1 –سيدي أمير المؤمنين . ما هذا الزمان الذي تعيشه أمتك ؟.-"يأتي على الناس زمان لا يقرب فيه إلا الماحل , ولا يظرف فيه إلا الفاجر , ولا يضعف في إلا المنصف . يعدون الصدقة فيه غرما . وصلة الرحم منا . والعبادة استطالة على الناس . فعند ذلك يكون السلطان بمشورة النساء , وإمارة الصبيان , وتدبير الخصيان .(...لكن) إذا تغير السلطان تغير الزمان.(... و) صاحب السلطان كراكب الأسد يغبط بموقعه وهو اعلم بموضعه ...(... و) آلة الرياسة سعة الصدر .(... لكن) من ملك استأثر."2 – لكن كيف يواجه المرء , يا أمير المؤمنين , آلة الحكم , وسلطان الحاكم , والوضع العربي كما نعرفه اليوم عاجز ومشلول ؟ .- " لا خير في الصمت عن الحكم كما انه لا خير في القول بالجهل " .3 – وهل يعمل الحاكم بمشورة المحكومين يا أمير المؤمنين ؟- " من استبد برأيه هلك , ومن شاور الرجال شاركها في عقولها .(...و) من استقل وجوه الآراء عرف مواقع الأخطاء ".4 – لقد أصبح الظلم من معالم أمتك يا سيدي الإمام . أليس لهذا الظلم نهاية ؟ .- " الظلم ثلاثة : ظلم لا يغفر , وظلم لا يترك , وظلم لا يطلب . (... و) يوم المظلوم على الظالم , اشد من يوم الظالم على المظلوم .(...و) يوم العدل على الظالم , اشد من يوم الجور على المظلوم " .5 – لكن سلطان هذا الزمان يضيق صدره بالعدل يا سيدي ؟- " من ضاق عليه العدل فالجور عليه أضيق " .6 – أليس لهذا السلطان يا سيدي أمير المؤمنين من مواصفات ؟- " لا ينبغي أن يكون الوالي (...) البخيل , فتكون في أموالهم نهمته . ولا الجاهل , فيضلهم بجهله . ولا الجافي , فيقطعهم بجفائه . ولا الحائف للدول فيتخذ قوما دون قوم . ولا المرتشي في الحكم , فيذهب بالحقوق ويقف بها دون المقاطع " .7 – أين الوطن يا سيدي الإمام , وقد أصبحنا كلنا نعيش في غربة قاسية ؟- " ليس بلد بأحق بك من بلد , خير البلاد ما حملك (...) الغنى في الغربة وطن , والفقر في الوطن غربة " .8 - لكن الفقر يا أمير المؤمنين , ليس هو غربتنا الوحيدة . يكاد الفقر يكون مقيما معنا في عصر الغنى العربي .- ألم اقل لابني محمد بن الحنفية : يا بني أني أخاف عليك الفقر فأستعذ بالله منه . فأن الفقر منقصة للدين , مدهشة للعقل داعية للمقت .(...) الفقر هو الموت الأكبر (...) ولو كان الفقر رجلا لقتلته .9 – لقد شح عطاؤنا يا أمير المؤمنين . حتى يوم كثر مالنا .- " لا تستح من إعطاء القليل فأن الحرمان اقل منه . (...) ومن كثرة نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه .(...) إن إعطاء المال في غير حقه تبذير وإسراف , وهو يرفع صاحبه في الدنيا ويضعه في الآخرة , ويكرمه في الناس ويهينه عند الله .(... لكن) ما أقبح الخضوع عند الحاجة والجفاء عند الغنى .(...) فالمال لا يبقى لك ولا تبقى له " .10 – لكن الحاجة تدفع إلى الطلب أحيانا كثيرة يا سيدي الإمام ؟- " أن حفظ ما في يديك أحب إلي من طلب ما في يد غيرك . ومرارة اليأس خير من الطلب إلى الناس " .11 – والطمع ؟- " الطمع رق مؤبد " .12 – والعلم يا سيدي , أين منه المال ؟- " العلم خير من المال . والعلم يحرسك وأنت تحرس المال . المال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق (...) العلم حاكم والمال محكوم عليه .(...) أن المال من غير علم كالسائر على غير طريق " .13 – أحوال العبادة في عالمنا قد ساءت يا سيدي الإمام . لم تعد تدري كيف يتعبد الناس يا أمير المؤمنين , وبماذا تؤمن ؟