في اول الليل... قالت العروس:- أشعر بالبرد حبيبي ..هل تساقط الثلج ؟
فأجابها العريس :-ادثرك برموش عيوني ..هل تكفي ياروحي ؟
وفي اخر الليل ...حين انطفأت شمعة العرس قالت :خذني بين ذراعيك لا تتركني حتى الفجر احبك ...
فأجاب:قلبي عرشك هل ترضين؟وروحي مملكة لهواك الابدي ياقمري .
في الظلمة كانت جدران الغرفة الغارقة بالدخان الاسود تتسال:ايكون هذين الجسدين طعاما للدود؟
وكان الشاعر عند ضفاف البحيرة التي غفى في ركنها العريسين المتعانقين يكتب فوق الطين الاحمر عند القبر المحفور (لجيا وهانه)..
( مضى زمن كانت الارض فيه
تدور على نفسها
أتى زمن العاشقين
الذين اذا دارت الارض
ماتوا )
لكن شمعة العرس بقيت تثير حيرة المارين قرب ذلك المكان الذي ينام فيه العريسين لانها لازالت تنشر الضوء ورائحة البخور في كل مساء منذ السادس من تشرين الثاني !!!!
**** **** ****
**** **** ****
لست ادري باي ضماد سأوقف نزف هذا الحزن المتدفق من اعماق روحي ياصديقي العزيز بعد ان ارسلت لي صورة العريسين الفقيدين وهو كل ماتبقى منهما لديك في دفاتر الذكريات الذي عدت به خاويا وكأنك انتزعت صورة من عيون ذلك المصور الهارب من رصاص الاخوة المتذابحين في ازقة مدينة النجف بحثا عن مأوى في مدينة كانت حتى لسنوات قريبة محرقة للاجساد البشرية التي تبحث عن هويتها .
واكابر دمعة تكاد تقفز من محجر عيني على كل هؤلاء الذين سقطوا في لحظة انتهاء قدرهم الدنيوي على حين غرة وبدون موعد حتى ان القدر لم يعد يجاملنا ويترك لنا فرصة لوداع الاحبة والتقاط انفاسنا عندما نخرج من نفق مظلم لندخل في نفق حزن اطول منه واشد منه ظلاما دون ان نفقد الامل.
ها انا بت على وشك ان اتحول الى كهل بملامح غريبة يجوب المقابر حافي القدمين يعوي كحصان بري جريح تركته رصاصة طائشة طريحا فوق العشب بأنتظار رصاصة الرحمة الاخيرة يراقبها بعينين تتسع حدقاتهما لزائر الموت رغم قسوته لتغمضان على ذوي الرصاص وصورة القاتل .
ها انا لا افيق من هول صدمة المت بأخ او صديق عزيز الا واهوي من سماوات عالية الى قرارة بئر عميق لم يخرج منه غريب او مغدور وابقى تائهاً منذ اكثر من ربع قرن في بيداء عمرٍ لا هي اراحني من همي ولا ارتحت من همه ...فأي مصيبة هذه ؟
ها هو الجبل يطبق بكفيه على صدري فاسمع صوت أضلعي تتكسر فأغيب من هول وجع لا افبق منه حينٍ من الدهر الا وكأن القدركقناص يتربص بنا في لحظة حزن جديدة متسلسلة اسقطت كل المفردات الجميلة من قاموس ايامنا... فباتت شفاهنا لا تعرف الا قبلات الوداع كأن العمر كله تحول الى مطارات وموانئ ونقاط حدود نودع فيها احبائنا الراحلين بلا عودة الى ملكوت الله وعالمه السرمدي الخالد .
