
ذكر المعصومين للحجة عليه السلام
لقد تناولت النصوص الشريفة الواردة عن أئمة أهل البيت عليهم السلام مسألة الإمام المنتظر من ( زواياها ) المختلفة : فتارة تتطرق إلى علائم ظهوره، وتارة أخرى إلى أوصاف أصحابه البررة، وثالثة إلى الأحداث الواقعة بعد ظهوره، ورابعة إلى المحن التي تنتاب الموالين له في غيبته، بما يدل بمجموعها على أنها فكرة ( محورية ) في تراث أهل البيت عليهم السلام .. فهذا الإمام الصادق عليه السلام، يصفه الراوي بأنه كان يبكي بكاء الواله الثكلى، ذات الكبد الحرّى، قد نال الحزن من وجنتيه، وشاع التغيّـر في عارضيه، وقد زفر زفرة انتفخ منها جوفه، واشتد منها خوفه، وهو يقول : " سيدي! غيبتك نفت رقادي، وضيقت عليّ مهادي، وأسِرَت مني راحة فؤادي.. سيدي! غيبتك أوصلت مصابي بفجائع الأبد، وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد "، البحار : ج51 ص219.. ولا عجب في ذلك فإن بدولته الكريمة تحيا آمال الأنبياء والأوصياء، من لدن آدم عليه السلام إلى النبي الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم، إذ لم تشهد الأرض العدل المطبق منذ بدء الخليقة إلى زمان ظهوره.