سؤال موجه الى سماحة السيد الحسني دام ظله
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدناالمفدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو منكم الإجابة على سؤالناالتالي :-
قال احد المشايخ بعد عرض قضيتكم عليهوإسماعهِ الدليل التام والحجة الشرعيـة والأخلاقية ما مضمونه : ((ان الآن المسألةليست مسألة تقليد إنما المسألة مسألة قيادة المجتمع , فلو كنت الآن في غرفة وجاءتإليك ذبابة ثم جاءَ إليك أسد فماذا تفعل ؟ أتترك الأسد وتذهب إلى الذبابة , فأيعالم تقلد قلد فإن المهم الآن هو مواجهة أمريكا و إسرائيل وبقية المسائل بسيطة ! )) .
هكذا هو قال وذلك لأنهم يريدون ان يبعدوا الناس عن قضيتكم , فما هو ردكم علىمثل هذا الكلام ؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً؟
وقد أجاب سماحتهقائلاً :-
ســبسمه تعالى[COLOR=#003366] :-
نذكرالإجابة في عدة نقاط وأرجو ان يكون البعض على الأقل فيه الشيء المناسب في المقام :-
الأولـى : نستطيع القول ان مثل هذا الطرح يشبه طرح الخوارج بل هو أردئ منهُوأكثر ضحالة فينطبق عليه ( كلمة حق يُراد بها باطل) .
الثانية : ان مثل هذاالكلام يدل على ان صاحبه لا يخلو من أحد أمرين :
1- أما ان يكون جاهلاً بأبسطالمسائل الشرعية وأوضحها وأهمها وهي مسألة التقليد , وان عمل المكلف من غير تقليدباطل فلا يقبل منه الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا الزكاة ولا غيرها من العبادات .
2 - أو ان يكون كاذباً ومخادعاً فهو يعلم بالحكم الشرعي فيما يخص التقليدووجوبه , لكنه باع دنياه وآخرته بدراهم معدودة وكذلك يقال انه يبيع دنياه وآخرتهويخسرهما من اجـل دنيا غيره فبئس الفعل فعله , وحشره الله مع آل مروان وبني أميةومن سار في ركبهم .
الثالثة : لا ملازمة بين محاربة العدو الكافر الخارجي وبينترك العدو الداخلي من المنافقين وعبدة الدينار والدرهم , فسيرة المعصومين (عليهمالسلام) تشهد إلى إمكانية وقوع المواجهة والمحاربة لكلا العدوّين فقد اشترك بعضالأئمة (عليهم السلام) كما في بعض الروايات - كالإمام الحسن والحسين(عليهماالسلام)- في محاربة العدو الكافر الخارجي , وفي نفس الوقت لم يتركوا الانتصارالفكري والعلمي والأخلاقي والشرعي لقضاياهم الصحيحة والحقة ومحاربة أفكار المنافقينوأهل الدنيا من عبدة الدينار والدرهم , وكشف زيف إدعائهم وخداعهم للناس وبيان الظلمالصادر منهم تجاه أهل البيت(صلوات الله عليهم) ولا اقل من القول بأن الثابت عن أهلالبيت(عليهم السلام) الحث على الجهاد ضد العدو الكافر الخارجي واشتراك العديد منالموالين في تلك المعارك ومع هذا لم يترك أهل البيت(عليهم السلام) العدو الداخلي منالمنافقين وغيرهم .
الرابعة : يتحصل مما سبق , ان خروجك بصورة أو بأخرى لمحاربةاليهودية والصليبية , هو عبارة عن عمل عبادي , إذا أردت ان تحقق العبادية فيه حسبمفروض الطرح من جناب الشيخ وغيره وقد عرفنا في النقطة الثانية ان عمل المكلف من غيرتقليد باطل فعملك وخروجك ومحاربتك باطلة من غير تقليد .
الخامسة : بعد معرفة انعمل المكلف من غير تقليد باطل فصلاتك باطلة وصومك باطل وحجكَ باطل وزكاتك باطلةوأمرك بالمعروف ونهيكَ عن المنكر باطل كذلك , وغير ذلك فما فائدة الجهاد إذا كنت فيحكم تارك الصلاة وتارك الصوم وتارك الحج وتارك الزكاة .
السادسة : ان المواجهةالعسكرية تحتاج من عموم المكلفين الطاقة الجسدية بعد معرفة مرجع التقليد الذي يمثللك الخط الصحيح والأمين للمعصوم(عليه السلام) وأما الخطط العسكرية المضادة ومواجهةالأعداء بها فيوجد لها العديد من المختصين ممن يعمل ويخطط ويرسم , وأما القضيةالفكرية عند اليهود والنصارى فواضحة البطلان ولا خلاف فيها وهذا يعني ان صرف الفكروالنظر في المسائل العلمية والأخلاقية والشرعية لا تؤثر على مساهمتك واشتراكك فيمحاربة اليهود والنصارى , بل ان الجهاد الأصغر ومحاربة اليهود والنصارى يحتاج إلىالجهاد الأكبر من العبادة الصحيحة المقبولة والنيات الصادقة والأخلاق الحسنةوالنفوس الطيبة الرسالية المضحية .
