إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

((فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد .

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ((فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد .

    قال الرضا عليه السلام : المشية والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد .

    كتاب التوحيد للصدوق

    السؤال الان هل صفة المشيئة والارادة مخلوقتان ؟؟؟؟

  • #2
    المشيئة مخلوقة

    خلق الله المشيئة بنفسها و خلق الأشيآء بالمشيئة


    هذا كلام دقيق و بحث عميق فلا تلجن فيه و لا ترمين نفسك في بحر مادمت لا تعرف السباحة

    تعليق


    • #3
      المشيئة مخلوقة

      خلق الله المشيئة بنفسها و خلق الأشيآء بالمشيئة
      قال الله تعالى
      ((وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيره سبحان الله وتعالى عما يشركون ))

      وهذا يعني ان جميع خلق الله خلق بمشيئته هو عز وجل ...فهل شاء الله ان يخلق مشيئته ام خلقها من غير ان يشاء ؟؟؟؟!!!!وهل يخلق الله ما لا يشاء



      هذا كلام دقيق و بحث عميق فلا تلجن فيه و لا ترمين نفسك في بحر مادمت لا تعرف السباحة
      هانذا امد يدي لكم فخذوني معكم في سفينة النجاة

      تعليق


      • #4
        سأجيبك بجواب و إعلم إني لا أتوقع منك أن تفهم ذلك

        إنما أورده هنا لعل الآخرين يفهمون المراد

        و هذا البحث مستفاد من احد علمآئنا حفظهم الله تعالى

        تعليق


        • #5
          محـال مشـيئة الله
          الخـلق
          من جملة الأسئلة المطروحة في مجال الخلق هو السؤال التالي:
          هل الله سبحانه بإرادته خلق الأشياء بإفاضة الوجود إليها، أم أن الفيض انتشر منه تعالى بنحو جبري من غير الإرادة كانبثاق النور من الشمس؟
          أقـول :لا شكَّ أنَّ جميع الموجودات قد صدرت منه تعالى بالإرادة والقصد لا بالجبر والقهر. وهذا الأمر يحتاج إلى شرحٍ وإيضاح:
          النـور
          لا تَقلُّ أهميَّةُ النور في فهم وتنوير الحقائق المعنوية والمعارف الإلهيَّة عن أهميَّته في تنوير الأجسام والأجرام المادية (وهذا لا ينافي إطلاق الغيب على الله تعالى بل هو غيب الغيوب لأنَّ الأشياء الخفية ربَّما تكون خفية لشدة ظلمتها، وربما تكون خفية لشدَّة نورها وظهورها، فالشدة في كل من النور والظلمة تؤدِّي إلى خفاء الشيء ألا ترى أنَّك لا تشاهد الشيء إذا سُلِّط عليه نورٌ شديد، فالله سبحانهوتعالى اختفى وغاب فلشدة نوره فهو نور الأنوار يقول المحقق السبزواري (ره) يا من هو اختفى لفرط نوره الظاهر الباطن في ظهوره.)فالخلق ليس إلاّ إشعاع النور المطلق على الكيانات المكتومة والماهيات المظلمة (الماهية هي ما تقال في جواب ما هو؟ فهو مصدر صناعي ويطلق على شيئية الشيء في قبال وجوده.).
          وهذا ما تُبيِّنه آية النور ذات المحتوى العرفاني العميق الذي من أجلها سمِّيت السورة بأجمعها بهذا الاسم (وهي السورة الوحيدة التي بدأت بكلمة (سورةٌ)ولا يخفى عليك السر في الابتداء بالنكرة الدال على العظمةومن هنا قال تعالى : "أنزلناها" فهي مع علوِّ شأنهاوسموِّ مرتبتها عندنا، أنزلناها فصارت ضمن المصحف).
          قال تعالى : { اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... }(النور35)
          وينبغي أن لا ننسى أنَّ هذا ليس هو إلاّ مثالٌ، فلا نظنّ بأن الله هو بالفعل نور بالمفهوم الذي نتصوره نحن بذهننا القاصر،كيف وهو خالق النور ومُنَور النور وربّ النور! كم من فرق بين الممثَّل الذي هو نور الوجود والمثال الذي هو النور الحسِّي. إليك بعض تلك الفروق:
          الأوَّل: النور الحسي قائم بغيره ونور الوجود قائم بذاته
          توضيح ذلك :
          إن النور الحسي له ماهية ووجود، وحيث أنَّ الأصالةوالحقيقة تعني الوجود (قد ثبت ذلك في الحكمة بأدلَّة قطعيَّة فراجع.) فالنور لا يتحقق بذاته أي مستقلا عن الوجود بل هو كغيره من الموجودات فقير إليه،وبفضل الوجود أصبح النور نوراًومنوَّراً، فلا يمتاز النور على سائر الموجودات من هذه الناحية أعني الفقر الذاتي :
          {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمْ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيــدُ}(فاطر15).
          بل المستوى الوجودي للنور أقل من سائر الموجودات حيث أنَّه ليس في أفق الإنسانولا الحيوانولا النباتولعلَّه يعدُّ من الجمادات.والحاصل أنَّ النور الحسِّي هو مظهر من الوجود (النور المطلق) وقائم به، ولولا الفيض الدائم المستمر عليه لما كان له أي اعتباروكيان، كما سيأتي زمانٌ تنعدم فيه الأنوار:
          {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ، وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ}(التكوير1، 2)
          الثاني: أن النور الحسي تظهر به المبصرات فقط وأما المسموعات مثلاً فلا يكشفها النور الحسي، بل حتَّى المبصرات لا ترى من جميع زواياهاوجوانبها من خلالالنور الحسِّي بل يمكن رؤيتها على مستوى واحدٍ فقط،وهو سطح الأشياء وأمّا عمقها فليس للنور أيَّة سلطة عليها.
          وأمّا نور الوجود فتظهر به المبصرات والمسموعات والمتذوقاتوالمشمومات والملموسات والمتخيلات والمعقولات وما وراء الحسوالعقل. فالوجود هو الذي يُظهرها جميعاًوهو ظاهر بنفسه. فالمسموع لا يسمع إلا بالوجود، فلو لم يكن الصوت موجوداً لما سُمع، ولو لم يكن الطعم موجوداً لما تُذوِّق فكلُّ شيء -ببركة الوجود- يكون له أثرٌوانعكاس، سواء الوجود العيني أو الوجود الذهني (وهذا التقسيم من أهم تقسيمات الوجود لدى الحكماء فالآثار الذهنية للشيء هي بعد ايجاد صورته في الذهن فالأثر إذا راجع إلى الوجود كما لو كان تخيل الإنسان شيئاً يؤَّدي إلى لذةٍ أو حزنٍ.).
          الثالث: ما أشرنا إليه في الأمر السابق أنَّ الوجود مسيطر على كل شيء (باطنهوظاهره)، فماذا يبقى إذاً للشيء؟
          بما أنَّ النور الحسِّي يسلط ضوءه على ظواهر الأشياء، فتبقى البواطن على حالها خارجة عن نطاق النور،ولكن إذا كان الوجود هو الذي أظهر جميع الأشياء سطوحهاوبواطنها، فأيُّ شيء يبقى خارجاً عن مملكته وماذا بعد الحق (وهو الوجود المطلق) إلاّ الضلال المبين! هو الأوَّل والآخروالظاهر والباطن وهو معكم أينما كنتم وقيام كل شيء به تعالى :
          {اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ}(البقرة255)
