الجمهور العاشورائي
سيد عبدالله الغريفي
لكي يتشكل جمهور عاشورائي يجسد الإمتداد الحقيقي لخط الإمام الحسين عليه السلام, لا بد أن يتوفر هذا الجمهور على مجموعة خصائص و مكونات، و مع غياب بعض هذه الخصائص و المكونات يكون التشكل ناقصا، و يكون الإنتماء إلى خط الثورة الحسينية إنتماء مهزوزا.
ليس كل الباكين على الإمام الحسين عليه السلام هم من عداد الجمهور العاشورائي الذي يجسد خط الإمام الحسين عليه السلام
فكم من الباكين على الحسين عليه السلام هم من يشهر السيوف على الإمام الحسين عليه السلام ؟
و حسب تعبير الفرزدق حينما سأله الإمام الحسين عن الناس في العراق حيث قال: "قلوبهم معك و سيوفهم عليك".
قد نبكي الإمام الحسين، و نتأوه لمصاب الحسين، إلا أننا نحمل القيم التي يحملها قتلة الحسين عليه السلام، و نحمل المبادئ التي حملها أعداء الحسين عليه السلام.
فليس كل من بكى أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية ...
و ليس كل من حضر مجالس العزاء أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية...
و ليس كل من لطم على صدره أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية...
الإنتماء إلى هذا الخط يمثل "هوية" لها خصائصها و مكوناتها المتميزة...
كما أن الانتماء إلى الخط المضاد للثورة الحسينية يمثل "هوية" لها خصائصها و مكوناتها المتميزة...
هناك مفاصلة واضحة بين الهويتين و الإنتمائين .
و حينما تتداخل الخصائص و المكونات يغيب التمايز بين الهويتين و بين الإنتمائين, و هذا كاف في أن يضع الإنسان في الخط المضاد للثورة الحسينية.
و السؤال المطروح هنا:
كيف نشكل من أنفسنا "جمهورا عاشورائيا منتميا إلى خط الثورة الحسينية؟
الإجابة على هذا السؤال يفرض علينا أن نتعرف على مكونات هذا التشكل، و على خصائص هذا الانتماء.
وذلك من خلال النقاط التالية:
1- أن نملك رؤية واعية بأهداف الثورة الحسينية، و بمضامين و قيم عاشوراء :
إن غياب هذه الرؤية يشكل خللا واضحا في الإنتماء إلى خط الإمام الحسين عليه السلام، كيف يمكن أن نكون منتمين إلى هذا الخط، و نحن لا نملك رؤية بخصائص هذا الخط، و بمكوناته، و بأهدافه، و بقيمه، فربما جسدنا أهدافا مضادة، و قيما مضادة، و مبادئ مضادة، و ما دمنا لا نملك البصيرة و الرؤية الواعية.
في الخمسينات أخترق "الشيوعيون" في العراق أجواء بعض المواكب الحسينية، و أقحموا شعاراتهم و ردد جمهور تلك المواكب تلك الشعارات و التي تتناقض كل التناقض مع أهداف الثورة الحسينية ... كيف حدث ذلك ؟
لانًّ هذا الجمهور كان يفتقد الرؤية الواعية و يفتقد البصيرة، الأمر الذي سمح لشعارات وردات و "شيلات" تتناقض مع مفاهيم الثورة الحسينية أن تخترق مواكب الحسين، و أن تخترق مراسيم عاشوراء.
إننا ندعوا الجمهور لكي يكون "جمهورا عاشورائيا" منتميا إلى خط الإمام الحسين عليه السلام أن يكون على درجة كبيرة من الوعي و البصيرة بأهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام, و بقيم عاشوراء حتى يكون هذا الجمهور "السياج" الذي يحمي أجواء الموسم العاشورائي من كل الإختراقات و من كل المفاهيم و الأفكار و الشعارات التي تتنافى مع مفاهيم و أفكار و شعارات كربلاء الحسين عليه السلام.
لذلك أكدنا في أكثر من مناسبة ضرورة أن تنطل الكلمات و الشعارات في أجواء هذا الموسم من خلال المفهوم العاشورائي، و من خلال العنوان الحسيني، حتى لو أرادت هذه الكلمات و الشعارات أن تلامس قضايا الواقع المعاصر، بكل إمتداداته الثقافية و الأخلاقية و الإجتماعية و السياسية .
إننا نريد لثورة الإمام الحسين عليه السلام أن تكون حاضرة في كل امتدادات الواقع المعاصر و في كل إمتدادت الحاضر و المستقبل، و لا نريد لثورة الإمام الحسين عليه السلام أن تتحجم في التاريخ و في الماضي، إلا أن هذا الحضور يجب أن يعبر بوضوح عن هوية الثورة الحسينية و عن مبادئها و أهدافها و قيمها.
