في رحاب الولي المقدس ...في ذكرى استشهاد الصدر الثاني (قده)
تسع سنوات مرت على رحيلك ونحن نجدد ذكراك من سنة الى اخرى تسع سنوات مرت على ابشع الجرائم بحق الانسانية فقد قتلوا فيك شعبا كان يتطلع الى التحرر من العبوديات التي توالت عليه عبودية الطاغوت وعبودية رجال الدين وعبودية المال والقوة هذا الشعب المسكين الذي طالما حلم بمنقذ ينتشله مما هو فيه وياخذ بيده الى بر الامان والتحرر شعب كان يحلم كيف يجد انسانيته كان يحلم كيف يجد كرامته بعد ان سحقت باقدام الطغاة والمتجبرين شعب كان يحلم كيف له ان يتخلص من الذل والهوان اللذان نزلا به على ايدي افات الدين، شعب كان يتطلع الى مستقبل اطفاله وكيف لهم ان يعيشوا كبقية اطفال العالم وبعد طول انتظار ارسل الله اليه من يحقق امانيه ويطرق سمعه بهمسات من الحب والشجاعة انا قادم اليك لاخذ بيدك الى ماتصبو اليه انا قادم اليك لاجدد في نفسك الامل انا قادم اليك لاقول لك ( انا حررتك فلا يستعبدك احد بعدي )).
هكذا بدا صوته مدويا من على منبر الكوفه ، المنبر الذي طالما ارتقاه سيد البلغاء والمتكلمين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة السلام وهو نفس المنبر الذي حرر اهل العراقين من قبل ، المنبر الذي تلقوا فيه دروس الحكم والمواعظ ، دروس الشجاعة والكرامة دروس النبوة والامامة ، فبعد ان صال الباطل وحرف الدين عن مساره كان لمنبر الكوفة وفارسه امير المؤمنين صولات عليه حتى ارجعه الى جحره وهو يجر اذيال الخيبة والخسران
وبعد 1356 سنة دوى صوت اخر امتدادا لذلك الصوت ، صوت قرع الاسماع التي صمت بسبب القمع والارهاب والتسلط ، صوت اسمع الكبير والصغير بعد ان ابعدهم حيف السنين عن الله فراحوا يتخبطون في معرفته فلعبد الله المؤمن كما اسموه عبيده اليد الطولى بابعادهم وقصور قادة الدين واعتكافهم على حواشيهم ومقربيهم ابعدتهم عن معرفة الطريق الحق الذي يسلكونه للوصول الىمرضاته واذا بهذا الصوت يقرع الاسماع هاتفا لهم قولوا معي رجاءا ((نعم نعم يارب )) ((كلا كلا للشيطان )) صدمت الناس مما سمعته من هذا الذي يرتقي منبراهجر منذ سنين طوال !! من هذا الذي يطلق صيحات في زمن سكت فيه الناس عن الهمس فضلا عن الكلام !! لنستمع اليه ، يتعالى الصوت شيئا فشيئا مع اقتراب الناس الى مسجد الكوفة واذانه يرفع بالله واكبر وفي يوم تعودوا فيه الجلوس في المنازل والمتاجر ناسين انه يوم الجمعة الذي حرم الله فيه البيع وقت صلاة الظهر وكانهم اول مرة يسمعون الاية الكريمة (( ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع...))
تتفاجأ الناس بمنبر خشبي يعتليه فارس ابيض وقد عكس بياض قلبه وصفاء نيته على شعر لحيته الناصعة البياض وعلى نور وجهه الذي اشرق في ايام غابت عنها حتى شمس السماء بسبب ظلام الطاغوت وطئطاة الناس لرؤسها الى الارض خوفا من النظر في وجه زبانيته مبتعدين عن النظر اليها خوفا من تهمة الدعاء للخلاص من الظلم والجبروت او قد يكون ... سببا اخر جعلهم يرفضون النظر اليها انهم خاصموا السماء وابتعدوا عن الله فليس هناك من يطرق اسماعهم ليذكرهم بان الله فوق كل جبار عنيد وان الله مع العبد ماكان العبد معه في وقت لجمت افواها كان من الواجب عليها ان تتكلم وتوصل رسالتها الى من امرهم الله بايصالها اليهم ،بدأ بصوته الشجي يدخل القلوب ليقتلع الخوف ويجلي عنها صدأ السنين ليقتلع منها الاحباط والياس اللذان سيطرا عليها طوال سنين عجاف مخاطبا اياهم قولوا معي رجاءا (( نعم نعم للاسلام ))في وقت احتكرت هذه النعم على صدام اللعين في استفتائاته المزعومة .
بدات الجموع بالزحف الى مسجد الكوفة جمعة بعد جمعه حتى صار المسجد لايتسع فاصبحت الناس تملأ الشوارع والازقة المحيطة بالمسجد لتنهل من هذا النبع الذي ارسله الله اليها ليطهروا انفسهم وليبدؤا مصالحة مع الله بعد طول انقطاع وجهل ابعدهم عن مالك السموات والارض حتى وصل بهم الامر بفرش سجاداتهم قبل يوميين من الجمعه لضمان الجلوس تحت منبر العلم والجهاد ومشاهدة ((السيد)) كما راق لهم ان يطلقوا عليه دون ذكر اسمه لانه استحقه قولا وفعلا فهو سيد عصره في كل الميادين .
