البحرين: شهيد جديد يلتحق بقافلة الشهداء في عيدهم الميمون

"حق" تحمل النظام المسئولية الكاملة في استشهاد المواطن علي جاسم محمد مكي
استشهد عصر اليوم الشاب علي جاسم محمد مكي (30سنة) من قرية جدحفص، بعد ا***اع المواجهات بين القوات البحرينية المرتزقة والمحتجين على منع انطلاق مسيرة عيد الشهداء والمزمع ان تنطلق الساعة الثالثة عصراً بالقرب من رأس الرمان في العاصمة المنامة.
وكان علي جاسم محمد في السنابس حين انطلقت الإحتجاجات بعد ان منع المشاركين في المسيرة من الوصول لمكان انطلاقها، حيث تم محاصرة المنطقة وأغرقت بالغاز الكيماوي المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وقد نزلت في المنطقة قوات (عسكرية ومدنية) مددججة بالسلاح تساندها الطائرة العمودية التي قامت هي الأخرى باطلاق الرصاص المطاطي والغاز من الجو على المتظاهرين. احتوشت الشهيد علي جاسم الوحوش البشرية المستوردة من العراق والأردن واليمن والبلوشستان، وأوسعوه ضربا وركلا في منطقة أعلى البطن من جسمه. أستطاع الشهيد الإفلات من الجلاوزة ولاذ بالفرار متخفياً بين الطرق الفرعية متجها لمنزله الكائن في جدحفص. دخل منزله وسقط امام أمه وأخيه وكان يشكو من صعوبة التنفس، وماهي إلا لحظات حتى سقط على الأرض. حاول أخوه أن يسعفه، إلا إنه كان يشير بعدم قدرته على التنفس وما هي إلا لحظات حتى بدى على الشهيد علي جاسم علامات خروج روحه؛ من الإرتعاش وخروج الزبد من فمه. نقله أخوه في الحال لمستشفى البحرين الدولي القريب من منزلهم، إلا إنه فارق الحياة أثناء الطريق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهكذا سقط شهيد آخر في البحرين منذ رحيل الشاب عباس الشاخوري الذي لم يجف دمه بعد. سقط الشهيد على جاسم في نفس اليوم الذي سقط الهانيان- هاني خميس وهاني الوسطي- معلنين انطلاق الإنتفاضة المطلبية في 17 ديسمبر 1994م. فبينما سقط فيه الهانيان أيام تدابير أمن الدولة، يسقط علي جاسم في فترة ما يسمى بالإنفتاح السياسي، ليدك مسمارأ آخر في نعـش مشروع الشيخ حمد الذي بدأه بفرض دستوره غير الشرعي ومصادرة الإرادة الشعبية في 14 فبراير 2002م.
وهكذا مرة بعد أخرى، يظهر النظام استخفافه بقيمة المواطن البحريني، وعدم مبالاته بما يقاسيه ويعانيه. فلا يهم أفراد النظام أن تزهق روح الشاب الشهيد بعـد أن يعـذب ويقاسي الألم والمعاناة، ولا يهم النظام أن تترمل زوجة الشهيد وهي في مقتبل عمرها، وسيمضي رموز النظام مرتاحي البال، بينما يولد ابن الشهيد البكر يتيماً يقاسي حياة المعاناة منذ صغره، في ظل استشهاد أبيه في وقت مبكر من حياته على يد مرتزقة النظام.
وهكذا يصر النظام على التعاطي بالرصاص المطاطي والتفنن في تعـذيب المواطنين ليرضي غروره وتجبره وغطرسته، كما صرح الشيخ خليفة بن سلمان –رئيس الوزرءا- معبراً عن تعاطي حكومته مع الحركة المطلبية في تسعينيات القرن الماضي، بأن ما قامت به حكومته حينها ليس بالقسوة وأنه كان مرتاح البال مما قام به، معلناً مسئوليته عما اتخذ من إجراءات في تلك الفترة.
