بالإطلاع على المادة الخمسين من دستور البحرين المعدل و التي تتضمن توصيف أو تبيان مهمات و صلاحيات المجالس البلدية لفتت نظري عبارة ..


" ينظم القانون المؤسسات العامة و هيئات الإدارة البلدية بما يكفل لها الإستقلال في ظل توجيه الدولة و رقابتها " .....................

هذه المادة تعتبر من أكثر المواد الدستورية المثيرة للجدل في شأن المجالس البلدية بسبب أن توصيف الحالة العامة للمجالس البلدية و درجة نفاذية قراراتها التي ترفع إلى مجلس الوزراء .. تعتبر غائمة و لا تمتلك أدنى درجات الوضوح .. و الملاحظ أن المشرع الدستوري تعمد أن تكون المواد مقتضبة و حتى شرح تلك المواد جاء بشكل خاطف و ملتو في المذكرة التفسيرية ..

(( في ظل توجيه الدولة و رقابتها )) .. كيف يكوت التوجيه و كيف تكون الرقابة و طبقا لأي آلية يمرر قرار المجلس البلدي أو المؤسسة البلدية ليكون نافذا بدلا من أن يجهض من بدايته .. و الدستور يبين بأن من حق رئيس مجلس الوزراء أن يرفض و يلغي مشروع القرار المرفوع من المجالس البلدية إذا ما حدث جدل ما بشأن ذلك القرار .. إذا فمسألة المجالس البلدية واضحة للعيان بأنها زوبعة في فنجان .. فالنائب في المجلس البلدي يبذل ما في وسعه و يحاول بكل الأساليب المتاحة تمرير توصياته و إخراج مشاريعه إلى دنيا التطبيق .. بينما بجرة قلم واحدة يلغى كل ذلك من قبل رئيس مجلس الوزراء لأنه ينظر للمصلحة العامة للدولة !!! ..

فأي صلاحية يتمتع بها المجلس البلدي و قد سلب الصلاحية و آلية التنفيذ قبل أن يرى النور .. فهل يرتجي ممثلو الكتل السياسية و الشعبية في تلك المجالس آمالا سياسية مستقبلية ؟؟ .. أم أن تلك المشاركة جاءت كتكتيك سياسي لدفع مسيرة الإصلاح و طرق باب كل الأساليب المطروحة الممكنة لمحاولة التغيير الدستوري و استئناف عملية الإصلاح الموؤودة ؟؟ ..

و أية معطيات يمكننا من خلالها التنبؤ و التفاؤل بحياة سياسية زاهرة في المستقبل ؟؟ .. هل هي نوايا الملك التي طالما تغنى بها الإعلام و اعتبر ميزان تلك النوايا أكثر من وثيقة أو قرار في الأمم المتحدة ؟؟ .. أهي تلك النوايا التي أبداها في محضر من العلماء لينساها أو يتناساها قبل الإنقلاب الدستوري ؟؟ .. هل أخطانا حينما أسأنا الثقة في الملك هذه المرة يا إعلام ؟؟ .. و هل لديك جرأة في أن تستعرض أسباب و مبررات اليأس الشعبي العام و عدم الإقبال على صناديق الإنتخاب ؟؟ ..

و كما أن كل الأحياء مآلهم الفناء .. و بعضه يموتون أجنة في بطون أمهاتهم .. فتجربتنا البلدية وأدت قبل أن تولد .. فوجبت علينا الفاتحة ..

باسل


__________________