إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

،،،أحاديث يَحتجّ بها الوهابية على شيعة محمد وآل محمد ،،،

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ،،،أحاديث يَحتجّ بها الوهابية على شيعة محمد وآل محمد ،،،

    بسّمه تعالى،
    ربّ اشرح لي صدري،
    ويسّر لي أمري،
    واحلل عقدة من لساني،
    يفقهوا قولي،

    اللهمّ صلّ على محمد ٍ وآل محمد ،
    وعجّل فرجهم ،والعن عدوهم،

    السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


    يحتج أصحاب العقول الضعيفة ،والذين لا همّ لهم سوى استصغار واستذلال الشيعة،
    شيعة محمد وآل محمد ، بأحاديث خفي مرادها عنهم ،وليت شعري كيف يُفكّر هؤلاء الصغار ؟، ألم يعلموا أنّه لو اجتمع الأنس والجن على أن يهزموا الحق ما استطاعوا ذلك .

    إنّ أصحاب العقول الضعيفة عمدوا إلى أحاديث أهل البيت عليهم السلام ،في كُتب المذهب الشيعي الإمامي ،لم يفهموها واستصعب فهمها على عقولهم لأنها ضعيفة،
    فاتخذوها هزواً،وظنوا أنّهم سوف يهدمون أساس المذهب الشيعي من خلال الإحتجاج بهذه الأحاديث ،.


    ولذلك سوف نقوم بعرض بعض هذه الاحاديث ،ونضع الرد عليها بإذن الله تبارك وتعالى ،دفاعاً عن المذهب الحق ،وتقديم فائدة لشيعة أهل البيت عليهم السلام ،عسى الله أن يرحمنا بذلك .






    جابر المحمدي المهاجر،
    التعديل الأخير تم بواسطة جابر المحمدي المهاجر; الساعة 09-12-2007, 11:55 PM.

  • #2
    بسّمه تعالى ،

    سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


    شبهة حديث (( يا ربّ الأرباب وإله الآلهة )).



    قال الوهابي مُحتجاً:
    شرك مناقض للتوحيد في كتاب الكافي
    عن أبي عبد الله قال [عند الإصابة بالوجع "قل وأنت ساجد: يا الله يا رحمن يا رحيم: يا رب الأرباب وإله الآلهة" (الكافي 2/412 باب الدعاء للعلل والأمراض).





    والرد على هذا الإحتجاج يكون على وجوه ،

    الوجه الأول :معنى ذلك عند الشيعة الامامية .
    الوجه الثاني :هل ذكر أهل السنة في كُتبهم مثل هذه الألفاظ ؟؟.
    الوجه الثالث: وشهد شاهدٌ من أهلها .



    **الوجه الاول :

    إنّ التوحيد عند الشيعة هو توحيد أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله ،والذين قد أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله بأخذ الدين منهم والتمسك بهم ،وعدم الاستخفاف بهم ،فقال :اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي اهل بيتي وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .،(1).
    وقد روى الصدوق في كتابه التوحيد بسند صحيح عن أبي هاشم الجعفري ، قال : سألت أبا جعفر محمد بن علي الثاني عليهما السلام ، ما معنى الواحد ؟ فقال : المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية.(2).
    وروى ايضا بسند صحيح عن إسماعيل بن مسلم السكوني ، عن أبي عبد الله جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن آبائه عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : خير العبادة قول لا إله إلا الله.(3).
    ورى ايضا بسند صحيح عن محمد بن حمران ، عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : من قال: لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة وإخلاصه أن تحجزه لا إله إلا الله عما حرم الله عز وجل .(4).

    وروى ايضا بسند موثق ، عن أبي حمزة ، عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : سمعته يقول : ما من شئ أعظم ثواباً من شهادة أن لا إله إلا الله ، لأنَّ الله عزَّ وجلَّ لا يعدله شئ ، ولا يشركه في الأمر أحدٌ .(5).

    وروى ايضا بسند صحيح عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله في بعض خطبه : الحمد لله الذي كان في أوليته وحدانيا ، وفي أزليته متعظما بالإلهية ، متكبرا بكبريائه وجبروته.(6).


    فهل الشيعة فعلا مشركون؟؟،مالكم كيف تحكمون ؟!



    أما لفظ ربّ الأرباب ،و إله الآلهة ،ففيه تفسير :

    لفظ ربّ الأرباب :

    إنّ كلمة ربّ لها أكثر من معنى ولا يَنحصر معناها في معنى الإلوهية ،فقد ورد في لسان العروبية قول سيدنا عبدالمطلب :أنا ربّ الابل وللبيت رب يحميه ،وقال تعالى [[وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ]] فترى أنّ الله أطلق على عزيز مصر وهو ملك مصر لفظ الرب ، فلا يمكن ان يقصد هنا ان عزيز مصر هو الله !! والعياذ بالله .
    كذلك في كلّ بيت يوجد ربٌّ له ، يُطلق عليه رب البيت ،
    فالله عزّوجل هو ربّ الأرباب بمعنى ملك الملوك ،الرب الذي لا يكون فوقه رب،.


    لفظ إله الالهة :

    إنّ هذا اللفظ استشكل على البعض ،فاتهم شيعة آل محمد بالشرك ظُلماً وبُهتاناً،
    ونقول :أنّ معنى هذا اللفظ هو أن الله اله الالهة التي كانت بزعم المشركين آلهة.

    وهذا مثاله كثير في القرآن الكريم ،ففي أكثر من موضع نجد أنّ الله سبحانه وتعالى يُطلق على الأصنام أصنام الجاهلية لفظ الآلهة ، وهو قطعاً لا يُريد أنّها كانت آلهة بمعنى الألوهية ،فهذا لا يدّعيه إلا انسان كافر نجس ،وبالتالي فلابد من حمله على هذا الوجه ،وهو أنّ الله اطلق على الاصنام لفظ الآله أي بزعم المشركين ،.
    كقوله تعالى ((وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لَعَلَّهُمْ يُنصَرُونَ ))،فانظر كيف جاء لفظ _ الالهة_ على الاصنام ،وهي آلهة بزعم المشركين ،.والعياذ بالله .
    وكقوله تعالى ((أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لاَّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلاَ يُنقِذُونِ ))
    وكقوله تعالى عن لسان ابراهيم عليه السلام ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ )) فانظر كيف ربط ابراهيم بين ذكره للفظ آلهة مع لفظ الأصنام ، فكأنه يقول لأبيه: (( أتتخذ أصنام الهة بزعمكم ؟ اني اراك وقومك في ضلال مبين )).

    فالله عزوجل هو اله الكون ،وهو اله كل شيئ ،وهو اله الانس والجن والملائكة والحيوانات وكل ذرة وكل جماد وكل صخرة ..الخ.

    وإنّ تلك الاصنام التي كانت آلهة بزعم المشركين إنّما كانت في الخلق ومنه ،ولذلك فالله هو اله تلك الالهة التي كانت آلهة بزعم المشركين، وعلى هذا أيضا قد يُحمل لفظ ربّ الارباب.وهذا واضح في بقية الحديث الذي يبتره الوهابية عند الاحتجاج به [يا رب الارباب واله الالهة ويا ملك الملوك ويا سيد السادة..].
    فكلمة رب الارباب تجري مجرى كلمة ملك الملوك .


    أما من يُريد أن يَلزم الشيعة أنّهم يعتقدون بوجود آلهة غير الله تعالى _ والعياذ بالله_ ،فهنا نقول: له إذا كان ما أوردناه من تفسير غير صحيح ،فهذا الحديث مُخالف للأحاديث الصحيحة كما مرّ ،ومُخالف للقرآن الكريم ولذلك لا يُؤخذ به بتاتاً.



    **الوجه الثاني هل ذكر أهل السنة في كُتبهم مثل هذه الألفاظ ؟؟:

    العجيب من الجهلة أنّهم يحتجون على شيعة محمد وآله بهذا الحديث ،لا يقرأون كتبهم وأقوال علماءهم الذين يتبعونهم ،فقط يقتطفون الحديث ويُقدمونه كدليل على سقوط التوحيد عند الشيعة ، .

    لفظ اله الالهة عند أهل السنة والجماعة :

    فقد ذكر ابو نعيم الاصبهاني في كتابه حلية الاولياء (7/251)مانصه:
    [حدثنا سليمان بن أحمد إملاء وقراءة قال ثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ح وحدثنا محمد بن الحسن اليقطيني ثنا محمد بن جعفر بن رزين العطار قالا ثنا إبراهيم بن العلاء ثنا إسماعيل بن عياش ثنا إسماعيل بن يحيى التيمي ثنا مسعر عن عطية عن أبي سعيد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن عيسى عليه السلام لما أسلمته أمه إلى الكتاب ليعلمه المعلم فقال له المعلم اكتب بسم الله فقال له عيسى عليه السلام ما بسم الله قال المعلم لا أدري فقال له باء بهاء الله وسين سناؤه وميم ملكه والله إله الآلهة والرحمن رحمان الدنيا والآخرة والرحيم رحيم الآخرة أبو جاد الألف آلاء الله والباء بهاء الله جيم جمال الله دال الله الدائم هوز الهاء الهاوية والواو ويل لأهل النار والزاي واد في جهنم وحطي الحاء الله الحليم والطاء الله الطالب لكل حق حتى يؤديه والياء آي أهل النار وهو الوجع كلمن كاف الله الكافي لام الله العليم ميم الله الملك نون البحر سعفص صاد الله الصادق والعين الله العالم والفاء الله الفرد وصاد الله الصمد قرشت قاف الجبل المحيط بالدنيا الذي اخضرت منه السموات والراء رأي الناس لها والشين شيء لله والتاء تمت أبدا غريب من حديث مسعر تفرد به إسماعيل بن عياش عن إسماعيل بن يحيى. ]

    وذكر ابو سعيد النقاش في كتابه فنون العجائب (1/135):[99 - أخبرنا أبو القاسم الحسن بن محمد بن حبيب ، حدثنا أبو نصر محمد بن مزاحم البذخشي ، حاج قدم علينا ، حدثنا أبو هريرة مزاحم بن محمد الكشي ، حدثنا جارود بن معاذ ، حدثنا وكيع ، عن بيان ، عن الشعبي ، قال : سأل علي بن عبد الله بن عباس ، أباه ، : « لم سمي أبو بكر رضي الله عنه عتيقا ؟ قال : ليس كما يقولون ، ولكنه كان يولد لأبيه أولاد يموتون صغارا ، فلما ولد أبو بكر حملته أمه ، فأدخلته الكعبة ، ونثرت للكعبة أربعين دينارا قالت : يا إله الآلهة ، أعتق ولدي ، فخرج من ركن من أركان البيت رأس مثل رأس الهرة ، فقال لها : يا أمة الرحمن بالتحقيق ، فزت بحمل الولد العتيق ، يعرف في التوراة بالصديق ، يكون وزير خير خلق الله ، لن يتفرقا صغيرين ، ولا كبيرين ، ولا حيين ، ولا ميتين ، ولا غدا في الجنة »]

    فلا نعلم اذا كان الدعاء بلفظ (يا اله الالهة ) شرك وكفر ،فكيف استجاب الله لأم ابو بكر؟



    وقد ذكر الرازي في تفسيره (6/346):[والوجه الثاني في التأويل : أن نقول قوله : { هذا ربى } معناه هذا ربي في زعمكم واعتقادكم ونظيره أن يقول الموحد للمجسم على سبيل الاستهزاء : أن إلهه جسم محدود أي في زعمه واعتقاده قال تعالى : { وانظر إلى إلهك الذى ظلت عليه عاكفا } [ طه : 97 ] وقال تعالى : { ويوم يناديهم فيقول أين شركآءي } [ القصص : 62 ] وكان صلوات الله عليه يقول : « يا إله الآلهة » والمراد أنه تعالى إله الآلهة في زعمهم وقال : { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [ الدخان : 49 ] أي عند نفسك].



