بسم الله الرحمن الرحيم
الحواريـــــــــون
د.علي حسين فرج
إننا مهما تحدثنا عن الحواريين فأن المخيال الجمعي ينسحب إلى الحادثة التاريخية المعروفة التي ولد فيها المصطلح أو ذاع صيته على الأقل وهو هنا يتمثل في الجماعة الصالحة والعاقلة التي شخصت القائد وأطاعت الله وعملت على نشر الخير في المجتمع الذي ابتعد عن خط الخلافة الرباني.
تاريخيا وكما يروي القرآن إن الحواريين هم الجماعة المؤمنة التي آمنت بعيسى "ع" ونصرته في حربه ضد الكفر والفساد مهما كانت النتائج قال تعالى{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران52.
وقد ارتبط ذلك في ذاكرتنا الشيعية بأصحاب الحسين"ع الذين قدموا أنفسهم قرابيين بين يديه"ع" وهم يتلذذون بالموت ويتسابقون في معانقة حور العين.
ولم يغب عن بالنا أيضا لقاء الحنانة الشهير الذي يذكر فيه الشهيد الصدر"طاب ثراه"( إن هناك أشخاص كأنما خلقوا لأجلي) وهؤلاء هم حواريوه الذين لا يريد لا علوا في الأرض ولا فسادا.وبالتأكيد إن لهؤلاء الحواريين أشباه ومقلدين في كل جيل وعلى امتداد الزمن.
إذن وجود الحواريون غالبا ما يرتبط بوجود مصلح كبير(نبي، إمام، مرجع، مثقف).وهم يفكرون بعقلية تختلف عن عقلية المجتمع المعاش والغارق في مستنقعات الجهل والفساد والكفر …الحواريون يفكرون بالحرية والعبودية المطلقة للخالق والحياة الكريمة وحب الخير.
ولكن الزمن وهذه احد سوآته القاسية غالبا ما يفضح المستور ويكشف المغّيب والمسكوت عنه واللامفكر فيه أو المخبىء في اللاوعي والذي ينتظر الضروف الملائمة للخروج من سباته الطويل أو (القصير) أحيانا..
هذا الأمر يقول عنه الشهيد محمد باقر الصدر "قدس" وهو يتحدث عن مجتمع المدينة الذي انقلب على الشرعية بعد رحيل الرسول الأعظم"ص" إن هذا المجتمع يمتلك طاقة حرارية ولا يملك وعيا مستنيرا.
إن النكوص أو التراجع عن المبادىء هو انحراف أخلاقي خطير وخصوصا إذا صدر من الحواريين.والسؤال الكبير والمهم ما السبب؟ ولماذا يحصل كل هذا ؟لماذا يرتد الحواريون؟ وهل يستحق الأمر كل هذا الصراع؟.
أيها الأحبة يحدثنا التاريخ إن أمير المؤمنين "ع"وفي احد لحظات التاريخ الحرجة صدم المجتمع بكلام خالد ما زال يحرث في النفوس المالحة من اجل استصلاحها. أمير المؤمنين "ع"وهو رئيس أعلى سلطة في بلاد المسلمين ينظر إلى ابن عباس وهو يقول: يابن العم كم يساوي شسع نعلي هذا فيقول ابن عباس لاشي يا أمير المؤمنين ..انظروا إلى كلام حواريي الله كم هو دقيق وحساس وصادق ولكنه ثقيل وصعب ومحرج،فيجيب علي "ع" وملؤه ثقة بالله ومشروعه الإسلامي: يابن عباس والله إن شسع نعلي هذا أفضل من إمرتكم إلا أن أقيم حق أو ادحض باطل.
في نفس الموضوع يكتب طه حسين مستشهدا بكلام أمير المؤمنين"ع" في معركة الجمل عندما نطق كلمته الرائعة(لا تعرفوا الحق بالرجال بل اعرفوا الرجال بالحق) أنها أروع كلمة في التاريخ وأنها حصلت مرة واحدة ولن تتكرر أبدا.
هذا كبيرهم الذي علمهم حب الله والناس والابتعاد عن الدنيا ولنا الشرف أن نكون من إتباعه على مستوى السلوك والفعل بعيدا عن الشعارات الفارغة والخادعة أحيانا.
لنستعير عبارات الأستاذ الصدر ونسال هل نحن أصحاب وعي مستنير؟ أم إن ارتباطنا بالمرجعية الشاهدة مجرد طاقة حرارية ؟ أم أمر بين الأمرين؟!! أم إن لنا تصنيف أخر بعيدا عن حسابات الصدر وهو يحلل مجتمع المدينة؟.