          فكلُّ شيءٍ ميِّتوهو الحي، وكلُّ شيء فقيروهو الغني القائموالشاهدوالمحيط بكل شيء
          ((وبنور وجهك الذي أضاء له كلُّ شيء))(دعاء كميل، وقد وردت في هذا المجال آياتوأحاديث كثيرة راجع مضانها)
          هذه أهمّ نقطة يجب أن نعرفها حقَّ المعرفةونصل إليها بالشهود والعرفان حيث أنَّ لها الدور الرئيسي في حركاتنا وسكناتنا ومواقفناوأعمالنا وأخلاقنا، فينبغي أن نُدرك حقيقة قوله تعالى :
          {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاَثَةٍ إِلاَّ هُوَ رَابِعُهُمْ}(المجادلة7)
          والمعتقد بهذه الحقيقة لا يمكن أن يصدر منه أصغرّ الذنوب،كيف وهو يعلم بأنَّ الله له حضور تكويني في كلِّ ما هو موجود!
          قال تعالى :
          {أَ رَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى، أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى}(العلق13-14)
          الرابع : إن النور الحسي لا شعور له ونور الوجود ذو شعور بل هو عين الشعوروالإدراك، كيفوالشعور لا يكون له أيُّ اعتبارٍ إلاّ بالوجود. ومن هنا نعرف السرّ في قوله تعالى :
          {وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}(الرعد15)
          و قوله تعالى :
          {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ}(الجمعة1)
          فكلمة "ما " تشمل كافة الموجودات حتَّى الجمادات. وأوضح من ذلك قوله تعالى :
          {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَـهُونَ تَسْبِيحَهُمْ}(الإسراء44)
          فالأشياء جميعاً لا تسبِّح فحسب، بل تسبِّح حين الحمد فتنـزِّهوتحمد وتلاحظ الجلالوالجمال الإلهي على مستوى واحد، وهذه حقيقة التوحيد.
          السادس : إنَّ إشعاع النور ليس إرادياً بل هو جبري محض، فالشمس لا تَنشر النوروترسله إلى الأجرام بإرادتها، بل بما أنَّها شمس، فهي ذات إشعاع وذلك لأنَّ النور الحسي ليس من جملة الموجودات العالية كالإنسان والملائكة، بل شأنها شأن الجمادات التي لا إرادة لها، بل ربَّما يكون النور في مرحلة أدنى من الجمادات كما مرَّ. فلو أثبتنا أنَّه ليس بجسم، فهذا لا يعني أنَّه مُجرَّدٌ روحاني كيفولا إرادة له!
          فلو أثبت علماء الطبيعة أن النور لا يوزن وليس له مكان، فهذا لا يعني أنَّه مجردٌ! وأمّا الله فهو :
          {نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ}(النور35)
          أي وجودهما فظهرت بالله السماوات والأرض ولكن بالمشيئةوالإرادة. كيف لا يكون كذلكوهو خالق للإرادة،وخالق الإنسان المريد (وفاقد الشيء لا يُعطيه) فالإنسان يتصوَّر، فيُصدِّق، فيرغب، فيشتاق، فيطلب، فيريد، فيفعل. الإرادة إذاً هي مظهر من مظاهر الوجود، وكما أنَّه بالوجود أصبح الجمالُ جمـالاًوالقدرةُ قدرةًوالعلم علماً، فبالوجود أيضاً أصبحت الإرادةُ إرادةً، فالله سبحانه هو الجميلوالقديروالعليم على الإطلاق وكل جمالوقدرةوعلم منه تعالى، وهو أيضاً المريد على الإطلاق، وكلُّ إرادة مهما كانت، هي مظهر من إرادته جلّ شأنه.
          فهو تعالى أرادَ، فخلق الأشياء،وإرادتُه سبحانه وتعالى عينُ فعله :
          {إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} (يس82)
          ليس هناك فاصل زمني بين كنْويكون فمتى ما أراد الله أن يكون يتحقق الشيء أقل من طرفة عين.
          إنَّ صدور الأشياء منه تعالى ليس قهريّاً بل هو اختياريٌّ، ولكنَّ الله تعالى بكرمهولطفهوسعة رحمته لا يمنع الموجودات من فيضه، رغم تمكّنه من المنع :
          ((يا من يعطي من سأله. يا من يعطي من لم يسألهومن لم يعرفه تحنُّناً منهورحمة))
          السابع : إن النور الحسي له أفولوزوالوله ثانٍ،ونور الوجود لا أفول له ولا زوالولا ثان لهولا مقابل، ووحدته ليست عددية، فهو ليس واحداً بل هو أحدٌ، والأحد لا يكون إلا الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد. قال تعالى :
          {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}(الإخلاص1)
          لماذا؟ لأنه هو :
          {اللَّهُ الصَّمَدُ*لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ* وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ}(الإخلاص2-4)
          فمع اجتماع هذه الصفات يكون أحداً، فإذا استوعب كلَّ شيء بحيث لا يخلو منه شيء فلا يوجد مجال للثاني،وما هو الثاني في قبال الوجود المطلق؟ العدم! أم…!
          أوَّل ما خلق الله المشيئة
          على ضوء ما قلنا، يمكنك أن تتعرَّف على أوَّل ما خلق الله وأوَّل ما ظهر منه تعالى وهو المشيئة والإرادة، كما ورد في الحديث :
          ((علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عُمَير عن عُمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خَلقَ الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة))(الكافي ج1 ص110 الحديث4)
          فهو شاء فخلق وإنَّما سمِّيت الأشياء أشياءً فلأنَّها مظاهر مشيئته تعالىوتجلِّي إرادته؟
          عالم الأمر
          وهاهنا سؤال يطرح نفسه وهو :
          في ماذا تجلَّتوتتجلَّى (وذلك لأنَّ الخلق مستمرٌ غير متوقِّف فالله دائماً يريد فيخلق) المشيئةُ الإلهيَّة التي بها خلقَ الله الأشياء؟ ومن هُمْ محال مشيئته تعالى؟ هل المشيئة الأولى التي خلق الله بها الأشياء وأظهر به سائر الموجودات، مخلوقة كسائر المخلوقات بمعنى أنَّ المشيئة أيضاً ظهرت بالمشيئة؟
          أقـول:
          من الواضح أنَّ الذي هو مظهر نفس المشيئة، لا يكون شيئاً كسائر الأشياء بل له رتبة أعلى وأسمى منها حيث به خُلقت الأشياء وأصبح هو واسطة لانتقال فيض الوجود إلى الأشياء الأخرى، فهو رابط بين الأشياء وبين الله سبحانه وتعالى.
          لأنَّه إن قلنا بأن المشيئة خلقت بالمشيئة، سوف ننقل الكلام إلى المشيئة الأولى ونقول: هل الله بمشيئته شاء أن يخلق؟ولا تتوقَّف هذه السلسلة أصلاً والتسلسل باطل بالبداهة. (وقد ذكر الحكماء بطلان التسلسل أمور نشير إلى أثنين منها:- 1-لو فصلنا حلقاتٍ من السلسلة ثم قايَسناها مع السلسلة الأولى (الكاملة) فهل الناقصة تساوي الكاملة؟ فإن كانتا متساويتين فسوف تكون الناقصة ليست بناقصة والكاملة ليست بكاملة (وهذا هو التناقض المحال). وأمّا لو قلنا بأنَّهما حينئذٍ غير متساويين فسوف يثبت المطلوب وهو أنّ السلسلة من أوَّل الأمر لم تكن مستمرَّة إلى مالا نهاية بل كانت محدودة. 2-إنَّ وجود المعلول على أيٍّ مشروط بوجود العلَّة فلو استمرَّت المشروطية والربط بتسلسل العلل والمعلولات فسوف لن يتواجد حتَّى شيء واحد أصلاً، وذلك لأنَّ الرابط يفتقر في وجوده إلى غير الرابط فوجود الأشياء وتحقُّقها عيناً دليلٌ على عدم اشتراطها إلى ما لا نهاية.)