قد يقال : لم الإصرار على ربط الشعارات بثورة الإمام الحسين عليه السلام، فالكثير من قضايا العصر لا علاقة لها بهذه لثورة (البطالة، التميز، الفساد الإداري و المالي، أزمة الدستور، العنف و الإرهاب، قضية فلسطين، قضية العراق، قضايا العرب و المسلمين، قضايا العالم ....) ما علاقة كل ذلك بثورة الإمام الحسين عليه السلام ؟
كيف نطلب أن يفرض خطاب عاشوراء نفسه على كل هذه القضايا ؟
و كيف نطالب خطاب عاشوراء أن يفرض نفسه على كل هذا الواقع ؟
حينما نفهم ثورة الإمام الحسين عليه السلام، فهما واعيا فسوف نجد أنها قادرة أن تكون حاضرة في كل قضايا العصر.
حينما نتحدث عن ثورة الإمام الحسين عليه السلام فنحن نتحدث عن مبادئ الحق و العدالة و الحرية و الكرامة، فيما تعنيه هذه المبادئ من رفض الظلم، و القهر، و الجوع، و الحرمان، و العبث و التطرف، و العنف و الإرهاب...
و هل مأساة الإنسان في هذا العصر إلا كونه ضحية أنظمة جائرة ظالمة مستبدة، أبتعدت كل البعد عن منهج الله تعالى، و عن قيم الحق و العدالة و الحرية و الكرامة.
إن خطاب عاشوراء قادر على أن يكون حاضرا في كل مآسي العصر، مآسي الفكر و الثقافة و المآسي الروحية و الأخلاقية، و غيرها مما يعاني منه إنسان هذا العصر .
إننا يجب أن ننطلق من مأساة كربلاء إلى كل مآسي الإنسان في هذا العصر، و إلى كل عذابات الإنسان في هذا الزمان و هكذا نعطي لخط عاشوراء حضوره المتحرك و حضوره الفعال، و أن لا نحجم عاشوراء في التاريخ.
و هذا لا يعني أن ننسى التاريخ، و ننسى أحداث التاريخ، و ننسى ما جرى في كربلاء من فجائع و مآسي و إنتهاكات و جنايات لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الأجيال.
إن ملف الجريمة النكراء التي حدثت في ظهيرة عاشوراء في السنة الواحدة و الستين للهجرة، هذا الملف يجب أن يبقى مفتوحا و يجب أن يكون حاضرا، من خلال هذا الملف، يجب أن تلاحق كل ملفات الظلم و الإستبداد، و إنتهاك الحرمات، و مصادرة الكرامات في كل الأزمنة و العصور.
من خلال هذا الملف، يجب أن تحاسب كل ممارسات العبث بمقدرات الشعوب، و كل أشكال المصادرة لحقوق الإنسان، في كل الأوطان و البلدان من هنا نفهم لماذا حاربت الكثير من أنظمة الحكم في التاريخ عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، و لا زالت أنظمة القهر و الإستبداد، و أنظمة السياسة الجائرة تضيق بعاشوراء الحسين و لا زال الحكام المتسلطون يعيشون الرعب من عاشوراء الحسين عليه السلام.
و حينما يكون الحديث عن عاشوراء الثورة، و عاشوراء الرفض لكل سياسات الظلم و القهر و الإستبداد فلا يعني أن رسالة عاشوراء تقف عند هذه الحدود ....
إن عاشوراء تحمل أهدافا عقائدية، و روحية، أخلاقية، و تربوية، و إجتماعية، فالحديث عن عاشوراء الحديث، هو حديث عن الإسلام و عن كل منظوماته الفكرية، و الروحية، و الأخلاقية، و الإقتصادية، و الإجتماعية، و السياسية، و الجهادية
نتناول العنصر الثاني من عناصر تشكل الجمهور العاشورائي و هذا العنصر هو:
((الإنصهار الوجداني و العاطفي مع أهداف عاشوراء))
إذا كان الوعي بهذه الأهداف يشكل عنصرا هاما جدا في تكون الجيل العاشورائي فإن ((الإنصهار الوجداني و العاطفي)) مع أهداف عاشوراء هو الآخر عنصر هام جدا في تكوين ((الجمهور العاشورائي))، فالإرتباط الفكري و الثقافي و العلمي المجرد من العاطفة و المشاعر و الأحاسيس الوجدانية هو إرتباط جاف و جامد و فاتر.
لماذا نجد بعض المثقفين و المفكرين يعيشون الخمول و الركود و الفتور؟
فرغم ما يملكون من وعي ثقافي و علمي بمفاهيم الإسلام إلا أنهم لا يملكون الحرارة في العمل من أجل الإسلام و الدفاع عن مبادئه و قيمه.
ما هو السبب في ذلك؟
كون هؤلاء ارتبطوا بالأهداف فكريا و ثقافيا و علميا، إلا أنهم لم يعيشوا العشق و الذوبان و الانصهار الوجداني و العاطفي مع هذه الأهداف.
لا يمكن أن نتحمس للأفكار و المبادئ و الأهداف إذا لم تدخل في العمق من قلوبنا و مشاعرنا و عواطفنا، و بقيت مفاهيم في الذهن.
صحيح أن العواطف و المشاعر و الأحاسيس التي لا تملك الوعي و البصيرة هي عواطف عمياء، و مشاعر تائهة، و أحاسيس جوفاء.
يجب أن نغذي العواطف و المشاعر و الأحاسيس بجرعات كافية من الوعي و البصيرة حتى لا تنفلت، و تتنصل، و حتى لا تنحرف، و حتى لا تنهزم.
