العلاج
وتعتمد معالجة السلس البولي على اسبابه وحالة المريضة الصحية وعمرها وحالتها الذهنية واستعدادها للتقيد بالتعليمات الطبية ومدى صبرها حتى لو طال العلاج غير الجراحي وثقتها بطبيبها المعالج. ان يكون العلاج سهلاً وبسيطاً وغير جراحي اذا امكن وناجحاً الى حد كبير وقليل الكلفة. وفي غاية الأهمية ان يتحرى الطبيب عن اسباب عكوسية للسلس التي اذا ما أزيلت تشفى المريضة بدون أي علاج آخر. ومن هذه الحالات البطاح او التشويش العقلي والتهابات المثانة وضمور غشاوة المهبل والجهاز البولي والأمراض النفسية والغددية والامساك مع رصوص البراز واستعمال بعض العقاقير، منها الدواء المدر للبول وأدوية أخرى للحالات العصبية والنفسية كاليأس والاكتئاب والحساسية والربو وارتفاع الضغط الدموي والمخدرات والكحول والكافيين الموجودة في البن والشاي وغيرها. ويستحسن تخفيف تناول المأكولات المحمضة كالليمون والطماطم والفراولة والحامض والخل والتفاح والتوابل. أما اذا فشلت هذه الإجراءات السهلة في شفاء او تحسين حالة المريضة، يباشر الطبيب في معالجة السلس البولي حسب سببه ونوعه.
فاذا كان نوعه يعود الى المثانة المتوترة او ذات النشاط المتزايد، فعلاجه عقاقير مهدئة للمثانة تمنع او تخفف تقلصاتها غير الارادية وتغير سلوك المثانة لتوسعة سعتها ووضع حد لتوترها الحاحية التبول بإطالة فترات التبول تدريجياً واستعمال تمارين انقباض لعضلات الحوض وصمام الاحليل يومياً، وعلى المريضة تطبيق تعليمات الطبيب بالتبول في فترات محددة.
ونجاح هذه الوسائل البسيطة تصل الى حوالي 50بالمئة اذا ما استمرت عليها المريضة لبضعة أشهر، اما اذا ما فشلت، فهنالك طرق علاج حديثة قد تعطي نتائج جيدة منها حقن مواد مهدئة للأعصاب المتوترة داخل المثانة، أو حقن مادة " البوتوكس" التي يستعملها عادة أطباء التجميل لتجعدات الجلد، في عضلات المثانة او وضع أقطاب حول أعصاب المثانة النابعة من النخاع الشوكي ووصلها الى جهاز الكتروني يوضع تحت الجلد تضبطه المريضة عدة مرات في الأسبوع.
أما اذا كان سبب السلس البولي ارتخاء عضلات الحوض او فشل وظيفة الصمام الاحليلي او عدم انقباض الاحليل او نزوحه المتزايد الى الأسفل عند ارتفاع الضغط في البطن، فالعلاج الأولي هو استعمال تمارين انقباض عضلات الحوض والصمام عدة مرات يومياً لتقويتها واستعمالها لاحقاً لمنع السلس عند ارتفاع الضغط في البطن اثناء الضحك او العطس او السعال. وعلى المريضة أن تواظب على استعمال هذه التمارين لبضعة اشهر للحصول على نتائج جيدة قد تصل الى 50% ويصف الطبيب احياناً عقاقير اضافية الى التمارين تساعد على اغلاق الصمام. وفي حال فشل هذا العلاج او توقف المريضة عن استعماله، يمكن استعمال العلاج المغناطيسي، حيث تجلس المريضة على كرسي موصول بمولد مغناطيسي يساعد على تقوية عضلات الصمام بدون أي جهد من ناحية المريضة نفسها ويتم العلاج مرتين في الأسبوع لمدة 8اسابيع وكل علاج يستغرق 20دقيقة.
ونجاح هذا العلاج مرتفع اذ ثبت تحسن حالة حوالي 70الى 80% من المرضى، وتم شفاء حوالي 15-25% شفاء تاماً. ومن الوسائل غير الجراحية الأخرى استعمال المنبه الكهربائي في المهبل او في الشرج او وضع لولب في المهبل يضغط على عنق المثانة او الاحليل (صورة رقم 2) او استعمال أجهزة جديدة تضعها المريضة نفسها في الاحليل او المثانة وتضبطها خارجياً باستعمال جهاز مغناطيسي او بحقن سائل في بالون حول الجهاز يساعد على إغلاق الاحليل وعنق المثانة ( صورة رقم 3) وفي حالات ضمور غشاوة الاحليل والمهبل مع عدم التئام الاحليل يستعمل مرهم الهرمون الانثوي في المهبل أو بواسطة لصقات هرمونية جلدية.