    ولا نعلم هل علماء الوهابية يجهلون ما هو الشرك ؟ أليس قول (يا اله الالهة ) شرك ؟؟
    فلماذا تتهمون الخليل صلى الله عليه وعلى نبينا وآله السلام بالشرك ؟والكفر؟؟

    بل إنّا نجد أنّ الصحابة أنفسهم يُطلقون على أصنام قريش ،لفظ الآلهة !!
    فنجد ابن عباس في صحيح البخاري يُطلق لفظ الآلهة صريحا على الأصنام ،


    فذكر البخاري في صحيحه باب باب من كبر فى نواحى الكعبة ، (6/188):[1601 - حدثنا أبو معمر حدثنا عبد الوارث حدثنا أيوب حدثنا عكرمة عن ابن عباس - رضى الله عنهما - قال إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لما قدم أبى أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرجوا صورة إبراهيم وإسماعيل فى أيديهما الأزلام فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - « قاتلهم الله أما والله قد علموا أنهما لم يستقسما بها قط » . فدخل البيت ، فكبر فى نواحيه ، ولم يصل فيه .]

    فلا نعلم هل كفر ابن عباس ؟؟ أم أشرك ؟


    ونجد ابن عباس في موضع آخر ايضا يُطلق لفظ الالوهية على اصنام قريش،

    المستدرك (2 - 298):
    [3073 - أخبرنا أبو أحمد محمد بن أحمد الصفار العدل ثنا أحمد بن محمد بن نصر ثنا عمرو بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن السدي عن أبي مالك عن ابن عباس رضي الله عنهما : في قوله تعالى : { إن الصفا و المروة من شعائر الله } قال : كانت الشياطين في الجاهلية تعزف الليل أجمع بين الصفا و المروة و كانت فيهما آلهة لهم أصنام فلما جاء الإسلام قال المسلمون : يا رسول الله لا نطوف بين الصفا و المروة فإنه شيء كنا نصنعه في الجاهلية فأنزل الله : { فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما } يقول : ليس عليه إثم و لكن له أجر
    هذا حديث صحيح على شرط مسلم و لم يخرجاه
    تعليق الذهبي قي التلخيص : على شرط مسلم]



    اما لفظ ربّ الارباب :


    فقد ذكر تفسير ابن كثير (5/359):
    وقال يزيد بن ميسرة: لما ابتلى الله أيوب، عليه السلام، بذهاب الأهل والمال والولد، ولم له يبق شيء، أحسن الذكر، ثم قال: أحمدك رب الأرباب، الذي أحسنت إلي، أعطيتني المال والولد، فلم يبق من قلبي شعبة، إلا قد دخله ذلك، فأخذت ذلك كله مني، وفرغت قلبي، ليس يحول بيني وبينك شيء، لو يعلم عدوي إبليس بالذي صنعت، حسدني. قال: فلقي إبليس من ذلك منكرا.



    وقال الطبري في تفسيره (17/589):
    [القول في تأويل قوله تعالى : { وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا }يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم( وقل) يا محمد( الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ) فيكون مربوبا لا ربا، لأن رب الأرباب لا ينبغي أن يكون له ولد( ولم يكن له شريك في الملك ) فيكون عاجزا ذا حاجة إلى معونة غيره ضعيفا، ولا يكون إلها من يكون محتاجا إلى معين على ما حاول، ولم يكن منفردا بالملك والسلطان( ولم يكن له ولي من الذل ) يقول: ولم يكن له حليف حالفه من الذل الذي به، لأن من كان ذا حاجة إلى نصرة غيره، فذليل مهين، ولا يكون من كان ذليلا مهينا يحتاج إلى ناصر إلها يطاع( وكبره .]



    ويقول البيهقي في الاسماء والصفات (1/55):[وقد رويناه في خبر الأسامي « مالك الملك » قال أبو سليمان الخطابي فيما أخبرت عنه : معناه أن الملك بيده يؤتيه من يشاء ، كقوله تعالى : ( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء ) وقد يكون معناه مالك الملوك كما يقال : رب الأرباب ، وسيد السادات وقد يحتمل أن يكون معناه وارث الملك يوم لا يدعي الملك مدع ، ولا ينازعه فيه منازع ، كقوله عز وجل : ( الملك يومئذ الحق للرحمن ) ومنها « الجبار ».]


    ويقول اعجوبة الزمان (7)الغزالي في كتابه احياء علوم الدين (3/407):

    [وهذه المشاهدة والتجلي هي التي تسمى رؤية، فإذن الرؤية حق، بشرط أن لا يفهم من الرؤية استكمال الخيال في متخيل متصور مخصوص بجهة ومكان؛ فإن ذلك مما يتعالى عنه رب الأرباب علوا كبيرا، بل كما عرفته في الدنيا معرفة حقيقية تامة من غير تخيل وتصور وتقدير شكل وصورة، فتراه في الآخرة كذلك. بل أقول: المعرفة الحاصلة.]



    ويقول شيخ السلفية ابن تيمية في منهاجه (5/209):[..وينكر ما في نفسه فإن نافي محبة الله يقول المحبة لا تكون إلا لما يناسب المحبوب ولا مناسبة بين القديم والحديث وبين الواجب والممكن وبين الخالق والمخلوق
    فيقال لفظ المناسبة لفظ مجمل فإنه يقال لا مناسبة بين كذا وكذا أي أحدهما أعظم من الأخر فلا ينسب هذا إلى هذا كما يقال لا نسبة لمال فلان إلى مال فلان ولا نسبة لعلمه أو جوده أو ملكه إلى علم فلا وجود فلان وملك فلان يراد به أن هذه النسبة حقيرة صغيرة كلا نسبة كما يقال لا نسبة للخردلة إلى الجبل ولا نسبة للتراب إلى رب الأرباب فإذا أريد بأنه لا نسبة للمحدث إلى القديم هذا المعنى ونحوه فهو صحيح وليست المحبة مستلزمة لهذه النسبة وإن أريد أن ليس في القديم معنى يحبه لأجله المحدث فهذا رأس المسألة فلم قلت إنه ليس بين المحدث والقديم ما يحب المحدث القديم لأجله ولم قلت إن القديم ليس متصفا بمحبة ما يحبه من مخلوقاته
    والمحبة لا تستلزم نقصا بل هي صفة كمال بل هي أصل الإرادة فكل إرادة فلا بد أن تستلزم محبة فإن الشيء إنما يراد لأنه محبوب أو لأنه وسيلة إلى المحبوب ولو قدر عدم المحبة لامتنعت الإرادة فإن المحبة لازمة للإرادة فإذا انتفى اللازم انتفى الملزوم وكذلك المحبة..]




    ويقول الرازي في تفسيره (14/449):[المسألة الثانية : قوله تعالى : { إلى ربك المنتهى } في المخاطب وجهان : أحدهما : أنه عام تقديره إلى ربك أيها السامع أو العاقل ثانيهما : الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان صحة دينه فإن كل أحد كان يدعى ربا وإلها ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما قال : « ربي الذي هو أحد وصمد » يحتاج إليه كل ممكن فإذا ربك هو المنتهى ، وهو رب الأرباب ومسبب الأسباب ، وعلى هذا القول الكاف أحسن موقعا.]



    ويقول الشوكاني في فتح القدير (4/227):[4933 - (الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل) في رواية النملة بالإفراد لأنهم ينظرون إلى الأسباب كالمطر غافلين عن المسبب ومن وقف مع الأسباب فقد اتخذ من دونه أولياء فلا يخرج عنه المؤمن إلا بهتك حجب الأسباب ومشاهدة الكل من رب الأرباب وأشار بقوله (على الصفا) إلى أنهم وإن ابتلوا به لكنه متلاش فيهم لفضل يقينهم فإنه وإن خطر لهم فهو خطور خفي لا يؤثر في نفوسهم كما لا يؤثر دبيب النمل على الصفا بل إذا عرض لهم خطرات الأسباب ردتها صلابة قلوبهم بالله (تنبيه) قال الإمام الرازي : السلامة في القيامة بقدر الاستقامة في نفي الشركاء فمن الناس من أثبت ظاهرا وهو الشرك الظاهر والاستقامة في الدنيا لا تحصل إلا بنفي الشركاء ]



    ويقول الثعالبي في تفسيره (1/22):[قال الطبري الحمد لله ثناء اثنى به على نفسه تعالى وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا به عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله وعلى هذا يجيء قولوا إياك واهدنا قال وهذا من حذف العرب ما يدل ظاهر الكلام عليه وهو كثير والرب في اللغة المعبود والسيد المالك والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها فالرب على الإطلاق هو رب الأرباب على كل جهة وهو الله تعالى والعالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى يقال لجملته عالم ولأجزائه من الإنس .]




    ويقول المباركفوري في تحفة الأحوذي (3/394):[( فرق الله بينه وبين أحبته )
    أي من أولاده ووالديه وغيرهما
    ( يوم القيامة )
    أي في موقف يجتمع فيه الأحباب ويشفع بعضهم بعضا عند رب الأرباب فلا يرد عليه قوله تعالى { يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه } .
    قوله : ( هذا حديث حسن غريب )
    وأخرجه الدارمي وأحمد والحاكم في المستدرك . ]




    أقول أنا جابر المحمدي:
    ليت شعري لماذا لا تهتمون علماؤكم بالشرك والكفر ؟ .
    لماذا لا تتهمون مذهبكم بأنه يناقض التوحيد ؟


    **الوجه الثالث: وشهد شاهدٌ من أهلها.

    صحّة تفسير الحديث عند الشيعة ،بدليل شهادة علماء السنة.

    لفظ اله الالهة :

    قال ابن حجر في فتح الباري بشرح صحيح البخاري (5/263):[1498 - قوله : ( وفيه الآلهة )
    أي الأصنام ، وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون ، وفي جواز إطلاق ذلك وقفة ، والذي يظهر كراهته ، وكانت تماثيل على صور شتى فامتنع النبي صلى الله عليه وسلم من دخول البيت وهي فيه لأنه لا يقر على باطل ، ولأنه لا يحب فراق الملائكة وهي لا تدخل ما فيه صورة .
    قوله : ( الأزلام )
    سيأتي شرحها مبينا حيث ذكرها المصنف في تفسير المائدة .
    قوله : ( أم والله )
    كذا للأكثر ولبعضهم " أما " بإثبات الألف .
    قوله : ( لقد علموا )
    قيل وجه ذلك أنهم كانوا يعلمون اسم أول من أحدث الاستقسام بها ، وهو عمرو بن لحي ، وكانت نسبتهم إلى إبراهيم وولده الاستقسام بها افتراء عليهما لتقدمهما على عمرو . ]



