيل ولدك .
          فقالت : ويحك ، مات ؟
          قال : نعم .
          قالت : و ما سبب موته ؟
          قال : ازدحمت عليه الإبل فرمت به في البئر .
          فقالت : إنزل و اقض زمام القوم .
          فنزل الرجل فدفعت المرأة إليه كبشا فذبحه و أصلحه و قرَّب إلينا الطعام ، فجعلنا نأكل و نتعجب من صبرها ، فلما فرغنا خرجت إلينا و قالت :
          يا قوم هل فيكم من يحسن كلام الله شيئا ؟
          قلت : نعم .
          قالت : فاقرأ علي آيات أتعزى بها عن ولدي .
          فقلت : يقول الله عزَّ و جَلَّ : { وَ بَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذا أَصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ أُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } .
          قالت : بالله ، إنها لفي كتاب الله هكذا ؟
          قلت : و الله إنها لفي كتاب الله هكذا .
          فقالت : السلام عليكم ، ثم صفَّت قدميها و صلَّت ركعات ثم قالت :
          اللهم إني قد فعلت ما أمرتني به فانجز لي ما وعدتني به و لو بقي أحد لأحد ـ قال فقلت لنفسي لبقي ابني لحاجتي إليه ـ فقالت : لبقي محمد ( صلى الله عليه وآله ) لأمته .
          فخرجت و أنا أقول ما رأيت أكمل منها و لا أجزل ، ذكرت ربها بأكمل خصاله و أجمل جلاله .
          ثم إنها لما علمت أن الموت لا مدفع له و لا محيص عنه و أن الجزع لا يجدي نفعا و البكاء لا يرد هالكا رجعت إلى الصبر الجميل ، و احتسبت ابنها عند الله ذخيرة نافعة ليوم الفقر و الفاقة .

          الصبر خير مطيَّة
          روى البيهقي عن ذي النون المصري قال كنت في الطواف و إذا أنا بجاريتين قد أقبلتا و أنشأت إحداهما تقول :
          صبرت و كان الصبر خير مطية * و هل جزع مني يجدي فأجزع‏
          صبرت على ما لو تحمل بعضه * جبال برضوى أصبحت تتصدع
          ‏ملكتُ دموع العين ثم رددتُها * إلى ناظري فالعين في القلب تدمع‏
          فقلت : مما ذا يا جارية ؟
          فقالت : من مصيبة نالتني لم تصب أحدا قط .
          قلت : و ما هي ؟
          قالت : كان لي شبلان يلعبان أمامي ، و كان أبوهما ضحَّى بكبشين ، فقال أحدهما لأخيه يا أخي أراك كيف ضحى أبونا بكبشه ؟ فقام و أخذ شعره فنحره و هرب القاتل .
          فدخل أبوهما فقلت إن ابنك قتل أخاه و هرب ، فخرج في طلبه فوجده قد افترسه السبع ، فرجع الأب فمات في الطريق ظمأ و جوعا .

          تعليق


          • #6
            با ركك الله وجزاك خيرا
            على هذه المعلومات القيمة والرائعة

            تعليق


            • #7
              حَدِيثُ نَصْرَانِيِّ الشَّامِ مَعَ الإمام محمد الْبَاقِرِ ( عليه السَّلام )

              روى عُمَر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ :

              أَخْرَجَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ أَبَا جَعْفَرٍ [1] ( عليه السَّلام ) مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى الشَّامِ فَأَنْزَلَهُ مِنْهُ وَ كَانَ يَقْعُدُ مَعَ النَّاسِ فِي مَجَالِسِهِمْ ، فَبَيْنَا هُوَ قَاعِدٌ وَ عِنْدَهُ جَمَاعَةٌ مِنَ النَّاسِ يَسْأَلُونَهُ إِذْ نَظَرَ إِلَى النَّصَارَى يَدْخُلُونَ فِي جَبَلٍ هُنَاكَ .

              فَقَالَ : مَا لِهَؤُلَاءِ أَ لَهُمْ عِيدٌ الْيَوْمَ ؟

              فَقَالُوا : لَا يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ، وَ لَكِنَّهُمْ يَأْتُونَ عَالِماً لَهُمْ فِي هَذَا الْجَبَلِ فِي كُلِّ سَنَةٍ فِي هَذَا الْيَوْمِ فَيُخْرِجُونَهُ فَيَسْأَلُونَهُ عَمَّا يُرِيدُونَ وَ عَمَّا يَكُونُ فِي عَامِهِمْ .

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : وَ لَهُ عِلْمٌ ؟

              فَقَالُوا : هُوَ مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ ، قَدْ أَدْرَكَ أَصْحَابَ الْحَوَارِيِّينَ مِنْ أَصْحَابِ عِيسَى ( عليه السَّلام ) .

              قَالَ : فَهَلْ نَذْهَبُ إِلَيْهِ ؟

              قَالُوا : ذَاكَ إِلَيْكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ .

              قَالَ الراوي : فَقَنَّعَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) رَأْسَهُ بِثَوْبِهِ وَ مَضَى هُوَ وَ أَصْحَابُهُ فَاخْتَلَطُوا بِالنَّاسِ حَتَّى أَتَوُا الْجَبَلَ ، فَقَعَدَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) وَسْطَ النَّصَارَى هُوَ وَ أَصْحَابُهُ ، وَ أَخْرَجَ النَّصَارَى بِسَاطاً ثُمَّ وَضَعُوا الْوَسَائِدَ ثُمَّ دَخَلُوا فَأَخْرَجُوهُ ، ثُمَّ رَبَطُوا عَيْنَيْهِ ، فَقَلَّبَ عَيْنَيْهِ كَأَنَّهُمَا عَيْنَا أَفْعًى ، ثُمَّ قَصَدَ إِلَى أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) .

