بسم الله الرحمن الرحيم..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
موضوعنا اليوم هو حساس للغاية و يتعلق الأمر بالوحدة المغاربية التي تعد جزءا من الوحدة العربية..وهذا المقال لكاتبة التونسية تعرض فيه بعض أسباب فشل الوحدة..فالرجاء ان يتفضل معي الاخوة خصوصا المغاربة للنقاش في هذا الامر و تحليله من جميع جوانبه.
واليكم ما كتب في جريدة الشرق الأوسط:
*هل يمكن الجزم، بعد سلسلة من الخيبات العربية الطويلة والمتكررة، بأن كل الأحلام العربية التي تمت بصلة قريبة او بعيدة الى الوحدة، او الاتحاد، او التكتل، هي احلام مادتها الاولى السراب، والغيوم المنقشعة قبل التلبد؟ وهل نستسلم الى مثل هذا الجزم، المريح فكريا، أم ان آخر ما تبقى في جعبتنا، من جدية، يحتم علينا الاعتراف، بأن الفعل السياسي العربي طيلة تاريخه، وعلى امتداد حاضره، ينزع نحو صنع احلام تفتقر الى الارادة الصادقة، والاقتناع العميق، ليوظفها كورقة ضغط يلّوح بها في السياستين الداخلية والخارجية، حسب ما تقتضيه عقارب الساعة السياسية؟
بل نسمح لأنفسنا بأن نمضي قدما في جغرافيتي الاستفهام والتعجب، ونتساءل مجددا: لماذا لا يحسن العرب سوى البدايات، فينطلقون في كل مشروع، يتوق للوحدة بحماسة وافرة، ويطنبون في تعليق الآمال الوردية، ويبالغون في تقديم الجرعات الزائدة الوهمية، ثم سرعان ما يتبخر كل الذي كان، وتحل محله علامات التشرذم، والتشتت والفروقات الدفينة، ذات العروق والمنعدمة الفروع!؟
ان حلم تأسيس الوحدة المغاربية، ظل يراود المغاربيين، منذ زمن يصعب قياسه، وفي كل مرة يتضح ان عملية المراودة قد باءت بالبرود. لذلك، بعدما تقرر عقد قمة مغاربية بصفة سنوية، وجد المغاربيون انفسهم، منذ قمة تونس 1994، قابعين في التسلل، ينتظرون بفارغ الحلم، ان تنعقد قمة موالية، تعلن عن بدء تنفيذ ما تم التخطيط له في القمة الاولى. من ذلك، انه كان من المنتظر ان تتم الوحدة في عام 2001 عبر الاعلان عن ازالة الحواجز الجمركية، واقرار عملة موحدة .. فإذا بنا، بعد المراوغة، والتأخير، والتأجيل، والمد والجزر، نستجدي انعقاد قمة، تؤكد لنا على الاقل، بأن قمة 1994 ليست بالقمة الاخيرة والنهائية! ولا شك، طبعا، في ان عمليات التأجيل المطولة جدا تقف وراءها اسباب هي، في معظم الاحيان، ذات علاقة بالسياسات الخارجية لبعض دول المغرب العربي الكبير، كعلاقة موريتانيا باسرائيل، إلا ان الازمة القديمة الجديدة، التي حلت بحلم الاتحاد المغاربي، وبأمل عقد قمته المؤجلة الى موعد غير محدد، تتمثل في تشنج العلاقات المغربية ـ الجزائرية بسبب قضية الصحراء الغربية، التي يبدو انها ستبقى بمثابة الشوكة، في حلق حلم الوحدة المغاربية، لا سيما انك كلما ادرت اذنك للانصات الى وجهة نظر احد الطرفين، نجح في اقناعك كليا او نسبيا! ذلك ان بقاء امر الصحراء الغربية على حاله سيعطل استغلال الجزائر لثرواتها من المواد الاولية بالشكل الذي ترتضيه وتحتاجه. وفي نفس الوقت يسهل تفهم موقف المغرب، الذي تتجاوز نظرته للخلاف المدار الجغرافي البحت وتربطه بما سينتج من تغييرات، في موقعها الرمزي والاقتصادي وحتى السياسي مغاربيا واقليميا.