    ويقول العيني في القاري (17/283):[4288 - حدثني ( إسحاق ) حدثنا ( عبد الصمد ) قال حدثني أبي حدثنا ( أيوب ) عن ( عكرمة ) عن ( ابن عباس ) رضي الله عنهما أن رسول الله لما قدم مكة أبي أن يدخل البيت وفيه الآلهة فأمر بها فأخرجت فأخرج صورة إبراهيم وإسماعيل في أيديهما من الأزلام فقال النبي قاتلهم الله لقد علموا ما استقسما بها قط ثم دخل البيت فكبر في نواحي البيت وخرج ولم يصل فيه
    مطابقته للترجمة من حيث إن قدومه هذا مكة كان في سنة الفتح وإسحاق هو ابن منصور وعبد الصمد هو ابن عبد الوارث ابن سعيد وفي رواية الأصيلي ليس فيه حدثني أبي بعد قوله عبد الصمد قيل لا بد منه
    والحديث مضى في كتاب الأنبياء عليهم السلام في باب قول الله تعالى واتخذ الله إبراهيم خليلا ( النساء 125 ) فإنه أخرجه هناك عن إبراهيم بن موسى عن هشام عن معمر عن أيوب عن عكرمة إلى آخره
    قوله أبى أي امتنع قوله الآلهة أي الأصنام التي سماها المشركون بالآلهة قوله فأمر بها فأخرجت فإن قلت من كان الذي أخرجها قلت روى أبو داود من حديث جابر أن النبي أمر عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وهو بالبطحاء أن يأتي الكعبة فيمحو كل صورة فيها فلم يدخلها حتى نحيت الصور وكان عمر هو الذي أخرجها قيل إنه محا ما كان من الصور مدهونا وأخرج ما كان مخروطا فإن قلت قد تقدم في الحج من حديث أسامة أن النبي دخل الكعبة فرأى صورة فدعا بماء فجعل يمحوها قلت هو محمول على محو بقية بقيت منها قوله الأزلام جمع زلم وهي السهام التي كانوا يستقسمون بها الخير والشر وتسمى القداح المكتوب عليها الأمر والنهي إفعل ولا تفعل كان الرجل منهم يضعها في وعاء له وإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما فإن خرج الأمر مضى لشأنه وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله قوله ولم يستقسما بها أي ما استقسم إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بالأزلام قط وهو من الاستسقام وهو طلب القسم الذي قسم له وقدر وهو استفعال منه كانوا يفعلون بالأزلام مثل ما ذكرنا وقال ابن الأثير كان على بعضها مكتوب أمرني ربي وعلى الآخر نهاني ربي وعلى الآخر غفل فإن خرج أمرني ربي مضى لشأنه وإن خرج نهاني أمسك وإن خرج الغفل أعاد حالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي]




    ويقول ابو الطيب في عون المعبود (6/5):
    [ 2027 ] ( أبى أن يدخل البيت ) أي امتنع عن دخول البيت ( وفيه الآلهة ) أي الأصنام وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون وكانت تماثيل على صور شتى فامتنع النبي صلى الله عليه و سلم من دخول البيت وهي فيه لأنه لا يقر على باطل ولأنه لا يحب فراق الملائكة وهي لا تدخل ما فيه صورة كذا في ].

    أقول أنا جابر المحمدي :إنّ قول ابن حجر وغيره [وأطلق عليها الآلهة باعتبار ما كانوا يزعمون،...] ، صريح في صحة ما ذهبنا إليه من تفسير ،.


    لفظ ربّ الأرباب :

    قال الثعالبي في تفسيره (1/22):قال الطبري الحمد لله ثناء اثنى به على نفسه تعالى وفي ضمنه أمر عبادة أن يثنوا به عليه فكأنه قال قولوا الحمد لله وعلى هذا يجيء قولوا إياك واهدنا قال وهذا من حذف العرب ما يدل ظاهر الكلام عليه وهو كثير والرب في اللغة المعبود والسيد المالك والقائم بالأمور المصلح لما يفسد منها فالرب على الإطلاق هو رب الأرباب على كل جهة وهو الله تعالى والعالمون جمع عالم وهو كل موجود سوى الله تعالى يقال لجملته عالم ولأجزائه من الإنس.




    ويقول الرازي في تفسيره تفسيره (14/449):المسألة الثانية : قوله تعالى : { إلى ربك المنتهى } في المخاطب وجهان : أحدهما : أنه عام تقديره إلى ربك أيها السامع أو العاقل ثانيهما : الخطاب مع النبي صلى الله عليه وسلم وفيه بيان صحة دينه فإن كل أحد كان يدعى ربا وإلها ، لكنه صلى الله عليه وسلم لما قال : « ربي الذي هو أحد وصمد » يحتاج إليه كل ممكن فإذا ربك هو المنتهى ، وهو رب الأرباب ومسبب الأسباب ، وعلى هذا القول الكاف أحسن موقعا..





    أقول: أنا جابر المحمدي ،.
    كلام الثعالبي الذي نسبه للطبري صريح صحيح لا اشكال فيه ،وكذلك قول الرازي .

    فمن أراد أن يطعن في المذهب الشيعي عن طريق هذا الحديث ،فسوف يَطعن في مذهبه نفسه.




    هذا والحمدُ لله ربّ العالمين،.

    يُتبع ،،،




    ___________________________________

    1_المعجم الكبير للطبراني بسند صحيح .
    2_التوحيد للصدوق ص82 ح1.
    3_التوحيد للشيخ الصدوق باب ثواب الموحدين والعارفين ح2.
    4_نفس المصدر ح.26
    5_نفس المصدر ح3.
    6_نفس المصدر باب التوحيد ونفي التشبيه ح4.
    7_ذكر ذلك الذهبي في سير اعلام النبلاء ترجمة الغزالي (19_322).

    تعليق


    • #3
      بسّمه تعالى ،

      سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



      شبهة حديث (( أعوذ برسول الله صلى الله عليه وسلم من شر ما خلق وبرأ وذرأ )).






      قال الوهابي السلفي :
      إنّكم يا رافضة تُناقضون التوحيد فتجعلون رسول الله صلى الله عليه وسلم ،شريكا في الاستعانة بالله تعالى .وهذا شرك وكُفر.


      والرد على هذا الأحتجاج يكون بوجوه :
      الوجه الأول: وهو معنى الحديث عند الشيعة .
      الوجه الثاني : وشهد شاهد من أهلها.



      *** الوجه الاول :

      أقول لقد روى الشيخ الكليني في الكافي (1) :
      علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن بعض أصحابه ، عن مفضل بن عمر قال : قال لي أبو عبد الله ( عليه السلام ) : إن استطعت أن لا تبيت ليلة حتى تعوذ بأحد عشر حرفا ؟ قلت : أخبرني بها ؟ قال : قل : " أعوذ بعزة الله وأعوذ بقدرة الله وأعوذ بجلال الله وأعوذ بسلطان الله وأعوذ بجمال الله وأعوذ بدفع الله وأعوذ بمنع الله و أعوذ بجمع الله وأعوذ بملك الله وأعوذ بوجه الله وأعوذ برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من شر ما خلق وبرأ وذرأ " . وتعوذ به كلما شئت .


      مناقشة السند:

      سندُ الحديث فهو مجهول ،فلانعرف عن من روى ابراهيم بن هاشم ،.


      مُناقشة المتن :

      لقد ذكر ابن منظور في لسان العرب قائلا:
      (( عوذ : عاذ به يعوذ عوذا وعياذا ومعاذا : لاذ فيه ولجأ إليه واعتصم . ومعاذ الله أي عياذا بالله ))(2).

      وقال الزبيدي في تاج العروس:
      (( العوذ ، الالتجاء ، كالعياذ بالكسر والمعاذ والمعاذة والتعوذ والاستعاذة عاذ به يعوذ : لاذ به ولجأ إليه واعتصم . وعذت بفلان واستعذت به ، أي لجأت إليه))(3).


      فكلمة أعوذ تساوي كلمة ألجأ،ولا نعلم هل الوهابية يلجئون الى الملابس كي تقيهم من البرد؟ أم لا.
      وهل الوهابية يستعيذون بالبيوت المصنوعة من حجر وطابوق أم لا ؟؟
      وهل يستعيذ الوهابي اذا جاءه ثعبان أسود بالسكين كي يقتله أم لا ؟؟
      وهل يستعيذ الوهابي بالمخفر اذا حصلت به مشكلة أمنية ؟؟

      فلمَ لا يجوز الاستعاذة برسول الله صلى الله عليه وآله ؟؟

      سُبحان الله والحمدُ لله على نعمة العقل ،.

      ثم إنّ هنالك نقطة وهي قد يقول الوهابي أنّ القول في الحديث (( وأعوذ برسول الله ( صلى الله عليه وآله )من شر ما خلق وبرأ وذرأ ))من شر ما خلق وبرأ وذرأ ،راجع على رسول الله صلى الله عليه وآله، فإنّ هذا مردود لوجود نص قطعي الصدور وهو قوله تعالى ((قل اعوذ برب الفلق من شر ما خلق)).



      ***الوجه الثاني :

      ذكر أحمد بن حنبل في مسنده (4):
      [ حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا سريج بن النعمان قال حدثنا عبد الواحد عن أفلت بن خليفة قال أبى سفيان يقول فليت عن جسرة بنت دجاجة عن عائشة قالت : بعثت صفية إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم بطعام قد صنعته له وهو عندي فلما رأيت الجارية أخذتني رعدة حتى استقلنى أفكل فضربت القصعة فرميت بها قالت فنظر إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فعرفت الغضب في وجهه فقلت أعوذ برسول الله أن يلعننى اليوم قالت قال أولى قالت قلت وما كفارته يا رسول الله قال طعام كطعامها وإناء كإنائها ].


      فلا نعلم لماذا لا تتهمون أم المؤمنين عائشة بالشرك ؟؟لانها استعاذت برسول الله صلى الله عليه وآله .


      وذكرمسلم في صحيحه(5) :
      [وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار - واللفظ لابن المثنى - قالا حدثنا ابن أبى عدى عن شعبة عن سليمان عن إبراهيم التيمى عن أبيه عن أبى مسعود أنه كان يضرب غلامه فجعل يقول أعوذ بالله - قال - فجعل يضربه فقال أعوذ برسول الله. فتركه فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- « والله لله أقدر عليك منك عليه ». قال فأعتقه. ]


      وقال النووي في شرحه (6):
      [ - قوله ( عن أبي مسعود أنه كان يضرب غلامه فجعل يقول : أعوذ بالله فجعل يضربه فقال أعوذ برسول الله فتركه )
      قال العلماء : لعله لم يسمع استعاذته الأولى لشدة غضبه ، كما لم يسمع نداء النبي صلى الله عليه وسلم أو يكون لما استعاذ برسول الله صلى الله عليه وسلم تنبه لمكانه ]

      فلم يحكم النووي على الغلام بالشرك ،لاستعاذته برسول الله صلى الله عليه وآله ،فلماذا لا ياوهابية لا تستعيذون برسول الله صلى الله عليه وآله كما فعلت عائشة بنت ابي بكر ؟؟أم انها أصبحت مُشركة عندكم؟؟


      والحمدُ لله ربّ العالمين،



      جابر المُحمدي المُهاجر،،




      ____________________________
      1_الكافي ج 2 - ص 537ح9 .
      2_لسان العرب ج 3 - ص 498.
      3_تاج العروس للزبيدي ج 5 - ص 380.
      4_مسند احمد (6/277)،رقم 26409 ، وعلق الارنؤوط عليه بأنه حديث حسن .
      5_صحيح مسلم (11/174)،رقم 4399 .
      6_شرح النووي (6/60)،برقم 3137 .

      تعليق


      • #4
        بسّمه تعالى ،

        سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



        حديث ((دعوني والتمسوا غيري)).


        قال الوهابي مُحتجا:

        ها هو إمامكم علي بن أبي طالب عليه السلام ،يقول في نهج البلاغة ((دعوني والتمسوا غيري))،وهو يرفض الخلافة وأنتم تزعمون يا معشر الشيعة بأنّ علي هو إمام منصب من الله تعالى ، ومع ذلك هو يرفض الخلافة.



        فيكون الجواب والرد على وجوه ،،

        الوجه الأول : تفسير الخطبة عند الشيعة.
        الوجه الثاني : سند الخطبة .


        ***الوجه الأول :

        وينقسم الى قسمين ،
        القسم الاول :لماذا رفض الامام علي عليه السلام بيعة الناس ؟
        القسم الثاني : هل رفض الامام علي بيعة الناس على امامته الالهية ؟


        أما القسم الأول:

        ذكر الشريف الرضي في نهج البلاغة(1) :
        [ ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان . لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول . وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت . واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب . وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا . ].