              فَقَالَ : يَا شَيْخُ أَ مِنَّا أَنْتَ أَمْ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : بَلْ مِنَ الْأُمَّةِ الْمَرْحُومَةِ .

              فَقَالَ : أَ فَمِنْ عُلَمَائِهِمْ أَنْتَ أَمْ مِنْ جُهَّالِهِمْ ؟

              فَقَالَ : لَسْتُ مِنْ جُهَّالِهِمْ .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : أَسْأَلُكَ أَمْ تَسْأَلُنِي ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : سَلْنِي .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى ، رَجُلٌ مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ يَقُولُ سَلْنِي ، إِنَّ هَذَا لَمَلِي‏ءٌ بِالْمَسَائِلِ .

              ثُمَّ قَالَ : يَا عَبْدَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي عَنْ سَاعَةٍ مَا هِيَ مِنَ اللَّيْلِ وَ لَا مِنَ النَّهَارِ أَيُّ سَاعَةٍ هِيَ ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : مَا بَيْنَ طُلُوعِ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : فَإِذَا لَمْ تَكُنْ مِنْ سَاعَاتِ اللَّيْلِ وَ لَا مِنْ سَاعَاتِ النَّهَارِ فَمِنْ أَيِّ السَّاعَاتِ هِيَ ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : مِنْ سَاعَاتِ الْجَنَّةِ وَ فِيهَا تُفِيقُ مَرْضَانَا .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : فَأَسْأَلُكَ أَمْ تَسْأَلُنِي ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : سَلْنِي .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى إِنَّ هَذَا لَمَلِي‏ءٌ بِالْمَسَائِلِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ كَيْفَ صَارُوا يَأْكُلُونَ وَ لَا يَتَغَوَّطُونَ ، أَعْطِنِي مَثَلَهُمْ فِي الدُّنْيَا ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : هَذَا الْجَنِينُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ يَأْكُلُ مِمَّا تَأْكُلُ أُمُّهُ وَ لَا يَتَغَوَّطُ .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : أَ لَمْ تَقُلْ مَا أَنَا مِنْ عُلَمَائِهِمْ .

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : إِنَّمَا قُلْتُ لَكَ مَا أَنَا مِنْ جُهَّالِهِمْ .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : فَأَسْأَلُكَ أَوْ تَسْأَلُنِي ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : سَلْنِي .

              فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ يَرْتَطِمُ فِيهَا كَمَا يَرْتَطِمُ الْحِمَارُ فِي الْوَحْلِ .

              فَقَالَ لَهُ : سَلْ .

              فَقَالَ : أَخْبِرْنِي عَنْ رَجُلٍ دَنَا مِنِ امْرَأَتِهِ فَحَمَلَتْ بِاثْنَيْنِ حَمَلَتْهُمَا جَمِيعاً فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَ وَلَدَتْهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَ مَاتَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَ دُفِنَا فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ ، عَاشَ أَحَدُهُمَا خَمْسِينَ وَ مِائَةَ سَنَةٍ ، وَ عَاشَ الْآخَرُ خَمْسِينَ سَنَةً ، مَنْ هُمَا ؟

              فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) : عُزَيْرٌ وَ عَزْرَةُ ، كَانَا حَمَلَتْ أُمُّهُمَا بِهِمَا عَلَى مَا وَصَفْتَ وَ وَضَعَتْهُمَا عَلَى مَا وَصَفْتَ ، وَ عَاشَ عُزَيْرٌ وَ عَزْرَةُ كَذَا وَ كَذَا سَنَةً ، ثُمَّ أَمَاتَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى عُزَيْراً مِائَةَ سَنَةٍ ، ثُمَّ بُعِثَ وَ عَاشَ مَعَ عَزْرَةَ هَذِهِ الْخَمْسِينَ سَنَةً وَ مَاتَا كِلَاهُمَا فِي سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ .

              فَقَالَ النَّصْرَانِيُّ : يَا مَعْشَرَ النَّصَارَى مَا رَأَيْتُ بِعَيْنِي قَطُّ أَعْلَمَ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ لَا تَسْأَلُونِي عَنْ حَرْفٍ وَ هَذَا بِالشَّامِ ، رُدُّونِي .

              قَالَ الراوي : فَرَدُّوهُ إِلَى كَهْفِهِ ، وَ رَجَعَ النَّصَارَى مَعَ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) [2] .

              صبر أيوب

              لما اشتد البلاء على أيوب ( عليه السَّلام ) قالت امرأته :

              أ لا تدعو ربك فيكشف ما بك ؟

              فقال لها : يا امرأة إني عشت في الملك و الرخاء سبعين سنة ، فأنا أريد أن أعيش مثلها في البلاء لعلي كنت أديت شكر ما أنعم الله علي و أولى بي الصبر على ما أبلى .

              الحمد لله على العافية

              روي أن عيسى ( عليه السَّلام ) مرَّ برجل أعمى أبرص مُقعد مضروب الجنبين بالفالج و قد تناثر لحمه من الجذام و هو يقول :

              الحمد لله الذي عافاني مما ابتلي به كثيرا من خلقه .