وأمست صحفنا مثل اقدارنا تتفنن في نشر اعلانات الموتى والقتلى دون ان نجد مكانا لاي دعوة فرح تطرق ابوابنا ولو لمرة واحدة في العمر بأستثناء بطاقة الدعوة لعرسهما الجميل الذي كان اقصر عرس في الدنيا فأي قدر هذا يا صديقي العزيز ؟؟
:كم هما رائعين وجميلين ,هل تعرفهما يا ابي ؟؟
سألني ولدي الصغير وهو يرى حزناً الم بي وانا اتطلع منذ ساعات الى تلك العروس الجميلة ببدلة زفافها البيضاء وهي احلى من كل ينابيع شقلاوة وشلالات كردستان وغابات الصنوبر فيها بل هي اشهى من رغيف خبزٍ في شتائها الطويل بينما كانت قامة عريسها بطول اشجار الصنوبر التي قاومت نيران الحروب وجنازير الدبابات والذي التصق بحنو بها حتى كادا يذوبان في سحابة عشق ازلية تترنح في السماء الزرقاء على صوت ناي في ربيع نوروز... كأنهما كانا يحلقان في عوالم عشقٍ لا يبصرها الا المحبون ..كأنني كنت ولا زلت اسمع دقات قلبيهما فرحا كخفق جناحي عصفورٍ طار تحت البرد والمطر حتى استقر على ضفاف تلك البحيرة الهادئة ...
فلماذا يداهمهما الموت حتى في ليلة عرسهما ليغتال تلك الفرحة ؟....ام ان الله اراد ان يزفهما في ملكوته الرحب وسط مئات الالاف من شهداء العراق وموتاه المغدورين الذين قضوا في شوارع منسية ليدخل الفرحة على تلك القلوب التي ادمتها الاوجاع والآلام ولم تخرج من سرادق عزائها منذ الولادة حتى الموت الى درجة ان مصائب العراقينن ابكت حتى الملائكة حول العرش ...
تحاصرنا مواسم احزان وحشية لا تتركنا الا ونحن بقايا من رماد في موقد عمرٍ طلاه سخام الاحزان الداكن ورافقه الخريف حتى في نيسان وتساقطت عن اغصانه زهراته وبراعمه الجميلة وماتت في أعشاشهِ صغار النوارس العائدة الى اوطانها بعد سنوات الحروب والدمار وغاز الخردل ونيران الجنرالات الذين بات الشرفاء يتوسطون من اجل رفع المشانق عن رقابهم في شوارع انتظرت الشمس والسلام ولقمة الخبز حتى قبل الخليقة .
تلاحقنا ياصديقي ذئاب الغدر حتى في ليلة فرحنا الوحيدة وتنشب انيابها بخاصرتنا فتنبت من شفاه الجرح النازف دوما وابدا زهرة الصبار وتكمل دورة الحزن مسيرتها في دورتنا الدموية فأتلمس صبر الافيون والقدرة على النوم في علبة مسكنات مغشوشة مثل سلك الكهرباء المهتري الذي تسبب بموت العريسين والذي اضاف لمليونير من زمن النهب ولصوص الوطن المستباح بضعة دولارات في رصيده مقابل ان يسرق منا اجمل عروسين .....فأي وطن سوف نبني ؟واي احلام سوف يحق لنا ان نحلم بها وسط هؤلاء؟
اضيع في طوفان من التساؤلات المحيرة مجيلا ببصري بين جبال ووديان مستوحشة لم تغرد فيها العصافير منذ دهور بعد ان غطى على صوتها ازيز الطائرات ودوي المدافع وحرائق النابالم في فصول سنوات الجمر التي اشعلت حتى الصخور والمغارات واحالت تلك الغابات الخضراء الى اعواد بخور احترقت في بلاط قادة الحروب وامراء النهب والوطن الذي هاجره ابنائه دون أي امل للعودة اليه .
ها انا ابحث عن خط استواء وهمي بين الوجع والفرح في هذه الارض فلا القاه... واجدني ضائعا وسط اشباح عوالم تسوقنا رغم ارادتنا الى اشداق الموت والعدم وابحث عن مخرج من هذا التيه الازلي الذي بتنا فيه ننتظر ولو بوهم لحظة فرح وابتسامة نسرقها ونخادع فيها لوعتنا وتشردنا والمنا وبتنا لا نخرج عن شرنقة الاحزان الا نعود اليها قسرا فلا تحققت فينا معجزة ليلة القدر وطال انتظارنا للامام المنقذ الذي سيملا الارض عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا ومقابر ومشردين.