        إنّ الإمام علي عليه السلام رفض بيعة الناس ولكن قيّد تلك البيعة بشروط وهي :

        1_واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم .
        2_ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب .


        فالإمام علي عليه السلام ، كان يعلم أنّ هؤلاء الذين ارتدوا عن بيعته الكبرى بيعة الغدير وثبت عليهم الغدر والخيانة ،أنّهم سوف يخرجون عليه بعد مُبايعته كما خرجوا ضده بعد مبايعته في بيعة الغدير، ورفض الإمام علي ( ع ) البيعة ، وقال لهم : التمسوا غيري ! إمعانا منه في تسجيل الموقف المسبق . فلقد أدرك أن القوم سيحاربونه لا محالة ، وبأن الكثير ممن بايعه سينقلبون ، وبأن المسؤولية جسيمة(2).(3)ولذلك شدد عليهم الإمام علي السلام.
        ولكنهم أرادوا من الإمام علي عليه السلام أن يفعل بهم ما يفعله حكام الجور برعيتهم ، يُريدونه ان يُقرب الشريف ويُفضل الرؤساء ويُميزهم بالعطاء ،

        ولذلك يقول المجلسي رضوان الله تعالى عليه في البحار (4):
        [تبيين : المخاطبون بهذا الخطاب [ هم ] الطالبون للبيعة بعد قتل عثمان ، ولما كان الناس نسوا سيرة النبي واعتادوا بما عمل فيهم خلفاء الجور من تفضيل الرؤساء والاشراف لانتظام أمورهم وأكثرهم إنما نقموا على عثمان استبداده بالأموال كانوا يطمعون منه عليه السلام أن يفضلهم أيضا في العطاء والتشريف ولذا نكث طلحة والزبير في اليوم الثاني من بيعته ونقموا عليه التسوية في العطاء وقالوا آسيت بيننا وبين الأعاجم وكذلك عبد الله بن عمر وسعيد بن العاص ومروان وأضرابهم ولم يقبلوا ما قسم لهم فهؤلاء القوم لما طلبوا البيعة بعد قتل عثمان قال عليه السلام " دعوني والتمسوا غيري . . . " إتماما للحجة عليهم وأعلمهم باستقبال أمور لها وجوه وألوان لا يصبرون عليها وإنه بعد البيعة لا يجيبهم إلى ما طمعوا فيه ولا يصغي إلى قول القائل وعتب العاتب بل يقيمهم على المحجة البيضاء ويسير فيهم بسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله . ]

        ثمّ إنّه حتى لو سلمنا جدلاً بأنّ الامام علي رفض البيعة ،فهذا لا يدل على سقوط الامامة لانّه عليه السلام رضي ببيعة الناس بعد ذلك.


        القسم الثاني :

        إنّ البيعة الالهية الكبرى التي حدثت في غدير خم ثابتة بسندٍ صحيح عند الشيعة
        قرب الإسناد للحميري (5):
        وعنه ((أي السندي بن محمد وهو أبان بن محمد))، عن صفوان الجمال قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : " لما نزلت هذه الآية في الولاية ، أمر رسول الله صلى الله عليه وآله بالدوحات في غدير خم فقمن ، ثم نودي : الصلاة جامعة ، ثم قال . أيها الناس ، من كنت مولاه فعلي مولاه ألست أولى بكم من أنفسكم ؟ قالوا : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه رب وال من والاه ، وعاد من عاداه . ثم أمر الناس يبايعون عليا ، فبايعه لا يجئ أحد إلا بايعه ، لا يتكلم منهم أحد . ثم جاء زفر وحبتر ، فقال له : يا زفر ، بايع عليا بالولاية . فقال : من الله ، أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله ؟ . ثم جاء حبتر فقال : بايع عليا بالولاية . فقال : من الله أو من رسوله ؟ فقال : من الله ومن رسوله . ثم ثنى عطفه ملتفتا فقال لزفر : لشد ما يرفع بضبع ابن عمه.


        فهذه هي البيعة التي بايع فيها الناس علي بن ابي طالب عليه السلام ،على أنّه إمام منصب من الله ورسوله بعد موت النبي صلى الله عليه وآله ،.
        فلم ينكرها ولم يرفضها أمير المؤمنين علي عليه السلام ، لأنّها جاءت بأمر إلهي فلا يستطيع الإمام علي عليه السلام أن يرفض بيعة الناس فيها ،أما تلك البيعة التي جاءت بعد مقتل عثمان بن عفان ،فهي بيعة كان الناس مصدرها ولم تأتي بأمر إلهي ،.لذلك فلا اشكال في رفضها وعدم قبولها .


        ***الوجه الثاني :


        أما سند هذه الخطبة فقد ذكرها الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة(6) هكذا :

        [92 - ومن خطبة له عليه السلام لما أريد على البيعة بعد قتل عثمان رضي الله عنه دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وألوان . لا تقوم له القلوب ولا تثبت عليه العقول . وإن الآفاق قد أغامت والمحجة قد تنكرت . واعلموا أني إن أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ولم أصغ إلى قول القائل وعتب العاتب . وإن تركتموني فأنا كأحدكم و لعلي أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . وأنا لكم وزيرا خير لكم مني أميرا . ]



        وقد ذكر الشيخ المفيد في كتابه الجمل (7):
        [وروى سيف عن رجاله قال اجتمع الناس إلى علي وسألوه أن ينظر في أمورهم وبذلوا له البيعة فقال لهم التمسوا غيري فقالوا له ننشدك الله أما ترى الفتنة ألا تخاف الله في ضياع هذه الأمة فلما ألحوا عليه قال لهم إني لو أجبتكم حملتكم على ما أعلمه وأن تركتموني كنت لأحدكم قالوا قد رضينا بحكمك وما فينا مخالف لك فاحملنا على ما تراه ثم بايعته الجماعة .]

        ثم رأينا بعد التتبع أنّ أصل هذا الحديث هو في كتاب الفتنة ووقعة الجمل لسيف بن عمر التميمي (8)،وهذا هو نص ما ذكره :
        [. المبايعة لعلي : فقالوا لهم : دونكم يا أهل المدينة فقد أجلناكم يومين ، فوالله لئن لم تفرغوا لنقتلن غدا عليا وطلحة والزبير وأناسا كثيرا . فغشي الناس عليا ، فقالوا : نبايعك فقد ترى ما نزل بالإسلام ، وما ابتلينا به من ذوي القربى فقال علي : دعوني والتمسوا غيري فإنا مستقبلون أمرا له وجوه وله ألوان ، لا تقوم له القلوب ، ولا تثبت عليه العقول . فقالوا : ننشدك الله ألا ترى ما نرى ! ألا ترى الإسلام ! ألا ترى الفتنة ! الا تخاف الله ! فقال قد أجبتكم لما أرى ، واعلموا ان أجبتكم ركبت بكم ما أعلم ، وإن تركتموني فإنما أنا كأحدكم ، إلا أني أسمعكم وأطوعكم لمن وليتموه أمركم . ثم افترقوا على ذلك واتعدوا الغد . وتشاور الناس فيما بينهم وقالوا : إن دخل طلحة والزبير فقد استقامت . فبعث البصريون إلى الزبير بصريا ، وقالوا : احذر لا تحاده - وكان رسولهم حكيم ابن جبلة العبدي في نفر - فجاؤوا به يحدونه بالسيف . وإلى طلحة كوفيا ، وقالوا له : احذر لا تحاده فبعثوا الأشتر في نفر فجاؤوا به يحدونه بالسيف . وأهل الكوفة وأهل البصرة شامتون بصاحبهم ، وأهل مصر فرحون بما اجتمع عليه أهل المدينة وقد خشع أهل الكوفة وأهل البصرة أن صاروا أتباعا لأهل مصر وحشوة فيهم ، وازدادوا بذلك على طلحة والزبير غيظا ، فلما أصبحوا من يوم الجمعة حضر الناس المسجد ، وجاء علي حتى صعد المنبر ، فقال يا أيها الناس - عن ملإ وإذن - إن هذا امركم ليس لأحد فيه حق إلا من أمرتم].

        وذكره الطبري في تاريخه(9) نقلاً عن سيف ،

        والطريق الى هذا الكتاب طريق مجهول غير معروف ،وصاحب الكتاب مشهور بالوضع والكذب ، وهو مجهول عند الشيعة ،وقد قال عنه السيد الخوئي أنه وضاع كذاب (10)،وقال ابن حجر
        (11)أنّ اصح قول فيه أنّه ضعيف .

        وبهذا يَظهر جليّا أنّ هذه الخطبة لم تردنا من طرق أهل البيت عليهم السلام ،وأمّا الحديث الذي وردنا من طُرق أهل البيت ومن لسانهم الكريم أنّ الامام علي بايعه الناس في يوم الغدير،.

        وبهذا أيضاً يتم هدم جميع وكل إشكال يَضعه الوهابية على الشيعة بهذا الحديث .




        والحمدُ لله ربّ العالمين،



        جابر المحمدي المُهاجر،،



        ___________________________
        1_ نهج البلاغة ج 1 - ص 181 .
        2_ لقد شيعني الحسين (ع) للمغربي ص 226.
        3_نهج البلاغة .
        4_البحار ج 32 - ص 36.
        5_قرب الاسناد للحميري ص94.
        6_نهج البلاغة .
        7_كتاب الجمل للمفيد ص64.
        8_ الفتنة ووقعة الجمل للضبي ص 87 – 94.
        9_تاريخ الطبري ج 3 - ص 456.
        10_معجم الرجال ج 11 - ص 207.
        11_تقريب التهذيب لابن حجر ج 1 - ص 408.

        تعليق


        • #5
          بسمه تعالى ،

          اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،
          وعجّل فرجهم ،والعن عدوهم،،

          السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


          (( شُبهة أحاديث سهو النبي صلى الله عليه وآله)).



          قال الوهابي مُحتجا:
          إنّكم معاشر الشيعة الإمامية تدعون العصمة المُطلقة للنبي صلى الله عليه وآله ،وللأئمة ثم نجد في كُتبكم أحاديث تُصرّح بأنّ النبي كان يسهو وبالتالي فإذا كان النبي يسهو ويجوز عليه السهو فمن باب أولى أنّ ذلك جائز على الإمام أيضاً،،!!

          فأيّ عصمة تدعون ؟؟.



          والردّ على هذه الشبهة على وجوه :

          الوجه الاول:عرض الروايات التي يُفيد ظاهرها سهو النبي صلى الله عليه وآله .

          الوجه الثاني : مذهب الامامية في سهو النبي صلى الله عليه وآله .

          الوجه الثالث: أحاديث سهو النبي أحاديث آحاد .

          الوجه الرابع:مُخالفة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله ،للروايات الصريحة في نفيه ،وللأحكام الشرعية .

          الوجه الخامس: شهادة الإمام المعصوم عليه السلام ، بأنّ هذا حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله هو تقية .



          ونبدأ على بركة الله تعالى فنقول:

          بسم الله الرحمن الرحيم ،.




          ***الوجه الأول :عرض الروايات التي يُفيد ظاهرها سهو النبي صلى الله عليه وآله.


          ذكر الكليني في كتابه الكافي ج 3 - ص 357ح6 :
          محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن النعمان ، عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : صلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سلم في ركعتين فسأله من خلفه يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ ؟ قال : وما ذلك ؟ قالوا : إنما صليت ركعتين ، فقال : أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال : نعم ، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا . وقال : إن الله هو الذي أنساه رحمة للأمة الا ترى لو أن رجلا صنع هذا لعير وقيل : ما تقبل صلاتك فمن دخل عليه اليوم ذاك قال : قد سن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وصارت أسوة وسجد سجدتين لمكان الكلام .