              فقال له عيسى ( عليه السَّلام ) : يا هذا و أي شي‏ء من البلاء أراه مصروفا عنك ؟

              فقال : يا روح الله أنا خير ممن لم يجعل الله في قلبه ما جعل في قلبي من معرفته .

              فقال له النبي عيسى ( عليه السَّلام ) : صدقت ، هات يدك ، فناوله يده ، فذهب ما كان به من البلاء فإذا هو أحسن الناس وجهاً و أفضلهم هيئة ، قد أذهب الله عنه ما كان به فصحب عيسى ( عليه السَّلام ) و تعبَّد معه .

              بكاء زين العابدين على أبيه الحسين ( عليهما السَّلام )

              رُوي عن الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال :

              " إن زين العابدين ( عليه السَّلام ) بكى على أبيه أربعين سنة صائما نهاره و قائما ليله ، فإذا حضره الإفطار جاءه غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه و يقول كُل يا مولاي .

              فيقول : قتل ابن رسول الله جائعا ، قتل ابن رسول الله عطشانا ، فلا يزال يكرر ذلك و يبكي حتى يبّل طعامه من دموعه ، فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عزَّ و جَلَّ .

              الإستعداد للآخرة

              عن البراء بن عازب قال بينما نحن مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ أبصر بجماعة .

              فقال : على ما اجتمعوا هؤلاء ؟

              فقيل : على قبر يحفرونه .

              قال الراوي : فبدر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) و بين يديه أصحابه مسرعاً حتى أتى القبر ، فجثى عليه .

              قال الراوي : فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع ، فبكى حتى بلّ التراب من دموعه ، ثم أقبل علينا .

              فقال : " إخواني لمثل هذا فأعدوا " .



              --------------------------------------------------------------------------------

              [1] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) .

              [2] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 8 / 122، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

              تعليق


              • #8
                مِن قضاء علي ( عليه السَّلام )

                روى أبو بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ ( عليه السَّلام ) قَالَ دَخَلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) الْمَسْجِدَ فَاسْتَقْبَلَهُ شَابٌّ يَبْكِي وَ حَوْلَهُ قَوْمٌ يُسْكِتُونَهُ .

                فَقَالَ عَلِيٌّ ( عليه السَّلام ) : مَا أَبْكَاكَ ؟

                فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ شُرَيْحاً قَضَى عَلَيَّ بِقَضِيَّةٍ مَا أَدْرِي مَا هِيَ إِنَّ هَؤُلَاءِ النَّفَرَ خَرَجُوا بِأَبِي مَعَهُمْ فِي السَّفَرِ فَرَجَعُوا وَ لَمْ يَرْجِعْ أَبِي ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ ، فَقَالُوا مَا تَرَكَ مَالًا ، فَقَدَّمْتُهُمْ إِلَى شُرَيْحٍ فَاسْتَحْلَفَهُمْ ، وَ قَدْ عَلِمْتُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ أَبِي خَرَجَ وَ مَعَهُ مَالٌ كَثِيرٌ .

                فَقَالَ لَهُمْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : ارْجِعُوا .

                فَرَجَعُوا وَ الْفَتَى مَعَهُمْ إِلَى شُرَيْحٍ .

                فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : يَا شُرَيْحُ كَيْفَ قَضَيْتَ بَيْنَ هَؤُلَاءِ .

                فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، ادَّعَى هَذَا الْفَتَى عَلَى هَؤُلَاءِ النَّفَرِ أَنَّهُمْ خَرَجُوا فِي سَفَرٍ وَ أَبُوهُ مَعَهُمْ فَرَجَعُوا وَ لَمْ يَرْجِعْ أَبُوهُ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ فَقَالُوا مَاتَ ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْ مَالِهِ ، فَقَالُوا مَا خَلَّفَ مَالًا ، فَقُلْتُ لِلْفَتَى هَلْ لَكَ بَيِّنَةٌ عَلَى مَا تَدَّعِي ، فَقَالَ لَا ، فَاسْتَحْلَفْتُهُمْ فَحَلَفُوا .

                فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : هَيْهَاتَ يَا شُرَيْحُ هَكَذَا تَحْكُمُ فِي مِثْلِ هَذَا ؟

                فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَكَيْفَ ؟

                فَقَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : وَ اللَّهِ لَأَحْكُمَنَّ فِيهِمْ بِحُكْمٍ مَا حَكَمَ بِهِ خَلْقٌ قَبْلِي إِلَّا دَاوُدُ النَّبِيُّ ( عليه السَّلام ) ، يَا قَنْبَرُ ادْعُ لِي شُرْطَةَ الْخَمِيسِ ، فَدَعَاهُمْ فَوَكَّلَ بِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رَجُلًا مِنَ الشُّرْطَةِ ، ثُمَّ نَظَرَ إِلَى وُجُوهِهِمْ .

                فَقَالَ : مَا ذَا تَقُولُونَ أَ تَقُولُونَ إِنِّي لَا أَعْلَمُ مَا صَنَعْتُمْ بِأَبِي هَذَا الْفَتَى ، إِنِّي إِذاً لَجَاهِلٌ ، ثُمَّ قَالَ : فَرِّقُوهُمْ وَ غَطُّوا رُءُوسَهُمْ .

                قَالَ الراوي : فَفُرِّقَ بَيْنَهُمْ وَ أُقِيمَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ إِلَى أُسْطُوَانَةٍ مِنْ أَسَاطِينِ الْمَسْجِدِ وَ رُءُوسُهُمْ مُغَطَّاةٌ بِثِيَابِهِمْ ، ثُمَّ دَعَا بِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ كَاتِبِهِ .