ها انا ياصديقي العزيز اوفي بما وعدتك به بان اكتب شيئا ما عن حزنك وعزائك .. لكن صدقني فأنا لا اجد من الكلمات ماارثي فيه نفسي وكل الطيبين الذين عرفتهم ولازلت بانتظار سحابة مطرٍ تعبر بين اكتاف طوروس وتنهمر علينا لتغسل احزاننا و نهاراتنا وشوارعنا التي تدوسها اقدام الالم وتزيح بعضا من وجعنا على هؤلاء الاحبة الراحلين دون ان ترتوي شفاههم من ينابيع الدنيا على هؤلاء الذين نسيهم الزمان على ارصفته المسكونة بالقلق واليتامى والمتسولين الهاربين من لصوص الوطنية ومصاصي الدماء وسارقي المستقبل هؤلاء الذين باتوا مستعدين لبيع اعضائنا البشرية دون ان يرتوي جشعهم وساديتهم للمال الحرام .
اعرف انك حزين جدا بل انك مسكون بالحزن على ابن شقيقك وزوجته ولا اجد من العبارات ما اهون عليك هذا الجرح العميق الذي يستقر في اعماق روحك وجرح عمك المغدور مازال نديا.
ولست ادري لماذا ابعدت عن ذاكرتي رائعة لوركا (عرس الدم)عندما فكرت في الكتابة اليك او الكتابة عن آلامك طوال الايام التي غبت فيها لتلقي العزاء في من فقدتهم وتذكرت ملحمة حزن الامام القاسم ابن الحسن عليه السلام في ليلة عرسه التي لم تدم سوى سويعات قبل ان يقطع جسده بحراب الغدر والطغاة في كربلاء .... وطالما ذكرتك دائما ان كل شيعيٍ يحمل في داخله الفاجعة ...
و اسألك هل من حولك من احدٍ من العراقيين لم ينزف قلبه بعد؟!
اتدري ياصديقي العزيز انني اسمع صوت الزغاريد للعريسين في ملكوت الله الواسع الذي تظلله اشجار الرحمة والامان والراحة الابدية في عالم الله القدسي المطهر عن ضغائننا وهمومنا وصراعاتنا الدنيوية ....لان الله لا يدعو اليه الا من يحبون لقائه
وهدية عرسهما من كل اخوتك واصدقائك في رومانيا هي (سورة الفاتحة) على روحي الفقيدين .
وانا لله وانا اليه راجعون
اختكم
نوسي فاطمه
فأجابها العريس :-ادثرك برموش عيوني ..هل تكفي ياروحي ؟
وفي اخر الليل ...حين انطفأت شمعة العرس قالت :خذني بين ذراعيك لا تتركني حتى الفجر احبك ...
فأجاب:قلبي عرشك هل ترضين؟وروحي مملكة لهواك الابدي ياقمري .
في الظلمة كانت جدران الغرفة الغارقة بالدخان الاسود تتسال:ايكون هذين الجسدين طعاما للدود؟
وكان الشاعر عند ضفاف البحيرة التي غفى في ركنها العريسين المتعانقين يكتب فوق الطين الاحمر عند القبر المحفور (لجيا وهانه)..
( مضى زمن كانت الارض فيه
تدور على نفسها
أتى زمن العاشقين
الذين اذا دارت الارض
ماتوا )
لكن شمعة العرس بقيت تثير حيرة المارين قرب ذلك المكان الذي ينام فيه العريسين لانها لازالت تنشر الضوء ورائحة البخور في كل مساء منذ السادس من تشرين الثاني !!!!
**** **** ****
**** **** ****
لست ادري باي ضماد سأوقف نزف هذا الحزن المتدفق من اعماق روحي ياصديقي العزيز بعد ان ارسلت لي صورة العريسين الفقيدين وهو كل ماتبقى منهما لديك في دفاتر الذكريات الذي عدت به خاويا وكأنك انتزعت صورة من عيون ذلك المصور الهارب من رصاص الاخوة المتذابحين في ازقة مدينة النجف بحثا عن مأوى في مدينة كانت حتى لسنوات قريبة محرقة للاجساد البشرية التي تبحث عن هويتها .
واكابر دمعة تكاد تقفز من محجر عيني على كل هؤلاء الذين سقطوا في لحظة انتهاء قدرهم الدنيوي على حين غرة وبدون موعد حتى ان القدر لم يعد يجاملنا ويترك لنا فرصة لوداع الاحبة والتقاط انفاسنا عندما نخرج من نفق مظلم لندخل في نفق حزن اطول منه واشد منه ظلاما دون ان نفقد الامل.
