هو هذا الموضوع ايها الفايق
تعرف ان هناك تناقضا كبيرا عندك
ولا ادري ما السبب
انت تقول الان انه تفسير
والتفسير يحتاج الى دليل والا كان تفسيرا بالراي
ولا ادري اتتبع التفسير لانه دليل ام لانه تابع لدليل
فلو اتبعته لانه دليل بحد ذاته
لصارت الحجة عليك تامة
اذ ان قول الطبري ليس بحجة ابدا
اقصد ليس بحجة ذاتية
بل هو يحتاج ان يوثقه بنص
اما قراني او نبوي
ولكن ايها الاخ ان تؤمن به لمجرد انه صاد
ر من الطبري فهذا لا اظنك تقبل به

وهنا ايها الفايق
لو التزمت معي بما انا ملتزم به
من ان قول الطبري او غيره ليس بحجة في ذاته بل يحتاج الى نص لاسناد فهمه وتاييده
لصار لنا حوار رائع معك
فايهما تختار كي نكمل معك؟

الموضوع يدور حول قول الله تعالى ( منهم) والمقصود بها هل هي للتبعيض ام لا
وقد ذكرتُ الادلة
من نفس الاية على انها ليست للتبعيض

اذا كنت تعتقد انها للتبعيض فعليك بالدليل فحتى الان لم تذكر شيء من ذلك

وقول الطبري ليس بحجة بل هو مجتهد يصيب ويخطئ واقد اصاب في قوله المذكور انفاً كبد الحقيقة .

هل لديك اعتراض على كل ماذكرسابقا .

كلام لا غبار عليه

هذا ما ذكرته ايها الفايق كدليل من نفس الاية

وهو ليس بشيء الا انه نفس دعواك ولكنها بالفاظ اخرى
اذ ان وصف البعض بالصلاة والصيام والصبر والايمان هو المتحصل من الاية
هذه اوصاف وضعها ربنا تعالى لمن عناهم بالاية
فان كان قد عنى البعض فهي خاصة بالبعض
وان كان قد عنى الكل فهي عامة للكل
ويرجع نفس الموضوع سابقا ان ما اتيت به اخي انما هو ترديد لما تؤمن به انت فقط
وليس استدلالا من الاية الشريفة
فتامل

تدلل سوف اكتب لك كل شيء بالتفصيل
بعد ان ارد على اقوالك اخي

نعم الكلام
لذلك فقوله ليس بحجة

يعني ان الحقيقة التي اصابها قول الطبري ليست قوله بنفسه
انما هي شيء اخر وافقه قول الطبري
لذلك اسالك اخي الفايق
ما هو كبد الحقيقة؟
وكيف استدللت عليه؟

بعد ان تجيب متفضلا
سوف اورد لك ما اثبت به ان من في الاية الكريمة للتبعيض
باذن الله تعالى

الحقيقة : ان حرف من في الاية ليس للتبعيض

كيف استدللت عليه :
ساحصر الاستدلال في الاية نفسها

محمد رسول الله والذين معه : من هم الذين معه الذين ذكرهم الله في كتبه السابقة منذ الاف السنين ؟

ج - هم اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين نقلو الدين ونشروا الاسلام وجاهدوا في الله حق جهاده رضي الله عنهم .

ماهي صفاتهم ؟
اشداء على الكفار
رحماء بينهم
تراهم ركعا سجدا
يبتغون فضلا من الله ورضوانا
سيماهم في وجوههم من اثر السجود
كشطء الزرع استغلظ فستوى على سوقه
يعجب من قوتهم وكثافتهم
يغتاظ الكفار منهم

ومن كانت هذه صفاتهم لايقال عنهم ان بعضهم مؤمنين وبعضهم غير مؤمن

وفي اطار اجابتك ارجوا ان تجيب على هذه الاسئلة
من الذين عناهم الله تعالى في الاية ؟ ولماذا يستثني بعضهم ؟
والضمير في ( منهم ) لمن يعود ؟
هيا يابطل اثبت ما تعتقده !