                فَقَالَ هَاتِ صَحِيفَةً وَ دَوَاةً ، وَ جَلَسَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ فِي مَجْلِسِ الْقَضَاءِ ، وَ جَلَسَ النَّاسُ إِلَيْهِ .

                فَقَالَ لَهُمْ إِذَا أَنَا كَبَّرْتُ فَكَبِّرُوا ، ثُمَّ قَالَ لِلنَّاسِ اخْرُجُوا .

                ثُمَّ دَعَا بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ ، ثُمَّ قَالَ لِعُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ اكْتُبْ إِقْرَارَهُ وَ مَا يَقُولُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِ بِالسُّؤَالِ .

                فَقَالَ لَهُ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) : فِي أَيِّ يَوْمٍ خَرَجْتُمْ مِنْ مَنَازِلِكُمْ وَ أَبُو هَذَا الْفَتَى مَعَكُمْ ؟

                فَقَالَ الرَّجُلُ : فِي يَوْمِ كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : وَ فِي أَيِّ شَهْرٍ ؟

                قَالَ : فِي شَهْرِ كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : فِي أَيِّ سَنَةٍ ؟

                قَالَ : فِي سَنَةِ كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : وَ إِلَى أَيْنَ بَلَغْتُمْ فِي سَفَرِكُمْ حَتَّى مَاتَ أَبُو هَذَا الْفَتَى ؟

                قَالَ : إِلَى مَوْضِعِ كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : وَ فِي مَنْزِلِ مَنْ مَاتَ ؟

                قَالَ : فِي مَنْزِلِ فُلَانِ بْنِ فُلَانٍ .

                قَالَ : وَ مَا كَانَ مَرَضُهُ ؟

                قَالَ : كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : وَ كَمْ يَوْماً مَرِضَ ؟

                قَالَ : كَذَا وَ كَذَا .

                قَالَ : فَفِي أَيِّ يَوْمٍ مَاتَ وَ مَنْ غَسَّلَهُ وَ مَنْ كَفَّنَهُ وَ بِمَا كَفَّنْتُمُوهُ وَ مَنْ صَلَّى عَلَيْهِ وَ مَنْ نَزَلَ قَبْرَهُ ؟

                فَلَمَّا سَأَلَهُ عَنْ جَمِيعِ مَا يُرِيدُ كَبَّرَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) وَ كَبَّرَ النَّاسُ جَمِيعاً ، فَارْتَابَ أُولَئِكَ الْبَاقُونَ وَ لَمْ يَشُكُّوا أَنَّ صَاحِبَهُمْ قَدْ أَقَرَّ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى نَفْسِهِ ، فَأَمَرَ أَنْ يُغَطَّى رَأْسُهُ وَ يُنْطَلَقَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ .

                ثُمَّ دَعَا بِآخَرَ فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَ كَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ .

                ثُمَّ قَالَ : كَلَّا زَعَمْتُمْ أَنِّي لَا أَعْلَمُ مَا صَنَعْتُمْ .

                فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ : مَا أَنَا إِلَّا وَاحِدٌ مِنَ الْقَوْمِ وَ لَقَدْ كُنْتُ كَارِهاً لِقَتْلِهِ ، فَأَقَرَّ .

                ثُمَّ دَعَا بِوَاحِدٍ بَعْدَ وَاحِدٍ كُلُّهُمْ يُقِرُّ بِالْقَتْلِ ، وَ أَخْذِ الْمَالِ .

                ثُمَّ رَدَّ الَّذِي كَانَ أَمَرَ بِهِ إِلَى السِّجْنِ فَأَقَرَّ أَيْضاً فَأَلْزَمَهُمُ الْمَالَ وَ الدَّمَ .

                فَقَالَ شُرَيْحٌ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ وَ كَيْفَ حَكَمَ دَاوُدُ النَّبِيُّ ( عليه السَّلام ) ؟

                فَقَالَ : إِنَّ دَاوُدَ النَّبِيَّ ( عليه السَّلام ) مَرَّ بِغِلْمَةٍ يَلْعَبُونَ وَ يُنَادُونَ بَعْضَهُمْ بِيَا مَاتَ الدِّينُ فَيُجِيبُ مِنْهُمْ غُلَامٌ ، فَدَعَاهُمْ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) .

                فَقَالَ : يَا غُلَامُ مَا اسْمُكَ ؟

                قَالَ مَاتَ الدِّينُ .

                فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) : مَنْ سَمَّاكَ بِهَذَا الِاسْمِ ؟

                فَقَالَ : أُمِّي .

                فَانْطَلَقَ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) إِلَى أُمِّهِ .

                فَقَالَ لَهَا : يَا أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ مَا اسْمُ ابْنِكِ هَذَا ؟

                قَالَتْ : مَاتَ الدِّينُ .

                فَقَالَ لَهَا : وَ مَنْ سَمَّاهُ بِهَذَا ؟

                قَالَتْ : أَبُوهُ .

                قَالَ : وَ كَيْفَ كَانَ ذَاكِ ؟

                قَالَتْ : إِنَّ أَبَاهُ خَرَجَ فِي سَفَرٍ لَهُ وَ مَعَهُ قَوْمٌ وَ هَذَا الصَّبِيُّ حَمْلٌ فِي بَطْنِي فَانْصَرَفَ الْقَوْمُ وَ لَمْ يَنْصَرِفْ زَوْجِي ، فَسَأَلْتُهُمْ عَنْهُ .

