إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

دمعة الحزن الحسينية..أيها المخطئ!!!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • دمعة الحزن الحسينية..أيها المخطئ!!!!!!!

    ....

    أخواني..لقد أرسل ألي أحد الأخوة رسالة يزعم أنه يحاورني فيها..!!

    ولقد وجدت جل هذه الرسالة قدح و ذم واستهزاء بمجالس العزاء الحسينية..

    وانني اذ أدعوا هذا الأخ المخطئ أن يعود الى الصواب ويقرأ هذا المقال النفيس للشيخ فيصل العوامي وفقه الله:

    دمعة الحزن الحسينية
    تأملات قرآنية في مضامين الحزن والبكاء


    ما هي المعاني المصاحبة للدمعة التي تراق على مصاب الإمام الحسين بن علي "عليه السلام"، ولماذا الإصرار على إسالتها كل حين .. ؟.

    قد يفسر بعض من المراقبين ـ من المسلمين وغيرهم ـ الممارسات الشيعية ذات الطابع المأساوي ، بأنها تنبيء عن عمق سوداوي ظلامي في الأفق والوجدان الشيعي ، وتكشف عن حالة من التخلف والسطحية في الاهتمام الاجتماعي عند الإنسان الشيعي ، حيث أنه مازال متشبثا ببعض القصاصات التاريخية القديمة ، ومصرّا على التفاعل معها ، مما قد يؤدي إلى نسيان وتجاهل لحظته الراهنة .. وبالتالي فإن الانطلاق نحو الحضارة لا يمكن أن يتأتى له ، ما لم يتخل عن ذلك التاريخ المأساوي ويرميه وراء ظهره ..

    قد يتسرع البعض في تفسير تلك الممارسات بهذه الكيفية ، متغافلا عن المعاني الجليلة التي ينطوي عليها مثل هذا العمل ، خاصة أنه ليس تقليدا ساذجا يمارسه بسطاء المجتمع ، وإنما هو سلوك ظهر بجلاء عند فطاحل الشيعة وأفذاذها بدءا بالأئمة ثم العلماء والمفكرين ، وحظي باهتمام كبير عندهم ، وذلك مؤشر على مدى جلالته وعمق المعاني التي ينطوي عليها .. ونحن هنا سنشير إلى بعض من تلك المعاني النفسية والاجتماعية .

    الفلسفة النفسية للدمعة

    يمكن لنا أن نعرف بعضا من حقيقة البكاء حين نقارنه بأضداده ، فهي تعد أشبه بمرآة جلية له .. على ذلك فإننا لو قارنا البكاء بالضحك ، لوجدنا أن الأخير ما هو إلا إظهار لحالة الترفيه عند الإنسان ، فهو ترويح عن النفس لا أكثر ، وقد أشار إلى ذلك الإمام علي "عليه السلام" في قوله : " إن القلوب تمل كما تمل الأبدان فابتغوا لها طرائف الحكم ".

    بل قد يستشعر في بعض الأحيان أن الضحك يتجه سلبا إلى أكثر من ذلك، حيث يكون تعبيرا عن حالة اللاأبالية والفوضوية .

    أما البكاء فهو على الطرف النقيض تماما لمثل تلك المعاني ، إذ أنه يعبر عن تضامن مع ما يبكى عليه وأيمان صادق به .. فكلما تعاظم ولاء الإنسان لشيء ونما إيمانه به ، كلما ازداد اندفاعه العاطفي نحوه وعظمت رغبته إليه ، وإذا استرسل في ذلك الاندفاع واسترسل تجلى اندفاعه في شكل بكاء ، فالبكاء بذلك أعلى مراتب الاندفاع والهيجان العاطفي الصادق ، لا الاندفاع الهامشي الهجين .

    فعلى ذلك يكون البكاء نوعا من الولاء والتضامن مع ما يبكى عليه ، وهذا تماما ما أشارت إليه الآية القرآنية المباركة:

    ( إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خرّوا سجدا وبكيا ).

    فهذه الآية تتحدث بصورة واضحة عن قمة الولاء عند الإنسان المؤمن تجاه آيات الرحمن، وذلك أن المؤمن يتصاعد ولاؤه ويتعاظم تصديقه عند استماعه أو تلاوته لتلك الآيات، إلى أن يصل إلى القمة فيتجلى بكاؤه في صورة بكاء.

    وذلك تماما على العكس من الضحك، إذ أن الضحك عند الاستماع إلى الآيات ما هو إلا تعبير عن اللاأبالية.. ولذا فإن الآيات القرآنية حين أثنت على حالة البكاء تلك، فإنها في نفس الوقت ذمّت حالة الضحك، فقد قال تعالى:

    (فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون).

    كل ذلك من جهة واحدة ترتبط بالفلسفة النفسية للبكاء، وقد تمثلت في الأثر الخارجي له، وأما الجهة الفلسفية الثانية التي تمثل الأثر الداخلي للبكاء، فغايتها أن للبكاء أثرا إيجابيا على نفسية الإنسان، لما يقوم به من دور في تنظيف أدرانها وشوائبها.. وذلك تماما عكس ما يصنعه الضحك، فهو إذا تجاوز عن حده أثر سلبا على نفسية الإنسان، ولذا عرضت به الروايات، فقد قال رسول الله "صلى الله عليه وسلم": " إياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب".

    وقال الإمام علي " عليه السلام ": " من كثر ضحكه مات قلبه".

    أما البكاء فهو يؤثر تأثيرا إيجابيا على نفسية الإنسان، وقد أشارت الآيات القرآنية إلى هذا المعنى حيث قال تعالى:

    ( ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا ).

    فالبكاء كما هو صريح هذه الآية الشريفة يزيد الإنسان خشوعا وإيمانا، وزيادة الإيمان تعني التخلي من الرذائل والتحلي بالفضائل.

    وقد تظافرت الروايات في تأكيد هذا المعنى الذي أشارت إليه الآية، من ذلك ما ورد عن الإمام علي "عليه السلام": " البكاء من خشية الله ينير القلب ويعصم من معاودة الذنب ".

    ولأن للبكاء هذا الأثر الإيجابي العظيم ، نجد الإمام الصادق "عليه السلام" يدعو له أو لما هو أدنى منه وهو التباكي ويحث عليه بشدة، فقد قال: " إن لم يجئك البكاء فتباك، فإن خرج منك مثل رأس الذباب فبخ بخ ".

    على ذلك فإن للبكاء آثارا إيجابية تنعكس على نفسية الإنسان، وهي بعينها الفلسفة النفسية للبكاء، ومؤداها أن البكاء إظهار لحالة ولائية منبعثة من داخل الإنسان تجاه قيمة نبيلة أو رمز عظيم، بالإضافة لما له من دور في تزكية النفس وطهارتها..
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 09:44 PM
استجابة 1
9 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
أنشئ بواسطة ibrahim aly awaly, اليوم, 07:21 AM
ردود 2
12 مشاهدات
0 معجبون
آخر مشاركة ibrahim aly awaly
بواسطة ibrahim aly awaly
 
يعمل...
X