أما في حال فشل كل الوسائل غير الجراحية، واذا كان السبب للسلس هو عدم التئام غشاوة الاحاليل من جراء عمليات جراحية سابقة أجريت عليه، او ما يسمى طبياً " بعجز الصمام الداخلي" ففي هذه الحالات يجري الأخصائي حقنة مادة لا يرفضها الجسم مثل " الكولاجين" و " السيليكون" و" البوليتيف" و" الماكروبلستيك" حول الاحليل وعنق المثانة لاغلاقها. وتتم هذه الجراحة البسيطة تحت بنج موضعي وتستغرق أقل من نصف ساعة، ويؤكد الجراح نجاح العملية بواسطة تنظير المثانة والاحليل( صورة رقم 4)، ونسبة نجاح هذه الوسيلة جيد وقد يستدعي الأمر استعمال عدة حقن على مدى أشهر.
واما اذا فشلت جميع المحاولات غير الجراحية وقرر الأخصائي القيام بعملية جراحية، عليه أولاً أن يوضح للمريضة توضيحاً كاملاً كافة الوسائل الجراحية وأمل نجاحها ومضاعفاتها ومخاطرها وتكاليفها، وعلى المريضة نفسها بعد تفهمها الكامل لتلك العمليات الجراحية فلها الخيار باستعمال العقاقير وأهمها الدواء الجديد" دولوكستين" الذي اعطى نتائج أولية مشجعة في هذه الحالات خلال الدراسات المبدئية عليه، ولكنه غير متوفر حتى الآن في الأسواق، واستعمال اللولب المهبلي او اجهزة في الاحليل لمنع تسرب البول، او رفائد ماصة للبول توضع في السروال الداخلي تغير عند اللزوم. واذا ما قررت المريضة اجراء عملية جراحية، فعليها ان تقتنع كليا بفائدتها وتتقبل امكانية فشلها واحتمال حدوث بعض المضاعفات، ويجب أن تكون توقعاتها معقولة بالنسبة الى نجاحها، وهناك أكثر من 100عملية جراحية تستعمل لهذه الحالة، وأهمها رفع المثانة والاحليل عن طريق المهبل بخياطة الانسجة من خلفها، أو رفع المثانة والاحليل بإدخال ابرة جراحية فوق العانة الى المهبل وربط الابرة بشريط أو وشاح تسحبه الى فوق العانة ويخيط الوشاح بلفافة العضلة المستقيمة او بمسحاق عظم الحوض، وهذا الوشاح قد يكون مكوناً
من أنسجة ذاتية كلفافة العضلة المستقيمة البطنية أو لفافة عضل الفخذ او من مادة اصطناعية مقبولة من الجسم والطريقة الحديثة هي ادخال ابرة جراحية خصوصية من فوق العانة او من المهبل وربطها بوشاح مكون من مادة " بوليبروبلين" وتمرير هذا الوشاح من تحت الاحليل الى الجلد فوق العانة وتركه تحت الجلد بدون خياطة ( صورة رقم 5). ونجاح هذه العملية البسيطة التي يمكن القيام بها تحت بنج موضعي وبدون تنويم المريضة بالمستشفى، وصل الى حدود 85الى 90% على مدى خمس سنوات. وأخيراً وفي بعض الحالات الصعبة التي فشلت فيها العمليات الجراحية السابقة، يباشر الجراح اجراء عملية جراحية إما بالمنظار عبر الجلد أو بفتح أسفل البطن وتخييط أنسجة المهبل المجاورة لعنق المثانة والاحليل برباط الحوض الأسفل البطن وتخييط أنسجة المهبل المجاورة لعنق المثانة والاحليل برباط الحوض الأسفل او بمسمحاقة . ونسبة نجاح هذه العملية التي استعملت لأكثر من خمسين سنة، ممتازة، إذ تصل الى 85- 95بالمئة. وهنالك بعض المضاعفات التي قد تحصل بعد العمليات الجراحية ومنها انسداد الاحليل او تآكل أنسجته وحدوث التهابات واختراق المثانة بالابرة أو نادراً اصابة شريان أو وريد في الحوض عند تمرير
ها ووقوع الحاح وتكرار التبول مع معاودة السلس عند حوالي 15% من الحالات. وفي حال هبوط شديد في المثانة او بيت الرحم او في الأمعاء او الشرج عبر المهبل، يقوم فريق من جراحي المسالك البولية والتناسلية والأمراض النسائية بإجراء عملية مزدوجة لتصحيح العيوب قد تستدعي أحياناً استئصال بيت الرحم عند كبيرات السن من النساء. ونسبة نجاح العمليات الجراحية مرتفعة جداً على المدى البعيد اذ يصل الى حوالي 90بالمئة مع مضاعفات قليلة وغير خطيرة على يد أخصائيين يملكون خبرة واسعة في علاج السلس البولي وفي مراكز مختصة لتلك الجراحة الدقيقة.
