إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دائرة معارف الغيبة سلسلة متكاملة

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دائرة معارف الغيبة سلسلة متكاملة

    دائرة معارف الغيبة سلسلة متكاملة
    دائرة معارف الغيبة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
    الحلقة الأولى من دائرة معارف الغيبة
    دائرة معارف الغيبة
    الأبدال:
    مصطلحٌ يطلق على مجموعة من الأخيار المؤمنين الذين يصطفيهم الله تعالى لمهمة نصرة الإمام المهدي(عليه السلام)، والظاهر أنهم من أهل الشام، ويبدو أن إيمانهم وولائهم لأهل البيت(عليه السلام) في ظل توجهات معادية تسعى للانقضاض على شيعة أهل البيت (عليهم السلام) وأتباعهم يُضفي عليهم حالةً من التكريم والاهتمام الظاهر لمهمتهم. والأبدال يمارسون ولائهم هذا في ظروفٍ قاهرةٍ جديرون بأن تكون لهم المكانة الكبرى والمنزلة العظمى، والنص التالي يشير إلى انضمام الأبدال لنصرة الإمام(عليه السلام) فعن رسول الله(صلى الله عليه وآله) يصف الإمام(عليه السلام) بقوله: هو رجلٌ من ولدي كأنه من رجال بني إسرائيل عليه عبائتان قطوانيتان، كأن وجهه الكوكب الدري، في خده الأيمن خال أسود، ابن أربعين سنة [أي يرى كابن أربعين سنة] فيخرج إليه الأبدال من الشام وأشباههم.[1]
    ابن بابا القمي:
    الحسن بن محمّد بن بابا القمي أحد مدعي الوكالة عن الإمام المهدي(عليه السلام).
    راجع النميري.
    ابن صياد:
    راجع الدجال.
    أبو بكر البغدادي:
    محمّد بن أحمد البغدادي وهو ابن أخ الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري.
    ممن ادعى السفارة الكاذبة، حيث انتابت الأوساط الشعبية موجة من الادعاءات الباطلة والانحرافات الضالة وكان أخطرها دعوى السفارة الكاذبة، وكونها خطيرة لأنها تغوي الكثير عن الحق وتعرقل مسيرة الإمام(عليه السلام) التي تتجه نحو بناء مجتمعٍ واعٍ متكاملٍ فضلاً عن تلكؤ مهمة السفارة الحقة التي سوف تنشغل بأمورٍ جاثية أخرى وهو محاولة تكذيب دعاوى هؤلاء.
    إلاّ أن الملاحظ أن مهمة السفارة الثالثة التي يتزعمها الشيخ حسين بن روح كانت في صدد الحد من هذه الدعاوى وايقاف الناس على الدعاوى الباطلة وكان الشيخ حسين بن روح رضوان الله عليه موفقاً في مهمته ومحاولة انحسار هذه الدعاوى بشكل لا يُكاد يذكر.
    يبدو أن هناك عدة عوامل ساعدت في هذا الاتجاه منها:
    أوّلاً: الحالة النفسية الخاصة التي يعيشها المدعي للسفارة فهو ينطلقُ دائماً من فرغٍ اجتماعي وخلل في علاقاته العامة مما يدفعه إلى محاولة معالجة ذلك بتوجيه الانظار إليه ومحاولة انشغال الناس بالحديث عنه وهو أدنى ما يحققه لروم الهوة بينه وبين الآخرين، وهذا مطردٌ في أكر حالات الانحراف حيث يحاول الشخص من الحصول على ضمانة اجتماعية تأخذُ به في موقعٍ اجتماعي تتوجه إليه الأنظار.
    لذا فالمعروف عن أبي بكر البغدادي أنه قليل العلم، ولهذه ظاهرة يتعاطى الناس معه مما يعني أنه يشعر بحالةٍ دونية تُملي عليه أن يعالجها باسلوبٍ ما يكسبُ من خلاله توجهات الآخرين.