          إذاً المشيئة لم تُخلق كسائر الأشياء، بل خَلَق الله الأشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها والمشيئة من عالم الأمر الذي ورد في قوله تعالى :
          {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}(الأعراف54)
          ((فى الخرائج والجرائح عن القائم عليه السلام حديث طويل فيه يقول لكامل بن ابراهيم المدين : وجئت تسأل من مقالة المفوِّضة، كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله عزّ وجلَّ فإذا شاء شئنا والله يقول: وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله))
          وقال الإمام قدَّس الله نفسَه في كتابه القيِّم مصباح الهداية إلى الخلافة والولاية:
          "مطلَعٌ : إن الأحاديث الواردة عن أصحاب الوحيوالتنزيل في بدء خلقهم عليهم السلاموطينة أرواحهم وأنّ أول الخلق روح رسول اللهوعليّ صلى الله عليهماوآلهما أو أرواحهم إشارة إلى تعين روحانيتهم التي هي المشيئة المطلقةوالرحمة الواسعة تعيّناً عقليّاً لأنّه أوَّل الظهور هو أرواحهم عليهم السلاموالتعبير بالخلق لا يناسب ذلك فإنَّ مقام المشيئة لم يكن من الخلق في شيءٍ بل هو الأمر المشار إليه بقوله تعالى :
          (ألا له الخلقوالأمر)وإن يُطلق عليه الخلق أيضا، كما ورد منهم "خلق الله الأشياء بالمشيئة والمشيئة بنفسها" وهذا الحديث الشريف أيضا من الأدلة على كون المشيئة المطلقة فوق التعينات الخلقية من العقلوما دونه" (الكافي ج1 ص441 الرواية9)
          أقـول:ولعلَّ في قوله تعالى :
          {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا}(السجدة24)
          إشارة إلى ذلك، فهم عليهم السلام محال مشيئة الله، وهم باب الله الذي منه يُؤتى، والسبب المتصل بين الأرض والسماء، والنور الأوَّل الذي كان في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهَّرةوالذي منَّ الله علينا بهم فجعلهم في بيوت أذن الله أن تُرفع ويُذكر فيها اسمه. جاء في الحديث:
          ((عن أبان بن تغلب قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام يا ابن رسول الله لم سميت الزهراء زهراء فقال: لأنَّها تزهر لأمير المؤمنين عليه السلام في النهار ثلاث مرات بالنور… إلى أن قال: فلم يزل ذلك النور في وجهها حتى ولد الحسين عليه السلام فهو يتقلب في وجوهنا إلى يوم القيامة في الأئمة منا أهل البيت إمام بعد إمام))) بحار الأنوار ج43 ص11 رواية2 باب2)
          و قال قدِّس سرُّه :
          " لو اتَّحد أفق الإنسان الكامل مع المشيئة المطلقة وأصبحت روحانيته عين مقام الظهور الفعلي للحق تعالى ففي هذا الحال سوف ينظر الحق تعالى بهويسمع بهويبطش به فهو الإرادة النافذة للحقوالمشيئة الكاملةوالعلم الفعلي وقد ورد في الحديث عليٌّ عين الله وسمع اللهوجنب الله." (توحيد الصدوق ص164)
          وقال الإمام قدِّس سرُّه في بيان شخصيَّة النبي الأكرم صلى الله عليهوآله :
          " وهو المشيئة المعبَّر عنها بالفيض المقدس والرحمة الواسعة والاسم الأعظم والولاية المطلقة المحمدية أو المقام العلوي، وهو اللواء الذي آدم ومن دونه تحته والمشار إليه بقوله: " كنت نبياً وآدم بين الماء والطين أو بين الجسد والروح "أي لا روح ولا جسد، وهو العروة الوثقى والحبل الممدود بين سماء الإلهية وأراضي الخلقية، وفي دعاء الندبة قوله عليه السلام : "أين باب الله الذي منه يؤتى أين وجه الله الذي يتوجه إليه الأولياء، أين السبب المتصل بين الأرض والسماء" وفي الكافي عن المفضّل قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام: كيف كنتم حيث كنتم في الأظلّة فقال: يا مفضل كنّا عند ربّنا ليس عنده أحد غيرنا في ظُلّة خضراء نسبحه ونقدِّسهونهلِّله ونمجِّده وما من ملكٍ مقرب ولا ذي روح غيرنا، حتى بدا له في خلق الأشياء فخلق ما شاء كيف شاء من الملائكة وغيرهم ثم أنهى علم ذلك إلينا". والأخبار من طريق أهل البيت عليهم السلام بهذا المضمون كثيرة" (شرح دعاء السحر ص10)
          وهذه المعرفة هي عين التوحيد لأنَّه من خلالها يمكن ربط الأرض بالسماءوالمخلوق بالخالق الواحد الأحد، ويتحقق التناسبوالتسانخوالانسجام بين العلة والمعلول.
          ثمَّ :
          إنَّ أسمائهم هي الأسماء التي علَّمها الله لآدم حيث يقول:
          {وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا}(البقرة 31).
          والمراد من الأسماء هي التي كانت لها علاقة بمقام الخلافة الإلهيّةوبطبيعة الحال هي المسميات المشار إليها في قوله:
          {ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ}(البقرة 31)
          أنظُر إلى هذا التعبير وتأمّل في كلمة (ثمَّ) فإنها قد فصَّلتْ بين جميعِ الأسماء وبين التّي عُرضَتْ على الملائكة وتأمَّل أيضاً في ضمير(هم) فالمقصود منه المسميات التِّي تمتلك التعقُّلَ وإلا لكان التعبير الصحيح هو (عَرضَها) لا (عَرضَهُم).وأصرح منه قوله تعالى:
          {فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَء إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ}(البقرة31).
          ولا يخفى أنَّ كلمة هؤلاء تدلُّ على حضورهم بعينهم آنذاك وهم بعرشه محدقين. ولعلَّ قوله عليه السلام في الزيارة الجامعة الكبيرة وأسماؤكم في الأسماء إشارة إلى هذه الحقيقة حيث كانت أسماؤهم في الأسماء التِّي علَّمها الله آدم عليه السلام.
          و قد ورد في الحديث :
          ((لولاك لما خلقت الأفلاك وأيضاً لولاك لما خلقت آدم))(بحار الأنوار ج16 ص406 الرواية1 الباب12).
          و في زيارة رسول الله صلى الله عليهوآله وسلَّم المنقول عن كلٍّ من الشيخ المفيدوالسيدوالشهيد:
          ((أوَّل النبيين ميثاقاوآخرهم مبعثاً الذي غمسته في بحر الفضيلةوالمنزلة الجليلةوالدرجة الرفيعةوالمرتبة الخطيرة فأودعته الأصلاب الطاهرةونقلته منها إلى الأرحام المطهرة..))(بحار الأنوار ج100 ص183 رواية11 باب2)
          وقد أشبع هذا الموضوع بحثاً في كتاب دولة المهدي المنتظر (دولة المهدي المنتظر من ص 13-45)