الوقاية
ونظراً للأهمية القصوى للوقاية الطبية من أغلب الأمراض، ومنها السلس البولي عند النساء، فلنراجع سوية العوامل التي تؤهل بعض النساء دون غيرهن، على حدوث السلس البولي لديهن وكيفية تدارك الأمر. ومن أهم العوامل التي لا نستطيع تفاديها، السن مثلاً، إذ أن نسبة السلس تزيد من حوالي 30الى حوالي 50بالمئة بعد سن الخمسين، والعوامل الجينية والوراثية والنسب، إذ أن نسبته أعلى عند النساء البيض مقارنة بالزنجيات في الولايات المتحدة، وتركيز وسلامة فعراء الأنسجة والعضلات والأربطة الموجودة في الحوض. وأما العوامل الأخرى، فهي تعدد الولادات التي تسبب ارتخاء عضلات وأربطة الحوض، والتي تسبب بالتالي سلساً بولياً كلما زاد عددها.. ومن الممكن الوقاية منها اذا ما استعملت المرأة بعد الولادة تمارين لتقوية عضلات الحوض، وفي بعض الحالات يستحسن ان تخفف المرأة من تناول بعض المأكولات والمشروبات المهيجة للمثانة، مثل التفاح والسوائل المشبعة بأوكسيد الكربون والليمون والشوكولا والقهوة والعنب والفراولة والأناناس والسكر والشاي والطماطم والخل، وأن تبتعد عن مزاولة الرياضة العنيفة وتخفف وزنها وتستعمل الهرمون الأنثوي بعد الوصول لسن اليأس.
الخلاصة
وخلاصة هذه المقالة، هي أن سلس البول حالة طبية شائعة حول العالم تشتكي منها الملايين من النساء، ولكن للأسف القليل منهن تستشير الأخصائي للمعالجة. ويعتمد تشخيص هذا المرض على استجواب المريضة وفحصها سريرياً وإجراء بعض التحاليل البسيطة. ويرتكز العلاج غير الجراحي على تغيير سلوك المثانة وضبطها واستعمال التمارين لتقوية عضلات الصمام وتناول بعض العقاقير الجديدة التي تساعد على انغلاق الصمام او زيادة سعة المثانة وإزالة توتر اعصابها ووضع حد لتقلصاتها غير الارادية، وفي حالة وجود انسداد في عنق المثانة او الاحليل مع فيضان البول، يتم اللجوء للعلاج بالعقاقير او التدخل الجراحي. فما الداعي اذن أن تتحمل بعض النساء هذه الحالة المؤلمة وتتعرض للعذاب الجسدي والنفسي وارتباك في حدوث السلس في أوقات غير مرتقبة قد تجعلها تخجل من نفسها وتؤثر على حياتها الاجتماعية، بينما يتيسر لها الشفاء بإذن الله، بطرق بسيطة، اذا لجأت الى الطبيب؟
وبهدف نشر الوعي الصحي بهذا المرض، وتثقيف الأطباء والجمهور، ستنظم ندوة طبية عالمية حول السلس البولي عند النساء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض في غضون الشهر المقبل ينظمها قسم المسالك البولية والتناسلية وقسم الولادة والأمراض النسائية، ويشارك فيها خبراء وأخصائيون عالميون ومحليون لهم الخبرة الواسعة في هذا المجال. وسيتم مناقشة آخر التطورات المستجدة في تشخيص ومعالجة هذا المرض الشائع والمؤلم والقابل للشفاء بإذن الله.