من جانب آخر، فإننا نحمل النظام المسئولية الكاملة لإستشهاد الشهيد السعيد، مطالبين بمحاكمة رئيس الوزراء الذي أعلن مسئوليته عما جرى سابقاً، وأنه رجل الساعة ولا تغيير في السياسة السابقة. إننا نحمله مسئولية ما جرى اليوم معتبرين تصريحه في جريدة السياسية الكويتية إيذاناً بتحريك الأسلوب القمعي السابق وتفعيل المعالجة الأمنية التي راح ضحيتها العشرات من شهداء البحرين. كما نحمل النظام مسئولية تداعي الوضع العام نتيجة هيمنة هذه العقلية، والنتائج السلبية التي ستنعكس عليه بسبب استشهاد الشهيد علي جاسم.
إنها مسئولية كبرى أن نحافظ على حق الشهيد ألا يضيع. وإنها أمانة في أعناقنا أن لا تضيع دماء شهداء الوطن، وأن نبقى أوفياء لأولئك الشهداء بالإستمرار في المطالبة بالحقوق التي ضحوا من أجلها. ولهذا لابد من إحياء ذكرى الشهيد بطريقة لائقة بشهادته، فلقد قدم أغـلى ما يملك من اجلنا وأجل الوطن. سيظل الشهيد يروي شجرة الحرية، وسيظل شعب أوال مستمراً في مطالبه حتى تتحقق، ولول بعد حين. ولن يكل أو يتلكأ شعب محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين من أن يقدم التضحيات تلو التضحيات حتى يأذن الله بنصره، إنه سميع مجيب.
أننا نبشر شعبنا الأبي المعطاء، بأن تضحية أبناءه وعطاء شهداءه لن تذهب سدى، وإننا سوف نتابع قضية استشهاد الشهيد السعيد ضمن قضية متكاملة ترفع الى كل المنظمات الدولية، في السعي من اجل توصيل مظلومية شعب البحرين للعالم في قبال ظلم النظام وتجبره، مستهدفين فضحه وكشف كذبه وخداعه. كما أننا نرفض بشدة محاولات الألتفاف وتزوير الحقيقة عبر مسمى اللجان التي أثبتت التجربة بأنها إحدى وسائل النظام لتضييع وتمييع المطالبات بكشف الحقيقة ومحاسبة المسئولين وتقديمهم للمحاكمة.
17/12/2007م

"حق" تحمل النظام المسئولية الكاملة في استشهاد المواطن علي جاسم محمد مكي
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمنهم من قضى نحبه، ومنهم من ينتظر، وما بدلوا تبديلا"
استشهد عصر اليوم الشاب علي جاسم محمد مكي (30سنة) من قرية جدحفص، بعد ا***اع المواجهات بين القوات البحرينية المرتزقة والمحتجين على منع انطلاق مسيرة عيد الشهداء والمزمع ان تنطلق الساعة الثالثة عصراً بالقرب من رأس الرمان في العاصمة المنامة.
وكان علي جاسم محمد في السنابس حين انطلقت الإحتجاجات بعد ان منع المشاركين في المسيرة من الوصول لمكان انطلاقها، حيث تم محاصرة المنطقة وأغرقت بالغاز الكيماوي المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وقد نزلت في المنطقة قوات (عسكرية ومدنية) مددججة بالسلاح تساندها الطائرة العمودية التي قامت هي الأخرى باطلاق الرصاص المطاطي والغاز من الجو على المتظاهرين. احتوشت الشهيد علي جاسم الوحوش البشرية المستوردة من العراق والأردن واليمن والبلوشستان، وأوسعوه ضربا وركلا في منطقة أعلى البطن من جسمه. أستطاع الشهيد الإفلات من الجلاوزة ولاذ بالفرار متخفياً بين الطرق الفرعية متجها لمنزله الكائن في جدحفص. دخل منزله وسقط امام أمه وأخيه وكان يشكو من صعوبة التنفس، وماهي إلا لحظات حتى سقط على الأرض. حاول أخوه أن يسعفه، إلا إنه كان يشير بعدم قدرته على التنفس وما هي إلا لحظات حتى بدى على الشهيد علي جاسم علامات خروج روحه؛ من الإرتعاش وخروج الزبد من فمه. نقله أخوه في الحال لمستشفى البحرين الدولي القريب من منزلهم، إلا إنه فارق الحياة أثناء الطريق، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وهكذا سقط شهيد آخر في البحرين منذ رحيل الشاب عباس الشاخوري الذي لم يجف دمه بعد. سقط الشهيد على جاسم في نفس اليوم الذي سقط الهانيان- هاني خميس وهاني الوسطي- معلنين انطلاق الإنتفاضة المطلبية في 17 ديسمبر 1994م. فبينما سقط فيه الهانيان أيام تدابير أمن الدولة، يسقط علي جاسم في فترة ما يسمى بالإنفتاح السياسي، ليدك مسمارأ آخر في نعـش مشروع الشيخ حمد الذي بدأه بفرض دستوره غير الشرعي ومصادرة الإرادة الشعبية في 14 فبراير 2002م.