و في المقابل يجب أن نغذي الأفكار و المفاهيم بجرعات كافية من العواطف الإيمانية و المشاعر الوجدانية حتى لا تتكلس هذه الأفكار و المفاهيم، و حتى لا تتجمد، و حتى لا تصاب بالشلل و العطل و الفتور.
فالتعاطي مع عاشوراء الإمام الحسين(ع) يجب أن يعيش هذا "التزاوج" بين الفكر و العاطفة.
فالجمهور العاشورائي جمهور يمتلك درجة عالية من الوعي و البصيرة بأهداف عاشوراء، كما يمتلك درجة عالية من الإنصهار العاطفي و الوجداني مع أهداف عاشوراء، و حينما نتحدث عن الإنصهار العاطفي و الوجداني مع أهداف عاشوراء لا نعني فقط الانفعال بالمأساة رغم أن هذا الانفعال مهم جدا، و لا يصح أبدا أن نقلل من أهميته، لأن الانفعال بمأساة عاشوراء هو الذي أعطى لعاشوراء هذا الزخم الكبير من المشاعر و الأحاسيس، و هو الذي أعطى لعاشوراء هذه الحرارة و الفوران.
إننا نصر أن تبقى عاطفة الانفعال بالمأساة الحسينية في أعلى درجاتها ، و هذا ما أكده الأئمة من أهل البيت عليهم السلام حينما دعوا بقوة إلى "البكاء" من أجل الإمام الحسين(ع)، و إلى "التفاعل مع مأساة عاشوراء"
سيد عبدالله الغريفي
لكي يتشكل جمهور عاشورائي يجسد الإمتداد الحقيقي لخط الإمام الحسين عليه السلام, لا بد أن يتوفر هذا الجمهور على مجموعة خصائص و مكونات، و مع غياب بعض هذه الخصائص و المكونات يكون التشكل ناقصا، و يكون الإنتماء إلى خط الثورة الحسينية إنتماء مهزوزا.
ليس كل الباكين على الإمام الحسين عليه السلام هم من عداد الجمهور العاشورائي الذي يجسد خط الإمام الحسين عليه السلام
فكم من الباكين على الحسين عليه السلام هم من يشهر السيوف على الإمام الحسين عليه السلام ؟
و حسب تعبير الفرزدق حينما سأله الإمام الحسين عن الناس في العراق حيث قال: "قلوبهم معك و سيوفهم عليك".
قد نبكي الإمام الحسين، و نتأوه لمصاب الحسين، إلا أننا نحمل القيم التي يحملها قتلة الحسين عليه السلام، و نحمل المبادئ التي حملها أعداء الحسين عليه السلام.
فليس كل من بكى أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية ...
و ليس كل من حضر مجالس العزاء أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية...
و ليس كل من لطم على صدره أصبح منتميا إلى خط الثورة الحسينية...
الإنتماء إلى هذا الخط يمثل "هوية" لها خصائصها و مكوناتها المتميزة...
كما أن الانتماء إلى الخط المضاد للثورة الحسينية يمثل "هوية" لها خصائصها و مكوناتها المتميزة...
هناك مفاصلة واضحة بين الهويتين و الإنتمائين .
و حينما تتداخل الخصائص و المكونات يغيب التمايز بين الهويتين و بين الإنتمائين, و هذا كاف في أن يضع الإنسان في الخط المضاد للثورة الحسينية.
و السؤال المطروح هنا:
كيف نشكل من أنفسنا "جمهورا عاشورائيا منتميا إلى خط الثورة الحسينية؟
الإجابة على هذا السؤال يفرض علينا أن نتعرف على مكونات هذا التشكل، و على خصائص هذا الانتماء.
وذلك من خلال النقاط التالية:
1- أن نملك رؤية واعية بأهداف الثورة الحسينية، و بمضامين و قيم عاشوراء :
إن غياب هذه الرؤية يشكل خللا واضحا في الإنتماء إلى خط الإمام الحسين عليه السلام، كيف يمكن أن نكون منتمين إلى هذا الخط، و نحن لا نملك رؤية بخصائص هذا الخط، و بمكوناته، و بأهدافه، و بقيمه، فربما جسدنا أهدافا مضادة، و قيما مضادة، و مبادئ مضادة، و ما دمنا لا نملك البصيرة و الرؤية الواعية.
في الخمسينات أخترق "الشيوعيون" في العراق أجواء بعض المواكب الحسينية، و أقحموا شعاراتهم و ردد جمهور تلك المواكب تلك الشعارات و التي تتناقض كل التناقض مع أهداف الثورة الحسينية ... كيف حدث ذلك ؟
لانًّ هذا الجمهور كان يفتقد الرؤية الواعية و يفتقد البصيرة، الأمر الذي سمح لشعارات وردات و "شيلات" تتناقض مع مفاهيم الثورة الحسينية أن تخترق مواكب الحسين، و أن تخترق مراسيم عاشوراء.