                فَقَالُوا : مَاتَ .

                فَقُلْتُ لَهُمْ : فَأَيْنَ مَا تَرَكَ ؟

                قَالُوا : لَمْ يُخَلِّفْ شَيْئاً .

                فَقُلْتُ : هَلْ أَوْصَاكُمْ بِوَصِيَّةٍ ؟

                قَالُوا : نَعَمْ ، زَعَمَ أَنَّكِ حُبْلَى فَمَا وَلَدْتِ مِنْ وَلَدٍ جَارِيَةٍ أَوْ غُلَامٍ فَسَمِّيهِ مَاتَ الدِّينُ ، فَسَمَّيْتُهُ .

                قَالَ دَاوُدُ ( عليه السَّلام ) : وَ تَعْرِفِينَ الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا خَرَجُوا مَعَ زَوْجِكِ ؟

                قَالَتْ : نَعَمْ .

                قَالَ : فَأَحْيَاءٌ هُمْ أَمْ أَمْوَاتٌ ؟

                قَالَتْ : بَلْ أَحْيَاءٌ .

                قَالَ : فَانْطَلِقِي بِنَا إِلَيْهِمْ .

                ثُمَّ مَضَى مَعَهَا فَاسْتَخْرَجَهُمْ مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَحَكَمَ بَيْنَهُمْ بِهَذَا الْحُكْمِ بِعَيْنِهِ وَ أَثْبَتَ عَلَيْهِمُ الْمَالَ وَ الدَّمَ ، وَ قَالَ لِلْمَرْأَةِ سَمِّي ابْنَكِ هَذَا عَاشَ الدِّينُ .

                ثُمَّ إِنَّ الْفَتَى وَ الْقَوْمَ اخْتَلَفُوا فِي مَالِ الْفَتَى كَمْ كَانَ فَأَخَذَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ( عليه السَّلام ) خَاتَمَهُ وَ جَمِيعَ خَوَاتِيمِ مَنْ عِنْدَهُ .

                ثُمَّ قَالَ : أَجِيلُوا هَذَا السِّهَامَ فَأَيُّكُمْ أَخْرَجَ خَاتَمِي فَهُوَ صَادِقٌ فِي دَعْوَاهُ لِأَنَّهُ سَهْمُ اللَّهِ وَ سَهْمُ اللَّهِ لَا يَخِيبُ [1] .

                أمور ليست في محلها

                عن عمر بن شعيب عن أبيه عن جده ، قال كبر مقتا عند الله الأكل من غير جوع ، و النوم من غير سهر ، و الضحك من غير عجب ، و الرنة عند المصيبة ، و المزمار عند النعمة .

                حقُ الجار

                روى عمر بن شعيب عن أبيه عن جده أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال :

                " أ تدرون ما حق الجار " ؟


                قالوا : لا .

                قال : إن استغاثك أغثته ، و إن استقرضك أقرضته ، و إن افتقر عدت عليه ، و إن أصابته مصيبة عزَّيته ، و إن أصابه خير هنَّأته ، و إن مرض عدته ، و إن مات تبعت جنازته ، و لا تستطيل عليه بالبناء فتحجب الريح عنه إلا بإذنه ، و إذا اشتريت فاكهة فأهد له ، فإن لم تفعل فادخلها سراً ، و لا تخرج بها ولدك تغيظ بها ولده ، و لا تؤذه بريح قِدرك إلا أن تَغرِف له .

                ما يقال في التعزية و التهنئة

                عن علي ( عليه السَّلام ) قال كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا عزَّى قال : " آجركم الله و رحمكم ، و إذا هنَّأ قال : بارك الله لكم و بارك عليكم "

                البلاءُ على قدَر الإيمان

                روى عبد الرحمن بن الحجاج قال :

                ذُكر عند أبي عبد الله ( عليه السَّلام ) البلاء و ما يخص الله عزَّ و جَلَّ به المؤمنين فقال :

                سُئل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من أشد الناس بلاءً في الدنيا ؟

                فقال : النبيون ، ثم الأمثل فالأمثل ، و يبتلى المؤمن بعد ذلك على قدر إيمانه و حسن أعماله ، فمن صحَّ إيمانه و حسُن عمله اشتد بلاؤه .







                --------------------------------------------------------------------------------

                [1] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 7 / 371 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

                تعليق


                • #9
                  مشكور أخي العقرب

                  تعليق


                  • #10
                    حقوق الدَّوَابِّ

                    روى السَّكُونِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :

                    " لِلدَّابَّةِ عَلَى صَاحِبِهَا سِتَّةُ حُقُوقٍ :

                    1. لَا يُحَمِّلُهَا فَوْقَ طَاقَتِهَا .

                    2. وَ لَا يَتَّخِذُ ظَهْرَهَا مَجَالِسَ يَتَحَدَّثُ عَلَيْهَا .

                    3. وَ يَبْدَأُ بِعَلْفِهَا إِذَا نَزَلَ [1] .

                    4. وَ لَا يَسِمُهَا .

                    5. وَ لَا يَضْرِبُهَا فِي وَجْهِهَا فَإِنَّهَا تُسَبِّحُ .

                    6. وَ يَعْرِضُ عَلَيْهَا الْمَاءَ إِذَا مَرَّ بِهِ .