          وفي الاستبصار ج 1 - ص 370ح1409 :فأما ما رواه سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد عن الحسين عن فضالة عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي قال : صليت بأصحابي المغرب فلما أن صليت ركعتين سلمت فقال : بعضهم إنما صليت ركعتين فأعدت فأخبرت أبا عبد الله عليه السلام فقال : لعلك أعدت ؟ فقلت نعم فضحك ثم قال : إنما يجزيك أن تقوم وتركع ركعة إن رسول الله صلى الله عليه وآله سهى في ركعتين ثم ذكر حديث ذي الشمالين قال : ثم قام فأضاف إليها ركعتين


          أقول:
          والعجيب أنّ هذا الحديث رواه علي بن مهزيار عن فضالة عن سيف عن الحضرمي ولم يذكر فيه السطر الاخير ،إنّما توقف عند قول الامام عليه السلام ((تقوم وتركع ركعه)).
          فيظهر أنّ الجملة الاخيرة زيادة على الحديث ، وأقل شي فهي محل شك ،.لمنافاتها ما تواتر من أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلى الله عليه وآله ، معصوم لا يزل ولا يخطئ ،.


          وفي الكافي ج 3 - ص 355 ح1:محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عثمان بن عيسى ، عن سماعة ابن مهران قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : من حفظ سهوه فأتمه فليس عليه سجدتا السهو فإن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) صلى بالناس الظهر ركعتين ثم سها فسلم فقال له ذو الشمالين : يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ ؟ فقال : وما ذاك ، قال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتقولون مثل قوله ؟ قالوا : نعم ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو ، قال : قلت : أرأيت من صلى ركعتين وظن أنهما أربع فسلم وانصرف ثم ذكر بعد ما ذهب إنما صلى ركعتين ؟ قال : يستقبل الصلاة من أولها ، قال قلت : فما بال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يستقبل الصلاة وإنما أتم بهم ما بقي من صلاته ؟ فقال إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم يبرح من مجلسه فإن كان لم يبرح من مجلسه فليتم ما نقص من صلاته إذا كان قد حفظ الركعتين الأولتين.


          أقول:
          لو كان فعلا سهى النبي صلى الله عليه وآله ، لنزل عليه جبرائيل ونبّهه ، لا ذو الشمالين ،وهذا أشبه بالأحاديث التي رواه القوم أنّ ابو بكر وعمر يصححون للنبي أخطاؤه!! فتأمل.



          *** الوجه الثاني :: مذهب الامامية في سهو النبي صلى الله عليه وآله .



          قال المجلسي رضوان الله تعالى عليه في بحار الأنوار ج 11 - ص 90:الأول : مذهب أصحابنا الإمامية وهو أنه لا يصدر عنهم الذنب لا صغيرة " ولا كبيرة " ولا عمدا " ولا نسيانا " ولا لخطأ في التأويل ولا للإسهاء من الله سبحانه ، ولم يخالف فيه إلا الصدوق وشيخه محمد بن الحسن بن الوليد رحمهما الله ، فإنهما جوزا الإسهاء لا السهو الذي يكون من الشيطان ، وكذا القول في الأئمة الطاهرين عليهم السلام.


          وقال شيخ الطائفة الطوسي في الاستبصار ج 1 - ص 371:فبين ( ع ) في هذا الخبر أن من لا يدري ما صلى يجب عليه الإعادة دون من تيقن مع أن في الحديثين ما يمنع من التعلق بهما وهو حديث ذو الشمالين وسهو النبي صلى الله عليه وآله وذلك مما تمنع منه الأدلة القاطعة في أنه لا يجوز عليه السهو والغلط صلى الله عليه وآله.


          وقال أيضاً في الرسائل العشر ص 96 :مسألة : نبينا محمد صلى الله عليه وآله معصوم - من أول عمره إلى آخره ، في أقواله وأفعاله وتروكه وتقريراته - عن الخطأ والسهو والنسيان ، بدليل أنه لو فعل المعصية لسقط محله من القلوب ، ولو جاز عليه السهو والنسيان لارتفع الوثوق من إخباراته ، فتبطل فائدة البعثة ، وهو محال.


          وقال رضي الله عنه أيضاً في مقدمة كتابه المبسوط في وصف أهل البيت عليهم السلام ص1:
          وجعلهم معصومين من الخطأ مأمونين عليهم السهو والغلط ليأمن بذلك من يفزع إليهم من التغيير والتبديل والغلط والتحريف فيكون بذلك واثقا بدينه قاطعا على وصوله إلى الحق الذي أوجبه الله تعالى عليه وندبه إليه .


          وقال العلامة الحلي في كتابه تذكرة الفقهاء ج 3 - ص 274 :وخبر ذي اليدين عندنا باطل ، لأن النبي صلى الله عليه وآله لا يجوز عليه السهو.



          وقال العلامة الحلي أيضا في الرسالة السعدية ص 72 :البحث الثاني في : أنه لا يجوز عليه السهو اختلف المسلمون هنا . فذهبت طائفة : إلى أن النبي صلى الله عليه وآله ، لا يجوز عليه الخطأ ، ولا السهو . وذهبت طائفة أخرى : إلى جواز ذلك ، حتى قالوا : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، كان يصلي الصبح يوما ، فقرأ مع ( الحمد ) ، ( والنجم إذا هوى ) ، إلى أن وصل إلى قوله تعالى : * ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) * ، قرأ : ( تلك الغرانيق الأولى ، منها الشفاعة ترتجى ( ثم استدرك ) ، وهذا في الحقيقة كفر . وأنه صلى يوما العصر ركعتين وسلم ، ثم قام إلى منزله ، فتنازعت الصحابة في ذلك ، وتجاذبوا في الحديث ، إلى أن طلع النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : فيم حديثكم ؟ فقالوا : يا رسول الله : أقصرت الصلاة أم نسيت ؟ فقال : لم يقصر ولم أنس ، فما شأنكم ؟ قالوا : يا رسول الله ! صليت العصر ركعتين . فلم يقبل النبي حتى شهد بذلك جماعة ، فقام وأتم صلاته ، وهذا المذهب في غاية الرداءة . والحق : الأول ، لوجوه : فإنه لو جاز عليه السهو والخطأ ، لجاز ذلك في جميع أفعاله ، ولم يبق وثوق بإخباراته عن الله تعالى ، ولا بالشرايع والأديان ، جواز أن يزيد فيها وينقص سهوا ، فتنتفي فائدة البعثة ..


          وقال الشيخ نصير الدين الطوسي نقلا عنه في البحار ج 17 - ص 109:وقال المحقق الطوسي رحمه الله في التجريد : ويجب في النبي صلى الله عليه وآله العصمة ليحصل الوثوق ، فيحصل الغرض ، ولوجوب متابعته وضدها ، وللانكار عليه ، وكمال العقل والذكاء والفطنة وقوة الرأي وعدم السهو ، وكلما ينفر عنه من دناءة الآباء وعهر الأمهات والفظاظة والغلظ والابنة وشبهها والاكل على الطريق وشبهه.


          وقال المحقق النراقي في مستند الشيعة ج 12 - ص 92:وإلى ما دل على زيادة علي عليه السلام - مع كونه معصوما عن السهو والنسيان - كصحيحتي ابن وهب وزرارة.


          وقال السيد علي الطباطبائي في رياض المسائل ج 13 - ص 41:وهو كما ترى ، لكونه بعد تسليم دلالة الآية على ذلك قياسا فاسدا ، لا أولوية فيه أصلا بل مع الفارق جدا ، لأنه ( صلى الله عليه وآله ) معصوم فبعصمته وقوة حافظته لا يحتاج إليها ، ولأنه ( صلى الله عليه وآله ) يمتنع عليه السهو والنسيان قطعا ، خصوصا مع نزول الوحي إليه مكررا ، ولا كذلك القاضي من قبله.


          وقال القاضي ابن البراج في جواهر الفقه ص 248:( مسألة 30 ) جميع الأنبياء كانوا معصومين ، مطهرين عن العيوب والذنوب كلها ، وعن السهو والنسيان في الافعال والأقوال ، من أول الأعمار إلى اللحد ، بدليل انهم لو فعلوا المعصية أو يطرأ عليهم السهو لسقط محلهم من القلوب ، فارتفع الوثوق والاعتماد على أقوالهم وافعالهم ، فتبطل فائدة النبوة ، فما ورد في الكتاب ( القرآن ) فيهم فهو واجب التأويل .



          وقال الشيخ المفيد في النكت الاعتقادية ص 37:
          فإن قيل : ما الدليل على أنه معصوم من أول عمره إلى آخره ؟ فالجواب : الدليل على ذلك أنه لو عهد منه في سالف عمره سهو أو نسيان لارتفع الوثوق عن إخباراته ولو عهد منه خطيئة لنفرت العقول من متابعته فتبطل فائدة البعثة.


          وقد ألف الشيخ المفيد كتاباً أطلق عليه "عدم سهو النبي صلى الله عليه وآله"،وقال ص29:
          ولو جاز أن يسهو النبي عليه السلام في صلاته وهو قدوة فيها حتى يسلم قبل تمامها وينصرف عنها قبل كمالها، ويشهد الناس ذلك فيه ويحيطوا به علما من جهته، لجاز أن يسهو في الصيام حتى يأكل ويشرب نهارا في رمضان بين أصحابه وهم يشاهدونه ويستدركون عليه الغلط، وينبهونه عليه، بالتوقيف على ما جناه ولجاز أن يجامع النساء في شهر رمضان نهارا ولم يؤمن عليه السهو في مثل ذلك حتى يطأ المحرمات عليه من النساء وهو ساه في ذلك ظان انهم ازواجه ويتعدى من ذلك إلى وطي ذوات المحارم ساهيا. ويسهو في الزكاة فيؤخرها عن وقتها ويؤديها إلى غير أهلها ساهيا، ويخرج منها بعض المستحق عليه ناسيا. ويسهو في الحج حتى يجامع في الاحرام، ويسعى قبل الطواف ولا يحيط علما بكيفية رمي الجمار، ويتعدى من ذلك إلى السهو في كل أعمال الشريعة حتى يقلبها عن حدودها، ويضيعها في أوقاتها، ويأتي بها على غير حقائقها، ولم ينكر أن يسهو عن تحريم الخمر فيشر بها ناسيا أو يظنها شرابا حلالا، ثم يتيقظ بعد ذلك لما هي عليه من صفتها، ولم ينكر أن يسهو فيما يخبر به عن نفسه وعن غيره ممن ليس بربه بعد أن يكون مغصوبا في الاداء . وتكون العلة في جواز ذلك كله أنها عبادة مشتركة بينه وبين أمته، كما كانت الصلاة عبادة مشتركة بينهم، حسب اعتلال الرجل - الذي ذكرت أيها الاخ عنه ما ذكرت من اعتلاله - ويكون أيضا ذلك لاعلام الخلق انه مخلوق ليس بقديم معبود. وليكون حجة على الغلاة الذين اتخذوه ربا. وهذا - أيضا - سببا لتعليم الخلق أحكام السهو في جميع ما عددناه من الشريعة كما كان سببا في تعليم الخلق حكم السهو في الصلاة.



          وقال الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن قبة الرازي نقلاً عنه في كتابه كمال الدين ص 60 :وأما قول المعتزلة : إنا قد علمنا يقينا أن الحسن بن علي عليهما السلام مضى ولم ينص فقد ادعوا دعوى يخالفون فيها وهم محتاجون إلى أن يدلوا على صحتها وبأي شئ ينفصلون ممن زعم من مخالفيهم أنهم قد علموا من ذلك ضد ما ادعوا أنهم علموه . ومن الدليل على أن الحسن بن علي عليهما السلام قد نص ثبات إمامته ، وصحة النص من النبي صلى الله عليه وآله ، وفساد الاختيار ، ونقل الشيع عمن قد أوجبوا بالأدلة تصديقه أن الامام لا يمضي أو ينص على إمام كما فعل رسول الله صلى الله عليه وآله إذ كان الناس محتاجين في كل عصر إلى من يكون خبره لا يختلف ولا يتكاذب كما اختلفت أخبار الأمة عند مخالفينا هؤلاء وتكاذبت وأن يكون إذا أمر ائتمر بطاعته ولا يد فوق يده ولا يسهو ولا يغلط وأن يكون عالما ليعلم الناس ما جهلوا ، وعادلا ليحكم بالحق ، ومن هذا حكمه فلا بد من أن ينص عليه علام الغيوب على لسان من يؤدي ذلك عنه إذ كان ليس في ظاهر خلقته ما يدل على عصمته.



