
السيد الشهيد محمد باقر الصدر في سطور
ولادته التاريخ الاسري عبقرية السيد الصدر الامل المنشود الاعوام الملتهبه القرارالمؤجل الاعتقالات غروب الشمس
ولادته
:
ـ في مدينة (الكاظمية) من ضواحي العاصمة العراقية (بغداد) ولد الإمام الشهيد السيد محمد باقر الصدر ، وبالتحديد في يوم الأحد في الخامس والعشرين من شهر ذي القعدة من عام (1352هـ) ، الموافق للثامن والعشرين من شهر شباط ـ فبراير من عام (1935م) .
كان مولده مبعث فرحة عارمة اهتزت لها جوانب البيت الذي ضمَّ السيد حيدر الصدر وكريمة آل ياسين ، وقد مضى على أول وليد لهما ما يربو على عشرة أعوام . وها هو الوليد الثاني يطل عليهما بالفرح والسرور والألفة والمودة . لكن القدر فاجأ البيت ودخله دون استئذان فهز أركانه بقوة معلناً وفاة الأب (السيد حيدر الصدر) . كان ذلك في عام (1356هـ) ولم يمض على ولادة الشهيد الصدر ما يزيد على ثلاثة أعوام .
كان مولده مبعث فرحة عارمة اهتزت لها جوانب البيت الذي ضمَّ السيد حيدر الصدر وكريمة آل ياسين ، وقد مضى على أول وليد لهما ما يربو على عشرة أعوام . وها هو الوليد الثاني يطل عليهما بالفرح والسرور والألفة والمودة . لكن القدر فاجأ البيت ودخله دون استئذان فهز أركانه بقوة معلناً وفاة الأب (السيد حيدر الصدر) . كان ذلك في عام (1356هـ) ولم يمض على ولادة الشهيد الصدر ما يزيد على ثلاثة أعوام .
التاريخ الأُسري :
ينتمي الإمام الشهيد الصدر الى أسرة تتصل بوشيجة النسب الى رسول الله (ص) ، وبالتحديد الى الإمام موسى الكاظم (ع) عن طريق ابنه ابراهيم المرتضى (210هـ) .
ونسب الشهيد الصدر : (محمد باقر بن حيدر بن اسماعيل بن صدر الدين بن صالح بن محمد بن ابراهيم (شرف الدين) ابن زين العابدين بن علي (نور الدين) بن (نور الدين) علي بن (عز الدين) الحسين بن محمد بن الحسين ابن علي بن محمد بن تاج الدين المعروف بأبي الحسن ابن محمد ولقبه (شمس الدين) بن عبد الله ويلقب (جلال الدين) ابن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة بن (أبي السعادات) محمد بن (أبي محمد) نقيب نقباء الطالبين في بغداد بن (أبي الحارث) محمد بن (أبي الحسن) علي المعروف (بابن الديلمية) ابن (أبي طاهر) عبد الله بن (أبي الحسن) محمد بن المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى (سبحة) بن إبراهيم (المرتضى) ابن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .
نشأ وترعرع الشهيد الصدر في الكاظمية ما يقرب على ثلاث عشرة سنة ودخل أثناءها مدرسة (منتدى النشر الابتدائية) التي أسسها السيد مرتضى العسكري والمرحوم أحمد أمين سنة (1362هـ) .
وفي تلك الفترة لفت وجوده انتباه الهيئة التدريسية ومشرفي المدرسة لما يتمتع به من نبوغ وذكاء استثنائيين .
في العام (1365هـ) انتقل السيد الشهيد إلى النجف الأشرف بمعية أخيه الأكبر السيد إسماعيل الصدر الذي أكمل تحصيله العلمي في الكاظمية وليواصله على مستوى أعلى في النجف الأشرف .
يبقى أن نشير الى ان ما يتردد على بعض الألسنة عن الأصل الفارسي لأسرة آل الصدر هو عبارة عن محض توهم ان لم يكن افتراءً متعمداً تسوقه دوائر سياسية أحياناً أو عنصرية متعصبة أحياناً أخرى ، وإن كان بعض رجال الأسرة قد توطن (إيران) فهو تاريخياً لا يتجاوز المائة وخمسين عاماً ، وقد يقترن مع توطن السيد محمد علي نجل السيد الصدر المعروف بـ(آقا مجتهد) المتوفى عام (1280هـ) حيث أقام باصفهان . أما السيد صدر الدين جدّ الأسرة فهو من مواليد (جبل عامل) عام (1193هـ) ونشأ في العراق بين بغداد وكربلاء والنجف ، وأقام في إيران مدة من الزمان بناء على طلب علماء أصفهان عقيب عودته من زيارة الإمام الرضا (ع) ، وكانت إصفهان يومذاك مركزاً علمياً مرموقاً ، وقد تخرج من مجلس بحثه عدد من أكابر العلماء في مقدمتهم الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (1281) .
ولم تطل مدة إقامته هناك فقد عاد الى النجف وتوفي فيها عام (1263هـ) .
ونسب الشهيد الصدر : (محمد باقر بن حيدر بن اسماعيل بن صدر الدين بن صالح بن محمد بن ابراهيم (شرف الدين) ابن زين العابدين بن علي (نور الدين) بن (نور الدين) علي بن (عز الدين) الحسين بن محمد بن الحسين ابن علي بن محمد بن تاج الدين المعروف بأبي الحسن ابن محمد ولقبه (شمس الدين) بن عبد الله ويلقب (جلال الدين) ابن أحمد بن حمزة بن سعد الله بن حمزة بن (أبي السعادات) محمد بن (أبي محمد) نقيب نقباء الطالبين في بغداد بن (أبي الحارث) محمد بن (أبي الحسن) علي المعروف (بابن الديلمية) ابن (أبي طاهر) عبد الله بن (أبي الحسن) محمد بن المحدّث بن أبي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى (سبحة) بن إبراهيم (المرتضى) ابن الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق بن الإمام محمد الباقر بن الإمام زين العابدين بن الإمام الحسين بن الإمام علي بن أبي طالب (عليهم السلام) .
نشأ وترعرع الشهيد الصدر في الكاظمية ما يقرب على ثلاث عشرة سنة ودخل أثناءها مدرسة (منتدى النشر الابتدائية) التي أسسها السيد مرتضى العسكري والمرحوم أحمد أمين سنة (1362هـ) .
وفي تلك الفترة لفت وجوده انتباه الهيئة التدريسية ومشرفي المدرسة لما يتمتع به من نبوغ وذكاء استثنائيين .
في العام (1365هـ) انتقل السيد الشهيد إلى النجف الأشرف بمعية أخيه الأكبر السيد إسماعيل الصدر الذي أكمل تحصيله العلمي في الكاظمية وليواصله على مستوى أعلى في النجف الأشرف .