الموضوع منقووووووووووووووول
المصدر==========>>
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/SAHA_634.php
وتعتمد معالجة السلس البولي على اسبابه وحالة المريضة الصحية وعمرها وحالتها الذهنية واستعدادها للتقيد بالتعليمات الطبية ومدى صبرها حتى لو طال العلاج غير الجراحي وثقتها بطبيبها المعالج. ان يكون العلاج سهلاً وبسيطاً وغير جراحي اذا امكن وناجحاً الى حد كبير وقليل الكلفة. وفي غاية الأهمية ان يتحرى الطبيب عن اسباب عكوسية للسلس التي اذا ما أزيلت تشفى المريضة بدون أي علاج آخر. ومن هذه الحالات البطاح او التشويش العقلي والتهابات المثانة وضمور غشاوة المهبل والجهاز البولي والأمراض النفسية والغددية والامساك مع رصوص البراز واستعمال بعض العقاقير، منها الدواء المدر للبول وأدوية أخرى للحالات العصبية والنفسية كاليأس والاكتئاب والحساسية والربو وارتفاع الضغط الدموي والمخدرات والكحول والكافيين الموجودة في البن والشاي وغيرها. ويستحسن تخفيف تناول المأكولات المحمضة كالليمون والطماطم والفراولة والحامض والخل والتفاح والتوابل. أما اذا فشلت هذه الإجراءات السهلة في شفاء او تحسين حالة المريضة، يباشر الطبيب في معالجة السلس البولي حسب سببه ونوعه.
فاذا كان نوعه يعود الى المثانة المتوترة او ذات النشاط المتزايد، فعلاجه عقاقير مهدئة للمثانة تمنع او تخفف تقلصاتها غير الارادية وتغير سلوك المثانة لتوسعة سعتها ووضع حد لتوترها الحاحية التبول بإطالة فترات التبول تدريجياً واستعمال تمارين انقباض لعضلات الحوض وصمام الاحليل يومياً، وعلى المريضة تطبيق تعليمات الطبيب بالتبول في فترات محددة.
ونجاح هذه الوسائل البسيطة تصل الى حوالي 50بالمئة اذا ما استمرت عليها المريضة لبضعة أشهر، اما اذا ما فشلت، فهنالك طرق علاج حديثة قد تعطي نتائج جيدة منها حقن مواد مهدئة للأعصاب المتوترة داخل المثانة، أو حقن مادة " البوتوكس" التي يستعملها عادة أطباء التجميل لتجعدات الجلد، في عضلات المثانة او وضع أقطاب حول أعصاب المثانة النابعة من النخاع الشوكي ووصلها الى جهاز الكتروني يوضع تحت الجلد تضبطه المريضة عدة مرات في الأسبوع.
أما اذا كان سبب السلس البولي ارتخاء عضلات الحوض او فشل وظيفة الصمام الاحليلي او عدم انقباض الاحليل او نزوحه المتزايد الى الأسفل عند ارتفاع الضغط في البطن، فالعلاج الأولي هو استعمال تمارين انقباض عضلات الحوض والصمام عدة مرات يومياً لتقويتها واستعمالها لاحقاً لمنع السلس عند ارتفاع الضغط في البطن اثناء الضحك او العطس او السعال. وعلى المريضة أن تواظب على استعمال هذه التمارين لبضعة اشهر للحصول على نتائج جيدة قد تصل الى 50% ويصف الطبيب احياناً عقاقير اضافية الى التمارين تساعد على اغلاق الصمام. وفي حال فشل هذا العلاج او توقف المريضة عن استعماله، يمكن استعمال العلاج المغناطيسي، حيث تجلس المريضة على كرسي موصول بمولد مغناطيسي يساعد على تقوية عضلات الصمام بدون أي جهد من ناحية المريضة نفسها ويتم العلاج مرتين في الأسبوع لمدة 8اسابيع وكل علاج يستغرق 20دقيقة.
ونجاح هذا العلاج مرتفع اذ ثبت تحسن حالة حوالي 70الى 80% من المرضى، وتم شفاء حوالي 15-25% شفاء تاماً. ومن الوسائل غير الجراحية الأخرى استعمال المنبه الكهربائي في المهبل او في الشرج او وضع لولب في المهبل يضغط على عنق المثانة او الاحليل (صورة رقم 2) او استعمال أجهزة جديدة تضعها المريضة نفسها في الاحليل او المثانة وتضبطها خارجياً باستعمال جهاز مغناطيسي او بحقن سائل في بالون حول الجهاز يساعد على إغلاق الاحليل وعنق المثانة ( صورة رقم 3) وفي حالات ضمور غشاوة الاحليل والمهبل مع عدم التئام الاحليل يستعمل مرهم الهرمون الانثوي في المهبل أو بواسطة لصقات هرمونية جلدية.