    ثانياً: ضعف الإيمان وقلة التقوى أو انعدامهما يمليان على الشخص أن يسلك مسالك منحرفة من أجل الحصول على هدفه، وقد عُرف عن أبي دلف الكاتب أنه كان يُعرف عند البعض بالالحاد والانحراف الفكري.
    في حين لا تبيح التقوى أن يتبؤ الشخص مقاماً غير مقامه كما حدث لأبي سهل النوبختي فهو مع علمه ومكاتبه وتوجه الناس إليه أو كما في أحمد بن متيل الذي عرف باختصاصه بأبي جعفر محمّد بن عثمان وكونه من اقرب مساعديه فانهما مع ما عرفا به من مكانةٍ علمية واجتماعية فهما لم يخطيا بمقام السفارة، وحين صدور الأمر بتعيين الحسين بن روح سفيراً عن الإمام(عليه السلام) تلقى النوبختي وابن متيل الأمر بكل رضا وقبول وسلماً للحسين بن روح وصارا تحت طاعته وقيادته ومن مساعديه.
    ثالثاً: الجهل آل ينتاب بعض القواعد التي تكون أرضاً خصبة لنمو الحالات المنحرفة وتلقي الدعاوى الباطلة.
    فالثقافة العامة والوعي الفكري لهما أثرهما في انحدار المجتمع وتلقيه مثل هذه الانحرافات، فانك لا تجد مجتمعاً سعيداً بثقافته وهو يعيش تحت مطرقةِ الأكاذيب والضلالات، في حين يتراجع المجتمع الجاهل إلى أدنى المستويات لتصديق الدعاوى الضالة والمنحرفة كأسرع ما يكون.
    قال الشيخ الطوسي في غيبته: وأمر أبي بكر البغدادي في قلة العلم والمروة أشهر وجنون أبي دلف أكثر من أن يحصى لا تشغل كتابنا بذلك...
    وروى عن الحسين بن عبد الرحيم الابراروري قال: أنفذني أبي عبد الرحيم عن أبي جعفر محمّد بن عثمان العمري(رحمه الله) في شيء كان بيني وبينه فحضرت مجلسه وقيه جماعة من أصحابنا وهم يتذاكرون شيئاً من الروايات وما قاله الصادقون(عليهم السلام) حتّى أقبل أبو بكر محمّد بن أحمد بن عثمان المعروف بالبغدادي ابن اخي أبي جعفر العمري فلما بصر به أبو جعفر(رحمه الله) قال للجماعة: امسكوا فان هذا الجاني ليس من أصحابكم.[2]
    وهكذا كان أبو بكر البغدادي معروفاً بضعف الإيمان لذا أشار الشيخ أبي جعفر العمري بأنه ليس من أصحابهم، إشارة إلى انحرافه وانخراطه في مسالك منحرفة باطلة.
    وهكذا تكون السفارات الكاذبة إلا أن حياتها قصيرة لافتضاحها بأسرع وقت وتكذيبها بشواهد عدة وقرائن غير خفية.
    أبو دلف الكاتب:
    محمّد بن المظفر الكاتب الأزدي.
    ادعى السفارة كذباً وزوراً وكان معروفاً بين أوساط الناس بالالحاد ثم أظهر الغلو ثم جُن وسُلسل ثم صار مفوضاً.
    ادعى السفارة بعد وفاة عليّ بن محمّد السمري السفير الرابع وكانت تلك احدى علامات كذبه وافتضاحه، إذ كانت رسالة الإمام(عليه السلام) صريحة في عدم العهد لأحد بعد السمري وأن من ادعى المشاهدة بعد ذلك فهو كذاب، إلاّ أن أبي دلف الكاتب لم يلتفت إلى كل ذلك فحاول ادعاء السفارة وبث اكذوبته التي لم تنطِل على أحد حتّى استضعفه الناس فأخذوا يهزؤن به في مجالسهم ومنتدياته.
    راجع أبو بكر البغدادي، في أسباب دعوى السفارة.