خمس واربعون جمعة في الكوفة كانت حرية ان تضع للناس دستورا الهيا يسيرون عليه ويتخذونه منهجا للصالحين لينظموا الى ركبهم وينطلقون الى الكمال الذي هو غاية كل مخلوق على وجهة الارض ، خُطب خاطب فيها كل شرائح المجتمع مسلمين ومسيح شيعة وسنة عربا واكرادا موظفين وعمالا علماءا وجهالا نساءا ورجالا اطباءا وكناسين ليقول لهم ان هذا طريقكم الى الله فاسلكوه ، كونوا احرارا في دنياكم ، ولا تشركوا مع الله شيئا ، واجعلوا من انفسكم عدوا تحاربوه ، وغيروا ما بانفسكم ليغير الله مابكم ، ارفضوا الظلم والتسلط لاتخشوا في الله لومة لائم فها انا ذا ابحث ُ عن الرصاصة التي تمنحني الشهادة فاسلكوا درب الحرية واصرخوا باعلى اصواتكم بوجه الظلم ونادوا باطلاق سراح ابنائكم من السجون والمعتقلات وسيروا بمسيرات الى زيارة الحسين معبرين من خلالها انكم تطيعون من هو مع الله ولاطاعة للشيطان وطواغيته وانكم قادرون على الوقوف بوجهه واسقاطه .
اشهد انك يامولاي كنت حسين عصرك ، وانك رددت كلماته فانك لم تخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدك رسول الله لتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فبعد رحيلك ياسيدي عاد المنكر بثوبه الجديد لينال من اتباعك والسائرين على نهجك ، فباسم الدين نقتل وباسم الدين نسجن ونعذب وباسم الدين نسرق فهل لك من رجعة فنحن بامس الحاجة اليك في هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى بعد ان غزانا الثالوث المشؤوم بادوات منا وفينا ، ارجع وارتدي كفنك فهذا شبلك سائر على نهجك بحاجة لمن يشد ازره فحمله ثقيل ودربه طويل والمخلصون قليل مستمد عزمه من الله ومنك نقرأ كل يوم في عينيه انا ابن صدركم سائر بتهجه لابسا كفنه فاعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد لاخذ بايديكم الى ما اراده الصدر العظيم .... فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا...
الشيخ محمد البصري 4/ ذي القعدة /1428
تسع سنوات مرت على رحيلك ونحن نجدد ذكراك من سنة الى اخرى تسع سنوات مرت على ابشع الجرائم بحق الانسانية فقد قتلوا فيك شعبا كان يتطلع الى التحرر من العبوديات التي توالت عليه عبودية الطاغوت وعبودية رجال الدين وعبودية المال والقوة هذا الشعب المسكين الذي طالما حلم بمنقذ ينتشله مما هو فيه وياخذ بيده الى بر الامان والتحرر شعب كان يحلم كيف يجد انسانيته كان يحلم كيف يجد كرامته بعد ان سحقت باقدام الطغاة والمتجبرين شعب كان يحلم كيف له ان يتخلص من الذل والهوان اللذان نزلا به على ايدي افات الدين، شعب كان يتطلع الى مستقبل اطفاله وكيف لهم ان يعيشوا كبقية اطفال العالم وبعد طول انتظار ارسل الله اليه من يحقق امانيه ويطرق سمعه بهمسات من الحب والشجاعة انا قادم اليك لاخذ بيدك الى ماتصبو اليه انا قادم اليك لاجدد في نفسك الامل انا قادم اليك لاقول لك ( انا حررتك فلا يستعبدك احد بعدي )).
هكذا بدا صوته مدويا من على منبر الكوفه ، المنبر الذي طالما ارتقاه سيد البلغاء والمتكلمين امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه افضل الصلاة السلام وهو نفس المنبر الذي حرر اهل العراقين من قبل ، المنبر الذي تلقوا فيه دروس الحكم والمواعظ ، دروس الشجاعة والكرامة دروس النبوة والامامة ، فبعد ان صال الباطل وحرف الدين عن مساره كان لمنبر الكوفة وفارسه امير المؤمنين صولات عليه حتى ارجعه الى جحره وهو يجر اذيال الخيبة والخسران
وبعد 1356 سنة دوى صوت اخر امتدادا لذلك الصوت ، صوت قرع الاسماع التي صمت بسبب القمع والارهاب والتسلط ، صوت اسمع الكبير والصغير بعد ان ابعدهم حيف السنين عن الله فراحوا يتخبطون في معرفته فلعبد الله المؤمن كما اسموه عبيده اليد الطولى بابعادهم وقصور قادة الدين واعتكافهم على حواشيهم ومقربيهم ابعدتهم عن معرفة الطريق الحق الذي يسلكونه للوصول الىمرضاته واذا بهذا الصوت يقرع الاسماع هاتفا لهم قولوا معي رجاءا ((نعم نعم يارب )) ((كلا كلا للشيطان )) صدمت الناس مما سمعته من هذا الذي يرتقي منبراهجر منذ سنين طوال !! من هذا الذي يطلق صيحات في زمن سكت فيه الناس عن الهمس فضلا عن الكلام !! لنستمع اليه ، يتعالى الصوت شيئا فشيئا مع اقتراب الناس الى مسجد الكوفة واذانه يرفع بالله واكبر وفي يوم تعودوا فيه الجلوس في المنازل والمتاجر ناسين انه يوم الجمعة الذي حرم الله فيه البيع وقت صلاة الظهر وكانهم اول مرة يسمعون الاية الكريمة (( ياايها الذين امنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع...))