يبقى أن نشير الى ان ما يتردد على بعض الألسنة عن الأصل الفارسي لأسرة آل الصدر هو عبارة عن محض توهم ان لم يكن افتراءً متعمداً تسوقه دوائر سياسية أحياناً أو عنصرية متعصبة أحياناً أخرى ، وإن كان بعض رجال الأسرة قد توطن (إيران) فهو تاريخياً لا يتجاوز المائة وخمسين عاماً ، وقد يقترن مع توطن السيد محمد علي نجل السيد الصدر المعروف بـ(آقا مجتهد) المتوفى عام (1280هـ) حيث أقام باصفهان . أما السيد صدر الدين جدّ الأسرة فهو من مواليد (جبل عامل) عام (1193هـ) ونشأ في العراق بين بغداد وكربلاء والنجف ، وأقام في إيران مدة من الزمان بناء على طلب علماء أصفهان عقيب عودته من زيارة الإمام الرضا (ع) ، وكانت إصفهان يومذاك مركزاً علمياً مرموقاً ، وقد تخرج من مجلس بحثه عدد من أكابر العلماء في مقدمتهم الشيخ الأعظم مرتضى الأنصاري (1281) .
ولم تطل مدة إقامته هناك فقد عاد الى النجف وتوفي فيها عام (1263هـ) .
عبقرية السيد الصدر :
تنبه عدد من أعلام النجف الى ملامح تلك العبقرية ، وقدر له ان يحضر مجلساً فقهياً كبيراً لمناقشة تعليقات فقهية وضعها الشيخ عباس الرميثي على كتاب (بلغة الراغبين للشيخ محمد رضا آل ياسين) ظهرت فيه قدراته الفكرية بشكل صارخ الى درجة معها يحرّم عليه الشيخ الرميثي التقليد في إشارة واضحة منه الى بلوغه درجة الاجتهاد . كان ذلك في عام (1370هـ) عقيب وفاة الشيخ آل ياسين .
وتبدو عبقرية الشهيد الصدر في ثلاثة اتجاهات أولهما : قدرته الخلاّقة على توليد الأفكار الجديدة ، وثانيهما : توفره على معارف غريبة عن النجف الأشرف ، وثالثهما : الإنجاز الفكري المبكر ، ويمكن القول ان معظم إنجازاته الفكرية كانت في مطلع شبابه ، إلاّ أنه لم يكف عن العطاء الى ما قبيل استشهاده وهو ما يظهر من قائمة إنجازاته الفكرية وتواريه إصداراتها :
1ـ فدك في التاريخ : (ط1955/1375 ، كتبه قبل هذا التاريخ) .
2 ـ غاية الفكر في الأصول : (ط1955 أو 1952 ، كتبه قبل هذا التاريخ بثلاثة أعوام).
3 ـ فلسفتنا : (ط 1959 / 1378) .
4 ـ اقتصادنا : (ط 1961 / 1381) .
5 ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية : (ط1964 / 1384) .
6 ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي : (ط1964 / 1384) .
7 ـ المعالم الجديدة في الأصول : (1965 / 1385) .
8 ـ البنك اللاربوي في الإسلام (1969 / 1389) .
9 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى : (1971 / 1391) .
10 ـ تعليقة على منهاج الصالحين : (ط 1975 / 1395) بين يدي هذا التاريخ ولعله قبله .
11 ـ الفتاوى الواضحة : (ط 1976 / 1396) بين يدي هذا التاريخ ولعله قبل هذا التاريخ .
12 ـ الأُسس المنطقية للاستقراء (ط 1971 / 1391) .
13 ـ بحث حول الولاية ـ مقدمة لكتاب (تاريخ الشيعة الإمامية وأسلافهم للدكتور عبد الله فياض) .
14 ـ بحث حول المهدي ـ مقدمة لموسوعة الإمام المهدي للسيد محمد محمد صادق الصدر .
15 ـ نظرة عامة في العبادات ـ طبع مع الفتاوى الواضحة .
16 ـ المرسل ، الرسول الرسالة ـ مقدمة الفتاوى الواضحة .
17 ـ موجز أحكام الحج .
18 ـ تعليقة على (بلغة الراغبين) يعود تاريخها الى ما بعد (1370 / 1950) .
19 ـ تعليقات على صلاة الجمعة من كتاب الشرائع .
20 ـ تعليقات على كتاب الأسفار لملا صدرا في الفلسفة .
21 ـ دروس في علم الأصول (4 أجزاء) : (1397 / 1977) .
وله عدد من المحاضرات في التاريخ طبعت باسم (أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف) ومحاضرات في التفسير بعنوان التفسير الموضوعي والسنن التاريخية في القرآن .
وتبدو عبقرية الشهيد الصدر في ثلاثة اتجاهات أولهما : قدرته الخلاّقة على توليد الأفكار الجديدة ، وثانيهما : توفره على معارف غريبة عن النجف الأشرف ، وثالثهما : الإنجاز الفكري المبكر ، ويمكن القول ان معظم إنجازاته الفكرية كانت في مطلع شبابه ، إلاّ أنه لم يكف عن العطاء الى ما قبيل استشهاده وهو ما يظهر من قائمة إنجازاته الفكرية وتواريه إصداراتها :
1ـ فدك في التاريخ : (ط1955/1375 ، كتبه قبل هذا التاريخ) .
2 ـ غاية الفكر في الأصول : (ط1955 أو 1952 ، كتبه قبل هذا التاريخ بثلاثة أعوام).
3 ـ فلسفتنا : (ط 1959 / 1378) .
4 ـ اقتصادنا : (ط 1961 / 1381) .
5 ـ الإنسان المعاصر والمشكلة الاجتماعية : (ط1964 / 1384) .
6 ـ ماذا تعرف عن الاقتصاد الإسلامي : (ط1964 / 1384) .
7 ـ المعالم الجديدة في الأصول : (1965 / 1385) .
8 ـ البنك اللاربوي في الإسلام (1969 / 1389) .
9 ـ بحوث في شرح العروة الوثقى : (1971 / 1391) .
10 ـ تعليقة على منهاج الصالحين : (ط 1975 / 1395) بين يدي هذا التاريخ ولعله قبله .
11 ـ الفتاوى الواضحة : (ط 1976 / 1396) بين يدي هذا التاريخ ولعله قبل هذا التاريخ .
12 ـ الأُسس المنطقية للاستقراء (ط 1971 / 1391) .
13 ـ بحث حول الولاية ـ مقدمة لكتاب (تاريخ الشيعة الإمامية وأسلافهم للدكتور عبد الله فياض) .
14 ـ بحث حول المهدي ـ مقدمة لموسوعة الإمام المهدي للسيد محمد محمد صادق الصدر .
15 ـ نظرة عامة في العبادات ـ طبع مع الفتاوى الواضحة .
16 ـ المرسل ، الرسول الرسالة ـ مقدمة الفتاوى الواضحة .
17 ـ موجز أحكام الحج .
18 ـ تعليقة على (بلغة الراغبين) يعود تاريخها الى ما بعد (1370 / 1950) .
19 ـ تعليقات على صلاة الجمعة من كتاب الشرائع .
