بسم علي وآله
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين أبد الآبدين
بسم الله الرحمن الرحيم
لستُ أنا هنا بصدد الحديث التحليلي عن شخصية المرجع الديني الكبير ، سماحة آية الله العظمى ، الشيخ التبريزي ( طيب الله تربته ، ورزقنا شفاعته ) فإنَّ ذلك مما أعترف بعجزي وقصوري عنه ، وإنما بصدد تجلية بعض اللمحات التي لمحتها شخصياً في شخصيته المباركة ، والتي أجد من الضرورة تسجيلها وتخليدها ، إذ لعلَّ غيري قد يفوته ذكرها .
1 / اللمحةُ الأولى : قوةُ التوكل .
إذ ليس يقوى العبد على الوصول إلى شامخ هذه المرتبة ، إلا فيما لو فَوَّضَ كل أموره إلى خالقه المدبر ، مع الاعتقاد الجازم بأنه تعالى لا يصنع بعبده إلا ما فيه صلاحه ، وترى العبد المتوكل في هذه المرتبة لا يعرف طريقاً إلى الأسباب الظاهرية التي قد توصله إلى مطلوبه ، لأنَّ قلبه قد ارتقى عنها مرتقىً بعيداً ، وصار بحيث لا يعرف سوى ربه سبباً .
وهكذا كان شيخنا التبريزي ( طيب الله تربته ، ورزقنا شفاعته ) فإنه كان في عظمة توكلهِ أعجوبةً من أعاجيب الزمان ، وإنَّ مواقفه الشريفة لأوضحُ شاهدٍ على ذلك ، وسوف أكتفي بعرض موقفٍ من مواقفه ، فإنَّ فيه الكفاية للدلالة على ما أريد الاستشهاد عليه .
وذلك عندما وقف موقفه التأريخي حول موجة التشكيك في مصائب السيدة الطاهرة ، المظلومة الشهيدة ( أرواحنا لتراب نعلها الفداء ) فإنه قد توالت عليه حينها الكثيرُ من الرسائل والفاكسات المهددة والمتوعدة ، وهذا ما أوجب إثارة مشاعر الخوف والقلق عند ذويه وأصحابه ، فطلبوا منه مرافقته عند خروجه من محل تدريسه – حيث كان لا يرضى بذلك في سابق الزمان – غير أنه قد رفض ذلك أشدَّ الرفض ، وقال : إنَّ التي بذلتُ نفسي للدفاع عنها ، هي التي ستتكفل بحفظي .
وهكذا كانَ يخرجُ – كما كنّا نراه – من محل درسه في المسجد الأعظم ، بجوار حرم كريمة الأئمة ، وسليلة أهل العصمة ( عليها أفضل الصلاة والتحية ) ويتجه إلى بيته وحيداً ، من غير أن يرافقه أحد ، مع أنَّ تلك الفترة كانت من أصعب وأشد وأحرج الفترات التي عاشها ( رضوان الله عليه ) ، حيث كان فيها مُعرّضاً للخطر والضرر في أي لحظة ، ولكنه مع ذلك لم يأبه ولم يعبأ ، وهذا إن كان يكشف عن شيء فهو يكشف عن عمق يقين المعرفة لديه ، وعظمة ثقته بالله وجنوده ( عليهم السلام )
.
يتبع ...
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعدائهم أجمعين أبد الآبدين
(( الفقيهُ التبريزي .. شلالُ الوَلاءِ وَإعصارُ العِدَاء [1] ))
بسم الله الرحمن الرحيم
لستُ أنا هنا بصدد الحديث التحليلي عن شخصية المرجع الديني الكبير ، سماحة آية الله العظمى ، الشيخ التبريزي ( طيب الله تربته ، ورزقنا شفاعته ) فإنَّ ذلك مما أعترف بعجزي وقصوري عنه ، وإنما بصدد تجلية بعض اللمحات التي لمحتها شخصياً في شخصيته المباركة ، والتي أجد من الضرورة تسجيلها وتخليدها ، إذ لعلَّ غيري قد يفوته ذكرها .
1 / اللمحةُ الأولى : قوةُ التوكل .
من المراتب العالية جداً التي لا يصل لها إلا القلة من الأولياء : مرتبة التوكل ، والتي تعني الاطمئنان التام ، والثقة الكاملة بذات الحق سبحانه وتعالى ، المنعكسة عن عمق المعرفة بالله ، وقوة اليقين بجمال أفعاله وصفاته .
إذ ليس يقوى العبد على الوصول إلى شامخ هذه المرتبة ، إلا فيما لو فَوَّضَ كل أموره إلى خالقه المدبر ، مع الاعتقاد الجازم بأنه تعالى لا يصنع بعبده إلا ما فيه صلاحه ، وترى العبد المتوكل في هذه المرتبة لا يعرف طريقاً إلى الأسباب الظاهرية التي قد توصله إلى مطلوبه ، لأنَّ قلبه قد ارتقى عنها مرتقىً بعيداً ، وصار بحيث لا يعرف سوى ربه سبباً .
وهكذا كان شيخنا التبريزي ( طيب الله تربته ، ورزقنا شفاعته ) فإنه كان في عظمة توكلهِ أعجوبةً من أعاجيب الزمان ، وإنَّ مواقفه الشريفة لأوضحُ شاهدٍ على ذلك ، وسوف أكتفي بعرض موقفٍ من مواقفه ، فإنَّ فيه الكفاية للدلالة على ما أريد الاستشهاد عليه .
وذلك عندما وقف موقفه التأريخي حول موجة التشكيك في مصائب السيدة الطاهرة ، المظلومة الشهيدة ( أرواحنا لتراب نعلها الفداء ) فإنه قد توالت عليه حينها الكثيرُ من الرسائل والفاكسات المهددة والمتوعدة ، وهذا ما أوجب إثارة مشاعر الخوف والقلق عند ذويه وأصحابه ، فطلبوا منه مرافقته عند خروجه من محل تدريسه – حيث كان لا يرضى بذلك في سابق الزمان – غير أنه قد رفض ذلك أشدَّ الرفض ، وقال : إنَّ التي بذلتُ نفسي للدفاع عنها ، هي التي ستتكفل بحفظي .
وهكذا كانَ يخرجُ – كما كنّا نراه – من محل درسه في المسجد الأعظم ، بجوار حرم كريمة الأئمة ، وسليلة أهل العصمة ( عليها أفضل الصلاة والتحية ) ويتجه إلى بيته وحيداً ، من غير أن يرافقه أحد ، مع أنَّ تلك الفترة كانت من أصعب وأشد وأحرج الفترات التي عاشها ( رضوان الله عليه ) ، حيث كان فيها مُعرّضاً للخطر والضرر في أي لحظة ، ولكنه مع ذلك لم يأبه ولم يعبأ ، وهذا إن كان يكشف عن شيء فهو يكشف عن عمق يقين المعرفة لديه ، وعظمة ثقته بالله وجنوده ( عليهم السلام )
.
يتبع ...
تعليق