ها انا بت على وشك ان اتحول الى كهل بملامح غريبة يجوب المقابر حافي القدمين يعوي كحصان بري جريح تركته رصاصة طائشة طريحا فوق العشب بأنتظار رصاصة الرحمة الاخيرة يراقبها بعينين تتسع حدقاتهما لزائر الموت رغم قسوته لتغمضان على ذوي الرصاص وصورة القاتل .
ها انا لا افيق من هول صدمة المت بأخ او صديق عزيز الا واهوي من سماوات عالية الى قرارة بئر عميق لم يخرج منه غريب او مغدور وابقى تائهاً منذ اكثر من ربع قرن في بيداء عمرٍ لا هي اراحني من همي ولا ارتحت من همه ...فأي مصيبة هذه ؟
ها هو الجبل يطبق بكفيه على صدري فاسمع صوت أضلعي تتكسر فأغيب من هول وجع لا افبق منه حينٍ من الدهر الا وكأن القدركقناص يتربص بنا في لحظة حزن جديدة متسلسلة اسقطت كل المفردات الجميلة من قاموس ايامنا... فباتت شفاهنا لا تعرف الا قبلات الوداع كأن العمر كله تحول الى مطارات وموانئ ونقاط حدود نودع فيها احبائنا الراحلين بلا عودة الى ملكوت الله وعالمه السرمدي الخالد .
وأمست صحفنا مثل اقدارنا تتفنن في نشر اعلانات الموتى والقتلى دون ان نجد مكانا لاي دعوة فرح تطرق ابوابنا ولو لمرة واحدة في العمر بأستثناء بطاقة الدعوة لعرسهما الجميل الذي كان اقصر عرس في الدنيا فأي قدر هذا يا صديقي العزيز ؟؟
:كم هما رائعين وجميلين ,هل تعرفهما يا ابي ؟؟
سألني ولدي الصغير وهو يرى حزناً الم بي وانا اتطلع منذ ساعات الى تلك العروس الجميلة ببدلة زفافها البيضاء وهي احلى من كل ينابيع شقلاوة وشلالات كردستان وغابات الصنوبر فيها بل هي اشهى من رغيف خبزٍ في شتائها الطويل بينما كانت قامة عريسها بطول اشجار الصنوبر التي قاومت نيران الحروب وجنازير الدبابات والذي التصق بحنو بها حتى كادا يذوبان في سحابة عشق ازلية تترنح في السماء الزرقاء على صوت ناي في ربيع نوروز... كأنهما كانا يحلقان في عوالم عشقٍ لا يبصرها الا المحبون ..كأنني كنت ولا زلت اسمع دقات قلبيهما فرحا كخفق جناحي عصفورٍ طار تحت البرد والمطر حتى استقر على ضفاف تلك البحيرة الهادئة ...
فلماذا يداهمهما الموت حتى في ليلة عرسهما ليغتال تلك الفرحة ؟....ام ان الله اراد ان يزفهما في ملكوته الرحب وسط مئات الالاف من شهداء العراق وموتاه المغدورين الذين قضوا في شوارع منسية ليدخل الفرحة على تلك القلوب التي ادمتها الاوجاع والآلام ولم تخرج من سرادق عزائها منذ الولادة حتى الموت الى درجة ان مصائب العراقينن ابكت حتى الملائكة حول العرش ...
تحاصرنا مواسم احزان وحشية لا تتركنا الا ونحن بقايا من رماد في موقد عمرٍ طلاه سخام الاحزان الداكن ورافقه الخريف حتى في نيسان وتساقطت عن اغصانه زهراته وبراعمه الجميلة وماتت في أعشاشهِ صغار النوارس العائدة الى اوطانها بعد سنوات الحروب والدمار وغاز الخردل ونيران الجنرالات الذين بات الشرفاء يتوسطون من اجل رفع المشانق عن رقابهم في شوارع انتظرت الشمس والسلام ولقمة الخبز حتى قبل الخليقة .