20 ـ تعليقات على كتاب الأسفار لملا صدرا في الفلسفة .
21 ـ دروس في علم الأصول (4 أجزاء) : (1397 / 1977) .
وله عدد من المحاضرات في التاريخ طبعت باسم (أهل البيت تنوع أدوار ووحدة هدف) ومحاضرات في التفسير بعنوان التفسير الموضوعي والسنن التاريخية في القرآن .
الأمل المنشود :
لم تمض مدة طويلة فقد لمع أسمه في قائمة المراجع ، وبالتحديد عقيب وفاة السيد محسن الحكيم ، إذ كان في تلك الفترة منهمكاً في دعم مرجعية السد الحكيم سياسياً واجتماعياً وفكرياً ، وعلى مستوى (الحوزة) كانت (مدرسة العلوم الإسلامية) المعروفة بـ(الدورة) من بنات أفكاره ، وهي عبارة عن صيغة جديدة للدراسة ومحاولة لإصلاح الإطار التعليمي في الحوزة ، فيما لعب السيد الصدر دوراً كبيراً في تنظيم علاقات المرجعية وتطوير علاقة الأطراف بالمركز عبر اختيار الكوادر الفعالة والعاملة . وقد تضخم دوره على المستوى السياسي حيث كان الشهيد الصدر (العقل) السياسي المدبر لكثير من حركة المرجعية إبان عهد السيد الحكيم ، وبذل في سبيلها ما وسعته قدرته والظروف الموضوعية آنذاك ، وكان همه الرئيس والأساس دعم مرجعية السيد الحكيم وإنْ في الظروف الصعبة التي عاشها أواخر حياته .
ومن مظاهر تنسيق السيد الشهيد الصدر مع السيد ابو القاسم الخوئي ومرجعيته موقفه تجاه حملات التسفير التي طالت بشكل أساسي طلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف من حملة الجنسية الأجنبية بهدف (قمع) النجف والضغط على مرجعيتها خاصة عقيب وفاة السيد الحكيم. واستمرت هذه الحملات إبتداءً بالعام (1970/1390) وانتهاء بالعام (1975/1396) بدرجات متفاوتة تبعاً لأغراض النظام الحاكم ودرجة تعاطيه مع النجف . والملفت للإنتباه شيوع التعاطي السلبي تجاه هذه الحملات من قبل الكيان المرجعي خاصة وان النظام الحاكم استفاد من تضاؤل دور المرجعية عقيب وفاة السيد الحكيم ، ومرض السيد الخوئي (خليفة السيد الحكيم) الذي رقد في أحد مستشفيات (بغداد) لفترة من الزمن . والأكثر طرافة في هذا الفصل هو تشجيع جهاز مرجعية السيد الخوئي على سفر طلبة العلوم الدينية الأجانب وخروجهم من العراق ، وصرف المبلغ اللازم لهم ، في الوقت الذي كان يفكر فيه السيد الشهيد بطرق ناجعة للتصدي والصمود في وجه محاولات النظام الحاكم الى درجة أنه فكّر بطريقة (انتحارية) لمواجهة هذا الوضع المأساوي خاصة في ظل الاهتزاز النفسي داخل الكيان المرجعي وحوزة النجف بشكل عام ، وقد استطلع الأجواء لهذا الغرض الى درجة انه اكتشف انه يعيش في عالم يفتقر الى أدنى حالات الحيوية والحرص على هذا الكيان العريق ، فعدل عن التفكير بطريقة من هذا القبيل . إلاّ أنه وفق في تلك الفترة ـ فترة السفير ـ الى الاتفاق مع السيد الخوئي على اصدار (حكم فقهي) يحرم بمقتضاه سفر الطلبة الى خارج العراق بمحض اختيارهم ومنع جهاز مرجعيته من دعم سفر الطلبة . وكان السيد الشهيد قد مارس ضغطاً مباشراً وآخر غير مباشر على السيد الخوئي لحمله على إصدار مثل هذا الحكم .
ولأهمية هذا التنسيق بين (مرجعيات) النجف دأب السيد الشهيد على مواصلته لأدنى مناسبة وإن بدرجة ضعيفة أحياناً ، وكانت انتفاضة صفر (1396 / 1977) مناسبة أخرى للإتصال المباشر مع السيد الخوئي خاصة عقيب القضاء عليها من قبل السلطة واعتقال عدد كبير من المشاركين فيها وغير المشاركين . وقد اجتمع السيدان الخوئي والصدر في دار الأول منهما في (الكوفة) بحضور عدد من العلماء كان منهم السيد عز الدين بحر العلوم والدكتور مصطفى جمال الدين ، واتفقا على إرسال وفد الى السلطة يحمل رسالة المرجع (الخوئي) لإطلاق سراح المعتقلين وتسوية الأمور للحؤول دون إقدام النظام على تصفية العشرات من المشاركين في الانتفاضة . وقد كتب نسخة الرسالة الأصلية (مشروع الرسالة) السيد الشهيد الصدر والدكتور جمال الدين كل على انفراد ليختار السيد الخوئي نسخة السيد جمال الدين . ولعل ذلك يرجع الى ما تنطوي عليه رسالة السيد الشهيد من معان ودلالات تنسجم مع خطه السياسي المعروف ، وحمل رسالة السيد الخوئي كل من السيد مصطفى جمال الدين والسيد جمال الدين الخوئي والسيد حسين بحر العلوم والشيخ جواد الشيخ راضي .
وكان قبل ذلك أن قرر السيد الصدر إرسال السيد محمد باقر الحكيم الى المشاركين في الانتفاضة بغية تهدئة الأوضاع شرط ان لا تلجأ السلطات الى قمعهم . وأُعلم السيد الخوئي بالفكرة بواسطة السيد جمال الدين وأرسل من جهته السيد جمال الدين الخوئي والشيخ جواد الشيخ راضي ، ولم يلتق أحد منهم المشاركين في الانتفاضة لتأخرهم في الوصول بعد ان تمكنت السلطات من تصفية الانتفاضة .
إلاّ ان محاولات التنسيق التي قام بها الشهيد الصدر أُقبرت دونما شعور بالمسؤولية أو الغيرة على هذا الكيان العظيم ، فيما كان ضمير الصدر يعتصر ألماً على ما آل اليه الكيان المرجعي الذي يراه غريباً وسط أهله .