          تعليق


          • #6
            المشاركة الأصلية بواسطة لواء الحسين
            سأجيبك بجواب و إعلم إني لا أتوقع منك أن تفهم ذلك

            إنما أورده هنا لعل الآخرين يفهمون المراد

            و هذا البحث مستفاد من احد علمآئنا حفظهم الله تعالى
            انت لم تجب بل نقلت ... ويبدو انك لم تقرأ ما نقلته لي ...

            واذا كنت تعلم ان ما نقلته مستعص على الافهام فلم نقلته ؟؟؟

            على كل حال اشكالي هو على مقالتك التي نقلتها برمتها خاصة هذا الجزء

            على ضوء ما قلنا، يمكنك أن تتعرَّف على أوَّل ما خلق الله وأوَّل ما ظهر منه تعالى وهو المشيئة والإرادة، كما ورد في الحديث :
            ((علي بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عُمَير عن عُمر بن أذينة عن أبي عبد الله عليه السلام قال : خَلقَ الله المشيئة بنفسها ثم خلق الأشياء بالمشيئة))(الكافي ج1 ص110 الحديث4)
            فهو شاء فخلق وإنَّما سمِّيت الأشياء أشياءً فلأنَّها مظاهر مشيئته تعالىوتجلِّي إرادته؟
            اولا : سؤالي ما زال قائما ولم تجب عليه لا انت ولا مقالتك

            ...فهل شاء الله ان يخلق مشيئته ام خلقها من غير ان يشاء ؟؟؟؟!!!!وهل يخلق الله ما لا يشاء ..وسوف اعود لهذه النقطة

            ثانيا : الله سبحانه وتعالى هو بذاته شيئ
            قال الله تعالى

            ((قل اي شيء اكبر شهاده قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القران لانذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهه اخرى قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون ))

            وصاحبك يقول

            وإنَّما سمِّيت الأشياء أشياءً فلأنَّها مظاهر مشيئته تعالىوتجلِّي إرادته؟

            فهل الله سبحانه هوايضا من مظاهر مشيئة نفسه ورادته ؟؟؟


            يقول

            إذاً المشيئة لم تُخلق كسائر الأشياء، بل خَلَق الله الأشياء بالمشيئة وخلق المشيئة بنفسها والمشيئة من عالم الأمر الذي ورد في قوله تعالى :
            {أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالأَمْرُ}(
            حسب مقولتكم فالمشيئة مخلوقة على الرغم من انها لم تخلق كسائر الاشياء الا انها مخلوقة ..والسؤال ما زال قائما هل خلق الله المشيئة بارادته ومشيئته ؟؟ ام خلقها بغير ارادته ومشيئته
            اذا قلتم بانه خلقها بارادته ومشيئته وقعتم في امرين
            1- اما ابطال عقيدتكم
            2- واما الوقود في الدور او التسلسل المحال عقلا

            وان قلتم خلقها بغير ارادته ومشيئته نسبتم الى الله انه يفعل ما لا يريد ولا يشاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا

            واما قول الله تعالى ((الا له الخلق والامر)) فهذه الاية تدل على ان الخلق سبق الامر واذا كانت المشيئة خلقت في عالم الامر فمعنى ذلك ان المشيئة هي اخر ما خلق وسبقها خلق كثير وبالتالي فقد خلق الله الخلق دون مشيئته

            ناهيك انم الامر عندكم مخلوق اصلا وهذا يعني ان الله خلق الامر دون مشيئته ثم بامره خلق مشيئته وهكذا حتى تكون المشيئة اخر المخلوقات

            ----صححني ان كنت مخطئا

            تعليق


            • #7
              عودة إلى الكتابة في المنتدى بعد غياب

              بسم الله الرحمن الرحيم
              اللهم صل على محمد و آل محمد

              عزيزي القادسية الموضوع ذو قيمة و هو محل تفسير و ربما عدة تفاسير و هو شائك و يحتاج إلى معرفة جليلة , ولكن موضوع سؤالك كما يظهر غير الموضوع بحد ذاته و لنناقش هنا كلامك و إن كنت لا أرى لك فائدة في ذلك.

              و أبتدئ أولا بأنّ سؤالك نفسه محل إشكال , تقول:

              السؤال الان هل صفة المشيئة والارادة مخلوقتان ؟؟؟؟
              فهل المشيئة و الإرادة صفتان أم واحدة, لأنك تقول مخلوقتان...

              هل هما صفة واحد أم اثنتان؟؟

              ننتظر جوابك

              ثم قلت فيما بعد مناقشا كلام الأخ "مجنون الحسين"

              اولا : سؤالي ما زال قائما ولم تجب عليه لا انت ولا مقالتك

              ...فهل شاء الله ان يخلق مشيئته ام خلقها من غير ان يشاء ؟؟؟؟!!!!وهل يخلق الله ما لا يشاء ..وسوف اعود لهذه النقطة

              ثانيا : الله سبحانه وتعالى هو بذاته شيئ
              قال الله تعالى

              ((قل اي شيء اكبر شهاده قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القران لانذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهه اخرى قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون ))

              وصاحبك يقول

              وإنَّما سمِّيت الأشياء أشياءً فلأنَّها مظاهر مشيئته تعالىوتجلِّي إرادته؟

              فهل الله سبحانه هوايضا من مظاهر مشيئة نفسه ورادته ؟؟؟

              شاء الله أن يخلق مشيئته..! الحديث يقول "خلق الله المشيئة بنفسها.."