وهكذا مرة بعد أخرى، يظهر النظام استخفافه بقيمة المواطن البحريني، وعدم مبالاته بما يقاسيه ويعانيه. فلا يهم أفراد النظام أن تزهق روح الشاب الشهيد بعـد أن يعـذب ويقاسي الألم والمعاناة، ولا يهم النظام أن تترمل زوجة الشهيد وهي في مقتبل عمرها، وسيمضي رموز النظام مرتاحي البال، بينما يولد ابن الشهيد البكر يتيماً يقاسي حياة المعاناة منذ صغره، في ظل استشهاد أبيه في وقت مبكر من حياته على يد مرتزقة النظام.
وهكذا يصر النظام على التعاطي بالرصاص المطاطي والتفنن في تعـذيب المواطنين ليرضي غروره وتجبره وغطرسته، كما صرح الشيخ خليفة بن سلمان –رئيس الوزرءا- معبراً عن تعاطي حكومته مع الحركة المطلبية في تسعينيات القرن الماضي، بأن ما قامت به حكومته حينها ليس بالقسوة وأنه كان مرتاح البال مما قام به، معلناً مسئوليته عما اتخذ من إجراءات في تلك الفترة.
من جانب آخر، فإننا نحمل النظام المسئولية الكاملة لإستشهاد الشهيد السعيد، مطالبين بمحاكمة رئيس الوزراء الذي أعلن مسئوليته عما جرى سابقاً، وأنه رجل الساعة ولا تغيير في السياسة السابقة. إننا نحمله مسئولية ما جرى اليوم معتبرين تصريحه في جريدة السياسية الكويتية إيذاناً بتحريك الأسلوب القمعي السابق وتفعيل المعالجة الأمنية التي راح ضحيتها العشرات من شهداء البحرين. كما نحمل النظام مسئولية تداعي الوضع العام نتيجة هيمنة هذه العقلية، والنتائج السلبية التي ستنعكس عليه بسبب استشهاد الشهيد علي جاسم.
إنها مسئولية كبرى أن نحافظ على حق الشهيد ألا يضيع. وإنها أمانة في أعناقنا أن لا تضيع دماء شهداء الوطن، وأن نبقى أوفياء لأولئك الشهداء بالإستمرار في المطالبة بالحقوق التي ضحوا من أجلها. ولهذا لابد من إحياء ذكرى الشهيد بطريقة لائقة بشهادته، فلقد قدم أغـلى ما يملك من اجلنا وأجل الوطن. سيظل الشهيد يروي شجرة الحرية، وسيظل شعب أوال مستمراً في مطالبه حتى تتحقق، ولول بعد حين. ولن يكل أو يتلكأ شعب محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين من أن يقدم التضحيات تلو التضحيات حتى يأذن الله بنصره، إنه سميع مجيب.
أننا نبشر شعبنا الأبي المعطاء، بأن تضحية أبناءه وعطاء شهداءه لن تذهب سدى، وإننا سوف نتابع قضية استشهاد الشهيد السعيد ضمن قضية متكاملة ترفع الى كل المنظمات الدولية، في السعي من اجل توصيل مظلومية شعب البحرين للعالم في قبال ظلم النظام وتجبره، مستهدفين فضحه وكشف كذبه وخداعه. كما أننا نرفض بشدة محاولات الألتفاف وتزوير الحقيقة عبر مسمى اللجان التي أثبتت التجربة بأنها إحدى وسائل النظام لتضييع وتمييع المطالبات بكشف الحقيقة ومحاسبة المسئولين وتقديمهم للمحاكمة.
