نهضة الإمام الحسين عليه السلام :
لقد رفض الامام الحسين عليه السلام مباعية يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ( عليهم لعنة الله ) ليس لأن يزيد طليق بن طليق شارب للخمور عاشق للكلاب و النمور يداعب القرود و يجامع الفهود بل كان رأس الكفر و بؤرة الفساد بل كان اكثر شرا ً من إبليس ، فإذا افترضنا ان الحسين عليه السلام بايع ذلك الدعي ابن الدعي لتبدل الدين الإسلامي الى الدين الأموي و انهدم البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه و آله طيلة 23 عاما من الدعوة و هداية البشر ، و ذهب تعب جميع الانبياء و الرسل الى الهباء .
لقد ضحى الامام الحسين عليه السلام الدم لأجل الاسلام و نصب راية الحق في الارض فانتصر الدم على السيف و ما مرت أيام و سنين الا و سقط ملك بني أمية و رحل ادراج الرياح ، حيث رسم دم الامام الحسين عليه السلام نهج الشهادة لتتعلم الاجيال تلو الاجيال تلو الاجيال مفهوم النضال و رفض الظلم و الحكام الظالمين .
فإنني سأشير لو بالمختصر السريع حول الحكام الظالمين الذين زالوا بفضل الله سبحانه و تعالى أولا ً حيث سلط عليهم بقوم مثلهم بل أظلم منهم ، و ثانيا ً بفضل دماء الشهداء .
اوجه الشبه بين حكومة صدام و حكومة بني امية :
1- لقد كان معاوية حاكما ً جائرا ً ناهبا ً لأموال المسلمين و سفاكا ً للدماء لكن خلف الستار حيث كان يختبأ تحت عباءة الاسلام فلقب نفسه بـ ( أمير المؤمنين ) ، و كذلك كان صدام حاكما ً ظالما ً ناهبا ً لأموال الشعب و سفاكا ً للدماء لكن كان متسترا ً تحت عباءة الاسلام و لقب نفسه أيضا ً بلقب أمير المؤمنين ، المجاهد ، سيف الاسلام و العرب ، حامي بوابة العرب ، محرر القدس ، إلى آخر الألقاب المزيفة . . .
2- يزيد بن معاوية اشتهر بحبه للسكر و بلعبه مع الكلاب و الفهود و جنونه بالغـناء و الرقص و جهره بالفسوق ، و كثرة إسرافه و تبذيره و كثرة قصوره ، و كذلك كان عدي صدام كان مشهورا ً بلعبه مع الكلاب و الفهود حتى تجول و تمرح في قصره النمور ، و عشقه للنساء و الغناء و الرقص و إفراطه بالجنس و شذوذه الجنسي و ايضا ً تهوره أثناء السكر .
3- لقد ظن يزيد إن بعد قتله للإمام الحسين عليه السلام و أهله و أصحابه في هذه الصحراء المهجورة ( منطقة كربلاء ) إن ملكه سيدوم و ستظل دولة آل أمية لكن ما لبث إلا سنين و قد لقي الخزي في حياة الدنيا قبل الآخرة و زالت دولة آل أمية ، و كذلك ظن صدام إن بعد قتله المرجع الديني آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رضوان الله عليه ) و آية الله العظمى السيد الشهيد محمد صادق الصدر ( رضوان الله عليه ) و آل الحكيم الكرام و العلماء الأفاضل إن حكمه سيدوم و ما مرت سنين إلا و انتصر الدم على قوة النار و الحديد و سقط صدام العفقلي و لقي الخزي و العار في حياة الدنيا قبل الآخرة و زالت الدولة البعثية و لا رجعة لها .
