بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
كان ( اليسع ) أحد الأنبياء ، وكان " ذي الكفل " احد أصحابه
جمع " اليسع " الناس في أواخر حياته وقال لهم : إني أوصيكم ومن يلتزم بوصيتي يصبح نبياً
من بعدي ، ووصيتي أن تكظموا غيظكم ، ولا تتبعوا الشيطان .
وكان " ذي الكفل " واثقاً من نفسه فعاهده على ان يلتزم بوصيته بأن لا يغضب ولا يتبع الشيطان
فوصل ( ذي الكفل ) الى درجة النبوة ، وكان الشيطان يسعى دائماً الى ان يغضب ( ذي الكفل )
إلا أن محاولاته ومساعيه تبوء بالفشل ، إذ بقي ( ذي الكفل ) صامداً لا يؤثر به شيئ .
فاحتار الشيطان وجمع أعوانه وقال لهم : لقد أتعبني ( ذي الكفل ) إنه لا يغضب أبدا

فماذا افعل لكي أجعله يغضب وينقض عهده ؟
فانبرى شيطان صغير يدعى ( ابيض ) قائلاً : دع هذه ِ المهمة لي فسأجعله يغضب بسرعة .
لقد كان ( ذي الكفل ) لا ينام ليلاً بل يقضي الليل في الصلاة والعبادة ، وفي النهار كان يعمل ليعيش
ثم يحكم ويفصل بين الناس وعند الظهر كان ينام قليلاً ثم يستيقظ ليقضي أعمال الناس .
ذات يوم وعندما كان ( ذي الكفل ) نائماً وقت الظهر حضر الشيطان الصغير
وأخذ يطرق الباب بشده ، ففتح الخادم له الباب وسأله عما يريد فأجابه الشيطان :
لدي مشكلة وشكوى واتيت الى ( ذي الكفل ) كي يحكم لي فيها .
فقال له الخادم إن ( ذي الكفل ) نائم الآن ، لماذا لا تأتي غداً صباحاً ؟
ولكن الشيطان الصغير صرخ به قائلاً : لا اقدر أن آتي غداً لأن طريقي بعيد جداً .
فأيقض صراخ الشيطان الصغير ( ذي الكفل ) من نومه فقام الى الباب وقال للشيطان :
إذهب وقل للطرف الآخر أن يأتي إلى هنا غداً حتى أحكم بينكما .
فأجابه الشيطان الصغير : أنه لن يأتي .. !
فناوله ( ذي الكفل ) خاتمه وقال له : خذ خاتمي كدليل حتى يقتنع بأني أطلبه
وسيأتي حتماً عندما يعلم بأني أدعوه للحضور .
ولم ينم ( ذي الكفل ) في ذلك اليوم .
وفي ظهر اليوم التالي حضر الشيطان الصغير وطرق الباب بشدة ويصرخ بأعلى صوته
فأيقض ( ذي الكفل ) الذي قام اليه بهدوء ، وكتب رسالة الى الطرف الثاني ليحضر اليه
ولم ينم ( ذي الكفل ) في ذلك اليوم أيضاً .
وفي اليوم الثالث حضر الشيطان أيضاً وقت الظهر وقال ل ( ذي الكفل ) :
إن الطرف الآخر لم يحضر وأطلب منك مرافقتي إليه حتى تحكم بيننا .
لقد كان ( ذي الكفل ) مرهقاً جداً إذ انه لم ينم لمدة ثلاثة أيام إلا انه وافق على الذهاب
معه وكان الجو حار جداً أشعة الشمس محرقه ، فأخذه الشيطان الى الصحراء ولم يُغضب
هذا العمل ( ذي الكفل ) .
فيأس الشيطان منه وهرب مسرعاً

تعليق