    يتبع إن شاء الله.


    [1] المهدي الموعود المنتظر: 142.

    [2] الغيبة للشيخ الطوسي: 256.



    --- التوقيع ---

    مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
    http://WWW.M-MAHDI.COM
    موضوع منقول
    فيه تتمة

  • #2
    الحلقة الثانية من دائرة معارف الغيبة

    دائرة معارف الغيبة
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
    الحلقة الثانية من دائرة معارف الغيبة
    عودٌ على بدء:
    الأحوص:
    أحد قيادي جيش السفياني يخرج عليه أهل الكوفة وهم العصب لقبٌ يطلق على سواد هم ليس عليهم سلاح الا القليل منهم فيستنقذون ما في يد الأحوص من سبايا الكوفة. راجع عاقر قوفا.
    الادعاء في زمن الغيبة:
    راجع دعوى السفارة.
    أصبهان:
    مدينة ايرانية يطلق عليها اليوم أصفهان يخرج منها اليهود لملاقاة المسيح الدجال وهم أنصاره ومؤيدوه ويهم يتحرك باتجاه العراق لتنفيذ مهمته في التصدي للإمام(عليه السلام).
    اصطخر:
    احدى الدن الإيرانية احدى اقاليم شيراز على مسافة اثني عشر فرسخاً منها ولم يتسن لي اليوم تحديدها (دارياً) تحدث فيها ملاحم القتال بين جيش الخراساني بقيادة شعيب بن صالح وبعض مؤيدي السفياني _ أي قبل توجه السفياني إلى العراق _ على ظاهر بعض الروايات، راجع عاقر قوفا.
    الأصهب:
    احدى الرايات التي ترفع قُبيل ظهور الإمام(عليه السلام)، ويبدو انها راية شامية تتفق في توجهاتها مع السفياني _ وهي ملاحقة شيعة أهل البيت(عليهم السلام) الا أنها تختلفُ في استراتيجيتها مع السفياني، فطموح السفياني التوسعي يعرقله قوةً أخرى تسيرُ في نفس الاتجاه الا انها تنشد الزعامة لنفسها لنفسها وهو ما لا يتقبله السفياني حينئذٍ، مما يدعو بالسفياني إلى تصدي الأصهب ومقاتلته والقضاء عليه ضمن سلسلة تصفية منافسية.
    فالأصهب رايته راية ضلال وهو ما تفيده الرواية التالية:
    عن كعب قال: إذا دارت رجال بني العباس وربط أصحاب الرايات خيولهم بزيتون الشام يهلك الله لهم الأصهب ويقتله وعامة أهل بيته على أيديهم، حتّى لا يبقى إمرءاً منهم الا هارب، أو مختفٍ ويسقط الشعبثان بنو جعفر وبنو العباس ويجلس ابن آكلة الأكباد على منبر دمشق، ويخرج البربر إلى سرة الشام فهو علامة خروج المهدي.[1]
    الأعور الدجال:
    راجع الدجال.
    البربر:
    راجع الأصهب.
    البشير:
    راجع السفياني.
    البلالي:
    محمّد بن عليّ بن بلال، أبو طاهر البلالي.
    أحد مدعي السفارة عن الإمام الحجة (عليه السلام) كذباً.
    تابعه جماعة منهم أخوه أبو الطيب وابن حرز وغيرهم. لم يئلُ أبو جعفر العمري جهداً في فضح جدله وأكاذيبه حتّى قصده إلى داره وكان عنده جماعة منهم أخوه أبو الطيب وابن حرز فسئله أبو جعفر العمري بحضور الجماعة قائلاً: يا أبا طاهر أنشدتك بالله، ألم يأمرك صاحب الزمان بحمل ما عندك من المال إليّ؟ فقال ابن بلال: اللهم نعم، فنهض أبو جعفر 2 منصرفاً، ووقعت على القوم سكتة، فلما تجلّت عنهم قال له أخوه أبو الطيب: من أين رأيت صاحب الزمان؟ فقال أبو طاهر: أدخلني أبو جعفر إلى بعض دوره، فأشرف عليّ _ يعني صاحب الزمان (عليه السلام) _ من علوّ داره، فأمرني بحمل ما عندي من المال إليه _ يعني إلى العمري _.
