إعـــــــلان

تقليص

للاشتراك في (قناة العلم والإيمان): واتساب - يوتيوب

شاهد أكثر
شاهد أقل

اعتقال 'عميد المدونين' في السعودية: صرتُ لا أفهم!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اعتقال 'عميد المدونين' في السعودية: صرتُ لا أفهم!

    افتقدته من أيام، ما عاد يرد على رسائلي، بحثت عنه في مدونته، فلم يطرأ عليها أي تجديد أو إضافة، أين ذهب؟ فالمهندس فؤاد الفرحان (أبو رغد) من السهل الممتنع، والوصول إلى فكره وعقله وشخصيته، والتعرف عليه ليس عسيرا، يمكن متابعة مدونته الشهيرة، فهو من أبرز كتاب المدونات في السعودية، ويفكر بصوت مرتفع، وواضح وشفاف، يكره التقية، وما عرف عنه تدليس ولا تخف.

    تفقدت اليوم مدونته كعادتي، وقرأت هذا الخبر في مرصد المدونين: "اعتقل المدون السعودي فؤاد الفرحان يوم الثلاثاء 11-12-2007م، بعد اقتحام مكتبه في مدينة جدة غرب المملكة العربية السعودية، واقتيد دون توضيح للأسباب أو المبررات التي أدت إلى اعتقاله.

    يعد فؤاد الفرحان من أوائل المدونين السعوديين بأسمائهم الصريحة، وقد خصص مدونته لمناقشة قضايا المجتمع، والطرح الوطني الجريء، مترجماً من خلالها العنوان الذي وضعه لمدونته: (بحثاً عن الحرية، الكرامة، العدالة، المساواة، الشورى، وباقي القيم الإسلامية المفقودة.. لأجل رغد وخطاب).

    تأخذ الجهات الرسمية على الفرحان مناصرته لمن سموا بـ(العشرة)، وهم الأكاديميون السعوديين العشرة الذين اعتقلوا في وقت سابق من هذا العام بتهمة تمويل الإرهاب، دون أن تثبت عليهم التهمة حتى الآن.


    الجدير بالذكر، أن الفرحان سبق وأن ضيق عليه من قبل جهات رسمية غير معروفة، في بداية العام الجاري (فبراير 2007)، مما أدى به إلى إقفال مدونته، والتوقف عن التدوين حتى عاد مرة أخرى في يونيو من العام نفسه" انتهى.

    فصعقت لخبر اعتقاله، رغم أني أعلم أن هذا الرجل الحر تعرض لضغوط ومضايقات، وكان يتوقع اعتقاله، لأن جرأته استفزت جهات نافذة وحركت مياها راكدة وأقلقت متنفذين وشوشت على مخربين، أو ببساطة، ودون التوسع في التخمينات، لأنه من الطينة التي تكره الظلم وتقاوم السلبية القاتلة وتصدع بما تراه حقا، تقويما لانحراف أو تسديدا للركب.

    فؤاد أول ضحية في قائمة المدونين بالسعودية، ولعل البعض يريد أن يقنعنا باعتقال غيور أبي طموح مسالم، لأنه تجاوز الخطوط الحمراء! يريدون إسكات صوته، لا بل اغتيال طموحه، لأنه ليس لأمثاله من المبدعين الخيرين من جيل الزمن الجديد، أن يتميزوا كما تميز غيرهم، ولا أن يخدموا أمتهم ومجتمعهم كما يحق لغيرهم ذلك.

    ورغم أن الابتسامة التي لم تفارق محيى فؤاد وأدبه الرفيع وشرف نبله حتى وهو خلف القضبان، كشفت زيف التضليل والتشويه، الذي لحق به، لكن يبدو أن المشكلة في إرادته، فمادامت له إرادة، فهو يشكل "خطرا"!

    إلى من اعتقله: هل رفع فؤاد سلاحا أو أشعل فتنة وأوقد حربا، بالله أبلغونا: ما الجرم الذي ارتكبه، حتى نصده عن صنيعه؟ ماذا تريدون منه، أبلغونا، الرجل صاحب نجدة ونخوة وغيرة، يكره الظلم بطبعه، هل المطلوب أن نستأصل عنه هذه "الأورام الخبيثة"، صرت لا أفهم، لا عليكم فقط دلونا على مستشفى ينزع عنه لباس المروءة ويبدله برداء الخنوع!

    لماذا لم تهدأ قليلا أخي فؤاد، ولماذا لم تصمت قليلا، لتقي نفسك شر الاعتقال؟ لقد عشت لحظات وساعات مع عائلات المعتقلين الإصلاحيين، وفي مقدمتهم د.سعود مختار الهاشمي، هل تريد أن يعيش خطاب ورغد والأهل المرارة والوحشة نفسها؟

    يريدونك أن تقبع في مكان ثابت ولا تتحرك، هكذا هي أوطننا، قفص من حديد، لا تغادره إلى مناطق وشعب أخرى، ولكن مشكلتك أخي الغالي أبو رغد أنك واجهت الضغوط بإبعادك من مشهد الحراك والجدل الإعلامي والاجتماعي، تهمتك أخي العزيز أنك تمسكت باستقلالية مواقفك وأفكارك، وهذا يفرض قدرا من تحمل "وحشة" التهميش وربما المصادرة، لكنها ضريبة حرية التفكير والقول وإرادة الفعل المستقل.

    أخشى أن يأتي يوم تصبح فيه المدونة شبهة، والتدوين جريمة يعاقب عليها بالحبس، والرأي الحر تهمة، والإصلاح وكره الظلم منقصة، والمروءة مخاطرة، والمجد للمتنفذ والفاسد والمرتشي.

    ما يحتاجه مدبرو اعتقال صاحب أشهر مدونة في السعودية، هو مراجعة هادئة للكيفية التي وصلوا بها إلى هذا المأزق، مأزق مصادرة الحريات المشروعة ومطاردة الرأي الناقد، ولعل قضية أبو رغد، هي المحك والاختبار الحقيقي للتعبير عن إرادة المراجعة أو بالأحرى الاستدراك!

    قوة التأثير الكامنة في كلماته المفعمة بالحيوية، التي حوتها مدونته، قد تجاوزت توقعات صاحبها، وقد أدرك المهندس فؤاد الفرحان، أنه لا يقتل الفكرة إلا السكوت عنها أو تمييعها أو خذلانها من الوصول للناس، وكم من حق اغتاله الصامتون، وكم من مظلمة قهرت الناس بسبب سكوت العقول الواعية، إذ إن التنازل عن استقلالية الرأي والموقف في لحظة من لحظات الضعف أو الانفعال أو الصدمة أو التحولات الخاطفة، تلازم لحظة التخبط والاضطراب في إنسانية الإنسان، "لأن الصوت الذي قد يعلو أو الفكر الذي يراد له أن يعم ويسود أو يجبر عليه الناس، قد لا يكون صحيحا ولا مقبولا".

    أتمنى أن يتحرك العقلاء في أجهزة الأمن لفك أسر المهندس فؤاد الفرحان، فهذا تصعيد لا يخدم أحدا، ويسيء إلى البلد وحكامه، وأسأل الله تعالى أن يرده إلى أهله وأحبابه وهموم وطنه سالما معافى عاجلا غير آجل.
    الوطن تغرد خارج السرب
المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
حفظ-تلقائي
x

رجاء ادخل الستة أرقام أو الحروف الظاهرة في الصورة.

صورة التسجيل تحديث الصورة

اقرأ في منتديات يا حسين

تقليص

لا توجد نتائج تلبي هذه المعايير.

يعمل...
X