وخلال الايام الاخيرة بدا الموقف المغربي بالغ التشدد. فيوم الاربعاء الفارط، اكد الملك محمد السادس رفض المغرب لفكرة تقسيم الاقليم، ولكل مشروع من شأنه المساس بوحدة اراضي المملكة المغربية، وسيادتها على اقاليمها الجنوبية، وقال ان مشروعا من هذا النوع، يهدد السلام والاستقرار، في منطقة المغرب العربي.
ولعل قراءة اولى وظاهرية، لما صرح به الملك محمد السادس، تجعلنا نخمن بأن المنطقة مقبلة على حرب، اذا ما آل الأمر، الى عكس ما يطالب به المغرب، اي الى اقرار حكم ذاتي موسع، في منطقة الصحراء تشرف عليه المملكة المغربية، وهو الطلب الذي يتناقض، مع موقف الجزائر الداعي، الى ضرورة ان يقرر سكان الصحراء الغربية مصيرهم عبر استفتاء حر يترجم ارادة الشرعية الدولية، ويحدد فيه سكانها رغبتهم في الانضمام الى المملكة المغربية او الاستقلال عنها.
ومع اهمية الخلاف الجزائري المغربي، وبالنظر الى تشدد التصريحات المغربية، يظهر ان الخلاف قد تجاوز النطاق الثنائي، ليتشابك بطرق مباشرة وغير مباشرة مع اطراف اخرى مما يشير الى ان الخلاف بدأ يأخذ بعدا اقليميا متشابكا ومعقدا، وان سعت التصريحات المغربية، الى التمسك بمقاربة الجوار كما ذهب الى ذلك الاستاذ عبد الله يساعف وزير التربية الوطنية المغربي، في حديث ادلى به الى جريدة «الشرق الاوسط» يوم الاحد الفارط، اذ ذكر ان علاقة الجوار، تحولت الى عبء يحول دون تطور المغرب، واضاف في ذات الحوار ان المغربي اصبح يحس بأن حصار الجيران يحد من انفاسه الداخلية. بل ان وزير الداخلية المغربي ادريس جطو، يرى انه «لا بد من توحيد الصفوف حول العرش لاحباط المناورات، ولنعطي للاصدقاء والاعداء، الدليل على مغربية الصحراء».
ولا ندري طبعا، ما اذا كان لهذه الدعوة علاقة بالانتخابات التي ستجرى بعد سبعة اشهر، وهي اول انتخابات في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، او ربما هي اعتراف ضمني، بأن المغرب يعيش خلافا متعدد الاقطاب، علاوة على خلافه مع جبهة البوليزاريو وخلافه القديم الجديد مع الجزائر الذي اندلع عندما تردد خبر يقول ان الجزائر اقترحت تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
ويبدو ان لتشدد الموقف المغربي، علاقة متينة بمعركته مع اسبانيا، التي انطلقت منذ مدة بسبب عدم رغبة المغرب في تجديد اتفاقية الصيد البحري إلا طبقا لشروطه مع العلم ان لاسبانيا علاقات جيدة مع جبهة البوليزاريو، بالاضافة الى ذلك القلق النسبي، الذي ولدته زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى امريكا في السنة الفارطة، والتي توجت باتفاقيات مالية واقتصادية، خاصة انه على اثر هذه الزيارة، اصبح موقف الولايات المتحدة الامريكية، من قضية الصحراء الغربية متلطفا بعض الشيء! وعموما يبدو ان التشدد المغربي المتعدد الاعلام، يدور بدرجة اولى حول الصحراء الغربية، التي تحمل ازاءها المغرب حساسية خاصة، الشيء الذي جعل الاعداء والاصدقاء، يستغلون حسب مصالحهم وحسب بورصة ميزان قوتهم هذه الورقة ضد المغرب الذي يخاف ان يطرأ على المنطقة وضع جغراسياسي لا يخدم مصالحه مع العلم ان ثقل جبهة البوليزاريو، قد تراجع عما كان عليه إذ انه بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، تم سحب الاعتراف بجبهة البوليزاريو من طرف عديد من الدول ومنها الهند، وبعض دول امريكا اللاتينية.