              ثم قلت: أم خلقها من غير أن يشاء؟؟ و هذا يدخل في الموضوع الأصيل المتعلق بالحديث و ليس كالجملة السابقة و هي أجنبية تماما و ليست واقعا للحديث و يتعلق بها قولك عن التسلسل و الدور و احتمالاتك, و هو ما يحتاج إلى التعمق في البحث.

              أما ذكرك لــ " ثانيا : الله سبحانه وتعالى هو بذاته شيئ
              قال الله تعالى

              ((قل اي شيء اكبر شهاده قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القران لانذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهه اخرى قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون )) " فهو محل سؤال : الله .. شيء! و استشهادك بالآية مشكل أيضاً فالشيء هو "شهادة الله" ... يا عزيزي بأبسط فهم للآية فضلاً عن التعمق فيها و ليس الله محلاً فيها للتماثل مع "أشياء هو يكبُرُها" تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا

              "سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين"

              أنتظر منك الإجابة ثم نتكلم و نستطيع تبسيط الأمر إن أنهينا الإشكالات و إلا فلا داعي لأن تنتظر أن نتكلم في جواب سؤالك ما دام الله شيء و فهمك للآية دليل عليه, و مادام أحد استفساراتك إما متهكما أو مخطئاً في الفهم و السؤال "شاء الله أن يخلق مشيئته"
              التعديل الأخير تم بواسطة الولاية; الساعة 06-01-2008, 07:44 AM.

              تعليق


              • #8
                المشاركة الأصلية بواسطة القادسية
                اولا : سؤالي ما زال قائما ولم تجب عليه لا انت ولا مقالتك

                ...فهل شاء الله ان يخلق مشيئته ام خلقها من غير ان يشاء ؟؟؟؟!!!!وهل يخلق الله ما لا يشاء ..وسوف اعود لهذه النقطة
                إذا ثبت لك أن المشيئة حادثة حصلت على الجواب , أليس كذلك

                حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسين بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن عاصم بن حميد عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: لم يزل الله مريدا؟ فقال: إن المريد لايكون إلا لمراد معه: بل لم يزل عالما قادرا ثم أراد .


                حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن محمد بن إسماعيل البرمكي، عن الحسين بن الحسن، عن بكر بن صالح، عن علي بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، عن بكير بن أعين، قال: قلت لابي عبدالله عليه السلام: علم الله ومشيته هما مختلفان أم متفقان؟ فقال: العلم ليس هو المشية، ألا ترى أنك تقول: سأفعل كذا إن شاء الله، ولاتقول سأفعل كذا إن علم الله، فقولك إن شاء الله دليل على أنه لم يشأ، فإذا شاء كان الذي شاء كما شاء، وعلم الله سابق للمشية.


                حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه، عن أبيه، عن محمد بن عبدالجبار، عن صفوان بن يحيى، قال: قلت لابي الحسن عليه السلام: أخبرني عن الارادة من الله ومن المخلوق، قال: فقال: الارادة من المخلوق الضمير وما يبدو له بعد ذلك من الفعل، وأما من الله عزوجل فإرادته إحداثه لاغير ذلك لانه لايروي، ولايهم، ولايتفكر، وهذه الصفات منفية عنه، وهي من صفات الخلق، فإرادة الله هي الفعل لاغير ذلك يقول له: كن فيكون، بلا لفظ ولا نطق بلسان ولا همة ولاتفكر، ولا كيف لذلك كما أنه بلا كيف .


                أبي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن اذينة، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: المشية محدثة.


                ثانيا : الله سبحانه وتعالى هو بذاته شيئ
                قال الله تعالى

                ((قل اي شيء اكبر شهاده قل الله شهيد بيني وبينكم واوحي الي هذا القران لانذركم به ومن بلغ ائنكم لتشهدون ان مع الله الهه اخرى قل لا اشهد قل انما هو اله واحد وانني بريء مما تشركون ))

                وصاحبك يقول

                وإنَّما سمِّيت الأشياء أشياءً فلأنَّها مظاهر مشيئته تعالىوتجلِّي إرادته؟

                فهل الله سبحانه هوايضا من مظاهر مشيئة نفسه ورادته ؟؟؟
                إفهم أولا ثم تكلم
                ورد في كتاب التوحيد للشيخ الصدوق باب أنه تبارك و تعالى شيء ص 101 هذا الحديث :
                أبي رحمه الله قال : حدثنا علي بن إبراهيم عن أبيه عن العباس بن عمرو عن هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال للزنديق حين سأله ما هو ؟ قال : هو شيء بخلاف الأشياء ارجع بقولي : ( شيء ) إلى إثبات معنى و أنه شيء بحقيقة الشيئية أنه لا جسم و لا صورة .

                و معنى قول الإمام عليه السلام : و أنه شيء بحقيقة الشيئية
                يعني ( والله العالم ) إنه سبحانه حقيقة الشئ وكنهه، وهو منزه عن المقارنات والتوابع والأحكام الثابتة لغيره من الأشياء. والله العالم .

                حسب مقولتكم فالمشيئة مخلوقة على الرغم من انها لم تخلق كسائر الاشياء الا انها مخلوقة ..والسؤال ما زال قائما هل خلق الله المشيئة بارادته ومشيئته ؟؟ ام خلقها بغير ارادته ومشيئته
                اذا قلتم بانه خلقها بارادته ومشيئته وقعتم في امرين
                1- اما ابطال عقيدتكم
                2- واما الوقود في الدور او التسلسل المحال عقلا
                عن إمامي و سيدي و مولاي الإمام جعفر بن محمّد الصادق (عليه أفضل الصلاة و السلام) وهو قوله: ”خلق الله المشيئة بنفسها، ثم خلق الأشياء بالمشيئة“ (الكافي ج1 ص110).
                وهذا الحديث الشريف من جملة الأحاديث الغامضة التي حار فيها أصحابنا وقد أدلى كلٌّ بدلوه فيه محاولا شرحه حتى كثرت في تفسيره الأقوال وتعدّدت، وعلة ذلك ما اشتمل عليه الحديث في صدره وذيله، فإذا كانت المشيئة من جملة المخلوقات فإنها تحتاج إلى مشيئة أخرى لتخلقها، وهكذا يتحقق التسلسل الباطل. هذا من جهة، ومن جهة أخرى فكيف يمكن تفسير خلقة الشيء بنفسه؟
                وبطبيعة الحال فإنه ليس بوسع أحد مهما بلغ من مراتب العلم ادعاء أنه قد وصل إلى المعنى الحقيقي لهذا الحديث الشريف، لأنه متعلق بالذات الإلهية التي لا يمكن لبشر أن يحيط بها علما أو فهما، ويبقى التفسير الصحيح منحصرا عند آل الله من المعصومين صلوات الله عليهم أجمعين.
                غير أنه مع ملاحظة ذلك يمكن تقديم التفسيرات المحتملة حسب ما يتراءى لنا من الأدلة والمؤيدات العقلية والنقلية. وعلى هذا فنحن نرى أن المعنى الأقرب لهذا الحديث هو أن المشيئة مخلوقة، وكل حادث مخلوق في عالم الإمكان مسبوق بها، إلا أن هذا الحادث المخلوق مسبوق أيضا بالإرادة، فنثبت أن المشيئة غير الإرادة، وأن كلا منهما مرتبة من مراتب التقدير الإلهي. فإذا لاحظت هذا تعرف أن كل مخلوق لا بد أن يكون مسبوقا بالمشيئة والإرادة معا، إلا أن المشيئة هي بنفسها غير مسبوقة بالإرادة ولا متوقفة عليها، لأنها والإرادة كلتاهما من صفات الأفعال المجرّدة كما ورد عن مولانا الرضا (عليه السلام) في الحديث الذي ذكرناه آنفا،(قال الرضا عليه السلام : المشية والإرادة من صفات الأفعال ، فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريدا شائيا فليس بموحد ) وبهذا المعنى عُبّر عن المشيئة بأنها مخلوقة بنفسها لتمييزها عن سائر المخلوقات المتوقف تحققها في عالم الخارج على الإرادة أيضا، ولبيان أنها منتزعة من صفات الله تعالى، كما هو شأن الإرادة أيضا، إذ يصح القول أن الله تعالى خلق الإرادة بنفسها، وهكذا سائر صفاته الفعلية المنسوبة إليه وحده تبارك وتعالى. وجميع هذه الصفات هي صفات مخلوقة منتزعة من صفته الذاتية تعالى وهي القيومية.