السابعة : عزيزي ماذا تقول لو كانت الذبابةتسبب لك داءاً عضالاً وآفـة في المجتمع كمرض الملاريا (مثلاً) ؟ وكان الأسد جائعاًفهو يكتفي بإفتراس فريسة واحـدة أو اكثر حتى يشبع , فما هو الحل عندك ؟! وأهلالنفاق اخطر من تلك الذبابة .
الثامنة : عزيزي المكلف ان صدور مثل هذا الكلام عنجناب الشيخ يدل على عدم امتلاكه أي دليل مقابل ما عندك من الأدلة العلميةوالأخلاقية والشرعية , وهذا يعني تمامية حجتك ودليلك وبطلان ما يتمسك به , وبهذاتكون دعوته إلى غير العلم بحجج باطلة وفاسدة هو دعوة مبتدع ضال فدعوته دعوى ضلالةوبدعة فهو في النار , فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (( مَنْ دعا الناس إلى نفسهوفيهم مَنْ هو أعلم منهُ فهم مبتدع ضال )) وقال(عليه السلام): (( فمن دعا الناس إلىنفسه وفيهم أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) .
التاسعة : ان إنقاذالأمة من الهلاك والسفال تقع على عاتق المكلفين , فالمسؤولية عليك وعلى غيرك فيإبراء ذمتك ببذل الجهد للوصول إلى الأعلم والدعوى له بالطرق العلمية والأخلاقيةوالشرعية , فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((ما ولت امة أمرها قَط وفيهممَن هو اعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا )) وعنه(عليه السلام): ((مَن أمَّ قوماً وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم فيسفال إلى يوم القيامة )) .
والله الموفق والمسدد والعالم
بسم الله الرحمن الرحيم
سيدناالمفدى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نرجو منكم الإجابة على سؤالناالتالي :-
قال احد المشايخ بعد عرض قضيتكم عليهوإسماعهِ الدليل التام والحجة الشرعيـة والأخلاقية ما مضمونه : ((ان الآن المسألةليست مسألة تقليد إنما المسألة مسألة قيادة المجتمع , فلو كنت الآن في غرفة وجاءتإليك ذبابة ثم جاءَ إليك أسد فماذا تفعل ؟ أتترك الأسد وتذهب إلى الذبابة , فأيعالم تقلد قلد فإن المهم الآن هو مواجهة أمريكا و إسرائيل وبقية المسائل بسيطة ! )) .
هكذا هو قال وذلك لأنهم يريدون ان يبعدوا الناس عن قضيتكم , فما هو ردكم علىمثل هذا الكلام ؟ أفتونا مأجورين جزاكم الله خيراً؟
وقد أجاب سماحتهقائلاً :-
ســبسمه تعالى[COLOR=#003366] :-
نذكرالإجابة في عدة نقاط وأرجو ان يكون البعض على الأقل فيه الشيء المناسب في المقام :-
الأولـى : نستطيع القول ان مثل هذا الطرح يشبه طرح الخوارج بل هو أردئ منهُوأكثر ضحالة فينطبق عليه ( كلمة حق يُراد بها باطل) .
الثانية : ان مثل هذاالكلام يدل على ان صاحبه لا يخلو من أحد أمرين :
1- أما ان يكون جاهلاً بأبسطالمسائل الشرعية وأوضحها وأهمها وهي مسألة التقليد , وان عمل المكلف من غير تقليدباطل فلا يقبل منه الصلاة ولا الصيام ولا الحج ولا الزكاة ولا غيرها من العبادات .
2 - أو ان يكون كاذباً ومخادعاً فهو يعلم بالحكم الشرعي فيما يخص التقليدووجوبه , لكنه باع دنياه وآخرته بدراهم معدودة وكذلك يقال انه يبيع دنياه وآخرتهويخسرهما من اجـل دنيا غيره فبئس الفعل فعله , وحشره الله مع آل مروان وبني أميةومن سار في ركبهم .