فيجب علينا ان نفهم ان ثورة الامام الحسين عليه السلام بالشكل الدقيق العميق فقد كانت ثورة الحق ضد الباطل و ضد الظلم و الاستبداد و الاستعباد و الاستكبار و القهر العالمي المتمثل بالحكومة الاموية التي ارادت هدم اركان الاسلام و نشر في البلاد الفساد و اعادة الرق و العادات الجاهلية الاولى و اعتبار المسلمين عبيد لهم لكن قلبت الثورة الحسينية الموازيين و غيرت المعادلات و بعثرت الحسابات و افشلت الآمال و بددت الاحلام و نسفت كل مخططات بني امية المستقبلية ، نعم هذه سبب خلود ثورة الحسين صلوات الله عليه .
ما هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ؟
هدفها الإصلاح السياسي و الاجتماعي و الثقافي و جميع النواحي ، فحين اخذ يزيد الخلافة من أبيه معاوية عليهما لعنة الله زاد انتشار الفقر و الجوع بين المسلمين و زاد اماكن اللهو و كثرت الملاهي في بلاد المسلمين و بالاخص في المدينة المنورة ، و ابتعد معظم الناس عن الدين القويم و القرآن الكريم حيث قال الامام الحسين عليه السلام : إني لم أخرج شرا ً و لا بطرا ًَ و لا مفسدا ً و لا ظالما ً و إنما خرجت اطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أريد أن آمر بالمعروف و أنهي عن المنكر و اسير بسيرة جدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و سيرة أبي علي بن أبي طالب عليه السلام .
أما سبب خروج الإمام الحسين عليه السلام الى العراق فذلك بسبب كثرة الرسائل التي وصلت اليه و كثرة الشكاوي والنداءات حتى بلغ عدد الرسائل التي وصلته بالآلاف التي تطلبه و تستنجده و تبايعه و ترفض سلطة يزيد .
أهمية إقامة مآتم العزاء لأجل الإمام الحسين عليه السلام :
ان هذه المآتم و الحسينيات تعد لنا مدارس بل جامعات يدرس فيها الشيعي فكر و نهج الإمام الحسين عليه السلام فهذه الحسينيات حفظت ذكرى الإمام الحسين عليه السلام فما زالت هذه الصرخة ( يا حسين ) مدوية صداها على مر الدهر ، فيجب علينا المسارعة الى المشاركة في هذه الحسينيات و مآتم العزاء و إحياء الشعائر الحسينية و كذلك رفع شعار ( هيهات منا الذلة ) لأن هذا الشعار ليس مختص في زمن يزيد و ارض كربلاء بل هو ساري في كل وقت و زمان و في كل بقعة ارض و مكان ، نعم هذا الشعار يرعب قلوب الظالمين حقيقة ً و بالخصوص في هذا العصر عصر مظلومية المسلمين على أيدى السلاطين و الحكام الجائرين .
إن قضية الإمام الحسين عليه السلام و قضية عاشوراء و مجزرة كربلاء هي قضية إنسانية بالدرجة الاولى غير كونها قضية سياسية و ذكرى دينية ، فرسالة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام هي رسالة لتحقيق الحرية و الدميقراطية و العدالة و المساواة في الأمة الإسلامية بل في الامة البشرية قاطبة .
إن لهذه الحسينيات و مواكب العزاء واللطم و البكاء دور خفي بل لها ابعاد سياسية بحتة غير كونها من الطقوس الدينية الروحانية ، فالبكاء على الحسين عليه السلام ليس الهدف منه سيل الدموع فقط .
إن هذه التجمعات للبكاء على الحسين عليه السلام ما تجمعت إلا لإجل الإمام الحسين عليه السلام و بيان مظلوميته للعالم أجمع فهذا يؤدي الى تجميع الشيعة قاطبة و رص الصفوف مهما فعل الغرب من وضع حواجز و حدود بين البلدان الاسلامية و العربية فإنه لا يستطيع منع هذه المآتم و الحسينيات.
ان يوم عاشوراء يوم يضخ فيه الدماء الثورية في خلايا الدم ليعيد نبض الحياة ، لذلك علينا تجديد هتاف : يا لثارات الحسين في كل عام و عام .