ومن مظاهر تنسيق السيد الشهيد الصدر مع السيد ابو القاسم الخوئي ومرجعيته موقفه تجاه حملات التسفير التي طالت بشكل أساسي طلبة العلوم الدينية في النجف الأشرف من حملة الجنسية الأجنبية بهدف (قمع) النجف والضغط على مرجعيتها خاصة عقيب وفاة السيد الحكيم. واستمرت هذه الحملات إبتداءً بالعام (1970/1390) وانتهاء بالعام (1975/1396) بدرجات متفاوتة تبعاً لأغراض النظام الحاكم ودرجة تعاطيه مع النجف . والملفت للإنتباه شيوع التعاطي السلبي تجاه هذه الحملات من قبل الكيان المرجعي خاصة وان النظام الحاكم استفاد من تضاؤل دور المرجعية عقيب وفاة السيد الحكيم ، ومرض السيد الخوئي (خليفة السيد الحكيم) الذي رقد في أحد مستشفيات (بغداد) لفترة من الزمن . والأكثر طرافة في هذا الفصل هو تشجيع جهاز مرجعية السيد الخوئي على سفر طلبة العلوم الدينية الأجانب وخروجهم من العراق ، وصرف المبلغ اللازم لهم ، في الوقت الذي كان يفكر فيه السيد الشهيد بطرق ناجعة للتصدي والصمود في وجه محاولات النظام الحاكم الى درجة أنه فكّر بطريقة (انتحارية) لمواجهة هذا الوضع المأساوي خاصة في ظل الاهتزاز النفسي داخل الكيان المرجعي وحوزة النجف بشكل عام ، وقد استطلع الأجواء لهذا الغرض الى درجة انه اكتشف انه يعيش في عالم يفتقر الى أدنى حالات الحيوية والحرص على هذا الكيان العريق ، فعدل عن التفكير بطريقة من هذا القبيل . إلاّ أنه وفق في تلك الفترة ـ فترة السفير ـ الى الاتفاق مع السيد الخوئي على اصدار (حكم فقهي) يحرم بمقتضاه سفر الطلبة الى خارج العراق بمحض اختيارهم ومنع جهاز مرجعيته من دعم سفر الطلبة . وكان السيد الشهيد قد مارس ضغطاً مباشراً وآخر غير مباشر على السيد الخوئي لحمله على إصدار مثل هذا الحكم .
ولأهمية هذا التنسيق بين (مرجعيات) النجف دأب السيد الشهيد على مواصلته لأدنى مناسبة وإن بدرجة ضعيفة أحياناً ، وكانت انتفاضة صفر (1396 / 1977) مناسبة أخرى للإتصال المباشر مع السيد الخوئي خاصة عقيب القضاء عليها من قبل السلطة واعتقال عدد كبير من المشاركين فيها وغير المشاركين . وقد اجتمع السيدان الخوئي والصدر في دار الأول منهما في (الكوفة) بحضور عدد من العلماء كان منهم السيد عز الدين بحر العلوم والدكتور مصطفى جمال الدين ، واتفقا على إرسال وفد الى السلطة يحمل رسالة المرجع (الخوئي) لإطلاق سراح المعتقلين وتسوية الأمور للحؤول دون إقدام النظام على تصفية العشرات من المشاركين في الانتفاضة . وقد كتب نسخة الرسالة الأصلية (مشروع الرسالة) السيد الشهيد الصدر والدكتور جمال الدين كل على انفراد ليختار السيد الخوئي نسخة السيد جمال الدين . ولعل ذلك يرجع الى ما تنطوي عليه رسالة السيد الشهيد من معان ودلالات تنسجم مع خطه السياسي المعروف ، وحمل رسالة السيد الخوئي كل من السيد مصطفى جمال الدين والسيد جمال الدين الخوئي والسيد حسين بحر العلوم والشيخ جواد الشيخ راضي .
وكان قبل ذلك أن قرر السيد الصدر إرسال السيد محمد باقر الحكيم الى المشاركين في الانتفاضة بغية تهدئة الأوضاع شرط ان لا تلجأ السلطات الى قمعهم . وأُعلم السيد الخوئي بالفكرة بواسطة السيد جمال الدين وأرسل من جهته السيد جمال الدين الخوئي والشيخ جواد الشيخ راضي ، ولم يلتق أحد منهم المشاركين في الانتفاضة لتأخرهم في الوصول بعد ان تمكنت السلطات من تصفية الانتفاضة .
إلاّ ان محاولات التنسيق التي قام بها الشهيد الصدر أُقبرت دونما شعور بالمسؤولية أو الغيرة على هذا الكيان العظيم ، فيما كان ضمير الصدر يعتصر ألماً على ما آل اليه الكيان المرجعي الذي يراه غريباً وسط أهله .
الأعوام الملتهبة :
قام الشهيد الصدر بالتفكير في آليات جديدة للعمل ، انبثق عنه تشكيل إسلامي عُرف بـ(حزب الدعوة الإسلامية) في العام (1957 / 1377) سبقته قراءة واعية للأحداث والمعطيات اشترك فيها عدد من المخلصين والمقربين للشهيد الصدر .
وقد سجّل كبار العلماء حضوراً بارزاً في (حزب الدعوة الإسلامية) في مقدمتهم الإمام الشهيد والسيد مرتضى العسكري والشهيد السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ علي الكوراني والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ مهدي السماوي والشيخ مهدي الآصفي .. وهو ما حقق للحزب فرصة كبيرة للصمود والارتقاء التدريجي على الرغم من غياب الدور الحقيقي للمراجع في ميلاده . غير ان دعم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم في ذلك الوقت كان واضاحاً وحقيقياً ، وتجلى في انتماء اثنين من أنجاله في الحزب وهما الشهيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم ، فضلاً عن انخراط عدد كبير من وكلائه وفي مقدمتهم السيد مرتضى العسكري . هذا علاوة على ان تحرك الحزب كان ـ في الغالب ـ يتم من خلال مؤسسات كانت تحمل أسم (المرجع) السيد الحكيم كما في (مكتبات) السيد الحكيم المنتشرة في معظم المناطق العراقية والتي يديرها ويحضرها عشرات الدعاة والاحتفالات والمهرجانات التي يحييها الدعاة تحت ظل السيد الحكيم وبرعايته .
وقد سعى حزب الدعوة الإسلامية جاهداً لكسب تأييد المراجع ومباركتهم ، وفي هذا الاتجاه أطلع السيد الشهيد أستاذه السيد الخوئي وأخبره بتأسيس الحزب ، كما سلمه نسخة من (الأسس) التي كتبها الشهيد الصدر ، كما أنه أطلع خاله الشيخ مرتضى آل ياسين .
فيما عُرضت نسخة من (الأسس) على الشيخ حسين الحلي وإن كان موقفه الفكري مغايراً . وفي الإتجاه ذاته تم عرض (الأسس) على الشيخ هادي معرفة ، ويحتمل أن يكون الشهيد الصدر قد وسع من دائرة اهتمامه الى خارج العراق وقد يكون أطلع بعض مراجع (ايران) على نشاطه السياسي أو أنه حاول استطلاع واستكشاف ردود أفعالهم . وفي هذا الصدد معلومات مفادها أنه أطلع أحد فقهاء إيران (المعاصرين) السيد سلطاني والذي كان على مقربة من (المرجع) السيد حسين البروجردي .