- " إن قوما عبدوا الله رغبة فتلك عبادة التجار . وان قوما عبدوا الله شكرا فتلك عبادة الأحرار " .14 – ما الفرق بين العاقل والأحمق يا أمير المؤمنين ؟- " لسان العاقل وراء قلبه , وقلب الأحمق وراء لسانه " .15 – والأحمق ماذا يريد عادة ؟- " انه يريد أن ينفعك فيضرك " .16 – والبخيل ؟- " فأنه يبعد عنك أحوج ما تكون إليه " .17 – والفاجر ؟- " فأنه يبيعك بالتافه " .18 – والكذاب ؟- " فأنه كالسراب يقرب عليك البعيد ويبعد عليك القريب " .19 – والمرأة يا أمير المؤمنين , أين هي من كل هذا ؟- " أن البهائم همها بطونها . وان السباع همها العدوان على غيرها . وان النساء همها زينة الحياة الدنيا والفساد فيها " .20 – والغيرة ؟- " غيرة المرأة كفر وغيرة الرجل إيمان " .21 – أليس من الصعب الحكم على النوايا يا سيدي الإمام ؟- " وما اضمر احد شيئا إلا ظهر في فلتات لسانه وصفحات وجهه " .22 – كيف نعامل الناس يا أمير المؤمنين في ظل هذه الظروف الصعبة ؟ - " خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم , وان عشتم حنوا إليكم .(... و) لا يمكن لك إلى الناس سفير إلا لسانك ولا حاجب إلا وجهك . (... لقد ) هانت عليه نفسه من أمر لسانه " .23 – وأعداؤنا ؟- " إذا قدرت على عدوك فأجعل العفو عنه شكرا للقدرة عليه " .24 – وهل نصالح أعداءنا يا سيدي الإمام ؟- " لا تدفعن صلحا دعاك إليه عدوك ولله فيه رضا , فأن الصلح دعة لجنودك , وراحة من همومك , وأمنا لبلادك . ولكن الحذر كل الحذر من عدوك بعد صلحه . فأن العدو ربما قارب ليتغفل , فخذ بالحزم واتهم في ذلك حسن الظن " .25 – كيف نسعى يا سيدي أمير المؤمنين بين الحق والباطل ؟- " الباطل أن تقول سمعت والحق أن تقول رأيت . (...و) الراضي بفعل قوم كالداخل فيه معهم , وعلى كل داخل في باطل أثمان : إثم العمل به وإثم الرضا به (...و) من صارع الحق صرعه " .26 – وكيف نعمل إذن يا أمير المؤمنين ؟- " احذر كل عمل يعمل به في السر ويستحي منه في العلانية . واحذر كل عمل إذا سئل عنه صاحب أنكره أو اعتذر منه " .27 – والحياة , كيف نواجهها والحالة هكذا يا سيدي ؟ - " ليس من شيء إلا ويكاد صاحبه يشبع منه ويمله , إلا الحياة فأنه لا يجد له في الموت راحة " .28 – والدهر كيف نعامله يا مولاي الإمام ؟- " الدهر يومان : يوم لك ويوم عليك . فإذا كان لك فلا تبطر , وإذا كان عليك فأصبر " .29 – لكن اللؤم يكاد أن يطغي على دهرنا هذا يا سيدي ؟- " احذروا صولة الكريم إذا جاع واللئيم إذا شبع " .30 – بل كيف ندفع التهمة عنا ؟- " من وضع نفسه مواضع التهمة لا يلومن من أساء له الظن " .31 – والإصرار على الجهل . كيف نحترس منه يا سيدي ؟- " من كثر نزاعه بالجهل دام عماه عن الحق " .32 – حتى لو أصبحنا اليوم من غير أصدقاء ؟- " اعجز الناس من عجز عن اكتساب الإخوان , واعجز منه من ضيع من ظفر به منهم .(...) لكن لا تتخذن عدو صديقك صديقا فتعادي صديقك " .33 – أين الأمل في كل هذا يا أمير المؤمنين ؟ - " من وثق بماء لا يظمأ " .34 – أليس من مسك لختام حديثنا هذا يا سيدي أمير المؤمنين ؟- " ما أكثر العبر واقل الاعتبار " .( اعتمد هذا الحديث على كتاب ( نهج البلاغة ) بأجزائه الأربعة , وهو مجموع ما اختاره الشريف الرضي من كلام الإمام علي بن أبي طالب (ع) , وكما شرحه الأستاذ الشيخ محمد عبده مفتي الديار المصرية . منفووووووووووووووووووووول
X
اقرأ في منتديات يا حسين
تقليص
لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.
تعليق