          وقال السيد الامام الخميني رضوان الله تعالى عليه في الحكومة الإسلامية صفحة 91 :الأئمة الذين لا نتصور فيهم السهو أو الغفلة ونعتقد فيهم الإحاطة بكل ما فيه مصلحة للمسلمين

          وقال زعيم الحوزة العلمية السيد الخوئي قدس الله سره في شرحه في كتاب الصلاة ج 4 - ص 462:فلا بد إذا من رد علمها إلى أهله سيما مع اشتمال بعضها على سهو النبي صلى الله عليه وآله واتيانه بسجدتي السهو المنافي لأصول المذهب.


          وقال أيضا في نفس الكتاب ج 6 - ص 329:
          هذا وربما يستدل أيضا بجملة من الروايات الواردة في سهو النبي صلى الله عليه وآله في صلاة الظهر وتسليمه على الركعتين المشتملة على قصة ذي الشمالين وأنه صلى الله عليه وآله بعد أن سأل القوم وتثبت من سهوه تدارك الركعتين ثم سجد سجدتين للسهو ، وفي بعضها كصحيح الأعرج التصريح بأنه صلى الله عليه وآله سجد سجدتين لمكان الكلام .
          وفيه أولا : إن هذه الروايات في أنفسها غير قابلة للتصديق ، وإن صحت أسانيدها لمخالفتها لأصول المذهب . على أنها معارضة في موردها بموثقة زرارة المصرحة بأنه صلى الله عليه وآله لم يسجد للسهو قال : سألت أبا جعفر ( ع ) هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ قال : لا ولا يسجدهما فقيه فلا بد من ارتكاب التأويل أو الحمل على التقية أو الضرب عرض الجدار.


          وقال الشيخ حسن كاشف الغطاء قدس سره في شرح المقدمة في البحث الحادي والثلاثون:...وما دلَّ من الأخبار على حصول النقيصة والتحريف مطلقاً أو على نقيصة خاصة مطرّح وحكمه كحكم أخبار السهو على النبي (ص) ..




          وقال المرجع الشيخ التبريزي قدس سره في كتاب الأنوار الالهية في المسائل العقائدية :
          ونحن قد أجبنا عن ذلك في بحوثنا في كتاب الصلاة (مبحث أوقات الصلوات) وقلنا إن في نفس تلك الروايات الواردة عن أئمتنا (عليهم السلام) قرينة تدل على أنها صدرت تقية ومراعاة لروايات العامة، وقد ذكرنا هناك أن الصحيح ما عليه مشهور علمائنا الأبرار من عدم إمكان السهو على النبي والإمام صلوات اللّه عليهم حتى في الموضوعات الخارجية; لأن هذا مما يوهن أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)والإمام (عليه السلام) ويوجب الارتياب والشك للناس بالنسبة إلى بيان الأحكام الشرعية أيضاً.


          وقد ألّف الشيخ التبريزي رحمه الله تعالى ،كتاباً سماه" نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله" قال فيه :
          وفي هذه الروايات إشكال وإن نقل بعضها بسند معتبر، والذي تفيده بعض القرائن والخصوصيات أنها وردت عن الأئمة (ع) على نحو التقية، وبهذه الروايات وأمثالها يعرف مقدار الابتلاء الذي ابتلي به أئمتنا (ع)، والظروف الصعبة التي مرت عليهم (ع).


          وقال السيد محمد صادق الروحاني في فقه الصادق عليه السلام - ج 6 - شرح ص 24:وأستدل له بالنصوص المتضمنة لأن النبي ( ص ) سهى يوما وسلم في الركعة الخامسة وسألوه عن ذلك وتكلم معهم ، ثم سجد السجدتين بعد اتمام الصلاة لمكان الكلام . وفيه إنها مخالفة لأصول المذهب ، ولما دل على أنه ( ص ) لم يسجد سجدتي السهو ولم يسجدهما فقيه أي الإمام .




          *** الوجه الثالث:أحاديث سهو النبي أحاديث آحاد .


          قال الشيخ المفيد رضي الله عنه في كتابه" عدم سهو النبي صلى الله عليه وآله"ص 20:الحديث الذي روته الناصبة ، والمقلدة من الشيعة أن النبي صلى الله عليه وآله سها في صلاته ، فسلم في ركعتين ناسيا ، فلما نبه على غلطه فيما صنع ، أضاف إليها ركعتين ، ثم سجد سجدتي السهو ، من أخبار الآحاد التي لا تثمر علما ، ولا توجب عملا ، ومن عمل على شئ منها فعلى الظن يعتمد في عمله بها دون اليقين ، وقد نهى الله تعالى عن العمل على الظن في الدين ، وحذر من القول فيه بغير علم ويقين . فقال : ( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ). وقال : ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) . وقال : ( ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا . وقال : ( وما يتبع أكثرهم إلا ظنا إن الظن لا يغني من الحق شيئا ). وقال : ( إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون ). ومن أمثال ذلك في القرآن مما يتضمن الوعيد على القول في دين الله بغير علم ، والذم والتهديد لم عمل فيه بالظن ، واللوم له على ذلك ، والخبر عنه بأنه مخالف الحق فيما استعمله في الشرع والدين . وإذا كان الخبر بأن النبي صلى الله عليه وآله سها من أخبار الآحاد التي من عمل عليها كان بالظن عاملا ، حرم الاعتقاد بصحته ، ولم يجز القطع به ، ووجب العدول عنه إلى ما يقتضيه اليقين من كماله ( عليه السلام ) وعصمته ، وحراسة الله تعالى له من الخطأ في عمله ، والتوفيق له فيما قال وعمل به من شريعته ، وفي هذا القدر كفاية في إبطال مذهب من حكم على النبي ( عليه السلام ) بالسهو في صلاته ، وبيان غلطه فيما تعلق به من الشبهات في ضلالته .




          ***الوجه الرابع :مُخالفة حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله ،للروايات الصريحة في نفيه ،وللأحكام الشرعية.


          وقد جاء الأخبار صريحة في نفي السهو عن نبي الله صلى الله عليه وآله ،وعلى جميع الأنبياء وجميع الأوصياء ،منها :

          ما ذكره شيخ الطائفة الطوسي في كتاب التهذيب ج 2 - ص 350 ح42 :عنه عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن عبد الله ابن بكير عن زرارة قال سألت أبا جعفر عليه السلام : هل سجد رسول الله صلى الله عليه وآله سجدتي السهو قط ؟ فقال : لا ولا يسجدهما فقيه .

          قال السيد الخوئي في كتاب شرح الصلاة ج 6 - ص 329((موثقة )).
          وقال الشيخ مرتضى الحائري في كتاب خلل الصلاة واحكامها ص 643(( معتبر )).
          وقال آقا رضا الهمداني في مصباح الفقيه ج 2 ق 2 - ص 589((موثقة)).
          وقال الميرزا القمي في مناهج الأحكام ص576((موثقة)).


          وهذه الرواية صريحة في نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وآله ،ذلك لأنّ السهو معناه " الغفلة عن الشيئ وذهاب القلب عنه " .كما قال الفراهيدي في كتاب العين ج4 ص71 .

          فالسهو معناه :الغفلة عن الشيئ وذهاب القلب عنه الى غيره ،.والتركيز والإنتباه يلعب دور مضاد للسهو ،حيث إنّ سبب السهو عن الشيئ هو عدم الإنتباه وضعف التركيز الى درجة جعلت الإنسان يسهى عن شيئ اعتاد عليه يومياً.فنجد هذا الرجل الذي يقود السيارة في الشارع ،تحطيه من كُل الجهات سيارات ،فلا بدّ من أن يكون منتبه في القيادة للسيارة التي هو فيها ،كي يحافظ على روحه ونفسه ، لكن حينما يحدث اصطدام سيارة، نجد أن السبب في ذلك هو سهو القائد للسيارة ،عن الشارع وعن المسير إما بانشغال ذهنه في أمر ما ،أو بانشغاله بتلفون ،.

          كذلك الذي يُصلي ويسهو ، فلا يمكن أبداً أن نقول أنّ قلب وذهن هذا الرجل الذي سهى في صلاته ،كان خاشعاً لله في صلاته وعبادته ،لأنّ الخاشع المرتبط ارتباط كُليا مع الله في صلاته ،لا يمكن أن يسهو ،كما أنّ القائد للسيارة لا يمكنه أن يصدم سيارة إذا كان متنبه للقيادة ومطبقاً لشروطها.

          لذلك فالقول بأنّ النبي صلى الله عليه وآله يسهو في الصلاة،قول غير صحيح.

          وقد علّق الشيخ الطوسي على الرواية قائلاً:" الذي أفتى به ما تضمنه هذا الخبر ".


          ومنها ما رواه الشيخ الكليني في الكافي ج 1 - ص 284 ح4 : محمد بن يحيى ، عن محمد بن إسماعيل ، عن علي بن الحكم ، عن معاوية بن وهب قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام : ما علامة الامام الذي بعد الامام ؟ فقال : طهارة الولادة وحسن المنشأ ، ولا يلهو ولا يلعب .


          وقال المجلسي في مرآة العقول ج‏3،ص: 206((صحيح)).
          وقال الشيخ هادي النجفي في الموسوعة ج6ص312((الرواية صحيحة الاسناد)).

          وهذه الرواية صريحة في نفي اللهو عن الإمام الذي هو فرع من النبي صلى الله عليه وآله ،
          ومعنى "لا يلهو" أي لا يغفل عن الحق ،ولا ينشغل عنه بغيره ،.

          وقال ابن منظور في لسان العرب ج15ص259:يقال : لهوت بالشيئ ألهو به لهواً،وتلهيّت به ، إذا لعبت به ،وتشاغلت وغفلت به عن غيره ،ولهبت عن الشيئ _بالكسر_ألهى _بالفتح_لهياً ولهياناً إذا سلوت عنه وتركت ذكره وإذا غفلت عنه واشتغلت .

          وقد قال المجلسي في مرآة العقول ج‏3،ص: 206:" لا يلهو"أي لا يغفل عما يصلحه في شي‏ء من أحواله‏.انتهى.

          وهذا هو عدم السهو ،وقد مرّ ان السهو هو الغفلة عن الشي ،.


          ومنها ما رواه الكليني أيضا في الكافي ج 1 - ص 203:محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليه السلام و صفاتهم : ....اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقية من آدم عليه السلام وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله لم يزل مرعيا بعين الله ، يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، ، معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر ...الخ.

          قال المجلسي في مرآة العقول ج‏2، ص: 400((صحيح)).
          قال الشيخ هادي في الموسوعةج4 ص365((الرواية صحيحة الاسناد)).

          أقول: وفي هذه الرواية تصريح أن الإمام عليه السلام الذي هو فرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم معصوما من الزلات،وهذا خلاف السهو لأنّ السهو يعتبر من الزلل والخطأ والعثرة .


          ثمّ إنه ورد في الأحاديث التي نسبت السهو للنبي صلى الله عليه وآله ما يلي :
          ((يا رسول الله أحدث في الصلاة شئ ؟ قال : وما ذلك ؟ قالوا : إنما صليت ركعتين ، فقال : أكذلك يا ذا اليدين ؟ وكان يدعى ذا الشمالين فقال : نعم ، فبنى على صلاته فأتم الصلاة أربعا)).