حضوره الفعّال في الحزب لم يكن الظاهرة اليتيمة له على المسرح السياسي ، فقد كان للسيد الشهيد الصدر ومنذ وقت مبكر ـ أعقب تأسيس الحزب ـ دور بارز في (جماعة العلماء) ذلك التشكيل الثاني الذي عرفته النجف في غضون سنوات قليلة وبالتحديد عام 1959 وبإشراف من السيد محسن الحكيم . وقد شكلت من عدد من المبرزين في حوزة النجف وهم :
ـ الشيخ مرتضى آل ياسين .
ـ السيد محمد تقي بحر العلوم .
ـ الشيخ حسين الهمداني .
ـ السيد علي الخلخالي .
ـ الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي .
ـ الشيخ محمد جواد آل الشيخ راضي .
ـ السيد محمد باقر الشخص .
ـ الشيخ محمد رضا المظفر .
ـ الشيخ خضير الدجيلي .
ـ الشيخ محمد تقي الإيرواني .
ـ السيد موسى بحر العلوم .
ـ السيد اسماعيل الصدر .
ـ الشيخ حسن الجواهري .
وقد روعي في تشكيلة جماعة العلماء ان تضم جميع أطراف الحوزة من عرب وعجم ، فاختير الشيخ مرتضى آل ياسين معتمداً لها ، لأنه لم يكن محسوباً على طرف معين ، وكان مرضياً من قبل الجميع ، واختير السيد محمد تقي بحر العلوم عضواً للجنة التوجيهية من طرف العرب ، واختير الشيخ حسين الهمداني العضو الآخر للجنة التوجيهية من طرف العجم. وكذلك روعي في الهيئة العامة لجماعة العلماء ان تضم مختلف الأطراف ممن هم محسوبون على المراجع أو على المؤسسات .
وفي الوقت الذي لم يكن فيه الشهيد الصدر عضواً رسمياً في الجماعة فقد برز دوره فيها فاعلاً وقوياً الى حد كبير ، ويمكن معه اعتباره العقل المدبر للجماعة ، وتمثل دوره في :
1ـ كتابه المنشور : وهو عبارة عن منشور اسبوعي يوزع على نطاق واسع داخل العراق وخارجه ويذاع من الإذاعة الرسمية . ويلقيه السيد هادي الحكيم أحد خطباء المنبر الحسيني . ويتم توزيعه عن طريق (البريد) أو مع المبعوثين الى المناطق ممن تبعثهم الجماعة ، أو مع الوفود التي تؤم النجف الأشرف .
2 ـ كتابة إفتتاحية مجلة الأضواء بعنوان (رسالتنا) ، إذا دأب الشهيد الصدر على كتابتها حتى العدد السادس إثر الضجة التي اثيرت ضده . وهي كتابة لم تعهدها النجف وتعتبر انعطافاً فكرياً كبيراً ، فضلاً عن مراجعة ما يكتب في المجلة من أفكار وإبداء ملاحظاته عليها.
نشير الى ان فكرة المجلة نفسها كانت منه وكذلك أسمها ، وبتوجيه منه تقدم السيد مرتضى العسكري والسيد مهدي الحكيم الى السيد الحكيم (المرجع) بالفكرة فأعطى توجيهاته بإصدارها من قبل جماعة العلماء وباسمها .
3 ـ مستشار خاله الشيخ مرتضى آل ياسين معتمد الجماعة .
وقد سجّل كبار العلماء حضوراً بارزاً في (حزب الدعوة الإسلامية) في مقدمتهم الإمام الشهيد والسيد مرتضى العسكري والشهيد السيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم والشيخ علي الكوراني والشيخ عبد الهادي الفضلي والشيخ مهدي السماوي والشيخ مهدي الآصفي .. وهو ما حقق للحزب فرصة كبيرة للصمود والارتقاء التدريجي على الرغم من غياب الدور الحقيقي للمراجع في ميلاده . غير ان دعم المرجع الأعلى السيد محسن الحكيم في ذلك الوقت كان واضاحاً وحقيقياً ، وتجلى في انتماء اثنين من أنجاله في الحزب وهما الشهيد مهدي الحكيم والسيد محمد باقر الحكيم ، فضلاً عن انخراط عدد كبير من وكلائه وفي مقدمتهم السيد مرتضى العسكري . هذا علاوة على ان تحرك الحزب كان ـ في الغالب ـ يتم من خلال مؤسسات كانت تحمل أسم (المرجع) السيد الحكيم كما في (مكتبات) السيد الحكيم المنتشرة في معظم المناطق العراقية والتي يديرها ويحضرها عشرات الدعاة والاحتفالات والمهرجانات التي يحييها الدعاة تحت ظل السيد الحكيم وبرعايته .
وقد سعى حزب الدعوة الإسلامية جاهداً لكسب تأييد المراجع ومباركتهم ، وفي هذا الاتجاه أطلع السيد الشهيد أستاذه السيد الخوئي وأخبره بتأسيس الحزب ، كما سلمه نسخة من (الأسس) التي كتبها الشهيد الصدر ، كما أنه أطلع خاله الشيخ مرتضى آل ياسين .
فيما عُرضت نسخة من (الأسس) على الشيخ حسين الحلي وإن كان موقفه الفكري مغايراً . وفي الإتجاه ذاته تم عرض (الأسس) على الشيخ هادي معرفة ، ويحتمل أن يكون الشهيد الصدر قد وسع من دائرة اهتمامه الى خارج العراق وقد يكون أطلع بعض مراجع (ايران) على نشاطه السياسي أو أنه حاول استطلاع واستكشاف ردود أفعالهم . وفي هذا الصدد معلومات مفادها أنه أطلع أحد فقهاء إيران (المعاصرين) السيد سلطاني والذي كان على مقربة من (المرجع) السيد حسين البروجردي .
حضوره الفعّال في الحزب لم يكن الظاهرة اليتيمة له على المسرح السياسي ، فقد كان للسيد الشهيد الصدر ومنذ وقت مبكر ـ أعقب تأسيس الحزب ـ دور بارز في (جماعة العلماء) ذلك التشكيل الثاني الذي عرفته النجف في غضون سنوات قليلة وبالتحديد عام 1959 وبإشراف من السيد محسن الحكيم . وقد شكلت من عدد من المبرزين في حوزة النجف وهم :
ـ الشيخ مرتضى آل ياسين .
ـ السيد محمد تقي بحر العلوم .
ـ الشيخ حسين الهمداني .
ـ السيد علي الخلخالي .
ـ الشيخ محمد طاهر آل الشيخ راضي .
ـ الشيخ محمد جواد آل الشيخ راضي .
ـ السيد محمد باقر الشخص .
ـ الشيخ محمد رضا المظفر .
ـ الشيخ خضير الدجيلي .
ـ الشيخ محمد تقي الإيرواني .
ـ السيد موسى بحر العلوم .
ـ السيد اسماعيل الصدر .
ـ الشيخ حسن الجواهري .
وقد روعي في تشكيلة جماعة العلماء ان تضم جميع أطراف الحوزة من عرب وعجم ، فاختير الشيخ مرتضى آل ياسين معتمداً لها ، لأنه لم يكن محسوباً على طرف معين ، وكان مرضياً من قبل الجميع ، واختير السيد محمد تقي بحر العلوم عضواً للجنة التوجيهية من طرف العرب ، واختير الشيخ حسين الهمداني العضو الآخر للجنة التوجيهية من طرف العجم. وكذلك روعي في الهيئة العامة لجماعة العلماء ان تضم مختلف الأطراف ممن هم محسوبون على المراجع أو على المؤسسات .
وفي الوقت الذي لم يكن فيه الشهيد الصدر عضواً رسمياً في الجماعة فقد برز دوره فيها فاعلاً وقوياً الى حد كبير ، ويمكن معه اعتباره العقل المدبر للجماعة ، وتمثل دوره في :
1ـ كتابه المنشور : وهو عبارة عن منشور اسبوعي يوزع على نطاق واسع داخل العراق وخارجه ويذاع من الإذاعة الرسمية . ويلقيه السيد هادي الحكيم أحد خطباء المنبر الحسيني . ويتم توزيعه عن طريق (البريد) أو مع المبعوثين الى المناطق ممن تبعثهم الجماعة ، أو مع الوفود التي تؤم النجف الأشرف .
2 ـ كتابة إفتتاحية مجلة الأضواء بعنوان (رسالتنا) ، إذا دأب الشهيد الصدر على كتابتها حتى العدد السادس إثر الضجة التي اثيرت ضده . وهي كتابة لم تعهدها النجف وتعتبر انعطافاً فكرياً كبيراً ، فضلاً عن مراجعة ما يكتب في المجلة من أفكار وإبداء ملاحظاته عليها.
نشير الى ان فكرة المجلة نفسها كانت منه وكذلك أسمها ، وبتوجيه منه تقدم السيد مرتضى العسكري والسيد مهدي الحكيم الى السيد الحكيم (المرجع) بالفكرة فأعطى توجيهاته بإصدارها من قبل جماعة العلماء وباسمها .
3 ـ مستشار خاله الشيخ مرتضى آل ياسين معتمد الجماعة .
القرار المؤجل :
رصدت الأنظمة العراقية المتعاقبة على الحكم ظاهرة (محمد باقر الصدر) الذي دخل الميدان السياسي من أوسع أبوابه مدججاً بسلاح الفكر والمرجعية ، وتركزت عليه الأضواء في ظل حكم الحزب الحاكم بشكل ملفت للنظر بلغ الى درجة معها يتردد اسمه في نشرات الحزب الداخلية فضلاً عن تعليمات الأجهزة الأمنية . وقد ربط الحزب الحاكم بين ماضي السيد الصدر وحاضره ومستقبله لتشكل لهم ظاهرة (الصدر) هاجساً مخيفاً تعزى اليها كل حدث أو موقف .
الاعتقالات
الاعتقال الأول :
في تلك الأثناء صدرت أوامر باعتقال الشهيد الصدر ولا يعرف كم من الوقت استمر اعتقاله ، إلاّ أننا نعرف ان اعتقاله لم يستمر طويلاً إذا هاجم عدد كبير من طلابه ومريديه مكان اعتقاله في المستشفى في مقدمتهم الشيخ مرتضى آل ياسين والسيد محمد صادق الصدر والشهيد عز الدين القبانچي اضطرت معها السلطات الى اطلاق سراحه . ولم تسجل (مرجعية) النجف حينئذ موقفاً تجاه الإعتقال ، وينقل السيد محمود الخطيب أحد المقربين من الشهيد الصدر وعضو في جهازه الإداري انه والسيد كاظم الحائري ذهبا الى منزل السيد الخوئي لغرض اطلاعه بالأمر ولم تفتح لهم الباب ، فيما انصرف السيد الحائري الى منزل الإمام الخميني الذي التقاه وسمع منه كما يذكر الحائري نفسه .
الاعتقال الثاني :
وقد تعرض له عقيب انتفاضة صفر (1396 / 1977) إلاّ أنه لم يستمر ويبدو ان السلطان الحاكمة ربطت بين الشهيد الصدر وانتفاضة صفر وان لم يكن له دور مباشر في تنظيمها .
أثناء هذا الإعتقال تعرض السيد الصدر لاستجواب مطوّل ويبدو انه تعرض للتعذيب أيضاً ، غير انه لم يظهر شيئاً يوحي بذلك حرصا على المعنويات العامة للأمة والعاملين .
أثناء هذا الإعتقال تعرض السيد الصدر لاستجواب مطوّل ويبدو انه تعرض للتعذيب أيضاً ، غير انه لم يظهر شيئاً يوحي بذلك حرصا على المعنويات العامة للأمة والعاملين .
الاعتقال الثالث :
منذ العام (1970 / 1390) عام وفاة السيد محسن الحكيم ، بدأ (خندق) الشهيد الصدر مكشوفاً ، فالمرجعية (الخليفة) لم تكن قادرة على دعمه في مشاريعه الحركية ، ولا هي مستعدة للدفاع عنه أيضاً . وقد خلق هذا الوضع أجواء جديدة للتعاطي مع النظام القائم ، فلم يدخل الشهيد الصدر منذ تلك الفترة حتى عام (1979) أية معركة سافرة معه ، إلاّ أنه في نفس الوقت لم يكن مستعداً للسكوت على جرائمه وفضائعه أو الدخول في مصالحة معه . وقد حاولت السلطات استمالته وتطييب خاطره وكأنها تجاوزت تاريخه السياسي (المقلق) ، إلاّ أنها لم تفلح ، وتعتبر زيارة (زيد حيدر) عضو القيادة القومية برفقة عبد الرزاق الحبوبي محافظ (كربلاء) في هذا الاتجاه . كما سمحت له بالسفر خارج العراق لأداء العمرة ، وهو مؤشر على ان النظام القائم مستعد لأن يطوي ملف الخلاف . ولم تنجح السلطان في أي من مشاريعها الترويضية ، وهو ما دفعها الى اعتقاله في العام (1972) والعام (1976) .
ويعتبر العام (1979) الفصل الأكثر إثارة الذي أعاد فيه الشهيد الصدر الى الأذهان تاريخه السياسي الذي حاولت السلطات تجاهله ـ ظاهرياً في محاولة للترويض أو الهدنة .
كانت الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت وعاد الإمام الخميني مظفراً الى ايران ، وهو ما أعاد الثقة الى الإسلاميين بإمكانية نجاح عمل مماثل . وتجلّت هذه الثقة في عدد من الممارسات منها التأييد الشعبي الذي خرج في صورة تظاهرات لإعلان الدعوة للثورة الإسلامية ، رفعت خلالها صور الإمام الخميني والشهيد الصدر ، كان أبرزها التظاهرة التي انطلقت من الصحن الشريف في النجف وجابت شوارع المدينة ، وتم تفريقها بشكل هادئ (أقل عنفاً) وأعقبتها التظاهرة التي خرجت من مسجد (الخضرة) مكان صلاة الجماعة التي يؤمها السيد الخوئي . وتنظيم تظاهرة من مسجده يحمل دلالات جديدة قصدها منظمو التظاهرة بدقة وذكاء . وقد ضاقت السلطات بها ذرعاً وحصلت فيها اعتداءات واسعة على المصلين والمشاركين واعتقل معظمهم على مشهد ومرأى من زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي .
تحرّك السيد الشهيد لاطلاق سراح المعتقلين واتصل بمدير الجهاز الأمني في النجف ووعده خيراً . وكانت السلطات قد اتصلت بجهاز السيد الخوئي لمعرفة موقفه وفيما إذا كان المشاركون من مقلديه أو لا .
هذا الموقف أضيف الى ملف (محمد باقر الصدر) في دهاليز الأجهزة الأمنية التي أخذت أوراقه تتضخم وتتسع . وقد تكون الأجهزة المختصة عملت له ملاحق جديدة .
في تلك الفترة اغتيل في إيران الشيخ مرتضى مطهري (1979) وهو أحد أبرز مفكري ايران وهو معروف في النجف على أوسع نطاق ، لكن المشكلة أنه أصبح بعد الثورة أحد أكبر منسقي السياسة الإيرانية . هذه المرة بادر الشهيد الصدر لتأييد الثورة الإسلامية واستفزاز النظام بطريقة ذكية فأعلن عن إقامة الفاتحة على روحه في مسجد (الطوسي) ، اضطر معها جهاز السيد الخوئي بعد ذلك الإعلان عن إقامة الفاتحة في مسجد (الخضرة) وكان جهاز السيد الخوئي يتباطأ ويتثاقل كما هو في رسالة التهنئة التي بعثها السيد الخوئي للسيد الخميني بانتصار الثورة والتي جائت عقيب رسالة الشهيد الصدر .
كانت السلطات العراقية تحاول استجلاء موقف النجف وزعامتها وأعلامها من السيد الصدر ومدى موافقتهم لاتجاهاته السياسية الجديدة . ويبدو أنها توصلت الى نتائج ـ مقنعة وبعضها قد يكون تلقته صريحاً من بعض عناصر النجف ـ مفادها بأن القطيعة قد حصلت وان النجف وزعامتها غير مستعدة للدفاع عن الصدر أو الوقوف معه .
عدد من المخلصين فكّر في صيغ عديدة لتحطيم ذلك الجمود واتصل لهذا الغرض بالسيد الخوئي والسيد نصر الله المستنبط وعدد آخر من رجال النجف لترتيب زيارة جماعية لدار السيد الصدر ورفع الحجز بقوة ووضع السلطات أمام الأمر الواقع فلم يتجاوب معها أحد وباءت بالفشل .
ويعتبر العام (1979) الفصل الأكثر إثارة الذي أعاد فيه الشهيد الصدر الى الأذهان تاريخه السياسي الذي حاولت السلطات تجاهله ـ ظاهرياً في محاولة للترويض أو الهدنة .
كانت الثورة الإسلامية في إيران قد انتصرت وعاد الإمام الخميني مظفراً الى ايران ، وهو ما أعاد الثقة الى الإسلاميين بإمكانية نجاح عمل مماثل . وتجلّت هذه الثقة في عدد من الممارسات منها التأييد الشعبي الذي خرج في صورة تظاهرات لإعلان الدعوة للثورة الإسلامية ، رفعت خلالها صور الإمام الخميني والشهيد الصدر ، كان أبرزها التظاهرة التي انطلقت من الصحن الشريف في النجف وجابت شوارع المدينة ، وتم تفريقها بشكل هادئ (أقل عنفاً) وأعقبتها التظاهرة التي خرجت من مسجد (الخضرة) مكان صلاة الجماعة التي يؤمها السيد الخوئي . وتنظيم تظاهرة من مسجده يحمل دلالات جديدة قصدها منظمو التظاهرة بدقة وذكاء . وقد ضاقت السلطات بها ذرعاً وحصلت فيها اعتداءات واسعة على المصلين والمشاركين واعتقل معظمهم على مشهد ومرأى من زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي .
تحرّك السيد الشهيد لاطلاق سراح المعتقلين واتصل بمدير الجهاز الأمني في النجف ووعده خيراً . وكانت السلطات قد اتصلت بجهاز السيد الخوئي لمعرفة موقفه وفيما إذا كان المشاركون من مقلديه أو لا .
هذا الموقف أضيف الى ملف (محمد باقر الصدر) في دهاليز الأجهزة الأمنية التي أخذت أوراقه تتضخم وتتسع . وقد تكون الأجهزة المختصة عملت له ملاحق جديدة .
في تلك الفترة اغتيل في إيران الشيخ مرتضى مطهري (1979) وهو أحد أبرز مفكري ايران وهو معروف في النجف على أوسع نطاق ، لكن المشكلة أنه أصبح بعد الثورة أحد أكبر منسقي السياسة الإيرانية . هذه المرة بادر الشهيد الصدر لتأييد الثورة الإسلامية واستفزاز النظام بطريقة ذكية فأعلن عن إقامة الفاتحة على روحه في مسجد (الطوسي) ، اضطر معها جهاز السيد الخوئي بعد ذلك الإعلان عن إقامة الفاتحة في مسجد (الخضرة) وكان جهاز السيد الخوئي يتباطأ ويتثاقل كما هو في رسالة التهنئة التي بعثها السيد الخوئي للسيد الخميني بانتصار الثورة والتي جائت عقيب رسالة الشهيد الصدر .
كانت السلطات العراقية تحاول استجلاء موقف النجف وزعامتها وأعلامها من السيد الصدر ومدى موافقتهم لاتجاهاته السياسية الجديدة . ويبدو أنها توصلت الى نتائج ـ مقنعة وبعضها قد يكون تلقته صريحاً من بعض عناصر النجف ـ مفادها بأن القطيعة قد حصلت وان النجف وزعامتها غير مستعدة للدفاع عن الصدر أو الوقوف معه .
عدد من المخلصين فكّر في صيغ عديدة لتحطيم ذلك الجمود واتصل لهذا الغرض بالسيد الخوئي والسيد نصر الله المستنبط وعدد آخر من رجال النجف لترتيب زيارة جماعية لدار السيد الصدر ورفع الحجز بقوة ووضع السلطات أمام الأمر الواقع فلم يتجاوب معها أحد وباءت بالفشل .
غروب الشمس :
في ظلّ الاحتجاز وما رافقه من قمع وإرهاب تعرض الشهيد الصدر طيلة ثمانية أشهر ، حاولت السلطات العراقية (تطبيع) علاقتها مع الشهيد الصدر وإعلان (هدنة) جديدة . كان ذلك على خلفية استماتته وقوته وشجاعته التي أربكت النظام ففتحت السلطات مرة أخرى (ملف) الحوار والمفاوضات معه وأُنيطت بعدد من رؤساء الأجهزة الأمنية ومعممين عملاء للسلطات الحاكمة في مقدمتهم الشيخ عيسى الخاقاني .