إن الكتابة عن هذا الموضوع مهمة وشائكة وقد تكون مستحيلة عليّ وأمثالي ،كما أني لا ارغب أن انصّب نفسي واعظا للآخرين ولكن الأمر يستحق المجازفة خصوصا إذا كانت النوايا صادقة والنفوس راضية مطمئنّة.
عودا على بدء إن الضروف الصعبة تكشف عن الحواريين وصفاتهم وتخرجهم إلى النور وبالتأكيد إن مشاكل العراق وهمومه والتي قد تكون طارئة على مسيرة التاريخ حدثت ولن تتكرر مناسبة لاكتشاف أو صناعة الحواريين. خصوصا وأنها تزامنت مع وجود المصلح والمربي والقائد واعني بذلك سماحة الشيخ اليعقوبي "دام ظله" ليس تحيزا وإنما الواقع يتحدث بان (اليعقوبي) هو الفقيه الوحيد حاليا الذي يحارب على كل الجبهات (مؤسسة دينية عتيقة بحاجة إلى جهد جبار لتجديدها,مجتمع متمرد على كل القيم ,سلطة حاكمة مستأثرة وتعاني من عقدة الاضطهاد والخوف من الآخر ،وحواريون (قصّر) رغم تفوقهم أو (مدللين) ما زالوا بحاجة إلى الحنان والعطف المرجعي) قال تعالى{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة112.
والعزاء الوحيد انه بعين الله وهذا هو قدر المصلحين وربما هي حكمة الله واختباره لمن انتخبهم مباشرة أو بالوكالة لتبليغ رسالته.
وما دمنا قد شخصنا المصلح فان أتباعه المخلصين هم (حواريوا العصر) مع ضرورة الالتفات إلى أمرين :الأول إن إثبات الشيء لا يعني نفي ما سواه كما يقولها المناطقة ,والآخر إن إتباع المرجعية الشاهدة أنفسهم بدرجات متفاوتة وربما يكون( الآخرين )من أولياء الله أو ممن يخدم عياله. ولكن حديثي ينطلق من رواية المعصوم "ليست العصبية أن تحب قومك ولكن العصبية أن ترى شرار قومك أفضل من خيار غيرهم".
وعليه فإننا نؤمن بأنّا أصحاب المشروع الأصلح لصدق وإخلاص وكفاءة قائد المشروع( سماحة الشيخ اليعقوبي"دام ظله") ولنضج حواريوه أكثر من غيرهم ولعدم وجود تناقض أو اضطراب في مسيرة المشروع ولهذا فهو ينمو مع الزمن وسوف يأتي اليوم الذي نملىء فيه سماء العراق قسطا وعدلا بعيدا عن الأنانية والاستئثار وبعيدا عن التخندق الطائفي والاستقطاب العرقي.
مشروعنا باختصار يبنى على الإيثار والتضحية ونشر الفضيلة والكفاءة والخبرة والمواطنة وبناء المؤسسات واحترام القانون والقضاء على الفساد والتعامل مع المتغيرات بحكمة وقراءة المستقبل بصورة صحيحة وطرد الاحتلال واجتثاث الإرهاب وجذوره وقد حققنا الكثير بعون الله وما زال الأكثر في الانتظار .
مشروعنا بحاجة إلى الوقت والعمل المستمر ورجال أكفاء (حواريون) لا يعرف التعب أو الكسل أو الهزيمة طريق إلى نفوسهم .مشروعنا بحاجة إلى التسليم المطلق لقول الله ((مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)).
وبالتأكيد إن طاحونة الضروف القاسية كفيلة بتمييز القوي والضعيف -والجيد والرديء- والصادق والكاذب -والمخلص والوصولي -والصابر والجازع -والحكيم والمتهور -والمتسلط والرحيم- والمجتهد والكسول- وألاناني والمتواضع.
وفي الختام إننا وضعنا أنفسنا أو هكذا هم يرونا في مقام (الحواريين) ولهذا الأمر ضريبته الثقيلة(الحكمة والصبر والتضحية والإخلاص وحسن الظن وحب الآخرين) قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14.