    فقال له أبو الطيب: ومن أين علمت أنه صاحب الزمان؟ قال: قد وقع عليّ من الهيبة له، ودخلني منه ما علمت أنه صاحب الزمان (عليه السلام) .
    البيداء:
    اسم أرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرق أمام ذي الحليفة، كما في معجم البلدان، وحسب الروايات أن البيداء هذه سيكون خسفُ جيش السفياني فيها وفي مستدرك الحاكم يرفعه إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يخرج رجل يقال له السفياني في عمق دمشق وعامة من يتبعه من كلب فيقتل حتّى يبقر بطون النساء ويقتل الصبيان فتجتمع لهم قيس فيقتلها حتّى لا يمنع ذنب تلعه ويخرج رجل من أهل بيتي في الحرة فيبلغ السفياني فيبعث إليه جنداً من جنده فيهزمهم فيسير إليه السفياني بمن معه حتّى إذا صار ببيداء من الأرض خسف بهم فلا ينجو منهم إلاّ المخبر عنهم.[2]
    الترك:
    ضمن معادلات يوم الظهور، ويبدو أن الروايات تُشير إلى أن القوات التركية تحاول تأمين خطر بحركات القوى الأخرى عند حدودها، ولفرض ابعاد أية محتملةٍ مداهمة يحاول الاتراك التحرك لدفع أي خطر عن عمقهم، لذا فان تحركهم ربما يكون ضمن استراتيجية عسكرية تتوغل في عمق الجزيرة لليطرة على أي موقف من شأنه تحديد أمنهم، وربما سيكون للاتراك دخلٌ في تأييد أية رؤيةٍ مقابلةٍ للإمام (عليه السلام) خشية تحركه باتجاههم كما يظنون، إلا أن ظاهر الروايات أن جيش الإمام (عليه السلام) لم يكن في ضمن استراتيجياته مداهمة الاتراك، أو التعرض لهم. إلا أن في نهاية الأمر لم يكن للتحرك التركي شأنٌ في فرض أية معادلةٍ تعرقلُ مسيرة الإمام (عليه السلام) أي سيكون للتأثير التركي حضورٌ هامشي غير ذي بال.
    ففي روايةٍ عن أمير المؤمنين (عليه السلام) يستعرض فيها أحداث الظهور إلى أن يقول: ونزول الترك الجزيرة.[3]
    التوقيعات:
    احدى مفردات الثقافة المهدوية، وتعني الرسائل الخارجة عن الإمام الحجة (عليه السلام) جواباً على ما يرد من سفرائه إبّان الغيبة الصغرى.
    تكفلت التوقيعات مهمة انسيابية المعلومات عن الإمام (عليه السلام) لقواعده الشعبية حيث تضمنت ما يحتاجه شيعة الإمام (عليه السلام) من ادارةٍ لأمورهم العامة، فمن الاجوبة الفقهية إلى الاستشارات العقائدية حتّى كلما يتعلق بشؤون شيعته ومواليه.
    التوقيعات تكون على شكل رسائل بخطه الشريف وبعضها لم يجف مدادها _ كما في تعبير بعض الروايات _ تأكيداً على سرعة تبادل المعلومات والرسائل بين الإمام (عليه السلام) وبين قواعده. ولعل الذي يُطمئن المتلقي لهذه الرسائل أنها تكون برسم خطٍ واحد طيلة مدى امتداد الغيبة الصغرى ومن خلال أربعة سفراء، إذ من المستبعد أن يخالج القواعد الشك وهي ترى وحدة الأسلوب والخط لم يتغير على مدى سبعين عاماً. فالتوقيعات إذن تراث مهدوي يُثبت إمكانية إدارة الإمام (عليه السلام) لقواعده على مدى فترة الغيبة.
    يتبع إن شاء الله.