أما في حال فشل كل الوسائل غير الجراحية، واذا كان السبب للسلس هو عدم التئام غشاوة الاحاليل من جراء عمليات جراحية سابقة أجريت عليه، او ما يسمى طبياً " بعجز الصمام الداخلي" ففي هذه الحالات يجري الأخصائي حقنة مادة لا يرفضها الجسم مثل " الكولاجين" و " السيليكون" و" البوليتيف" و" الماكروبلستيك" حول الاحليل وعنق المثانة لاغلاقها. وتتم هذه الجراحة البسيطة تحت بنج موضعي وتستغرق أقل من نصف ساعة، ويؤكد الجراح نجاح العملية بواسطة تنظير المثانة والاحليل( صورة رقم 4)، ونسبة نجاح هذه الوسيلة جيد وقد يستدعي الأمر استعمال عدة حقن على مدى أشهر.
واما اذا فشلت جميع المحاولات غير الجراحية وقرر الأخصائي القيام بعملية جراحية، عليه أولاً أن يوضح للمريضة توضيحاً كاملاً كافة الوسائل الجراحية وأمل نجاحها ومضاعفاتها ومخاطرها وتكاليفها، وعلى المريضة نفسها بعد تفهمها الكامل لتلك العمليات الجراحية فلها الخيار باستعمال العقاقير وأهمها الدواء الجديد" دولوكستين" الذي اعطى نتائج أولية مشجعة في هذه الحالات خلال الدراسات المبدئية عليه، ولكنه غير متوفر حتى الآن في الأسواق، واستعمال اللولب المهبلي او اجهزة في الاحليل لمنع تسرب البول، او رفائد ماصة للبول توضع في السروال الداخلي تغير عند اللزوم. واذا ما قررت المريضة اجراء عملية جراحية، فعليها ان تقتنع كليا بفائدتها وتتقبل امكانية فشلها واحتمال حدوث بعض المضاعفات، ويجب أن تكون توقعاتها معقولة بالنسبة الى نجاحها، وهناك أكثر من 100عملية جراحية تستعمل لهذه الحالة، وأهمها رفع المثانة والاحليل عن طريق المهبل بخياطة الانسجة من خلفها، أو رفع المثانة والاحليل بإدخال ابرة جراحية فوق العانة الى المهبل وربط الابرة بشريط أو وشاح تسحبه الى فوق العانة ويخيط الوشاح بلفافة العضلة المستقيمة او بمسحاق عظم الحوض، وهذا الوشاح قد يكون مكوناً
من أنسجة ذاتية كلفافة العضلة المستقيمة البطنية أو لفافة عضل الفخذ او من مادة اصطناعية مقبولة من الجسم والطريقة الحديثة هي ادخال ابرة جراحية خصوصية من فوق العانة او من المهبل وربطها بوشاح مكون من مادة " بوليبروبلين" وتمرير هذا الوشاح من تحت الاحليل الى الجلد فوق العانة وتركه تحت الجلد بدون خياطة ( صورة رقم 5). ونجاح هذه العملية البسيطة التي يمكن القيام بها تحت بنج موضعي وبدون تنويم المريضة بالمستشفى، وصل الى حدود 85الى 90% على مدى خمس سنوات. وأخيراً وفي بعض الحالات الصعبة التي فشلت فيها العمليات الجراحية السابقة، يباشر الجراح اجراء عملية جراحية إما بالمنظار عبر الجلد أو بفتح أسفل البطن وتخييط أنسجة المهبل المجاورة لعنق المثانة والاحليل برباط الحوض الأسفل البطن وتخييط أنسجة المهبل المجاورة لعنق المثانة والاحليل برباط الحوض الأسفل او بمسمحاقة . ونسبة نجاح هذه العملية التي استعملت لأكثر من خمسين سنة، ممتازة، إذ تصل الى 85- 95بالمئة. وهنالك بعض المضاعفات التي قد تحصل بعد العمليات الجراحية ومنها انسداد الاحليل او تآكل أنسجته وحدوث التهابات واختراق المثانة بالابرة أو نادراً اصابة شريان أو وريد في الحوض عند تمرير
ها ووقوع الحاح وتكرار التبول مع معاودة السلس عند حوالي 15% من الحالات. وفي حال هبوط شديد في المثانة او بيت الرحم او في الأمعاء او الشرج عبر المهبل، يقوم فريق من جراحي المسالك البولية والتناسلية والأمراض النسائية بإجراء عملية مزدوجة لتصحيح العيوب قد تستدعي أحياناً استئصال بيت الرحم عند كبيرات السن من النساء. ونسبة نجاح العمليات الجراحية مرتفعة جداً على المدى البعيد اذ يصل الى حوالي 90بالمئة مع مضاعفات قليلة وغير خطيرة على يد أخصائيين يملكون خبرة واسعة في علاج السلس البولي وفي مراكز مختصة لتلك الجراحة الدقيقة.