إننا ندعوا الجمهور لكي يكون "جمهورا عاشورائيا" منتميا إلى خط الإمام الحسين عليه السلام أن يكون على درجة كبيرة من الوعي و البصيرة بأهداف ثورة الإمام الحسين عليه السلام, و بقيم عاشوراء حتى يكون هذا الجمهور "السياج" الذي يحمي أجواء الموسم العاشورائي من كل الإختراقات و من كل المفاهيم و الأفكار و الشعارات التي تتنافى مع مفاهيم و أفكار و شعارات كربلاء الحسين عليه السلام.
لذلك أكدنا في أكثر من مناسبة ضرورة أن تنطل الكلمات و الشعارات في أجواء هذا الموسم من خلال المفهوم العاشورائي، و من خلال العنوان الحسيني، حتى لو أرادت هذه الكلمات و الشعارات أن تلامس قضايا الواقع المعاصر، بكل إمتداداته الثقافية و الأخلاقية و الإجتماعية و السياسية .
إننا نريد لثورة الإمام الحسين عليه السلام أن تكون حاضرة في كل امتدادات الواقع المعاصر و في كل إمتدادت الحاضر و المستقبل، و لا نريد لثورة الإمام الحسين عليه السلام أن تتحجم في التاريخ و في الماضي، إلا أن هذا الحضور يجب أن يعبر بوضوح عن هوية الثورة الحسينية و عن مبادئها و أهدافها و قيمها.
قد يقال : لم الإصرار على ربط الشعارات بثورة الإمام الحسين عليه السلام، فالكثير من قضايا العصر لا علاقة لها بهذه لثورة (البطالة، التميز، الفساد الإداري و المالي، أزمة الدستور، العنف و الإرهاب، قضية فلسطين، قضية العراق، قضايا العرب و المسلمين، قضايا العالم ....) ما علاقة كل ذلك بثورة الإمام الحسين عليه السلام ؟
كيف نطلب أن يفرض خطاب عاشوراء نفسه على كل هذه القضايا ؟
و كيف نطالب خطاب عاشوراء أن يفرض نفسه على كل هذا الواقع ؟
حينما نفهم ثورة الإمام الحسين عليه السلام، فهما واعيا فسوف نجد أنها قادرة أن تكون حاضرة في كل قضايا العصر.
حينما نتحدث عن ثورة الإمام الحسين عليه السلام فنحن نتحدث عن مبادئ الحق و العدالة و الحرية و الكرامة، فيما تعنيه هذه المبادئ من رفض الظلم، و القهر، و الجوع، و الحرمان، و العبث و التطرف، و العنف و الإرهاب...
و هل مأساة الإنسان في هذا العصر إلا كونه ضحية أنظمة جائرة ظالمة مستبدة، أبتعدت كل البعد عن منهج الله تعالى، و عن قيم الحق و العدالة و الحرية و الكرامة.
إن خطاب عاشوراء قادر على أن يكون حاضرا في كل مآسي العصر، مآسي الفكر و الثقافة و المآسي الروحية و الأخلاقية، و غيرها مما يعاني منه إنسان هذا العصر .
إننا يجب أن ننطلق من مأساة كربلاء إلى كل مآسي الإنسان في هذا العصر، و إلى كل عذابات الإنسان في هذا الزمان و هكذا نعطي لخط عاشوراء حضوره المتحرك و حضوره الفعال، و أن لا نحجم عاشوراء في التاريخ.
و هذا لا يعني أن ننسى التاريخ، و ننسى أحداث التاريخ، و ننسى ما جرى في كربلاء من فجائع و مآسي و إنتهاكات و جنايات لا يمكن أن تمحى من ذاكرة الأجيال.
إن ملف الجريمة النكراء التي حدثت في ظهيرة عاشوراء في السنة الواحدة و الستين للهجرة، هذا الملف يجب أن يبقى مفتوحا و يجب أن يكون حاضرا، من خلال هذا الملف، يجب أن تلاحق كل ملفات الظلم و الإستبداد، و إنتهاك الحرمات، و مصادرة الكرامات في كل الأزمنة و العصور.
من خلال هذا الملف، يجب أن تحاسب كل ممارسات العبث بمقدرات الشعوب، و كل أشكال المصادرة لحقوق الإنسان، في كل الأوطان و البلدان من هنا نفهم لماذا حاربت الكثير من أنظمة الحكم في التاريخ عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، و لا زالت أنظمة القهر و الإستبداد، و أنظمة السياسة الجائرة تضيق بعاشوراء الحسين و لا زال الحكام المتسلطون يعيشون الرعب من عاشوراء الحسين عليه السلام.
و حينما يكون الحديث عن عاشوراء الثورة، و عاشوراء الرفض لكل سياسات الظلم و القهر و الإستبداد فلا يعني أن رسالة عاشوراء تقف عند هذه الحدود ....
إن عاشوراء تحمل أهدافا عقائدية، و روحية، أخلاقية، و تربوية، و إجتماعية، فالحديث عن عاشوراء الحديث، هو حديث عن الإسلام و عن كل منظوماته الفكرية، و الروحية، و الأخلاقية، و الإقتصادية، و الإجتماعية، و السياسية، و الجهادية
نتناول العنصر الثاني من عناصر تشكل الجمهور العاشورائي و هذا العنصر هو:
((الإنصهار الوجداني و العاطفي مع أهداف عاشوراء))
إذا كان الوعي بهذه الأهداف يشكل عنصرا هاما جدا في تكون الجيل العاشورائي فإن ((الإنصهار الوجداني و العاطفي)) مع أهداف عاشوراء هو الآخر عنصر هام جدا في تكوين ((الجمهور العاشورائي))، فالإرتباط الفكري و الثقافي و العلمي المجرد من العاطفة و المشاعر و الأحاسيس الوجدانية هو إرتباط جاف و جامد و فاتر.