فإن إحياء يوم العاشر من شهر محرم الحرام له علاقة بظهور الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) حيث يرتبط ظهوره بيوم عاشوراء و إن ثورته الإلهية هي خط إمتداد من الثورة الحسينية ، فيوم عاشوراء يوم نهضته الشريفة و يوم إنطلاق ثورته العظيمة في وجه السفياني .
سقط صدام العفلقي فتوقعوا خروج السفياني !!!
يجب ان نعرف ان السفياني لعنة الله عليه هو من نسل ابي سفيان و إسمه ( عثمان ) أو ( معاوية) على إختلاف الروايات لكنه مؤكدا ً سيخرج من الشام .
و كلمة الشام تطلق اليوم على سوريا بالاخص و لبنان لكن تشمل كل من الاردن و فلسطين .
و السفياني كجده خليفة المنافقين يزيد شارب للخمور فاسق فاجر تحت مظلة الاسلام لكن الاسلام بريء منه .
ان السفياني سيسطر على الشام بعد صراع دموي للحكم و يحكم قبضته بالقوة و الانقلاب العسكري بمساعدة الغرب لتحقيق اهدافهم فيبايعونه جمهور المسلمين من العامة و يكون زعيمهم و يوحد صفوفهم و سوف يقصد العراق لإحتلالها التام .
حركة السفياني قائمة على عدة عوامل منها :
1- تطهير العراق وجميع بلاد المسلمين من الروافض ( الشيعة ) و أمور الشركيات كالقبور و الاوثان على حسب زعمه .
2- المطالبة بثارات آل أمية و بخصوص دم عثمان بن عفان .
3- الفتن الطائفية و العنصرية و الجاهلية حتى يحلل ذبح الشيعة خصوصا و المسلمين عموما .
4- عدم استقرار الاوضاع في الشرق الاوسط و بالخصوص عدم وجود الامن في العراق مما يؤدي الى دخول جيشه و غزوه للعراق .
5- زوال ملك آل ( فلان ) في جزيرة العرب مما يؤدي الى دخول جيشه للحجاز كي يهدم الكعبة المكرمة و ذلك للقضاء على الإسلام .
و إن خروج السفياني ( لعنة الله عليه ) من الأمور المحتومة التي لا نقاش فيها فقد نصت الاحاديث الواردة
فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : إن أمر القائم حتم من الله ، و امر السفياني حتم من الله ، و لا يكون القائم الا بسفياني .
( المصدر : بحار الانوار ج 53 ص 182 )
فنستنتج من ذلك الحديث الشريف ان لابد لقوى الخير من قوى شر تعارضها ، حيث ان الامام المهدي عليه السلام شريك القرآن وغصن شجرة الايمان الميمونة و يعاكسه في الاتجاه السفياني شريك الشيطان وغصن شجرة ابي سفيان الملعونة .
ان السفياني سيشعل نار فتنة جديدة ذات صياغة مذهبية طائفية و تؤدي الى حروب أهلية لا يعرف ويلاتها الا الله سبحانه و كذلك المطالبة بثارات بني امية ليحقق ما يدور في عقله فنقطة انطلاق حركته المشؤومة من دمشق من المسجد الاموي ( نعم من الشام سيخرج قرن الشيطان ) فيسير بجيشه الجرار الى العراق ليسفك دماء الشيعة و ذلك عن طريق إثارة فتنة مذهبية و تحريك اهل السنة و الجماعة ضد الشيعة تحت شعار نصرة المستضعفين من السنة في العراق و في نفس الوقت بالباطن هو عميل لقوى الاستكبار العالمية و القوى العظمى بالاضافة خادم لليهود لكن في الظاهر هو يدعي بأنه مجدد متدين امير للمؤمنين مثلا ً و يريد ان يحقق السلام في العالم .
فإذا خرج السفياني يسفك الدماء و يذبح الابرياء و يبقر بطون النساء حتى يقتل كل من اسمه محمدا او احمد او علي او حسن او حسين او جعفر و كل من اسمها فاطمة او زينب حقدا ً و كرها ً على أهل بيت النبوة عليهم افضل الصلوات .