والحمد لله رب العالمين
26\11\2007
الحواريـــــــــون
د.علي حسين فرج
إننا مهما تحدثنا عن الحواريين فأن المخيال الجمعي ينسحب إلى الحادثة التاريخية المعروفة التي ولد فيها المصطلح أو ذاع صيته على الأقل وهو هنا يتمثل في الجماعة الصالحة والعاقلة التي شخصت القائد وأطاعت الله وعملت على نشر الخير في المجتمع الذي ابتعد عن خط الخلافة الرباني.
تاريخيا وكما يروي القرآن إن الحواريين هم الجماعة المؤمنة التي آمنت بعيسى "ع" ونصرته في حربه ضد الكفر والفساد مهما كانت النتائج قال تعالى{فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمُ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ }آل عمران52.
وقد ارتبط ذلك في ذاكرتنا الشيعية بأصحاب الحسين"ع الذين قدموا أنفسهم قرابيين بين يديه"ع" وهم يتلذذون بالموت ويتسابقون في معانقة حور العين.
ولم يغب عن بالنا أيضا لقاء الحنانة الشهير الذي يذكر فيه الشهيد الصدر"طاب ثراه"( إن هناك أشخاص كأنما خلقوا لأجلي) وهؤلاء هم حواريوه الذين لا يريد لا علوا في الأرض ولا فسادا.وبالتأكيد إن لهؤلاء الحواريين أشباه ومقلدين في كل جيل وعلى امتداد الزمن.
إذن وجود الحواريون غالبا ما يرتبط بوجود مصلح كبير(نبي، إمام، مرجع، مثقف).وهم يفكرون بعقلية تختلف عن عقلية المجتمع المعاش والغارق في مستنقعات الجهل والفساد والكفر …الحواريون يفكرون بالحرية والعبودية المطلقة للخالق والحياة الكريمة وحب الخير.
ولكن الزمن وهذه احد سوآته القاسية غالبا ما يفضح المستور ويكشف المغّيب والمسكوت عنه واللامفكر فيه أو المخبىء في اللاوعي والذي ينتظر الضروف الملائمة للخروج من سباته الطويل أو (القصير) أحيانا..
هذا الأمر يقول عنه الشهيد محمد باقر الصدر "قدس" وهو يتحدث عن مجتمع المدينة الذي انقلب على الشرعية بعد رحيل الرسول الأعظم"ص" إن هذا المجتمع يمتلك طاقة حرارية ولا يملك وعيا مستنيرا.
إن النكوص أو التراجع عن المبادىء هو انحراف أخلاقي خطير وخصوصا إذا صدر من الحواريين.والسؤال الكبير والمهم ما السبب؟ ولماذا يحصل كل هذا ؟لماذا يرتد الحواريون؟ وهل يستحق الأمر كل هذا الصراع؟.
أيها الأحبة يحدثنا التاريخ إن أمير المؤمنين "ع"وفي احد لحظات التاريخ الحرجة صدم المجتمع بكلام خالد ما زال يحرث في النفوس المالحة من اجل استصلاحها. أمير المؤمنين "ع"وهو رئيس أعلى سلطة في بلاد المسلمين ينظر إلى ابن عباس وهو يقول: يابن العم كم يساوي شسع نعلي هذا فيقول ابن عباس لاشي يا أمير المؤمنين ..انظروا إلى كلام حواريي الله كم هو دقيق وحساس وصادق ولكنه ثقيل وصعب ومحرج،فيجيب علي "ع" وملؤه ثقة بالله ومشروعه الإسلامي: يابن عباس والله إن شسع نعلي هذا أفضل من إمرتكم إلا أن أقيم حق أو ادحض باطل.
في نفس الموضوع يكتب طه حسين مستشهدا بكلام أمير المؤمنين"ع" في معركة الجمل عندما نطق كلمته الرائعة(لا تعرفوا الحق بالرجال بل اعرفوا الرجال بالحق) أنها أروع كلمة في التاريخ وأنها حصلت مرة واحدة ولن تتكرر أبدا.
هذا كبيرهم الذي علمهم حب الله والناس والابتعاد عن الدنيا ولنا الشرف أن نكون من إتباعه على مستوى السلوك والفعل بعيدا عن الشعارات الفارغة والخادعة أحيانا.
لنستعير عبارات الأستاذ الصدر ونسال هل نحن أصحاب وعي مستنير؟ أم إن ارتباطنا بالمرجعية الشاهدة مجرد طاقة حرارية ؟ أم أمر بين الأمرين؟!! أم إن لنا تصنيف أخر بعيدا عن حسابات الصدر وهو يحلل مجتمع المدينة؟.