    [1] المهدي الموعود المنتظر: 121.

    [2] المهدي الموعود المنتظر: 150.

    [3] المهدي الموعود المنتظر: 120.



    --- التوقيع ---

    مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
    http://WWW.M-MAHDI.COM
    موضوع منقول
    فيه تتمة

    تعليق


    • #3
      الحلقة الثالثة من دائرة معارف الغيبة

      بسم الله الرحمن الرحيم
      الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:

      الحلقة الثالثة من دائرة معارف الغيبة
      عودٌ على بدء:
      الجابية:
      قرية من قرى الشام يحدث فيها خسفٌ قبل ظهور الإمام #، ففي حديث جابر عن أبي جعفر (عليه السلام) أنه عد علامات إلى أن قال: وخسف قرية من قرى الشام يقال لها الجابية.[1]
      الجدَّة:
      وهي أم أبي محمد بن الحسن العسكري (عليه السلام) .
      كان يشار إليها بالرجوع بُعيد شهادة الإمام العسكري (عليه السلام) حيث كان لها شأنٌ من الشأن في الوثاقة والأمانة والتدين فضلاً عن حرصها على أمر الحجة (عليه السلام) .
      روى أحمد بن إبراهيم قال: دخلت على حكيمة بنت محمد بن علي الرضا أخت أبي الحسن صاحب العسكري (عليه السلام) في سنة اثنتين وستين ومائتين فكلمتها من وراء حجاب وسألتها عن دينها فسمّت لي من تأتمُ يهم ثم قالت: والحجة بن الحسن بن علي فسمته فقلت لها: جعلني الله فداك معاينةً أو خبراً؟ فقال: خبراً عن أبي محمد كتب به إلى أمه فقلت لها: فأين الولد؟ فقالت: مستور، فقلت: إلى من تفزع الشيعة؟ فقالت إلى الجدَّة أم أبي محمد (عليه السلام) فقلت لها: اقتدي بمن وصيته إلى امرأة؟ فقالت: اقتداء بالحسين بن علي (عليهما السلام) والحسين بن علي أوصى إلى أخته زينب بنت علي في الظاهر وكان ما يخرج عن علي بن الحسين (عليهما السلام) من علم ينسب إلى زينب ستراً على علي بن الحسين (عليه السلام) ثم قالت: انكم قوم أصحاب أخبار أما رويتم أن التاسع من ولد الحسين بن علي (عليه السلام) يقسم ميراثه وهو في الحياة.[2]
      ورواية تشير إلى حراجة الموقف الذي تمر بها ظروف الغيبة. فالنظام يبحث الأمن عن المولود الجديد ويعلم أن الإمام العسكري (عليه السلام) لم يرحل حتى أوصى إلى ولده، فأين هو ولده إذن؟ وكيف العثور عليه في ظل هذا التكتم الحذر والترقب الشديد من قبل عائلة الإمام والأوساط الشيعية كذلك، ومن جهتها فان عائلة الإمام (عليه السلام) تعيش أوقاتاً عصيبةً من المطاردة والتشريد، وجعفر الكذاب لم يكتفِ بدعوى الإمامة زوراً فقط وإنما عدى على تركة الإمام العسكري (عليه السلام) مدعياً أن ليس لأخيه من وريث والنظام يدفع بجعفر إلى هذا التصرف مستفزاً عائلة الإمام، حتى أن السفير الأوّل عثمان بن سعيد لم يكد يمارس عمله بصورةٍ واسعة لتحسّب النظام له وكونه كان وكيلاً عن الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) وهو تحت نظر النظام بكل تحركاته وسكناته، والأمر لا يمكن أن يترك كذلك ما لم يجد الإمام (عليه السلام) قناةً أمينةً وقتية توصله بين قواعده المنيثة، لذا فكانت جدّتهُ الاختيار الأمثل في هذه الظروف الاستثنائية توصل رسائله المباركة إلى قواعده، لحيثما تنفرجُ الأزمة ويكون بمقدور السفير الأوّل ممارسة أنشطته بشكلٍ حذر وسري دون أن يتعرض للمراقبة والمطاردة، وهكذا كانت الجدة أم أبي محمد الحسن (عليه السلام) تديرُ طرفاً من المهمة إبّان الأزمة وفي بدايات الغيبة الصغرى.