وعموما، يبدو واضحا ان قضية الصحراء الغربية اذا استمرت على حالها، فإنها ستبقى قنبلة موقوتة، ومن يدري قد تكون في مستقبل الايام او السنوات سببا في اشتعال حريق يحول المغرب العربي الى بؤرة توتر، تضاف الى قائمة البؤر المنتشرة في العالم، خاصة ان مراوحة قضية الصحراء الغربية بين الصمت والظهور في العلاقات المغربية الجزائرية، لا تغدو ان تكون في حالات الصمت إلا معادلة تكتيكية، بينما في حالات الظهور، يعود التمثل الحقيقي لحقيقة تمكن الشوكة من حلق حلم الوحدة المغاربية.
واظن ان عدم التعويل على الوحدة في ازالة مثل هذه الخلافات الحقيقية والمجانية في آن، لدليل على عدم الايمان بجدوى تصيير حلم الوحدة المغاربية الى واقع، ذلك الحلم الذي يستحق منا بعض المرونة في المواقف او اعادة طرح قضية الصحراء المغاربية على الطاولة بشكل جديد، وبمبادئ جديدة وآفاق جديدة وخاصة بتنازلات جديدة، تصب في صالح المنطقة ككل، بل ان حتى فكرة استقلال سكان الصحراء الغربية، تبدو بالنظر الى المتغيرات العالمية الجديدة بحاجة الى مراجعة، والى التساؤل واقعيا، عن ما اذا كان واقع المنطقة يستوعب بروز دولة جديدة، في الوقت الذي نروم فيه جاهدين ومنذ زمن الى الوحدة المغاربية. ولكن يبدو ان مطاردة الغنيمة في فيافي الصحراء الغربية، كلُُ ُ حسب طريقته، سيجعل من حلم الوحدة المغاربية يتأبط فشلا.*
انتهى المقال..
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته..
موضوعنا اليوم هو حساس للغاية و يتعلق الأمر بالوحدة المغاربية التي تعد جزءا من الوحدة العربية..وهذا المقال لكاتبة التونسية تعرض فيه بعض أسباب فشل الوحدة..فالرجاء ان يتفضل معي الاخوة خصوصا المغاربة للنقاش في هذا الامر و تحليله من جميع جوانبه.
واليكم ما كتب في جريدة الشرق الأوسط:
*هل يمكن الجزم، بعد سلسلة من الخيبات العربية الطويلة والمتكررة، بأن كل الأحلام العربية التي تمت بصلة قريبة او بعيدة الى الوحدة، او الاتحاد، او التكتل، هي احلام مادتها الاولى السراب، والغيوم المنقشعة قبل التلبد؟ وهل نستسلم الى مثل هذا الجزم، المريح فكريا، أم ان آخر ما تبقى في جعبتنا، من جدية، يحتم علينا الاعتراف، بأن الفعل السياسي العربي طيلة تاريخه، وعلى امتداد حاضره، ينزع نحو صنع احلام تفتقر الى الارادة الصادقة، والاقتناع العميق، ليوظفها كورقة ضغط يلّوح بها في السياستين الداخلية والخارجية، حسب ما تقتضيه عقارب الساعة السياسية؟
بل نسمح لأنفسنا بأن نمضي قدما في جغرافيتي الاستفهام والتعجب، ونتساءل مجددا: لماذا لا يحسن العرب سوى البدايات، فينطلقون في كل مشروع، يتوق للوحدة بحماسة وافرة، ويطنبون في تعليق الآمال الوردية، ويبالغون في تقديم الجرعات الزائدة الوهمية، ثم سرعان ما يتبخر كل الذي كان، وتحل محله علامات التشرذم، والتشتت والفروقات الدفينة، ذات العروق والمنعدمة الفروع!؟