انا اتفق معك في هذا تماما وبلا جدل
ومن جادلك فيه فهو مجنون لا عقل له

ولكن ايها الفايق
الا تدرك ما نقوله نحن
اننا نقول ان كل من شملته الاية فهو موصوف بتلك الصفات
وكل من اتصف بتلك الصفات فهو مشمول بالاية
ولكن ايها الاخ
هل ان الجميع لديهم تلك الصفات؟
لابين كلامي لك بطريقة اسهل

معه

هل هي معية مكان؟
اي معه في المدينة او ما اشبه

هل هي معية زمان؟
اي من تواجد معه في نفس الوقت

هل هي معية متابعة واتباع وتسليم وانقياد؟
اي الذين بايعوه ونصروه وعزروه وسلموا له الامر ولم يجدوا في انفسهم حرجا مما قضى

اختر اي واحدة منهم وسيتبين لك مقصودنا باذن الله تعالى

اننا نقول ان كل من شملته الاية فهو موصوف بتلك الصفات

هذا صحيح لكن عليك ان تعلم من هم

وكل من اتصف بتلك الصفات فهو مشمول بالاية

نعم ولكن بصفة تبعية لان الفرع يتبع الاصل كزرع اخرج شطأه

تقول : ولكن ايها الاخ

هل ان الجميع لديهم تلك الصفات؟

ان كنت تقصد بالجميع ( الصحابة )
فجوابي نعم كل الصحابة بهذه الصفات

معه

هل هي معية مكان؟

اقول : معية المكان معتبرة في الاية

( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا)
وليس شرط ان يكونوا بالمدينة وما جاورها بل هم صحابة النبي الذين راوه او رئاهم

هل هي معية زمان؟

اذا كانوا معا في مكان واحد يراهم ويرونه فمن الطبيعي ان يكونوا في نفس الزمن

هل هي معية متابعة واتباع وتسليم وانقياد؟

وهي كذلك ايضا من صفاتهم فالله جل جلاله لايمدح منافقين

اختر اي واحدة منهم وسيتبين لك مقصودنا باذن الله تعالى

اقول : اراك لا تذكر اعتقادك بصورة محدده
هل تريدني ان استنتج اعتقادك في الصحابة
لا احتاج ذلك فرايكم مسطر في كتبكم
هل تخجل من قوله
ان هذا الجيل الذي ينتظره اهل الكتاب
قد ارتد بعد وفات الرسول الا ثلاثة او خمسه وليس خمسين او ستين الف
هل يعجب هذا المؤمنون ويغيظ الكفار
ام يعجب الكفار ويغيظ المؤمنون
زرع اخرج شطأه فازره فاستغلظ فاستوى على سوقه
ام زرع اخرج منافقين عصوا الله والرسول فحرفوا الدين والكتاب وهدموا اركانه
اطلب منك ان تقول هنا بصوت مرتفع العبارة التي تضعها في توقيعك
كلا ولا يحتمل ذلك وتكون شعارا عمليا وليس كلام في الهواء
ورد في في نهج البلاغة خطبة على رضي الله عنه منها : ( لقد رأيت أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فما أرى أحدا يشبههم منكم لقد كانوا يصبحون شعثاً غبراً وقد باتوا سجداً وقياماً يراوحون بين جباههم ويقبضون على مثل الجمر من ذكر معادهم كأن بين أعينهم ركب المعزى من طول سجودهم ، إذا ذكر الله همرت أعينهم حتى ابتلت جيوبهم ومادوا كما يميد الشجر يوم الريح العاصف خوفا من العقاب ورجاءا للثواب )

وقال أيضا مادحا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أين القوم الذين دعوا إلى الإسلام فقبلوه وقرأو القرآن فأحكموه ، وهيجوا إلى القتال فَوَلِهُوا وَلَهَ اللقاح إلى أولادها ، وسلبوا السيوف أغمادها وأخذوا بأطراف الأرض زحفاً زحفاً ، وصفاً صفاً ، بعض هلك ، وبعض نجا ، لا يبشرون بالأحياء ، ولا يعزون بالموتى ، مر العيون من البكاء خمص البطون من الصيام ، ذبل الشفاه من الدعاء ، صفر الألوان من السهر ، على وجوههم غبرة الخاشعين ، أولئك أخواني الذاهبون ، فحق لـنا أن نظمأ إليهم ونعض الأيدي على فراقهم )