      جعفر الكذاب:
      هو جعفر بن علي عم الإمام الحجة (عليه السلام) . ادعى الإمامة بعد وفاة أخيه بعد أن قسّمَ ما خلّفه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) مدعياً أنه الوريث الشرعي للإمام العسكري (عليه السلام) وأن الإمام لم يُخلف ولداً.
      كانت تصرفات جعفر هذا _ ان لم تكن بايعازٍ من النظام فإنها لاقت تشجيعاً منه، ليجد النظام سبباً في نفي وجود الإمام المهدي (عليه السلام) ، إلا أن النظام كان مزدوجاً في تعاملاته هذه، فهو من جهته كان يدعم تحركات جعفر الظالمة ضد الإمام (عليه السلام) علناً مستغلاً اياها لتغفيل العامة والبسطاء من أن دعوى وجود الإمام المهدي لم تصح حيث أن جعفر أخ الإمام الحسن العسكري يؤكد على عدم ولادته وبذلك سيحصل النظام على هدفه في نفي وجود الإمام، ومن جهةٍ أخرى كان النظام يسعى جاهداً بشكلٍ سري بمطاردة الإمام (عليه السلام) ومداهمته بين فترةٍ وأخرى.
      لم تلق دعوة جعفر هذه قبولاً لدى أوساط الشيعة، فهو لم يتحل بأبسط مقومات الإمامة سوى الدعوى لإمامته، والدعوى المجردة لا تثبت مدعيات المدعي ما لم تكن مقرونةً بالمعجزات التي معها ينصاع الناي إلى تصديقه والقبول بإمامته، وبالفعل حاول بعض الشيعة اختباره ببعض ما أوصاهم الإمام العسكري (عليه السلام) قبيل شهادته وأعلمهم أن الذي يُخبركم بعدد المسائل الموجهة إليه والمبالغ القادمة إليه هو الإمام حقاً، إلا أن ذلك لم يرق لجعفر هذا ووبخهم بأن ذلك غيب وهو لا يعلم الغيب، وكان أولى الخطوات التي تعرّض إليها جعفر وقد فشل فيها، ولما لم يجد بداً من اقناع الشيعة بالقول بإمامته لجأ إلى النظام كوسيلةٍ وحيدة في انقاذ موقفه المتهري؟
      لم يجد النظام آلية ضغطٍ على الشيعة لقبول جعفر إماماً لمحاولة النظام احتواء إمامة المهدي (عليه السلام) ومصادرتها من خلال قنوات الدعاوى الباطلة والممارسات الزائفة وهو يعترف أنه قاصرٌ أن يصل إلى مبتغاه في نقل الإمامة إلى جعفر ونفيها عن الإمام المهدي (عليه السلام) . وفي رواية الصدوق رفعها إلى أحمد بن عبيد الله بن يحيى بن خاقان أحد رجالات السلطة _ عامل السلطان يومئذ على الخراج والضياع بكورة قم حسب تعيير الصدوق _ وفيها...
      والسلطان على ذلك يطلب أثر ولده، فجاء جعفر بعد قسمة الميراث إلى أبي _ وهو عبيد الله بن خاقان أحد وزراء المعتمد العباسي _ وقال له: اجعل لي مرتبة أبي وأخي وأوصل إليك في كل سنة عشرين ألف دينار مسلّمة فزبره أبي وأسمعه وقال له: يا أحمق ان السلطان جرّد سيفه وسوطه في الذين زعموا أن أباك وأخاك أئمّة ليودّهم عن ذلك فلم يقدر عليه، ولم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، وجهد أن يزيل أباك وأخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له صرفهم عن هذا القول فيهما، فان كنت عند شيعة أبيك وأخيك إماماً فلا حاجة بك إلى السلطان ليرتبك مراتبهم ولا غير السلطان، وإن لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا، واستقله أبي عند ذلك، واستضعفه وأمر أن يحجب عنه، فلم يأذن له بالدخول عليه حتى مات أبي.[3]
      كان جعفراً هذا يمارس منافيات الشريعة وما يقتضيه الإيمان والعدالة لذا فلم تجد دعوته هذه مناخاً مساعداً على قبولها لدى أوساط الشيعة وقواعدهم.
      يتبع إن شاء الله.