                إذا أردنا أن نجيب وبصورة أخرى لهذه القضية الطويلة نقول : إن المفعول تارة يكون مفعول بالذات بمدد الله بلا كيف وهذا ما نسميه بالإبداع ، وتارة يكون مفعولاً بالواسطة ، أي بواسطة فعل الله ، الذى هو مشيئة كما عن الصادق عليه السلام ( خلق الله المشيئة بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشيئة ) ويمكن توضيح ذلك من خلال الرسم البياني التالي .




                و قالوا أيضا أن المشيئة هي ّقائمة مقام العليّة والسببيّة في تدبير الكون بأجمعه بدءاً من ذراته وانتهاءاً بمجراته وأفلاكه وعوالمه وتنظيمه وإظهار آثار الوجود والعدم فيه بكلمة {كن} التكوينيّة قال تعالى: {اللّه يخلق مايشـاء إذا قضى أمراً فإنمـا يقول له كـن فيكون} (آل عمران - 74).

                و لكن نجد من تأول خلافا لمرجعية أهل البيت عليهم السلام وتحت نظر المنطق الأرسطي ، من تأولوا قدم الإرادة حيث الرواية الواردة في توحيد الصدوق (قده) صريحة في حدوث الإرادة والإشاءة الآلهية وكما نصها عن الإمام الرضا عليه السلام قال : (( المشيئة والأرادة من صفات الأفعال فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريداً شائياً فليس بموحد )) وذلك لأن عقلهم النظري المشبع بالتسلسل الأرسطي لم يعقل إلا حدوث التسلسل على الشكل التالي :
                أ ) إذا كانت الأشياء خلقت بالمشيئة .
                ب) والمشيئة مخلوقة كما هو صريح الرواية .
                ت) هذه المشيئة المخلوقة إما من ضمن المخلوقات فتحتاج إلى مشيئة أخرى تخلقها وهكذا ينتقل الاستفهام نحو المشيئة الخالقة الجديدة ، إما خالقة وفي نفس الوقت هي مخلوقة فتحتاج إلى مشيئة جديدة وهكذا حتى ما لانهاية له فيتم التسلسل العقلي الممتنع في المنطق .
                ث) وحتى يتخلصوا من هذا النفق المظلم الذي أدخلهم فيه التسلسل . قالوا : إن الإرادة صفة ذاتية والذات المقدسة خالقة غير مخلوقة . والمدقق في الرواية وفق مرجعية أهل البيت عليهم السلام لايجد تسلسلا في قضية الإرادة والإشاءة . حيث بالأساس النصوص المطلقة في العقيدة الإسلامية تقول مجمعة على أن الذات الواجب منزه من التباشر والتجانس للإمكان . فكيف استطاع هؤلاء المتفلسفة على عكس القضية من الأساس بسطوة المنطق الأرسطي. إن من الغريب أن تكون " أورقانونة " أرسطو هي الميزان الجديد لعقيدة المسلمين


                وان قلتم خلقها بغير ارادته ومشيئته نسبتم الى الله انه يفعل ما لا يريد ولا يشاء تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
                عن أبي الحسن ( عليه السَّلام ) : " إن لله إرادتين و مشيئتين : إرادة حتم و إرادة عزم ، ينهى و هو يشاء و يأمر و هو لا يشاء ، أو ما رأيت الله نهى آدم ( عليه السَّلام ) و زوجته أن يأكلا من الشجرة و هو شاء ذلك ، إذ لو لم يشأ لم يأكلا ، و لو أكلا لغلبت مشيئتهما مشيئة الله تعالى ، و أمر إبراهيم بذبح ابنه و شاء أن لا يذبحه ، و لو لم يشأ أن لا يذبحه لغلبت مشيئة إبراهيم مشيئة الله عَزَّ و جَلَّ "

                عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ وَاصِلِ بْنِ سُلَيْمَانَ عَنْ عَبْدِ الله بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ الله (عَلَيْهِ السَّلام) قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ أَمَرَ الله وَلَمْ يَشَأْ وَشَاءَ وَلَمْ يَأْمُرْ أَمَرَ إِبْلِيسَ أَنْ يَسْجُدَ لآِدَمَ وَشَاءَ أَنْ لا يَسْجُدَ وَلَوْ شَاءَ لَسَجَدَ وَنَهَى آدَمَ عَنْ أَكْلِ الشَّجَرَةِ وَشَاءَ أَنْ يَأْكُلَ مِنْهَا وَلَوْ لَمْ يَشَأْ لَمْ يَأْكُلْ.

                واما قول الله تعالى ((الا له الخلق والامر)) فهذه الاية تدل على ان الخلق سبق الامر واذا كانت المشيئة خلقت في عالم الامر فمعنى ذلك ان المشيئة هي اخر ما خلق وسبقها خلق كثير وبالتالي فقد خلق الله الخلق دون مشيئته
                سأل محمد بن صالح الأرمنّي أبا محمد عن قول الله: (لله الأمر مِنْ قَبْلُ ومن بعد) فقال أبو محمد (عليه السلام): له الأمر من قبل أن يأمر به، وله الأمر من بعد أن يأمر بما شاء فقلت في نفسي: هذا قول الله: (ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين) قال: فنظر إليَّ وتبسّم ثمّ قال: ألا له الخلق والأمر تبارك الله ربّ العالمين).


