السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
اللهم صل على محمد و ال محمد
شاب يقول:
انا شاب . . سلختُ من عمرى اكثر من عشرين سنة وانا سادر ــ الى الا ن ــ فى نـوم غـفـلة عجيب . لمّا حصلت على شهادة الثانويّة ( البكالوريا ) كان ظنّى انّ هـذه الشـهـادة هـى إ لهـى ، حـبـيـبـى . . وكلّ شى ء ! حينما عدت الى البيت احـمـل الشـهـادة كـان ابـى وامـّى يـحـلمـان بـى احـلامـا ذهـبـيـّة عـجـيبة . احدهما يـقـول :
سـيـغـدو ولدنـا مـوظـفـا يـؤ مـّن مـعـيـشـتـنـا .
يقول آخر :
سيواصل تعليمه الجامعىّ إ نْ شاء اللّه ويكون طبيبا ، وعندها لا يمكن ان يقال له :
فوق عينك حاجِب ! ويقول ثالث :
احبّ ان يصبح مهندسا ذا دَخـْل كـبير . وهكذا اجتمعوا جميعا ليغرقونى تماما فى نوم من الغفلة عجيب . إ نّ احدا منهم لم يَقُل مثلا :
عليه الاعتماد على اللّه فى كلّ ما يهمّه . او :
ينبغى ان يـسـتـفيد ايضا من المعانى الايمانيّة والروحيّة . او :
ان يرتقى الى مقام من مقامات الانسانية رفيع . او :
الا خرة . . لابدّ ان يجعلها فى حسابه .
وهـكـذا سـَدَرْتُ مـنـذ سنّ الثامنة عشرة فى نوم عميق لم يُخرجنى منه شى ء .
ولربـمـا لم تـكـن فـيـمـا حـولى ضـجـّة ولا ضـوضـاء لتـوقـظـنـى .
بل انّ هدهدة النوم التى كان يناغينى بها ابى وكذا امّى كانت تُسلمنى الى خدر غفلة اعمق . . حتّى انّى كنت اتخيّل فى نوم الغفلة هذا ما كان يقوله ابواى ، فارى فى النوم انّى قد سلخت فى عالم المعنى سنتين كانهما ليلة ظلماء .
وحـَدَث فـى سـاعـة غير متوقّعة ان وقع فى يدى كتاب يصوّر سيرة واحد من اولياء اللّه . . فرحت اقرا فيه . واذا بى اهبّ من رقدتى ، وبدنى يرتعش .
اترى لهذا الكلام من حقيقة ؟! اهـنـاك حـقـّا سـبـيل ليكون الانسان وليّا للّه ، محبوبا عند اللّه ، عزيزا لدى اللّه . . ويتحدّث مع اللّه ؟! ايكون اولياء اللّه الذين مُدِحوا فى القرآن بانْ :
" لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "((2))
، وانّهم لا حساب عليهم ولا يخافون الموت ويموجون شوقا الى لقاء اللّه . .
ايكون هؤ لاء قد خُلِقوا غير خِلْقتنا ؟! ايـمـكـنـنى انا ان اصل الى وصال المحبوب الحقيقىّ ــ اى الحقّ ( جلّ وعلا ) ــ وان يغدو اسمه رفيقى ؟! اتراه يمكننى ان اتكلّم مع اللّه واحبّه ؟! إ نّ شـيـئا كـالعـاصـفـة كـان يعتمل فى داخلى . لم اكن اعرف ما الذى علىّ ان افـعـله . . ولا مـن ايـن ابـدا . وعـلى حين غَرَّة وجدت هذه الا ية القرآنية تجرى عـلى لسـانـى ، ولعلّ ربى ومحبوبى وعزيز فؤ ادى هو الذى القى هذه الا ية فى رُوعى :
" واِذا سـَالَكَ عـِبـادى عـَنـّى فـَإ نـّى قـَرِيـبٌ اُجـيـبُ دَعـْوَةَ الدّاعِ إ ذا دَعـانـِ فَلْيَسْتَجيبوا لى ولْيُؤْمِنوا بى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدونَ "((3))
.
ورحت اتلو هذه الا ية الكريمة متدبّرا فى معناها . . فعلمت انّ اللّه ( تعالى ) لم يـكـن قـد طـردنـى عـن بـابـه ، بـل إ نّ كـرمـه يـدعونى اليه . فامتلات كـَيـْنـونـتى كلّها بالامل والرجاء . وقفت بين يَدَى اللّه ابكى ليلا ونهارا ..