الثالثة : لا ملازمة بين محاربة العدو الكافر الخارجي وبينترك العدو الداخلي من المنافقين وعبدة الدينار والدرهم , فسيرة المعصومين (عليهمالسلام) تشهد إلى إمكانية وقوع المواجهة والمحاربة لكلا العدوّين فقد اشترك بعضالأئمة (عليهم السلام) كما في بعض الروايات - كالإمام الحسن والحسين(عليهماالسلام)- في محاربة العدو الكافر الخارجي , وفي نفس الوقت لم يتركوا الانتصارالفكري والعلمي والأخلاقي والشرعي لقضاياهم الصحيحة والحقة ومحاربة أفكار المنافقينوأهل الدنيا من عبدة الدينار والدرهم , وكشف زيف إدعائهم وخداعهم للناس وبيان الظلمالصادر منهم تجاه أهل البيت(صلوات الله عليهم) ولا اقل من القول بأن الثابت عن أهلالبيت(عليهم السلام) الحث على الجهاد ضد العدو الكافر الخارجي واشتراك العديد منالموالين في تلك المعارك ومع هذا لم يترك أهل البيت(عليهم السلام) العدو الداخلي منالمنافقين وغيرهم .
الرابعة : يتحصل مما سبق , ان خروجك بصورة أو بأخرى لمحاربةاليهودية والصليبية , هو عبارة عن عمل عبادي , إذا أردت ان تحقق العبادية فيه حسبمفروض الطرح من جناب الشيخ وغيره وقد عرفنا في النقطة الثانية ان عمل المكلف من غيرتقليد باطل فعملك وخروجك ومحاربتك باطلة من غير تقليد .
الخامسة : بعد معرفة انعمل المكلف من غير تقليد باطل فصلاتك باطلة وصومك باطل وحجكَ باطل وزكاتك باطلةوأمرك بالمعروف ونهيكَ عن المنكر باطل كذلك , وغير ذلك فما فائدة الجهاد إذا كنت فيحكم تارك الصلاة وتارك الصوم وتارك الحج وتارك الزكاة .
السادسة : ان المواجهةالعسكرية تحتاج من عموم المكلفين الطاقة الجسدية بعد معرفة مرجع التقليد الذي يمثللك الخط الصحيح والأمين للمعصوم(عليه السلام) وأما الخطط العسكرية المضادة ومواجهةالأعداء بها فيوجد لها العديد من المختصين ممن يعمل ويخطط ويرسم , وأما القضيةالفكرية عند اليهود والنصارى فواضحة البطلان ولا خلاف فيها وهذا يعني ان صرف الفكروالنظر في المسائل العلمية والأخلاقية والشرعية لا تؤثر على مساهمتك واشتراكك فيمحاربة اليهود والنصارى , بل ان الجهاد الأصغر ومحاربة اليهود والنصارى يحتاج إلىالجهاد الأكبر من العبادة الصحيحة المقبولة والنيات الصادقة والأخلاق الحسنةوالنفوس الطيبة الرسالية المضحية .
السابعة : عزيزي ماذا تقول لو كانت الذبابةتسبب لك داءاً عضالاً وآفـة في المجتمع كمرض الملاريا (مثلاً) ؟ وكان الأسد جائعاًفهو يكتفي بإفتراس فريسة واحـدة أو اكثر حتى يشبع , فما هو الحل عندك ؟! وأهلالنفاق اخطر من تلك الذبابة .
الثامنة : عزيزي المكلف ان صدور مثل هذا الكلام عنجناب الشيخ يدل على عدم امتلاكه أي دليل مقابل ما عندك من الأدلة العلميةوالأخلاقية والشرعية , وهذا يعني تمامية حجتك ودليلك وبطلان ما يتمسك به , وبهذاتكون دعوته إلى غير العلم بحجج باطلة وفاسدة هو دعوة مبتدع ضال فدعوته دعوى ضلالةوبدعة فهو في النار , فعن الإمام الصادق(عليه السلام): (( مَنْ دعا الناس إلى نفسهوفيهم مَنْ هو أعلم منهُ فهم مبتدع ضال )) وقال(عليه السلام): (( فمن دعا الناس إلىنفسه وفيهم أعلم منه لم ينظر الله إليه يوم القيامة)) .
التاسعة : ان إنقاذالأمة من الهلاك والسفال تقع على عاتق المكلفين , فالمسؤولية عليك وعلى غيرك فيإبراء ذمتك ببذل الجهد للوصول إلى الأعلم والدعوى له بالطرق العلمية والأخلاقيةوالشرعية , فقد ورد عن الإمام الصادق(عليه السلام): ((ما ولت امة أمرها قَط وفيهممَن هو اعلم منه إلا لم يزل أمرهم يذهب سفالاً حتى يرجعوا إلى ما تركوا )) وعنه(عليه السلام): ((مَن أمَّ قوماً وفيهم أعلم منه أو أفقه منه لم يزل أمرهم فيسفال إلى يوم القيامة )) .
والله الموفق والمسدد والعالم
تعليق