فعن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال : إنا و آل ابي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله و قالوا كذب الله ، قاتل ابو سفيان رسول الله صلى الله عليه و آله و قاتل معاوية بن ابي سفيان عليا ً بن ابي طالب عليه السلام و قاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام ، و السفياني يقاتل القائم عليه السلام .
( المصدر : البحار 52/90)
و عندي إضافة بما جاء مضمون الحديث حول قتال آل ابي سفيان ضد آل محمد صلوات الله عليهم و هو ما فعلته هند ام معاوية و زوجة ابو سفيان حينما مثلت بجثة سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه و آله و اكلت من كبده و مزقت أحشاءه ، إذن نستنتج ان السفياني ورث تلك الصفات القبيحة من اجداده و آباءه .
فيجب علينا الآن في هذه الظروف المناسبة الحرة توعية السنة قبل الشيعة اجمع بأن السفياني سيبث سمومه الطائفية ليمزق و يفرق الامة الاسلامية والعربية قبل ان يأتي ذاك اليوم الذي لا يمكننا التكلم فيه بوجود حد السيف ، فواجب علينا محاربته قبل خروجه و أثناء خروجه و بعد خروجه بكل ما نملك من روح و دم و مال ، و إذا خرجت راياته الحمراء من الشام نحو العراق فقد حل بكم البلاء فالصبر الصبر ، و لا تنسوا الدعاء لتعجيل بفرج قائم آل محمد الى أن ياذن الله سبحانه لوليه الاعظم الناموس الاكبر الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) بالظهور و القيام من مكة لتطهير الارض و إقامة العدل بعد ما ملأت ظلما ً و جورا
لقد رفض الامام الحسين عليه السلام مباعية يزيد بن معاوية بن ابي سفيان ( عليهم لعنة الله ) ليس لأن يزيد طليق بن طليق شارب للخمور عاشق للكلاب و النمور يداعب القرود و يجامع الفهود بل كان رأس الكفر و بؤرة الفساد بل كان اكثر شرا ً من إبليس ، فإذا افترضنا ان الحسين عليه السلام بايع ذلك الدعي ابن الدعي لتبدل الدين الإسلامي الى الدين الأموي و انهدم البناء الذي بناه النبي صلى الله عليه و آله طيلة 23 عاما من الدعوة و هداية البشر ، و ذهب تعب جميع الانبياء و الرسل الى الهباء .
لقد ضحى الامام الحسين عليه السلام الدم لأجل الاسلام و نصب راية الحق في الارض فانتصر الدم على السيف و ما مرت أيام و سنين الا و سقط ملك بني أمية و رحل ادراج الرياح ، حيث رسم دم الامام الحسين عليه السلام نهج الشهادة لتتعلم الاجيال تلو الاجيال تلو الاجيال مفهوم النضال و رفض الظلم و الحكام الظالمين .
فإنني سأشير لو بالمختصر السريع حول الحكام الظالمين الذين زالوا بفضل الله سبحانه و تعالى أولا ً حيث سلط عليهم بقوم مثلهم بل أظلم منهم ، و ثانيا ً بفضل دماء الشهداء .
اوجه الشبه بين حكومة صدام و حكومة بني امية :
1- لقد كان معاوية حاكما ً جائرا ً ناهبا ً لأموال المسلمين و سفاكا ً للدماء لكن خلف الستار حيث كان يختبأ تحت عباءة الاسلام فلقب نفسه بـ ( أمير المؤمنين ) ، و كذلك كان صدام حاكما ً ظالما ً ناهبا ً لأموال الشعب و سفاكا ً للدماء لكن كان متسترا ً تحت عباءة الاسلام و لقب نفسه أيضا ً بلقب أمير المؤمنين ، المجاهد ، سيف الاسلام و العرب ، حامي بوابة العرب ، محرر القدس ، إلى آخر الألقاب المزيفة . . .
2- يزيد بن معاوية اشتهر بحبه للسكر و بلعبه مع الكلاب و الفهود و جنونه بالغـناء و الرقص و جهره بالفسوق ، و كثرة إسرافه و تبذيره و كثرة قصوره ، و كذلك كان عدي صدام كان مشهورا ً بلعبه مع الكلاب و الفهود حتى تجول و تمرح في قصره النمور ، و عشقه للنساء و الغناء و الرقص و إفراطه بالجنس و شذوذه الجنسي و ايضا ً تهوره أثناء السكر .
3- لقد ظن يزيد إن بعد قتله للإمام الحسين عليه السلام و أهله و أصحابه في هذه الصحراء المهجورة ( منطقة كربلاء ) إن ملكه سيدوم و ستظل دولة آل أمية لكن ما لبث إلا سنين و قد لقي الخزي في حياة الدنيا قبل الآخرة و زالت دولة آل أمية ، و كذلك ظن صدام إن بعد قتله المرجع الديني آية الله العظمى السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( رضوان الله عليه ) و آية الله العظمى السيد الشهيد محمد صادق الصدر ( رضوان الله عليه ) و آل الحكيم الكرام و العلماء الأفاضل إن حكمه سيدوم و ما مرت سنين إلا و انتصر الدم على قوة النار و الحديد و سقط صدام العفقلي و لقي الخزي و العار في حياة الدنيا قبل الآخرة و زالت الدولة البعثية و لا رجعة لها .
فيجب علينا ان نفهم ان ثورة الامام الحسين عليه السلام بالشكل الدقيق العميق فقد كانت ثورة الحق ضد الباطل و ضد الظلم و الاستبداد و الاستعباد و الاستكبار و القهر العالمي المتمثل بالحكومة الاموية التي ارادت هدم اركان الاسلام و نشر في البلاد الفساد و اعادة الرق و العادات الجاهلية الاولى و اعتبار المسلمين عبيد لهم لكن قلبت الثورة الحسينية الموازيين و غيرت المعادلات و بعثرت الحسابات و افشلت الآمال و بددت الاحلام و نسفت كل مخططات بني امية المستقبلية ، نعم هذه سبب خلود ثورة الحسين صلوات الله عليه .
ما هدف ثورة الإمام الحسين عليه السلام ؟
هدفها الإصلاح السياسي و الاجتماعي و الثقافي و جميع النواحي ، فحين اخذ يزيد الخلافة من أبيه معاوية عليهما لعنة الله زاد انتشار الفقر و الجوع بين المسلمين و زاد اماكن اللهو و كثرت الملاهي في بلاد المسلمين و بالاخص في المدينة المنورة ، و ابتعد معظم الناس عن الدين القويم و القرآن الكريم حيث قال الامام الحسين عليه السلام : إني لم أخرج شرا ً و لا بطرا ًَ و لا مفسدا ً و لا ظالما ً و إنما خرجت اطلب الإصلاح في أمة جدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم ، أريد أن آمر بالمعروف و أنهي عن المنكر و اسير بسيرة جدي محمد صلى الله عليه و آله و سلم و سيرة أبي علي بن أبي طالب عليه السلام .
أما سبب خروج الإمام الحسين عليه السلام الى العراق فذلك بسبب كثرة الرسائل التي وصلت اليه و كثرة الشكاوي والنداءات حتى بلغ عدد الرسائل التي وصلته بالآلاف التي تطلبه و تستنجده و تبايعه و ترفض سلطة يزيد .