اتـضـرّع الى اللّه الرؤ وف الرحـيـم هـادى التـائهـيـن ان يـهدينى الى مقام الانـسـانـيـّة الرفـيـع . وبـعـد مـدة مـن التـضـرّع والتذلّل والبكاء قيّض لى ــ وله الحمد ــ استاذا شفيقا ، فحلّقت بمعونته تـلقـاء الكمالات الروحيّة . وانّى لاوصى ــ بعد تجربتى هذه ــ كلّ البشر الطيّبين اذا كان يهمّهم امر اليقظة من سُبات الغفلة ان يُكثروا من قراءة سِيَر اولياء اللّه ، وان يتخذوا منها المواعظ والعِبَر .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اللهم صل على محمد و ال محمد
شاب يقول:
انا شاب . . سلختُ من عمرى اكثر من عشرين سنة وانا سادر ــ الى الا ن ــ فى نـوم غـفـلة عجيب . لمّا حصلت على شهادة الثانويّة ( البكالوريا ) كان ظنّى انّ هـذه الشـهـادة هـى إ لهـى ، حـبـيـبـى . . وكلّ شى ء ! حينما عدت الى البيت احـمـل الشـهـادة كـان ابـى وامـّى يـحـلمـان بـى احـلامـا ذهـبـيـّة عـجـيبة . احدهما يـقـول :
سـيـغـدو ولدنـا مـوظـفـا يـؤ مـّن مـعـيـشـتـنـا .
يقول آخر :
سيواصل تعليمه الجامعىّ إ نْ شاء اللّه ويكون طبيبا ، وعندها لا يمكن ان يقال له :
فوق عينك حاجِب ! ويقول ثالث :
احبّ ان يصبح مهندسا ذا دَخـْل كـبير . وهكذا اجتمعوا جميعا ليغرقونى تماما فى نوم من الغفلة عجيب . إ نّ احدا منهم لم يَقُل مثلا :
عليه الاعتماد على اللّه فى كلّ ما يهمّه . او :
ينبغى ان يـسـتـفيد ايضا من المعانى الايمانيّة والروحيّة . او :
ان يرتقى الى مقام من مقامات الانسانية رفيع . او :
الا خرة . . لابدّ ان يجعلها فى حسابه .
وهـكـذا سـَدَرْتُ مـنـذ سنّ الثامنة عشرة فى نوم عميق لم يُخرجنى منه شى ء .
ولربـمـا لم تـكـن فـيـمـا حـولى ضـجـّة ولا ضـوضـاء لتـوقـظـنـى .
بل انّ هدهدة النوم التى كان يناغينى بها ابى وكذا امّى كانت تُسلمنى الى خدر غفلة اعمق . . حتّى انّى كنت اتخيّل فى نوم الغفلة هذا ما كان يقوله ابواى ، فارى فى النوم انّى قد سلخت فى عالم المعنى سنتين كانهما ليلة ظلماء .
وحـَدَث فـى سـاعـة غير متوقّعة ان وقع فى يدى كتاب يصوّر سيرة واحد من اولياء اللّه . . فرحت اقرا فيه . واذا بى اهبّ من رقدتى ، وبدنى يرتعش .
اترى لهذا الكلام من حقيقة ؟! اهـنـاك حـقـّا سـبـيل ليكون الانسان وليّا للّه ، محبوبا عند اللّه ، عزيزا لدى اللّه . . ويتحدّث مع اللّه ؟! ايكون اولياء اللّه الذين مُدِحوا فى القرآن بانْ :
" لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ "((2))
، وانّهم لا حساب عليهم ولا يخافون الموت ويموجون شوقا الى لقاء اللّه . .
ايكون هؤ لاء قد خُلِقوا غير خِلْقتنا ؟! ايـمـكـنـنى انا ان اصل الى وصال المحبوب الحقيقىّ ــ اى الحقّ ( جلّ وعلا ) ــ وان يغدو اسمه رفيقى ؟! اتراه يمكننى ان اتكلّم مع اللّه واحبّه ؟! إ نّ شـيـئا كـالعـاصـفـة كـان يعتمل فى داخلى . لم اكن اعرف ما الذى علىّ ان افـعـله . . ولا مـن ايـن ابـدا . وعـلى حين غَرَّة وجدت هذه الا ية القرآنية تجرى عـلى لسـانـى ، ولعلّ ربى ومحبوبى وعزيز فؤ ادى هو الذى القى هذه الا ية فى رُوعى :
" واِذا سـَالَكَ عـِبـادى عـَنـّى فـَإ نـّى قـَرِيـبٌ اُجـيـبُ دَعـْوَةَ الدّاعِ إ ذا دَعـانـِ فَلْيَسْتَجيبوا لى ولْيُؤْمِنوا بى لَعَلَّهُمْ يَرْشُدونَ "((3))
.
ورحت اتلو هذه الا ية الكريمة متدبّرا فى معناها . . فعلمت انّ اللّه ( تعالى ) لم يـكـن قـد طـردنـى عـن بـابـه ، بـل إ نّ كـرمـه يـدعونى اليه . فامتلات كـَيـْنـونـتى كلّها بالامل والرجاء . وقفت بين يَدَى اللّه ابكى ليلا ونهارا ..
اتـضـرّع الى اللّه الرؤ وف الرحـيـم هـادى التـائهـيـن ان يـهدينى الى مقام الانـسـانـيـّة الرفـيـع . وبـعـد مـدة مـن التـضـرّع والتذلّل والبكاء قيّض لى ــ وله الحمد ــ استاذا شفيقا ، فحلّقت بمعونته تـلقـاء الكمالات الروحيّة . وانّى لاوصى ــ بعد تجربتى هذه ــ كلّ البشر الطيّبين اذا كان يهمّهم امر اليقظة من سُبات الغفلة ان يُكثروا من قراءة سِيَر اولياء اللّه ، وان يتخذوا منها المواعظ والعِبَر .
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته