أياد الجيزاني
لم تكن فكرة تشكيل الاحزاب تلاقي ترحيباً من قبل المرجعيات التقليدية وحتى من قبل بعض المرجعيات الحركية ، إلا ان الواقع الذي يعيشه الاسلام هو من فرض تكوين هذه الاحزاب وتشكيلها وأعتماد اهداف محددة من وراء ذلك التشكيل، ولذلك كان تشكيل حزب الدعوة الاسلامي يعتمد الدعوة الى الله هدفاً اسمى له بسبب تلك الظروف التي كان المد الإلحادي فيها مستمر بالصعود واستقطاب الكفاءات مما استدعى تكوين حزب يقف بوجه تلك الحركة ويعود بالشباب الى حياض الاسلام ، اضف الى ذلك ضياع الهوية الاسلامية في زحمة الصراع ما بين القوميين والشيوعيين لذلك كان تاسيس حزب يتبنى الدعوة في ذلك الوقت حلاً ناجعاً وتشخسيصاً واقعياً لأزمة الاسلام آنذاك.
فيم كان حزب الله في لبنان مثال ثاني والذي تاسس أوائل الثمانينات من القرن الفائت يتبنى كهدف اساسي اطروحة مقاومة المحتل وهذا لا يعني انكار المتبنيات الاخرى لهم ولكن مقاومة اسرائيل كانت الطابع والصبغة الاساسية لدى حزب الله. لذا من هذا المنطلق كان سقوط النظام في العراق وتغير النظام السياسي فيه واعادة ترتيب الدولة بجميع هياكلها وعلاقاتها الخارجية واعادة المضطهدين وعودة الاحزاب التي ظلت طوال عشرين عاماً في الخارج وقد اتت بعد عقود قطعتها في مؤتمر لندن التي عقدت بين المعارضة العراقية والامريكان كما ان انفصال هذه الاحزاب عن قواعدها طوال تلك الفترة ادى الى ظهور تشكيل سياسي نابع من فكر المرجعية التي عاشت مع هذا الشعب محنه وآلامه وحامل لافكار السيد محمد الصدر (قده) ذلك التشكيل هو ( حزب الفضيلة الإسلامي ) ، ويحمل هذا التشكيل بحسب اسسه النظرية عدة سمات ومميزات تؤهله لان يكون الحزب الوطني و الاسلامي الذي يلبي الكثير من طموحات الامة ويمكن القول ان هذه السمات والمميزات غير موجودة البتة في باقي التشكيلات ، وان هذا الحزب يحسد على هذه المميزات من قبل الجميع تقريباً بلا استثناء .
وهذه المميزات هي :
1- وجود مرجعية روحية تتبنى صيانة وتوجيه هذا الحزب ، وهذه المرجعية ارتبطت بأطروحة الشهيدين الصدرين وواكبت كلا
الحركتين التين قادهما الشهيدان الصدران على الساحة العراقية والتين تركتا بصمات واضحة على الساحة العراقية .
وهذه المرجعية هي مرجعية آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ، فلقد كان الشيخ اليعقوبي شاباً أثناء حركة الشهيد الصدر الاول وواكبها بكل متغيراتها وكان الشخص الاول الذي ناصر الشهيد الصدر الثاني وبقي معه حتى مماته وكان عميداً لجامعة الصدر الدينية وكان يفتي في غرفة خاصة في براني السيد الصدر الثاني(قده) ويجيب عن الاسئلة بإذن منه وقد شارك في تغسيله وتكفينه وأم الصلاة على جنازته ودفنه بنفسه وحمل وصيته وكتمها برغم كونها تهمه فلم يعرٌف بها ولم يذعها وجاهد بعده فحمل الرسالة في زمن الطاغية قدر الامكان وواصل اكمال المشوار وهو اليوم مرجعية معروفة ذات مواقف وطنية وإسلامية معتدلة وهو محل ثقة الكثير من سياسي العراق ويعول عليه كثيراً في حل المشكلة العراقية.
2- الشعبية التي يتمتع بها الحزب في اوساط الناس حيث يمتلك قواعد في كل انحاء البلد كما ان الكثير ممن هم من ابناء المرجعيات الاخرى يثقون بالحزب وينتمون اليه.
3- الإطروحات الإسلامية والوطنية التي تبناها الحزب دائماً ، فهو يرفض الارهاب ويتبنى رفع المظلمة عن الشعب العراقي التي لحقت وما زالت تلحق به اليوم كما يتبنى بناء دولة مؤسسات قادرة على حماية المواطن وتوفير الخدمة له ويتبنى محاربة الفساد الاداري واصلاح العملية السياسية وإزالة الاحتقان الطائفي وبعث التطمينات لدول الجوار من عدم النية في اقامة دولة شيعية وغيرها من المتبنيات والاطروحات.
4- الاساس النظري القائم على إحياء الفضيلة ووأد الرذيلة ونشر الخلق الحسن بعد ان قطعت الناس شوطاً في الفساد والمجون الذي يهدد العالم بالسقوط والانهيار ، فرسالته ليست على المستوى الاسلامي فحسب بل هي رسالة انسانية ومشروع انساني يتسامى فوق الحدود الجغرافية وفوق الاطر الضيقة ليصل في مداه الى إنقاذ الانسان. فلقد اقر العالم بحاجته الى الفضيلة فقط وفقط لكبح جماح الايدز. فلا مجتمع بلا اخلاقيات ولا انسان بلا خير وفضيلة ، من هذه المنطلقات تأطرت الفضيلة باطار سياسي لتبرز على الساحة على شكل تنظيم حزبي يتبناها في الايديولوجية والعمل معاً وهي تطور مهم بالنسبة الى الفضيلة كمفهوم ان يتبناها احدهم وينظر لها ويضع الخطط لنشرها وسابقة مهمة على ذلك الطريق طريق الله والانبياء(ع).
5- أن معظم أيناء الفضيلة هم من التيار الذي عانى في الداخل وظل يجاهد ، وفي الغالب هم من ابناء حركة السيد الشهيد الصدر(قده) التي هزت عرش الطاغية ولم يتوقفوا بعد استشهاده بل واصلوا المسيرة تحت قيادة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) وحافظوا على مسيرة الخط واستطاعوا إنعاش الحركة الاسلامية في العراق بعد ان كادت ان تسقط.
6- الاعتدال والوسطية في الطرح والتفكير فلم تجد في اطروحات الفضيلة تشنجاً او تطرفاً او مغالاة بل ان اغلب المطروح غير ذلك.
7- روح التضحية التي حملها ابناء الفضيلة فقد قبلوا بتسعة مقاعد رغم ان استحقاقهم اكثر من ذلك في الانتخابات الاولى، وصوتوا على الدستور رغم تحفظهم على كثير من فقراته رغبة منهم في دفع العملية السياسية الى الامام وعدم عرقلتها ، ثم رضوا بخمسة عشر مقعداً في انتخابات 2006 الدستورية مع العلم ان استحقاقهم اكثر بحسب النتائج الاولى حيث حصدوا اكثر من نصف مليون صوت بقليل مع العلم ان حزب الدعوة بشقيه حصل على 450 الف صوت واخذ ضعف الفضيلة من المقاعد مع ذلك ، ولكنهم لم يتكلموا في ذلك وآثروا التضحية تقليلاً منهم للنعرات التي تلاقي العملية السياسية الجارية.
لم تكن فكرة تشكيل الاحزاب تلاقي ترحيباً من قبل المرجعيات التقليدية وحتى من قبل بعض المرجعيات الحركية ، إلا ان الواقع الذي يعيشه الاسلام هو من فرض تكوين هذه الاحزاب وتشكيلها وأعتماد اهداف محددة من وراء ذلك التشكيل، ولذلك كان تشكيل حزب الدعوة الاسلامي يعتمد الدعوة الى الله هدفاً اسمى له بسبب تلك الظروف التي كان المد الإلحادي فيها مستمر بالصعود واستقطاب الكفاءات مما استدعى تكوين حزب يقف بوجه تلك الحركة ويعود بالشباب الى حياض الاسلام ، اضف الى ذلك ضياع الهوية الاسلامية في زحمة الصراع ما بين القوميين والشيوعيين لذلك كان تاسيس حزب يتبنى الدعوة في ذلك الوقت حلاً ناجعاً وتشخسيصاً واقعياً لأزمة الاسلام آنذاك.
فيم كان حزب الله في لبنان مثال ثاني والذي تاسس أوائل الثمانينات من القرن الفائت يتبنى كهدف اساسي اطروحة مقاومة المحتل وهذا لا يعني انكار المتبنيات الاخرى لهم ولكن مقاومة اسرائيل كانت الطابع والصبغة الاساسية لدى حزب الله. لذا من هذا المنطلق كان سقوط النظام في العراق وتغير النظام السياسي فيه واعادة ترتيب الدولة بجميع هياكلها وعلاقاتها الخارجية واعادة المضطهدين وعودة الاحزاب التي ظلت طوال عشرين عاماً في الخارج وقد اتت بعد عقود قطعتها في مؤتمر لندن التي عقدت بين المعارضة العراقية والامريكان كما ان انفصال هذه الاحزاب عن قواعدها طوال تلك الفترة ادى الى ظهور تشكيل سياسي نابع من فكر المرجعية التي عاشت مع هذا الشعب محنه وآلامه وحامل لافكار السيد محمد الصدر (قده) ذلك التشكيل هو ( حزب الفضيلة الإسلامي ) ، ويحمل هذا التشكيل بحسب اسسه النظرية عدة سمات ومميزات تؤهله لان يكون الحزب الوطني و الاسلامي الذي يلبي الكثير من طموحات الامة ويمكن القول ان هذه السمات والمميزات غير موجودة البتة في باقي التشكيلات ، وان هذا الحزب يحسد على هذه المميزات من قبل الجميع تقريباً بلا استثناء .
وهذه المميزات هي :
1- وجود مرجعية روحية تتبنى صيانة وتوجيه هذا الحزب ، وهذه المرجعية ارتبطت بأطروحة الشهيدين الصدرين وواكبت كلا
الحركتين التين قادهما الشهيدان الصدران على الساحة العراقية والتين تركتا بصمات واضحة على الساحة العراقية .
وهذه المرجعية هي مرجعية آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ، فلقد كان الشيخ اليعقوبي شاباً أثناء حركة الشهيد الصدر الاول وواكبها بكل متغيراتها وكان الشخص الاول الذي ناصر الشهيد الصدر الثاني وبقي معه حتى مماته وكان عميداً لجامعة الصدر الدينية وكان يفتي في غرفة خاصة في براني السيد الصدر الثاني(قده) ويجيب عن الاسئلة بإذن منه وقد شارك في تغسيله وتكفينه وأم الصلاة على جنازته ودفنه بنفسه وحمل وصيته وكتمها برغم كونها تهمه فلم يعرٌف بها ولم يذعها وجاهد بعده فحمل الرسالة في زمن الطاغية قدر الامكان وواصل اكمال المشوار وهو اليوم مرجعية معروفة ذات مواقف وطنية وإسلامية معتدلة وهو محل ثقة الكثير من سياسي العراق ويعول عليه كثيراً في حل المشكلة العراقية.
2- الشعبية التي يتمتع بها الحزب في اوساط الناس حيث يمتلك قواعد في كل انحاء البلد كما ان الكثير ممن هم من ابناء المرجعيات الاخرى يثقون بالحزب وينتمون اليه.
3- الإطروحات الإسلامية والوطنية التي تبناها الحزب دائماً ، فهو يرفض الارهاب ويتبنى رفع المظلمة عن الشعب العراقي التي لحقت وما زالت تلحق به اليوم كما يتبنى بناء دولة مؤسسات قادرة على حماية المواطن وتوفير الخدمة له ويتبنى محاربة الفساد الاداري واصلاح العملية السياسية وإزالة الاحتقان الطائفي وبعث التطمينات لدول الجوار من عدم النية في اقامة دولة شيعية وغيرها من المتبنيات والاطروحات.
4- الاساس النظري القائم على إحياء الفضيلة ووأد الرذيلة ونشر الخلق الحسن بعد ان قطعت الناس شوطاً في الفساد والمجون الذي يهدد العالم بالسقوط والانهيار ، فرسالته ليست على المستوى الاسلامي فحسب بل هي رسالة انسانية ومشروع انساني يتسامى فوق الحدود الجغرافية وفوق الاطر الضيقة ليصل في مداه الى إنقاذ الانسان. فلقد اقر العالم بحاجته الى الفضيلة فقط وفقط لكبح جماح الايدز. فلا مجتمع بلا اخلاقيات ولا انسان بلا خير وفضيلة ، من هذه المنطلقات تأطرت الفضيلة باطار سياسي لتبرز على الساحة على شكل تنظيم حزبي يتبناها في الايديولوجية والعمل معاً وهي تطور مهم بالنسبة الى الفضيلة كمفهوم ان يتبناها احدهم وينظر لها ويضع الخطط لنشرها وسابقة مهمة على ذلك الطريق طريق الله والانبياء(ع).
5- أن معظم أيناء الفضيلة هم من التيار الذي عانى في الداخل وظل يجاهد ، وفي الغالب هم من ابناء حركة السيد الشهيد الصدر(قده) التي هزت عرش الطاغية ولم يتوقفوا بعد استشهاده بل واصلوا المسيرة تحت قيادة آية الله العظمى الشيخ محمد اليعقوبي(دام ظله) وحافظوا على مسيرة الخط واستطاعوا إنعاش الحركة الاسلامية في العراق بعد ان كادت ان تسقط.
6- الاعتدال والوسطية في الطرح والتفكير فلم تجد في اطروحات الفضيلة تشنجاً او تطرفاً او مغالاة بل ان اغلب المطروح غير ذلك.
7- روح التضحية التي حملها ابناء الفضيلة فقد قبلوا بتسعة مقاعد رغم ان استحقاقهم اكثر من ذلك في الانتخابات الاولى، وصوتوا على الدستور رغم تحفظهم على كثير من فقراته رغبة منهم في دفع العملية السياسية الى الامام وعدم عرقلتها ، ثم رضوا بخمسة عشر مقعداً في انتخابات 2006 الدستورية مع العلم ان استحقاقهم اكثر بحسب النتائج الاولى حيث حصدوا اكثر من نصف مليون صوت بقليل مع العلم ان حزب الدعوة بشقيه حصل على 450 الف صوت واخذ ضعف الفضيلة من المقاعد مع ذلك ، ولكنهم لم يتكلموا في ذلك وآثروا التضحية تقليلاً منهم للنعرات التي تلاقي العملية السياسية الجارية.

تعليق