          ((: يا رسول الله أنزل في الصلاة شئ ؟ فقال : وما ذاك ، قال : إنما صليت ركعتين ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتقولون مثل قوله ؟ قالوا : نعم ، فقام ( صلى الله عليه وآله ) فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو.. ))

          وهذا يعني أنّ النبي صلى الله عليه وآله صلى ركعتين من الظهر فسلم ،ثم تكلم مع أصحابه عمداً ثم بعد ذلك أتّم الصلاة !!!

          وهذا مُخالف لما هو ثابت عند المذهب الشيعي من أنّ الكلام العمدي مُبطل للصلاة ،حيث جاء
          في كتاب الخلاف للشيخ الطوسي - ج 1 - ص 402:مسألة 154 : من تكلم في الصلاة عامدا بطلت صلاته ، سواء كان كلامه متعلقا بمصلحة الصلاة أو لم يتعلق .

          وكذلك ذكر في الحديث الذي ينسب السهو لحضرة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ،أنّه سجد بهم سجود السهو جماعة !! كما في الحديث الذي رواه سعيد الاعرج " فأتم بهم الصلاة وسجد بهم سجدتي السهو ".

          وهذا أيضا مخالف لما عليه الشيعة اذ ان سجدتي السهو لا يؤتى بها جماعة .عصمة الانبياء للشيخ قيصر التميمي ص342.



          ***الوجه الخامس: شهادة الإمام المعصوم عليه السلام ، بأنّ هذا حديث سهو النبي صلى الله عليه وآله هو تقية .


          لقد مرّ كلام الشيخ التبريزي أنّ هذه الاحاديث انما جاءت على وجه التقية ،لموافقتها للعامة وما رووا نفس الحديث في صحيح البخاري (5/2249)ح5704 :
          حدثنا حفص بن عمر حدثنا يزيد بن إبراهيم حدثنا محمد عن أبي هريرة
          : صلى بنا النبي صلى الله عليه و سلم الظهر ركعتين ثم سلم ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد ووضع يده عليها وفي القوم يومئذ أبو بكر وعمر فهابا أن يكلماه وخرج سرعان الناس فقالوا قصرت الصلاة . وفي القوم رجل كان النبي صلى الله عليه و سلم يدعوه ذا اليدين فقال يا نبي الله أنسيت أم قصرت ؟ فقال ( لم أنس ولم تقصر ) . قالوا بل نسيت يا رسول الله قال ( صدق ذا اليدين ) . فقام فصلى ركعتين ثم سلم ثم كبر فسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر ثم وضع مثل سجوده أو أطول ثم رفع رأسه وكبر .



          وقد قال الشيخ الصدوق رضوان الله تعالى عليه : إن أهل البيت لا يختلفون ولكن يفتون الشيعة بمر الحق ، وربما أفتوهم بالتقية فما يختلف من قولهم فهو للتقية والتقية رحمة للشيعة .البحار ج 2 - ص 220.


          وكان أئمة أهل البيت عليهم السلام في بعض الأحيان يحدثون على وجه التقية فيكون الحديث موافقاً للعامة ،
          وروى الشيخ الصدوق في علل الشرائع عن أبي ، عن سعد ، عن محمد بن الوليد والسندي ، عن أبان بن عثمان ، عن محمد بن بشير وحريز ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : إنه ليس شئ أشد علي من اختلاف أصحابنا ، قال : ذلك من قبلي . بيان : أي بما أخبرتهم به من جهة التقية وأمرتهم به للمصلحة.البحار ج 2 - ص .236


          وقد تواتر عندنا قول الصادق عليه السلام في الحديثين المختلفين : اعرضوهما على أخبار العامة فما وافق أخبارهم فذروه وما خالف أخبارهم فخذوه . الفصول المهمة في أصول الأئمة - الحر العاملي - ج 1 - ص 577.

          ومما يدلّ على أنّ أحاديث سهو النبي صلى الله عليه وآله جاءت على وجه التقية هو ما رواه الشيخ في التهذيب "الحسن بن أيوب ، عن ابن بكير ، عن عبيد بن زرارة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ما سمعت مني يشبه قول الناس فيه التقية ، وما سمعت مني لا يشبه قول الناس فلا تقية فيه ."البحار ج 2 - ص 252
          وقال السيد محسن الحكيم على هذه الرواية أنّها موثقة في كتاب المحكم في أصول الفقه ج 6 - ص 186.


          والإمام يقصد بقوله ((قول الناس))،أي العامة وهذا خير دليل على أنّ هذه الاحاديث التي تنسب السهو للنبي صلى الله عليه وآله ،هي على وجه التقية ،.



          ***الوجه السادس:ما ذكره الصدوق وشيخه ابن الوليد.

          نقول بإختصار ، إنّ ما ذهب إليه الصدوق وشيخه هو أمر شاذ ،والصدوق لم ينسب السهو الذي يتدخل فيه الشيطان للنبي ،وإنما قال انّ الله يسهيه ،وهو الاسهاء ،.
          والصدوق لم يطعن في العصمة ،وذلك أنّه كان يرى أنّ نظرية الإسهاء لا تعتبر نقصا ولا منافيا للعصمة المطلقة .

          فقال في كتابه الاعتقادات ص 96:قال الشيخ أبو جعفر - رضي الله عنه - : اعتقادنا في الأنبياء والرسل والأئمة والملائكة صلوات الله عليهم أنهم معصومون مطهرون من كل دنس ، وأنهم لا يذنبون ذنبا ، لا صغيرا ولا كبيرا ، ولا يعصون الله ما أمرهم ، ويفعلون ما يؤمرون . ومن نفي عنهم العصمة في شئ من أحوالهم فقد جهلهم. واعتقادنا فيهم أنهم موصوفون بالكمال والتمام والعلم من أوائل أمورهم إلى أواخرها ، لا يوصفون في شئ من أحوالهم بنقص ولا عصيان ولا جهل .


          وأيضا قد خالف المذهب السني القاضي عياض في كتابه الشفا ،ج2ص193:
          فصل وأما أقواله الدنيوية من أخباره عن أحواله وأحوال غيره وما يفعله أو فعله فقد قدمنا أن الخلف فيها ممتنع عليه في كل حال وعلى أي وجه من عمد أو سهو أو صحة أو مرض أو رضى أو غضب وأنه معصوم منه صلى الله عليه وسلم.





          والحمدُ لله ربّ العالمين،،



          جابر المُحمدي المهاجر،،
          التعديل الأخير تم بواسطة جابر المحمدي المهاجر; الساعة 14-12-2007, 09:13 PM.

          تعليق


          • #6
            بسمه تعالى ،

            السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


            هذه إضافة للوجه الثاني :

            وقال الشيخ الأنصاري في الرسائل الفقهية ص 322 :.. وكون نفس السهو نقصا دون نفس النوم ، لا ينافي كون هذا الفرد من النوم أنقص ، لكشفه عن تقصير صاحبه ولو في المقدمات . وبالجملة ، فصدور هذا مخالف لما يحصل القطع به من تتبع متفرقات ما ورد في كمالاتهم وعدم صدور القبائح منهم فعلا وتركا في الصغر والكبر عمدا أو خطأ .



            والحمدُ لله ربّ العالمين،



            جابر المحمدي المهاجر،

            تعليق


            • #7
              بسمه تعالى ،

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،


              هذه إضافة أيضاً للوجه الثاني :


              البحار للمجلسي ج 17 - ص 110:
              وقال الشهيد رحمه الله في الذكرى : وخبر ذي اليدين متروك بين الامامية لقيام الدليل العقلي على عصمة النبي صلى الله عليه وآله عن السهو ، لم يصر إلى ذلك غير ابن بابويه .


              البحار ج 17 - ص 110:وقال المحقق رحمه الله في النافع : والحق رفع منصب الإمامة عن السهو في العبادة .


              وقد نقل المحقق البحراني في الحدائق الناضرة اجماع الامامية على نفي السهو على النبي صلى الله عليه وآله إلا الصدوق وشيخه ورأي الصدوق وشيخه إنّما قام عندهما حينما ثبت لهما أنّ الإسهاء لا ينافي العصمة . ج 6 - ص 273.



              والحمدُ لله ربّ العالمين،

              جابر المحمدي المهاجر،،

              تعليق


              • #8
                بسمه تعالى ،،


                السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



                قالَ الوهابي مُحتجاً:

                إنّكم يا معاشر الشيعة تطعنون في علي ،تقولون انّ من اسمائه ((بوسي )) ،وهذا طعن صريح ،فواعجباه منكم كيف تجمعون بين النقيضين ،تزعمون حب علي وتطعنون فيه.!!


                والرد على هذا الاشكال بوجوه:

                الوجه الاول: عرض الحديث المذكور .
                الوجه الثاني : بيان حقيقته.
                الوجه الثالث: أسماء بعض الصحابة .(( أنعم وأكرم:yinyang).!!


                *** الوجه الاول :عرض الحديث المذكور.،،

                كتاب ( بشارة االمصطفى لشيعة المرتضى ) ص33:[(........ أنا اسمي في الانجيل ( اليا ) وفي التوراة ( بريا ) وفي الزبور ( اري ) وعند الهند ( كابر ) وعند الروم ( بطريسا ) وعند الفرس ( جبير ) وعند الترك ( تبير ) وعند الزنج ( حيتر ) وعند الكهنة ( بوسي ) وعند الحبشة ( بتريك ) وعند امي ( حيدرة ) وعند ظئري ( ميمون ) وعند العرب ( علي ) وعند الارمن ( فريق ) وعند ابي ( ظهيرا )
                الا واني مخصوص في القرآن بأسماء احذروا ان تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم يقول عز وجل ( ان الله مع الصادقين ) وانا ذلك الصادق وأنا المؤذن في الدنيا والاخرة في قوله ( وأذن مؤذن بينهم ان لعنة الله على الظالمين ) ...........................الخ الخطبة ].



                **** الوجه الثاني :بيان حقيقته،،.

                لقد جاء الحديث في مصدره _ الأصل _في كتاب معاني الأخبار للصدوق ،بغير لفظ كلمة
                ( بوسي )،وإنّما الكلمة هي ( بويئ)، وحسب الرواية والحديث فالصحيح هو كلمة(بويئ) ،وليس بوسي .