لماذا نجد بعض المثقفين و المفكرين يعيشون الخمول و الركود و الفتور؟
فرغم ما يملكون من وعي ثقافي و علمي بمفاهيم الإسلام إلا أنهم لا يملكون الحرارة في العمل من أجل الإسلام و الدفاع عن مبادئه و قيمه.
ما هو السبب في ذلك؟
كون هؤلاء ارتبطوا بالأهداف فكريا و ثقافيا و علميا، إلا أنهم لم يعيشوا العشق و الذوبان و الانصهار الوجداني و العاطفي مع هذه الأهداف.
لا يمكن أن نتحمس للأفكار و المبادئ و الأهداف إذا لم تدخل في العمق من قلوبنا و مشاعرنا و عواطفنا، و بقيت مفاهيم في الذهن.
صحيح أن العواطف و المشاعر و الأحاسيس التي لا تملك الوعي و البصيرة هي عواطف عمياء، و مشاعر تائهة، و أحاسيس جوفاء.
يجب أن نغذي العواطف و المشاعر و الأحاسيس بجرعات كافية من الوعي و البصيرة حتى لا تنفلت، و تتنصل، و حتى لا تنحرف، و حتى لا تنهزم.
و في المقابل يجب أن نغذي الأفكار و المفاهيم بجرعات كافية من العواطف الإيمانية و المشاعر الوجدانية حتى لا تتكلس هذه الأفكار و المفاهيم، و حتى لا تتجمد، و حتى لا تصاب بالشلل و العطل و الفتور.
فالتعاطي مع عاشوراء الإمام الحسين(ع) يجب أن يعيش هذا "التزاوج" بين الفكر و العاطفة.
فالجمهور العاشورائي جمهور يمتلك درجة عالية من الوعي و البصيرة بأهداف عاشوراء، كما يمتلك درجة عالية من الإنصهار العاطفي و الوجداني مع أهداف عاشوراء، و حينما نتحدث عن الإنصهار العاطفي و الوجداني مع أهداف عاشوراء لا نعني فقط الانفعال بالمأساة رغم أن هذا الانفعال مهم جدا، و لا يصح أبدا أن نقلل من أهميته، لأن الانفعال بمأساة عاشوراء هو الذي أعطى لعاشوراء هذا الزخم الكبير من المشاعر و الأحاسيس، و هو الذي أعطى لعاشوراء هذه الحرارة و الفوران.
إننا نصر أن تبقى عاطفة الانفعال بالمأساة الحسينية في أعلى درجاتها ، و هذا ما أكده الأئمة من أهل البيت عليهم السلام حينما دعوا بقوة إلى "البكاء" من أجل الإمام الحسين(ع)، و إلى "التفاعل مع مأساة عاشوراء"
هذا الانفعال العاطفي مع مأساة الإمام الحسين(ع) أمر مطلوب جدا، و ضروري لتشكل الإنتماء إلى عاشوراء، إلا أن الإنصهار الوجداني و العاطفي يجب أن لا يقف عند هذا الحد و هذا المستوى، إنه يعني درجة عالية من ((العشق للأهداف الحسينية))
هذا العشق هو الذي يدفع في اتجاه التضحية و الشهادة من أجل الأهداف و المبادئ، الكثيرون يعيشون درجة عالية من الانفعال بمأساة الإمام الحسين (ع)، إلا أنهم لا يملكون أدنى درجات الاستعداد للتضحية من أجل أهداف الإمام الحسين(ع)، لماذا لا يملكون هذا الاستعداد للتضحية من أجل أهداف الإمام الحسين (ع)؟
الجواب كونهم لا يملكون درجة عالية من العشق لهذه الأهداف، فالعاطفة الحسينية يجب أن تتحرك في مسارين:
المسار الأول :
التأثر و الانفعال بمأساة الإمام الحسين(ع) بما يفرضه ذلك من أشكال متعددة للتعبير عن هذا التأثر و الانفعال
بشرط أن تكون هذه الأشكال من التعبير منسجمة كل الانسجام مع أهداف، و مبادئ، و قيم عاشوراء، و بشرط أن لا تسيء إلى سمعة القضية الحسينية، و إلى سمعة هذا الموسم العاشورائي.
فليس كل شكل من أشكال التعبير يصلح أن يكون أداة تخدم أهداف عاشوراء، و تخدم أهداف الإمام الحسين(ع)، بل ربما جاءت بعض الأشكال التعبيرية متناقضة كل التناقض مع الأهداف
المسار الثاني :
الذوبان و العشق في تلك الأهداف الحسينية، هذه العاطفة هي التعبير الصادق عن ((الولاء لأهداف عاشوراء))
العاطفة في "مسارها الأول" غير قادرة أن تحرك في اتجاه "الدفاع عن الأهداف الحسينية"، و في اتجاه "التضحية من أجل هذه الأهداف"
لماذا نجد بعض الذين ينفعلون بمأساة الإمام الحسين(ع)، و في أعلى درجات الانفعال، نجدهم يتناقضون كل التناقض مع أهداف و قيم، ومبادئ الإمام الحسين(ع)؟
هؤلاء توافروا على العاطفة الحسينية في "مسارها الأول" إلا أنهم لا يتوافرون عليها في "مسارها الثاني".