نعزي عائلة الشهيد السعيد برحيل إبنها الشاب علي جاسم كما نواسي شعب البحرين على صعود شهيد جديد سينضم صوته لباقي الشهداء مجلجلاً كما صدح صوت الحسين بن علي (عليه السلام) في كربلاء مزلزلاً أركان حكام بني أمية قائلاً: "هيهات منا الذلة"
حركة حق
17/12/2007م
تقرير خبري :اللجنة الوطنية لشهداء وضحايا التعذيب في البحرين
تؤكد اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب في البحرين استشهاد الشاب علي جاسم من سكنة منطقة جدحفص وذلك في عصر هذا اليوم السابع عشر من شهر ديسمبر لعام 2007 , بعد ان تعرض لضرب مبرح من قبل رجال أمن مسلحين في زي مدني تابعين للنظام الخليفي و ليصل بعد ذلك بشكل اعجازي الى منزله وليلفظ انفاسه الاخيرة , وقد فاضت روحه أثناء نقله للمستشفى.
لقد التحق الشهيد علي جاسم بقافلة الشهداء ليروي بدمة ارض البلاد, ويؤكد ان قتله ميلاد للشهادة ودرب للتضحية , وليغرس بقطرات دمه الطاهر شجرة الحرية المطالبة بالخلاص من كل اشكال الجور والتعسف والطغيان,وتطالب المحتل الغازي ان يرحل من البلاد .
لقدخط تاريخ عيد الشهداء بدمائه الزكية ليؤكد وجوب احترام هذا اليوم كيوم للشهادة بدلا من التطبيل للعائلة البربرية المحتلة ,ووجوب تحقيق الاهداف التي استشهد لاجلها هؤلاء الفتية
وفي مثل هذا الظرف تعلن اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب تعازيها ومواساتها لذوي الشهيد واسرته و ان تشييع الشهيد سوف يتم وفقا للمراسم التي تليق بمواكب الشهداء, وذلك بعد التنسيق مع اهل الشهيد العزيز لاسيما زوجته التي تحمل في احشائها جنينها الذي من المؤمل ان يصل للحياة بعد اسابيع والذي ذاق طعم اليتم بسبب الجور الخليفي وهو في بطن امه .
كما ان الجلاوزة والجلادين القتلة الذين قاموا بجريمة القتل يجب انزال القصاص العادل بهم ليبقوا عبرة لمن خلفهم , ويجب تقديم كل المسؤولين عن هذه الجريمة للمحاسبة العادلة وفق الاصول والقواعد الدولية الضامنة لحقوق الانسان , ولا نقبل بتشكيل اية لجان برلمانية او لجان تابعة لمؤسسات الدولة من الجهات الغير مستقلة وان كانت تسمى بمسميات حقوقية لعلمنا المسبق ان ذلك من شأنة هدر دم الشهيد واضاعته .
