ترددت كثيرا في كتابة هذه الرسالة إلى سيدي ومولاي بقية الله في الأرضين صلوات الله وسلامه عليه وعجل الله تعالى فرجه الشريف ولكنني في النهاية قررت كتابتها لعل الضمائر تصحى والقلوب الميتة تستيقظ

إلى : بقية الله في الأرضين




ولكن

بمرور الأيام والسنوات أصبحت أنظر إلى هذا الوعد أنه أشبه بالحلم الغير قابل للتحقق ولولا أنه مذكور في القرآن الكريم وثابت عن آل بيت النبوة صلوات الله وسلامه عليهم لقلت أنه لن يتحقق أبدا .

إن جيش كهذا الجيش الذي يستخلص جميع القيم والأخلاق والعبادات والمعاملات وهذا الجيش الذي يمثل آدم وإدريس وإبراهيم ونوح وموسى وعيسى وإسماعيل ومحمد وعلي والحسن والحسين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وهذا الجيش الذي سينصر المهدي عليه السلام في حربه الكبرى بين الحق والباطل وهذا الجيش الذي وعده الله سبحانه وتعالى بالفتح الكبير يجب أن يكون على مستوى كبير من الأخلاق والقيم والمبادئ والعلم والحكمة والثقافة وللأسف الشديد عندما أرى وضع من يقولون بأنهم أنصار المهدي عليه السلام في هذا اليوم لا أجد هذه المواصفات في الكثير الكثير منهم اللهم إلا القليل ممن وفى لرعاية الحق فيهم فأين هي الحكمة في من يفرق بين المؤمنين وأين هي التقوى في من يتهم المؤمنين وأين هي الأخلاق عند من يشتم المؤمنين ومن يختلف معاه بالرأي وأين هي المبادئ عند من جعل إلهه هواه .

بصراحة لم أرى في حياتي جيش يقول أنه سيحارب وينتصر وأفراد هذا الجيش يكرهون بعضهم البعض !!

أي جيش يقوم أفراده بشتم بعضه البعض في وقت هم أشد الحاجة إلى التكاتف والتعاضد والتناصر !!

أي جيش هذا الذي سينتصر في ظل هذه الظروف !!

وهل سيتبع أوامر قائده عندما يأمره بأن يضع يده بيد أخيه الذي يخالفه في الرأي والفكر !!

وهل هذا جيش يمكن أن يوعد بالنصر !!!

كيف أكون أنا وأخي جنديين في جيش سينشر راية الفتح وأنا لا أتقبل حتى كلمة من أخي وربما يصل بي الأمر إلى الاستهزاء به وبما يعتقده وأن أشتمه ويشتمني لنفس الأسباب !!!

أي جيش هذا الذي يضم جنديين وكلاهما يصوب السلاح على صدر الآخر !!

أتساءل من هو العدو في هذا الزمن وانا أقول أن أخي أشد خطورة علي من الصهيوني ويقول أخي أني أشد خطورة عليه من الناصبي الوهابي !!

إن كنت في هذا الزمن لا أعرف من هو العدو فكيف سأعرف عندما يظهر القائد ؟؟؟

سيدي يا صاحب الزمان

قد خذل اهل الكوفة أجدادك الطاهرين وسوف نخذلك اليوم إذا ظهرت !

كما قال أهل الكوفة للحسين عليه السلام أقبل ثم تركوه وحيدا فريدا فاليوم التاريخ يعيد نفسه ونحن نقول أقبل إلينا فإنا لك جند مجندة ولكننا في الواقع لسنا جند لك ولن ننصرك لأننا جنود الشيطان وإننا جنود الهوى وإننا جنود أنفسنا فهل همنا أن نشفي غليلنا من إخواننا وكل همنا أن نثبت أن مرجعنا هو الحق ومن يخالفه على باطل وكل همنا أن نستغل اسمكم وحقكم لتحقيق ما نريده

سيدي يا صاحب الزمان

إننا لسنا بأفضل من أهل الكوفة ولسنا بأفضل من الخوارج ولسنا بأفضل من النواصب لأننا ندعي حبكم ولكننا نمزق ولايتكم ونحن ندعي موالاتكم ولكننا ننهش في أوامركم فهذا القرآن الكريم يأمرنا بالتوحد ونحن نتفرق وهذا القرآن الكريم ينهانا عن اتهام المؤمنين ونحن نتجاهر بحربنا مع القرآن الكريم فهل ينصر الله من يحارب كتابه !!!