أيها الأحبة :
إن الجمهور العاشورائي يمتلك درجة عالية جدا من العشق لأهداف الإمام الحسين(ع)، و ليس كل من أدعى "العشق للإمام الحسين(ع)"، و لأهداف الإمام الحسين(ع) هو صادق في هذا الإدعاء.
العشق الحقيقي هو الذي يخلق فينا روح التفاني من أجل الأهداف
أي عاشق هذا الذي لا يتفانى من أجل الأهداف التي يعشقها؟
أي عاشق هذا الذي لا يدافع عن القيم التي يعشقها؟
أي عاشق هذا الذي لا يعطي دمه من أجل المبادئ التي يعشقها؟
أنصار الإمام الحسين(ع) الذين قدموا أرواحهم رخيصة على مذبح كربلاء هم العشاق الحقيقيون للإمام الحسين(ع) و لأهداف الإمام الحسين(ع).
إننا نكرر دائما ((يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما)) فهل نحن صادقون فيما نقول؟
التاريخ شهد عشاقا حقيقيين للإمام الحسين (ع) و لأهداف الإمام الحسين(ع)
لا أريد أن أتناول هنا عنصر التضحية و الشهادة من أجل أهداف عاشوراء فهذا ما سوف أتعرض له في حديث قادم إن شاء الله تعالى، ما أعنيه في حديثي هنا أن العاطفة الحسينية الصادقة هي التي تعبر عن عشق حقيقي لأهداف الإمام الحسين(ع)، و لأهداف عاشوراء، و من خلال هذه العاطفة في انفعالها بمأساة عاشوراء، و في عشقها لأهداف عاشوراء يتشكل "العنصر الثاني" من عناصر الجمهور العاشورائي.
هذا الجمهور يملك درجة عالية من الوعي و البصيرة بأهداف عاشوراء الحسين، و هذا الجمهور يملك درجة عالية من الحرارة، و الذوبان، و الانصهار مع أهداف عاشوراء الحسين(ع)، و ماذا بعد الوعي و الانصهار؟
و هل أن هذين العنصرين هما فقط مكونات التشكل العاشورائي؟
إن الكثيرين ممن يملكون الوعي بأهداف عاشوراء لا يصح أن يوصفون في عداد (الجمهور العاشورائي)، و إن الكثيرين ممن يملكون الحرارة و الحماس لا يصح أن يصفوا في عداد (الجمهور العاشورائي)
هناك عنصر ثالث هام و خطير يجب أن يتوفر عليه الجمهور العاشورائي، هذا العنصر هو "الالتزام العملي" بأهداف عاشوراء.
إن التجسيد الحقيقي لأهداف عاشوراء يشكل أهم مكونات الانتماء إلى خط الثورة الحسينية و الى خط عاشوراء الحسين(ع)، و حينما نتحدث عن الالتزام العملي و عن التجسيد الحقيقي نتحدث عن :
• فكر ملتزم بأهداف عاشوراء
• عاطفة ملتزمة بأهداف عاشوراء
• سلوك ملتزم بأهداف عاشوراء
لكي نعطي المسألة توضيحا أكثر نتناول بعض التفصيلات.
(1) ماذا نعني بالفكر الملتزم بأهداف عاشوراء؟
من أهم خصائص الجمهور العاشورائي انه جمهور يملك "فكراً عاشورائيا"، و الفكر العاشورائي هي مجموعة من الأفكار، و المفاهيم، و القيم التي طرحتها ثورة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، لا يكفي أن نملك وعيا بهذه الأفكار، و المفاهيم، و القيم، فإن هذا الوعي يمثل البعد النظري فقط، و أما البعد العملي فهو أن يتحول هذا الوعي بالأفكار و المفاهيم و القيم إلى واقع متحرك يصوغ كل أفكارنا و مفاهيمنا و قيمنا، فلا نفكر إلا من خلال عاشوراء الحسين عليه السلام و من خلال مفاهيم عاشوراء الحسين عليه السلام و من خلال قيم عاشوراء الحسين عليه السلام.
إذا أردنا أن نحاسب انتماءنا إلى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، فيجب أن نحاسب أفكارنا و مفاهيمنا و قيمنا، ربما تكون هذه الأفكار و المفاهيم و القيم متناقضة مع عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، محارب لعاشوراء من يتبنى أفكارا متناقضة لا أفكار عاشوراء الحسين عليه السلام، كل فكرة تتناقض مع الإسلام، مع الدين، مع القرآن، هي فكرة متناقضة لعاشوراء.