      [1] المهدي الموعود المنتظر: 120.

      [2] البحار 51: 364.

      [3] إكمال الدين وإتمام النعمة/ للشيخ الصدوق 1: 49.



      --- التوقيع ---

      مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
      http://WWW.M-MAHDI.COM
      موضوع منقول
      فيه تتمة

      تعليق


      • #4
        الحلقة الرابعة من دائرة معارف الغيبة

        دائرة معارف الغيبة
        بسم الله الرحمن الرحيم
        الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين وبعد:
        الحلقة الرابعة من دائرة معارف الغيبة
        عودٌ على بدء:
        جمكران:
        أحد المساجد المشهورة في بلدة قم، وهو من المساجد المقدسة التي يؤمهما المئات من الزائرين الذين ستذكرون فيه كرامات الإمام صاحب الأمر (عليه السلام) ، فالمسجد تأسس بكرامته وبأمرٍ منه حينما أمر أحد المؤمنين المعروف بالحسن بن مثله الجمكراني أن يبني في هذا المكان من المسجد المعروف مسجداً يئمه الزائرون وبإشراف السيد أبو الحسن الرضا أحد علماء قم المعروفين وقتذاك، وكان الحسن بن مثله الجمكراني قد طلب من الإمام (عليه السلام) علامةً على صحة رسالته للسيد أبي الحسن فأمره الإمام بالذهاب إليه وتولي أمر ذلك، وبالفعل كان السيد أبو الحسن قد رأى في تلك الليلة الإمام (عليه السلام) يأمره بتصديق ما يلقيه الحسن بن مثلة إليه فلما اجتمع الحسن بالسيد ذهبا إلى المكان الذي التقى فيه الإمام (عليه السلام) ووجدا هناك سلاسل مطروحة لتعليم حدود بناء المسجد فأمر السيد أبي الحسن ببناء المسجد من فوره وأخذ تلك السلاسل وكانت سبباً لشفاء من مسها من المرضى، وأمر الإمام (عليه السلام) شيعته تعاهدهم بهذا المسجد والصلاة فيه أربع ركعات فُصّلت في مظانها، وأشار (عليه السلام) أن الصلاة فيه كالصلاة في البيت العتيق، وبالفعل فان مسجد جمكران المقدس يرتاده اليوم مئات الزائرين من مختلف الاقطار فضلاً عن ارتياد الايرانيين إليه في كل وقت خصوصاً ليلة الأربعاء وقد شوهد فيه من قضاء الحوائج والكرامات ما وقفتا عليه تجربةً.
        يُعدُ هذا المسجد المبارك أحد أسباب ارتباط الناس بالإمام (عليه السلام) حين يستذكرون هذه الرواية فضلاً عما يقفون عليه من كراماتٍ باهرات.