                في كتاب معاني الأخبار للصدوق ص85،تصحيح وتعليق : علي أكبر الغفاري1379 - 1338 ش ،،مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين بقم المشرفة
                :

                [9 - حدثنا أبو العباس محمد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقاني - رحمه الله - قال : حدثنا عبد العزيز بن يحيى الجلودي بالبصرة قال : حدثني المغيرة بن محمد ، قال : حدثنا رجاء بن سلمة ، عن عمرو بن شمر ، عن جابر الجعفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : خطب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه بالكوفة بعد منصرفه من النهروان و بلغه أن معاوية يسبه ويلعنه ويقتل أصحابه ، فقام خطيبا ، فحمد الله وأثنى عليه ، وصلى على رسول الله صلى الله عليه وآله ، وذكر ما أنعم الله على نبيه وعليه ، ثم قال : لولا آية في كتاب الله ما ذكرت ما أنا ذاكره في مقامي هذا ، يقول الله عز وجل : " وأما بنعمة ربك فحدث " اللهم لك الحمد على نعمك التي لا تحصى ، وفضلك الذي لا ينسى ، يا أيها الناس إنه بلغني ما بلغني وإني أراني قد اقترب أجلي ، وكأني بكم وقد جهلتم أمري ، وإني تارك فيكم ما تركه رسول الله صلى الله عليه وآله كتاب الله وعترتي وهي عترة الهادي إلى النجاة خاتم الأنبياء ، و سيد النجباء ، والنبي المصطفى ، يا أيها الناس لعلكم لا تسمعون قائلا يقول مثل قولي بعدي إلا مفتر ، أنا أخو رسول الله ، وابن عمه ، وسيف نقمته ، وعماد نصرته وبأسه وشدته ، أنا رحى جهنم الدائرة ، وأضراسها الطاحنة ، أنا موتم البنين والبنات ، أنا قابض الأرواح وبأس الله الذي لا يرده عن القوم المجرمين ، أنا مجدل الابطال ، وقاتل الفرسان ، ومبير من كفر بالرحمن ، وصهر خير الأنام ، أنا سيد الأوصياء ووصي خير الأنبياء ، أنا باب مدينة العلم وخازن علم رسول الله ووارثه ، وأنا زوج البتول سيده نساء العالمين فاطمة التقية النقية الزكية المبرة المهدية ، حبيبة حبيب الله وخير بناته وسلالته وريحانة رسول الله ، سبطاه خير الأسباط ، وولداي خير الأولاد ، هل أحد ينكر ما أقول ؟ أين مسلموا أهل الكتاب ؟ أنا اسمي في الإنجيل " اليا " وفي التوراة " برئ " وفي الزبور " أري " وعند الهند " كبكر " وعند الروم " بطريسا " وعند الفرس " جبتر" وعند الترك " بثير " وعند الزنج " حيتر " وعند الكهنة " بويئ " وعند الحبشة " بثريك " وعند أمي " حيدرة " وعند ظئري " ميمون " وعند العرب " علي " وعند الأرمن " فريق " وعن أبي " ظهير " . ألا وإني مخصوص في القرآن بأسماء ، احذروا أن تغلبوا عليها فتضلوا في دينكم ، يقول الله عز وجل : " إن الله مع الصادقين" أنا ذلك الصادق ، وأنا المؤذن في الدنيا والآخرة ، قال الله عز وجل : " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الضالمين " أنا ذلك المؤذن ، وقال : " وأذان من الله ورسوله " فأنا ذلك الاذان ، وأنا المحسن ، يقول الله عز وجل : " إن الله لمع المحسنين " وأنا ذو القلب ، فيقول الله : " إن في ذلك لذكرى لمن كان له قلب " وأنا الذاكر ، يقول الله عز وجل : " الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم " ونحن أصحاب الأعراف أنا وعمي وأخي و ابن عمي . والله فالق الحب والنوى لا يلج النار لنا محب ، ولا يدخل الجنة لنا مبغض ، يقول الله عز وجل : " وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم " وأنا الصهر ، يقول الله عز وجل : " وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا" وأنا الاذن الواعية ، يقول الله عز وجل : " وتعيها اذن واعية " وأنا السلم لرسله يقول الله عز وجل : " ورجلا سلما لرجل " ومن ولدي مهدي هذه الأمة . ألا وقد جعلت محنتكم ببغضي يعرف المنافقون ، وبمحبتي امتحن الله المؤمنين ، هذا عهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، وأنا صاحب لواء رسول الله صلى الله عليه وآله في الدنيا والآخرة ، ورسول الله فرطي ، وأنا فرط شيعتي ، والله لا عطش محبي ، ولا خاف وليي ، وأنا ولي المؤمنين ، والله وليي حسب محبي أن يحبوا ما أحب الله ، وحسب مبغضي أن يبغضوا ما أحب الله ، ألا وإنه بلغني أن معاوية سبني ولعنني . اللهم اشدد وطأتك عليه ، وأنزل اللعنة على المستحق ، آمين [ يا ] رب العالمين ، رب إسماعيل وباعث إبراهيم إنك حميد مجيد ، ثم نزل عليه السلام عن أعواده فما عاد إليها حتى قتله ابن ملجم - لعنه الله - . قال جابر سنأتي على تأويل ما ذكرنا من أسمائه . أما قوله عليه السلام : أنا اسمي في الإنجيل " إليا " فهو علي بلسان العرب ، وفي التوراة " برئ " قال : برئ من الشرك ، و عند الكهنة " بويئ " هو من تبؤ مكانا وبرأ غيره مكانا وهو الذي يبوء الحق منازله ، و يبطل الباطل ويفسده ، وفي الزبور " اري " وهو السبع الذي يدق العظم ويفرس اللحم وعند الهند " كبكر " قال : يقرؤون في كتب عندهم فيها ذكر رسول الله صلى الله عليه وآله وذكر فيها أن ناصره " كبكر " وهو الذي إذا أراد شيئا لج فيه ولم يفارقه حتى يبلغه ، وعند الروم " بطريسا " قال : هو مختلس الأرواح ، وعن الفرس ( حبتر ) وهو البازي الذي يصطاد ، و عند الترك " بثير " قال : هو النمر الذي إذا وضع مخلبه في شئ هتكه ، وعند الزنج " حيتر " قال : هو الذي يقطع الأوصال ، وعند الحبشة " بثريك " قال : هو المدمر على كل شئ أتى عليه ، وعند أمي " حيدرة " قال : هو الحازم الرأي الخبير النقاب النظار في دقائق الأشياء ، وعند ظئري " ميمون " قال جابر : أخبرني محمد بن علي عليه السلام ، قال : كانت ظئر علي عليه السلام التي أرضعته امرأة من بني هلال خلفته في خبائها ومعه أخ له من الرضاعة وكان أكبر منه سنا بسنة إلا أياما ، وكان عند الخبأ قليب ، فمر الصبي نحو القليب ونكس رأسه فيه ، فحبي علي عليه السلام خلفه فتعلقت رجل علي عليه السلام بطنب الخيمة فجر الحبل حتى أتى على أخيه فتعلق بفرد قدميه وفرد يديه ، وأما اليد ففي فيه ، وأما الرجل ففي يده فجاءته أمه فأدركته فنادت : يا للحي ، يا للحي ، يا للحي من غلام ميمون أمسك علي ولدي . فأخذوا الطفلين من [ عند ] رأس القليب وهم يعجبون من قوته على صباه ولتعلق رجله بالطنب ولجره الطفل حتى أدركوه ، فسمته أمه " ميمونا " أي مباركا ، فكان الغلام في بني هلال يعرف بمعلق ميمون وولده إلى اليوم ، وعند الأرمن " فريق " قال : الفريق الجسور الذي يهابه الناس ، وعند أبي " ظهير " قال : كان أبوه يجمع ولده وولد إخوته ثم يأمرهم بالصراع ، وذلك خلق في العرب وكان علي عليه السلام يحسر عن ساعدين له غليظين قصيرين وهو طفل ، ثم يصارع كبار إخوته وصغارهم وكبار بني عمه وصغارهم فيصرعهم ، فيقول أبوه : ظهر علي فسماه ظهيرا ، وعند العرب " علي " قال جابر : اختلف الناس من أهل المعرفة لم سمي علي عليا ، فقالت طائفة : لم يسم أحد من ولد آدم قبله بهدا الاسم في العرب ولا في العجم إلا أن يكون الرجل من العرب يقول : ابني هذا علي يريد من العلو لا أنه اسمه ، وإنما تسمى الناس به بعده وفي وقته . وقالت طائفة : سمي علي عليا لعلوه على كل من بارزه وقالت طائفة : سمي علي عليا لان داره في الجنان تعلو حتى تحاذي منازل الأنبياء وليس نبي تعلو منزلته منزلة علي . وقالت طائفة : سمي علي عليا لأنه علا ظهر رسول الله صلى الله عليه وآله بقدميه ، طاعة لله عز وجل ، ولم يعل أحد على ظهر نبي غيره عند حط الأصنام من سطح الكعبة وقالت طائفة : إنما سمي علي عليا لأنه زوج في أعلى السماوات ولم يزوج أحد من خلق الله عز وجل في ذلك الموضع غيره . وقالت طائفة : إنما سمي علي عليا لأنه كان أعلى الناس علما بعد رسول الله صلى الله عليه وآله . ]



                أقول: تأكيد صحة وغلبة كلمة (بويئ )على كلمة (بوسي)،هو قول جابر رضي الله عنه ،وشرحه قائلاً:
                (( و عند الكهنة " بويئ " هو من تبؤ مكانا وبرأ غيره مكانا وهو الذي يبوء الحق منازله )).

                فكلمة (تبوء)،(يبوء) قرينة تدل على أنّ الكلمة هي (بويئ) وليس (بوسي)،.ونقل الحديث بلفظ (بويئ) في عدة مصادر منها:
                ونفس هذا المصدر أيضا مصباح البلاغة للميرجهاني ج 1 - ص 130،.
                وكذلك في بحار الانوار نقل العلامة المجلسي لفظ(بويئ ) دون لفظ (بوسي) وهذا أيضا قرينة على صحة (بوئي)،.ج 33 - ص 282.،،ج 35 - ص 45 .
                وكذلك الشيخ هادي في الموسوعة ج 8 - ص 380 ،،.
                وكذلك الشيخ الحويزي في تفسير نور الثقلين ج 5 - ص 598 ،.


                فما ذكر في كتاب بشارة المصطفى هو تصحيف لا محالة .،والتصحيف يقع كثيراً حتى في كتب معاشر سنة الجماعة ،،.




                **** الوجه الثالث:أسماء بعض الصحابة ((((( العدووووول))))).


                لقد جاء في كتب التراجم والسير ، أسماء صحابة _ عدول طبعاً_ وهي كما يلي:


                1_ الصحابي قُنفذ !!!!

                الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 5 - صفحة 455 ]:
                7141 - قنفذ بن عمير بن جدعان التيمي والد المهاجر له صحبة قاله أبو عمر قال وولاه عمر مكة ثم صرفه واستعمل نافع بن عبد الحارث والقنفذ غني عن التعريف.


                2_ الصحابي حمار !!!! (( أنعم وأكرم ))،.
                الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 117 ] :1815 - حمار بكسر أوله وتخفيف ثانيه وآخره راء باسم الحيوان المشهور روى البخاري من طريق زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال كان رجل يسمى عبد الله ويلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم الحديث وفيه أنه صلى الله عليه وسلم قال لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله .


                أقول: حمار وعدل!!!والله مصيبة ...


                3_الصحابي الكريم الجليل العدل (( ثور )).

                الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 1 - صفحة 415 ] :973 - ثور بن عزرة بن عبد الله بن سلمة أبو العكير القشيري ذكر بن شاهين عن أبي الحسن المدائني عن يزيد بن رومان وغيره عن رجاله قالوا وفد ثور بن عزرة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقطعه حمام والسد وهما من العقيق وكتب له كتابا وفيه يقول الشاعر ... فإن يغلبك ميسرة بن بشر ... فإن أبا العكير على حمام.


                4_الصحابي العدل ( دجاجة):
                الإصابة في تمييز الصحابة [ جزء 2 - صفحة 384 ] :( الدال بعدها الجيم )
                2391 - دجاجة والد جسرة قال عبد الله بن المبارك في كتاب الزهد أخبرنا سعيد بن زيد عن رجل بلغه عن دجاجة وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال كان أبو ذر يقول نفسي مطيتي وإن لم أتيقن أنها تبلغني قال بن صاعد راوي الكتاب عن الحسين بن الحسن المروزي عنه قد روت جسرة بنت دجاجة عن أبي ذر غيره فما أدري أراد والدها أو غيره



                ملاحظة:الوجه الثالث كتبناه بمساعدة الشيخ الحبيب :aaflw:أسد الحق علي:aaflw:،أعاده الله لنا سالما من كل سوء بحق محمد وآله.



                والحمدُ لله ربّ العالمين،،،



                جابر المحمدي المهاجر،،

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x

                رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                صورة التسجيل تحديث الصورة

                اقرأ في منتديات يا حسين

                تقليص

                المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
                ردود 2
                12 مشاهدات
                0 معجبون
                آخر مشاركة ibrahim aly awaly
                بواسطة ibrahim aly awaly
                 
                يعمل...
                X