                بالنهاية أرجوا منك أن لا تطلب مني أن أتبحَّر أكثر فهذا بحث عميق و دقيق و يحتاج لفراغ البال و هذا ما لا يتيسر لي في هذا الوقت , و أنا الآن مشغول في الإمتحانات , ثم عندي نصيحة لك أن تفكر قبل أن تسئل .

                و من الله التوفيق
                التعديل الأخير تم بواسطة لواء الحسين; الساعة 06-01-2008, 08:18 AM.

                تعليق


                • #9
                  تذييل

                  بسم الله الرحمن الرحيم
                  اللهم صل على محمد و آل محمد

                  أيضاً عزيزي القادسية ذكرت:


                  واما قول الله تعالى ((الا له الخلق والامر)) فهذه الاية تدل على ان الخلق سبق الامر واذا كانت المشيئة خلقت في عالم الامر فمعنى ذلك ان المشيئة هي اخر ما خلق وسبقها خلق كثير وبالتالي فقد خلق الله الخلق دون مشيئته

                  ناهيك انم الامر عندكم مخلوق اصلا وهذا يعني ان الله خلق الامر دون مشيئته ثم بامره خلق مشيئته وهكذا حتى تكون المشيئة اخر المخلوقات
                  كيف حكمت أنّ الأمر أتى بعد الخلق فهل الآية أفادت الترتيب؟ و هل الأمر هنا هو عالم الأمر؟

                  ثم من أتيت بــ " أنّ الأمر عندكم مخلوق أصلاً " و بالتالي إن وقفنا على معناها الواقع عندنا كان استرسالك " و هذا يعني أن الله خلق الأمر دون مشيئته.... " ليس محلاً للإجابة

                  إئتِ لنا بهذين من فضلك لكي يكون الكلام محل بحث


                  تعليق


                  • #10
                    ملاحظة : قد لا أتمكن من متابعة الموضوع أكثر من هذا لإنشغالي بأمور أخرى كثيرة

                    تعليق


                    • #11
                      بسم الله الرحمن الرحيم

                      اللهم صل على محمد و آل محمد

                      عزيزي القادسية , حتى تأتي بما سألتك عنه أفيدك بالجواب على سؤالك الأول متجاوزاً عن إشكالي فيه
                      مشكور أخي الكريم "مجنون الحسين" بما أوردت من كلام العلماء
                      و خلاصة قول الإحسائي الذي أورده "الأخ "مجنون الحسين" في معرض بيانه " إذا ثبت لك أن المشيئة حادثة حصلت على الجواب " هو:

                      إن المفعول تارة يكون مفعول بالذات بمدد الله بلا كيف وهذا ما نسميه بالإبداع ، وتارة يكون مفعولاً بالواسطة ، أي بواسطة فعل الله ، الذى هو مشيئة كما عن الصادق عليه السلام: (( خلق الله المشيئة بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشيئة ))

                      و على ما يبدو أن هذا المعنى مستقى من أنّ المشيئة غير الفعل في حين يبدو من كلام الشيخ المفيد غير ما يبدو من كلام الشيخين الإحسائي و الصدوق

                      قال الإمام الرضا عليه السلام قال : (( المشيئة والإرادة من صفات الأفعال فمن زعم أن الله تعالى لم يزل مريداً شائياً فليس بموحد )) و هنا موضع الكلام فيما يبدو من الشيخين و ما يبدو من الشيخ المفيد و ما يظهر أنّ السيد الشاهرودي فد اتفق فيه مع الشيخ المفيد إن صح الإختلاف الذي أتحدث عنه

                      فهنا الشيخ الصدوق و الإحسائي من بعده يقولان أنّ المشيئة شيء به يحصل الفعل و على ذلك يتحدث الشيخ الإحسائي عن الإبداع و نتيجة عدم التسلسل, بينما الشيخ المفيد و السيد الشاهرودي من بعده يقولان أن الإرادة و المشيئة من صفات الفعل لا أنهما أمر "من ذات الفعل" يحصل به الفعل.

                      يقول السيد الشاهرودي في جوابه هل أن المشيئة صفة :
                      المشيئة من الأفعال الاختيارية نظير الإرادة والاختيار عندنا، فليست من الصفات حتى تكون قديمة كما أنه ليس المراد من قوله(عليه السلام) : «خلق لله المشيئة بنفسها» أنه أوجدها بل المراد أنّه شاء وأراد خلق الأشياء والغرض بيان أن مشيئة الله تعالى لا تحتاج إلى من يوجدها وأما الأشياء الاُخرى (الموجودات) فهي مخلوقة تحتاج إلى الخالق والله تعالى أوجدها بالمشيئة.

                      طبعا مع ملاحظة أن الكل عندنا متفق على أنّ المشيئة و الإرادة ليست من صفات الله تعالى
                      و الإمام الصادق (ع) يقول: "المشيئة محدثة" . و معلوم أن المحدث ليس من الصفات

                      يقول الشيخ مفيد الفقيه في كتابه العقل في أصول الدين, تعليقا على حديث " خلق الله المشيئة بنفسها.." الذي هو موضع البحث: فإن المراد بالمشيئة هنا إعمال القدرة حيث أنها مخلوقة بنفسها لا بإعمال قدرة أخرى و إلا أصبح التسلسل.


                      و في الحديث عن صفوان بن يحيى قال الإمام الصادق (ع) : ... و أمّا من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك , لأنه لا يروي و لا يهم و لا يتفكر و هذه الصفات منفية عنه و هي من صفات الخلق فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ و لا نطق و لا همة و لا تفكر و لا كيف"


                      أقول للقارئ: و الفعل إنما هو إعمال القدرة و الله تعالى قادر و المشيئة محدثة و الفعل يوجد بمجرد إعمال القدرة من القدير فلا إشكال أو استحالة على الله في أن يخلق المشيئة بنفسها دون الحاجة للواسطة . يقول الله تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" سورة يس الآية 82 و عبر عن هذا المعنى في الروايات عن أئمتنا (ع) بالمشيئة و الإحداث و الفعل.

                      فالنتيجة أنّ المشيئة خلقت بذاتها إما إبداعا بلا واسطة و لا كيف كما أوردت أعلاه مع استشهادي بكلام العلماء و ما نقل الأخ "مجنون الحسين" من كلام الشيخ الإحسائي, أو خلقت بذاتها لأنها ناتج من إعمال القدرة و إنما هي من صفات الفعل و الفعل إعمال القدرة, و لا تباين أيضا في الكلامين من حيث الجوهر فالأول يتحدث عن "المحرك الذي به يحدث الفعل" و الثاني يتحدث عن "صفة يتصف بها الفعل ليتم الفعل " و في كلتا الحالين فالمشيئة هي من ذات الفعل و هي التي يتم بها الفعل و هذا بحث آخر غير موضوع خلق المشييئة كما هو واضح.

                      أخي الأستاذ "مجنون الحسين" أشكر لك تفضلك بما أوردت و بذلت مرة أخرى.

                      و الآن ننتظر إجابتك على الإشكالات الواردة في أسئلتك.








