لا لتقسيم العراق
بسم الله الرحمن الرحيم
( بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمْ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ )
صدق الله العلي العظيم
ولفهم وإدراك خطر مشروع التقسيم هذا ، لا بد من الوقوف بمحطات ، منها :
1. من أعطى لمجلس الشيوخ او الكونغرس الأمريكي الحق في تقرير مصير العراق أرضاً وشعباً ؟ بل ان العراقيين وحدهم من له الحق بذلك .
2. ان مشروع تقسيم العراق مبني على أساس طائفي وعرقي ، فالتقسيم قائم على أساس إنشاء ثلاثة كيانات (شيعية في الجنوب وسنية في الوسط وكردية في الشمال ).
3. هذا التقسيم المغرض يكون بمثابة القنبلة التي يمكن تفجيرها في كل آن بسبب الخلافات القائمة على أساس :
ا – جغرافي : حيث ستتولد نزاعات الحدود .
ب – طائفي او عرقي ، ولا يستبعد ذلك بسبب نجاح المخطط الطائفي في العراق في السنوات التي تلت الاحتلال .
4. التقسيم يعطي فرصة لدول الجوار بالتدخل في الشؤون الداخلية او الاحتلال المباشر للمناطق القريبة منها ، وهو ما نراه جليا وواضحا في بعض مناطق العراق .
5. تعميق وترسيخ الخلافات المذهبية وتحويلها من نزاع فكري الى واقع دموي ، يكون فيه المنتصر خاسراً لدينه ودنياه .
6. قرار تقسيم العراق يعود بالعراقيين والمسلمين عموما الى اتفاقية (سايكس بيكو) وغيرها من الاتفاقيات السيئة الصيت التي قسمت الأمة الى دول مختلفة كانت (تلك الاتفاقيات) سبباً في تسافلها وعدم مجاراتها للتقدم والتطور الحضاري الذي يشهده العالم اليوم .
7. يكون في التقسيم هدم للتكامل الاقتصادي الذي يتمتع به العراق ، حيث النفط والثروات الأخرى والمياه والسياحة ، فالافتراض الصحيح هو استفادة كل العراقيين من كل الثروات لا جعلها حكرا لمنطقة دون أخرى ، او سببا للنزاع الدموي الذي تغذيه أيادي الحقد الصهيوني .
8. في تقسيم العراق حل للروابط الاجتماعية وتفكيك للنسيج المتكامل المتكافل للمجتمع الذي عاش عبر مئات السنين دون ان يعيش طائفية مقيتة والتي ستتأصل بالتقسيم .
9. ان التقسيم على الأساس الطائفي سيوجد شرائح من المجتمع تعيش على شكل أقليات مستضعفة في هذا الكيان أو ذاك .
10. التقسيم على الأساس الطائفي او العرقي سيولد هجرة قسريّة تشمل عدد كبير من أبناء العراق ، تُهْجَر بها الأوطان وتُتْرَك الأموال لتولّد الحقد الطائفي الذي يتحول الى رصاص يقتل عموم العراقيين
11. إضعاف العراق بالتقسيم يكون - آنيّاً أو مستقبلياً - سبباً في جعلهِ مطمعاً لكل دول العالم ، وخاصة الاستكبارية منها .
12. يجب أن نفهم أن مشروع التقسيم ليس جديدا يطرح من قبل الإدارة الأمريكية ، بل صرح به في عقد السبعينات المدعو(هنري كيسنجر) وزير الخارجية الأمريكية آنذاك ، فهو مشروع خُطط له بإحكام للنيل من وحدة العراق وشعبه ، بل طُبّق واقعاً بعد عام 1991 حينما مُنِعَ الطيران بالتحليق في خطوط عرض معينة .
13. يجب ان نفهم ان عدد من الاتحادات قد نجحت لأنها بالأساس مقسمة ومشتتة ثم جمعت ، أما العراق فهو بلد متكامل اقتصادياً وتاريخياً وبشرياً ، فيكون – يقينا - تقسيمه تسافل وانحدار في كل الجوانب .
14. لا نتصور أبداً ، ولا نصدق ، ان القوى الاستكبارية ستترك الكيانات المقسّمة لتعيش بسلام مع بعضها ، فدائماً هناك المؤامرات التي تُحاك ضد هذا الشعب المستضعف ، لذلك ستكون الحروب تِلْوَ الحروب والتي تغذّى من قِبَل الاستكبار العالمي ، كما هو حال الدول العربية او الإسلامية التي تتقاتل مع بعضها .
15. إذا راجعنا التاريخ نجد أن قوى الشرّ الاستكبارية عندما تقسّم بلداً من البلدان تترك هناك منطقة صراع تتمثل في بقعة جغرافية متنازع عليها ، ولا يُستبعد ذلك بل هو أكيد في حال تقسيم العراق .
وعليه نقول انه يجب على الدولة وبكل مفاصلها من برلمانيين ووزراء ومجالس محافظات ومجالس بلدية ومحلية ، كما ويجب على كل الحركات والأحزاب والمنظمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ، بل يجب على كل القواعد الجماهيرية المخلصة الوفيّة لعراقها وشعبها أن ترفض وبشدة مشروع تقسيم العراق ، ترفضه بصوتٍ عالٍ يقضُّ مضاجع الاستكبار العالمي ، ولا بد من أن يكون عراق الأنبياء وشعب الأوصياء موحدا متكاملا تسوده المحبة والمودة مهما عصفت به رياح الشر الهمجية ، والله المستعان على ما يصفون .
حزب الولاء الإسلامي
الأمانة العامة
تعليق