
طغى فوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية بولاية أيوا على تغطيات الصحف البريطانية الصادرة اليوم السبت, معتبرة ما جرى زلزالا سياسيا يؤكد وجود احتمال حقيقي بأن تختار الولايات المتحدة في الانتخابات الرئاسية القادمة رئيسا أسود لأول مرة في تاريخها.
التغيير والأمل
"قالوا بأن ذلك اليوم لن يحين أبدا" بهذه الكلمة بدأ أوباما خطابه الذي ألقاه بعيد إعلان فوزه في ولاية أيوا بالانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2008.
وقالت صحيفة غارديان إن الأميركيين أفاقوا بعد نتائج تصويت المجالس الانتخابية للحزب الديمقراطي بهذه الولاية لصالح أوباما على أن استلام شخص أسود لزمام أمورهم أقرب بكثير مما يتصور بل إن ذلك قد يتحقق خلال سنة واحدة.
وقد فاز أوباما بنسبة 38% من الأصوات أي بزيادة 8% على أقرب منافسيه, بينما لم تحصل المرشحة هيلاري كلينتون سوى على 29% من الأصوات.
قال أوبوما وهو يخاطب مناصريه إن الأمل هو الأساس الذي أقيمت عليه الأمة الأميركية, داعيا إلى أن تكون الولايات المتحدة هي التي تختار قدرها لا أن يختار لها.
وأضافت غارديان أن رسالة أوباما المفعمة بالأمل والتغيير يبدو أنها وجدت آذانا صاغية لدى ناخبي أيوا.
واعتبرت أن فوزه لم يكن نتيجة لتعبئة القاعدة الجماهيرية للحزب الديمقراطي وإنما للتحول الذي طرأ عليها, إذ إن أكثر من ثلث الذين صوتوا له كانوا ممن تقل أعمارهم عن ثلاثين سنة كما أن أغلب الذين أيدوه لم يشاركوا قط في مجالس انتخابية.
زلزال انتخابي
وتحت عنوان "البيت الأبيض؟ زلزال سياسي يدفع أوباما نحو الرئاسة" قالت صحيفة ذي إندبندنت إن احتمال تولي شخص أسود رئاسة الولايات المتحدة أضحى الآن احتمالا حقيقيا.
ونقلت عنه صحيفة ديلي تلغراف قوله مخاطبا سكان ولاية نيوهامبشير إن أعطيتموني نفس الفرصة التي أعطاني إياها سكان ايوا فإني أعتقد جازما أنني سأصبح رئيسا للولايات المتحدة.
ونقلت صحيفة فايننشال تايمز عن أحد مسؤولي حملة أوباما قوله إن مرشحه يمنح الأميركيين ذوي الأصول الأفريقية فرصتهم الأولى للحصول على أول رئيس من بني جلدتهم، كما يوفر للبيض فرصة تجاوز ماضي التفرقة العنصرية.
وركزت الصحيفة في تقرير لها على ما تعانيه كلينتون من ضغوط بسبب تقدم أوباما عليها في أيوا, مشيرة إلى أنها تناضل الآن لمنعه من بناء زخم يستعصي التصدي له.
أوباما والديمقراطية
وتحت عنوان "الفائز هو أوباما والديمقراطية" قالت ديلي تلغراف في افتتاحيتها إن قارة واحدة على الأقل تشهد نموا رائعا للديمقراطية.
وأضافت أن الخزي لحق بآسيا بسبب ما جرى في باكستان وفي أفريقيا بسبب ما تشهده كينيا، أما في أميركا الجنوبية فقد أقدم ثلاثة رؤساء يساريين على حل برلمانات بلادهم.
وأوروبا ما زالت تتشبث بفكرة تبني دستورها دون إجراء الاستفتاءات التي وعد بها في سبع دول من أعضاء الاتحاد، في حين أن ما نشهده في أميركا الشمالية هو الديمقراطية في جوهرها الحقيقي وأبهى صورها.
فالانتخابات التمهيدية تعرض المرشحين إلى الرياح العاصفة للتدقيق الجماهيري, فلا يمكنهم أن يخفوا شخصياتهم عن الناخبين.