تلاحقنا ياصديقي ذئاب الغدر حتى في ليلة فرحنا الوحيدة وتنشب انيابها بخاصرتنا فتنبت من شفاه الجرح النازف دوما وابدا زهرة الصبار وتكمل دورة الحزن مسيرتها في دورتنا الدموية فأتلمس صبر الافيون والقدرة على النوم في علبة مسكنات مغشوشة مثل سلك الكهرباء المهتري الذي تسبب بموت العريسين والذي اضاف لمليونير من زمن النهب ولصوص الوطن المستباح بضعة دولارات في رصيده مقابل ان يسرق منا اجمل عروسين .....فأي وطن سوف نبني ؟واي احلام سوف يحق لنا ان نحلم بها وسط هؤلاء؟
اضيع في طوفان من التساؤلات المحيرة مجيلا ببصري بين جبال ووديان مستوحشة لم تغرد فيها العصافير منذ دهور بعد ان غطى على صوتها ازيز الطائرات ودوي المدافع وحرائق النابالم في فصول سنوات الجمر التي اشعلت حتى الصخور والمغارات واحالت تلك الغابات الخضراء الى اعواد بخور احترقت في بلاط قادة الحروب وامراء النهب والوطن الذي هاجره ابنائه دون أي امل للعودة اليه .
ها انا ابحث عن خط استواء وهمي بين الوجع والفرح في هذه الارض فلا القاه... واجدني ضائعا وسط اشباح عوالم تسوقنا رغم ارادتنا الى اشداق الموت والعدم وابحث عن مخرج من هذا التيه الازلي الذي بتنا فيه ننتظر ولو بوهم لحظة فرح وابتسامة نسرقها ونخادع فيها لوعتنا وتشردنا والمنا وبتنا لا نخرج عن شرنقة الاحزان الا نعود اليها قسرا فلا تحققت فينا معجزة ليلة القدر وطال انتظارنا للامام المنقذ الذي سيملا الارض عدلا وقسطا بعد ان ملئت ظلما وجورا ومقابر ومشردين.
ها انا ياصديقي العزيز اوفي بما وعدتك به بان اكتب شيئا ما عن حزنك وعزائك .. لكن صدقني فأنا لا اجد من الكلمات ماارثي فيه نفسي وكل الطيبين الذين عرفتهم ولازلت بانتظار سحابة مطرٍ تعبر بين اكتاف طوروس وتنهمر علينا لتغسل احزاننا و نهاراتنا وشوارعنا التي تدوسها اقدام الالم وتزيح بعضا من وجعنا على هؤلاء الاحبة الراحلين دون ان ترتوي شفاههم من ينابيع الدنيا على هؤلاء الذين نسيهم الزمان على ارصفته المسكونة بالقلق واليتامى والمتسولين الهاربين من لصوص الوطنية ومصاصي الدماء وسارقي المستقبل هؤلاء الذين باتوا مستعدين لبيع اعضائنا البشرية دون ان يرتوي جشعهم وساديتهم للمال الحرام .
اعرف انك حزين جدا بل انك مسكون بالحزن على ابن شقيقك وزوجته ولا اجد من العبارات ما اهون عليك هذا الجرح العميق الذي يستقر في اعماق روحك وجرح عمك المغدور مازال نديا.
ولست ادري لماذا ابعدت عن ذاكرتي رائعة لوركا (عرس الدم)عندما فكرت في الكتابة اليك او الكتابة عن آلامك طوال الايام التي غبت فيها لتلقي العزاء في من فقدتهم وتذكرت ملحمة حزن الامام القاسم ابن الحسن عليه السلام في ليلة عرسه التي لم تدم سوى سويعات قبل ان يقطع جسده بحراب الغدر والطغاة في كربلاء .... وطالما ذكرتك دائما ان كل شيعيٍ يحمل في داخله الفاجعة ...
و اسألك هل من حولك من احدٍ من العراقيين لم ينزف قلبه بعد؟!
اتدري ياصديقي العزيز انني اسمع صوت الزغاريد للعريسين في ملكوت الله الواسع الذي تظلله اشجار الرحمة والامان والراحة الابدية في عالم الله القدسي المطهر عن ضغائننا وهمومنا وصراعاتنا الدنيوية ....لان الله لا يدعو اليه الا من يحبون لقائه
وهدية عرسهما من كل اخوتك واصدقائك في رومانيا هي (سورة الفاتحة) على روحي الفقيدين .
وانا لله وانا اليه راجعون
اختكم
نوسي فاطمه
تعليق