الوقاية
ونظراً للأهمية القصوى للوقاية الطبية من أغلب الأمراض، ومنها السلس البولي عند النساء، فلنراجع سوية العوامل التي تؤهل بعض النساء دون غيرهن، على حدوث السلس البولي لديهن وكيفية تدارك الأمر. ومن أهم العوامل التي لا نستطيع تفاديها، السن مثلاً، إذ أن نسبة السلس تزيد من حوالي 30الى حوالي 50بالمئة بعد سن الخمسين، والعوامل الجينية والوراثية والنسب، إذ أن نسبته أعلى عند النساء البيض مقارنة بالزنجيات في الولايات المتحدة، وتركيز وسلامة فعراء الأنسجة والعضلات والأربطة الموجودة في الحوض. وأما العوامل الأخرى، فهي تعدد الولادات التي تسبب ارتخاء عضلات وأربطة الحوض، والتي تسبب بالتالي سلساً بولياً كلما زاد عددها.. ومن الممكن الوقاية منها اذا ما استعملت المرأة بعد الولادة تمارين لتقوية عضلات الحوض، وفي بعض الحالات يستحسن ان تخفف المرأة من تناول بعض المأكولات والمشروبات المهيجة للمثانة، مثل التفاح والسوائل المشبعة بأوكسيد الكربون والليمون والشوكولا والقهوة والعنب والفراولة والأناناس والسكر والشاي والطماطم والخل، وأن تبتعد عن مزاولة الرياضة العنيفة وتخفف وزنها وتستعمل الهرمون الأنثوي بعد الوصول لسن اليأس.
الخلاصة
وخلاصة هذه المقالة، هي أن سلس البول حالة طبية شائعة حول العالم تشتكي منها الملايين من النساء، ولكن للأسف القليل منهن تستشير الأخصائي للمعالجة. ويعتمد تشخيص هذا المرض على استجواب المريضة وفحصها سريرياً وإجراء بعض التحاليل البسيطة. ويرتكز العلاج غير الجراحي على تغيير سلوك المثانة وضبطها واستعمال التمارين لتقوية عضلات الصمام وتناول بعض العقاقير الجديدة التي تساعد على انغلاق الصمام او زيادة سعة المثانة وإزالة توتر اعصابها ووضع حد لتقلصاتها غير الارادية، وفي حالة وجود انسداد في عنق المثانة او الاحليل مع فيضان البول، يتم اللجوء للعلاج بالعقاقير او التدخل الجراحي. فما الداعي اذن أن تتحمل بعض النساء هذه الحالة المؤلمة وتتعرض للعذاب الجسدي والنفسي وارتباك في حدوث السلس في أوقات غير مرتقبة قد تجعلها تخجل من نفسها وتؤثر على حياتها الاجتماعية، بينما يتيسر لها الشفاء بإذن الله، بطرق بسيطة، اذا لجأت الى الطبيب؟
وبهدف نشر الوعي الصحي بهذا المرض، وتثقيف الأطباء والجمهور، ستنظم ندوة طبية عالمية حول السلس البولي عند النساء بمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث في الرياض في غضون الشهر المقبل ينظمها قسم المسالك البولية والتناسلية وقسم الولادة والأمراض النسائية، ويشارك فيها خبراء وأخصائيون عالميون ومحليون لهم الخبرة الواسعة في هذا المجال. وسيتم مناقشة آخر التطورات المستجدة في تشخيص ومعالجة هذا المرض الشائع والمؤلم والقابل للشفاء بإذن الله.
الموضوع منقووووووووووووووول
المصدر==========>>
http://www.alriyadh-np.com/Contents/...e/SAHA_634.php