أهمية إقامة مآتم العزاء لأجل الإمام الحسين عليه السلام :
ان هذه المآتم و الحسينيات تعد لنا مدارس بل جامعات يدرس فيها الشيعي فكر و نهج الإمام الحسين عليه السلام فهذه الحسينيات حفظت ذكرى الإمام الحسين عليه السلام فما زالت هذه الصرخة ( يا حسين ) مدوية صداها على مر الدهر ، فيجب علينا المسارعة الى المشاركة في هذه الحسينيات و مآتم العزاء و إحياء الشعائر الحسينية و كذلك رفع شعار ( هيهات منا الذلة ) لأن هذا الشعار ليس مختص في زمن يزيد و ارض كربلاء بل هو ساري في كل وقت و زمان و في كل بقعة ارض و مكان ، نعم هذا الشعار يرعب قلوب الظالمين حقيقة ً و بالخصوص في هذا العصر عصر مظلومية المسلمين على أيدى السلاطين و الحكام الجائرين .
إن قضية الإمام الحسين عليه السلام و قضية عاشوراء و مجزرة كربلاء هي قضية إنسانية بالدرجة الاولى غير كونها قضية سياسية و ذكرى دينية ، فرسالة عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام هي رسالة لتحقيق الحرية و الدميقراطية و العدالة و المساواة في الأمة الإسلامية بل في الامة البشرية قاطبة .
إن لهذه الحسينيات و مواكب العزاء واللطم و البكاء دور خفي بل لها ابعاد سياسية بحتة غير كونها من الطقوس الدينية الروحانية ، فالبكاء على الحسين عليه السلام ليس الهدف منه سيل الدموع فقط .
إن هذه التجمعات للبكاء على الحسين عليه السلام ما تجمعت إلا لإجل الإمام الحسين عليه السلام و بيان مظلوميته للعالم أجمع فهذا يؤدي الى تجميع الشيعة قاطبة و رص الصفوف مهما فعل الغرب من وضع حواجز و حدود بين البلدان الاسلامية و العربية فإنه لا يستطيع منع هذه المآتم و الحسينيات.
ان يوم عاشوراء يوم يضخ فيه الدماء الثورية في خلايا الدم ليعيد نبض الحياة ، لذلك علينا تجديد هتاف : يا لثارات الحسين في كل عام و عام .
فإن إحياء يوم العاشر من شهر محرم الحرام له علاقة بظهور الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله تعالى فرجه الشريف ) حيث يرتبط ظهوره بيوم عاشوراء و إن ثورته الإلهية هي خط إمتداد من الثورة الحسينية ، فيوم عاشوراء يوم نهضته الشريفة و يوم إنطلاق ثورته العظيمة في وجه السفياني .
سقط صدام العفلقي فتوقعوا خروج السفياني !!!
يجب ان نعرف ان السفياني لعنة الله عليه هو من نسل ابي سفيان و إسمه ( عثمان ) أو ( معاوية) على إختلاف الروايات لكنه مؤكدا ً سيخرج من الشام .
و كلمة الشام تطلق اليوم على سوريا بالاخص و لبنان لكن تشمل كل من الاردن و فلسطين .
و السفياني كجده خليفة المنافقين يزيد شارب للخمور فاسق فاجر تحت مظلة الاسلام لكن الاسلام بريء منه .
ان السفياني سيسطر على الشام بعد صراع دموي للحكم و يحكم قبضته بالقوة و الانقلاب العسكري بمساعدة الغرب لتحقيق اهدافهم فيبايعونه جمهور المسلمين من العامة و يكون زعيمهم و يوحد صفوفهم و سوف يقصد العراق لإحتلالها التام .
حركة السفياني قائمة على عدة عوامل منها :
1- تطهير العراق وجميع بلاد المسلمين من الروافض ( الشيعة ) و أمور الشركيات كالقبور و الاوثان على حسب زعمه .
2- المطالبة بثارات آل أمية و بخصوص دم عثمان بن عفان .
3- الفتن الطائفية و العنصرية و الجاهلية حتى يحلل ذبح الشيعة خصوصا و المسلمين عموما .
4- عدم استقرار الاوضاع في الشرق الاوسط و بالخصوص عدم وجود الامن في العراق مما يؤدي الى دخول جيشه و غزوه للعراق .
5- زوال ملك آل ( فلان ) في جزيرة العرب مما يؤدي الى دخول جيشه للحجاز كي يهدم الكعبة المكرمة و ذلك للقضاء على الإسلام .
