ان المتتبع للمحاكمات التي جرت في العراق لرموز النظام السابق يجد ان امريكا تعاملت بتكتيكين مختلفين مع كل قضية من القضايا التي حوكم فيها رموز النظام السابق ففي المحاكمة الاولى اي قضية الدجيل كان المتهمون فيها هم الاركان الاساسية في نظام صدام وعلى راسهم صدام نفسه وطه ياسين رمضان وبرزان التكريتي وعواد البندر ففي هده القضية كان هناك تطابق في وجهة النظر بين الحكومة العراقية والقوات الامريكية على ضرورة اتمام المحاكمة الى نهايتها وتنفيد احكامها وتجلى دلك في ان الامريكان والحكومة العراقية استاءا من رزكار امين رئيس المحكمة السابق نظرا لانهم كانوا يرون انه يتساهل بشكل كبير مع المتهمين وعلى راسهم صدام مما دفعه الى الاستقالة وجاء بعده رؤؤف رشيد عبد الرحمان الدي تعامل مع المتهمين بكثير من الصرامة وانتهت القضية بالحكم على صدام وبرزان وعواد وطه ياسين رمضان بالاعدام وتم تنفيد الاعدام دون اية معارضة امريكية بل ان امريكا ومعها حليفتها اسرائيل وايران كانوا من اوائل المرحبين باعدام صدام ومن معه رغم ما ساد قضية الاعدام من جدل تسبب في مزيد من الاحتقان الطائفي ونجحت امريكا في التخلص من صدام ومن تبعات اعدامه في نفس الوقت اد ضربت عصفورين بحجر واحد فمن جهة تخلصت من صدام ومن جهة اخرى علقت تبعات اعدامه وما صاحبها من احتقان طائفي على رقبة الحكومة العراقية.
اما بالنسبة لقضية الانفال والتي تخص بالدرجة الاولى الاكراد فقد فقدت اهميتها لدى الكثيرين وعلى راسهم الاكراد المعنيون بهده القضية فقد ابدى جلال الطالباني موقفا مرنا تجاه مداني الانفال وخصوصا سلطان هاشم احمد واعلن معارضته لاعدام هدا الاخير وتزامن هدامع مطالبة طارق الهاشمي وجبهة التوافق والقائمة العراقية وعدة اطراف اخرى بضرورة العفو عن سلطان هاشم احمد وصادف دلك نوعا من القبول لدى الادارة الامريكية والتي ارادت كسب السنة الى مشروعها السياسي فنجحت في تاليبهم على القاعدة عن طريق تشكيل مجموعات للصحوة مهمتها قتال القاعدة وتصادف دلك مع اشتداد الازمة مع ايران حول برنامجها النووي فارادت امريكا من وراء دلك الضغط على حلفاء ايران بالعراق ونجحت في خلق بلبلة قانونية حول قضية من يحق له امضاء تنفيد الحكم القضائي هل هوالرئاسة ام رئيس الوزراء وبدلك تمكنت امريكا من تحقيق ماربها فنجحت في الاحتفاظ بالمدانين والحيلولة دون اعدامهم ولكن عن طريق خلق جدل قانوني عراقي غير قابل للحل على ما يبدو.
خلاصة القول ان امريكا كانت مصرة على اعدام صدام ومن معه فتحقق لها دلك على يد اطراف شيعية واليوم نجحت ايضا في منع اعدام مداني الانفال ولكن هده المرة بايد سنية وهدا يدل على ان امريكا تجيداللعب بالورقة الطائفية لمصلحتها متى ما ارادت دلك.
-