ان حلم تأسيس الوحدة المغاربية، ظل يراود المغاربيين، منذ زمن يصعب قياسه، وفي كل مرة يتضح ان عملية المراودة قد باءت بالبرود. لذلك، بعدما تقرر عقد قمة مغاربية بصفة سنوية، وجد المغاربيون انفسهم، منذ قمة تونس 1994، قابعين في التسلل، ينتظرون بفارغ الحلم، ان تنعقد قمة موالية، تعلن عن بدء تنفيذ ما تم التخطيط له في القمة الاولى. من ذلك، انه كان من المنتظر ان تتم الوحدة في عام 2001 عبر الاعلان عن ازالة الحواجز الجمركية، واقرار عملة موحدة .. فإذا بنا، بعد المراوغة، والتأخير، والتأجيل، والمد والجزر، نستجدي انعقاد قمة، تؤكد لنا على الاقل، بأن قمة 1994 ليست بالقمة الاخيرة والنهائية! ولا شك، طبعا، في ان عمليات التأجيل المطولة جدا تقف وراءها اسباب هي، في معظم الاحيان، ذات علاقة بالسياسات الخارجية لبعض دول المغرب العربي الكبير، كعلاقة موريتانيا باسرائيل، إلا ان الازمة القديمة الجديدة، التي حلت بحلم الاتحاد المغاربي، وبأمل عقد قمته المؤجلة الى موعد غير محدد، تتمثل في تشنج العلاقات المغربية ـ الجزائرية بسبب قضية الصحراء الغربية، التي يبدو انها ستبقى بمثابة الشوكة، في حلق حلم الوحدة المغاربية، لا سيما انك كلما ادرت اذنك للانصات الى وجهة نظر احد الطرفين، نجح في اقناعك كليا او نسبيا! ذلك ان بقاء امر الصحراء الغربية على حاله سيعطل استغلال الجزائر لثرواتها من المواد الاولية بالشكل الذي ترتضيه وتحتاجه. وفي نفس الوقت يسهل تفهم موقف المغرب، الذي تتجاوز نظرته للخلاف المدار الجغرافي البحت وتربطه بما سينتج من تغييرات، في موقعها الرمزي والاقتصادي وحتى السياسي مغاربيا واقليميا.
وخلال الايام الاخيرة بدا الموقف المغربي بالغ التشدد. فيوم الاربعاء الفارط، اكد الملك محمد السادس رفض المغرب لفكرة تقسيم الاقليم، ولكل مشروع من شأنه المساس بوحدة اراضي المملكة المغربية، وسيادتها على اقاليمها الجنوبية، وقال ان مشروعا من هذا النوع، يهدد السلام والاستقرار، في منطقة المغرب العربي.
ولعل قراءة اولى وظاهرية، لما صرح به الملك محمد السادس، تجعلنا نخمن بأن المنطقة مقبلة على حرب، اذا ما آل الأمر، الى عكس ما يطالب به المغرب، اي الى اقرار حكم ذاتي موسع، في منطقة الصحراء تشرف عليه المملكة المغربية، وهو الطلب الذي يتناقض، مع موقف الجزائر الداعي، الى ضرورة ان يقرر سكان الصحراء الغربية مصيرهم عبر استفتاء حر يترجم ارادة الشرعية الدولية، ويحدد فيه سكانها رغبتهم في الانضمام الى المملكة المغربية او الاستقلال عنها.
ومع اهمية الخلاف الجزائري المغربي، وبالنظر الى تشدد التصريحات المغربية، يظهر ان الخلاف قد تجاوز النطاق الثنائي، ليتشابك بطرق مباشرة وغير مباشرة مع اطراف اخرى مما يشير الى ان الخلاف بدأ يأخذ بعدا اقليميا متشابكا ومعقدا، وان سعت التصريحات المغربية، الى التمسك بمقاربة الجوار كما ذهب الى ذلك الاستاذ عبد الله يساعف وزير التربية الوطنية المغربي، في حديث ادلى به الى جريدة «الشرق الاوسط» يوم الاحد الفارط، اذ ذكر ان علاقة الجوار، تحولت الى عبء يحول دون تطور المغرب، واضاف في ذات الحوار ان المغربي اصبح يحس بأن حصار الجيران يحد من انفاسه الداخلية. بل ان وزير الداخلية المغربي ادريس جطو، يرى انه «لا بد من توحيد الصفوف حول العرش لاحباط المناورات، ولنعطي للاصدقاء والاعداء، الدليل على مغربية الصحراء».
ولا ندري طبعا، ما اذا كان لهذه الدعوة علاقة بالانتخابات التي ستجرى بعد سبعة اشهر، وهي اول انتخابات في عهد العاهل المغربي الملك محمد السادس، او ربما هي اعتراف ضمني، بأن المغرب يعيش خلافا متعدد الاقطاب، علاوة على خلافه مع جبهة البوليزاريو وخلافه القديم الجديد مع الجزائر الذي اندلع عندما تردد خبر يقول ان الجزائر اقترحت تقسيم الصحراء الغربية بين المغرب وجبهة البوليزاريو.
ويبدو ان لتشدد الموقف المغربي، علاقة متينة بمعركته مع اسبانيا، التي انطلقت منذ مدة بسبب عدم رغبة المغرب في تجديد اتفاقية الصيد البحري إلا طبقا لشروطه مع العلم ان لاسبانيا علاقات جيدة مع جبهة البوليزاريو، بالاضافة الى ذلك القلق النسبي، الذي ولدته زيارة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الى امريكا في السنة الفارطة، والتي توجت باتفاقيات مالية واقتصادية، خاصة انه على اثر هذه الزيارة، اصبح موقف الولايات المتحدة الامريكية، من قضية الصحراء الغربية متلطفا بعض الشيء! وعموما يبدو ان التشدد المغربي المتعدد الاعلام، يدور بدرجة اولى حول الصحراء الغربية، التي تحمل ازاءها المغرب حساسية خاصة، الشيء الذي جعل الاعداء والاصدقاء، يستغلون حسب مصالحهم وحسب بورصة ميزان قوتهم هذه الورقة ضد المغرب الذي يخاف ان يطرأ على المنطقة وضع جغراسياسي لا يخدم مصالحه مع العلم ان ثقل جبهة البوليزاريو، قد تراجع عما كان عليه إذ انه بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، تم سحب الاعتراف بجبهة البوليزاريو من طرف عديد من الدول ومنها الهند، وبعض دول امريكا اللاتينية.
وعموما، يبدو واضحا ان قضية الصحراء الغربية اذا استمرت على حالها، فإنها ستبقى قنبلة موقوتة، ومن يدري قد تكون في مستقبل الايام او السنوات سببا في اشتعال حريق يحول المغرب العربي الى بؤرة توتر، تضاف الى قائمة البؤر المنتشرة في العالم، خاصة ان مراوحة قضية الصحراء الغربية بين الصمت والظهور في العلاقات المغربية الجزائرية، لا تغدو ان تكون في حالات الصمت إلا معادلة تكتيكية، بينما في حالات الظهور، يعود التمثل الحقيقي لحقيقة تمكن الشوكة من حلق حلم الوحدة المغاربية.
واظن ان عدم التعويل على الوحدة في ازالة مثل هذه الخلافات الحقيقية والمجانية في آن، لدليل على عدم الايمان بجدوى تصيير حلم الوحدة المغاربية الى واقع، ذلك الحلم الذي يستحق منا بعض المرونة في المواقف او اعادة طرح قضية الصحراء المغاربية على الطاولة بشكل جديد، وبمبادئ جديدة وآفاق جديدة وخاصة بتنازلات جديدة، تصب في صالح المنطقة ككل، بل ان حتى فكرة استقلال سكان الصحراء الغربية، تبدو بالنظر الى المتغيرات العالمية الجديدة بحاجة الى مراجعة، والى التساؤل واقعيا، عن ما اذا كان واقع المنطقة يستوعب بروز دولة جديدة، في الوقت الذي نروم فيه جاهدين ومنذ زمن الى الوحدة المغاربية. ولكن يبدو ان مطاردة الغنيمة في فيافي الصحراء الغربية، كلُُ ُ حسب طريقته، سيجعل من حلم الوحدة المغاربية يتأبط فشلا.*
انتهى المقال..
تعليق