ما معنى الصراط ؟
يدلّ الصراط ـ في معناه الأصليّ ـ على الطريق. وهو طريق خاصّ بسِماته ومزاياه، لا كسائر الطرق. إنّه الطريق الذي من شأنه أن يضمّ سالكيه ويطويهم في متنه. .و من شأنه ـ استمداداً من مادّة «صَرَطَ» اللغويّة ـ أن «يصرط» السائرين فيه ويبتلعهم، فلا يفكّهم حتّى يوصلهم إلى خاتمته ونهايته؛ إذ الصِّراط والسِّراط ـ ولهما دلالة واحدة ـ مشتّقان من «صرط» و «سرط» بمعنى: ابتلع وازدرد(1). وفي السّرط والابتلاع دلالة على التغييب والإخفاء، ممّا يوحي بأنّ الصراط يغيّب المارّين فيه ويصبغهم بصبغته المتميّزة.
الصراط في القرآن
وصف القرآنُ الكريم الطريقَ الحقَّ الذي يوصل إلى لقاء الله تعالى بالاستقامة؛ وقد ورد هذا الوصف في [32] موضعاً منه(2). كما نصّ على نعت «السَّويّ» للصراط في موضعين من آياته الشريفة(3)؛ تمييزاً لصراط الحقّ عن صراط الباطل.. الذي لابدّ أن يكون طريقاً أعوج، يبتلع أيضاً الداخلين فيه ويغيّبهم في أعماق ظلماته، ثمّ يمضي بهم في انحرافه واعوجاجه فلا يُفضي في النهاية إلاّ على بوّابة الجحيم. من هنا وُصِف الصراط الأعوج بـ «صراط الجحيم» في قوله تعالى:
فآهْدوهُم إلى صراطِ الجحيم
(4).
استقامة الصراط
اقترن صراط الحقّ بصفة الاستقامة. وهذه الصفة لها دلالة على التوسّط والاعتدال في الحركة والمسير، فلا مَزلّة إلى يمين ولا مَضلّة إلى شمال. وله كذلك دلالة على معنى السرعة في بلوغ الغاية الكبرى؛ ذلك أنّ استقامة الخطّ تجعله أقصر مسافة بين مبدئه ومنتهاه.. في حين يَسِم الاعوجاجُ الطريقَ بِسمات الطول والبطء والانحراف.
دقّة الصراط وحدّته
يوصف الصراط ـ إضافةً إلى الاستقامة ـ بصفتين أُخريَين تكشفان عن واقعيّة دقيقة، إذ قالت عنه روايات النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بأنّه «أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف»(5).. فكيف يكون صراط الله المستقيم على هذه الشاكلة من الدقّة الدقيقة والحدّة الحادّة ؟ وماذا تعني هاتان الصفتان في حاضر الإنسان وفي مستقبله حين يدخل في حقائق القيامة المنكشفة ؟
الصراط صراطان
لابدّ من التنويه أوّلاً بهذه الحقيقة، وهي أنّ الصراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. يقول الإمام الحسن العسكري عليه السّلام عن هذين الصراطين: «.. فأمّا الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قَصُر عن الغلوّ، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يَعدِل إلى شيء من الباطل. وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة... الذي هو مستقيم»(6).
وهذا ممّا يكشف لنا سريعاً عن ارتباط الصراط بالمنهج الإلهيّ الذي أعدّه الله لتتعرّف عليه البشرية وتهتدي به في الحركة الصاعدة المتقدّمة دوماً إلى الأمام، والذي كان حُجج الله من أنبياء وأوصياء سلام الله عليهم هم الداعين إليه والدالّين عليه.
يدلّ الصراط ـ في معناه الأصليّ ـ على الطريق. وهو طريق خاصّ بسِماته ومزاياه، لا كسائر الطرق. إنّه الطريق الذي من شأنه أن يضمّ سالكيه ويطويهم في متنه. .و من شأنه ـ استمداداً من مادّة «صَرَطَ» اللغويّة ـ أن «يصرط» السائرين فيه ويبتلعهم، فلا يفكّهم حتّى يوصلهم إلى خاتمته ونهايته؛ إذ الصِّراط والسِّراط ـ ولهما دلالة واحدة ـ مشتّقان من «صرط» و «سرط» بمعنى: ابتلع وازدرد(1). وفي السّرط والابتلاع دلالة على التغييب والإخفاء، ممّا يوحي بأنّ الصراط يغيّب المارّين فيه ويصبغهم بصبغته المتميّزة.
الصراط في القرآن
وصف القرآنُ الكريم الطريقَ الحقَّ الذي يوصل إلى لقاء الله تعالى بالاستقامة؛ وقد ورد هذا الوصف في [32] موضعاً منه(2). كما نصّ على نعت «السَّويّ» للصراط في موضعين من آياته الشريفة(3)؛ تمييزاً لصراط الحقّ عن صراط الباطل.. الذي لابدّ أن يكون طريقاً أعوج، يبتلع أيضاً الداخلين فيه ويغيّبهم في أعماق ظلماته، ثمّ يمضي بهم في انحرافه واعوجاجه فلا يُفضي في النهاية إلاّ على بوّابة الجحيم. من هنا وُصِف الصراط الأعوج بـ «صراط الجحيم» في قوله تعالى:


استقامة الصراط
اقترن صراط الحقّ بصفة الاستقامة. وهذه الصفة لها دلالة على التوسّط والاعتدال في الحركة والمسير، فلا مَزلّة إلى يمين ولا مَضلّة إلى شمال. وله كذلك دلالة على معنى السرعة في بلوغ الغاية الكبرى؛ ذلك أنّ استقامة الخطّ تجعله أقصر مسافة بين مبدئه ومنتهاه.. في حين يَسِم الاعوجاجُ الطريقَ بِسمات الطول والبطء والانحراف.
دقّة الصراط وحدّته
يوصف الصراط ـ إضافةً إلى الاستقامة ـ بصفتين أُخريَين تكشفان عن واقعيّة دقيقة، إذ قالت عنه روايات النبيّ وأهل بيته صلوات الله عليهم أجمعين بأنّه «أدقّ من الشَّعرة، وأحدّ من السيف»(5).. فكيف يكون صراط الله المستقيم على هذه الشاكلة من الدقّة الدقيقة والحدّة الحادّة ؟ وماذا تعني هاتان الصفتان في حاضر الإنسان وفي مستقبله حين يدخل في حقائق القيامة المنكشفة ؟
الصراط صراطان
لابدّ من التنويه أوّلاً بهذه الحقيقة، وهي أنّ الصراط المستقيم صراطان: صراط في الدنيا، وصراط في الآخرة. يقول الإمام الحسن العسكري عليه السّلام عن هذين الصراطين: «.. فأمّا الصراط المستقيم في الدنيا فهو ما قَصُر عن الغلوّ، وارتفع عن التقصير، واستقام فلم يَعدِل إلى شيء من الباطل. وأمّا الطريق الآخر فهو طريق المؤمنين إلى الجنّة... الذي هو مستقيم»(6).
وهذا ممّا يكشف لنا سريعاً عن ارتباط الصراط بالمنهج الإلهيّ الذي أعدّه الله لتتعرّف عليه البشرية وتهتدي به في الحركة الصاعدة المتقدّمة دوماً إلى الأمام، والذي كان حُجج الله من أنبياء وأوصياء سلام الله عليهم هم الداعين إليه والدالّين عليه.
تعليق