إن الكتابة عن هذا الموضوع مهمة وشائكة وقد تكون مستحيلة عليّ وأمثالي ،كما أني لا ارغب أن انصّب نفسي واعظا للآخرين ولكن الأمر يستحق المجازفة خصوصا إذا كانت النوايا صادقة والنفوس راضية مطمئنّة.
عودا على بدء إن الضروف الصعبة تكشف عن الحواريين وصفاتهم وتخرجهم إلى النور وبالتأكيد إن مشاكل العراق وهمومه والتي قد تكون طارئة على مسيرة التاريخ حدثت ولن تتكرر مناسبة لاكتشاف أو صناعة الحواريين. خصوصا وأنها تزامنت مع وجود المصلح والمربي والقائد واعني بذلك سماحة الشيخ اليعقوبي "دام ظله" ليس تحيزا وإنما الواقع يتحدث بان (اليعقوبي) هو الفقيه الوحيد حاليا الذي يحارب على كل الجبهات (مؤسسة دينية عتيقة بحاجة إلى جهد جبار لتجديدها,مجتمع متمرد على كل القيم ,سلطة حاكمة مستأثرة وتعاني من عقدة الاضطهاد والخوف من الآخر ،وحواريون (قصّر) رغم تفوقهم أو (مدللين) ما زالوا بحاجة إلى الحنان والعطف المرجعي) قال تعالى{إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَن يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَآئِدَةً مِّنَ السَّمَاءِ قَالَ اتَّقُواْ اللّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }المائدة112.
والعزاء الوحيد انه بعين الله وهذا هو قدر المصلحين وربما هي حكمة الله واختباره لمن انتخبهم مباشرة أو بالوكالة لتبليغ رسالته.
وما دمنا قد شخصنا المصلح فان أتباعه المخلصين هم (حواريوا العصر) مع ضرورة الالتفات إلى أمرين :الأول إن إثبات الشيء لا يعني نفي ما سواه كما يقولها المناطقة ,والآخر إن إتباع المرجعية الشاهدة أنفسهم بدرجات متفاوتة وربما يكون( الآخرين )من أولياء الله أو ممن يخدم عياله. ولكن حديثي ينطلق من رواية المعصوم "ليست العصبية أن تحب قومك ولكن العصبية أن ترى شرار قومك أفضل من خيار غيرهم".
وعليه فإننا نؤمن بأنّا أصحاب المشروع الأصلح لصدق وإخلاص وكفاءة قائد المشروع( سماحة الشيخ اليعقوبي"دام ظله") ولنضج حواريوه أكثر من غيرهم ولعدم وجود تناقض أو اضطراب في مسيرة المشروع ولهذا فهو ينمو مع الزمن وسوف يأتي اليوم الذي نملىء فيه سماء العراق قسطا وعدلا بعيدا عن الأنانية والاستئثار وبعيدا عن التخندق الطائفي والاستقطاب العرقي.
مشروعنا باختصار يبنى على الإيثار والتضحية ونشر الفضيلة والكفاءة والخبرة والمواطنة وبناء المؤسسات واحترام القانون والقضاء على الفساد والتعامل مع المتغيرات بحكمة وقراءة المستقبل بصورة صحيحة وطرد الاحتلال واجتثاث الإرهاب وجذوره وقد حققنا الكثير بعون الله وما زال الأكثر في الانتظار .
مشروعنا بحاجة إلى الوقت والعمل المستمر ورجال أكفاء (حواريون) لا يعرف التعب أو الكسل أو الهزيمة طريق إلى نفوسهم .مشروعنا بحاجة إلى التسليم المطلق لقول الله ((مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا)).
وبالتأكيد إن طاحونة الضروف القاسية كفيلة بتمييز القوي والضعيف -والجيد والرديء- والصادق والكاذب -والمخلص والوصولي -والصابر والجازع -والحكيم والمتهور -والمتسلط والرحيم- والمجتهد والكسول- وألاناني والمتواضع.
وفي الختام إننا وضعنا أنفسنا أو هكذا هم يرونا في مقام (الحواريين) ولهذا الأمر ضريبته الثقيلة(الحكمة والصبر والتضحية والإخلاص وحسن الظن وحب الآخرين) قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ فَآَمَنَت طَّائِفَةٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ وَكَفَرَت طَّائِفَةٌ فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظَاهِرِينَ }الصف14.
والحمد لله رب العالمين
26\11\2007