                    ثَوَابُ الْمَرَضِ

                    روى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَتَبَسَّمَ .

                    فَقِيلَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَيْنَاكَ رَفَعْتَ رَأْسَكَ إِلَى السَّمَاءِ فَتَبَسَّمْتَ ؟

                    قَالَ : نَعَمْ عَجِبْتُ لِمَلَكَيْنِ هَبَطَا مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ يَلْتَمِسَانِ عَبْداً مُؤْمِناً صَالِحاً فِي مُصَلًّى كَانَ يُصَلِّي فِيهِ لِيَكْتُبَا لَهُ عَمَلَهُ فِي يَوْمِهِ وَ لَيْلَتِهِ فَلَمْ يَجِدَاهُ فِي مُصَلَّاهُ ، فَعَرَجَا إِلَى السَّمَاءِ .

                    فَقَالَا : رَبَّنَا عَبْدُكَ الْمُؤْمِنُ فُلَانٌ الْتَمَسْنَاهُ فِي مُصَلَّاهُ لِنَكْتُبَ لَهُ عَمَلَهُ لِيَوْمِهِ وَ لَيْلَتِهِ فَلَمْ نُصِبْهُ فَوَجَدْنَاهُ فِي حِبَالِكَ [2] .

                    فَقَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : اكْتُبَا لِعَبْدِي مِثْلَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ مِنَ الْخَيْرِ فِي يَوْمِهِ وَ لَيْلَتِهِ مَا دَامَ فِي حِبَالِي ، فَإِنَّ عَلَيَّ أَنْ أَكْتُبَ لَهُ أَجْرَ مَا كَانَ يَعْمَلُهُ فِي صِحَّتِهِ إِذَا حَبَسْتُهُ عَنْهُ [3] .

                    من هو الشيعي حقاً

                    روى جَابِر عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ [4] ( عليه السَّلام ) قَالَ :

                    قَالَ لِي : يَا جَابِرُ أَ يَكْتَفِي مَنِ انْتَحَلَ التَّشَيُّعَ أَنْ يَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَيْتِ ، فَوَ اللَّهِ مَا شِيعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَى اللَّهَ وَ أَطَاعَهُ .

                    وَ مَا كَانُوا يُعْرَفُونَ يَا جَابِرُ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَ التَّخَشُّعِ وَ الْأَمَانَةِ وَ كَثْرَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَ الصَّوْمِ وَ الصَّلَاةِ وَ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ وَ التَّعَاهُدِ لِلْجِيرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَ أَهْلِ الْمَسْكَنَةِ وَ الْغَارِمِينَ وَ الْأَيْتَامِ وَ صِدْقِ الْحَدِيثِ وَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَ كَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَيْرٍ وَ كَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِي الْأَشْيَاءِ .

                    قَالَ جَابِرٌ فَقُلْتُ : يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَعْرِفُ الْيَوْمَ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَةِ .

                    فَقَالَ : يَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِكَ الْمَذَاهِبُ حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ أُحِبُّ عَلِيّاً وَ أَتَوَلَّاهُ ثُمَّ لَا يَكُونَ مَعَ ذَلِكَ فَعَّالًا ، فَلَوْ قَالَ إِنِّي أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ فَرَسُولُ اللَّهِ ( صلى الله عليه وآله ) خَيْرٌ مِنْ عَلِيٍّ ( عليه السَّلام ) ثُمَّ لَا يَتَّبِعُ سِيرَتَهُ وَ لَا يَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِيَّاهُ شَيْئاً ، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ ، لَيْسَ بَيْنَ اللَّهِ وَ بَيْنَ أَحَدٍ قَرَابَةٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَكْرَمُهُمْ عَلَيْهِ أَتْقَاهُمْ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ .

                    يَا جَابِرُ : وَ اللَّهِ مَا يُتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى إِلَّا بِالطَّاعَةِ وَ مَا مَعَنَا بَرَاءَةٌ مِنَ النَّارِ وَ لَا عَلَى اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْ حُجَّةٍ ، مَنْ كَانَ لِلَّهِ مُطِيعاً فَهُوَ لَنَا وَلِيٌّ ، وَ مَنْ كَانَ لِلَّهِ عَاصِياً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ ، وَ مَا تُنَالُ وَلَايَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ الْوَرَعِ [5] .

                    الصابرون يدخلون الجنة بغير حساب


                    روى هِشَام بْنِ الْحَكَمِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ [6] ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :

                    إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ يَقُومُ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ فَيَأْتُونَ بَابَ الْجَنَّةِ فَيَضْرِبُونَهُ .

                    فَيُقَالُ لَهُمْ : مَنْ أَنْتُمْ ؟

                    فَيَقُولُونَ : نَحْنُ أَهْلُ الصَّبْرِ .

                    فَيُقَالُ لَهُمْ : عَلَى مَا صَبَرْتُمْ ؟

                    فَيَقُولُونَ : كُنَّا نَصْبِرُ عَلَى طَاعَةِ اللَّهِ وَ نَصْبِرُ عَنْ مَعَاصِي اللَّهِ .

                    فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ : صَدَقُوا ، أَدْخِلُوهُمُ الْجَنَّةَ ، وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ : { إِنَّما يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسابٍ } .

                    وَقُورٌ عِنْدَ الْهَزَاهِزِ صَبُورٌ عِنْدَ الْبَلَاءِ شَكُورٌ عِنْدَ الرَّخَاءِ قَانِعٌ بِمَا رَزَقَهُ اللَّهُ لَا يَظْلِمُ الْأَعْدَاءَ وَ لَا يَتَحَامَلُ لِلْأَصْدِقَاءِ بَدَنُهُ مِنْهُ فِي تَعَبٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ إِنَّ الْعِلْمَ خَلِيلُ الْمُؤْمِنِ وَ الْحِلْمَ وَزِيرُهُ وَ الصَّبْرَ أَمِيرُ جُنُودِهِ وَ الرِّفْقَ أَخُوهُ وَ اللِّينَ وَالِدُهُ [7] .

                    من هو المؤمن ؟

                    روى أَبو حَمْزَةَ عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :

                    الْمُؤْمِنُ يَصْمُتُ لِيَسْلَمَ ، وَ يَنْطِقُ لِيَغْنَمَ ، لَا يُحَدِّثُ أَمَانَتَهُ الْأَصْدِقَاءَ ، وَ لَا يَكْتُمُ شَهَادَتَهُ مِنَ الْبُعَدَاءِ ، وَ لَا يَعْمَلُ شَيْئاً مِنَ الْخَيْرِ رِيَاءً ، وَ لَا يَتْرُكُهُ حَيَاءً ، إِنْ زُكِّيَ خَافَ مِمَّا يَقُولُونَ ، وَ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِمَا لَا يَعْلَمُونَ ، لَا يَغُرُّهُ قَوْلُ مَنْ جَهِلَهُ ، وَ يَخَافُ إِحْصَاءَ مَا عَمِلَهُ [8] .


                    --------------------------------------------------------------------------------

                    [1] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 6 / 537 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

                    [2] كناية عن كونه مريضاً .

                    [3] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 3 / 113، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

                    [4] أي الإمام محمد بن علي الباقر ( عليه السَّلام ) .

                    [5] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 2 / 74 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

                    [6] أي الإمام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السَّلام ) .

                    [7] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 2 / 75 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .

                    [8] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 2 / 231 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .



                    تعليق


                    • #11
                      صلاة الأعرابي
                      صلّى أعرابي مع قوم ، فقرأ الإمام فيما قرأ من الآيات في صلاته : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَهْلَكَنِيَ اللَّهُ وَمَن مَّعِيَ أَوْ رَحِمَنَا فَمَن يُجِيرُ الْكَافِرِينَ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ } [1] .
                      فقال الأعرابي و هو يخاطب امام الجماعة : أهلكك الله وحدك ! ما ذنب الذين معك ؟ فقطع المصلِّين صلاتهم من شدة الضحك .

                      صفات المؤمن
                      روي عن أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
                      الْمُؤْمِنُ لَهُ قُوَّةٌ فِي دِينٍ ، وَ حَزْمٌ فِي لِينٍ ، وَ إِيمَانٌ فِي يَقِينٍ ، وَ حِرْصٌ فِي فِقْهٍ ، وَ نَشَاطٌ فِي هُدًى ، وَ بِرٌّ فِي اسْتِقَامَةٍ ، وَ عِلْمٌ فِي حِلْمٍ ، وَ كَيْسٌ فِي رِفْقٍ ، وَ سَخَاءٌ فِي حَقٍّ ، وَ قَصْدٌ فِي غِنًى ، وَ تَجَمُّلٌ فِي فَاقَةٍ ، وَ عَفْوٌ فِي قُدْرَةٍ ، وَ طَاعَةٌ لِلَّهِ فِي نَصِيحَةٍ ، وَ انْتِهَاءٌ فِي شَهْوَةٍ ، وَ وَرَعٌ فِي رَغْبَةٍ ، وَ حِرْصٌ فِي جِهَادٍ ، وَ صَلَاةٌ فِي شُغُلٍ ، وَ صَبْرٌ فِي شِدَّةٍ ، وَ فِي الْهَزَاهِزِ وَقُورٌ ، وَ فِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ ، وَ فِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ ، وَ لَا يَغْتَابُ ، وَ لَا يَتَكَبَّرُ ، وَ لَا يَقْطَعُ الرَّحِمَ ، وَ لَيْسَ بِوَاهِنٍ ، وَ لَا فَظٍّ ، وَ لَا غَلِيظٍ ، وَ لَا يَسْبِقُهُ بَصَرُهُ ، وَ لَا يَفْضَحُهُ بَطْنُهُ ، وَ لَا يَغْلِبُهُ فَرْجُهُ ، وَ لَا يَحْسُدُ النَّاسَ ، يُعَيَّرُ وَ لَا يُعِيِّرُ ، وَ لَا يُسْرِفُ ، يَنْصُرُ الْمَظْلُومَ ، وَ يَرْحَمُ الْمِسْكِينَ ، نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ ، لَا يَرْغَبُ فِي عِزِّ الدُّنْيَا وَ لَا يَجْزَعُ مِنْ ذُلِّهَا ، لِلنَّاسِ هَمٌّ قَدْ أَقْبَلُوا عَلَيْهِ وَ لَهُ هَمٌّ قَدْ شَغَلَهُ ، لَا يُرَى فِي حُكْمِهِ نَقْصٌ وَ لَا فِي رَأْيِهِ وَهْنٌ ، وَ لَا فِي دِينِهِ ضَيَاعٌ ، يُرْشِدُ مَنِ اسْتَشَارَهُ ، وَ يُسَاعِدُ مَنْ سَاعَدَهُ ، وَ يَكِيعُ عَنِ الْخَنَا وَ الْجَهْلِ [2] .