و إن خروج السفياني ( لعنة الله عليه ) من الأمور المحتومة التي لا نقاش فيها فقد نصت الاحاديث الواردة
فعن الإمام زين العابدين عليه السلام : إن أمر القائم حتم من الله ، و امر السفياني حتم من الله ، و لا يكون القائم الا بسفياني .
( المصدر : بحار الانوار ج 53 ص 182 )
فنستنتج من ذلك الحديث الشريف ان لابد لقوى الخير من قوى شر تعارضها ، حيث ان الامام المهدي عليه السلام شريك القرآن وغصن شجرة الايمان الميمونة و يعاكسه في الاتجاه السفياني شريك الشيطان وغصن شجرة ابي سفيان الملعونة .
ان السفياني سيشعل نار فتنة جديدة ذات صياغة مذهبية طائفية و تؤدي الى حروب أهلية لا يعرف ويلاتها الا الله سبحانه و كذلك المطالبة بثارات بني امية ليحقق ما يدور في عقله فنقطة انطلاق حركته المشؤومة من دمشق من المسجد الاموي ( نعم من الشام سيخرج قرن الشيطان ) فيسير بجيشه الجرار الى العراق ليسفك دماء الشيعة و ذلك عن طريق إثارة فتنة مذهبية و تحريك اهل السنة و الجماعة ضد الشيعة تحت شعار نصرة المستضعفين من السنة في العراق و في نفس الوقت بالباطن هو عميل لقوى الاستكبار العالمية و القوى العظمى بالاضافة خادم لليهود لكن في الظاهر هو يدعي بأنه مجدد متدين امير للمؤمنين مثلا ً و يريد ان يحقق السلام في العالم .
فإذا خرج السفياني يسفك الدماء و يذبح الابرياء و يبقر بطون النساء حتى يقتل كل من اسمه محمدا او احمد او علي او حسن او حسين او جعفر و كل من اسمها فاطمة او زينب حقدا ً و كرها ً على أهل بيت النبوة عليهم افضل الصلوات .
فعن الامام جعفر الصادق عليه السلام قال : إنا و آل ابي سفيان أهل بيتين تعادينا في الله قلنا صدق الله و قالوا كذب الله ، قاتل ابو سفيان رسول الله صلى الله عليه و آله و قاتل معاوية بن ابي سفيان عليا ً بن ابي طالب عليه السلام و قاتل يزيد بن معاوية الحسين بن علي عليه السلام ، و السفياني يقاتل القائم عليه السلام .
( المصدر : البحار 52/90)
و عندي إضافة بما جاء مضمون الحديث حول قتال آل ابي سفيان ضد آل محمد صلوات الله عليهم و هو ما فعلته هند ام معاوية و زوجة ابو سفيان حينما مثلت بجثة سيدنا حمزة بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه و آله و اكلت من كبده و مزقت أحشاءه ، إذن نستنتج ان السفياني ورث تلك الصفات القبيحة من اجداده و آباءه .
فيجب علينا الآن في هذه الظروف المناسبة الحرة توعية السنة قبل الشيعة اجمع بأن السفياني سيبث سمومه الطائفية ليمزق و يفرق الامة الاسلامية والعربية قبل ان يأتي ذاك اليوم الذي لا يمكننا التكلم فيه بوجود حد السيف ، فواجب علينا محاربته قبل خروجه و أثناء خروجه و بعد خروجه بكل ما نملك من روح و دم و مال ، و إذا خرجت راياته الحمراء من الشام نحو العراق فقد حل بكم البلاء فالصبر الصبر ، و لا تنسوا الدعاء لتعجيل بفرج قائم آل محمد الى أن ياذن الله سبحانه لوليه الاعظم الناموس الاكبر الإمام المهدي المنتظر ( عجل الله فرجه الشريف ) بالظهور و القيام من مكة لتطهير الارض و إقامة العدل بعد ما ملأت ظلما ً و جورا
تعليق