لقد سقط الشهيد ليكون حجة على الناس جميعا ويكشف لهم زيف النظام الذي يحاول ان يظهر بمظهر المصلح والساعي لحقوق الانسان,وليثبت بالدليل القاطع والبرهان ان هذا النظام الذي قام على الاشلاء لايمكن ان يستمر الا بامتصاص الدماء ولا يمكن ان يتجرد حمد بن عيسى عن اصله الهمجي , ورغبته الجامحة في السيطرة على مقاليد الحكم بالحديد والنار وان كلف ذلك اراقة المزيد من الدماء وكانه يتمثل بقول آبائه القتلة الذين قالوا (ولو نازعتني فيه لاخذت الذي فيه عيناك)
ففي نظر حمد بن عيسى ان كل من يسعى للمطالبة بالحقوق والحريات هو مجرم في عرف الدولة ويجب ان يلجم ويكبح ولذلك لن يسمح هذا النظام بالكشف عن ملف التجاوزات او محاسبة الجلادين فبادر باصدار قانون العفو عن القتلة والمجرمين بمرسومه رقم 56 وخالف كل التعهدات التي قدمها امام لجنة مناهضة التعذيب الدولية واستجلب المزيد من المجرمين الدوليين وزودهم بالجنسية الوطنية وذلك ليستخدمهم كيد ضاربة متى ما اقتضت ظروفه لحفظ عرشه المتهاوي
ولازال نظام حمد بن عيسى يستنكف من تقديم الاعتذار لعوائل الضحايا او تقديم التعويضات العادلة والتي تقضي بها جميع قوانين الشرعة الدولية , بل يرفض ان يكون يوما لعيد الشهداء الذين سقوا بدمائهم تربة الوطن ولهذا انزل كل قواته لمقاومة انطلاق مسيرة احياء عيد الشهداء واستخدم القوة المفرطة كعادته لوقف حركة الجماهير المتعاطفة مع يوم الشهداء واطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من خلال جنوده الذين طوقوا كل الطرق ارضا اضافة لطائراته العمودية التي كانت تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهرين وتطاردهم من الجو,
لقد استخدم النظام كل قوته فقط لمنع انطلاق مسيرة احياء ذكرى عيد الشهداء الذي دعت اليه اللجنة الوطنية وهو العيد السنوي الذي تقيمه وتحتفل به اللجنة احياءا لذكرى شهداء الوطن ورغم كل ما بذلته الحكومة من تعسف , وسقوط الشهيد السعيد الا انها عجزت ان تمنع المسيرات من الانطلاق في كل مناطق البلاد بعد ان تزينت جدران كل المدن والقرى بصور الشهداء وكان الاهتمام الجماهيري واضحا وجليا بهذه المناسبة وهذه الحركة الجماهيرية كانت رسالة واضحة من الشعب للحكومة مفادها انها لن تتمكن من اخماد هذه الشعلة ويأبى الله الا أن يتم نوره.
فسلام على شهيدنا العزيز والحقنا الله بقافلته فانتم السابقون ونحن اللاحقون والنصر آت لا محالة
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
تؤكد اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب في البحرين استشهاد الشاب علي جاسم من سكنة منطقة جدحفص وذلك في عصر هذا اليوم السابع عشر من شهر ديسمبر لعام 2007 , بعد ان تعرض لضرب مبرح من قبل رجال أمن مسلحين في زي مدني تابعين للنظام الخليفي و ليصل بعد ذلك بشكل اعجازي الى منزله وليلفظ انفاسه الاخيرة , وقد فاضت روحه أثناء نقله للمستشفى.
لقد التحق الشهيد علي جاسم بقافلة الشهداء ليروي بدمة ارض البلاد, ويؤكد ان قتله ميلاد للشهادة ودرب للتضحية , وليغرس بقطرات دمه الطاهر شجرة الحرية المطالبة بالخلاص من كل اشكال الجور والتعسف والطغيان,وتطالب المحتل الغازي ان يرحل من البلاد .
لقدخط تاريخ عيد الشهداء بدمائه الزكية ليؤكد وجوب احترام هذا اليوم كيوم للشهادة بدلا من التطبيل للعائلة البربرية المحتلة ,ووجوب تحقيق الاهداف التي استشهد لاجلها هؤلاء الفتية
وفي مثل هذا الظرف تعلن اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب تعازيها ومواساتها لذوي الشهيد واسرته و ان تشييع الشهيد سوف يتم وفقا للمراسم التي تليق بمواكب الشهداء, وذلك بعد التنسيق مع اهل الشهيد العزيز لاسيما زوجته التي تحمل في احشائها جنينها الذي من المؤمل ان يصل للحياة بعد اسابيع والذي ذاق طعم اليتم بسبب الجور الخليفي وهو في بطن امه .