لماذا ثار الإمام الحسين عليه السلام؟
من أجل الدفاع عن الإسلام، و حماية قيم الدين، و الحفاظ على مبادئ القرآن
فالإنسان العاشورائي هو من يتبنى الدفاع عن مبادئ الإسلام، و حماية قيم الدين، و الحفاظ على مبادئ القرآن
الإنسان العاشورائي من يتبنى مفاهيم الحق و الصلاح و العدل و الحرية و الكرامة
الإنسان العاشورائي من يتبنى قيم الخير و الفضيلة و الطهر و النظافة
أما أعداء عاشوراء، أما المحاربون لعاشوراء :
فهم الذين يتبنون ثقافة الضلال و الانحراف و الفساد، هم الذين يتبنون ثقافة الظلم و القهر و الاستبداد، و العبث بالكرامات
هم الذين يتبنون ثقافة الشر و الرذيلة و السقوط الأخلاقي
هم الذين يتناقضون فكريا و ثقافيا مع مفاهيم الإسلام و الدين و القرآن
(2) ماذا نعني بالعاطفة الملتزمة بأهداف عاشوراء؟
إنها العاطفة التي تشكلت من خلال مدرسة عاشوراء، إنها العاطفة التي تحمل "حب الله" في أعلى درجاته.
العاشورائيون الحقيقيون هم "عشاق الله"
الحسين كان من عشاق الله
العباس كان من عشاق الله
الأكبر كان من عشاق الله
القاسم كان من عشاق الله
حبيب كان من عشاق الله
مسلم كان من عشاق الله
جميع أنصار الحسين كانوا من عشاق الله
فإذا أردنا أن نكون عاشورائيين حقا فيجب أن نكون من عشاق الله
و عشاق الله هم عشاق أنبياء الله و في مقدمتهم سيد أنبياء الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله، و هم عشاق أولياء الله و في مقدمتهم سادة الأصفياء الأئمة من آل رسول الله عليهم أفضل صلوات الله، و هم عشاق الإسلام، و عشاق الدين، و عشاق القرآن، هؤلاء هم العاشورائيون الصادقون.
(3) ماذا نعني بالسلوك الملتزم بأهداف عاشوراء؟
إذا كان الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل الفكر الملتزم بأهداف عاشوراء
و إذا كان الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل العاطفة الملتزمة بأهداف عاشوراء
فإن الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل سلوك الملتزم بأهداف عاشوراء
إن الالتزام الفكري الصادق، يفرض التزاما سلوكيا صادقا
و هل أن هذين العنصرين هما فقط مكونات التشكل العاشورائي؟
إن الكثيرين ممن يملكون الوعي بأهداف عاشوراء لا يصح أن يوصفون في عداد (الجمهور العاشورائي)، و إن الكثيرين ممن يملكون الحرارة و الحماس لا يصح أن يصفوا في عداد (الجمهور العاشورائي)
هناك عنصر ثالث هام و خطير يجب أن يتوفر عليه الجمهور العاشورائي، هذا العنصر هو "الالتزام العملي" بأهداف عاشوراء.
إن التجسيد الحقيقي لأهداف عاشوراء يشكل أهم مكونات الانتماء إلى خط الثورة الحسينية و الى خط عاشوراء الحسين(ع)، و حينما نتحدث عن الالتزام العملي و عن التجسيد الحقيقي نتحدث عن :
• فكر ملتزم بأهداف عاشوراء
• عاطفة ملتزمة بأهداف عاشوراء
• سلوك ملتزم بأهداف عاشوراء
لكي نعطي المسألة توضيحا أكثر نتناول بعض التفصيلات.
(1) ماذا نعني بالفكر الملتزم بأهداف عاشوراء؟
من أهم خصائص الجمهور العاشورائي انه جمهور يملك "فكراً عاشورائيا"، و الفكر العاشورائي هي مجموعة من الأفكار، و المفاهيم، و القيم التي طرحتها ثورة الإمام الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء، لا يكفي أن نملك وعيا بهذه الأفكار، و المفاهيم، و القيم، فإن هذا الوعي يمثل البعد النظري فقط، و أما البعد العملي فهو أن يتحول هذا الوعي بالأفكار و المفاهيم و القيم إلى واقع متحرك يصوغ كل أفكارنا و مفاهيمنا و قيمنا، فلا نفكر إلا من خلال عاشوراء الحسين عليه السلام و من خلال مفاهيم عاشوراء الحسين عليه السلام و من خلال قيم عاشوراء الحسين عليه السلام.
إذا أردنا أن نحاسب انتماءنا إلى عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، فيجب أن نحاسب أفكارنا و مفاهيمنا و قيمنا، ربما تكون هذه الأفكار و المفاهيم و القيم متناقضة مع عاشوراء الإمام الحسين عليه السلام، محارب لعاشوراء من يتبنى أفكارا متناقضة لا أفكار عاشوراء الحسين عليه السلام، كل فكرة تتناقض مع الإسلام، مع الدين، مع القرآن، هي فكرة متناقضة لعاشوراء.
لماذا ثار الإمام الحسين عليه السلام؟
من أجل الدفاع عن الإسلام، و حماية قيم الدين، و الحفاظ على مبادئ القرآن
فالإنسان العاشورائي هو من يتبنى الدفاع عن مبادئ الإسلام، و حماية قيم الدين، و الحفاظ على مبادئ القرآن
الإنسان العاشورائي من يتبنى مفاهيم الحق و الصلاح و العدل و الحرية و الكرامة
الإنسان العاشورائي من يتبنى قيم الخير و الفضيلة و الطهر و النظافة
أما أعداء عاشوراء، أما المحاربون لعاشوراء :
فهم الذين يتبنون ثقافة الضلال و الانحراف و الفساد، هم الذين يتبنون ثقافة الظلم و القهر و الاستبداد، و العبث بالكرامات
هم الذين يتبنون ثقافة الشر و الرذيلة و السقوط الأخلاقي
هم الذين يتناقضون فكريا و ثقافيا مع مفاهيم الإسلام و الدين و القرآن
(2) ماذا نعني بالعاطفة الملتزمة بأهداف عاشوراء؟
إنها العاطفة التي تشكلت من خلال مدرسة عاشوراء، إنها العاطفة التي تحمل "حب الله" في أعلى درجاته.
العاشورائيون الحقيقيون هم "عشاق الله"
الحسين كان من عشاق الله
العباس كان من عشاق الله
الأكبر كان من عشاق الله
القاسم كان من عشاق الله
حبيب كان من عشاق الله
مسلم كان من عشاق الله
جميع أنصار الحسين كانوا من عشاق الله
فإذا أردنا أن نكون عاشورائيين حقا فيجب أن نكون من عشاق الله
و عشاق الله هم عشاق أنبياء الله و في مقدمتهم سيد أنبياء الله محمد بن عبد الله صلى الله عليه و آله، و هم عشاق أولياء الله و في مقدمتهم سادة الأصفياء الأئمة من آل رسول الله عليهم أفضل صلوات الله، و هم عشاق الإسلام، و عشاق الدين، و عشاق القرآن، هؤلاء هم العاشورائيون الصادقون.
(3) ماذا نعني بالسلوك الملتزم بأهداف عاشوراء؟
إذا كان الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل الفكر الملتزم بأهداف عاشوراء
و إذا كان الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل العاطفة الملتزمة بأهداف عاشوراء
فإن الإنسان العاشورائي هو الذي يحمل سلوك الملتزم بأهداف عاشوراء
إن الالتزام الفكري الصادق، يفرض التزاما سلوكيا صادقا
كما إن الالتزام العاطفي الصادق يفرض التزاما سلوكيا صادقا
حينما يبقى الفكر ثقافة في الذهن و لا يتحول إلى سلوك عملي فهو فكر غير ملتزم
و حينما تبقى العاطفة شعورا في القلب و لا تتحول إلى مماسه متحركة فهي عاطفة غير ملتزمة
هذه بعض آيات من كتاب الله تؤكد العلاقة بين الإيمان و العمل :
• {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ عَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَ أَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
• {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ}
• {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ}
• {فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ}
• {وَ الْعَصْرِ*إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَ تَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَ تَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}
و هذه بعض كلمات من كتاب الله وأقوال المعصومين تؤكد العلاقة بين العاطفة و العمل :
• {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}
• قال الإمام الباقر عليه السلام لجابر الجعفي: (يا جابر: أيكتفي من انتحل التشيع أن يقول بحبنا أهل البيت؟
فوالله ما شيعتنا إلا من اتقى الله و أطاعه و ما كانوا يعرفون - يا جابر - إلا بالتواضع و التخشع، و كثرة ذكر الله، و الصوم، و الصلاة، و التعهد للجيران من الفقراء و أهل المسكنة و الغارمين و الأيتام، و صدق الحديث، و تلاوة القرآن، و كف الألسن عن الناس غلا من خير، فلو قال : أني أحب رسول الله صلى الله عليه و آله و رسول الله صلى الله عليه و آله خير من علي ثم لا يعمل بعلمه، و لا يتبع سنته ما نفعه حبه إياه شيئا
فاتقوا الله و اعملوا لما عند الله، ليس بين الله و بين أحد قرابة، أحب العباد إلى الله و أكرمهم عليه أتقاهم له، و أعلمهم بطاعته، والله ما يتقرب إلى الله جل ثناؤه إلا بالطاعة ما معناه براءة من النار، و لا على الله لأحد من حجة، من كان لله مطيعا فهو لنا ولي، و من كان لله عاصيا فهو لنا عدو، و لا تنال ولايتنا إلا بالورع و العمل)
ما نخلص إليه في هذا السياق أن الجمهور العاشورائي، جمهور يجسد في واقعه أهداف عاشوراء، و أهداف عاشوراء هي أهداف الإسلام، و أهداف الدين، و أهداف القرآن، فالإنسان العاشورائي – رجلا، امرأة، شابا، شابة - إنسان يمثل أعلى درجات الإلزام و الاستقامة و التقوى و الورع
الحسين ثار في مواجهة الفسق اليزيدي و الفجور اليزيدي، و الإنحراف اليزيدي و الفساد اليزيدي، و الظلم اليزيدي و العبث اليزيدي، فكل الذين يمارسون الفسق و الفجور و الانحراف و الفساد و العبث، فهم يمثلون الخط اليزيدي، و الواقع اليزيدي.
تعليق