بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ..
هذه قصة نقلتها من كتاب (صفحات لوقت الفراغ) للشيخ محمد جواد مغنية ..
عنوانها .. (حوار بين إبليس ومعاوية)
في الجزء الثاني من كتاب مثنوي لجلال الدين الرومي ص 262 وما بعدها، حوار بين إبليس ومعاوية، نلخّصه بتصرّف يتفق مع الواقع فيما يلي :
(( في ذات يوم أيقظ إبليس معاوية من نومه لصلاة الصبح وقال له : إنّ وقتها أوشك على الإنتهاء، فأسرع إلى المسجد، وعجّل الطّاعة قبل الفوت.
فقال له معاوية : ومتى كنت لعباد الله من الناصحين ؟ ألست القائل : "لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم" - 16 الأعراف ؟
فقال إبليس: طال عمرك أيّها المفضال، لقد كنتُ من سكّان العرش، وخُلقت في ظلّ الطاعة، وهي وطني الأوّل، وحبّ الوطن فطرة وغريزة يحنّ إليه كلّ بعيد عنه، وقد طال غيابي عن طاعة الله، وتشوّقت إليها، فكان من ثمار هذا الحنين إيقاظك إلى الصلاة.
قال معاوية: هذا مكر منك وخداع، لقد أسلمت قوم نوح للطوفان، وقوم لوط للرّجم بالحجارة، وأغويت فرعون والنمرود.. إنك بحر المكر وكلّنا فيه غرقى.
فقال إبليس: مهلاً أيّها الصديق الحميم، أنا لم أخلق الزيغ والعدوان ولا الرجس والآثام، وإنما اختارني الخالق محكاً يميّز النقد السليم من الزائف، وجعلني فيصلاً بين الخبيث والطيب، فالأنبياء يعرضون على الخلائق الطاعات، وأنا أعرض عليهم الشهوات، وكلّ امرئ وما اختار تماماً كما يدخل السوق ويجد فيه الحلال والحرام، وإذن فأنا داع ولست لخالق.
قال معاوية: حسبك تمويهاً وتزويغاً يا قاطع الطريق، ومن الذي يطاولك بالحجيج المزوّقة المنمّقة ؟ إنك لعنة وفتنة حتى آدم أخرجته من الجنة. خبرني بصدق لماذا أيقظتني ؟
قال إبليس: أتزعم أنّي لعنة وفتنة وقاطع طريق وتنسى نفسك ؟ ولو نظرت إليها بتجرد لاستعذت بالله منها لا من الشيطان أيّها الغوي الغبي، إنك تماماً كالثعلب تعدو وراء الخراف الدسمة، ولكنّك تبصر الأمور معكوسة، فتطرح إثمك على غيرك!.. يا إلهي ما لي وللنّاس ؟ يقترفون الذنوب والآثام رجالاً ونساءً، ثمّ ينسبونها إليّ ظلماً وافتراءً.
قال معاوية: حتى مَ تكذب وتراوغ، وتغالط وتخادع ؟
فقال له إبليس أأنت تعرف الصدق من الكذب ؟ كيف وقلبك مفعم بالآثام والأوهام؟ ))
السلام عليكم ..
هذه قصة نقلتها من كتاب (صفحات لوقت الفراغ) للشيخ محمد جواد مغنية ..
عنوانها .. (حوار بين إبليس ومعاوية)
في الجزء الثاني من كتاب مثنوي لجلال الدين الرومي ص 262 وما بعدها، حوار بين إبليس ومعاوية، نلخّصه بتصرّف يتفق مع الواقع فيما يلي :
(( في ذات يوم أيقظ إبليس معاوية من نومه لصلاة الصبح وقال له : إنّ وقتها أوشك على الإنتهاء، فأسرع إلى المسجد، وعجّل الطّاعة قبل الفوت.
فقال له معاوية : ومتى كنت لعباد الله من الناصحين ؟ ألست القائل : "لأقعدنّ لهم صراطك المستقيم" - 16 الأعراف ؟
فقال إبليس: طال عمرك أيّها المفضال، لقد كنتُ من سكّان العرش، وخُلقت في ظلّ الطاعة، وهي وطني الأوّل، وحبّ الوطن فطرة وغريزة يحنّ إليه كلّ بعيد عنه، وقد طال غيابي عن طاعة الله، وتشوّقت إليها، فكان من ثمار هذا الحنين إيقاظك إلى الصلاة.
قال معاوية: هذا مكر منك وخداع، لقد أسلمت قوم نوح للطوفان، وقوم لوط للرّجم بالحجارة، وأغويت فرعون والنمرود.. إنك بحر المكر وكلّنا فيه غرقى.
فقال إبليس: مهلاً أيّها الصديق الحميم، أنا لم أخلق الزيغ والعدوان ولا الرجس والآثام، وإنما اختارني الخالق محكاً يميّز النقد السليم من الزائف، وجعلني فيصلاً بين الخبيث والطيب، فالأنبياء يعرضون على الخلائق الطاعات، وأنا أعرض عليهم الشهوات، وكلّ امرئ وما اختار تماماً كما يدخل السوق ويجد فيه الحلال والحرام، وإذن فأنا داع ولست لخالق.
قال معاوية: حسبك تمويهاً وتزويغاً يا قاطع الطريق، ومن الذي يطاولك بالحجيج المزوّقة المنمّقة ؟ إنك لعنة وفتنة حتى آدم أخرجته من الجنة. خبرني بصدق لماذا أيقظتني ؟
قال إبليس: أتزعم أنّي لعنة وفتنة وقاطع طريق وتنسى نفسك ؟ ولو نظرت إليها بتجرد لاستعذت بالله منها لا من الشيطان أيّها الغوي الغبي، إنك تماماً كالثعلب تعدو وراء الخراف الدسمة، ولكنّك تبصر الأمور معكوسة، فتطرح إثمك على غيرك!.. يا إلهي ما لي وللنّاس ؟ يقترفون الذنوب والآثام رجالاً ونساءً، ثمّ ينسبونها إليّ ظلماً وافتراءً.
قال معاوية: حتى مَ تكذب وتراوغ، وتغالط وتخادع ؟
فقال له إبليس أأنت تعرف الصدق من الكذب ؟ كيف وقلبك مفعم بالآثام والأوهام؟ ))
تعليق