كانت شروط السلطة شديدة وقاسية بادئ الأمر وتمثلت في ان يتراجع الشهيد الصدر عن :
1ـ دعمه للإمام الخميني .
2ـ فتواه بتحريم الانتماء للحزب الحاكم .
3 ـ دعمه لحزب الدعوة والافتاء بحرمة الانتماء له .
كل هذه الشروط رفضت من قبل الشهيد الصدر وأعلن للمفاوضين استعداده التام لتحمل مسؤولياته كاملة .
وأمام هذا الإصرار الكبير اضطرت السلطات للتراجع لتضع شرطاً واحداً بمقتضاه تجري الصحافة العراقية أو الأجنبية مع الشهيد الصدر مقابلة بمقتضاه تجري الصحافة العراقية دونما اشارة الى أوضاعه السياسية وان لم يمكن فلا أقل من مقابلة يجيب فيها على اسئلة فقهية ومعرفية وهو شرط رفضه الشهيد الصدر أيضاً لتصل القطيعة الى غايتها ودرجتها الأخيرة .
وفي صبيحة يوم الأحد (5 / 4 / 1980م ـ 20 / 5 / 1400هـ)هاجم عدد كبير من أزلام السلطة منزل الإمام الصدر لغرض اعتقاله ونقله الى بغداد ، وبعد يومين من اعتقاله أقدمت السلطات على اعتقال شقيقته الطاهرة العلوية (بنت الهدى) .
في بغداد انقطعت اخباره ولا نعرف الى اليوم أخباراً موثقة في هذا الصدد سوى انه واجه السلطات بقوة وشجاعة وصلابة واختار التعالي على جراحه والصبر على معاناته وآلامه وصنوف التعذيب التي تعرض لها رافضاً ان يستكين أو يستهين بمشاعر شعبه أو يساوم على حساب جراحاتهم الدامية ، ليلقى وجه ربه (شامخاً) كنخيل العراق الباسق وليكتب تاريخ النجف الدامي بل العراق المضرّج بالدماء الطاهرة .
سقوط أول قطرة من دمائه الزاكية كان إيذاناً بعهد دموي جديد يتعاقب فصولاً متوالية . كان ذلك يوم الأربعاء (5 / 4 / 1980م ـ 20 / 5 / 1400هـ) .
أخذت السلطات تكتم أنفاسها على هول الحدث الذي أقدمت عليه دون أن تجرأ على إعلان الخبر لتؤكد من جديد فزعها وخوفها من الشهيد الصدر وشعبه ، ولم تسمح لذويه بإلقاء نظرة أخيرة على ذلك الجسد الدامي الذي يلخص (تاريخ الثورات) ويختزل (تاريخ البطولات) .
السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أبناء عمومته ـ وحده الذي تشرفت عيناه بهذه الإطلالة الحزينة والمأساوية في آن واحد .
أيه يا صدر العراق .. أي حزن سرمدي وتاريخ دموي كتبت وسطرت .. خمس وأربعون عاماً .. سطور ساخنة ، وملتهبة كانت لها بداية ، ولكن دونما نهاية ..
فسلام عليك أيها الجرح والثأر والوطن ..
كانت شروط السلطة شديدة وقاسية بادئ الأمر وتمثلت في ان يتراجع الشهيد الصدر عن :
1ـ دعمه للإمام الخميني .
2ـ فتواه بتحريم الانتماء للحزب الحاكم .
3 ـ دعمه لحزب الدعوة والافتاء بحرمة الانتماء له .
كل هذه الشروط رفضت من قبل الشهيد الصدر وأعلن للمفاوضين استعداده التام لتحمل مسؤولياته كاملة .
وأمام هذا الإصرار الكبير اضطرت السلطات للتراجع لتضع شرطاً واحداً بمقتضاه تجري الصحافة العراقية أو الأجنبية مع الشهيد الصدر مقابلة بمقتضاه تجري الصحافة العراقية دونما اشارة الى أوضاعه السياسية وان لم يمكن فلا أقل من مقابلة يجيب فيها على اسئلة فقهية ومعرفية وهو شرط رفضه الشهيد الصدر أيضاً لتصل القطيعة الى غايتها ودرجتها الأخيرة .
وفي صبيحة يوم الأحد (5 / 4 / 1980م ـ 20 / 5 / 1400هـ)هاجم عدد كبير من أزلام السلطة منزل الإمام الصدر لغرض اعتقاله ونقله الى بغداد ، وبعد يومين من اعتقاله أقدمت السلطات على اعتقال شقيقته الطاهرة العلوية (بنت الهدى) .
في بغداد انقطعت اخباره ولا نعرف الى اليوم أخباراً موثقة في هذا الصدد سوى انه واجه السلطات بقوة وشجاعة وصلابة واختار التعالي على جراحه والصبر على معاناته وآلامه وصنوف التعذيب التي تعرض لها رافضاً ان يستكين أو يستهين بمشاعر شعبه أو يساوم على حساب جراحاتهم الدامية ، ليلقى وجه ربه (شامخاً) كنخيل العراق الباسق وليكتب تاريخ النجف الدامي بل العراق المضرّج بالدماء الطاهرة .
سقوط أول قطرة من دمائه الزاكية كان إيذاناً بعهد دموي جديد يتعاقب فصولاً متوالية . كان ذلك يوم الأربعاء (5 / 4 / 1980م ـ 20 / 5 / 1400هـ) .
أخذت السلطات تكتم أنفاسها على هول الحدث الذي أقدمت عليه دون أن تجرأ على إعلان الخبر لتؤكد من جديد فزعها وخوفها من الشهيد الصدر وشعبه ، ولم تسمح لذويه بإلقاء نظرة أخيرة على ذلك الجسد الدامي الذي يلخص (تاريخ الثورات) ويختزل (تاريخ البطولات) .
السيد محمد صادق الصدر ـ أحد أبناء عمومته ـ وحده الذي تشرفت عيناه بهذه الإطلالة الحزينة والمأساوية في آن واحد .
أيه يا صدر العراق .. أي حزن سرمدي وتاريخ دموي كتبت وسطرت .. خمس وأربعون عاماً .. سطور ساخنة ، وملتهبة كانت لها بداية ، ولكن دونما نهاية ..
فسلام عليك أيها الجرح والثأر والوطن ..

عمرٌ تقاصر دونه الزمنُ
وشواطئٌ صلت لها السفنُ
وجراحُ قلبٍ كلما نزفت
ذابت بفيض دمائها المحنُ
يا صدرُ خذ وهج الدموع فقد
خصبَ الأسى وتبرعم الشجنُ
يا صدر إنا أمةٌ ولدت
في غربة ما لمّها سكنُ
جاءت اليك ولم تبع غدها
أنى تبيعُ ونحرها الثمنُ
هذا عراقُك راح يصلبه
حقد الغزاة ليُعبد الوثنُ
خسئوا فأنت اليوم أكبر من
قدرِ الطغاة لأنك الوطن
تعليق