        حرستا:
        قرية في دمشق يحدث فيها خسف قبل ظهور الإمام المهدي (عليه السلام) وقد ورد: لا يخرج المهدي حتّى يخسف بقرية بالغوطة تسمى حرستا.[1]
        وحرستا قرية كبيرة عامرة وسط بساتين دمشق على طريق حمص بينها وبين دمشق أكثر من فرسخ.[2]
        وعرّف الحموي في معجم البلدان أ، حرستا كذلك: قرية من أعمال رعبان من نواحي حلب، وفيها حصن ومياه غزيرة.[3]
        الحسني:
        تشير الروايات إلى أنه الخراساني وبعضها أشارات إلى أن الخراساني حسيني، وكأ، الحسني يكاد ينصرف إلى الخراساني، والظاهر متعدد، فالحسني غير الخراساني ولعله يشكّل قيادة مستقلة تخرج من خراسان لتلتحق بالإمام المهدي (عليه السلام) ، ففي حديث عليّ (عليه السلام) يتحدث عن أصحاب المهدي (عليه السلام) إلى أن يقول: ويلحقه الحسني في اثني عشر ألفاً _ أي يلحق المهدي (عليه السلام) _ فيقول أنا أحق بهذا الأمر منك، فيقول له هات علامة هات دلالة، فيومي (عليه السلام) إلى الطير فيسقط على كتفه، ويغرس القضيب الذي بيده فيخضر فيعشوشب، فيسلم إليه الحسني الجيش ويكون على مقدمته،[4] فالحسني إذن من القيادات الصالحة التي تلتحق بالإمام (عليه السلام) بعد أن يؤكد لأصحابه أن الإمام المهدي (عليه السلام) هو الأحق بهذا الأمر، وبالتأكيد أن الحسني لم يشك بأحقية الإمام (عليه السلام) إلا أنه أراد إثبات ذلك لأصحابه الذين اقتنعوا بأن الحسني هو صاحب هذا الأمر، إلا أن الحسني يحاول تصحيح اعتقاد أصحابه بما ينسجمُ وتطلعاته في نصرة الإمام (عليه السلام) وتوجهاته في هذا الشأن.
        الحسين بن روح:
        السفير الثالث للإمام الحجة (عليه السلام) إبّان الغيبة الصغرى، وقد تولاها بعد وفاة السفير الثاني محمّد بن عثمان بن سعيد أبو جعفر العمري.
        كان حرياً بالسفارة في وقتٍ يتطلب فيه الظرف العام إلى سفارةٍ تمثّل فيها أدق حالات الحذر والحيطة، وقد كان أبو القاسم الحسين بن روح النوبختي يتعاطى مع ظروف صعبة وحرجة.
        فمن جهته كان النظام يدفع باتجاه كشف حقيقة الحسين بن روح وما هي علاقته بالإمام (عليه السلام) فيثير شبهة زعامته للطائفة وقيادته الروحية ويتحرى عن حقيقة الأمر، لذا فهو يدفع بأصحاب المذاهب الإسلامية إلى معرفة حقيقة أمره وذلك بالدخول عليه وسؤاله عن اعتقاده وكان رضوان الله عليه يتعاطى معهم بكل لياقة حتى أن الأخيار تورد أن العشرة اللذين يدخلون عليه، تسعة يلعنونه وواحد يشكك، فيخرجون منه وتسعة يتقربون إلى الله بمحبته وواحد متوقف لما كان عليه من اللباقة والكياسة في حُش الحوار ومداراة الناس، حتى عاش مدة سفارته البالغة احدى وعشرين عاماً ولم يتعرض إليه أحد بسوء.
        ومن جهة أخرى فقد كانت فترة الحسين بن روح حرجة جداً، إذ في وقته فُتحت أبواب أدعياء السفارة كالشلمغاني والعبترائي والسريعي وغيرهم، وكان في صدد رد هذه الدعاوى الباطلة وغلق الباب على مدعيها، وبالتأكيد فان ذلك يتطلب جهداً استثنائياً يستطيع من خلاله السيطرة على حالات الانحراف والخديعة التي كانت تطال المجتمع وقتذاك.
        كان الحسين بن روح رضوان الله عليه يعملُ بين يدي السفير الثاني أبو جعفر محمد بن عثمان بن سعيد العمري، فقد وكيلاً له في استلام الأموال _ خصوصاً في السنتين الأخيرتين من حياته _ وكان أبو جعفر يمهد له ويستقطب ثقة الناس من خلال تعاملاته الخاصة معه حتى عُرب بين الأوساط الشيعية بالثقة الجليل، لذا فعند وصيته إليه قبيل موته تلقت الناس أمر وصيته بالرضا والقبول.
        كانت رسالة الإمام المهدي (عليه السلام) في مدحه وثيقة مهمة تقطع الطريق على أية محاولةٍ من شأنها أن تُعرقل انتقال مهمة السفارة إليه، فقد كان الكتاب إيكال مدحٍ وثناء وتأييد يصدر من الإمام (عليه السلام) على يد أبي جعفر السفير الثاني، وقد جاء فيه:
        عرُه الله الخير كله ورضوانه، وأسعده بالتوفيق وقفنا على كتابه، وثقتنا بما هو عليه، وإنه عندنا بالمنزلة والمحل اللذين يسرانه، زاد الله في إحسانه إليه، إنه ولي قدير، والحمد لله لا شريك له، وصلى الله على رسوله محمّد وآله وسلم تسليماً كثيراً.[5]
        التحق بالرفيق الأعلى عام 326هـ في بغداد ودُفن بالنوبختية في الدار الذي كانت فيه دار علي بن أحمد النوبختي، وهو اليوم يعرف بسوق الشورجة يؤمه الزائرون ويتوافدون عليه تعظيماً لمقامه رضوان الله عليه.
        يتبع إن شاء الله.

        [1] القول المختصر في علامات المهدي المنتظر/ لابن حجر: 106.

        [2] هامش القول المختصر للشيخ عبد الكريم العقيلي: 106.

        [3] معجم البلدان 2: 242.

        [4] المهدي الموعود المنتظر: 211.

        [5] الإمام المهدي واليوم الموعود: 208.



        --- التوقيع ---

        مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف
        http://WWW.M-MAHDI.COM
        موضوع منقول
        فيه تتمة

        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x

        رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

        صورة التسجيل تحديث الصورة

        اقرأ في منتديات يا حسين

        تقليص

        لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

        يعمل...
        X