كما ان الجلاوزة والجلادين القتلة الذين قاموا بجريمة القتل يجب انزال القصاص العادل بهم ليبقوا عبرة لمن خلفهم , ويجب تقديم كل المسؤولين عن هذه الجريمة للمحاسبة العادلة وفق الاصول والقواعد الدولية الضامنة لحقوق الانسان , ولا نقبل بتشكيل اية لجان برلمانية او لجان تابعة لمؤسسات الدولة من الجهات الغير مستقلة وان كانت تسمى بمسميات حقوقية لعلمنا المسبق ان ذلك من شأنة هدر دم الشهيد واضاعته .
لقد سقط الشهيد ليكون حجة على الناس جميعا ويكشف لهم زيف النظام الذي يحاول ان يظهر بمظهر المصلح والساعي لحقوق الانسان,وليثبت بالدليل القاطع والبرهان ان هذا النظام الذي قام على الاشلاء لايمكن ان يستمر الا بامتصاص الدماء ولا يمكن ان يتجرد حمد بن عيسى عن اصله الهمجي , ورغبته الجامحة في السيطرة على مقاليد الحكم بالحديد والنار وان كلف ذلك اراقة المزيد من الدماء وكانه يتمثل بقول آبائه القتلة الذين قالوا (ولو نازعتني فيه لاخذت الذي فيه عيناك)
ففي نظر حمد بن عيسى ان كل من يسعى للمطالبة بالحقوق والحريات هو مجرم في عرف الدولة ويجب ان يلجم ويكبح ولذلك لن يسمح هذا النظام بالكشف عن ملف التجاوزات او محاسبة الجلادين فبادر باصدار قانون العفو عن القتلة والمجرمين بمرسومه رقم 56 وخالف كل التعهدات التي قدمها امام لجنة مناهضة التعذيب الدولية واستجلب المزيد من المجرمين الدوليين وزودهم بالجنسية الوطنية وذلك ليستخدمهم كيد ضاربة متى ما اقتضت ظروفه لحفظ عرشه المتهاوي
ولازال نظام حمد بن عيسى يستنكف من تقديم الاعتذار لعوائل الضحايا او تقديم التعويضات العادلة والتي تقضي بها جميع قوانين الشرعة الدولية , بل يرفض ان يكون يوما لعيد الشهداء الذين سقوا بدمائهم تربة الوطن ولهذا انزل كل قواته لمقاومة انطلاق مسيرة احياء عيد الشهداء واستخدم القوة المفرطة كعادته لوقف حركة الجماهير المتعاطفة مع يوم الشهداء واطلق الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي من خلال جنوده الذين طوقوا كل الطرق ارضا اضافة لطائراته العمودية التي كانت تطلق الرصاص المطاطي على المتظاهرين وتطاردهم من الجو,
لقد استخدم النظام كل قوته فقط لمنع انطلاق مسيرة احياء ذكرى عيد الشهداء الذي دعت اليه اللجنة الوطنية وهو العيد السنوي الذي تقيمه وتحتفل به اللجنة احياءا لذكرى شهداء الوطن ورغم كل ما بذلته الحكومة من تعسف , وسقوط الشهيد السعيد الا انها عجزت ان تمنع المسيرات من الانطلاق في كل مناطق البلاد بعد ان تزينت جدران كل المدن والقرى بصور الشهداء وكان الاهتمام الجماهيري واضحا وجليا بهذه المناسبة وهذه الحركة الجماهيرية كانت رسالة واضحة من الشعب للحكومة مفادها انها لن تتمكن من اخماد هذه الشعلة ويأبى الله الا أن يتم نوره.
فسلام على شهيدنا العزيز والحقنا الله بقافلته فانتم السابقون ونحن اللاحقون والنصر آت لا محالة
العزة لله ولرسوله وللمؤمنين
اللجنة الوطنية للشهداء وضحايا التعذيب
17 \ 12 \ 2007
17 \ 12 \ 2007
نشرت جريدة الوطن صباح اليوم تقرير خاص عن وفاة الشهيد السعيد علي جاسم ..
http://www.watan.com/index.php?name=...ticle&sid=5412
http://www.watan.com/index.php?name=...ticle&sid=5412
تعليق