                      طالب الرزق الحلال مجاهد
                      روى فُضَيْلُ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السَّلام ) أنه قَالَ :
                      إِذَا كَانَ الرَّجُلُ مُعْسِراً فَيَعْمَلُ بِقَدْرِ مَا يَقُوتُ بِهِ نَفْسَهُ وَ أَهْلَهُ وَ لَا يَطْلُبُ حَرَاماً ، فَهُوَ كَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ .

                      المعروف بقدر المعرفة
                      رُوي أن أعرابيا سأل الحسين بن علي ( عليه السَّلام ) حاجة .
                      قال : سمعت جدك يقول : اذا سألتم حاجة فاسألوها من أوجه اربعة : إما عربيا شريفا ، أو مولى كريما ، أو حامل القران ، أو صاحب الوجه الصبيح ، أما العرب فشرفت بجدك و أما الكرم فدأبكم و سيرتكم ، و أما القرآن ففي بيوتكم نزل ، و أما الوجه الصبيح فاني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : اذا أردتم أن تنظروا إليَّ فانظروا الى الحسن و الحسين ( عليهما السَّلام ) .
                      فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : ما حاجتك ؟
                      فكتبها على الارض .
                      فقال الحسين ( عليه السَّلام ) : سمعت أبي عليا ( عليه السَّلام ) : يقول : قيمة كل امرء ما يحسنه ، و سمعت جدي يقول : المعروف بقدر المعرفة ، فأسألك عن ثلاث مسائل ، إن أحسنت في جواب واحدة فلك ثلث ما معي ، و إن أجبت عن ثنتين فلك ثلثا ما عندي ، و إن أجبت عن الثلاثة فلك كل ما عندي .
                      و قد حُمل الى الحسين صرة مختومة من العراق .
                      فقال : سَل و لا قوة الا بالله .
                      فقال ( عليه السَّلام ) : أي الاعمال أفضل ؟
                      قال الاعرابي : الإيمان بالله .
                      قال : فما نجاة العبد من الهلكة ؟
                      قال : الثقة بالله .
                      قال : فما يزين المرء ؟
                      قال : علم معه حلم .
                      قال : فان أخطأ ذلك ؟
                      قال : فمالٌ معه كَرم .
                      قال : فان أخطأ ذلك ؟
                      قال : فقرٌ معه صبر .
                      قال : فان أخطأ ذلك ؟
                      قال : فصاعقة من السماء فتحرقه .
                      فضحك الحسين ( عليه السَّلام ) ورمى بالصرة اليه [3] .

                      يا ربِّ إمنع رحالك !
                      لمّا قدم إبرهة ملك الحبشة صاحب الفيل مكّة المكرَّمة ليهدم الكعبة هربت قريش إلى رؤوس الجبال .
                      فقال عبد المطلب : لو اجتمعنا فدفعنا هذا الجيش عن بيت اللّه .
                      فقالت قريش : لا بدّ لنا به !
                      فأقام عبد المطّلب في الحرم ، و قال : لا أبرح من حرم اللّه ، و لا أعوذ بغير اللّه .
                      ثم إن أصحاب إبرهة أخذوا إبلاً لعبد المطّلب ، فصار عبد المطّلب إلى إبرهة ، فلمّا استأذن عليه قيل له : قد أتاك سيّد العرب ، و عظيم قريش ، و شريف الناس ، فلمّا دخل عليه أعظمه إبرهة ، و جلَّ في قلبه لما رأى من جماله و كماله و نبله ، فقال أبرهة لترجمانه :
                      قل له : سل ما بدا لك !
                      فقال عبد المطَّلب : إبلاً لي أخذها أصحابك .
                      فقال : لقد رأيتك فأجللتك و أعظمتك ، و قد تراني حيث نهدم مكرمتك و شرفك ، فلم تسألني الانصراف ، و تكلّمني في إبلك ؟
                      فقال عبد المطّلب : أنا ربّ هذه الابل ، و لهذا البيت الذي زعمت أنّك تريد هدمه ربّ يمنعك منه .
                      فردّ الابل ، و داخله ذعر لكلام عبدالمطّلب .
                      فلمّا انصرف عبد المطَّلب من عند أبرهة جمع وُلده و من معه ، ثمّ جاء إلى باب الكعبة، فتعلّق به و قال :
                      يـا ربّ انّ العبد يمنع رحْلَهُ فامنع رحالك
                      لا يغلبـنَّ صليبهـم ومحالهم أبـدا محـالك
                      فأرسل اللّه عزَّ و جَلَّ على أبرهه و جيشه الطير الأبابيل فأفناهم .



                      [1] سورة الملك ( 67 ) ، الآية : 28 .
                      [2] ثقة الإسلام الكليني ، المتوفى سنة : 329 هجرية ، في كتابه الكافي : 2 / 231 ، طبعة دار الكتب الإسلامية ، سنة : 1365 هجرية / شمسية ، طهران / إيران .
                      [3] راجع : نهج السعادة في مستدركات نهج البلاغة : 8 / 284 ، للعلامة المحقق الشيخ محمد باقر المحمودي .

                      تعليق

                      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                      حفظ-تلقائي
                      x

                      رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                      صورة التسجيل تحديث الصورة

                      اقرأ في منتديات يا حسين

                      تقليص

                      المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                      أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                      ردود 2
                      12 مشاهدات
                      0 معجبون
                      آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                      بواسطة ibrahim aly awaly
                       
                      يعمل...
                      X