تتفاجأ الناس بمنبر خشبي يعتليه فارس ابيض وقد عكس بياض قلبه وصفاء نيته على شعر لحيته الناصعة البياض وعلى نور وجهه الذي اشرق في ايام غابت عنها حتى شمس السماء بسبب ظلام الطاغوت وطئطاة الناس لرؤسها الى الارض خوفا من النظر في وجه زبانيته مبتعدين عن النظر اليها خوفا من تهمة الدعاء للخلاص من الظلم والجبروت او قد يكون ... سببا اخر جعلهم يرفضون النظر اليها انهم خاصموا السماء وابتعدوا عن الله فليس هناك من يطرق اسماعهم ليذكرهم بان الله فوق كل جبار عنيد وان الله مع العبد ماكان العبد معه في وقت لجمت افواها كان من الواجب عليها ان تتكلم وتوصل رسالتها الى من امرهم الله بايصالها اليهم ،بدأ بصوته الشجي يدخل القلوب ليقتلع الخوف ويجلي عنها صدأ السنين ليقتلع منها الاحباط والياس اللذان سيطرا عليها طوال سنين عجاف مخاطبا اياهم قولوا معي رجاءا (( نعم نعم للاسلام ))في وقت احتكرت هذه النعم على صدام اللعين في استفتائاته المزعومة .
بدات الجموع بالزحف الى مسجد الكوفة جمعة بعد جمعه حتى صار المسجد لايتسع فاصبحت الناس تملأ الشوارع والازقة المحيطة بالمسجد لتنهل من هذا النبع الذي ارسله الله اليها ليطهروا انفسهم وليبدؤا مصالحة مع الله بعد طول انقطاع وجهل ابعدهم عن مالك السموات والارض حتى وصل بهم الامر بفرش سجاداتهم قبل يوميين من الجمعه لضمان الجلوس تحت منبر العلم والجهاد ومشاهدة ((السيد)) كما راق لهم ان يطلقوا عليه دون ذكر اسمه لانه استحقه قولا وفعلا فهو سيد عصره في كل الميادين .
خمس واربعون جمعة في الكوفة كانت حرية ان تضع للناس دستورا الهيا يسيرون عليه ويتخذونه منهجا للصالحين لينظموا الى ركبهم وينطلقون الى الكمال الذي هو غاية كل مخلوق على وجهة الارض ، خُطب خاطب فيها كل شرائح المجتمع مسلمين ومسيح شيعة وسنة عربا واكرادا موظفين وعمالا علماءا وجهالا نساءا ورجالا اطباءا وكناسين ليقول لهم ان هذا طريقكم الى الله فاسلكوه ، كونوا احرارا في دنياكم ، ولا تشركوا مع الله شيئا ، واجعلوا من انفسكم عدوا تحاربوه ، وغيروا ما بانفسكم ليغير الله مابكم ، ارفضوا الظلم والتسلط لاتخشوا في الله لومة لائم فها انا ذا ابحث ُ عن الرصاصة التي تمنحني الشهادة فاسلكوا درب الحرية واصرخوا باعلى اصواتكم بوجه الظلم ونادوا باطلاق سراح ابنائكم من السجون والمعتقلات وسيروا بمسيرات الى زيارة الحسين معبرين من خلالها انكم تطيعون من هو مع الله ولاطاعة للشيطان وطواغيته وانكم قادرون على الوقوف بوجهه واسقاطه .
اشهد انك يامولاي كنت حسين عصرك ، وانك رددت كلماته فانك لم تخرج اشرا ولا بطرا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدك رسول الله لتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ، فبعد رحيلك ياسيدي عاد المنكر بثوبه الجديد لينال من اتباعك والسائرين على نهجك ، فباسم الدين نقتل وباسم الدين نسجن ونعذب وباسم الدين نسرق فهل لك من رجعة فنحن بامس الحاجة اليك في هذا الوقت اكثر من اي وقت مضى بعد ان غزانا الثالوث المشؤوم بادوات منا وفينا ، ارجع وارتدي كفنك فهذا شبلك سائر على نهجك بحاجة لمن يشد ازره فحمله ثقيل ودربه طويل والمخلصون قليل مستمد عزمه من الله ومنك نقرأ كل يوم في عينيه انا ابن صدركم سائر بتهجه لابسا كفنه فاعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد لاخذ بايديكم الى ما اراده الصدر العظيم .... فسلام عليك سيدي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حيا...
الشيخ محمد البصري 4/ ذي القعدة /1428
تعليق