                      التعديل الأخير تم بواسطة الولاية; الساعة 06-01-2008, 09:13 AM.

                      تعليق


                      • #12
                        أشكرك عزيزي الفاضل الولاية للتوضيح المفيد بارك الله فيكم , فقط من باب الإيضاح فأنا أخوك , لواء الحسين , و لكن إن أردت فأنا أيضا مجنون الحسين عليه السلام فمن ذالذي لا يجنُّ بحب الحسين عليه السلام ,فأنا مجنون الحسين بالصفة و ليس بالمعرف , لأن مُعرَف " مجنون الحسين " هو خاص لأحد إخواننا الأفاضل صاحب التحديات المشهورة مع الوهابية .

                        حفظكم الرحمن

                        نسئلكم خالص الدعآء

                        تعليق


                        • #13
                          ... نعم أخي و أستاذي لواء الحسين و من الذي لا يعرفك و فضلك في المواضيع القيمة في المنتدى و إنما غاب عني الإسم و أنا من المتابعين لجهودكم أيضا أخي "لواء الحسين" صلوات الله على الإمام الحسين و رحمته و بركاته

                          و مشكور على أن ألفتني لذلك فأنا من محبي مواضيعك و مجهودك و أغبط أن أشاركك الكلام في ساحة الحوار


                          و دمت بخير و حفظ من المولى عز و جلّ و على ولاية محمد و آل محمد (ص)

                          تعليق


                          • #14
                            الاخ الولاية وجدت كما هائلا من الردود ... على مسألة بسيطة لا تحتاج كل هذا الحشد ... ناهيك عن الاختلاف الحاصل بين الشيعة انفسهم ..على كل حال رجائي الخاص لخص لي مطالبك على شكل نقاط ...ان احببت ذلك

                            ولي عودة باذن الله عز وجل

                            تعليق


                            • #15
                              بسم الله الرحمن الرحيم
                              اللهم صل على محمد و آل محمد

                              أفاد أخي العزيز "لواء الحسين" بشرح لكلام الإحسائي مع تلخيص لقوله و ذكرته في ما كتبت.

                              قد قدّمت سابقاً أن سؤالك محل إشكال و ما ذكرته بعده أيضاً و مع ذلك ذكرت الجواب.

                              الموضوع كان و لا زال عميقاً لذا فهو تطلّب الكلام و الشرح و يتطلّب التنفس بعمق أثناء دراسته و الكلام فيه , و لا بدّ أنّه يحتاج لمعرفة و لا أنكرها عليك عزيزي القادسية فلست أعرفك, و إنّما سؤالك و كلامك بعد السؤال فيه حاجة لمزيد اطلاع قبل الخوض في هذا الموضوع, و لكني اعتمدت في الإجابة على فهمك متجاوزاً الحاجة إلى لمعلومات. و سأعتمد عليه مجدداً.


                              سأحاول التلخيص قائلاً:

                              قال الشيخ الإحسائي:
                              إن المفعول تارة يكون مفعول بالذات بمدد الله بلا كيف وهذا ما نسميه بالإبداع ، وتارة يكون مفعولاً بالواسطة ، أي بواسطة فعل الله ، الذى هو مشيئة كما عن الصادق عليه السلام: (( خلق الله المشيئة بنفسها ، ثم خلق الأشياء بالمشيئة ))

                              أقول موضحاً: إنّ المشيئة شيء به يحصل الفعل و على ذلك يتحدث الشيخ الإحسائي عن الإبداع , و نتيجةً عدم التسلسل.

                              قال السيد الشاهرودي:
                              ليس المراد من قوله(عليه السلام) : «خلق لله المشيئة بنفسها» أنه أوجدها بل المراد أنّه شاء وأراد خلق الأشياء والغرض بيان أن مشيئة الله تعالى لا تحتاج إلى من يوجدها وأما الأشياء الاُخرى (الموجودات) فهي مخلوقة تحتاج إلى الخالق والله تعالى أوجدها بالمشيئة.

                              أظن أنّ الكلام هنا واضح و لا يحتاج للتوضيح.

                              يقول الشيخ مفيد الفقيه
                              ..فإن المراد بالمشيئة هنا إعمال القدرة حيث أنها مخلوقة بنفسها لا بإعمال قدرة أخرى و إلا أصبح التسلسل. (من كتاب العقل في أصول الدين تعليقا على حديث " خلق الله المشيئة بنفسها..).

                              و توضيحاً للمجمل زيادة على ما سبق أقول :

                              في الحديث عن صفوان بن يحيى قال الإمام الصادق (ع) : "... و أمّا من الله تعالى فإرادته إحداثه لا غير ذلك , لأنه لا يروي و لا يهم و لا يتفكر و هذه الصفات منفية عنه و هي من صفات الخلق فإرادة الله الفعل لا غير ذلك يقول له كن فيكون بلا لفظ و لا نطق و لا همة و لا تفكر و لا كيف"

                              الفعل إنما هو إعمال القدرة و الله تعالى قادر و المشيئة محدثة و الفعل يوجد بمجرد إعمال القدرة من القدير فلا إشكال أو استحالة على الله في أن يخلق المشيئة بنفسها دون الحاجة للواسطة.
                              يقول الله تعالى: "إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون" سورة يس الآية 82 و عبر عن هذا المعنى في الروايات عن أئمتنا (ع) بالمشيئة و الإحداث و الفعل.

                              فالنتيجة أنّ المشيئة خلقت بذاتها إبداعا بلا واسطة و لا كيف. كما أوردت أعلاه مع استشهادي بكلام العلماء و ما نقل الأخ "لواء الحسين" من كلام الشيخ الإحسائي.

                              أو خلقت بذاتها لأنها ناتج من إعمال القدرة و إنما هي من صفات الفعل و الفعل هو إعمال القدرة. كما يقول الشيخ المفيد "قدس سره" و السيد الشاهرودي و الشيخ مفيد الفقيه من علمائنا الأحياء.

                              أعتقد أنني أوضحت موجزاً و مبسطاً.

                              و آخر دعواي أن الحمد لله ربّ العالمين.
                              التعديل الأخير تم بواسطة الولاية; الساعة 07-01-2008, 07:14 AM.

                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x

                              رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

                              صورة التسجيل تحديث الصورة

                              اقرأ في منتديات يا حسين

                              تقليص

                              المواضيع إحصائيات آخر مشاركة
                              أنشئ بواسطة مروان1400, 03-04-2018, 09:07 PM
                              ردود 13
                              2,150 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة مروان1400
                              بواسطة مروان1400
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 30-06-2024, 10:47 PM
                              ردود 0
                              79 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 14-07-2023, 11:53 AM
                              استجابة 1
                              111 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              أنشئ بواسطة وهج الإيمان, 23-12-2021, 11:24 AM
                              استجابة 1
                              211 مشاهدات
                              0 معجبون
                              آخر مشاركة وهج الإيمان
                              بواسطة وهج الإيمان
                               
                              يعمل...
                              X