سيدي يا صاحب الزمان

أرجوك أن لا تظهر الآن إلا بعد أن تختبر قلوب شيعتك فكم مسلم بن عقيل قد تركناه وكم مسلما قد خذلناه وكم مسلما قد اتهمناه وكم مسلما قد وقف يريد شربة ماء فلم يجد حتى طوعة لتقدم له الماء

سيدي يا صاحب الزمان

قد كان حبيب يرفع راية الحسين ولا حبيب اليوم وقد كان زهيرا يرفع لواء الحسين فلا زهير اليوم وقد كان العباس حامي حمى الحسين ولا عباس اليوم

سيدي يا صاحب الزمان وأنت أعلم مني بما يجري الآن فأرجوك أن لا تخرج الآن لأننا لا نستحق هذا الشرف العظيم فاتركنا نتقاتل ونتذابح عند حرم جدك الحسين لأننا لا نختلف كثيرا عن قتلة الحسين فقد أبينا إلا أن نشارك أهل الكوفة في هذه المؤامرة الكبيرة وقمنا بتدنيس حرم الحسين عليه السلام لأجل مصالح دنيوية تعيسة وانتصار لهذا الحزب وذاك المرجع بل انتصارا للهوى والشيطان والنفس لأن المرجع لا يريدنا أن نفعل ذلك


سيدي يا صاحب الزمان

اتركنا لنتحارب في المنتديات وفي جميع الأماكن العامة والخاصة لأن هذا هو مستوانا الحقيقي وهذه هي أخلاقنا ولا تنصرنا لأن الله لا يبدل ما في قوم حتى يغيروا مافي أنفسهم ونحن أبينا أن نغير مافي أنفسنا فلماذا تخرج الآن وتغير من وضعنا !!


سيدي يا صاحب الزمان

كيف ستظهر وتقودنا وأنا العربي لا أقبل بالإيراني أن يكون في نفس الصف الذي أحارب فيه ؟؟؟
وكيف يقبل الفارسي أن أكون أنا العربي قائده ؟؟؟
وهل يقبل من يتبع المرجع الفلاني أن يتبع أوامر هذا المرجع ؟؟
وهل يقبل من يكره هذا الشخص المؤمن لأنه يقلد المرجع الفلاني أن يصلي الجماعة خلفه ؟؟
وهل يا ترى أقبل أن يكون أصحاب العمل الفلاني من عشاق الحسين على رأس الجيش ؟؟
وهل يقبل أخي أن يكون مقلدين السيد الفلاني في الصفوف الأمامية لهذا الجيش ؟؟

أي جيش هذا !!
بل أي ضعف هذا !!

وكيف لجيش هكذا أن ينتصر على الظلم والطاغوت والظلم والطاغوت معشش في قلوبنا وأنفسنا !!

قبل أن نطهر العالم يجب علينا أن نطهر أنفسنا وقبل أن نسعى لنشر العدل في الكون يجب علينا أن ننشر العدل في أنفسنا

سيدي يا صاحب الزمان اتركنا نتطاحن باللسان واليد والسلاح فمن لا يستطيع ان يحارب في السلاح - كما حصل عند حرم الحسين ويحصل في أماكن كثيرة - فيمكنه أن يذهب للمنتديات ليشفي غليله من المؤمنين ومن لا يستطيع الحضور في المنتديات يمكنه أن يكتب في الصحف ومن لا يمكنه الكتابة في الصحف يمكنه أن يشفي غليله من على منبر الحسين عليه السلام أو من على القنوات الفضائية

سيدي يا صاحب الزمان اتركنا بما نحن فيه فنحن لا نستحق منكم العطف والشرف حتى نتوب إلى الله ونفتح صفحة بيضاء مع أنفسنا ومع ربنا ومعاك وعندها فقط فقط سنقول لك العجل العجل لأننا وقتها سنتشرف أن نضع أيدينا بأيدي إخواننا ونتحد لأن المؤمنون إخوة ونشترك جميعا في تحقيق وعد الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين